إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

التفکير هو الخطوة الاولی فی معالجة الغيبة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • التفکير هو الخطوة الاولی فی معالجة الغيبة


    عند الغيبة أو الاغتياب ، ينبغي للإنسان أن يتدبر و يفكر في أن هذا الكلام الذي يخرج من فمه ليس فيه إلا الضرر والمفسدة، والنفاق ، والابتلاء الدنيوي و سخط الله والعذاب الشديد الأخروي ، فينبغي للانسان العاقل أن يقول لنفسه : علامَ أُقدم على مثل هذا الكلام الذي يجلب هذا الضرر الكثير والفساد الكبير .
    ثانياً : لابد لمعالجة مرض ما ، من تشخيص أسبابه و جراثيمه للقضاء عليها ، فكذلك الحال بالنسبة إلى مرض الاغتياب الوبيل ، فلابد من القضاء على بواعثها و أسبابها .
    أن هناك بواعث كثيرة تجرّنا إلى الاغتياب ، و أهمّ تلك البواعث والأسباب ثلاثة (( الحسد ، والحقد ، والغضب )) إذ تجرنا هذه البواعث إلى الاغتياب والتهم ، و مع كل الأسف ، فإننا لا نلتفت إلى علاج هذا المرض والقضاء على جراثيمه الروية التي ذكرناها آنفاً .
    فهذه الجراثيم تنفذ إلى أعماق أنفسنا يوماً بعد يوم و هي تهيئ المجال لإفساد الروح ، والعذاب الأخروي إننا عندما تُصاب أبداننا بالأمراض ، نسرع إلى أفضل الأطباء ، ليعطونا ((نسخة)) العلاج الناجع، فنعمل بما و صفوه لنا من الدواء لتشفى أجسامنا و تصحّ أبداننا .
    لكننا عندما تمرض أرواحنا لا نكترث بها و لا نُفكر في مراجعة الطبيب ، مع أن هذا الجسد و هذه الروح سيحترقان في نار جهنم غداً يوم القيامة . قال الإمام الصادق (ع): (( كتب رجل لأبي ذر كتاباً يسأله عطاءً نفيساً من العلم ، فكتب له أبو ذر ، أن العلم كثير ، إلا أنك إذا استطعت أن لا تسيئ إلى أحد فلا تُسيئ إلى أحد تحبه ، ( واعمل بهذا و كفى ) )) .
    قال الصادق (ع) : (( فقال الرجل لأبي ذر : هل رأيت أحداً يسيئ إلى مَن يحبه ، فقال أبو ذر : نعم ، إن نفسك أحب الناس إلى نفسك ، فمتى عصيت الله ، فقد أسأت إلى نفسك )).
    إذن : إذا كنّا نحب أنفسنا فعلينا أن نجتنب الاغتياب و أن نبعّد عنها بواعث الغيبة والتي تتجلى كثيراً في الحسد الحقد والغضب ، لنأمن من العذاب الدنيوي والعذاب الأخروي .
    ثالثاً : قد يكون من بواعث الغيبة موافقة الأصدقاء ، فمن أجل أن نسرّ الأصدقاء ، نغتاب الآخرين و نذكر عيوبهم ، و عند هذه الحالة ينبغي التأمل والتفكر بأن رضى الأصدقاء مقرونٌ بغضب الله (سبحانه) ، و قد ورد في بعض الروايات أن : (( مَن يشتري سخط الخالق برضى المخلوق فلا دين له ! )) إذن فيجب علينا أن نتقي سخط الله ( عند إرضاء المخلوق ) فلا نغتاب الآخرين .
    رابعاً : لنتأمل في آثار الغيبة السيئة فإن من آثارها السيئة محوَ حسناتنا ، ففي غد حيث ( تذهل كل مرضعة عما أرضَعت ) و كل يفكر في نفسه دون غيره ، و تتقطع الوشائج والأنساب ، تتجلى قيمة الحسنات ، فعلينا أن لا نُذهب بهذه الحسنات الغالية سُدىً أدراج الرياح ، فلا يبقى لنا في سوق المحشر أمام الله أي سلعةٍ يُعتد بها.
    لنتأمل في هذه الرواية الشريفة :
    عن النبي (ص) أنه قال : (( هل تدرون مَن المفلس )) ، قالوا : المفلس فينا يا رسول الله ، مَن لا درهم له و لا متاع ، فقال (ص) : (( المفلس من أمتي مَن يأتي يوم القيامة ، بصلاةٍ و زكاةٍ و صيامٍ ، و يأتي قد شتم هذا ، و قذف هذا ، و أكل مال هذا ، و سفك دمَ هذا ، و ضرب هذا ، فيعطي هذا من حسناته ، و هذا من حسناته ، و إن فُنيت حسناتُه ، قبلَ أن يُقضى ما عليه أُخذ من خطاياهم فطرحت عليه ، ثم يطرح في النار )) .
    يا لها من محنةٍ ما أشدها يوم القيامة ، إذ تسلب الذنوب المختلفة و لا سيما الغيبة حسناتنا ، التي هي بمثابة رؤوس أموالنا في الأخرى ، فعلينا أن نتذكر هذه الروايات و أمثالها عندما نريد أن تغتاب لئلا نجر ألسنتنا في كلام لا طائل تحته .
    خامساً : لنتذكر حالنا يوم القيامة عندما يقف بوجهنا أخونا في الله الذي كنّا نتظاهر له بالمحبة و نغتابه من خلفه ، فأيةُ حالةٍ ستصيبنا من الخجل والحياء ، فماذا نعدُّ له جواباً و سيمانا في وجوهنا من أثر اغتيابه . فماذا نقول له ؟ لو قال : يا فلان ! لم أكن لأتوقع منك أن أرى فيك كل هذا ، فعلام كنت تغتابني و تريقُ ماء وجهي ؟ إذن ، أنت خائن أيضاً و ذو وجهين و لونين .
    فمتى ما أردنا أن نغتاب فعلينا أن نتصور مواجهتنا له في عرصات المحشر لئلا نخجل أنفسنا يوم القيامة . فقد نغتاب أحداً فيصله خبر اغتيابنا فيعتب علينا فنطوي حديثنا أو نكتم الموضوع عليه و ننكره لكن هل ينفع كتماننا عليه غداً يوم القيامة ؟ لأن اللسان بنفسه سينطق بإذن الله و يشهدُ علينا و يقول : يا فلان لا تكتم و لا تُنكر فقد اغتبته بي ! ربنا نعوذ بك من الفضيحة في يوم القيامة .
    سادساً : فلنتأمل ، كم أنفقنا و أتلفنا من ساعات عمرنا الغالية في تقصي عيوب الآخرين فلولا كنّا أنفقناها و قضيناها في معالجة عيوبنا !
    و قد ورد في سيرة بعض العلماء (الصالحين) الأعاظم أنه متى ما سئل عن شخص أو عن سيرته ، فإنه كان يقول الحمد لله رب العالمين ، فيسأل ثانية نراك تحمد الله و تشكره ، فيقول : اشكر الله لأني أرى انساناً أصلح عيوب نفسه ، و هو اليوم يفكر في شؤون الآخرين و يسأل عن أحوالهم !

    * حسين هاشمي
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 09:44 PM
استجابة 1
10 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة ibrahim aly awaly
بواسطة ibrahim aly awaly
 
أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 07:21 AM
ردود 2
12 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة ibrahim aly awaly
بواسطة ibrahim aly awaly
 
يعمل...
X