إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

المحنه والابتلاء ....اختبار ام عقاب؟؟؟

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المحنه والابتلاء ....اختبار ام عقاب؟؟؟

    إنّ الابتلاء هو عبارة عن الاختبار و كشف الحقيقة الكامنة في ذات الإنسان عن طريق المحن والشدائد والآلام والتكاليف و أنواع البلاء من جهة ، و عن طريق النعم و سعة العيش و توفير القوّة والمال والسلطة والجاه من جهة أخرى ، إذا عرفنا ذلك ، فلنعد ثانية لقراءة الآيات التي تحدّثت عن البلاء والمحنة ، و لنقف على ما اختزنته من تشخيص و قراءة لذات الإنسان ، و كشف عن أعماقه ، و بيان لما ينبغي أن يسير عليه و ينتهجه حين البلاء وعند التعامل مع وسائل الاختبار والابتلاء .
    إنّ القرآن يؤكد من خلال آياته تلك عدّة حقائق أساسية هي :
    1 ـ إنّ الابتلاء والاختبار سنّة إلهيّة ، و لا بدّ للإنسان من أن يمر بحالة من حالات الاختبار والابتلاء الفردي أو الجماعي ، و عليه أن يعد نفسه ، و يهيئها لذلك الاختبار ، فلا يفاجأ ، و لا يستولي عليه الاهمال والامهال .
    قال تعالى :
    ( الَّذِي خَلَقَ الموتَ والحَياةَ لِيَبلوَكُم أيُّكُم أحْسَنُ عَمَلاً وَ هُوَ العَزِيزُ الغَفُورُ ) .
    ( أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُترَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَ هُمْ لا يُفْتَنونَ وَ لَقَدْ فَتَنّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَ لَيَعْلَمَنَّ الكاذِبِينَ ) .
    فالحياة ساحة اختبار و مجال للكشف عن حقيقة النفس و محتوى الذات ، ليعرف الصادق من الكاذب المدّعي ، ذلك لأنّ الحياة مسؤولية و جزاء ، و لا يمكن أن تحدّد المسؤولية ، و يستحق الإنسان الجزاء إلاّ بعد المرور بمرحلة الاختبار والامتحان ، و عند ذلك تنكشف حقائق الناس لأنفسهم ، و للآخرين ، فيبدون على حقيقتهم من غير حجاب و لا ستار .
    إنّ حياة الرخاء والسعة والاستقرار تغطي حالة الضعف ، و تستر نواقص الإنسان و خفاياه الكامنة ، و تظهر حين المحنة ، و في ساعة العسرة والشدّة والاختبار الصعب ، لذلك يؤكد القرآن أنّ ادعاء الإيمان والمبدئية ، و حمل شعار المسؤولية والاخلاص لله وللمبادئ والشكلية الظاهرية ليس بكاف لتصديق المدّعي ، و لا يترك الناس على ما هم عليه حتى يختبرهم الله و يعرّفهم لأنفسهم و للناس الآخرين ، و كم تساقط اُناس في ساحة المحنة ، و كم هوت شخصيات و كيانات و كبت في ميدان الامتحان ، شخصيات كان الناس يعدّونها قمماً و طلائع و قدوة للآخرين .
    2 ـ إنّ الله بعدله و حكمته جعل الاختبار والابتلاء بمستوى الاستطاعة البشرية ، و لا يختبر الله الإنسان إلاّ بما وهبه و أعطاه من طاقات وامكانات ، لذا ورد في القاعدة المأثورة : « إذا سلب ما وهب فقد سقط ما وجب » .
    والقرآن يوضّح هذه الحقيقة ، و يكشفها بوضوح و جلاء بقوله : ( لِيَبلُوَكُمْ فِيما آتاكُم ) .
    إنّ الاختلاف في التكاليف وألوان الاختبار والابتلاء والمحن تستهدف اختبار الناس بما أعطوا و أوتوا من النعم والطاقات والامكانات ، فالعالم يختبره الله بما أعطاه من علم و معرفة ، يختبر بكيفية استخدامه للعلم والمعرفة ، و كيف يتعامل مع الناس بعلمه ، هل يستغل علمه لتدمير البشرية و إذلالها وانقيادها ، أم يستخدمه لخير الإنسان وانتشاله من الظلمات إلى النور ؟ و هل يملأ هذا العلم نفس صاحبه بالغرور والتكبّر والاستعلاء على الآخرين و على خالقه ؟ أم يملأ جوانحه نوراً و هدىً و تواضعاً ؟ و هل يوظّف علمه للدعوة إلى الهدى و تعليم الإنسان سبل الرّشاد ؟ أم يستخدمه للنصب والابتزاز و جمع المال والارتزاق و طلب الزعامة والوجاهة الزائفة ؟ فيحط قيمة العلم و أهدافه النبيلة ، و يحوله إلى أداة تافهة بعيدة عن دور العلم و مسؤوليته الأخلاقية والعملية في الحياة ، و صاحب المال يختبره الله بما أعطاه من مال و خيرات ، و تنكشف حقيقته و سلوكيته حين الغنى وامتلاك الثروة ، فمن الناس من إذا ملك المال طغى و تكبّر و جرّه ماله إلى الفساد والانحطاط والجشع والاستغلال ، فتراه يتقلّب في المعاصي ، و يستخدم النعم التي وهبها الله له في الجريمة والفساد و ظلم الناس ، في حين يوظف صنف آخر ما وهبه الله من مال في طاعة الله ، و فعل الخير واصلاح المجتمع ، و خدمة الإنسان .
    و كم من الناس ، الذين يعملون في حقل السياسة والعمل الاجتماعي ، تراه ينادي بالأمن والسلام و حرّية الآخرين ، و حقوق الإنسان و نصرة الضعيف والمظلوم ... الخ ، إلاّ أنّه يتحوّل إلى وحش كاسر و سلطة ارهابية ، و مخلوق عدواني ظالم إذا ما تسلّط على الآخرين ، و رأى نفسه فوقهم ، واستطاع أن يتصرّف بأمورهم و مقاديرهم .
    إنّ حقيقة الإنسان الخيّرة والشرّيرة لا تعرف بالادعاء والظواهر ، و عند فقد إمكانية الظلم والتسلّط والاستمتاع المحرم والاستغراق في حبّ الدنيا والعجز عن ممارسة العدوان والمعصية ، و لكنّها تعرف عندما يملك الإنسان القوّة والسلطة والجاه و وسائل المتعة ، و عندما يواجه المواقف و حالات الاختبار الصعب .

    * البلاغ

  • #2
    اللهم صلي على محمد وال محمد

    احسنتم اختنا الفاضلة مواضيعكم ذات فائدة ولها قيمة عندنا
    جزاكم الله بكل حرف كتبتموه خيرا
    وادام الله عليكم الصحة والعافية

    تعليق


    • #3
      المشاركة الأصلية بواسطة زينة البغدادي
      اللهم صلي على محمد وال محمد

      احسنتم اختنا الفاضلة مواضيعكم ذات فائدة ولها قيمة عندنا
      جزاكم الله بكل حرف كتبتموه خيرا
      وادام الله عليكم الصحة والعافية
      اهلا حبيبتی زينه

      يسعدنا تواجدک وتواصلک معنا

      بارک الله بک

      ودمتی بحفظ الله ورعايته

      تعليق


      • #4
        مشكورة اختي مليكا على الموضوع الرائع وانشاء الله ينكتب لنا حسن الخاتمه

        جزاج الله خيرا

        تعليق


        • #5
          مشكورة اختي مليكا على الموضوع الجميل

          تعليق


          • #6
            المشاركة الأصلية بواسطة bestfriend
            مشكورة اختي مليكا على الموضوع الرائع وانشاء الله ينكتب لنا حسن الخاتمه

            جزاج الله خيرا
            اهلا اخی المحترم

            شکرالکم علی المرور والمشارکه الرائعه

            دمتم بخير وبارک الله بکم

            تعليق


            • #7
              المشاركة الأصلية بواسطة خادمة ام ابيها
              مشكورة اختي مليكا على الموضوع الجميل
              اهلا حبيبتی خادمة ام ابيها

              تشرفنا بمرورک الطيب

              بارک الله بک.....

              تعليق

              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
              حفظ-تلقائي
              x

              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

              صورة التسجيل تحديث الصورة

              اقرأ في منتديات يا حسين

              تقليص

              لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

              يعمل...
              X