بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
حوار هادئ بين بن عبد الوهاب وبن عبد النبي
لقي رجل اسمه بن عبد النبي برجل اخر اسمه بن عبد الوهاب
فبدا الاول وقال السلام عليكم ورحمة الله يااخي انا ادعى بن عيد النبي ورأيتك في هذه الغربة واحببت التعرف عليك فيبدو عليك انك رجل مؤمن والحمد لله
فعبس
حوار هادئ بين بن عبد الوهاب وبن عبد النبي
لقي رجل اسمه بن عبد النبي برجل اخر اسمه بن عبد الوهاب
فبدا الاول وقال السلام عليكم ورحمة الله يااخي انا ادعى بن عيد النبي ورأيتك في هذه الغربة واحببت التعرف عليك فيبدو عليك انك رجل مؤمن والحمد لله
فعبس
بن عبد الوهاب في وجهه ورد قائلا . وعليكم , كيف يتعبد احد لغير الله ؟! منكرا عليه اسم ابيه ... هل تعبد غير الله فتتسمى عبدا له ؟
قال بن عبد النبي
معاذ الله وكيف فهمت ذلك يااخي ألست من امة العرب ؟
قال بن عبد الوهاب
نعم اكيد ونحن العرب نقول عبد فلان اي عبده من دون الله
قال بن عبد النبي
.. استغفر الله يبدو انك اخذت بظاهر القول ولم تتدبر واخذت جانبا من الكتاب ولم تؤمن بكل الكتاب
قال وكيف ذلك ونحن لانؤمن الا برب واحد ونحن له عبيد
قال وكيف ذلك ونحن لانؤمن الا برب واحد ونحن له عبيد
فاجاب بن عبد النبي
هذا لاخلاف عليه ولكن المشكلة بيننا انك لاتعرف ان هناك في اللغة كلمات تكون مشتركات لفظية تحمل عدة معاني فالرب في اللغة تحمل معاني كثيرة منها تعبد الالوهية الذي لايجوز مشاركته لغير الله ولكن المعاني الاخرى المعروفة لدى العرب هية الخادم والمطيع لفلان فانا ماقصدت الاّ ان اكون خادما مطيعا لمولاي رسول الله فانا اتعبد لله بطاعة رسوله وخدمته وهذا تعبير مني تذللا لرسول الله وطمعا بان يجعلني الله له خادما تشرفا بخدمته وانا ماخرجت عن كلام العرب لاعرفا ولاشرعا, كما ان القران اشار الى اختلاف المعاني لهذا اللفظ مثلا قوله [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ]يعني حسب فهمك للنص ان الذي لايقول بعد النعمة شكرا لله فهو مشرك !!!! وكذلك قوله [وعبد الطاغوت] وهنا مقصود اطاع الطاغوت كما جاء في مختار الصحاح [فادخلي في عبادي ] اي ادخلي في حزبي
اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ
[والمعروف انهم لم يعبدوا رهبانهم ولكن عبدوا المسيح وليس المسيح والرهبان ...وكذلك حال عبادة الاحبار فلم يعبد غير عزير النبي من دون الله ولكنهم اطاعوهم من دون الله وهو مصداق للاية التالية [َمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً أَوْ قَالَ أُوْحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنَزلَ اللّهُ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ في غمرات الموت والملائكة باسطوا ايديهم ...]فاتباع هؤلاء عبدوهم باطاعتهم لهم من دون الله معصية لله
فرد مسرعا بن عبد الوهاب
ولكنك تخالف الشرع مرتين اولا هذا محدث لم يرد في عهد النبي ولا الصحابة ولاجاء به كتاب وثانيا انت تشابه النصارى بقولك فالنصارى يقولون عبد المسيح وهم يعبدونه من دون الله فانت مثلهم
قال بن عبد النبي
سبحان الله !!! اتق الله يارجل وتفكر بما ذكرت سابقا من كلام العرب وفهمهم للغة . اما قولك انه ماجاء في عهد النبي ولا الصحابة فانا معك في ذلك ولكن هل جاء تحذير منه وتكفير على من تلفظ به بل ان النبي نفسه كان يقول بين الناس متفاخرا [انا النبي لاكذب انا بن عبد المطلب فلم يقل ابن عامر وهو اسم عبد المطلب ولكن ذكر الكنية فلو كانت شركا لما تفاخر بها ولاتلفظ بها من لاينطق عن الهوى ] فهل اشرك النبي في قوله ذاك حشاه ؟؟ وكان اسم ابي بكر الصديق عبد الكعبة وكان هناك عبد مناف منها اسماء غيّرها النبي كعبد شمس رغم ان لم يقل ان هذا شرك فقد غير اسماء اخرى مثل العاص وحرب وغيرها ولكن الناس الى يومنا هذا يتسمون ويتكنون بتلك الاسماء فاختيار النبي لاسم ثاني لايعني ان الاسم الاول شركي او محرم والا كان من الواجب ان يبين ذلك او يكون التكرار كبيرا جدا على جميع الصحابة البالغ عددهم عند وفاته مائة الف تقريبا ... و ظل استعمال اخرى كعبد مناف ولو كان شركا لماجاز شرعا البقاء عليها , وكذلك قول العربي انا عبد الضيف أي خادمه ... ثم ان مالم يرد النهي عنه ولم يرد الامر به فهو مباح لنا , فكم من أمر لم يرد في زمان النبي ونتعبد الله به في زماننا هذا كما في قيدة السيارة للوصول الى الجامع مثلا او الى الدرس او استعمال الكومبيوتر للتعلم ونشر العلم وبناء المساجد العالية بطابقين وزخرفتها وتوسيعها وبناء دور للذكر واقامة الحفلات للذكر وجمع التبرعات وجمع الحديث في اشرطة ونشرها في النت او استعمال السيارة والطائرة للدعوة او العمل وكثير كثير حكمنا على انها مباحة رغم انها محدثة تمسكا بقول النبي من سنة سنة حسنة فله اجرها واجر من عمل بها الى يوم القيامة فلم تكن بدعة رغم انها محدثة ماورد في ذاتها دليل
قاطع بن عبد الوهاب
قائلا ولكن تلك من باب نشر الخير وهو مستحب عموما
اجاب بن عبد النبي
اصبت وهذا ايضا نشر للخير بين الناس فبيان للناس مدى محبة المسلم لنبيه بان يتشرف المتسمي به بخدمة النبي وطاعته هذا ماكان عليه كثير من الصحابة والسلف الا ترى ان كثير من الصحابة كان يتسابق الى التمسح بماء يتوضا به النبي او من عرقه الشريف او من لعابه الطاهر ونخامه رغم ان المخالف يستنكف من ذلك ويترفع عنه فكانوا يتذللون للنبي ويتفاخرون بخدمته
فقال بن عبد الوهاب
بيننا كتاب الله فهل اجاز الله والحال ان هذه المسالة بهذه الخطورة تنقل الانسان من التوحيد الى الشرك اما كان الله عالما بذلك فيبيحها؟
قال بن عبد النبي
هذا عليك وليس لك فمسالة تطعن في توحيد المسلمين وتحل دمائهم لمَ لمْ يبينها الله سبحانه للناس وتركها من دون تحليل او تحريم اي مباحة ؟ثم ان القرآن جاء بلسان العرب وهذا لسان العرب ومعنى الكلمة هية الخدمة والاطاعة..واستحباب التسمي بما حمد وعبد لايعني كراهة التسمي بغيرها من الاسماء او كما تزعم كفر التسمي بخادم النبي او عبد النبي او خادم الحسين او عبد الحسين... ثم ان الله سبحانه استعمله وانبياؤه كذلك
قال بن عبد الوهاب
أتحداك ان تاتي باية واحدة
قال بن عبد النبي
اقرأ وتدبر [َأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ ..]فكيف يستقيم القول بشرك من قال عبد النبي ويدعو الله اليه بنفسه لعبد مادون النبي؟!! .وقول يوسف عليه السلام[وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِّنْهُمَا اذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ][يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْراً]فهل نؤمن بنبي مشرك ام ان اللغة اوسع من الفهم السطحي للفظ هذا
بل ان الله سبحانه وتعالى حلف باسم النبي فقال [لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ ] لعمرك يامحمد فهذا اعظم واجل من قولي عبد محمد
فقال بن عبد الوهاب
ولكن هذا تشبه بالكافرين والمشركين
فاجاب بن عبد النبي
وهل كل من تشبه بقوم صار منهم ؟؟ فلو كان ذلك كذلك لكنت انت اليوم وفي ركوبك هذا وفي لبسك وفي مطعمك وفي جلوسك واستعمالك للاجهزة الحديثة وغيرها متشبها بهم ايضا فتحشر معهم لانك عملت مايعمل الكفار وتشبهت بهم عامدا متعمدا ولم تبقى على ما بقى عليه السلف الصالح !!! ثم ان من عمل عمل قوم ليس بالضرورة ان يعاقب مثلهم او يرمى بما رموا فيه .. مثلا هنالك قوم لوط الذين يعملون في ناديهم المنكر فمن عمل ذلك اليوم او من عمل اللواط هل نقول عنه مشرك ام نقول انه فاعل للكبائر؟!! وكذلك من خسّر الميزان فهل نعاقبه كما عاقب الله قوم شعيب لمجرد انه شابه عمله ؟؟؟
قال بن عبد الوهاب
ان التوحيد هو أن تؤمن أن الله موجود، وهو الذي خلق السماوات والأرض، وأنه المحيي المميت المتصرف بالكون الرزاق... وعند ذاك فرعون وقومه وأبو جهل وغيرهم موحدين، لأنه ليس هناك أحد ينكر هذه الأمور التي ذكرتها، ففرعون الذي ادعى الربوبية كان يعترف ويؤمن في نفسه أن الله موجود وهو المتصرف بالكون، والدليل قولـه عز وجل: ﴿وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً ﴾ وقد ظهر هذا الاعتراف جلياً حين أدركه الغرق
تعليق