إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

واشنطن تريد إحراق لبنان لاخفاء هزيمتها ...

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • واشنطن تريد إحراق لبنان لاخفاء هزيمتها ...

    الأخبار الآتية من لبنان في هذه الأيام لا تدعو محبي لبنان والخائفين عليه الى الاطمئنان الى حاضر ومستقبل هذا البلد العربي، الذي لُقب يوماً بأنه سويسرا الشرق وفي أيام أخرى بأنه النافذة التي يطل منها العرب على العالم والحضارة العالمية .
    وبلغ من حدة وشدة الأحداث التي تقع في لبنان أن بعض الصحف والمعلقين ذهب بعيداً في استقراء هذه الأحداث الى حد الحديث عن تقسيم هذا البلد الصغير مساحةً والكبير علماً وثقافةً وفناً واشعاعاً .
    ويتساءل محبو لبنان : ماذا دها اللبنانيين حتى وصلوا الى حالة تنذر بالأخطار والدواهي ناهيك عن الاقتتال وسفك الدماء؟
    والأخوة اللبنانيون كأفراد متميزون باللطف والمعرفة والعمل المجدي إلا أن ما جرى في السبعينات وما يجري حالياً يدفع المرء الى مقارنتهم بالشعب الألماني المتميز بالنشاط والجدية والعلم والمعرفة والثقافة ، كأفراد، والذي وقع كمجموع ضحية هتلر ومجموعته والواقفين وراء الحزب النازي وحروبه . كأفراد كان الألمان أذكياء وعلميين واصحاب حسابات بعيدة عن المغامرة إلا انهم كشعب ارتكبوا حماقة الانسياق وراء هتلر والنازيين حتى وصلوا الى الكارثة التي دمرت بلادهم ومعاملهم ومعاهدهم ومختبراتهم وصناعتهم وأوقعتهم وأوقعت بلادهم في احتلال أربع دول هي الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي وبريطانيا وفرنسا .
    والسؤال الذي يجب طرحه في ظل التطورات في لبنان هو: هل يعيد اللبنانيون تجربة الشعب الألماني؟
    إن من يرى بعض الزعماء اللبنانيين متحدثين من وراء الميكروفونات وشاشات التلفزيون مخاطبين العواطف ومستثيرين المشاعر ومحرضين الناس على بعضهم البعض وناشرين البغضاء والأحقاد ومزيّنين حماقة الانتحار الجماعي يتملكه، حقاً، الخوف على لبنان واللبنانيين . سيما وان الإسفاف الذي وصل إليه بعض "الزعماء" و" القادة" و"رؤساء الأحزاب" في تنابذهم بالألقاب والاتهامات ونشرهم أجواء الاقتتال والتحارب والتباغض كل حدود المعقول وكل موجبات الأدب السياسي والأخلاق الفاضلة والالتزام بالموضوعية والواقعية. ولو صدّق المرء كل ما يستعمله بعض السياسيين من الاتهامات ضد بعضهم البعض لكان عليه أن يقول أن كل اللبنانيين هم عملاء لهذا الجانب أو ذاك وان نصفهم المحبب إليهم هو من الأتقياء والأنقياء وان النصف الآخر من العملاء المأجورين لهذه الجهة أو تلك .
    لنتصور مثلاً سمو الأخلاق الإنسانية والسياسية عند الذين يهددون بتأليب الشارع الآخر وبالنزول الى الشوارع رداً على من يريدون استخدام حقهم الطبيعي في التظاهر السلمي وفي التعبير عن معارضتهم لسياسة لا يرتضونها..ان هذا التهديد هو من "بضاعة" ديمقراطيتهم واحترامهم للآخر وإيمانهم بحق الناس في قبول هذه السياسة أو تلك !!.
    ومن عجائب هذا الزمن الرديء في لبنان أن الهبوط في الأدوات والوسائل قد وصل إلى حد إرسال مجموعات من المأجورين إلى منزل الرئيس سليم الحص في بيروت ليطوقوه وليرفعوا أصواتهم بالسباب والشتائم وليدعوه إلى مغادرة مدينة بيروت ، وهو الرجل النزيه والنظيف اليد والفكر والوطنية واللسان الذي دافع بجرأة عن مصالح الشعب اللبناني وعن استقلال وسيادة لبنان وحرية أبنائه، والذي كان يذهب الى "دمشق" مدافعاً عن لبنان وأبنائه ومصالحه وحريته واستقلاله وسيادته بجرأة وادب سياسي رفيع وبُعدٍ مثالي عن المصالح الشخصية فيما كان غيره من "الزعماء" في الصف الحاكم اليوم يذهب الى دمشق مستجدياً المناصب والمنافع والصفقات والأموال والسلاح !!
    وإذا كان الذهاب الى دمشق يعتبر لدى التكتل المعروف في لبنان مدعاة للاتهام بالعمالة لـ "دمشق" وبالـ "الخيانة" لمصالح لبنان الوطنية فان الرجل الذي جعلوا منه خيمة سياسية يختبئون تحتها ونعني به المرحوم رفيق الحريري (أبو بهاء) رئيس وزراء لبنان الأسبق ، كان اكبر عميل لدمشق واكبر خائن للبنان فعدد زياراته الى دمشق فاق عدد زيارات معظم السياسيين اللبنانيين الآخرين الذين كانوا يذهبون الى دمشق كما كان عدد "أصدقائه" من المسؤولين السوريين اكبر من عدد من كان يقصدهم السياسيون اللبنانيون الذين ذهبوا الى دمشق. وزيارة دمشق ليست ولم تكن سبيلاً إلى خيانة لبنان ومصالحه وشعبه ، وان شكلت لدى البعض تزلفاً وخداعاً واستجداء للصفقات والمنافع و"الوكالات" و"الإعانات" السائلة والجامدة .
    ومن أعاجيب الزمن الرديء في لبنان أن الذين مدوا أياديهم إلى العدو الإسرائيلي وذهبوا هم أو أوفدوا رسلهم ومقاتليهم الى إسرائيل وكانوا من أبطال الحرب الأهلية ومذابحها وجرائمها في لبنان، قد اصبحوا في هذه الأيام وبـ "قدرة قادر" من أبطال"ثورة السيادة والاستقلال" وتحولوا بقدرة قادر أيضا إلى محرضين ضد سوريا، لا ضد الحكومات بل ضد الشعب والأرض وكل ما يبدأ اسمه بحرفي (س و) . أسماء هؤلاء الذين أشرنا إليهم معروفة. واكثر من ذلك أن الاتصالات التي أجراها أحد الزعماء المعادين لسوريا حالياً بصورة سريّة مع المسؤولين السوريين سابقاً ووصلت الى اتفاق على مجموعة من المسائل وانعكس في خطوات عملية علنية خطاها هذا "القائد" قبل أن ينقلب على سوريا . (جميع التفاصيل موجودة والأسماء كذلك ولكن الحرص على المستقبل يكبل اليدين في الوقت الحاضر).
    انه زمن رديء حقاً هذا الذي يعيشه لبنان حالياً واخطر ما فيه أن الكثيرين نقلوا بندقية "النضال" والنشاط من كتف الى كتف وأعلنوا سوريا عدواً..وسكتوا عن إسرائيل والولايات المتحدة وأعلنوا الحرب على سوريا وعلى الحزب اللبناني الذي صمد ثلاثة وثلاثين يوماً في وجه العدوان العسكري الإسرائيلي بينما لم تستطع الجيوش الرسمية الصمود اكثر من سبعة أيام في وجه العدو الإسرائيلي.
    ورغم كل الافتراءات التي ينثرها الذين انتقلوا الى جانب الولايات المتحدة وفرنسا وإسرائيل في وجه سوريا والعرب فانهم سيظلون عاجزين عن نقل لبنان من موقعه الطبيعي في الوسط العربي الى تل أبيب أو واشنطن أو حتى باريس.
    والذين يبدلون مواقعهم وينضمون الى جبهة أعداء العرب سيظلون عاجزين عن تأدية المهمة التي اوكلت إليهم أو ذهبوا إليها طوعاً وانقياداً الى الأوهام يستحيل تحويلها الى واقع، فالتاريخ والجغرافيا ثابتان ويستحيل تبديل موقعهما كما يستحيل إقناع الشعب اللبناني بان مصلحته هي مع الولايات المتحدة التي أثارت الحروب العدوانية واحتلت بلداناً كانت مستقلة وسيدة ومالكة لعضوية منظمة الأمم المتحدة ، أو مع إسرائيل التي قضمت ساحات من الأرض الوطنية اللبنانية وخرقت حرمة الأراضي اللبنانية ووصلت في احتلالها للأراضي اللبنانية إلى العاصمة بيروت .
    لقد حذر ريمون اده الوطني اللبناني بامتياز في منتصف القرن الماضي من أطماع إسرائيل في الأراضي والمياه اللبنانية وفي دور لبنان في منطقة الشرق الأوسط كما حذر بناة و أبطال الاستقلال اللبناني من جعل لبنان مقراً أو ممراً للاستعمار الى البلاد العربية. ومن الغرائب أن بعض الحكام يستقوي على سوريا الشقيقة الكبرى للبنان، شاء أو رفض المنقلبون على العلاقات الأخوية بين سوريا ولبنان وينقلبون على مبادئ بناة الاستقلال وفي مقدمتها أن لبنان لن يكون للاستعمار مقراً أو ممراً إلى البلاد العربية، وهم يأتون بقوات أجنبية لترابط على طول الحدود مع سوريا وليتجسسوا عليها وعلى شعبها وقواتها المسلحة وليستعينوا بأجهزة أمن أجنبية مرتبطة باتفاقات تعاون مع جهاز الاستخبارات الإسرائيلي الخارجي في مطار بيروت وفي مراكز الحدود اللبنانية مع سوريا .
    إن جرّ لبنان الى الصراعات الدولية خطأ كبير وعمل لا يخدم مصلحة لبنان ولا مصلحة البلدان العربية ولا مصلحة السلم والأمن في الشرق الأوسط . وتجربة لبنان بالذات تقدم ألف برهان على أن الارتباط بالأحلاف الاستعمارية ليس في مصلحة لبنان الوطنية ولا مصلحة التعايش بين اللبنانيين ، هذا التعايش الذي يشكل سرّ بقاء وازدهار لبنان ودوره السياسي والاقتصادي والثقافي والحضاري في محيطه العربي.
    وعندما يتحدث بعض اللبنانيين عن "عهد الوصاية السورية" لتبرير انزلاقهم الى الاستعانة بالأجنبي المؤيد والراعي لإسرائيل فانهم لا يستطيعون إقناع اللبنانيين بان منجاتهم ومنجاة بلدهم ودولتهم هي في الانضمام الى الفرقة الأجنبية (ليجيون ايترانيجير) الأميركية والاصطفاف فيها الى جانب إسرائيل .
    وعندما غزت إسرائيل لبنان في الربع الأخير من القرن الماضي كانت الولايات المتحدة متواطئة معها، كما تواطأت معها في عملية الغزو العسكري التي نفذتها إسرائيل في شهر تموز الماضي. ولولا الدعم السياسي والدبلوماسي والعسكري الأميركي لما كانت القوات الإسرائيلية قد وصلت الى العاصمة بيروت، ولما كان شارون قد وجد طريقه الى المختارة والأشرفية . وسوريا التي وقفت الى جانب لبنان وفتحت أبوابها لجميع اللبنانيين وقدمت كل أنواع المساعدات إلى الوطنيين اللبنانيين وقدمت المئات من جنودها في معارك الدفاع عن بيروت ومطارها، قادت المعركة الدبلوماسية لوقف العدوان وسحب القوات الإسرائيلية المعتدية من بيروت وبقية المناطق المحتلة . وأنا شاهد على الجهود الدبلوماسية التي بذلها الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد لوقف العدوان وسحب القوات المعتدية كذلك ومطلع كذلك على بعض ما جرى مع المبعوث الأميركي فيليب حبيب (اللبناني الأصل) وزميله دريبر فهذا المبعوث جاء أولا بتأكيد أميركي بوقف القتال وعدم تجاوز خط معين في جنوب لبنان، ولكن هذا التأكيد ذهب مع الريح واستمر الزحف الإسرائيلي حتى وصل الى بيروت بمباركة اميركية ، ولما عاد فيليب حبيب الى دمشق بعد احتلال بيروت إلى دمشق وقابل الرئيس الأسد سأله الرئيس عن التعهد الأميركي ولم يكن جواب فيليب حبيب اكثر من قوله "يا سيادة الرئيس اننا نعيش في زمن سيء" وكان الجواب السوري على التبرير الأميركي هو رفض استقبال فيليب مرة اخرى في دمشق فذهب ولم يعد اليها.
    وتحرر لبنان من الوجود العسكري الإسرائيلي على أراضيه لم يتم بضغط أميركي أو بقرار من الأمم المتحدة ، لا ولا بالضغوط الفرنسية والأوروبية، بل بالمقاومة اللبنانية وتضحياتها وشهدائها وبالدعم السوري المتعدد الأشكال لهذه المقاومة وأبطالها .
    والتهجم على المقاومة في هذه الأيام السيئة التي يمر بها لبنان ليس، في كل الأحوال، في مصلحة لبنان ووحدة أرضه وشعبه. بل في مصلحة الولايات المتحدة المهزومة في العراق والساعية لصرف الأنظار عن هذه الهزيمة التاريخية بإيقاد نار الفتنة في لبنان واستخدامه ضد سوريا والغرب . وكل ما يجري في لبنان حالياً لا يستهدف تحقيق "الحرية والسيادة والاستقلال" بل يصب في نهاية المطاف في الخطة الأميركية المسماة "الفوضى الخلاّقة" الهادفة إلى خلق الأجواء المناسبة لتفكيك بعض الدول وإيجاد كيانات سياسية صغيرة تسهل السيطرة عليها واستخدامها لإثارة الاضطرابات ونشر وضع عدم الاستقرار في المنطقة . وعلى العرب واللبنانيين خاصة أن يسألوا أنفسهم : متى كانت الولايات المتحدة مع حرية واستقلال وسيادة شعوب منطقة الشرق الأوسط؟ ومن الذي زرع إسرائيل في المنطقة وسلحها بأحدث الأسلحة بما فيها الأسلحة النووية؟ ومن الذي شجع إسرائيل على غزو لبنان عسكرياً ومنع الأمم المتحدة من القيام بواجبها في صيانة الأمن ووقف القتال؟ ومن هو وزير الخارجية بل وزيرة الخارجية التي جاءت الى لبنان وأعلنت على الملأ رفض وقف القتال خلال الغزو الإسرائيلي للبنان ؟ وأين هي مصلحة لبنان الوطنية ؟ هل هي مع إسرائيل التي تتطلع لانتزاع دور لبنان الاقتصادي والخدماتي والسياحي والمصرفي في المنطقة أم مع المحيط العربي الذي لا ينازع لبنان دوره ؟
    وبعد هذه الأسئلة يجب أن يطرح اللبنانيون على أنفسهم السؤال التالي: هل سوريا هي عدو لبنان ؟ وهل من مصلحة اللبنانيين تدمير العلاقات والتواصل مع سوريا؟
    والواقع الحالي في لبنان يقول أن أكثرية اللبنانيين هي مع علاقات أخوية مع سوريا على أساس سيادة واستقلال كل من البلدين . هذه الأخوة المنصوص عليها في معاهدة الأخوة والتعاون التي وقعها الرئيسان المرحومان حافظ الأسد والياس الهراوي. وأي استعراض واقعي وموضوعي لتطور العلاقات بين سوريا ولبنان سيقود إلى الاعتراف بان سوريا لم تعمل طيلة وجود قواتها على الأراضي اللبنانية الا لمصلحة وحدة لبنان ومؤسسات دولته ووحدة أرضه وشعبه . وأنها هي التي ضمنت وحدة مؤسسات الدولة اللبنانية وبخاصة وحدة الجيش اللبناني . أما الأعمال والاختراقات المالية والخدمية والصفقات وما الى ذلك من التصرفات غير السليمة التي جرت فان الأطراف اللبنانية المشاركة فيها هي التي قادت بعض الأفراد السوريين الى طريقها . وبعض "أبطال السيادة والاستقلال" حالياً كانوا من الضالعين في هذا الفساد المالي والتجاري والخدماتي واوصلوه حتى الى داخل سوريا . واليوم، وليس في لبنان قوات سورية، ولا عنجر، ولا بوريفاج، فما الداعي الى توجيه السهام الى سوريا ؟ وما الداعي الى إعلان سوريا عدواً للبنان؟ وما الغاية من افتعال معركة سياسية واعلامية مع سوريا؟ وما الغاية من إعلان الغالبية الشعبية اللبنانية المؤيدة بقوة للعلاقات التاريخية والأخوية والاقتصادية مع سوريا جهات (معادية) و(عميلة) و(بقايا نظام الوصاية)؟ ومن يخدم افتعال خلافات سياسية مع المقاومة اللبنانية البطلة التي فتحت صفحة فخار في تاريخ الصراع العربي مع إسرائيل؟ ومن المستفيد من انكفاء الحكومة اللبنانية عن مواصلة ما هو طبيعي وضروري من العلاقات والاتصالات مع سوريا؟ ولماذا يرفض رئيس الوزراء الحالي الذي يتحمل مسؤولية ما في تراكم الديون بمليارات الدولارات على لبنان إقامة علاقات طبيعية وعادية مع سوريا ؟
    إن الوشائج التي تربط سوريا بلبنان ولبنان بسوريا هي من القوة والرسوخ بحيث تصمد أمام الظروف المؤقتة والزائلة . والمصلحة الحقيقية لكل من البلدين هي في إقامة افضل العلاقات، وفي جميع الميادين ، على أساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة. والحكومات الطارئة التي تعمل ضد أحكام الجغرافيا والتاريخ والمصالح المشتركة تجيء وتذهب وسيظل لبنان وسوريا بلدين شقيقين تربطهما عوامل لا يقوي الزمان وتطوراته على محوها.
    ومن دواعي الأسف الشديد ان العلاقات بين سوريا ولبنان كانت في عهد الانتداب الفرنسي افضل بكثير من الحال اوصلها اليها بعض الذين ركبوا المركب الأميركي ـ الاسرائيلي . في عهد الانتداب لم تكن هناك حدود وغيتوات بين البلدين بل كان مصالح مشتركة سورية ـ لبنانية (مصرف الاصدار ـ السكك الحديدية ـ المياه ـ الكهرباء ـ الحدود المفتوحة ـ حرية التنقل والاقامة ..الخ).
    وإذا كان البعض في لبنان يذهب في العداء لسوريا (كلها) إلى حدود تحويل السفير الأميركي فيلتمان إلى قيّم على الحكم والحكام والى (مندوب سام) جديد تفوق صلاحياته وحركاته صلاحيات وحركات المندوب السامي الفرنسي ايام الانتداب بالف مرة ولا يعتبره تدخلاً في الشؤون اللبنانية الداخلية وفي علاقات لبنان مع الخارج ، فان من حق اللبنانيين والعرب أن يسألوا كيف يقبل البعض تدخل دولة أجنبية بعيدة ألوف الكيلومترات عن لبنان في الشؤون الداخلية والخارجية للبنان بينما يصب جام عداوته على البلد الأخ والجار (إذا قال للجميل ما أحلى الكحل بعينك)؟
    إن الوطنية الحقيقية هي في الإخلاص للوطن وفي احترام موجبات التاريخ والجغرافيا والمصلحة المشتركة للبلدان المتجاورة والمشتركة بتاريخ عميق الجذور في التاريخ وبمستقبل مشترك مفروض بعوامل الواقع والحاضر والتاريخ والجغرافيا ، وليست في معاداة البلدان الشقيقة واستفزاز مشاعرها والمس بكرامتها وإيذاء مصالحها .
    إن الانسياق مع السياسة الأميركية ـ الإسرائيلية يودي بأهله إلى الأخطاء والارتكابات والى أخطار الحروب وسفك الدماء. وهذا الذي نقوله ليس رجماً بالغيب بل هو واقعٍٍ موجود على الأرض والدليل على ذلك ما يجري حالياً في العراق وما جرى ويجري في فلسطين وما جرى في شهر تموز في لبنان . وإذا كان الرئيس بوش صاحب سياسة "الحروب الاستباقية" و"محاربة الإرهاب على أراضى الدول الأخرى كيلا يأتي إلى الولايات المتحدة" وسياسة الهيمنة على الأمم المتحدة والمجتمع الدولي يريد فرض الديمقراطية على الدول الأخرى فان ما صنعت يدا إدارته في العراق ولبنان وفلسطين هو خير شاهد على "الديمقراطية والحرية" التي توزعها الإدارة الأميركية على مختلف مناطق العالم . وإذا كان الشعب الأميركي قد رفض هذه السياسة العدوانية في الانتخابات النصفية للكونغرس فهل يعقل أن يسمح اللبنانيون لهذه السياسة بتدمير بلدهم وإغراقه بالدماء وتحويله إلى بؤرة توتر ومنطلقاً لمؤامرات ضد العرب وحريتهم واستقلالهم وسيادة دولهم؟
    لقد سقطت سياسة المحافظين الجدد في داخل الولايات المتحدة وستسقط في الشرق الأوسط وغيره من مناطق العالم ولن يستطيع المغامرون اللبنانيون والساسة الأغرار إنقاذها .
    وها هو جيمس بيكر رئيس لجنة الكونغرس للتحقيق في الوضع العراقي وإيجاد مخرج للولايات المتحدة من المستنقع العراقي الدموي الذي أوجدته سياسة الإدارة الأميركية يدعو إلى فتح الحوار مع سوريا والى التعاون معها، ويبدو أن هذا الاتجاه الأميركي الجديد هو الذي دفع المتورطين مع الإدارة الأميركية في لبنان إلى الإسراع بل إلى التسرع في سياسة مرتبكة تحاول مسابقة الزمن الذي لا يرحم والى تجاهل الواقع وتطورات الأوضاع الإقليمية والدولية .
    إن العودة عن الخطأ فضيلة ، ويبقى السؤال هو : هل سيعود المتورطون مع الإدارة الأميركية عن أخطائهم أم انهم سيواصلون مسيرة المغامرة ؟

    جبران كورية
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 09:44 PM
استجابة 1
11 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة ibrahim aly awaly
بواسطة ibrahim aly awaly
 
أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 07:21 AM
ردود 2
12 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة ibrahim aly awaly
بواسطة ibrahim aly awaly
 
يعمل...
X