في رحاب ثمرة المعصومين الممهد الأكبر الشهيد الصدر المقدس لا شك أن حركة السيد الشهيد السعيد محمد محمد صادق الصدر (رضوان الله تعالى عليه) هي من أهم أحداث القرن العشرين إن لم تكن أهم أحداث تاريخنا المعاصر ،حيث كانت حركته منعطفاً ومتغيّراً كبيراً ليس في التاريخ المعاصر فحسب بل في عصر الغيبة الكبرى ، بل أن الانتصار المحيّر والثورة الفكرية والحركة الاجتماعية المتميزة لهذه النهضة المباركة سوف يكون مجال بحث عميق وأخذ ورد يقف الباحثين في العالم متحيرين ذلك لأنه ولربما لأول مرة في التأريخ المعاصر يقف رجل يحمل بين عبائته والكفن كل معاني التضحية والقيم والأخلاق والشجاعة القلبية وان كان مستضعفاً خالي اليدين مفتوح الصدر ولا يملك لا المال ولا السلاح ماعدا سلاح الأيمان الذي تميّـز به دون غيره في وجه أقوى طاغوت بالعصر المنصرم ويقف ويصمد ولا يبخل لا بالروح ولا بالدم ولا بالولد فقط كان بخيلاً أشد البخل بان يساوم بالدين فكان خير مصداقٍ لكلمة حقٍ بوجه سلطان جائر فكان ولا يزال وسيبقى بعونه تعالى منبره يهتف بكلا كلا أمريكا ، كلا كلا اسرائيل ، كلا كلا استعمار كلا كلا يا شيطان . وهنا قد اثبت السيد الشهيد الصدر أن سلاح الأيمان غير قادر للهزيمة ويبرهن تماماً إلى أي حد يتناسق الإسلام مع المبادئ الثورية والمغيّرة لمصائر الأمم والى أي حد تستطيع البلاد الإسلامية أن تستفيد من هذا السلاح الفعّال القديم جداً المتجدّد يومياً والذي تـُرِكَ سابقاً وحالياً ولكنه كالنار تحت الرماد يومض ويضيء في قلب الأمة . السيد الشهد الذي كان ولا يزال وسيبقى الحاضر الغائب في ساحة الصدام سواء مع الشيطان أو مع جنود الشيطان كالاستعمار على سبيل المثال لا الحصر ، السيد الشهيد الذي كان يرى أن الدين بحاجة إلى ثورة تقوم بتحويله من عامل ضعف وخمول إلى عامل قوة وطاقة وحياة في الوقت الذي كان يمكن أن يكون مرجعاً كالمراجع التقليديين الموجودين والذي لازالوا إلى حد الآن باقين أو ميتين على حد سواء ويكون رجلٌ كأي رجال التشيّع الكلاسيكيين من الذين لا يستوعبون هموم الأمة وآمالها وآلامها كالذين كانوا يذهبون إلى الطاغية الهدّام (صدام) في آخر يوم من شهر رمضان ليسألونه ويستفتوه بان هل أن يوم غد هو أول أيام العيد أم انه إكمال عدة الشهر ؟!!! أو ذاك الذي ذهب إلى الطاغية برجليه الواقفتين على حافة القبر ليقول له بأن الذين خرجوا بالانتفاضة الشعبانية المباركة عام 1991 بأنهم غوغاء !!! في الوقت الذي كان السيد الشهيد لصدر هو المرجع الوحيد في النجف الأشرف الذي أصدر فتوى بالجهاد ضد صدام في الانتفاضة الشعانية المباركة ، أو ذاك الذي ذهب إلى الطاغية المقبور عدي الابن الأكبر لصدام عندما أصيب برصاصات المجاهدين الثائرين الذين كانوا يأخذون من محمد الصدر فتواههم لكي يعيدوه ويتطمأنوا على سلامته !!! ولكن أنى له ذلك وهو سليل الدوحة المحمدية وحامل الرسالة العلوية والسائر بنهج جده الحسين عليهم السلام أجمعين فلم يقف بباب السلاطين والحكام بل أن السلطة آنذاك وقفت ببابه تطلب منه وتترجى منه الكف عن الشعائر الدينية وبالخصوص صلاة الجمعة المباركة هذه الشعيرة المعطلة منذ زمن أمير المؤمنين(عليه السلام) فأحياها وأقامها ولبس الأكفان وبكل شجاعة حسينية وصولة علوية فأستطاع من خلال منبرها أن يغيّر المجتمع العراقي بالخصوص والبيت الشيعي على العموم كما فعل أمير المؤمنين ورسول الله عليهما السلام أن يغيّر جندب ابن جنادة قاطع الطريق الوثني الذي يأكل صنمه إذا جاع إلى ثوريٍ عظيم ومفكرٍ نحرير دون أن يبدّل ثوبه أو يغيّر راحلته . وبالمقابل كان يقف بالمرصاد للعملاء في لباس رجال الدين ووعاظ السلاطين من الذين يستغلون الدين ضد الدين فبدل أن يساندوه ويقفوا بجانبه لأجل إعلاء كلمة الإسلام ومذهب أمير المؤمنين عليه السلام فطعنوه بظهره بخنجر مسموم بسموم الأنانية التي كانت وكما عبّر عنها فقيدنا الصدر المقدس بإحدى لقائاته انه صفة عامة من صفاتهم فمرة أتهمومه بأنه بعثياً ومرة مجنوناً ومرة بأنه لا نسب له ومرة زنديقاً ومرة تصرفاته كتصرفات الأطفال و و و و من الكثير من الصفات التي يندى لها الجبين التي يمكن أن يتفوه بها حتى من لا ينال مقدار ضئيل من الحياء فضلاً عن الدين ، ولم يقابلهم بالمثل وكيف ذلك يكون وهو تربية علي والحسين ومحمد باقر الصدر المعظم فمد لهم يد الأخوة والمصالحة ولا من مجيب . فلو كانوا قد وقفوا معه كالوقفة التي وقِفت مع المختار بن يوسف الثقفي لا الوقفة التي وقفوها مع مسلم بن عقيل لم يحدث الذي حدث بنا ولم يحل ما حل بنا الآن ولكن نقول إنا لله وإنا أليه لراجعون والعاقبة للمتقين . وخاض قلمه الشريف في أكثر المواضيع حساسية وصعوبة ومع ذلك خرج بنجاح باهر قلّما نجد له نظيراً في مكتبة التصنيف الشيعي كموسوعة الأمام المهدي(عج) أو فقه الأخلاق أو ما وراء الفقه وفقه لفضاء . الشهيد الصدر الذي نذر نفسه وأفنى حياته الشريفة لرفعة الإسلام الحنيف واعلاء بيضة المذهب الجعفري الشريف بالعلم والعمل حتى رزقه الله الشهادة بعد أن قاد الصحوة الإسلامية العارمة في العراق لترحل نفسه المطمئنة إلى بارئها راضية مرضية بعد أن نال جميع المراتب الدنيوية فضلاً عن الأخروية وبقيت المرتبة التي لم ينلها في حياته فنالها بشهادته. لقد أرسله الباري لنا للإنذار والتنبيه من الغفلة التي كنا ولربما لازلنا نعيشها وكما قال في أكثر من مورد كخطبةٍ أو لقاء (سوف تسألون يوم القيامة ويقال لكم ألم أرسل لكم سيد محمد الصدر؟؟؟ اللهم اني قد بلغت) . فأبرأ ذمته أمام الباري عز وجل ونفسه ومقلديه . فسلامٌ عليك يا سيدي يا أبا مصطفى يا من عطّرت التأريخ بعبق الشهامة والإيثار والتضحية من أجل الدين ، سلامُ عليك وانته مرمل بدمائك الطاهرة مع ولديك الشهيدين اللذان لم يكونا أهون على الله من فصيل ناقة صالح ، سلام عليك وانته مظلوم وغريب ومهتضم ولا ناصر لك ولامعين ، سلامٌ عليك وابنك المقتدى يهرول ليبحث من يصلي على جنازك ، ما أحوجنا أليك في هذه الظروف والمحن فقد تركتنا وذهبت إلى جنان ربك وبقى يتاماك ينظرون الى باب مسجد الكوفة ليطل عليهم الأب الحنون والرَوح الشفوق ، سلامُ عليك يا من كنتَ أمةٌ في رجل ورجلٌ في أمة ، سلام عليك يا من أخرجتنا من عبادة الأصنام و الصنمية وحذرتنا من عدم الرجوع لها بعد أن أخرجنا من الهبلية أبا جدتك الزهراء سلام الله عليها ، سلام عليك يا من كنت أملاً لأوهام الأمة وآلامها ، سلامُ عليك يا من كنت غنياً وفقيرا وعنا الآن بعيدا وقريبا فأن حال الموت بيننا وبينك فالموت أضعف وأصغر من أن يطفئ نورك أو شعاع هدايتك . رحمك الله يا أبا مصطفى يا حسين الزمان فكنا ولازلنا لا نعرفك ونسأل الله أن يجمعنا مع بمقعدَ صدقٍ عند مليكٍ مقتدر والحمد لله رب العالمين . أحمد علي الشطريahmedalsheakh@yahoo.com
X
-
مخافة الله رأس كل حكمة
ارجو ان تخافوا الله في كل شئ
حتى في سكناتكم وحركاتكم واقوالكم
الامام علي عليه الصلاة والسلام يقول
( نحن آل بيت لايقاس بنا )
وكذا الامام الصادق عليه السلام
انت عندما تأتي وتضع محمد صادق الصدر في هذا
الملكوت لسمو آل البيت صلوات الله عليهم وسلامه
علينا ان لانلم الوهابية اذا بانت اسنانهم من الضحك
علينا ونعتهم اينا بالجاهلين ونصدق اي كلام
راجع قدراتك العقلية عزيزي
تحياتي
وعدم فهم موضوعي خطأ
- اقتباس
- تعليق
اقرأ في منتديات يا حسين
تقليص
لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.
تعليق