بسمه تعالى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحمد العلي النمر*
نتفهم جيدا أسباب حالة الهلع والخوف المتنامية لدى الكثير من كبار رموز إخواننا أهل السنة من انتشار مذهب أهل البيت في أرجاء المعمورة بصورة لم يسبق لها مثيل في التاريخ الإسلامي. نعم إنها حقيقة مؤلمة بالنسبة لهم أن يشاهدوا تراثا هيمن على مقدرات الأمة الإسلامية منذ قرون عديدة حتى أصبح من ثوابت الإسلام – حسب نظرتهم – يتعرض لهجمة تصحيحية كبرى وسريعة لم تترك لهم مجالا حتى للتفكير بهدوء في كيفية معالجته بطريقة تتناسب وعظمة الحدث. وليس هذا فحسب بل إن هذا «الإخطبوط الشيعي» كما يحلو لبعضهم تسميته بدأ في التغلغل في أماكن نفوذ مهمة محسوبة على أهل السنة و محتكرة لهم فقط! كفلسطين ومصر والشام وشمال أفريقيا.
والغريب أننا عندما نتأمل في الواقع الشيعي لا نجد أي نوع من الدعاية المذهبية أو«التبشيرية» كما يزعم البعض, فلا يوجد جمعيات خيرية أو جهات حكومية أو مؤسسات دينية تهتم بهذا الشأن. وليس من أولويات أتباع أهل البيت نشر فكرهم بالطرق التقليدية المتبعة عند غيرهم. بل إن «المُتحول» إلى مذهبهم غالبا ما يعاني كثيرا من المشكلات الاجتماعية والنفسية والجسدية التي قد تؤدي في بعض المناطق إلى تصفيته نهائيا بتهمة انه مرتد يستحق القتل!
ولست ادري ماذا يقصد المشايخ المعنيون من دعوتهم إلى إيقاف المد الشيعي من الانتشار في مناطق أهل السنة! وكأن التشيع دخل عليهم من مركز حدودي يمكن إغلاقه أو انه انساب عليهم من أنابيب مياه يمكن سدها!
• المد الشيعي أيها المشايخ الكرام انطلق من قمقمه وليس بوسعنا ولا بوسعكم ولا بأقوى قوة على وجه الأرض الحد من انطلاقته.
• المد الشيعي انطلق محلقا كغيره عندما وجد بعضا من فضاء الحرية الذي أتيح «للجميع» فتلقفه أصحاب العقول واستأنسوا به واستأنس بهم واكتشفوا فيه الحقيقة التي حُجبت عنهم لقرون عديدة.
• المد الشيعي انطلق نظاما سياسيا استطاع في اقل من ثلاثة عقود أن يُقدم نموذجا رائعا للحكم الإسلامي برؤية عصرية تكفل الحرية للجميع ضمن دستور ونظام انتخابي كتبه وصوت عليه أبناؤه.
• المد الشيعي انطلق بقيادته ورموزه الذين سلبوا عقول شباب المسلمين بمصداقيتهم وشجاعتهم وثقافتهم وأطروحاتهم الوحدوية الواعية البعيدة عن التطرف والعنف والطائفية.
• المد الشيعي انطلق من خلال انجازات علمية رائعة في المجالات النووية والتكنولوجيا العسكرية التي أذهلت العالم المتحضر قبل العالم النامي.
• المد الشيعي انطلق من خلال انتصارات عسكرية كبرى تتحققت للأمة الإسلامية على القوى العظمى في المنطقة وبإمكانيات متواضعة.
ولسنا هنا بصدد التوسع أكثر في سرد المنجزات التي ليست بحاجة إلى تنويه أو إشادة فهي تتحدث عن نفسها ولكن الذي نحن بصدده هو بيان أن المشايخ الكرام الذين مافتئوا يتناوبون على الفضائيات والصحف محذرين ومنذرين من انتشار المد الشيعي في مناطقهم إنما يطالبون الشيعة بأمور تعجيزية وهم أن لم يصرحوا بها علنا إلا أنها مفهومة ضمنا, فهم يطلبون من الشيعة أن يتوقفوا عن إحياء يوم القدس العالمي لان كثيرا من شباب أهل السنة تأثر بهذه الأطروحة وتفاعل معها قلبا وقالبا.
وهم يطلبون أيضا من الشيعة حل حزب الله ومنعه من محاربة إسرائيل المحتلة لبلاده ومنع خطابات قائده الحماسية التي ألهبت الروح الثورية الإيمانية في نفوس الكثير من شبابهم ومثقفيهم, كذلك هم يطلبون من الشيعة إيقاف بحوثهم في المجال النووي والعسكري التي جعلت كل صاحب ضمير حي يرفع رأسه شامخا وينام قرير العين مطمئن البال لان الأمة الإسلامية تسير نحو تحقيق الهدف الذي إرادة الله لها وهو تحيق العدالة على وجه الأرض.
وهم أيضا يطالبون بإغلاق كل قناة فضائية أو إذاعية أو صحيفة أو دار نشر أو مركز إسلامي يتخذ من أهل البيت منهجا بحجة أن ذلك يخالف ما عليه الأكثرية المهيمنة من المسلمين وان ما تقدمه هذه المؤسسات من مواد وممارسات وطقوس يشوش على أذهان الشباب ويزلزل عقيدتهم!!
وكنت أتمنى من كل قلبي لو أن أولئك المشايخ الكرام بدلا من ذلك الهرج والمرج والتخويف والتهويل قابلوا هذه الانجازات بانجازات مماثلة وتنافسوا في سبيل ذلك بإخلاص وعزيمة راسخة كما قال تعالى ﴿ وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ﴾ وقدموا للأمة الاسلاميه فكرا وحدويا ناضجا ينتشل الامه الاسلاميه من واقعها المأساوي المتخلف الذي تعيشه خصوصا وأنهم يمتلكون من الوسائل والتقنيات والاموال والخبرة والعدد والعدة ما يتفوقون به على الشيعة بمئات المرات, حينئذٍ استطيع ان اقول بكل ثقه ان علماء الشيعة ومثقفيها اول من سيقف معهم ويشجعهم ويشد على اياديهم.. اما التهديد والوعيد فقد ولى زمانه الى غير رجعه. ولا مكان في عصرنا الحاضر لمقولة «تكلم السيف فاسكت ايها القلم».
كاتب سعودي «الدمام»
منقووول من الاي ميل
ما رأيكم في هذا الموضوع وهذا التحول..!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحمد العلي النمر*
نتفهم جيدا أسباب حالة الهلع والخوف المتنامية لدى الكثير من كبار رموز إخواننا أهل السنة من انتشار مذهب أهل البيت في أرجاء المعمورة بصورة لم يسبق لها مثيل في التاريخ الإسلامي. نعم إنها حقيقة مؤلمة بالنسبة لهم أن يشاهدوا تراثا هيمن على مقدرات الأمة الإسلامية منذ قرون عديدة حتى أصبح من ثوابت الإسلام – حسب نظرتهم – يتعرض لهجمة تصحيحية كبرى وسريعة لم تترك لهم مجالا حتى للتفكير بهدوء في كيفية معالجته بطريقة تتناسب وعظمة الحدث. وليس هذا فحسب بل إن هذا «الإخطبوط الشيعي» كما يحلو لبعضهم تسميته بدأ في التغلغل في أماكن نفوذ مهمة محسوبة على أهل السنة و محتكرة لهم فقط! كفلسطين ومصر والشام وشمال أفريقيا.
والغريب أننا عندما نتأمل في الواقع الشيعي لا نجد أي نوع من الدعاية المذهبية أو«التبشيرية» كما يزعم البعض, فلا يوجد جمعيات خيرية أو جهات حكومية أو مؤسسات دينية تهتم بهذا الشأن. وليس من أولويات أتباع أهل البيت نشر فكرهم بالطرق التقليدية المتبعة عند غيرهم. بل إن «المُتحول» إلى مذهبهم غالبا ما يعاني كثيرا من المشكلات الاجتماعية والنفسية والجسدية التي قد تؤدي في بعض المناطق إلى تصفيته نهائيا بتهمة انه مرتد يستحق القتل!
ولست ادري ماذا يقصد المشايخ المعنيون من دعوتهم إلى إيقاف المد الشيعي من الانتشار في مناطق أهل السنة! وكأن التشيع دخل عليهم من مركز حدودي يمكن إغلاقه أو انه انساب عليهم من أنابيب مياه يمكن سدها!
• المد الشيعي أيها المشايخ الكرام انطلق من قمقمه وليس بوسعنا ولا بوسعكم ولا بأقوى قوة على وجه الأرض الحد من انطلاقته.
• المد الشيعي انطلق محلقا كغيره عندما وجد بعضا من فضاء الحرية الذي أتيح «للجميع» فتلقفه أصحاب العقول واستأنسوا به واستأنس بهم واكتشفوا فيه الحقيقة التي حُجبت عنهم لقرون عديدة.
• المد الشيعي انطلق نظاما سياسيا استطاع في اقل من ثلاثة عقود أن يُقدم نموذجا رائعا للحكم الإسلامي برؤية عصرية تكفل الحرية للجميع ضمن دستور ونظام انتخابي كتبه وصوت عليه أبناؤه.
• المد الشيعي انطلق بقيادته ورموزه الذين سلبوا عقول شباب المسلمين بمصداقيتهم وشجاعتهم وثقافتهم وأطروحاتهم الوحدوية الواعية البعيدة عن التطرف والعنف والطائفية.
• المد الشيعي انطلق من خلال انجازات علمية رائعة في المجالات النووية والتكنولوجيا العسكرية التي أذهلت العالم المتحضر قبل العالم النامي.
• المد الشيعي انطلق من خلال انتصارات عسكرية كبرى تتحققت للأمة الإسلامية على القوى العظمى في المنطقة وبإمكانيات متواضعة.
ولسنا هنا بصدد التوسع أكثر في سرد المنجزات التي ليست بحاجة إلى تنويه أو إشادة فهي تتحدث عن نفسها ولكن الذي نحن بصدده هو بيان أن المشايخ الكرام الذين مافتئوا يتناوبون على الفضائيات والصحف محذرين ومنذرين من انتشار المد الشيعي في مناطقهم إنما يطالبون الشيعة بأمور تعجيزية وهم أن لم يصرحوا بها علنا إلا أنها مفهومة ضمنا, فهم يطلبون من الشيعة أن يتوقفوا عن إحياء يوم القدس العالمي لان كثيرا من شباب أهل السنة تأثر بهذه الأطروحة وتفاعل معها قلبا وقالبا.
وهم يطلبون أيضا من الشيعة حل حزب الله ومنعه من محاربة إسرائيل المحتلة لبلاده ومنع خطابات قائده الحماسية التي ألهبت الروح الثورية الإيمانية في نفوس الكثير من شبابهم ومثقفيهم, كذلك هم يطلبون من الشيعة إيقاف بحوثهم في المجال النووي والعسكري التي جعلت كل صاحب ضمير حي يرفع رأسه شامخا وينام قرير العين مطمئن البال لان الأمة الإسلامية تسير نحو تحقيق الهدف الذي إرادة الله لها وهو تحيق العدالة على وجه الأرض.
وهم أيضا يطالبون بإغلاق كل قناة فضائية أو إذاعية أو صحيفة أو دار نشر أو مركز إسلامي يتخذ من أهل البيت منهجا بحجة أن ذلك يخالف ما عليه الأكثرية المهيمنة من المسلمين وان ما تقدمه هذه المؤسسات من مواد وممارسات وطقوس يشوش على أذهان الشباب ويزلزل عقيدتهم!!
وكنت أتمنى من كل قلبي لو أن أولئك المشايخ الكرام بدلا من ذلك الهرج والمرج والتخويف والتهويل قابلوا هذه الانجازات بانجازات مماثلة وتنافسوا في سبيل ذلك بإخلاص وعزيمة راسخة كما قال تعالى ﴿ وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ﴾ وقدموا للأمة الاسلاميه فكرا وحدويا ناضجا ينتشل الامه الاسلاميه من واقعها المأساوي المتخلف الذي تعيشه خصوصا وأنهم يمتلكون من الوسائل والتقنيات والاموال والخبرة والعدد والعدة ما يتفوقون به على الشيعة بمئات المرات, حينئذٍ استطيع ان اقول بكل ثقه ان علماء الشيعة ومثقفيها اول من سيقف معهم ويشجعهم ويشد على اياديهم.. اما التهديد والوعيد فقد ولى زمانه الى غير رجعه. ولا مكان في عصرنا الحاضر لمقولة «تكلم السيف فاسكت ايها القلم».
كاتب سعودي «الدمام»
منقووول من الاي ميل
ما رأيكم في هذا الموضوع وهذا التحول..!
تعليق