إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

عظمة الرسول القائد صلى الله عليه وآله وسلم

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عظمة الرسول القائد صلى الله عليه وآله وسلم

    ) بسم اللة الرحمن الرحيم


    نقتبس هنا عدة عبائر من خطبة الزهراء عليها السلام لنعطيها حقها من التحليل والتوضيح ، ونفهمها كما هي في عالم الخلود ، وكما هي في واقعها الرائع ، قالت : ( ثم قبضه إليه قبض رأفة واختيار ورغبة وإيثار ، فمحمد صلى الله عليه وآله وسلم عن تعب هذه الدار في راحة ، قد حف بالملائكة الأبرار ورضوان الرب الغفار ومجاورة الملك الجبار ) .


    انظر إلى البليغة كيف تركت النعيم المادي كله ، وملذو ذات الحس حين أرادت أن تقرض فردوس أبيها ، وجنته الخالدة ، لأنها رأت في معاني أبيها العظيم ما يرتفع على ذلك كله ، وما قيمة اللذة المادية جنينية كانت أو دنيوية في حساب محمد

    صلى الله عليه وآله وسلم الروحي الذي لم يرتفع أحد بالروح الأنسانية كما ارتفع بها ، ولم يبلغ بها أحد سواه أوجها المحمدي ( ولم يغذها مصلح عداه بالعقيدة الألهية الكاملة التي هي غاية العقول في طيرانها الكفري والشوط الأخير للطواف الأنساني حول الحقيقة المقدسة الذي يستقر عنده الضمير وتطمئن إليه الروح ) ( 1 ) .


    * ( هامش ) *
    ( 1 ) نقلنا هذه الجملة عن كتابنا - العقيدة الألهية في الأسلام . ( الشهيد ) ( * )




    - فدك في التاريخ - السيد محمد باقر الصدر ص 124 : -


    فهو إذن : المربي الاكبر للروح ، والقائد الفريد الذي سجلت المعنويات الروحية تحت رايته انتصارها الخالد على القوى المادية في معركتهما القائمة منذ بدأ العقل حياته في وسط المادة .

    وما دام هو بطل المعركة الفاصلة بين الروحية والمادية الذي ختمت برسالته رسالات السماء فلا غرو أن يكون محور ذلك العالم الروحي الجبار ، وهذا ما شاءت أن تقوله الزهراء حين قالت تصف الفردوس المحمدي : فمحمد عن تعب هذه الدنيا

    في راحة ، قد حف بالملائكة الأبرار فهو القطب أبدا في الدنيا وا لاخرة ، غير أنه في الاولى متعب لأنه القطب الذي يجاهد ليقيم دروة الحياة الأنسانية عليه ، على اسلوب خالد ، وفي الاخرى مرتاح لأنه المحور الذي يكهرب الحياة الملائكية بنوره ، فتحف به الملائكة لتقدم بين يديه آيات الحمد والثناء .


    وما دام النبي صلى الله عليه وآله وسلم من الطراز الأسمى فلتكن جنته على غراره ملؤها الترف المادي بل هي في أوضح معانيها الترف المعنوي - إن صح التعبير - وأي ترف روحي أسمى من مجاورة الملك الجبار والظفر برضوان الرب الغفار

    وهكذا وصفت الزهراء جنة أبيها في جملتين ، فإذا به القطب المتصل بمبدأ النور والشمس التي تحيط بها الملائكة في دنيا النور .



    ( عظمة الإمام علي عليه السلام ومؤهلاته الشخصية )

    وقالت عليها السلام : - ( وكنتم على شفا حفرة من النار مذقة الشارب ، ونهزة الطامع ، وقبسة


    - فدك في التاريخ - السيد محمد باقر الصدر ص 125 : -


    العجلان ، وموطئ الأقدام ، تشربون الطرق ، وتفتاتون الورق ، أذلة خاسئين تخافون أن يتخطفكم الناس من حولكم ، فأنقذكم الله تبارك وتعالى بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم بعد اللتيا والتي ، وبعد أن مني ببهم الرجال ، وذؤبان العرب ، ومردة أهل

    الكتاب ، كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله ، أو نجم قرن للشيطان ، وفغرت فاغرة من المشركين ، قذف أخاه في لهواتها ، فلا ينكفئ حتى يطأ صماخها بأخمصه ، ويخمد لهبها بسيفه مكدودا في ذات الله ، مجتهدا في أمر الله قريبا من رسول الله

    صلى الله عليه وآله وسلم سيد أولياء الله مشتمرا ناصحا مجدا كادحا ، وأنتم في رفاهية من العيش وادعون فاكهون آمنون )
    ( 1 ) .


    ما أروعها من مقارنة هذه التي عقدتها الزهراء بين أسمى طراز من الكفاءة العسكرية في دنيا الأسلام يومئذ وبين رجولة مفطومة - إن صح التعبير - من ملكات البطل ومقومات العسكري الموهوب . بين بسالة هتفت بآياتها السماء والأرض ،

    وكتبت بمداد الخلود في فهرس المثاليات الأنسانية ، وشخصية اكتفت من الجهاد المقدس بالوقوف في الخط الحربي الأخير - العريش - ويا ليتها اقتنعت بذلك عن الفرار المحرم في عرف الأسلام ، وفي عرف التضحية ، وفي عرف المفاداة بالنفس لتوحيد الحكومة السماوية على وجه الأرض .


    ولا نعرف في تاريخ الأنسانية موهبة عسكرية بارعة لها من الاثار الخيرة في حياة هذا الكوكب كالموهبة العلوية الفذة في تاريخ الأبطال ، فإن مواقف الأمام ( 2 ) في سوح الجهاد وميادين النضال كانت بحق هي الركيزة


    * ( هامش ) *
    ( 1 ) شرح نهج البلاغة / ابن أبي الحديد 16 : 250 - 251 .

    ( 2 ) راجع تاريخ الطبري 2 : 25 ، 65 - 66 . ( * )




    - فدك في التاريخ - السيد محمد باقر الصدر ص 126 : -


    التي قامت عليها دنيا الأسلام ، وصنغت له تاريخه الجبار .

    فعلي هو المسلم الأول في اللحظة الاولى من تاريخ النبوة عندما لعلع الصوت الألهي من فم محمد ( 1 ) صلى الله عليه وآله وسلم ، ثم هو بعد ذلك الغيور الأول ، والمدافع الأول الذي أسندت إليه السماء تصفية الحساب ( 2 ) مع الأنسانية الكافرة .


    إن فوز الأمام في هذه المقارنة يعني أن له حقا في الخلافة من ناحيتين : -

    ( إحداهما ) إنه الشخص العسكري الفريد بين مسلمة ذلك اليوم الذي لم يكن قد فصل فيه تماما المركز السياسي الأعلى عن المقامات العسكرية .

    ( والاخرى ) إن جهاده الرائع يكشف عن إخلاط أروع لا يعرف الشك إليه سبيلا ، وجذوة مضطرمة بحرارة الأيمان لا يجد الخمود إليها طريقا .

    وهذه الجذوة المتقدة أبدا ، وذلك الأخلاص الفياض دائما هما الشرطان الأساسيان للزعيم لذي توكل إليه الامة حراسة معنوياتها الغاية وحماية شرفها في التاريخ .


    * ( هامش ) *
    ( 1 ) إشارة إلى إسلام علي عليه السلام ومؤازرته النبي صلى الله عليه وآله وسلم وا ستعداده غير المحدود للتضحية والفداء في سبيل الأسلام ، راجع : الصواعق المحرقة : 185 ، تاريخ الطبري 3 : 218 - 219 ، حديث الدار المشهور ذكرناه سابقا .

    ( 2 ) راجع رواية سعد بن أبي وقاص - صحيح الترمذي 8 : 596 . ( *
    وصلى اللة على محمد واللة الطيبين الطاهرين
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

يعمل...
X