بسم الله الرحمن الرحيم
" وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ " سورة الحج آية 27 ، إن فريضة من أهم شعائر الإسلام التي قال تعالى عنها في محكم كتابه المجيد " إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا " سورة آية 158 ، و هذه الشعيرة هي مما بني عليه الإسلام فقد قال أبي جعفر ( عليه السلام ): بني الإسلام على خمس : على الصلاة والزكاة والصوم والحج والولاية ولم يناد بشيء كما نودي بالولاية . الكافي ج 2 ص 18.
و لضرورة الحج و إنه من شعائر الإسلام العظيمة ، فإن الإسلام حرص عليه ، إذ إن لو لم يحج أحدٌ في سنة من السنوات لوجب على الوالي دفع الناس للحج كما ورد عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : لو أن الناس تركوا الحج لكان على الوالي أن يجبرهم على ذلك وعلى المقام عنده ، ولو تركوا زيارة النبي صلى الله عليه وآله لكان على الوالي أن يجبرهم على ذلك وعلى المقام عنده ، فإن لم يكن لهم أموال أنفق عليهم من بيت مال المسلمين . الوسائل ج 11 ص 24.
بل لو أن الناس تركوا الحج لنزل عليهم العذاب بغتة ! فقد روي عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقول : أما إن الناس لو تركوا حج هذا البيت لنزل بهم العذاب وما نوظروا . الوسائل ج 11 ص 22.
و من توفيقات الله عز و جل أن مّنَّ على مجموعة من المؤمنين و المؤمنات بالحج كل عام إما عن طريق انتسابهم لكادر إحدى الحملات الإيمانية أو ذهابهم كل عام مع باقي الحجاج الآخرين ..
إلا إن بعضهم يستطيع استغلال هذا الحج في الاستفادة من الأجر المضاعف بدرجات كبيرة، بحيث يستطيع أن يفعل عدة أمور منها:
1- الحج نيابة عن أحد من المؤمنين و خاصة أهله ، فقد روي عن الصادق عليه السلام : أنه استدعى بعض شيعته ، وأعطاه دراهم ، وأمره أن يحج بها عن ابنه إسماعيل رضي الله عنه ، وقال له : إنك إذا حججت عنه كان لك تسعة أسهم من الثواب ولإسماعيل سهم واحد . المقنع للشيخ المفيد ص 493 . و قد روي عن علي ( عليهم السلام )، قال: " قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ): ثلاثة شبه علي أجورهم، فلا أدري أيهم أعظم أجرا: الأضحية، والمنحة، والرجل يحج عن الرجل لم يحج قبل ذلك ". مستدرك الوسائل ج 8 ص 69.
2- إشراك و إهداء المؤمنين ثواب و أجر حجتك و خاصة الأرحام، فالأجر على الحجة و على صلة الرحم، فقد روي عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) في الرجل يشرك أباه و أخاه و قرابته في حجه، فقال: إذن يكتب لك حجا مثل حجهم، وتزداد أجرا بما وصلت. الوسائل ج 11 ص 202، و قد قال أبو عبد الله ( عليه السلام ): لو أشركت ألفا في حجتك لكان لكل واحد حجة من غير أن تنقض حجتك شيئا. الوسائل ج 11 ص 202.
3- إهداء الحج إلى أحد المعصومين صلوات الله عليهم أجمعين ، فإذا كان ثواب إشراك و إهداء الثواب للمؤمنين و صلة الرحم بهذا الفضل ، فكيف بالمعصومين صلوات الله عليهم ؟
4- الحج نيابة عن صاحب الزمان عجل الله فرجه، قد كان عادة الشيعة دفع أموال للحج عنه صلوات الله عليه . الخرائج و الجرائح ج 1 ص 481 .
5- الحج نايبة عن أبي طالب سلام الله عليه ، فقد روي أن الرسول صلى الله عليه وآله كان يحج عن أبي طالب عليه السلام ، و كذلك أمير المؤمنين عليه السلام و أوصى الحسن و الحسين عليهما السلام بذلك ، بل أن كل المعصومين عليهم السلام حجوا عنه أو أرسلوا من يحج عنه سلام لله عليه . مستدرك الوسائل ج 8 ص 70.
رزقنا الله و إياكم حج بيت الله الحرام في عامنا هذا و في كل عام و زيارة قبر نبيه صلوات الله عليه وآله ..