إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

أحاديث الغربة والتغرب (الحديث الأول)

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أحاديث الغربة والتغرب (الحديث الأول)

    احاديث الغربة والتغرب( الحديث الأول)
    ====================

    في الستينات وفي فترة شبابي كنت طالبا في بريطانيا وبسبب نشأتي الدينية وإلتزامي الديني كنت قريبا من بقية الجنسيات الإسلامية سنية وشيعية المتواجدة في الكليات والجامعات وبقية المعاهد البريطانية، ولكون الحياة في بريطانية منظمة ومتطورة وأجواء الحرية متاحة للجميع في تأسيس الجمعيات والتجمعات الثقافية كنت تجد في كل جامعة وكلية جمعية إسلامية أو عربية أو شيوعية وغيرها.

    فالطلبة أصحاب الميول الدينية كانوا منخرطين في الجمعيات الإسلامية والقومية في الجمعيات العربية وهكذا.

    ولكن كان هناك تمييز معين بخصوص الجمعيات الإسلامية وهو دمغها بالأخوانجية أو محسوبة على الإخوان المسلمين حتى وإن كانت غير عربية، أو شيعية ولم يكن للنشاط الوهابي أي وجود ظاهرلكنه نمى لاحقا.

    المهم كنا في الجمعية الإسلامية خليط من الباكستانيين وكان عددهم كبيرا ونشيطا والعرب من جنسيات مختلفة عراقيين (الشيعة من المراكز الدينية النجف وكربلاء والسنة من الموصل ) وسودانيين ويمنيين ومصريين وإيرانيين وكانو ثوريين شئ ما وصوماليين وأريتريين وقبارصة أتراك ومن غرب أفريقيا وشرق أفريقيا........الخ.

    كنا إخوة متحابين في الله فلا مذهبية مميزة ولا طائفية وكنا متعاونين مع بعضنا والقيادة كانت للطلبة القدامى وكانت النشاطات تقتصر على إقامة الصلاة وصلاة الجمعة وصيام رمضان وإحياء المناسبات الدينية من أعياد وغيرها وأهمها مساعدة الطلبة الجدد للتكيف مع ظروف الحياة الجديدة في بريطانيا.

    الشيوعيون العراقيين كانوا منظويين تحت إسم جمعية الطلبة العراقيين وكان أحدهم شرس جدا وكثير التحرش بأعضاء الجمعية الأسلامية ونعتهم بالعمالة لإسرائيل وأمريكا وأنهم عملاء إستعمار اخوان المسلمين. وكنا نتحاشاه لشراسته وسوء أخلاقه

    كان يعمل على تمزيق إعلانات الجميعة الإسلامية أو تلطيخها بالحبر الأسود وكان يحضر إجتماعات الجمعية لخلق المشاكل والشوشرة.

    إختفى لفترة هذا الشيوعي العراقي وعرفنا بأنه مريض في المستشفى فعقدنا العزم على زيارته مع صديق مؤمن سوداني وأحضرنا له بعض الفاكهة وخطط الأخ السوداني بأن يشتري كتاب نكات وغلفه بغلاف يوحي للرائي بأنه مصحف.

    زرناه في المستشفى فوجدناه لوحده فأستغرب من زيارتنا له وأنبهر بما أحضرنا له من فاكهة ولاطفناه وطيبنا خاطره، وبدا عليه الخجل فكان يقول لا أكاد اصدق بأن يزورني أخوان المسلمين في المستشفى بعد كل المشاكل التي عملتها لهم.

    قلنا له لا عليك نحن إخوتك وإن ظرفك يستدعي الجميع أن يزورك فقال وأنتم أول من زارني وبدأ يعتذر عن أفعاله وينصحنا بأن نكون وطنيين وإن نترك العمالة لأمريكا. كنا نشفق عليه وعلى كلامه وبدأ الأخ السوداني في ذكر بعض النكات له فأنبسط للنكات وضحك كثيرا.

    وقبل مغادرتنا ناوله الأخ السوداني الكتاب فغضب وقال عرفتم كيف تأثرون علي بإستغلال ظروف مرضي فجلبتم لي هذا المصحف، وأوعدكم بأنني سوف أقرأه ولكن لن يغير من مبدأي.

    قلنا له أفتحه وسوف يشفيك مما أنت فيه فحنق أكثر وعندما فتحه وجده كتاب نكات فأنكسر وبان عليه الخجل وظل مطرقا فأعدناتطييب خاطره وقلنا له لا يهم نحن لانزال أخوتك وودعناه تاركين المستشفى.

    وبعد خروجه من المشفى كان أول عمل قام به هوزيارتنا ليقول لنا بأنه لم يسعد بزيارة مثل زيارتنا وتغير الرجل تماما وبدأ يحضرمعنا في نشاطاتنا وفي فترة لاحقة بدأ يحضر حتى للصلاة معنا وحتى زملاؤه تعجبوا من تغييره فكان يقول لهم لقد هداني الله وأضلكم وأنهى دراسته بنجاح في حين تخلف بعض زملائه في الدراسة وكان دائما يقول كل ذلك بفضل الله والأخوان المسلمين.

    وإلى حديث آخر.
    التعديل الأخير تم بواسطة السيد مهدي; الساعة 26-09-2002, 02:21 AM.

  • #2
    أحاديث الغربة والتغرب(الحديث الثاني )

    نتابع حديث الغربة والتغرب إخوتي(الحديث الثاني)
    ==================

    بمحض الصدفة إلتقيته في باص لسفرة تطول لأكثر من خمس ساعات وقبل أن أهم بالجلوس جنبه بادرني بسلام عليكم فأندهشت مسرورا لتحيته وسألته إن كان يعرف العربية فقال هو يتعلمها ولكنه مسلم.

    شاب في أوائل الأربعينات من عمره ومن أصل هولندي ويحمل الجنسية الكندية. بدأ يسألني عن بعض التفاصيل وعن مذهبي سني أو شيعي؟

    فحاولت عبثا التملص من الإسئلة الفرعية محاولا التركيز على كليات الإسلام وعمومياته دون التطرق إلى المذاهب الإسلامية أو المدارس الإسلامية كما نحاول أن نسميها هنا في شمال أمريكا ولكنه أصر على معرفة مدرستي الإسلامية فأنتبهت إلى إن الرجل يعرف الشئ الكثير وليس بالمبتدأ. فقلت شيعي ولكنني منفتح (أحاول نقل القصة كما جرت دون تلميع).

    سألني الأخ خليل وهذا إسمه الإسلامي بعد أن كان (Ken)عن أئمة وخطباء المساجد في شمال أمريكا وهل هم مؤهلون وعلماء دين فأجبته هو المتوقع منهم! فقال إستمع لي لأبين لك سبب سؤالي عن مدرستك أو(YOUR SCHOOL OF THOUGHT)

    كنت طوال حياتي مسلما وقبل أن أتعرف على الإسلام وبعد أحداث الثورة الإيرانية زاد إهتمامي بالإسلام فلجأت لإمام المسجد الذي رحب بي وأعنتقت الإسلام على يديه فكثر ترددي على المسجد وإمامه وعندما أبديت له إعجابي بالإمام الخميني أبدى إمام المسجد إنقباضه وغضبه مني وبدأ يحذرني من الشيعة ومن هذه الفرقة الضالة التي تشتم الصحابة وتطعن بنبي الإسلام ورسالته و...و...وإضاف بإن إمام المسجد بدأ يتضايق من إسئلتي كثيرا وبدأ يحذرني من كثرة الإسئلة وأنتهيت إلى إن إمام المسجد سامحه الله يتصرف كرجل دين كاثوليكي يريدك أن تسمعه ولا تسأله.

    قلت له في مرة من المرات بأنني حديث عهد بالإسلام ولا أعرف من هم الشيعة ولا أعرف هل مهم مسلمون أو غير مسلمين وإسئلتي منصبة للتعرف على الإسلام أكثر وأكثر وكلما سألتك عن شئ حذرتني من الشيعة وهذا ما زاد إهتمامي بما يسمى الشيعة فمن هم الشيعة؟ وهكذا بدأ إهتمامي بالمذاهب الإسلامية، أو المدارس الإسلامية.

    والسؤال الآن إخوتي هو: إنني مؤمن وملتزم بالإسلام والحمد لله ولكنني لست عالما دينيا أو من تنطبق عليه صفات الداعية في بلاد الغرب ولكن ما يحز بنفسي هو من ينصبون أنفسهم دعاة للدين (والدين أسه وأساسه المعاملة والإخلاق والسلوك الواعي المتعقل) وفي الحقيقة هم متكسبون على الدين ومع تكسبهم لايحاولون إظهار وجهه المشرق بل يلجأون للتحجر والتقوقع والتحيز الغير منصف لما وجدنا عليه أباءنا وإنا على إثرهم سائرون. رحابة الإسلام وقيمه هي الجديرة بشد الناس له لا أقوال المتنطعين المكفرين والذين لا هم لهم سوى تضليل فلان وتكفير علان.

    وإلى حديث آخر.

    تعليق


    • #3
      نتابع إخوتي الكرام حديث الغربة والتغرب:
      -------------------------------------

      وحديث اليوم سوف يكون عن الغربة وليس التغرب لكونه حصل في الخليج وفي بداية فترة الثمانينات:

      ركبت سيارة التاكسي بعد إنتهاء عملي متوجها إلى شقتي في المدينة الخليجية التي كنت مقيما ومشتغلا فيها وكان سائق التاكسي من البتان أو البشتون قبائل الحدود الأفغانية الباكستانية وما أكثرهم وأنشطهم في الخليج.

      والمعروف عن هؤلاء الناس الطيبة والشهامة والشجاعة والوفاء لمن يحسن معاملتهم.

      لاحظت بطاقة ملونة مزركشة ملصوقة على زجاج السيارة الأمامي ومكتوب عليها بخط عربي متناسق وجميل يعني مثل بطاقات العيد.
      وكان مكتوبا عليها(علي ولي الله).

      فسألت سائق السيارة بعد أن لاطفته بقولي له:
      كيف أنت حاجي ؟ فيه بندوق ، رايفل (يعني بندقية بالأنجليزي) هكذا يلفظها البتان.
      فأبتسم قائلا:
      في واجد تعال باكستان.
      ثم سألته: حاجي أنت في شيعة
      فألتفت إلى يعيون يتطاير منها الشرر، وصارخا بلهجة عصبية مخيفة قائلا:
      لا أنا ما في شيعة أنا سني. ثم أردف قائلا : هذا شيعة كلو خيوان (يقصد حيوان)
      فحاولت تهدأته قائلا : حاجي أنت ما يزعل أنا كمان في سني .
      فهدأ قليلا متابعا سيره ثم قال:
      أنت ليش يسأل.
      قلت له : حاجي أنا في شوف هذا. وأشرت إلى البطاقة الملصوقة على زجاج السيارة.
      فبدأ يشرح هادئا: هذا سيارة مش مال أنا. مال واحد بتان شيعي خيوان مريز (يقصد مريض).
      سألته: حاجي ليش هذا شيعي خيوان؟
      فأجاب: هذا شيعي خيوان عشان في الأزان (يقصد الأذان) ما يكول أشهد أن محمد رسول الله يكون أشهد أن عليا رسول الله.
      بعدين من شان حج هذا شيعي خيوان مايروخ مكة يروخ كربلاء.
      بعدين في عاشوراء هذا شيعي خيوان يسوي دوك ..دوك...دوك وبدأ بالضرب على صدره.

      كنت احمل معي علبة من اللبان المعسل(العلك) فأخرجتها وناولته واحدة ثم قلت له:
      حاجي: شيعي سني كلو واحد مسلم مافي فرق شيعي سني.
      ماما مال أنا سني بابا مال أنا شيعي. الحمد لله كلو مسلم. بدأت نظراته تتزايغ بين مصدق ومكذب وبدأ خجولا بعض الشئ.
      إطمأنيت بأنه غير متوتر وبدأ مستمعا لي فأردفت له.
      أنا مولود في كربلاء لكن عشان حج أنا روخ مكة حاجي.
      حدق في عيني وكأنه غير مصدقا لقولي.
      ثم تابعت حديثي معه: لكن هذا كافر أنكليزي هندي يسوي تفرقة بين مسلمين عشان هو يأخذ كل شئ. فأجاب بتأييد متحمس.
      أي والله أنت صحيح يكول.
      ويطول الحديث مع هذا المسكين الفقيرالغير متعلم والمصدق لكل ما يحشون في دماغه من قصص وأكاذيب والذي ترك أهله على بعد ألآف الأميال جاريا وراء لقمة عيشه فأنبسط لكلامي كثيرا وبدى وكانه خجلا منكسرا من كلامه الأولي.

      وقبل تركي للسيارة اخرجت له ورقة بعشرة دراهم في حين كان العداد يشير إلى سبعة دراهم وقلت له حاجي: هذا كلو عشان أنت.
      فما أن سمع كلامي ورأى ورقة النقود حتى هجم على يدي جاذبا أياها بقوة ليقبلها. وأصر على عدم أخذ أي شئ مني وكان منفعلا جدا. ثم قال:
      أنت يكول كلام كلش زين أنا في خيوان.
      عانقته وكانت رائحة العرق الكريهة تفوح من بدنه ودعوته للإفطار معي وكان الوقت في شهررمضان المبارك وقلت له:
      جيب معك هذا صديك مال أنت شيعي خيوان.
      وعند الإفطار وصل الإثنان ففطرنا سوية وأنشرحا لي الإثنان كثيرا وكل واحد منهم يسمي صديقه خيوان.
      وكما عرفت بعد ذلك من صديقه الشيعي وكنت أراه في الجامع في الصلاة بأن والي خان أصبح من أحسن أصدقائه وقال سوف يأتي به للصلاة معنا في وقت من الأوقات.

      وإلى حديث آخر.

      تعليق


      • #4
        نتابع حديث الغربة والتغرب
        =============

        جاءني إبني البكر ليسألني عن مصحف فاطمة! هل هو نفس المصحف الذي نقرأ فيه أم مصحف آخر؟ ثم عقب ليسأل ولماذا أخفيه عنه ؟

        سألته عن مصدر معلوماته فقال زميل جامعة من أصل سوري.

        طلبت من ولدي أن يدعوه للإفطار عندنا في البيت وكان الوقت في شهررمضان المبارك.

        وصل ضيفنا وكان شابا لطيفا مؤدبا ونبيها لكل شئ يصادفه فأحتفينا به وعاملناه كواحد من أولادنا وأدينا فريضة الصلاة سوية وبعد الإفطار وتناول الشاي هو الذي بدأ ليشكرنا على كل شئ ويعتذر إذا كان قد ضايقنا بسؤاله عن مصحف فاطمة! أجبته بالعكس نحن مسرورون لسؤاله وشاب بسنه يجب أن يسأل ليعرف ويتعلم لا أن يأخذ كل شئ يسمعه كأمر مفروغ منه!!

        طلبت من إبني أن لا يتدخل في الحوار بل ليبقى مستمعا ويتعلم لأن ما سيسمعه شيئا جديدا عليه.

        ولكي يتابع القارئ حواري مع ضيفنا الشاب السوري سوف أجعله على شكل (س) إشارة للشاب السوري و(ع) إشارة لي كعراقي.

        ع- كيف عرفت بأن الشيعة عندهم مصحف إسمه مصحف فاطمة؟
        س- والدي هو الذي أخبرني بذلك ، وحصل ذلك حينما أخبرته بأن زميلي في الجامعة شيعي.

        ع-كيف عرفت بأن إبني شيعي؟

        س- إبنك هو الذي أخبرني عندما سألته عن سبب وضعه لقرطاس صغير من الورق يسجد عليه عند الصلاة.

        ع-لماذا أخبرت والدك بأن زميلك العراقي الأصل شيعي؟

        س-في الحقيقة كان هذا خطأ مني إذ لم أتوقع ما سمعته من والدي عنكم وأنزعجت ولا أزال منزعج مما سمعته عنكم من والدي وياليتني لم أكلم والدي عن أبنكم ولا كان لازم أسأل أبنكم عن أي شئ فالصلاة لله والكل حر في تأدية صلاته ولا أعرف لماذا أخبرت والدي بالذي حصل.

        ع-لماذا أنت متضايق ومنزعج وما حصل إلا خيرا ؟ فهل تغيرت نظرتك لأبني ؟

        س-إبنك زميلي ونحن نساعد بعضنا في الدراسة وأطمئن له أكثر من أي زميل آخر وماأزعجني أكثر هو ما سمعته!! أنا سني وأبنك شيعي فكلنا مسلمين فلم هذه التفرقة؟.

        ع-بإمكانك أن تنسى كل ما حصل وتعتبر الأمر منتهي وتركزا على دراستكما في الجامعة.

        س- هذاماأحاوله وهو ما حفزني لكي أزوركم وفي الحقيقة فرحت كثيرا بزيارتي لكم وأعتقد بإنكم مسلمين ولا أعرف لماذا يعتقد والدي غير ما رأيته.

        ع- هل رأيت صياما أو إفطارا يختلف عما عنكم في البيت ؟ وهل يعتقد والدك بأننا لسنا مسلمين؟

        س- لم ألحظ إي خلاف عندكم ماعدا تأخركم قليلا في الإفطار يعني حوالي 10 دقائق ولا أعرف السبب! والدي لم يقل بأنكم غير مسلمين ولكن ذكر بأن عندكم إنحرافا كبيرا عن بقية المسلمين حيث إنكم تكفرون صحابة الرسول وتتهمون زوجته أم المؤمنين وعندكم مصحف فاطمة وأنتم تخفونه حتى عن أولادكم وتبطنون كثيرا من العقائد الغير إسلامية وإشياء كثيرة ذكرها أبي وأنا أحاول نسيانها لأنها لا تهمني بقدر إهتمامي بإنني مسلم وليس لي مصلحة بتكفير أحد وأنا نفسي لا أعرف أشياءا كثيرة عن الإسلام.

        ع- ذكرت أشياء كثيرة بودي شرحها لك ولا أعلم من أين أبدأ.

        س- لماذا أخرتم الإفطار قليلا فالمفروض بالمسلم أن يفطر في نهاية النهار؟ حبذا لو بدأت بهذه.

        ع- أخرنا الإفطار قليلا لأن هناك آية في القرآن الكريم تقول (وأتموا الصيام إلى الليل).

        س- وهل يعقل بأن هناك آية قرآنية تؤخر الإفطار ولا يعرفها أبي وهو متدين جدا!

        ع- هذا ما يجب عليك أن تتأكد منه من والدك المحترم.
        إما بالنسبة لمصحف فاطمة فقد سمعت عنه ولم أره في حياتي وإذا وجد مصحف فاطمة فقد بكون بأن والدي أخفاه عني كما أخفيته عن ولدي. (ضحك هنا ضيفنا قائلا –ماهذه فزورة؟)

        س- كيف تخفيه عن ولدك وأنت لم تره؟

        ع- يا عمو بصراحة لا أستطيع أن أفهم كيف يتقول علينا الناس ؟ فلو كانت عندنا عقائد أو مصاحف غير المصحف العادي الذي يقرأه كل المسلمين ونخفيها عن أبناءنا فبمرورالوقت سوف تموت هذه العقائد وتختفي هذه المصاحف ويصبح لا قيمة ولا وجود لها! ثم كيف أخفي هذا الشئ عن أبني وعن زوجتي وطوال هذه المدة وما هي الحكمة من إخفاء شئ؟

        س-هذا ما أكده لي والدي ولا أعرف أين الحقيقة فقد ترعرت في بلاد الغرب والمفروض أن نتبع ما يعلمنا به أهلنا.

        ع- طيب دعني أتفق معك الشيعة عندهم مصحف فاطمة! (س- يقاطع ها أعترفت) فمن هي فاطمة؟ ومن أين حصلت على ذلك المصحف؟

        س-بنت الرسول والرسول هو الذي أودع عندها مصحفها.

        ع- المصحف الذي بين أيدينا جمع في زمن عثمان يعني بعد وفاة الرسول بثلاثين سنة ومصحف فاطمة موجود عندها قبل ثلاثين سنة من جمع المصحف المجموع في زمن عثمان ومن الرسول مباشرة! فمن تعتقد أكثر مصداقية وأصالة مصحف فاطمة أم المصحف الذي جمع في
        زمن عثمان؟

        س- على هذا المنطق مصحف فاطمة أكثر إصالة من المصحف الذي جمع في زمن عثمان ولكن أين هو ولماذا تخفوه؟

        ع- لا حول ولا قوة إلا بالله يا عمو أخبرتك بأنه لا وجود لهذا المصحف والشيعة لا يعتمدون غير المصحف الذي يستعمله كافة المسلمين.

        هنا سكت ضيفنا الشاب وبان على وجهه الإحمرار والخجل . فقال أرجو أن تسامحوني ياليتني لم أحضر عندكم فقد تشتت أفكاري ولا أعرف هل أتبع ما قاله لي أبي أم أؤيدك فيما قلت؟

        طمأناه بأن لا يخالف والده ولكن ليس كل مايسمعه صحيحا وحتى والده المحترم قد ظلل.

        ولحديث الغربة والتغرب بقية.

        تعليق


        • #5
          نتابع أخوتي حديث الغربة والتغرب:
          ---------------------------------------------

          أخطأت خطأ فادحا في إستعمالي لمنطق بلبل فكر ضيفنا الشاب السوري منطق النسف الصاعق الفوري ( أدركت هذا لاحقا) فولد عنده نوع من ردة الفعل وحالة لاشعورية من حالات الشعور بالنقص فلم يواصل الحوار وأوقفناه عند هذا الحد للحفاظ على العلاقة الطلابية بينه وبين ولدي.

          وقد يتساءل البعض لماذا أخطأت وأنت تدفع باطلا وتصحح كذبا صراحا؟

          وهذاصحيح ولكنه ناقص النتائج. صحيح في كونه منطق النسف والهدم في إصقاع الخصم وقد ينفع ذلك مع المعادي المتعنت والمصر على القتل والقتال مع سبق الإصرار فعندها لا ينفع معه إلا الكي. ولكنه ناقص النتائج لكونه طبق على ضحية تضليل وليس خصما.

          فلماذا نسميه خصما وهل هو حقا خصما في حالة ضيفنا الشاب السوري؟

          يذكر صديق لي عن سيرة الراحل العلامة الأميني رحمه الله صاحب موسوعة الغدير في الكتاب والسنة والأدب.
          بأن العلامة الأميني وفي سبييل ألإعداد لتأليف الموسوعة ودعمها بالوثائق التاريخية عرف عن مخطوطة في الموصل عند رجل صالح يبدي تعاطفا مع الشيعة، فسافر العلامة الأميني إلى مدينة الموصل ليحل ضيفا على ذلك الصالح الموصلي والذي أكرمه وضيفه عنده في بيته.
          وعندما حل وقت نوم الضيف وودع من قبل مضيفه الموصلي لم يخلد العلامة الأميني إلى النوم بل قضى الليل كله في نقل ما يحتاج من تلك المخطوطة.

          وعند الصباح وضح وبان التعب على الأميني فلاحظه المضيف والذي أستفسرعن السبب فأخبره الأميني بما حدث فأمتعض الرجل شديدا وقال للأميني كن متعاطفا مع الشيعة ولكن بعد الذي شاهدته منك فلا تعاطف معكم بعد اليوم.

          لا أملك توثيقا للقصة ولكنها متوقعة وكل من يصدم بحالة من الحالات تتولد عنده ردة فعل قوية ضد تلك الحالة الصادمة. وهذا هو الخطأ الفادح الذي وقعنا به مع ضيفنا الشاب السوري.
          علمتني تجارب الحياة بأن أراعي شعور الطرف المقابل حتى وإن كان ظالما لي ومن يدرس حياة أئمتنا عليهم السلام يدرك ويحس بذلك جيدا.

          ومن نتوسم به الخير نتبع معه الإسلوب الرحيم الأمثل بالهداوة وبالملاينة والسياسة وأفضل بأن أستمع لوجهة نظر الخصم لأستوعبها جيدا وأحترمها مبديا قبولها كوجهة نظر معتبرة وبهذا التصرف أعطيه الثقة بنفسه كشخص محترم يفكر بعقل محترم ثم أعرض وجهة نظري عارضا إياها على صاحبي ومحاوري ليعتبرها هو الآخر تاركا الأمر له في أن يختار مستقبلا.

          ولقد نشرت في ساحة هجرأربعة حلقات حول الحوار الشيعي السني مؤكدا على إسلوب التواصل الودي ومتجنبا للتعامل الندي.

          وحياة سيرة أئمة ألهدى غنية بمختلف التجارب الإنسانية.

          تذكر لنا سيرة الإمامين الحسن والحسين عليهما السلام قصة جدا طريفة مع شيخ توضا خطأ بحضرتهما وأرادا أن يصححا له الخطأ فتأدبا مع ذلك الشيخ بأن طلبا منه ليكون حكما بينهما فتوضئا أمامه وبعد الفراغ فاضت عيناه بالدموع وأحتضنهما قائلا نور عيني لا فرق في وضوءكما فأنتماالصح وأنا الخطأ.

          وإلى حديث آخر.

          تعليق


          • #6
            نتابع إخواتي وإخوتي:
            ---------------------

            من المشاكل التي يواجهها المغترب هي الصدمة الفورية التي تنقله من محيط محافظ ومنافق في نفس الوقت( وليسمح لي القارئ بوصف المنافق كما سأشرح وأبين في وقت لاحق) إلى محيط مفتوح كل الإنفتاح، ومغاير كل المغايرة لمحيطه الإصلي.
            معظم المغتربين ساقتهم ظروف قاهرة للهجرة والإغتراب وهناك من إختار الهجرة عن رغبة وإعجاب بنمط الحياة الغربية، وخاصة من درسوا وتعلموا في الغرب وتعودوا على نمط الحياة الغربية.
            بالنسبة لي صدمت عندما كنت شابا(مدفوعا بأحلام وطيش الشباب) حينما وصلت إلى أوربا في الستينات من القرن الماضي طالب بعثة لدراسة الهندسة.
            وسبب الصدمة هوإنتقالي من مدينة محافظة لا تعرف حتى السينما (وإن كان جهاز التلفيزيون عوض عن ذلك)إلى محيط تجاوزمشاهد السينما المصطنعة إلى واقع يحاكي ويعيش ما يراه وينبهربه الشرقي في الأفلام.
            وأتذكرفي أول سني حياتي في أوربا صادفتني من المشاكل والقصص مايصلح عرضه للتندروحكايات النكتة.
            أول سنة عشتها في بريطانية كانت صعبة من ناحية التأقلم مع الظرف الجديد، إضافة، ولكوني من عائلة ميسورة وكل شئ كان مهيأ لي فلم تكن عندي الخبرة الكافية للتعامل مع الناس بصورة عامة وشكل هذا مصدرا من مصادرالصعوبة التي قاسيتها يعني كان الواجب علي أن أتعلم كيفية التصرف وفق أصول الحياة الإنكليزية وشروطهاالجادة إضافة إلى إلتزامي بديني وأعرافي الشرقية.
            وأول مشكلة كانت تواجه الطالب الشرقي مشكلة اللغة والتعود على الحياة المفتوحة وقبولهاكواقع قائم وليس إستثناءا. وبصراحة الإنتقال من محيط دائما يقيم هذاحلال وهذا حرام إلى محيط مفتوح يطالبك بأن تنسى الحلال والحرام ولكن تقيد بمفهوم:
            When you go to Rome do what the Roman do.
            شئ صعب إن لم يكن مستحيل وأعرف عددا من المبتعثين ممن لم يستطع التكيف مع الوضع الجديد فعادوا من حيث أتوا.
            ولا ندخل في تفاصيل مملة لا يرغب القارئ بها وعفى عليها الزمن ولكن لنستعرض بعض حالات التمرد التي كانت تنتاب من يصل من الشباب للغرب فينسلخ تماما عن أصوله الشرقية ليحاكي عيش الغربي فينغمس ليضيع في وحل المحيط الجديد فينمسخ إلى مخلوق مشوه ينطبق عليه القول:

            (ذهب الحمار يطلب قرنين فعاد بلا إذنين)

            يعني لا حافظ على مثله الشرقية ولا تعلم من حسنات الغرب وما توصل له على صعيد التجربة الإجتماعية.
            كان الطالب الملتزم دينيا يعاني من مشكلات داخلية وأخرى خارجية وأقصد بالداخلية معاناته النفسية من جراء الصراع بين الوازع الديني والرغبة الجامحة للتلذذ بما هو متاح ومتوفر وخاصة بالنسبة للجنس وأي تجاوز لهذه المشكلة الخطيرة وغض للنظر عنها هوهروب من الواقع بأجلى صوره. أما المشكلات الخارجية فتمثلت بحالات السخرية من الملتزمين وتهمتهم بالعمالة للإستعماروالصهيونية حيث عملت أجهزة الدعاية الناصرية في الستينات على نعت كل توجه إسلامي كمظهر لنشاط الإخوان المسلمين.
            كنا وبكل أسف مستهدفين ومحاربين ومن أبناء ملتنا وجلدتنا بسبب حالة التمرد التي كانت تنتاب القادمين الجدد وإنبهارهم بالجوالمفتوح في بلاد الغرب إضافة إلى ضجيج الدعاية الناصرية في الستينات ونعتها لكل توجه إسلامي بإنه محسوب على الإخوان المسلمين(عملاء الصهيونية والإستعمار)!!!!.

            كان الغير ملتزم يفتخربتمرده على قيمه الشرقية ويجهر بذلك ولكن في نفس الوقت يضع الملتزم تحت طاولة الحساب القاسي إن لاحظ منه أي شئ مخالف للقيم التي يتمرد هو عليها!
            فياويله إن كلم فتاة بحكم طبيعة الدراسة المشتركة. أوأفطرشهر رمضان لعذر مشروع!
            تنفتح عليه العيون ويبدأ مسلسل السخرية والإعتداء. فتسمع عبارات مثل:

            ها وين دينك ؟
            تكولون هذاحرام إي ولكم منافقين!

            هنا وقفة جديرة بالتأمل!
            ويطرح سؤال بهذا الخصوص لماذا الملتزم دينيا هوالمطالب بإثبات حسن النية لمن حوله؟
            ----
            وأيضا كانت الحرب المعلنة على ذوي الإتجاه الديني تأخذا سبلا ومآرب شتي وتتفنن في الشكل والإسلوب، ومن هذه الإساليب هو محاولة إستثارة المقيم للصلاة بطرق لا أقول غير إخلاقية ولكنها منافية للذوق العام والآداب الإسلامية، كأن يطلب أحدهم من صديقته الجميلة اللعوب أن تصافح المتدين بحرارة أو تعانقه وتظهرله ودا بتغنج وصاحبها يراقب ثم يسأل بسخرية وإستهتار، محاولا إحراج المتدين:

            (ها إشلون تشوف نفسك وأنت بحضن هاالغزال)؟؟؟

            لذلك كان الفرد منا يحاول تجنب مواقف الشبهة والإبتعاد عن مواقع إثارة سوء الظن ولكن النجاح لم يكن حليفك دائما.
            وهناك من أندفع بتهور ليجاري الوضع السائد بحجة جواززواج المتعة وحتى يفتش لنفسه أعذارا شرعية حول مفهوم ملك اليمين وكأننا في حالة حرب معلنة وهناك أسرى وسبابا لينجرف وراء تحقيق شهواته.
            هذه بعض المواقف الصعبة التي كانت تواجهنا وغيرها الكثير.

            أتذكرمرة سألت سؤالا إن كنت حقا قادرا على كبح جماح شهوتي وأنا أشاهد من مناظر الجمال والإغراء الكثيروكان السائل مؤدبا وباحثا عن الحقيقة!
            وبدأ الحوار معه على أساس الإجابة على سؤال هو:
            هل الإنسان وراء عقله أم غريزته؟
            الحيوان له غريزة وليس له عقل!
            أما الإنسان فعنده غريزة وعقل والعاقل من الرجال من يشبع غريزته بإستعمال عقله!

            وإلى حديث آخر

            تعليق


            • #7
              بسم الله الرحمن الرحيم

              عمي الكريم السيد مهدي
              ها قد مضى أسبوع على آخر حديث ولم تتحفنا بحديث آخر من أحاديثك

              نحن بانتظارك دائماً فلا تتأخر علينا ما دمت قادراً

              كما احب ان ارى مشاركاتكم في مواضيعنا الأخرى فهي عزيزة علينا
              تحياتي واشواقي الحارة لكم
              والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

              تعليق


              • #8
                ولدي العزيز ياصاحب أجمل إسم:

                أنا بخدمتك وخدمة كل المؤمنين وإما بخصوص المشاركة لا أعلم بصراحة ياعمي من الصعب التواصل مع إناس أغلقوا عقولهم وخلدوا إلا ما حشوه لهم فيها من ترهات وخزعبلات وأمرنا إلى الله.

                نتابع إخوتي حديث الغربة والتغرب:
                ---------------------------------------

                عندي زميل وأخ عزيزجداعلي من أهل السنة يلازمني كظلي للثقة التي تربطني به، بحكم الغربة وتقارب الأفكارو.......و......وبحكم عشرتي الطويلة أصبح عنده تفهما جيدا عن الشيعة والتشيع ومن جملة ماصرح لي بعد أن توثقت علاقتي به هوحالة إنعدام الثقة وهاجس الترقب عند السنة من الشيعة والعكس صحيح أيضا.

                وهوماكنت أشعر به في بدايات شبابي ولكن بعد التغرب والنضج الفكري والتعامل مع مختلف الفئات تتغير النظرة للأمورويستحكم الإنصاف للنظرإلى الأموربواقعية أكثروالإبتعادعن مظاهر التزمت والتعصب المقيت.

                المهم دعيت لمجلس حسيني ووليمة غداء في بيت أحد الإخوة لمناسبة دينية وكان الحضورجيدا ومن جملة من حضرزميلي الذي كان يرغب بأن أصطحبه في مثل هكذا مناسبات إذ بدأت المجالس الحسينية تستهويه كثيرا وكنت أشاهده يتحسس مظلومية أهل البيت(ع) بصدق ويصغي للقصص التاريخية التي يستعرضها خطيب المنبر الحسيني فإن هزنا صوت الخطيب الشجي وبكينا بكى معنا.

                بعد أنتهى المجلس الحسيني وكان قصيرا هذه المرة على غير عادته غادرالخطيب البيت لشغل شاغل فقررالإخوة أداء الصلاة قبل الغداء.

                ولمغادرة الخطيب الشيخ لم يتقدم أحد لإقامة صلاة الجماعة فإستغرب زميلي وسألني مع هذا العدد الكثيف من الحضور لماذالا نؤدي الصلاة جماعة؟ فوعدته بشرح الحالة له مستقبلا.

                وهنا بدأت الطامة الكبرى فصلى جماعة لجهة حسب مرجعهم وصلى جماعة أخرى لجهة أخرى حسب مرجعهم وكان الفارق بين الإتجاهي حوالي 90 درجة ووالله حصل ذلك في غرفة واحدة.

                ومراعاة لشعورصاحبي أمتنعت عن الصلاة على أن أصليها لاحقا وفعل زميلي مثل مافعلت.

                هنا بدأ زميلي التحديق في عيني وبادلته نفس نظرات الإستغراب ولم يسعف تدخل صاحب البيت ليعلم الجميع جهة القبلة التي يصلى إليها بل كل صلى حسب إتجاهه.

                وبعد الغداء بدأ النقاش عن القبلة وإتجاههابين الحضور وعلت الأصوات وأنفتحت أبواب جهنم بين المتحاورين وعلى المراجع وبشكل هستيري كل يقول مرجعه الصحيح ومرجعه الإعلم والأجدربالإتباع (كان هذا في زمن الراحل الخوئي والراحل الخميني رحمهماالله).

                قلت لصاحبي إشعر بحالة تقي وبدوره شاطرني القول، شعرنا بأن ما أكلناه قد أصبح علقما مرا فحزمنا أمورنا وإستأذنا بالخروج بحجة قضاء بعض الإعمال.

                عدت إلى البيت وكلي حرقة وأسى وكم تمنيت عدم إصطحاب زميلي لذلك المجلس الحسني وماحصل فيه.

                يارب ماهذا الذي يجري؟

                هل دين الله معقد كماأظهره إخوتنا؟

                وهل أمرنا بما حصل ويحصل؟

                أليس الآية صريحة (أينما تولوا وجهوكم فثم وجه الله) فلماذا هذا التعصب والجدال العقيم؟

                ولماذا هذا التزمت والتشنج و....و.....وهل صلاتناعزيزة على الله إلى هذه الدرجة ليحاسبنا إن إنحرفنا قليلا غير متعمدين في التوجه نحوالقبلة؟؟؟؟؟

                في المساء زارني زميلي وحاولت التظاهر نسيان ماحدث بإبتسامة صفراء ولكن والشهادة لله كان الرجل على درجة كبيرة من التعقل والكياسة وحاول طمأنتي:

                لاتبتئس سيدنا ما حصل شئ طبيعي في المجتمع العربي وما يحصل بين المكفرجية من السلفييين والمتعقليين من أهل السنة أشد مما شاهدناه، ودونك أهلة الأعياد وما يحصل بشأنها.

                وإلى حديث آخر.

                تعليق


                • #9
                  بسم الله الرحمن الرحيم
                  عمي الكريم السيد مهدي
                  اشكرك على تلبيتك لطلبي هذا، وأرجوا منك أن لا تلقي بالاً إلى هؤلاء، فالاخوة يقومون بالواجب تجاههم، ولكن المهم ان لا تتركنا فأنت عزيز علينا

                  ولا يستحق هؤلاء ان تتركنا من أجلهم

                  واسمح لي ببعض التعليقات على هذه القصص الجميلة
                  سأكتب الآن ما اقدر عليه
                  والباقي لاحقا ان شاء الله

                  تعليق


                  • #10
                    تعليقات حول القصة الأولى

                    يبدوا ان هذا الشيوعي أفضل من الكثير ممن نراهم في منتديات الحوار، فقد قابل الحسنة بالحسنة، ولكن أكثرهم يقابلون الحسنة بالسيئة، فيأتون إلى منتدياتنا ونستضيفهم ونكرم من كان مؤدباً منهم، ثم تراهم بعد ذلك يسبوننا ويشتموننا .. ولا يكتفون بذلك، بل يتعدون على مذهبنا ويعرضون بنا وبأئمتنا عليهم افضل الصلاة والسلام

                    فهل سنجد منهم معتبراً ؟

                    تعليق


                    • #11
                      حول الحديث او القصة الثانية

                      من الملاحظ عند الكثيرين من الذين أسلموا اهتمامهم الحقيقي بالدين، وسعيهم الصادق للوصول إلى الحقائق وبحثهم عنها، وهو ما نجده أقل وطأة عندنا.. ولعل السبب في ذلك هو أن ما يرونه حقيقة الآن هو شيء جديد بالنسبة لهم، والجديد له نكهة خاصة دائماً، أما نحن .. فنعوذ بالله من شرور أنفسنا.. رغم أن الكثير منا يتمتع بنفسية صافية..
                      ولكن اسمح لي عمي العزيز ان اتحدث عن مسألة رجال الدين باختصار شديد، وعن عدم قابليتهم أو أهليتهم، فإني أرى بنظري القاصر أن هذا الأمر وإن كان مختلفاً بين عالم وآخر، وبين رجل دين وآخر، فإنه وفي النهاية يدفع طالب الحق باتجاه طلب الحق أكثر فأكثر
                      فإن كان رجل الدين ناصحاً محقاً استفاد من يريد الحق، وإن أراد التشويش والنصح بالابتعاد عن الاسئلة، فكما ذكرت، سيرى فيه السائل شخصاً كالرهبان المسيحيين، ويسعى بشكل أكثر نحو هدفه
                      فهل أنا محق في ذلك ؟

                      تعليق


                      • #12
                        حول القصة الثالثة

                        لم اتمالك نفسي من الضحك عندما قرأت هذه القصة
                        وتذكرت فوراً عندما كنت في الكويت، حيث كان عمال المطعم يتحدثون بهذه الطريقة، وكانوا من الهنود، فكنت لا اتمالك نفسي من الضحك

                        كذلك كان عمال التنظيفات
                        هدانا الله والجميع
                        والى تعليق آخر
                        والسلام عليكم

                        تعليق


                        • #13
                          نتابع إخوتي حديث الغربة والتغرب:
                          -----------------------------------

                          في أواخرالسبعينات كنت إشتغل مع شركة إنكليزية في بريطانيا متخصصة بصناعة الإجهزة الإلكترونية وكان لعملي مهمة تدريب وفود من ضباط جيوش بعض الدول العربية على تلك الإجهزة لذلك كان مسؤولي بحاجة لي ويحترمني كثيرا، ونظرا لطيبته معي وبدون وعي مني كعادة الشرقي دعوته للطعام في بيتي ولأكثر من مرة دون وعي بتكرارالدعوة (هذا ماعرفته لاحقا).

                          الظاهرالرجل إراد مجاملتي بقبول الدعوة وكان مترددا في قبولها لسبب عرفته فيما بعد فوافق على تلبية الطلب وهوالذي نبهني بإنني قد كررت دعوته للغداء عندي في البيت مشترطا لقبولها على أن تتعلم زوجته من زوجتي طريقة طهي الطعام الشرقي وفي نفس يوم قبول الدعوة وألح على شرطه.

                          لم إستغرب من طلبه ولكن أستغربت من ألحاحه على أن يتم تعليمها في نفس يوم الدعوة.

                          وفي اليوم المحدد وحالماوصلت العائلة إلى بيتنا دخلت زوجته إلى المطبخ مع زوجتي ولم تخرجاحتى تم طهي الطعام بالكامل.

                          وأنشغلت معه كالعادة في حديث عن مشكلة دعم بريطانيا للصهاينة في فلسطين وقضايا العرب ومشاكل العنصرية في بريطانيا....... و.........و..........الخ.

                          تغدينا سوية فأستطابوا الطعام الشرقي كثيرا وكان يردد كان الواجب أن يلبوا الدعوة من زمان ليلتذوا بهذا الطعام الشهي، وأستمرت ضيافتنا لهم لساعة متأخرة وكنت أشاهد زوجته بين الفينة والفينة تهمس في إذنه شيئا ولكن لم نلق لهم بالا.

                          وقبل تركهم للبيت قال أنتم العرب أناس كرام طيبون فهل ننعم منكم بكوب قهوة قبل الرحيل وعندي لكم إعتذارشديد ممابدرمنا تجاهكم، فدهشنا لقوله ولم نعلم ماذا كان يدورفي خلد هذا المثقف الإنكليزي، وعلام إعتذاره حيث لم يصدرمنهما ما يوجب الإعتذار.

                          سألني الرجل كم مرة دعوتني للغداء عندكم وتحججت بعدم تمكني من تلبية الدعوة؟؟
                          أجبته نعم دعوتك ولكن لاأتذكركم مرة أو حتى أكون قد كررت دعوتي لكم.

                          قال نعم أنا أتذكر عدة مرات! ولكن هل تعرف لماذا كنت أرفض الدعوة؟
                          أجبته بسبب مشاغلك الكثيرة! هنا بدأ يعتذر أشد الإعتذاروأضاف بأن ضميره كان سيؤنبه كثيرا لولم يشرح لي السبب.

                          فأندهشت لقوله ولم أعرف بماذا كان يفكرهذا الرجل!!

                          بدأ يشرح وشاركته زوجته مبديا أسفا وإعتذارا شديدا قائلا:

                          رفضنا دعوتكم لإننا لم نكن متأكدين من نظافتكم وشروطكم الصحية في طهي الطعام ولكن وكما بينت له زوجته بإننا أنظف عائلة ألتقوا بها في حياتهم وهنا تدخلت زوجته لتشرح بأن زوجتي وبعد غسل الإناء أوالخضرة تصلي عليها تحت الماء ثلاثة مرات، وتقصد بذلك الصلاة على محمد وآل محمد حين شطف الإناء تحت الماء.

                          ثم عقبوا على سبيل النكتة باننا نعدم وبإفراط كثيرا من الماء النقي بسبب تقيدنا بالنظافة.

                          أصغينا لهما متعجبين مندهشين من كلامهما!! وكيف يفكرهؤلاء الناس عنا!!

                          سألته عن سبب أعتقادهم هذا عنا فأجاب:

                          نحن محكومين للدعاية التلفيزيونية فكلما شاهدنا مناظرالتلفيزيون القادمة من منطقة الشرق الأوسط شاهدنا الذباب المتهافت على وجوه الصبية الصغارالشعث الشعر والمتسخي الأثواب والقذرين في كل شئ.

                          أجبته وأيضا محكومين للدعاية الصهيونية!! فهزرأسه موافقا وعقبت لو درست مبادئ ديننا وأطلعت على تاريخنا دون ما يكتبه عنا عملاء الصهيونية والصليبية فسوف تجد بأن الحمامات العامة كانت تغطي عاصمة الخلافة بغداد في حين كانت أوربا تسبح في دياجير الظلام والأوساخ.

                          من هذه القصة التي صادفتني في حياتي لو راعينا شروط ديننا من ناحية النظافة والثقافة والتوجه الصحيح لما وصلنا لما نحن فيه وإنا لله وإنا اليه راجعون.

                          وإلى حدث آخر.

                          تعليق


                          • #14
                            للرفع و الاستفادة

                            تعليق


                            • #15
                              نتابع إخوتي حديث الغربة والتغرب:
                              -------------------------------------------

                              في نهاية الثمانينات وصلنا إلى شمال أمريكا مهاجرين وبعد أن ضاقت بنا السبل لنجد دولة عربية واحدة تقبلنا دون مضايقات وتساؤلات!!!!!! وكأن العراقي قد كتب عليه الشقاء والعناء أين ما حل ونزل بسبب حكامه الطغاة الظلمة القتلة.

                              تاريخ يعيد نفسه على الساحة العراقية بسواده الحالك ودمويته الفوارة المتأججة. فمنذ شهادة سيد الشهداء الإمام الحسين بن علي(ع) والدم العراقي ينزف غزيرا وقانيا وسيظل ينزف إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها عباده الصالحين وإنا لله وإنا إليه راجعون.

                              ألتقيناه في متجر كبير(يعني مول بلغة شمال أمريكا) وكنا لانزال جدد على المدينة التي وصلناها لنبدأ فيهاحياة الهجرة، كهل مصري يعيش في شمال أمريكا منذ زمن بعيد وكان دمث الأخلاق طيبا بشوشا.

                              إيه ياإخوتنا أنتوعرب! كان سؤاله الذي إستقبلنا به.
                              أجبناه: أيوة عرب ومصريين كمان (طبعا كنا نتظاهر له)
                              مش معقول، كان رده!
                              مش معقول ليه يا أخينا
                              شكلكم يقول كدا أنتوا فلسطينين ولة أردنيين
                              لا عراقيين
                              أيوه كدا تمام
                              لكن قولوا لي تتكلموا مصري أزاي؟
                              أجبناه بإننا عشنا في مصر قبل هجرتنا إلى شمال أمريكا.

                              يطول الكلام مع زميلنا المصري الطيب الكريم الذي أصرعلى دعوتنا لشرب فنجان قهوة معه في محل عام في المول الذي إلتقيناه فيه.

                              عرفنا بإنه من إخواننا الأقباط المصريين وإنه ترك مصرمنذ زمن بعيد ولكنه يحن لكل ما هو مصري أوعربي وسأل زوجتي إن كانت سوف تحجب البنات بعد أن يكبرن مثل حجابها قلنا له نعم سوف يتم ذلك قال وحتى هنا في شمال أمريكا، قلنا له نعم.

                              سكت الرجل طويلا وهو مطرق واضعا يده على جبهته فسألته:
                              خير يا فندم. أجاب:
                              كلو خير إنشاء الله
                              هل ترغب بنصيحة لوجه الله؟ هذا السؤال الذي وجهه لي بعد أن أفاق من إطراقته!
                              أيوة تفضل.
                              لاحظت الرجل مترددا في أن يبوح بما في نفسه فساءلت نفسي( بقلة كياسة ورواسب تعصب مقيت) ما الذي يريد أن ينصح به هذا المصري القبطي؟

                              شوف يا أخينا العراقي، وأنت جديد على ها لبلاد:

                              نصحيتي لك بإن تبعد نفسك وعائلتك عن كل ما يسمى عربي أو مسلم.

                              أبديت عجبي له بهكذا نصيحة وسألته كيف تقول ذلك وأنت الذي فرح بلقائنا وأكرمنا؟
                              نهض من على كرسيه ليغادر المكان قائلا أنا نصحتك والباقي عليك.

                              سلام وسلام للمدام.

                              ثم غادر المكان بسرعة ليختفي وسط الزحام!!

                              وسط ذهولنا وإستغرابنا حاولت اللحاق به ولكن الرجل وكأنه فص ملح وذاب.

                              ولسوء الحظ وبسبب قلة تعاملي التجاري مع الناس إستسخفت من نصيحة ذلك الرجل وكان كل همي أن أتعرف على أكبر عدد ممكن من أفراد الجالية العربية أوالإسلامية لأبدأ معهم مشروعا تجاريا أكسب منه عيش يومي ويوم أولادي ... و....و....الخ.

                              وبعد أكثر من عقد من الزمن مالذي حصل؟؟؟؟؟؟؟؟

                              أقسم بالله العظيم كل ما قاله ذلك المصري القبطي لنا تحقق بالتمام والكمال. فلم يؤذنا ويسرقنا تحويشة عمرنا ويستغفلنا إلا العرب والمسلمين وخاصة من هم من بلدك ومن مذهبك وإنا لله وإنا إليه راجعون.

                              وإلى حديث آخر

                              تعليق

                              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                              حفظ-تلقائي
                              x

                              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                              صورة التسجيل تحديث الصورة

                              اقرأ في منتديات يا حسين

                              تقليص

                              لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                              يعمل...
                              X