احاديث الغربة والتغرب( الحديث الأول)
====================
في الستينات وفي فترة شبابي كنت طالبا في بريطانيا وبسبب نشأتي الدينية وإلتزامي الديني كنت قريبا من بقية الجنسيات الإسلامية سنية وشيعية المتواجدة في الكليات والجامعات وبقية المعاهد البريطانية، ولكون الحياة في بريطانية منظمة ومتطورة وأجواء الحرية متاحة للجميع في تأسيس الجمعيات والتجمعات الثقافية كنت تجد في كل جامعة وكلية جمعية إسلامية أو عربية أو شيوعية وغيرها.
فالطلبة أصحاب الميول الدينية كانوا منخرطين في الجمعيات الإسلامية والقومية في الجمعيات العربية وهكذا.
ولكن كان هناك تمييز معين بخصوص الجمعيات الإسلامية وهو دمغها بالأخوانجية أو محسوبة على الإخوان المسلمين حتى وإن كانت غير عربية، أو شيعية ولم يكن للنشاط الوهابي أي وجود ظاهرلكنه نمى لاحقا.
المهم كنا في الجمعية الإسلامية خليط من الباكستانيين وكان عددهم كبيرا ونشيطا والعرب من جنسيات مختلفة عراقيين (الشيعة من المراكز الدينية النجف وكربلاء والسنة من الموصل ) وسودانيين ويمنيين ومصريين وإيرانيين وكانو ثوريين شئ ما وصوماليين وأريتريين وقبارصة أتراك ومن غرب أفريقيا وشرق أفريقيا........الخ.
كنا إخوة متحابين في الله فلا مذهبية مميزة ولا طائفية وكنا متعاونين مع بعضنا والقيادة كانت للطلبة القدامى وكانت النشاطات تقتصر على إقامة الصلاة وصلاة الجمعة وصيام رمضان وإحياء المناسبات الدينية من أعياد وغيرها وأهمها مساعدة الطلبة الجدد للتكيف مع ظروف الحياة الجديدة في بريطانيا.
الشيوعيون العراقيين كانوا منظويين تحت إسم جمعية الطلبة العراقيين وكان أحدهم شرس جدا وكثير التحرش بأعضاء الجمعية الأسلامية ونعتهم بالعمالة لإسرائيل وأمريكا وأنهم عملاء إستعمار اخوان المسلمين. وكنا نتحاشاه لشراسته وسوء أخلاقه
كان يعمل على تمزيق إعلانات الجميعة الإسلامية أو تلطيخها بالحبر الأسود وكان يحضر إجتماعات الجمعية لخلق المشاكل والشوشرة.
إختفى لفترة هذا الشيوعي العراقي وعرفنا بأنه مريض في المستشفى فعقدنا العزم على زيارته مع صديق مؤمن سوداني وأحضرنا له بعض الفاكهة وخطط الأخ السوداني بأن يشتري كتاب نكات وغلفه بغلاف يوحي للرائي بأنه مصحف.
زرناه في المستشفى فوجدناه لوحده فأستغرب من زيارتنا له وأنبهر بما أحضرنا له من فاكهة ولاطفناه وطيبنا خاطره، وبدا عليه الخجل فكان يقول لا أكاد اصدق بأن يزورني أخوان المسلمين في المستشفى بعد كل المشاكل التي عملتها لهم.
قلنا له لا عليك نحن إخوتك وإن ظرفك يستدعي الجميع أن يزورك فقال وأنتم أول من زارني وبدأ يعتذر عن أفعاله وينصحنا بأن نكون وطنيين وإن نترك العمالة لأمريكا. كنا نشفق عليه وعلى كلامه وبدأ الأخ السوداني في ذكر بعض النكات له فأنبسط للنكات وضحك كثيرا.
وقبل مغادرتنا ناوله الأخ السوداني الكتاب فغضب وقال عرفتم كيف تأثرون علي بإستغلال ظروف مرضي فجلبتم لي هذا المصحف، وأوعدكم بأنني سوف أقرأه ولكن لن يغير من مبدأي.
قلنا له أفتحه وسوف يشفيك مما أنت فيه فحنق أكثر وعندما فتحه وجده كتاب نكات فأنكسر وبان عليه الخجل وظل مطرقا فأعدناتطييب خاطره وقلنا له لا يهم نحن لانزال أخوتك وودعناه تاركين المستشفى.
وبعد خروجه من المشفى كان أول عمل قام به هوزيارتنا ليقول لنا بأنه لم يسعد بزيارة مثل زيارتنا وتغير الرجل تماما وبدأ يحضرمعنا في نشاطاتنا وفي فترة لاحقة بدأ يحضر حتى للصلاة معنا وحتى زملاؤه تعجبوا من تغييره فكان يقول لهم لقد هداني الله وأضلكم وأنهى دراسته بنجاح في حين تخلف بعض زملائه في الدراسة وكان دائما يقول كل ذلك بفضل الله والأخوان المسلمين.
وإلى حديث آخر.
====================
في الستينات وفي فترة شبابي كنت طالبا في بريطانيا وبسبب نشأتي الدينية وإلتزامي الديني كنت قريبا من بقية الجنسيات الإسلامية سنية وشيعية المتواجدة في الكليات والجامعات وبقية المعاهد البريطانية، ولكون الحياة في بريطانية منظمة ومتطورة وأجواء الحرية متاحة للجميع في تأسيس الجمعيات والتجمعات الثقافية كنت تجد في كل جامعة وكلية جمعية إسلامية أو عربية أو شيوعية وغيرها.
فالطلبة أصحاب الميول الدينية كانوا منخرطين في الجمعيات الإسلامية والقومية في الجمعيات العربية وهكذا.
ولكن كان هناك تمييز معين بخصوص الجمعيات الإسلامية وهو دمغها بالأخوانجية أو محسوبة على الإخوان المسلمين حتى وإن كانت غير عربية، أو شيعية ولم يكن للنشاط الوهابي أي وجود ظاهرلكنه نمى لاحقا.
المهم كنا في الجمعية الإسلامية خليط من الباكستانيين وكان عددهم كبيرا ونشيطا والعرب من جنسيات مختلفة عراقيين (الشيعة من المراكز الدينية النجف وكربلاء والسنة من الموصل ) وسودانيين ويمنيين ومصريين وإيرانيين وكانو ثوريين شئ ما وصوماليين وأريتريين وقبارصة أتراك ومن غرب أفريقيا وشرق أفريقيا........الخ.
كنا إخوة متحابين في الله فلا مذهبية مميزة ولا طائفية وكنا متعاونين مع بعضنا والقيادة كانت للطلبة القدامى وكانت النشاطات تقتصر على إقامة الصلاة وصلاة الجمعة وصيام رمضان وإحياء المناسبات الدينية من أعياد وغيرها وأهمها مساعدة الطلبة الجدد للتكيف مع ظروف الحياة الجديدة في بريطانيا.
الشيوعيون العراقيين كانوا منظويين تحت إسم جمعية الطلبة العراقيين وكان أحدهم شرس جدا وكثير التحرش بأعضاء الجمعية الأسلامية ونعتهم بالعمالة لإسرائيل وأمريكا وأنهم عملاء إستعمار اخوان المسلمين. وكنا نتحاشاه لشراسته وسوء أخلاقه
كان يعمل على تمزيق إعلانات الجميعة الإسلامية أو تلطيخها بالحبر الأسود وكان يحضر إجتماعات الجمعية لخلق المشاكل والشوشرة.
إختفى لفترة هذا الشيوعي العراقي وعرفنا بأنه مريض في المستشفى فعقدنا العزم على زيارته مع صديق مؤمن سوداني وأحضرنا له بعض الفاكهة وخطط الأخ السوداني بأن يشتري كتاب نكات وغلفه بغلاف يوحي للرائي بأنه مصحف.
زرناه في المستشفى فوجدناه لوحده فأستغرب من زيارتنا له وأنبهر بما أحضرنا له من فاكهة ولاطفناه وطيبنا خاطره، وبدا عليه الخجل فكان يقول لا أكاد اصدق بأن يزورني أخوان المسلمين في المستشفى بعد كل المشاكل التي عملتها لهم.
قلنا له لا عليك نحن إخوتك وإن ظرفك يستدعي الجميع أن يزورك فقال وأنتم أول من زارني وبدأ يعتذر عن أفعاله وينصحنا بأن نكون وطنيين وإن نترك العمالة لأمريكا. كنا نشفق عليه وعلى كلامه وبدأ الأخ السوداني في ذكر بعض النكات له فأنبسط للنكات وضحك كثيرا.
وقبل مغادرتنا ناوله الأخ السوداني الكتاب فغضب وقال عرفتم كيف تأثرون علي بإستغلال ظروف مرضي فجلبتم لي هذا المصحف، وأوعدكم بأنني سوف أقرأه ولكن لن يغير من مبدأي.
قلنا له أفتحه وسوف يشفيك مما أنت فيه فحنق أكثر وعندما فتحه وجده كتاب نكات فأنكسر وبان عليه الخجل وظل مطرقا فأعدناتطييب خاطره وقلنا له لا يهم نحن لانزال أخوتك وودعناه تاركين المستشفى.
وبعد خروجه من المشفى كان أول عمل قام به هوزيارتنا ليقول لنا بأنه لم يسعد بزيارة مثل زيارتنا وتغير الرجل تماما وبدأ يحضرمعنا في نشاطاتنا وفي فترة لاحقة بدأ يحضر حتى للصلاة معنا وحتى زملاؤه تعجبوا من تغييره فكان يقول لهم لقد هداني الله وأضلكم وأنهى دراسته بنجاح في حين تخلف بعض زملائه في الدراسة وكان دائما يقول كل ذلك بفضل الله والأخوان المسلمين.
وإلى حديث آخر.
تعليق