بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اكتب هذا الحوار ليتسنى للقاري الكريم والاعضاء ان يقراء بصوره سلسه وهي على شكل حوار اخترته بين اب وابنه ارجو ان ينال رضاكم وتعلقو عليه.
اللهم صل على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اكتب هذا الحوار ليتسنى للقاري الكريم والاعضاء ان يقراء بصوره سلسه وهي على شكل حوار اخترته بين اب وابنه ارجو ان ينال رضاكم وتعلقو عليه.
ولدي الحبيب النجيب... دمت محروسا بعين الله ورعايته.
السلام عليكم وعلى الأحبة المؤمنين معكم ورحمة الله وبركاته، مع دعائي المتواصل الى الله العلي القدير ان يوفقكم لمرضاته ويسدد خطاكم في سبيله انه سميع الدعاء قريب مجيب.
وصلتني رسالتكم قبل مدة ليست بالقصيرة، وانا إذ أثمن منكم عواطفكم النبيلة - أسأل الله - جلت قدرته - ان يجعلني أهلا لبّركم وحسن ظنكم، فمنه التوفيق وهو المنان بالمعطيات.
بني، تعرضت في رسالتك للعديد من الأمور التي رغبت مني أن أتحدث معك حولها، وأنا بدوري أقول لك بأن هذه المحاور واسعة الآفاق لا يمكن ان تختزل في حديث سريع ضمن رسالة، ولهذا فانا أنصحك بمتابعتها من خلال مصادرها في كتب الثقافة الاسلامية، فهذه الطريقة هي الأجدى لك في الوصول الى نتيجة مرضية فيها، وبالمستوى الذي تريد والله تعالى يسددك في مسعاك فهو أرحم الراحمين.
نعم، أقف معك عند محور مهم لما له من دور حساس وتأثير فعال في نظرة المؤمن تجاه الوقائع التي تجري في حياته الجارية، ولما يكتنف هذا المحور من غموض في المواقع والحدود قد لا يلتفت اليها الفكر العام، ومن ثم لا يصل فيها الى واقع الرؤية الاسلامية تجاهها من خلال المطالعة في المصادر التي تتناوله.
بني العزيز..
اما في ولاية علي ابن ابي طالب (عليه السلام) اذ تتفق كلمة عامة الناس بل جميعهم إلا ثلاثة او أربعة ممن محضوا إيمانهم لله - سبحانه - على الارتداد عنها والتصدي لصاحبها، وإنكار حقه في الاسلام، حتى يصبح جليس بيته عقودا من الزمن لتتبع السلطات الحاكمة كل من ينتصر لها بفعل او قول، وتتصدى له بالتنكيل والنفي من الأرض، بل والقتل والاستئصال، وتزيح عن بصائر الأمة كل حجة إلهية يمكن ان تثبتها ولو من بعيد، بما فيها أحاديث رسول الله (صلى الله عليه وآله) حيث يمنع من تدوينها وكتابتها، بحجة (حسبنا كتاب الله)، بل ومن أجل هذه الولاية انهم حتى رسول الله (صلى الله عيه وآله) الذي لا ينطق عن الهوى - بنص القرآن - بالهجران وغلبة الوجع، لتكون هذه الكلمة القاسية هي آخر ما يناله من أمته من الأجر على رسالته، ثم كتب احد العتاة الى عماله في آفاق الدولة الاسلامية (الا برءت الذمة ممن روى حديثا في ابي تراب.
وفي مقابل هذا - كذلك - توضع أحاديث رسول الله (صلى الله عليه وآله) مقابلة لما ورد في علي (عليه السلام) من أجل التشويش على هذه الولاية وصاحبها أمام البصائر، وطمس حجتها في التاريخ، والانحراف بنظرة الاجيال عن دلائل هذه الحجة ومستلزماتها.
ولكن ومع كل هذا وما هو أعظم منه مما جرى في التاريخ لم تفلح تلك الجهود ان تنال من الولاية حداً من حدودها، ولا معلماً من معالمها أو الغض عن شأن من شؤونها، وبقيت، وبقي صاحبها، وبقي جميع ما أراده الله لها، بمنأى عن تطاول المتطالين، وحقد الحاقدين وأصبح أولئك العتاة المردة من محاربي الولاية هم بعض شواهد حجتها، ورواة وقائعها، وكما في الحديث عن الخليفة الثاني وهو يروي لرسول الله (صلى الله عليه وآله) انه كان في جنبه حين اعلان رسول الله (صلى الله عليه وآله) هذه الولاية يوم غدير خم - شاب حسن الوجه طيب الريح ليقول له بعد تصريح رسول الله بتلك الولاية: يا عمر لقد عقد رسول الله (صلى الله عليه وآله) عقداً لا يحلّه الا منافق ويقول رسول الله (صلى الله عليه وآله) ان هذا لم يكن من ولد آدم وإنما كان هو جبرائيل جاء ليؤكد عليهم ما قاله في علي.
حتى ان عمرو بن العاص نفسه - وهو من أوائل من حمل لواء الحرب على علي (عليه السلام) - يقول في قصيدته الجلجلية التي ارسالها الى معاوية من مصر حينما طالبه بخراجها.
وكم قد سمعنا من المصطفى
وفي يوم خمّ رقى منبراً
وفي كفه كفه معلناً
ألست بكم منكم في النفو
فأنحله إمرة المؤمنين
وقال فمن كنت مولى له
فوال وليه يا ذا الجلال
ولا تنقضوا العهد من عترتي
وصايا مخصصة في علي
يبلّغ والركب لم يرحل
ينادي بأمر العزيز العلي
س بأولى؟ فقالوا بلى فافعل
من الله مستخلف المنحل
فهذا له اليوم نعم الولي
وعاد معادي أخي المرسل
فقاطعهم بي لم يوصل
الى آخر القصيدة التي يمكنك - أيها الحبيب - ان تراها في الجزء الثاني من كتاب الغدير (ص:105) عن مصادره التي ذكرها، كما ترى الحديث السابق أيضاً.
بني: اما كربلاء ففيها يُحارَب إمام الحق نفسه حتى يقتل هو ومن معه من أهل بيته وصحبه وتسبى نساؤه من بلد الى بلد، حتى يشاع في الآفاق ان هؤلاء ليسوا الا خوارج على إمام زمانهم فيتقرب أحد الناس الى الله تعالى بقوله للامام زين العابدين (عليه السلام) وكان - حينها -مقيداً على راحلته: الحمد لله الذي قتلكم وهتككم وأكذب أحدوثتكم ونصر الأمير عليكم.
ولكن - وامام طغيان الباطل هذا وعنفوانه، وفي لحظات لا يرى أحد من الناس الاعتياديين بصيص أمل يمكن ان ينفذ الحق بنوره امام الإشهاد - تقف عقيلة الوحي (عليها السلام) لتقول ليزيد الباطل وهي مكبلة في قيود أسرها: (فكد كيدك وأسع سعيك وناصب جهدك فو الله لا تمحو ذكرنا ولا تميت وحينا وهل جمعك إلا بدد وأيامك إلا عدد واستمع يوم ينادي المنادي ألا لعنة الله على الظالمين.
وهكذا كانت الأمور، وبقيت كربلاء - وكما قالت عقيلة الوحي - معلماً من معالم الهدى ونورا من انوار الحق، وراية من رايات الرشاد في البشرية إلى يوم القيامة، ليكون الحسين نبراسا للأحرار مع الأجيال.. بل وكانت مواقف يزيد نفسه وكلماته بل ومواقف قادته وجنوده العتاة مثل عبيد الله بن زياد وعمر بن سعد وشمر بن ذي الجوشن بعض شواهد حجة الله في هذا الحديث الاسلامي العظيم وأدلة الفصل فيه بين الحق والباطل حتى الأبد، وليكون محمد (صلى الله عليه وآله) من الحسين (عليه السلام) كما كان الحسين من محمد (صلى الله عليه وآله).
نعم - ايها الحبيب - ان كلمة الله تعالى وهداه ودينه العظيم والحقائق الكبرى لهذا الدين، وأصوله الأولى، انما هي من شأن الله وحده، وانها أجل وأعظم وأسمى من ان توكل الى أحد سواه، وان كان في القمة من الاخلاص لله والطاعة له واتباع هداه.
ولهذا فهي بمأمن من العوادي وتقلبات الأحوال الاجتماعية، وتطاول الأهواء، سواء استقام معها المجتمع الانساني أم انحرف عنها، وسواء وفّى البشر بمسؤولياتهم إزاءها أم تجاوزوها في حياتهم، فهي أرفع من ان تخضع لغير رعاية الله (سبحانه) المباشرة، وأسمى عن ان تقصر عن المدى الذي تعهده لها.
ولتعلم - ايها الحبيب - ان تلك الرعاية المباشرة لا تحدد في حدود زمن من الأزمان او ظرف من الظروف، فمن الطبيعي حينئذ ان تمضي مع تلك الحقائق في مستقبل الأيام كما كانت في الزمن الماضي دون تفاوت، اذ يستحيل على الحكمة الربانية التي اقتضتها أجلّ من ان تتفاوت في أمر، وان القدرة التي تعهدتها أسمى من ان تضعف من شأن، وأن العلم الذي التزمها أكبر إحاطة من ان تخفى عليه خافية في الأرض او في السماء.
على ان هناك نصوصا وردت عن أهل البيت (عليهم السلام) أكدت على هذا الالتزام والتعهد الربانيين في خصوص عصرنا الحاضر واستمراره ولما بعده من العصور حتى ظهور صاحب الأمر (عليه السلام) ليكون صدقها المشهود بعض شواهد الاعجاز في الحجة الإسلامية كذلك، ففي الحديث عن المفضل بن عمر قال: سمعت ابا عبد الله (عليه السلام) يقول.
(إياكم والتنويه، اما والله ليغيبن إمامكم سنينا من دهركم، ولتمحصُنّ حتى يقال: مات، قتل، هلك، بأي واد سلك؟ ولتدمعن عليه عيون المؤمنين، ولتكفؤن كما تكفأ السفن في أمواج البحر فلا ينجو الا من أخذ الله ميثاقه، وكتب في قلبه الايمان، وأيده بروح منه ولترفعن أثنتا عشرة راية مشتبهة لا يدري أي من أي.
قال (المفضل): فبكيت ثم قلت: فكيف نصنع؟
فنظر (عليه السلام) الى شمس داخلة في الصفة فقال: يا ابا عبد الله ترى هذه الشمس؟ قلت: نعم، فقال: والله لأمرنا أبين من هذه الشمس) أصول الكافي ج1 336.
بني العزيز..
وغني عن البيان ان أشير اليك بان ضمان الله سبحانه لتلك الحقائق الاسلامية الكبرى، هو الأصل لضمانه تعالى بجميع الحقائق الفرعية ضمن حدودها وآفاقها وسبلها المشرفة التي شاءها لها ايضا، وما على العقول المتطلعة الى الهدى والايمان الا ان تسترشد تلك السبل، وتتعرف على تلك الحدود، لتنال بغيتها مما تأمله من النور والكمال والرشاد الرباني.
الجانب الثاني من جوانب الرؤية الاسلامية للظاهرة (موضوع الحديث) ما يجب على الانسان تجاه الحدود الإلهية التي ضمنتها الرعاية الإلهية وتعهدتها بالبقاء والوضوح والاستقامة مع الحق.
ولا أظنك - ايها الحبيب - ترتاب في حدود المسؤولية المناطة بالانسان في مثل هذا المورد، إذ ما كانت الحكمة الالهية لتتعهد شيئا جزافا، أو تضمن شيئا لا لغاية، فتعالى الله عن المحاباة او العبث.
فحين تكون الغاية هنا هي هدى الانسان والأخذ بيده في سبيل الكمال الأعلى فطبيعي ان تبدأ المسؤولية الإنسانية من حيث اقتضت هذه الحكمة الإلهية وانتهت اليه العناية الربانية.
فحين يكون الدين هو فطرة الله التي فطر الناس عليها، فطبيعي ان يقيم الانسان وجهه اليه، وان يخضع له فيما يأمر وينهي: ((فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ)) الروم:30، وحين يرسل الله محمداً (صلى الله عليه وآله وسلم) بشيراً ونذيراً للعباد، وهادياً إلى الله بأذنه وسراجاً منيراً ان يطاع هذا الرسول وان يتبع من غير حرج حتى في اعماق النفوس، فما كان الله يرسل برسولا الا ليطاع، وان يتبع فهذه الطاعة حق تقتضيه عبودية الانسان لله سبحانه بحكم العقل قبل غيره: ((فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً)) (النساء:65). ((وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ)) النساء:64.
وحين ينزل القرآن ونورا وكتابا مبينا، يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات الى النور فجدير بالانسان ان يؤمن وأن يستمسك بهذا القرآن وان يتدبر آياته ويتبع هديها دون تلكؤ او تماهل.
((وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)) الأنعام:155، وهكذا الأمر في بقية الحقائق التي ترد في هذا المضمار ولا اعتقد انها بعيدة عنك بما لها من مستلزمات، ولا سيما بعدما سبق من الحديث.
بني، وتتبلور مسؤولية المؤمن في هذا المجال بما يلي:
أولا: ان يبني إيمانه بهذه الحقائق، وبكل ما تحويه من أصول وفروع وما تنتهي اليه من لوازم على أساس بيّن وسليم من التبصر والقناعة والرؤية الواضحة، فمن أوليات الإسلام انه لا يقبل الا مثل هذا الايمان الرشيد والمحكم: ((قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي)) يوسف:108.
ثانيا: التسليم المطلق لله والالتزام الكامل بتنفيذ جميع ما يتطلبه دينه الحنيف في القيام بما يأمر والارتداع عما ينهى دون أدنى غضاضة حتى في أعماق النفوس وقد قرأنا سابقا قولة الله الصريحة في ذلك: ((فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً)) النساء:65.
ثالثا: ان يشمل هذا الاسلام لله (تعالى) جميع ما يحويه دينه العظيم من الأحكام والمناهج والأصول والفروع دون أي استثناء او استبعاد لأي عقيدة أو حكم او منهج: ((أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ)) البقرة:85.
رابعا: ان ينفذ جميع ما أمره الله به من عمل كما يجتنب جميع ما زجر عنه من شيء في واقع حياته وسلوكه، اذ ما لم ينعكس ذلك الايمان والتسليم الفكري او النفسي على الواقع السلوكي للانسان لا يمكنه ان يحقق لذاته أي غاية وان كان ذلك الايمان في القمة من الوضوح والقناعة وكان ذلك التسليم في درجته العليا في العمق والنفوذ في كيان الذات.
وعن الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: لأنسبن الإسلام نسبة لا ينسبه أحد قبلي ولا ينسبه أحد بعدي إلا بمثل ذلك.
ان الاسلام هو التسليم والتسليم هو اليقين، واليقين هو التصديق والتصديق هو الاقرار، والاقرار هو العمل، والعمل هو الأداء ان المؤمن لم يأخذ دينه عن رأيه، ولكن أتاه من ربه فأخذه إن المؤمن يرى يقينه في عمله والكافر يرى إنكاره في عمله، فوالذي نفسي بيده ما عرفوا أمرهم فاعتبروا انكار الكافرين والمنافقين بأعمالهم الخبيثة. (أصول الكافي ج2ص46.
وهكذا فمن يستقرئ آيات الكتاب العزيز يرى انها قرنت العمل الصالح الى الايمان في تحقيق أي نتيجة يتوخاها الانسان في ايمانه بالله وانقياده اليه واستجابته لأمره.
((وَالْعَصْرِ، إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ، إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ)) العصر (1-3).
خامسا: اعتماد توفيق الله - سبحانه - وتسديده للمؤمن ورعايته المباشرة له في كل مدى تمتد اليه علاقته بالله (سبحانه) وبدينه القويم، سواء على صعيد الاعتقاد والايمان، أم على صعيد العمل والمصابرة عليه.
فالله هو ولي الذين آمنوا دون من سواه: ((اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا)) البقرة:257، وهو الذي يثبتهم بالقول الثابت في الحياة الدنيا، بل وفي الآخرة أيضا.
((يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ)) ابراهيم:27، وهو المتعهد بنجاتهم كما تعهد بنجاة رسله وأنبيائه (عليهم السلام): ((ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ حَقّاً عَلَيْنَا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ)) يونس:103.
وهو سبحانه ((مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ)) النحل:128.
هكذا تتوالى الضمانات والتعهدات الربانية للمؤمن في هذا المجال لتكون هذه التعهدات مصادر قوة فعلية للمؤمن لا يهن معها ولا يضعف ولا ينحرف في حال، أو يرتبك في موقف، وان توالت عليه الصعاب، واشتدت به النكبات
والسلام عليكم
السراجي
السراجي