ما الذي يحدث في قناة شهرزاد :
يتابع ملايين العرب كل ليلة في برنامج قناة شهرزاد اللبنانية : الروحاني العراقي أبو علي النجفي الشيباني وقد نال البرنامج شهرة شعبية واسعة ، و هذه الموجة من هذا النوع من البرامج كان بدايتها من رمضان سيما في قناتي كنوز وشهرزاد الفضائيتين، فمن خلال كمية الاتصالات التي تنهال على قناة شهرزاد ، ومن خلال المتابعة ، فقد أضحى أبو علي الشيباني حديث الناس في مجالسهم ، والرجل يستخدم في علاجه للناس أو معرفة أمراضهم الى عدة طرق : 1) الآيات القرآنية ، 2) تسخير الجن ، 3) الطب الشعبي باللاعشاب ،4) الحساب الفلكي ، 5) حساب الجمل عن طريق اسم المريض واسم أمه ، 6) الأدعية .
وقد اثبت أبو علي الشيباني جدارته وحذاقته في العلم بل عبقريته مع الحالات التي تتصل به ، والتي اغلبها هي : 1) مرضى ،2) موسوسين ، 3)باحثين عن مستقبل مجهول ، 4) باحثين عن رزق وعمل ،5) فتيات و مطلقات وأرامل وعوانس يبحثن عن الزواج .
و الملفت للنظر في هذه الحالات التي تتصل بالشيباني هم الباحثين عن المستقبل المجهول ، والنساء الباحثات عن الزواج ، ونحن لا نلوم من يتصل بالفلكي او الروحاني ليكشف له عن مستقبله الغامض ، بعد أن سيطرت الانظة الفاسدة العربية على الحكم هي وحاشيتها المقربة منها ، وجعلت شعوبها طبقات ، طبقة مترفة منتفخة الكروش ، وطبقة مسحوقة : كما يحدث في المجتمعات الخليجية كالكويت وغيرها ، وكما يحدث في الأنظمة العربية العسكرية كمصر وليبيا وتونس ، او الأحزاب السياسية الحاكمة كالعراق ولبنان ، فأصبح المواطن فاقد الإحساس بالأمان ، لا يثق بالدولة وقوانينها ، غير متزن مشوش الفكر ، يخاف أن يفقد وظيفته في أي لحظة ، وتخاف الفتات أن تصل الى مرحلة العنوسة وتمسي بلا زواج ، ويخاف المريض أن يموت وهو يرا الدولة تهتم بأصحاب الدماء الزرقاء ، وهو بالكاد يحصل على العلاج المناسب ، وقد زاد عدد الموسوسين عندنا لأن دولنا العربية لا تبني الفرد والمجتمع بناء سليما تربويا ونفسيا بل تسحق كرامته وإنسانيته ، ونحن من هذا المنطلق نشكر أبو علي الشيباني المنقذ ونشكر العالم الآخر ، عالم الجن الذي يساهم معه في علاج هولاء الناس ، ويبدو أن الجن هم أكثر غيرة من حكام الدول العربية على شعوبهم .
تعريف الجن :
الجن ضد الإنس الواحد جني قيل سميت بذلك لأنها تٌتقي ولاترى ( مختار الصحاح ) ،والجن أو الجان مخلوقات خفية من نار ، تتخذ أشكالا مختلفة ، كان إبليس منها ورفض أن يسجد لآدم ، يسترقون السمع من السماء ، استمع نفر منهم الى القرآن كما جاء في سورتي الجن والاحقاف ، لهم قدرة خارقة ، سخرهم سليمان (( الموسوعة العربية الميسرة))
تسخر الجن :
التسخير لغة : التكليف بالعمل بدون أجرة ( مختار الصحاح للرازي ) ،واصطلاحا : هو استخدام الملك أو الجن أو أرواح البشر أو سائر الحيوان ( الذنوب الكبيرة لدستغيب ).
من اللغط الدائر ويتردد على الألسن ، حول برنامج أبوعلي الشيباني ,وهو هل بإمكان البشر تسخير الجن وماحدود هذا التسخير الشرعية ؟؟
ولكن قبل أن نجيب على هذه الأسئلة نطرح هذا السؤال : هل الجن موجود فعلا في عالم الدنيا ؟
سيما وان كثيرا من الفلاسفة وفرق القدرية والزنادقة وبعض المعاصرين قد انكروا وجود الجن والشياطين
: وعلى هذا السؤال يجيبنا كتاب الله ويثبت وجود هذه المخلوقات السمعية ( الغير مرئية ) والمكلفة كالبشر ، ومن هذه الآيات: (( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّوَالإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ )) الذاريات ، ((وَلَقَدْ ذَرَأْنَالِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَالْجِنِّوَالإِنْسِ لَهُمْقُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْآذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَهُمُ الْغَافِلُونَ )) الأعراف ، ((أُولَئِكَالَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَالْجِنِّوَالإِنْسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ )) الأحقاف .
وأما عن تسخير الأنسُ للجن فقد أثبته القرآن الكريم في أكثر من آية ، منها :
(( وحشر لسليمان جنوده من الجن والإنس والطير فهم يوزعون ) النمل ، (( ومن الجن من يعمل بين يديه بإذن ربه ومن يزغ منهم عن أمرنا نذقه من عذاب السعير ، يعملون لم مايشاء من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب وقدور راسيات )) سبأ .
حدود تسخير الجن :
وقد ذكر القرآن الكريم آيات تدلل على تسخير الجن في صالح القضايا الدينية والعسكرية والاجتماعية ، أو المباحة كالزينة ، منها :
(( وحشر لسليمان جنوده من الجن )) النمل (( ومن الجن من يعمل بين يديه )) (( يعملون له مايشاء من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب وقدور راسيات )) سبأ ، (( قال عفريت من الجن قال يا أيها الملاء أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين ، قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مكانك واني عليه لقوي أمين )) النمل .
قول علماء المسلمين في تسخير الإنس للجن أو الارتباط معهم :
اختلف علماء الاسلام في جواز تسخير الجن او التعامل معهم ودخول عالمهم الخاص او دخولهم عالم الإنس فمن القائلين بالجواز:
1) السيد آية الله العظمى علي السيستاني ( مرجع ديني معاصر ) : (( جواز تسخير الجن إذا لم يكن هناك ضرر )) موقعه على الانترنت :
http://www.sistani.org/html/ara/main/index-istifta.php?page=4&lang=ara&part=1
2) ابن الصيرفي الحنبلي ( من علماء المذهب الحنبلي ) : (( جواز الصلاة خلف الجني )) كتاب آكام المرجان في أحكام الجان ص 61 للشيخ الشبلي ( المتوفى سنة 769) )) .
3) رواية الجن الحديث وفتواهم للإنس ،ووعظهم للإنس ، والقائهم الشعر على ألسنة الشعراء وتعليمهم الطب للإنس ، واختصام الجن والانس إلى الإنس ، وجواز سؤال الجن عن الأحوال الماضية دون الأمور المستقبلية ، ونوح الجنٌ على الإنس (( كتاب آكام المرجان في أحكام الجان ص 61_146للشيخ الشبلي)).
4) آية الله العظمى السيد كاظم الحائري ( مرجع ديني معاصر) : ((إن لم يكن الأمر راجعاً إلى الكهانة، ولا إلى أغراض ونتائج محرّمة، ولم يكن هناك قهر وإجبار على الجن المسلم في الحضور، فلا بأس بذلك )) موقعه على الانترنت:
http://www.alhaeri.org/moalafat/ahkam/index.html
5) آية الله العظمى الشيرازي ، وقد أجاب عن سؤال حول تسخير الجن ((يشترط في ذلك عدم الضررالكثير وعدم اشتماله على المحرّم )) موقعه على الانترنت :
http://www.alshirazi.com/rflo/ajowbeh/arshif/alabrag.htm
6) الشيخ ابن عثيمين ، وقد افتى بجواز تسخير الجن اذا كان للخير (( الفتوى 193 من فتاوى العقيدة للشيخ ابن عثيمين ))
بعض النقاط السلبية على أبو علي الشيباني وبرنامجه في قناة شهرزاد الفضائية :
1) خروج أبوعلي الشيباني عن طوره بعض الأحايين والتجاوز على الآخرين و تأثره النفسي بمن انتقده وكأنه فوق النقد .
2) غرور أبو علي الشيباني .
3) تحدث أبو علي الشيباني بلكنة فارسية وهو يذكر روايات عن أهل البيت عليهم السلام ، بالرغم من انه رجل عربي .
4) مزجه فضائل أهل البيت عليهم السلام بما يفعله من تسخير للجن ، مما يسبب إحراجا للشيعة .
5) ذكره بعض الفضائل وروايات عن أهل البيت (ع) ما انزل الله بها من سلطان وكأنه من خطباء الدرجة الثالثة الذين يتخبطون يمينا شمالا .
6) تفريقه بين الشيعة وغيرهم من المتصلين : بحجة إن هذه اسمها فاطمة أو هذا اسمه علي .
7) مديحه لنفسه المتكرر وكأنه جاء من الأزمان الغابرة لينقذ الناس والعالم .
8) التفرقة بين المتصلين فنرى أن هناك أصدقاء للبرنامج يتصلون يوميا ، وان هناك من له أكثر من شهر ولا يردون عليه .
تعليق