إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

تكملةموضوع..المهدي الموعود في الأديان السماوية الثلاث

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تكملةموضوع..المهدي الموعود في الأديان السماوية الثلاث

    في بداية هذا النص يدعو النبي داوود (عليه السلام) ربه بإعطاء شريعته للملك. وهذا الدعاء لا بد وأن يكون بخصوص الشريعة الخاتمة التي تجمع كافة الأديان السماوية تحت ظلها وتهيمن عليها، كما بيّنت ذلك الفقرات اللاحقة من النص. فهذه الشريعة هي التي ستحكم جميع الأمم والشعوب، لذلك عُبر عن مالكها بـ (الملك).وجملة (وعدلك لابن الملك) إشارة إلى المخلّص الموعود الذي يحكم بشريعة أبيه التي ستعم العالم، ويملك الأرض من البحر إلى البحر ومن النهر إلى أقاصي الأرض. فهذه الفقرة جاءت لتؤكد أن المخلّص الموعود الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً، هو ابن صاحب الدين الخاتم الذي تُهيمن شريعته على كافة العالم، وهو النبي محمد (ص) وابنه المهدي كما جاء في الحديث الشريف.فقد ورد عن علي (عليه السلام) قال: ( قلتُ: يا رسول الله! أمنّا ـ آل محمدـ المهدي أم من غيرنا؟ فقال: لا، بل منّا. يختم الله به الدين كما فتح، بنا يُنقذون من الفتنة كما أنقذوا من الشرك، وبنا يُؤلف الله بين قلوبهم، وبنا يُصبحون بعد عداوة الفتنة إخواناً كما أصبحوا بعد عداوة الشرك إخواناً في دينهم)(4).وجاء في الإصحاح (46) من سفر أرميا ما نصه: (إصعدي أيتها الخيل، وهيجي أيتها المركبات، ولتخرج الأبطال، فهذا اليوم للسيد رب الجنود يوم نقمة الانتقام من مبغضيه فياكل السيف ويشبع ويرتوي من دمهم، لأن للسيد الرب ذبيحةً في أرض الشمال عند نهر الفرات)(5).يُشير هذا النص إلى واقعة عظيمة عند نهر الفرات، حيث يُذبح هناك أحد أولياء الله المقربين، لأن النص ينسب هذه الذبيحة إلى (الله) مما يدل على سمو مكانته ورفعة مقامه. وسيقوم وليّ لله وهو (السيد ربّ الجنود) بالانتقام لذبح هذا الوليّ المقرّب، ويقتل مبغضيه بعد معارك عنيفة يخوضها ضدهم.
    ولم ينقل لنا التاريخ ـ ولا الكتب السماوية ـ أن هناك ولياً لله ذُبح عند الفرات غير الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهما السلام) والذي يأخذ بثأره هو ولده المهدي (عليه السلام) كما جاء في تفسير الآية (33) من سورة الإسراء عن الإمام الصادق (عليه السلام) حيث سئل عن قول الله تعالى: (ومن قُتل مظلوماً فقد جعلنا لوليه سلطاناً فلا يُسرف في القتل إنه كان منصوراً).
    قال (عليه السلام): ذلك قائم آل (بيت) محمد (عليهم السلام) يخرج فيقتل بدم الحسين (عليه السلام) فلو قتل أهل الأرض لم يكن مسرفاً، وقوله (فلا يُسرف في القتل) أي لم يكن ليصنع شيئاً فيكون مسرفاً.
    ثم قال أبو عبد الله (عليه السلام): يقتل والله ذراري قتلة الحسين (عليه السلام)(6).
    جمع النصارى كتب وأسفار اليهود مع كتبهم وأسفارهم في كتاب واحد أسموه (الكتاب المقدس). وأطلقوا علىهذا الكتاب تسمية (العهد القديم) على كتب وأسفار اليهود، وأطلقوا على كتبهم وأسفارهم (العهد الجديد) أي العهد الذي يبدأ بظهور عيسى بن مريم (عليه السلام) على ساحة الدعوة إلى الله.
    آمن النصارى بوجود المخلّص الذي سينقذ البشرية في آخر الزمان، اعتقاداً منهم بما هو موجود في (الكتاب المقدس) وقالوا إنّ المخلّص الموعود الذي بُشرَ به في أسفار العهد القديم ـ والذي أسماه اليهود بالمسيح ـ هو عيسى بن مريم. لذا أطلقوا عليه اسم (السيد المسيح).
    حاول علماء النصارى تأويل ما جاء في أسفار العهد القديم، ليبرهنوا على أن شخصية المخلّص الموعود هو نفسه عيسى بن مريم لكنهم واجهوا الكثير من الإشكاليات، لعدم تطابق أوصاف المخلّص الموعود مع أوصاف نبيهم وما جرى معه. كالنص الذي أوردناه فيما تقدم، وهو الفقرة الأولى من المزمور (72) من مزامير داوود وهو اللهم أعط شريعتك للملك، وعدلك لابن الملك).
    فلم يتمكن النصارى من إعطاء جواب مقنع لهذه الفقرة. فإذا كان عيسى هو صاحب الشريعة فمن يكون ابنه، وهو لم يتزوج أصلاً؟!. وإذا كان هو ابن الملك صاحب الشريعة الذي يبسط سلطانه على ممالك الأرض، فمن هو أبوه؟!.
    وهكذا تبقى الإشكاليات في النصوص الأخرى التي أوردناها سابقاً، كذبيحة الربّ في الشمال عند نهر الفرات، وبقية النصوص الأخرى، كالنص التالي الذي جاء في سفر دانيال: (كنت أرى في رؤى الليل، وإذا مع سحاب السماء مثل ابن الإنسان، أتى وجاء إلى قديم الأيام، فقرّبوه قدامه، فأعطي سلطاناً ومجداً وملكوتاً، لتتعبد له كل الشعوب والأمم والألسنة، سلطانه سلطان أبدي ما لن يزول، وملكوته مالا ينقرض)(7).
    فالنصارى يؤمنون بأن المسيح هو ابن الله، فمن يكون ابن الإنسان؟!. إن ابن الإنسان هو ابن صاحب الشريعة الذي يبسط سلطان شريعة أبيه على كافة الأمم والشعوب، وهو مهدي آل محمد (ًص).
    وكذلك عجز النصارى عن تفسير ما جاء في كتبهم وأسفارهم حول المخلّص الموعود، ولم يتمكنوا من تفسيرها تفسيراً منطقياً يُرضي العقل. ومثال ذلك ما جاء في سفر الرؤيا ليوحنا صاحب إنجيل يوحنا، في رؤياه الثانية عشر:
    1ـ (وظهرت آية عظيمة في السماء امرأة متسربلة بالشمس والقمر تحت رجليها، وعلى رأسها إكليل من اثني عشر كوكباً.
    2ـ وهي حبلى تصرخ متمخضة ومتوجعة لتلد.
    3 ـ وظهرت آية أخرى في السماء. هوذا تنين عظيم أحمر له سبعة رؤوس وعشرة قرون وعلى رؤوسه سبعة تيجان.
    4ـ وذنبه يجرُّ ثلث نجوم السماء فطرحها إلى الأرض، والتنين وقف أمام المرأة العتيدة أن تلد حتى يبتلع ولدها متى ولدت.
    5 ـ فولدت إبناً ذكراً عتيداً أن يرعى الأمم بعصاً من حديد. واختطف ولدها إلى الله وإلى عرشه.
    6 ـ ولما رأى التنين أنه طرح إلى الأرض اضطهد المرأة التي ولدت الإبن الذكر.
    7ـ فأعطيت المرأة جناحي النسر العظيم لكي تطير إلى البرية، إلى موضعها حيث تُعال زماناً وزمانين ونصف زمان من وجه الحّية.
    8ـ فألقت الحية من فمها وراء المرأة ماءً كنهر لتجعلها تُحمل بالنهر.
    9ـ فأعانت الأرض المرأة، وفتحت الأرض فمها وابتلعت النهر الذي ألقاه التنين من فمه.
    10ـ فغضب التنّين على المرأة وذهب ليصنع حرباً مع باقي نسلها الذين يحفظون وصايا الله وعندهم شهادة يسوع المسيح)(8).
    هذه مقتطفات من رؤيا القديس يوحّنا التي تحكي لنا ملحمةً إلهية بشكل رمزي كنائي، يدور فيها صراع بين المرأة المتسربلة بالشمس والمكللة بإكليل من اثني عشر كوكباً ونسلها ضد التنين، الذي هو رمز الطغيان والشر.
    فسّر علماء الكنيسة المرأة التي تتسربل بالشمس بأنها مريم (عليها السلام) وأن الكواكب الاثني عشر التي فوق رأسها هم الحوارين أصحاب عيسى (عليه السلام) وأن ابنها الذي يرى الأمم بعصاه ـ وهو ما يرمز هنا إلى المخلّص الموعود ـ فسّروه بأنه المسيح عيسى بن مريم.
    التفسير ظاهر البطلان، بصريح نصوص الأناجيل الأربعة التي يدينون بها. فمريم لم يكن لها نسل كثير ـ كما ينص الإنجيل ـ سوى ابنها عيسى (عليه السلام) وكذلك عيسى لم يكن له نسل قام بالجهاد في سبيل الله ومقاومة الطغاة والمستبدين بل ليس له ابن أصلاً.
    كما أن عيسى (عليه السلام) نفسه لم يأمر أصحابه بالجهاد ضد المفسدين من رؤساء الكهنة والحكام وغيرهم بل جاءت دعوته سليمةً، لأنه لم يجد الأعوان على ذلك. والذي يفهم من الأناجيل أيضاً أن مريم (عليها السلام) لم يكن لها أي دور في تبليغ رسالة السماء مع ابنها، حيث كان دورها هامشياً لا يتعدى كونها أم المسيح.
    فالمرأة العتيدة في هذه الرؤيا، بالتأكيد هي ليست مريم بل هي امرأة أخرى لها نسل كثير يقارعون الظلمة والطواغيت، ولها ابن يخشاه هؤلاء الطغاة فيحاولون قتله (فيخطفه الله إلى عرشه).
    وهذه المرأة العظيمة هي فاطمة الزهراء (عليها السلام) التي كان لها دور عظيم في إرساء قواعد الإسلام الحنيف، وكذلك نسلها الذي قدم الكثير من الأموال والأنفس فداءً للإسلام، أولهم ابنها الحسين (عليه السلام) وأهل بيته الأطهار الذين قتلوا ظلماً عند نهر الفرات وهو مَن تشير إليه عبارة الإنجيل: (ذبيحة الرب في الشمال عند نهر الفرات).
    وقد جاء في سنن ابن ماجة أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: (إنا أهل بيتٍ اختار الله لنا الآخرة على الدنيا، وإن أهل بيتي سيلقون بعدي بلاءً وتشريداً حتى ياتي قوم من المشرق معهم رايات سود فيسألون الحق فلا يعطونه، فيقاتلون فينتصرون فيُعطون ما سألوا، فلا يقبلون حتى يدفعوها إلى رجلٍ من أهل بيتي فيملؤها قسطاً كما مُلئت جوراً)(9).
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, اليوم, 07:21 AM
ردود 2
12 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة ibrahim aly awaly
بواسطة ibrahim aly awaly
 
يعمل...
X