بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
أخوتي وأخواتي في منتديات ياحسين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...بعد ما رئيته من بعض الأخوة في المنتديات وتعليقهم على بيانات وفتاوى أغلب العلماء
فأخذني الفضول لكتابة بيان السيد الأستاذ الشهيد محمد باقر الصدر ( قدست نفسه الزكية )
لعل منل لا يأخذ بقول الحي من علمائنا يأخذ بقول الشهيد أو الميت منهم
وهذا نص البيان :
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على محمد وآله وصحبه الميامين.
يا شعبي العراقي العزيز ..
أيها الشعب العظيم ..
إني أخاطبك في هذه اللحظة العصيبة من محنتك , وحياتك الجهادية , بكل فئاتك وطوائفك , بعربك وأكرادك , وبسنتك وشيعتك , لأن المحنة لا تخص مذهبا دون آخر , ولا قومية دون أخرى , وكما هي محنة كل الشعب العراقي , فيجب أن يكون الموقف الجهادي , والرد البطولي و والتلاحم النضالي هو واقع كل الشعب العراقي .
و إني منذ عرفت وجودي و مسؤوليتي في هذه الأمة بذلت هذا الجهود من أجلا الشيعي والسني على سواء , ومن أجل العربي والكردي على سواء, حين دافعت عن الرسالة التي توحدهم جميعاً , وعن العقيدة التي تضمهم جميعاً , ولم اعش بفكري وكياني إلا للإسلام طريق الخلاص, وهدف الجميع .
فأنا معك يا أخي وولدي السني بقدر ما أنا معك يا أخي وولدي الشيعي , أنا معكما بقدر ما أنتما مع الإسلام , وبقدر ما تحملون المشعل العظيم لإنقاذ العراق من كابوس التسلط والذّل و الاضطهاد .
إن الطاغوت وأولياءه يحاولون أن يوحوا إلى أبنائنا البررة من السنة: أن المسألة مسألة شيعة وسنة , ليفصلوا السنة عن معركتهم الحقيقية ضد العدوّ المشترك .
و أريد أن أقولها لكم ــ يا أبناء علي و الحسين و أبناء أبي بكر وعمر ــ إن المعركة ليست بين الشيعة والحكم السني, إن الحكم السني الذي يمثله الخلفاء الراشدون, والذي كان يقوم على أساس الإسلام والعدل, حمل علي السف للدفاع عنه ,إذ حارب جنديا في حروب الردة تحت لواءالخليفة (أبي بكر) وكلنا نحارب عن راية الإسلام, وتحت راية الإسلام مهما كان الحكم المذهبي .
إن الحكم السني الذي كان يحمل رايةالإسلام, قد أفتى علماء الشيعة ــ قبل نصف قرن ــ بوجوب الجهاد من أجله , و خرج مئات الآلاف من الشيعة, وبذلوا دمهم رخيصا من أجل الحفاظ على رايةالإسلام ومن أجل حماية الحكم السني الذي كان يقوم على أساس الإسلام .
إن الحكم الواقع اليوم ليس حكماً سنيا , وأن كانت الفئة المتسلطة تنتسب تاريخيا إلى التسنن, إن الحكم السني لا يعني حكم شخص ولد من أبويين سنيين, بل يعني حكم أبي بكر و عمر, الذي تحداه طواغيت الحكم في العراق في كل تصرفاته , فهم ينتهكون حرمة الإسلام, وحرمة علي وعمر معاً في كل يوم , وفي كل خطوة من خطواتهم الإجرامية .
ألا ترون يا أولادي أنهم اسقطوا الشعائر الدينية التي دافع عنها علي و عمر معا .
ألا ترون أنهم ملئوا البلاد بالخمور وحقول الخنازير , وكل وسائل السجون والفساد التي حاربهاعلي وعمر معاً .
ألا ترون أنهم يمارسون أشد ألوان الظلم والطغيان تجاه كل فئات الشعب , ويزدادون يوماً بعد يوم حقداً على الشعب , وتفنناً في أمتهان كرامته و الأنفصال عنه , و الأعتصام ضده في مقاصيرهم المحاطة بقوى الأمن والمخابرات , بينما كان علي وعمر يعيشان مع الناس , وللناس , وفي وسط الناس , ومع آلامهم وآمالهم .
ألا ترون إلى احتكار هؤلاء للسلطة أحتكاراً عسكرياً عشائرياً , يسبغون عليه طابع الحزب زواراً وبهتاناً .
وسد هؤلاء أبواب التقدم أمام كل جماهير الشعب سوى أولئك الذين رضوا لأنفسهم بالذل والخنوع , وباعوا كرامتهم وتحولوا إلى عبيد أذلاء .
إن هؤلاء المتسلطين قد امتهنوا حتى كرامة حزب البعث العربي الأشتراكي , حيث عملوا من أجل تحويله من حزب عقائدي إلى عصابة تطلب الأنضمام إليها والأنتساب لها بالقوة و الإكراه , و الإ فأي حزب حقيقي يحترم نفسه في العالم يفرض الأنتساب اليه بالقوة ؟!
أنهم أحسوا بالخوف حتى من الحزب العربي الأشتراكي نفسه يدعون تمثيله , أحسوا بالخوف منه إذا بقي حزباً حقيقياً له قواعده التي تبنيه , ولهذا أ رادوا أن يهدموا قواعده لتحويله إلى تجميع يقوم على أساس الأكراه و التعذيب , ليفقد أي مضمون حقيقي له .
يا أخوتي و أبنائي من أبناء الموصل والبصرة, من أبناء بغداد وكربلاء و النجف, من أبناء سامراء و الكاظمية, من أبناء العمارة و الكوت والسليمانية؟ من أبناءالعراق في كل مكان , إني أعاهدكم بأني لكم جميعا , ومن أجلكم جميعا , هدفي في الحاضر والمستقبل , فالتتوحد كلمتكم , و لتتلاحم صفوفكم تحت راية الإسلام, ومن أجل إنقاذ العراق من كابوس هذه الفئة المتسلطة , وبناءعراق حر كريم, تغمره عدالة الإسلام, و تسوده كرامة الإنسان, و يشعر فيه المواطنون جميعا على أختلاف قو مياتهم ومذاهبهم بأنهم إخوة , يساهمون جميعاً في قيادة بلدهم وبناء وطنهم, وتحقيق مُثلهم الإسلامية العليا المستمدة من رسالتنا الإسلامية، وفجر تاريخنا العظيم .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
محمد باقر الصدر
النجف الأشرف
النجف الأشرف