إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

الحرّية في الحضارات الغربيّة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الحرّية في الحضارات الغربيّة

    الحرّية في الحضارات الغربيّة



    وقد حرصت الحضارات الغربية الحديثة على تقليص هذا التحديد ـ تحديد الحرية ـ إلى أبعد الحدود ، وتوفير أكبر نصيب ممكن من الحرية لكل فرد في سلوكه الخاص ، وهذا النصيب هو القدر الذي لا يتعارض مع حرّيات الآخرين ، فلا تنتهي حرية كل فرد إلا حيث تبدأ حرّيات الأفراد الآخرين .
    وليس من المهم بعد توفير هذه الحرية لجميع الأفراد طريقة استعمالها والنتائج التي تتمخض عنها وردود الفعل النفسية والفكرية لها ، مادام كل فرد حرّاً في تصرفاته وسلوكه وقادراً على تنفيذ إرادته في مجالاته الخاصة ، فالمخمور مثلا لا حرج عليه أن يشرب ما شاء من الخمر ، ويضحّي بآخر ذرّة من وعيه وادراكه ، لأن من حقه أن يتمتع بهذه الحرية في سلوكه الخاص ، ما لم يعترض هذا المخمور طريق الآخرين أو يصبح خطراً على حرياتهم بوجه من الوجوه .
    وقد سكرت الإنسانية على أنغام هذه الحرية ، وأغفت في ظلالها برهة من الزمن ، وهي تشعر لأوّل مرة أنها حطّمت كل القيود ، وإن هذا العملاق المكبوت في أعماقها آلاف السنين قد انطلق لأول مرة ، واتيح له أن يعمل كما يشاء في النور دون خوف أو قلق .
    ولكن لم يدم هذا الحلم اللذيذ طويلا ، فقد بدأت الإنسانية تستيقظ ببطء وتدرك بصورة تدريجية ولكنها مرعبة أنّ هذه الحرية ربطتها بقيود هائلة ، وقضت على آمالها في الإنطلاق الإنساني الحر ; لأنّها وجدت نفسها مدفوعة في عربة تسير باتجاه محدّد ، لا تملك له تعبيراً ولا تطويراً ، وإنما كل سلوتها وعزائها وهي تطالع مصيرها في طريقها المحدد : إن هناك من قال لها أنّ هذه العربة عربة الحرية بالرغم من هذه الأغلال وهذه القيود التي وضعت في يديها .
    أما كيف عادت الحرية قيداً ، وكيف أدّى الإنطلاق إلى تلك الأغلال التي تجرّ العربة في اتجاه محدد محتوم ؟ ! وكيف أفاقت الإنسانية على هذا الواقع المُرّ في نهاية المطاف ؟! فهذا كله ما قدّره الإسلام قبل أربعة عشر قرناً ، فلم يكتف بتوفير هذا المعنى السطحي من الحرية للإنسان الذي مني بكل هذه التناقضات في التجربة الحياتية الحديثة للإنسان الغربي ، وإنما ذهب إلى أبعد من ذلك ، وجاء بمفهوم أعمق للحرية ، وأعلنها ثورة تحريرية كبرى للانسان ، ولكنها ليست ثورة على الأغلال والقيود بشكلها الظاهري فحسب ، بل على جذورها النفسية والفكرية ، وبهذا كفل للإنسان أرقى وأسمى أشكال الحرية التي ذاقها الناس على مرّ التاريخ .
    الحرّية الإسلامية :
    ولئن كانت الحرية في الحضارات الغربية تبدأ من التحرّر لتنتهي إلى الوان من العبودية والاغلال ـ كما سنعرف ـ فإنّ الحرّية الرحيبة في الإسلام على العكس فإنها تبدأ من العبودية المخلصة لله تعالى ، لتنتهي إلى التحرّر من كل أشكال العبودية المهينة :
    ( تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أ لاّ نعبد إلاّ الله ولا نشرك به شيئاً ولا يتّخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله ) .
    أرأيت كيف يقيم القرآن التحرر من كل العبوديات على أساس الإقرار بالعبودية المخلصة أرأيت كيف يجعل من علاقة الإنسان بربّه الأساس المتين الثابت لتحرره في علا قاته مع سائر الناس ومع كل أشياء الكون والطبيعة ؟ !
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, اليوم, 07:21 AM
ردود 2
9 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة ibrahim aly awaly
بواسطة ibrahim aly awaly
 
يعمل...
X