العنوان:الوعد الصادق
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل و سلم على محمد و ال محمد
كنت جالس كالعادة على قناتي المفضلة،قناة النور و الانتصار قناة المنار الشامخة،و اذ بي أرى وجوها ملؤها النور ضاحكة مستبشرة مع قراءة لمقاطع من رسالة المجاهدين الى قائدهم و رد قمر المجاهدين الى ابنائه...
تملكتني الرهبة و الخشوع لرؤيتي تلك الاقمار الساطعة و كأنهم يستعجلون الوقت لرؤية ما وعدهم الله به و لرؤية احبائهم اولياء الله ليّوقعوا لهم التأكيد على البيعة ،فخطر ببالي هذه الرسالة و هذه الكلمات بلسان شهيد حزب الله
التوقيع :شهيد حزب الله
ربيت في جو ملؤه عشق للشهادة و رفض للهوان و الذل ،في مدرسة امامها ابا الاحرار و ملهم الثوار نهلنا منه كل مفاهيم الشهادة و التضحية في سبيل الحق و رفض العار ،امام علمنا كيف يكون الانتصار مهما كان حجم الاخطار،،،
كبرت و تعالت بداخلي صرخات ذلك الامام الثائر و كان هناك صدى يتردد داخلي جواب لتلك الصرخات و الجواب واحد:يالثارات الحسين لبيك يا حسين...
و مرت الايام و اذا بغراب قاتم السواد بدأ يحط على احضان بلدي الطاهرة و بدأ يحاول هذا الغراب تدنيس ثوبها الابيض المشع،و بدأ الدم يغلي و النبض يتعالى و بدأت صرخات بلدي:الا من ناصر ينصرني؟؟؟!!!
فبدأت أرى الحسين المظلوم امامي و بدأ صراخي يعلو بالتلبية،فهاهم المئات من عبد الله الرضيع قد ذبحوا بغير ذنب و ها هن الزينبيات الصابرات على فراق الاحبة و هن يقتدين بام المصائب زينب
الى متى؟الى متى سيبقى هذا الظلم؟يجب ان ننهض و نزيد من شعلة الحسين لكي يضاء منها كل مشاعل الثوار
و قبضت يدي على الزناد لتطلق العنان لطلقات العز و الشرف،و بدأ المشوار ،مشوار الشهادة.
كنت ادعو ربي كل يوم بأن يكون اليوم هو يوم اللقاء الابدي،لكم تمنيت ان اكون شهيدا في حزب الله،
شهيدا بدأ مشواره ليدافع عن كرامة امة و ماضٍ عريق و مستقبل واعد.
شهيدا امتلئ جسدي بطلقات العدو ليشهد كل جرح مني بأني ماضي على درب الثوار،و لينزف دمي و يروّي الارض لتزهر رياحين الغار و تطل ربوع الانتصار.
اه يا روح ماذا تنتظرين هيا اخرجي فقد تعبتي من هذا القيد،و الجسد ممزق فداء لكل حبة تراب من ارضي
ايها الجسد الى متى ستبقى برغم جراحك هل سيطول الفراق؟
هيا يا روحي الان حان وقت الفراق هيا اخرجي بسرعة مستبشرة بقرب لحظة اللقاء،
لكن قبل خروجك ايتها الروح المشتاقة انظري الى الاحبة و القي عليهم التحية
عليك مني يا سيدي يا نصر الله السلام،سيدي لقد كنت لي الاب و الاخ و الصديق و المعلم
سيدي لكم مكانة لن انساها مهما طال الفراق،سيدي سأقول للحسين ان هناك حسينيا بالارض انتهج نهج الحسين و ما زال يقاوم.
لقد كنت يا سيدي من رسول الله من عظم اخلاقك،و بضعة من حيدر الكرار من قوة اصرارك ،و قطعة من الحسن من لينك مع اخوانك و حتى المخالفين لك ،و كنت مشعلا من مشاعل الحسين لتنير قلوب التائهيين.
سيدي سأقول للزهراء عن طيبة قلبكم و تعاطفكم معنا في كل الاحوال.
سيدي سأبقى على العهد لحين اللقاء الابدي عند عرش الله و عند خيرة خلق الله.
هيا يا رفاقي احملوني على الاكتاف لنقلي و تجهيزي ليوم العرس الكبير،يوم يسّجى جسدي الممزق اما قمر المجاهدين كي ينظر اليّ نظرة رفق و وداع سيكون من بعده لقاء بإذن الله،ليمسح على وجهي بيده الطاهرة و ليقرأني السلام الى كل الاحبة و ليبدأ الصلاة عليّ بالــــلــــه اكـــبـــر:
ليرد جسدي عليه بأن الحمد لله رب العالمين
ليقول السيد حسن التكبيرة الثانية الــــلــــه اكـــبـــر:
لترد جروحي لقد صدق الله وعده للمؤمنين
و ليترتفع تكبيرة ابو هادي الثالثة الــــلــــه اكـــبـــر:
لتهني روحي نفسها و جسدي ببركة صلاة امام المقاوميين
و لينهي السيد بالتكبيرة الرابعة الــــــــــــــــلــــــــــــــــه أكــــــــبـــــــــر و الدعاء لي ،و تصرخ كل قطعة مني و تقول نحن و انتم يا سيدي امين امين يا رب العالمين.
و يقترب مني السيد ليلقي نظرة وداع الاب الحنون لابنه المجاهد الفقيد ليأذن بعدها لاخوتي و رفاقي بأن يبدؤا باسم الله مراسم الافراح و زفة الشهيد،،،
هيا احملوني احبائي بأكفكم الحانية و الاكتاف لابشر نفسي بموعد اللقاء،،،
و يبدأ نعشي بالمرور بين حشود الجماهير الابية التي تستقبلني بالصلوات و الزهور و الرياحين ،و تنطلق زغاريد النسوة و يحملون التهاني الى امي الحنون،
امي اه انها امي ،هنا سأتوقف لحظة لارمق منها نظرتها التي كانت تودعني بها عند كل عملية
امي الحبيبة اليوم تستطعين ان تلاقي مولاتنا الزهراء و انت مفتخرة بأنك الان تستطيعين مواساتها بفقدها الحسين
امي العزيزة افرحي و استبشري فاليوم خصص لك مقعد بجوار ام ابيها الحوراء الانسية و بجوار كعبة الاحزان زينب صلوات الله عليهما.
امي قولي لابي ان يستقبل التبريكات و هو مرفوع الرأس فمنذ اليوم سينادونه يا ابا الشهيد،منذ اليوم سيكون له مكانا عليا مع الاحبة في جنان الخلد.
والدي الحبيب:تقبل شهادتي كهدية،و لا تخف يا ابتي سارسل سلامك الى جميع من سبقوني و الى جدي و جدتي و كل احبابنا ابتاه
اخي يا اخي اريدك صلبا قويا شامخا فأنت اليوم الامل بعدي فاشدد من ازر ابينا و كن له العون و لا تنسى الارض يا اخي فلا تساوم و لا تهادن اعداء الله
اختي الغالية :لا تنسي يا قرة العين ان يكون لنا مبدأ في هذه الحياة لكي نمشي عليه و نحاسب عليه فليكن مبدئنا هو ان الله و دينه اولا فلا نتنازل عن حقوق الله مهما كان الثمن حبيبتي.
بدأ رفقاء السلاح بالمسير و نعشي على اكتافهم و روحي تسابقهم حتى لا تفوتني اجمل لحظات اللقاء
و اسير وسط الجماهير و هي تكبر و تهلل مما يزيدني من حالة النقاء،
و اخيرا....وصل جثماني الى مقر الاقامة الابدي الى قبري الوردي،،،
انزلوني برفق يا اصدقاء فقد اقترب موعد الفراق،والله ان لفراقكم حرقة لكن الامل و اليقين بأن هناك لقاء
و اقترب السيد حسن من نعشي و قرأ مع المجاهدين بعضا من القران الكريم و اوصاني بأن ارسل سلامه لحبيبه الاول ابا القاسم محمد المصطفى و الى وصيه المرتضى و لفاطمة الزهراء ولابناء رسول الله صلى الله عليهم اجمعين،
و ان ارسل سلاما خاصا لامام الثوار الحسين عليه السلام سلاما ممتلئ بالشوق و الحنين ،و سلاما لرفقاء الدرب الاوائل للشيخ راغب حرب و للسيد عباس الموسوي و ارسل قبلة على جبين ابنه هادي يقول فيها لقد طال الفراق يا مهجة الفؤاد
كنت ارتجف و انا اسمع كلمات السيد حسن نصر الله التي كان يهمس فيها بالقرب من نعشي،كنت احفظ صورته و صوته و تعابيره فقد حان موعد الفراق
وداعا يا احبتي و يا رفقائي،
وداعا يا امي و يا ابي و يا اخوتي،،،
وداعا يا كل شعبي،،،
وداعا يا بيتي،،،
وداعا يا مدرستي،،،
وداعا يا كل ايامي،،،
وداعا يا ابتساماتي،،،
وداعا يا دموعي،،،
وداعا يا الالامي،،،
وداعا يا جروحي،،،
وداعا وداعا يا سلاحي،،،
وداعا يا سيدي يا نصر الله مع الشكر العميق لكم،شكرا لكم سيدي لاني معكم و بكم فزت بهذه البشرى،سيدي شكرا لكم لاني حظيت بشرف رفقتكم،سيدي شكرا لانك كنتم اخر من اودع بهذه الدنيا.
ها انا يا ارضي الحبيبة سانغرس فيك حتى تزهرين بعطر الشهادة،،،
و بدأ ينهال على جسدي التراب و بدأ نور الدنيا الزائف بالاختفاء،لتسجد كل ذرة مني اجلالا و اكبارا لله سبحانه و تعالى و شكرا له على عظيم ما خصني به من مكانة.
ابشري ابشري يا روحي و ابشر يا جسدي حان وقت اللقاء،بأبي انت و امي يا حبيبي يا رسول الله قد سرنا على الدين القيّم و اتبعنا سنتك يا ابا القاسم يا شفيعي عند الله
يا مولاي و رسولي منذ رفعت الراية ببدر و هي لم تسقط بهمة الابطال و الاشاوس
الراية بقيت مرفوعة و الفداء مستمر منذ تلك اللحظة يا رسول الله .
اسمح لي يا نبي الرحمة ان القي بقية الاحبة بوجودكم،فهاهو علي الكرار قادم من بعيد و معه خير البرية
مولاي يا علي جئتكم لاوّقع لكم على البيعةمن دم الوريد النازف فاقبلني من جندك
مولاتي يا فاطمة الزهراء جئت اعطيكم اضلاعا فداء للضلع المكسور يا فرحة القلوب
مولاي الحسن جئتكم و قد حملت منكم التعاليم الكثيرة و قد تعلمت من مدرستكم توحيد المسلمين و الرفق بهم
مولاي يا ابا عبد الله الحسين ماذا عساي ان اقول مولاي
جئتكم رافضا للذل طالبا اللحق بركبكم هناك بكربلاء لاكون لكم الفداء،جئتكم طالبا للحق ملبيا للنداء الذي ما يزال يصدح بداخلي
مولاي منكم كانت البداية ،و بكم استمرت المسيرة و بسببكم كانت الهداية الى الطريق المحمدي القويم
يا ابا عبد الله
تشرفت بمعرفتكم بسبب ذلك الحسيني الموجود على الارض السيد حسن ،فقطفت منه زهرة من فدائكم و اشعلت منه شعلة من ثورتكم لنير بها حياتي يا ابا عبد الله
جئتكم احبتي فاقبلوني خادما لديكم لابشر نفسي بالفوز الاكبر و المجد الاعظم عند مليك مقتدر
التوقيع:شهيد حزب الله
فهنئيا لك يا شهيد حزب الله
سيدي ابا هادي:
هذه حالي منذ تعرفت بكم و بالمقاومة الاسلامية ،سيدي ابا المجاهدين بكم تغيرت كل حياتي و بكم انقلبت كل مفاهيمي لهذه الحياة
فبكم عرفت ان هذه الحياة هي فقط ممر للخلود الاعظم و ان ثورة الحسين عليه السلام هي الطريق للنجاة في كل الازمان
سيدي حسن نصر الله:
منذ اول مرة استمعت بها الى احزان عاشوراء توقف بي الزمان الى سنة 61 هجري و تشابهت بي كل الاماكن لتصبح كلها كربلاء
فمنذ 5 اعوام و انا في ذلك الزمان و المكان المقدس انهل بيدكم الطاهرة من نبع الحسين عليه السلام
منكم تعلمت الصبر و الصدق و حسن الخلق،بكم عرفت قيمة الناس و سعادة الاخرين،و بسببكم تذوقت طعم التسامح مع الاخرين يا سيدي
معكم تعلمت رفض الذل و العيش الكريم،
بكم ادركت ان الموت ليس هو النهاية ،ان الموت هو بداية كل شي
فمن عاش مظلوما و قاوم الظلم و ادركه الموت فبه يعيش تلك الحياة الازلية السعيدة الموعودة
والدي و معيني:
احتار دائما كيف اكون معكم بكل لحظاتكم في انتصاركم و في الحروب و في احزانكم
احاول ان اصّبر نفسي على بعدها عنكم،لكنها تأبى لاحساسها بالتقصير المستمر تجاهكم جميعا
فكيف السبيل يا سيدي؟ الى متى سيبقى هذا الحال بي؟
فقد اجبرت بالابتعاد عن بلدي ليزيّفوا الاسماء و يمسحوا اسمها القديم ،سيدي ان اسم بلدي هو فلسطين الحبيبة المباركة من عند الله ،لكنني محرومة منها على امل الرجوع اليها
و من ثم تعرفت على الحسين عليه السلام و بدأت كل يوم امنّي نفسي بلقائه و يحترق قلبي كل يوم شوقا اليه و الى الزهراء عليها السلام و اخجل من رسول الله صلى الله عليه و اله و سلم لانني لم اكون مع حفيده يوم الطف
و عندما يأتي محرم التالي يذوب قلبي احتراقا بانتظار الفرج للذكرى التالية و ها انا انتظر
و انا على يقين بأن هناك يوم للقاء مهما طال الانتظار
و من ثم بدأت حرب تموز و بدأ قلبي يندب حظه،الى متى سأبقى بعيدة ؟الى متى سابقى اتجرع مرارة الفراق لكل ما يشكل بحياتي الكنز الاعظم؟
اصبر نفسي بالدعاء لكم و للمجاهدين و لشعب ارضي الحبيبة و الدعاء بأن الحق بركب الحسين عليه السلام
لكن هناك شعور يخنقني،شعور يحرقني سيدي ماذا عساي ان افعل؟
و عندما رأيت شهداء الوعد الصادق بكيت و بكيت و بكيت،تذكرت الحسين الذي لم يغب عني لحظة و تذكرت عذابات زينب و تذكرت جراحات اصحاب الحسين
و تذكرت ارضي المسروقة و هوائها العطر و ما يجري عليها من ظلم و قمع من غير حسيب و لا رقيب و تذكرت ما جرى على ارضكم تذكرت قانا و مروحين و صور اشلاء الاطفال
سيدي ماذا عساي ان افعل؟
و انا عند رؤيتي لاي شهيد اعيش لحظة شهادته،و عند رؤيتي لاهل الشهداء اتمنى ان اكون عندهم لاقدم عزائي،و عندما ارى جائع اتمنى ان اقدم له طعامي،او محتاجا كي اساعده
لكن يا سيدي كيف السبيل؟ماذا عساي ان افعل؟
و تبقى بالقلب غصة الى حين موعد الفرج
لكن اتمنى منكم يا سيدي طلبا صغيرا لكنه كبيرا بالاهمية بالنسبة لي
سيدي اسمح لي و ان اتجرأ و اطلب منكم و انتم تدعون في الصلاة ان تدعوا لي
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل و سلم على محمد و ال محمد
كنت جالس كالعادة على قناتي المفضلة،قناة النور و الانتصار قناة المنار الشامخة،و اذ بي أرى وجوها ملؤها النور ضاحكة مستبشرة مع قراءة لمقاطع من رسالة المجاهدين الى قائدهم و رد قمر المجاهدين الى ابنائه...
تملكتني الرهبة و الخشوع لرؤيتي تلك الاقمار الساطعة و كأنهم يستعجلون الوقت لرؤية ما وعدهم الله به و لرؤية احبائهم اولياء الله ليّوقعوا لهم التأكيد على البيعة ،فخطر ببالي هذه الرسالة و هذه الكلمات بلسان شهيد حزب الله
التوقيع :شهيد حزب الله
ربيت في جو ملؤه عشق للشهادة و رفض للهوان و الذل ،في مدرسة امامها ابا الاحرار و ملهم الثوار نهلنا منه كل مفاهيم الشهادة و التضحية في سبيل الحق و رفض العار ،امام علمنا كيف يكون الانتصار مهما كان حجم الاخطار،،،
كبرت و تعالت بداخلي صرخات ذلك الامام الثائر و كان هناك صدى يتردد داخلي جواب لتلك الصرخات و الجواب واحد:يالثارات الحسين لبيك يا حسين...
و مرت الايام و اذا بغراب قاتم السواد بدأ يحط على احضان بلدي الطاهرة و بدأ يحاول هذا الغراب تدنيس ثوبها الابيض المشع،و بدأ الدم يغلي و النبض يتعالى و بدأت صرخات بلدي:الا من ناصر ينصرني؟؟؟!!!
فبدأت أرى الحسين المظلوم امامي و بدأ صراخي يعلو بالتلبية،فهاهم المئات من عبد الله الرضيع قد ذبحوا بغير ذنب و ها هن الزينبيات الصابرات على فراق الاحبة و هن يقتدين بام المصائب زينب
الى متى؟الى متى سيبقى هذا الظلم؟يجب ان ننهض و نزيد من شعلة الحسين لكي يضاء منها كل مشاعل الثوار
و قبضت يدي على الزناد لتطلق العنان لطلقات العز و الشرف،و بدأ المشوار ،مشوار الشهادة.
كنت ادعو ربي كل يوم بأن يكون اليوم هو يوم اللقاء الابدي،لكم تمنيت ان اكون شهيدا في حزب الله،
شهيدا بدأ مشواره ليدافع عن كرامة امة و ماضٍ عريق و مستقبل واعد.
شهيدا امتلئ جسدي بطلقات العدو ليشهد كل جرح مني بأني ماضي على درب الثوار،و لينزف دمي و يروّي الارض لتزهر رياحين الغار و تطل ربوع الانتصار.
اه يا روح ماذا تنتظرين هيا اخرجي فقد تعبتي من هذا القيد،و الجسد ممزق فداء لكل حبة تراب من ارضي
ايها الجسد الى متى ستبقى برغم جراحك هل سيطول الفراق؟
هيا يا روحي الان حان وقت الفراق هيا اخرجي بسرعة مستبشرة بقرب لحظة اللقاء،
لكن قبل خروجك ايتها الروح المشتاقة انظري الى الاحبة و القي عليهم التحية
عليك مني يا سيدي يا نصر الله السلام،سيدي لقد كنت لي الاب و الاخ و الصديق و المعلم
سيدي لكم مكانة لن انساها مهما طال الفراق،سيدي سأقول للحسين ان هناك حسينيا بالارض انتهج نهج الحسين و ما زال يقاوم.
لقد كنت يا سيدي من رسول الله من عظم اخلاقك،و بضعة من حيدر الكرار من قوة اصرارك ،و قطعة من الحسن من لينك مع اخوانك و حتى المخالفين لك ،و كنت مشعلا من مشاعل الحسين لتنير قلوب التائهيين.
سيدي سأقول للزهراء عن طيبة قلبكم و تعاطفكم معنا في كل الاحوال.
سيدي سأبقى على العهد لحين اللقاء الابدي عند عرش الله و عند خيرة خلق الله.
هيا يا رفاقي احملوني على الاكتاف لنقلي و تجهيزي ليوم العرس الكبير،يوم يسّجى جسدي الممزق اما قمر المجاهدين كي ينظر اليّ نظرة رفق و وداع سيكون من بعده لقاء بإذن الله،ليمسح على وجهي بيده الطاهرة و ليقرأني السلام الى كل الاحبة و ليبدأ الصلاة عليّ بالــــلــــه اكـــبـــر:
ليرد جسدي عليه بأن الحمد لله رب العالمين
ليقول السيد حسن التكبيرة الثانية الــــلــــه اكـــبـــر:
لترد جروحي لقد صدق الله وعده للمؤمنين
و ليترتفع تكبيرة ابو هادي الثالثة الــــلــــه اكـــبـــر:
لتهني روحي نفسها و جسدي ببركة صلاة امام المقاوميين
و لينهي السيد بالتكبيرة الرابعة الــــــــــــــــلــــــــــــــــه أكــــــــبـــــــــر و الدعاء لي ،و تصرخ كل قطعة مني و تقول نحن و انتم يا سيدي امين امين يا رب العالمين.
و يقترب مني السيد ليلقي نظرة وداع الاب الحنون لابنه المجاهد الفقيد ليأذن بعدها لاخوتي و رفاقي بأن يبدؤا باسم الله مراسم الافراح و زفة الشهيد،،،
هيا احملوني احبائي بأكفكم الحانية و الاكتاف لابشر نفسي بموعد اللقاء،،،
و يبدأ نعشي بالمرور بين حشود الجماهير الابية التي تستقبلني بالصلوات و الزهور و الرياحين ،و تنطلق زغاريد النسوة و يحملون التهاني الى امي الحنون،
امي اه انها امي ،هنا سأتوقف لحظة لارمق منها نظرتها التي كانت تودعني بها عند كل عملية
امي الحبيبة اليوم تستطعين ان تلاقي مولاتنا الزهراء و انت مفتخرة بأنك الان تستطيعين مواساتها بفقدها الحسين
امي العزيزة افرحي و استبشري فاليوم خصص لك مقعد بجوار ام ابيها الحوراء الانسية و بجوار كعبة الاحزان زينب صلوات الله عليهما.
امي قولي لابي ان يستقبل التبريكات و هو مرفوع الرأس فمنذ اليوم سينادونه يا ابا الشهيد،منذ اليوم سيكون له مكانا عليا مع الاحبة في جنان الخلد.
والدي الحبيب:تقبل شهادتي كهدية،و لا تخف يا ابتي سارسل سلامك الى جميع من سبقوني و الى جدي و جدتي و كل احبابنا ابتاه
اخي يا اخي اريدك صلبا قويا شامخا فأنت اليوم الامل بعدي فاشدد من ازر ابينا و كن له العون و لا تنسى الارض يا اخي فلا تساوم و لا تهادن اعداء الله
اختي الغالية :لا تنسي يا قرة العين ان يكون لنا مبدأ في هذه الحياة لكي نمشي عليه و نحاسب عليه فليكن مبدئنا هو ان الله و دينه اولا فلا نتنازل عن حقوق الله مهما كان الثمن حبيبتي.
بدأ رفقاء السلاح بالمسير و نعشي على اكتافهم و روحي تسابقهم حتى لا تفوتني اجمل لحظات اللقاء
و اسير وسط الجماهير و هي تكبر و تهلل مما يزيدني من حالة النقاء،
و اخيرا....وصل جثماني الى مقر الاقامة الابدي الى قبري الوردي،،،
انزلوني برفق يا اصدقاء فقد اقترب موعد الفراق،والله ان لفراقكم حرقة لكن الامل و اليقين بأن هناك لقاء
و اقترب السيد حسن من نعشي و قرأ مع المجاهدين بعضا من القران الكريم و اوصاني بأن ارسل سلامه لحبيبه الاول ابا القاسم محمد المصطفى و الى وصيه المرتضى و لفاطمة الزهراء ولابناء رسول الله صلى الله عليهم اجمعين،
و ان ارسل سلاما خاصا لامام الثوار الحسين عليه السلام سلاما ممتلئ بالشوق و الحنين ،و سلاما لرفقاء الدرب الاوائل للشيخ راغب حرب و للسيد عباس الموسوي و ارسل قبلة على جبين ابنه هادي يقول فيها لقد طال الفراق يا مهجة الفؤاد
كنت ارتجف و انا اسمع كلمات السيد حسن نصر الله التي كان يهمس فيها بالقرب من نعشي،كنت احفظ صورته و صوته و تعابيره فقد حان موعد الفراق
وداعا يا احبتي و يا رفقائي،
وداعا يا امي و يا ابي و يا اخوتي،،،
وداعا يا كل شعبي،،،
وداعا يا بيتي،،،
وداعا يا مدرستي،،،
وداعا يا كل ايامي،،،
وداعا يا ابتساماتي،،،
وداعا يا دموعي،،،
وداعا يا الالامي،،،
وداعا يا جروحي،،،
وداعا وداعا يا سلاحي،،،
وداعا يا سيدي يا نصر الله مع الشكر العميق لكم،شكرا لكم سيدي لاني معكم و بكم فزت بهذه البشرى،سيدي شكرا لكم لاني حظيت بشرف رفقتكم،سيدي شكرا لانك كنتم اخر من اودع بهذه الدنيا.
ها انا يا ارضي الحبيبة سانغرس فيك حتى تزهرين بعطر الشهادة،،،
و بدأ ينهال على جسدي التراب و بدأ نور الدنيا الزائف بالاختفاء،لتسجد كل ذرة مني اجلالا و اكبارا لله سبحانه و تعالى و شكرا له على عظيم ما خصني به من مكانة.
ابشري ابشري يا روحي و ابشر يا جسدي حان وقت اللقاء،بأبي انت و امي يا حبيبي يا رسول الله قد سرنا على الدين القيّم و اتبعنا سنتك يا ابا القاسم يا شفيعي عند الله
يا مولاي و رسولي منذ رفعت الراية ببدر و هي لم تسقط بهمة الابطال و الاشاوس
الراية بقيت مرفوعة و الفداء مستمر منذ تلك اللحظة يا رسول الله .
اسمح لي يا نبي الرحمة ان القي بقية الاحبة بوجودكم،فهاهو علي الكرار قادم من بعيد و معه خير البرية
مولاي يا علي جئتكم لاوّقع لكم على البيعةمن دم الوريد النازف فاقبلني من جندك
مولاتي يا فاطمة الزهراء جئت اعطيكم اضلاعا فداء للضلع المكسور يا فرحة القلوب
مولاي الحسن جئتكم و قد حملت منكم التعاليم الكثيرة و قد تعلمت من مدرستكم توحيد المسلمين و الرفق بهم
مولاي يا ابا عبد الله الحسين ماذا عساي ان اقول مولاي
جئتكم رافضا للذل طالبا اللحق بركبكم هناك بكربلاء لاكون لكم الفداء،جئتكم طالبا للحق ملبيا للنداء الذي ما يزال يصدح بداخلي
مولاي منكم كانت البداية ،و بكم استمرت المسيرة و بسببكم كانت الهداية الى الطريق المحمدي القويم
يا ابا عبد الله
تشرفت بمعرفتكم بسبب ذلك الحسيني الموجود على الارض السيد حسن ،فقطفت منه زهرة من فدائكم و اشعلت منه شعلة من ثورتكم لنير بها حياتي يا ابا عبد الله
جئتكم احبتي فاقبلوني خادما لديكم لابشر نفسي بالفوز الاكبر و المجد الاعظم عند مليك مقتدر
التوقيع:شهيد حزب الله
فهنئيا لك يا شهيد حزب الله
سيدي ابا هادي:
هذه حالي منذ تعرفت بكم و بالمقاومة الاسلامية ،سيدي ابا المجاهدين بكم تغيرت كل حياتي و بكم انقلبت كل مفاهيمي لهذه الحياة
فبكم عرفت ان هذه الحياة هي فقط ممر للخلود الاعظم و ان ثورة الحسين عليه السلام هي الطريق للنجاة في كل الازمان
سيدي حسن نصر الله:
منذ اول مرة استمعت بها الى احزان عاشوراء توقف بي الزمان الى سنة 61 هجري و تشابهت بي كل الاماكن لتصبح كلها كربلاء
فمنذ 5 اعوام و انا في ذلك الزمان و المكان المقدس انهل بيدكم الطاهرة من نبع الحسين عليه السلام
منكم تعلمت الصبر و الصدق و حسن الخلق،بكم عرفت قيمة الناس و سعادة الاخرين،و بسببكم تذوقت طعم التسامح مع الاخرين يا سيدي
معكم تعلمت رفض الذل و العيش الكريم،
بكم ادركت ان الموت ليس هو النهاية ،ان الموت هو بداية كل شي
فمن عاش مظلوما و قاوم الظلم و ادركه الموت فبه يعيش تلك الحياة الازلية السعيدة الموعودة
والدي و معيني:
احتار دائما كيف اكون معكم بكل لحظاتكم في انتصاركم و في الحروب و في احزانكم
احاول ان اصّبر نفسي على بعدها عنكم،لكنها تأبى لاحساسها بالتقصير المستمر تجاهكم جميعا
فكيف السبيل يا سيدي؟ الى متى سيبقى هذا الحال بي؟
فقد اجبرت بالابتعاد عن بلدي ليزيّفوا الاسماء و يمسحوا اسمها القديم ،سيدي ان اسم بلدي هو فلسطين الحبيبة المباركة من عند الله ،لكنني محرومة منها على امل الرجوع اليها
و من ثم تعرفت على الحسين عليه السلام و بدأت كل يوم امنّي نفسي بلقائه و يحترق قلبي كل يوم شوقا اليه و الى الزهراء عليها السلام و اخجل من رسول الله صلى الله عليه و اله و سلم لانني لم اكون مع حفيده يوم الطف
و عندما يأتي محرم التالي يذوب قلبي احتراقا بانتظار الفرج للذكرى التالية و ها انا انتظر
و انا على يقين بأن هناك يوم للقاء مهما طال الانتظار
و من ثم بدأت حرب تموز و بدأ قلبي يندب حظه،الى متى سأبقى بعيدة ؟الى متى سابقى اتجرع مرارة الفراق لكل ما يشكل بحياتي الكنز الاعظم؟
اصبر نفسي بالدعاء لكم و للمجاهدين و لشعب ارضي الحبيبة و الدعاء بأن الحق بركب الحسين عليه السلام
لكن هناك شعور يخنقني،شعور يحرقني سيدي ماذا عساي ان افعل؟
و عندما رأيت شهداء الوعد الصادق بكيت و بكيت و بكيت،تذكرت الحسين الذي لم يغب عني لحظة و تذكرت عذابات زينب و تذكرت جراحات اصحاب الحسين
و تذكرت ارضي المسروقة و هوائها العطر و ما يجري عليها من ظلم و قمع من غير حسيب و لا رقيب و تذكرت ما جرى على ارضكم تذكرت قانا و مروحين و صور اشلاء الاطفال
سيدي ماذا عساي ان افعل؟
و انا عند رؤيتي لاي شهيد اعيش لحظة شهادته،و عند رؤيتي لاهل الشهداء اتمنى ان اكون عندهم لاقدم عزائي،و عندما ارى جائع اتمنى ان اقدم له طعامي،او محتاجا كي اساعده
لكن يا سيدي كيف السبيل؟ماذا عساي ان افعل؟
و تبقى بالقلب غصة الى حين موعد الفرج
لكن اتمنى منكم يا سيدي طلبا صغيرا لكنه كبيرا بالاهمية بالنسبة لي
سيدي اسمح لي و ان اتجرأ و اطلب منكم و انتم تدعون في الصلاة ان تدعوا لي
تعليق