[frame="3 80"]
مقال عمود الكاتبة - ياسمين شاهين "كلمة محبة" - صحيفة الأيام[/frame]
دائما ما يعتبر تكافؤ المستوى الإقتصادي بين الزوجين دليل على نجاح العلاقة الزوجية، وهو أمر صحيح إلى حد ما، فالفارق الإجتماعي الكبير بين الزوجين يعني اختلاف في الطباع وطريقة التفكير التي لايمكن أن تلتقي في مصب واحد، وهذا ما يجعل كثيرا من الزيجات لا تصمد أمام هذا الفارق. أعتقد أن المشكلة ليست في تأقلم الزوجة مع مستوى أعلى من مستوى عائلتها الإقتصادي، بل الصعوبة تكمن في طريقة تعايشها مع رجل أقل مستوى منها ماديا، خصوصا إذا كانت تلك الزوجة قد تعودت على نمط ومستوى معين في الإنفاق في بيت أبيها، لذلك نقول ان »من ينام على الحرير لا يمكنه النوم على الخشب مهما كانت نعومته«، وإن حاولت تلك الزوجة أن تتأقلم مع الوضع المادي للزوج فهي تجبر نفسها على تقبل الوضع ليس إلا. أما بالنسبة للرجل فقد يعيش في دوامة مع زوجة »أعلى مستوى منه« عندما لايستطيع أن يحقق لها جميع طلباتها واحتياجاتها التي اعتادت عليها في بيت أهلها التي ربما تعتقد أنها من الأساسيات التي لا يمكنها الاستغناء عنها في حين يعتبرها الزوج اسرافا لامبرر له، وهذا ما قد يجعل الزوجة تعيش في منزل أشبه بالجحيم مودعة حياة العز والدلال لتدخل في حياة جديدة لم تعتد عليها وربما تقودها إلى إثارة المشاكل واهتزاز علاقتها بزوجها. ولكن قد تنقذ الزوجة الموقف وتخلص نفسها من الأزمة المادية التي وقعت فيها مع زوج اختارته، معتقدة أن »المال ليس كل شيء في الحياة«، وذلك بالإستعانة بمال أهلها لتنفق على بيتها وعلى زوجها من جيب والدها وهو ما قد يشعر الزوج بالمذلة والإحراج، الذي لايستطيع الابتعاد عنه بسبب حاجته وعجزه عن توفير مستوى مادي مواز لحياة زوجته السابقة. وفي العادة فإن الرجل لا يطلب لنفسه بقدر ما يسعى إلى توفير الإحتياجات الاساسية لأفراد عائلته خلاف المرأة التي ترى ان عدم شراء زوجها لكل ما تقع عليه عيناها في الأسواق من ملابس وكماليات هو انتقاص لحقوقها في النفقة من قبل زوجها، فهي طبيعة في المرأة قد فطرت عليها، وعودتها على الانفاق غير العقلاني الذي جعلها تشعر باليأس والاحباط عندما لاتستطيع شراء ما تريده.
مقال عمود الكاتبة - ياسمين شاهين "كلمة محبة" - صحيفة الأيام[/frame]
تعليق