تويت
كلامه(صلى الله عليه وآله وسلم)
في قصة سد الأبواب روى الصدوق في مجلس (54) من مجالسه عن محمد بن عمر الحافظ البغدادي عن احمد بن موسى عن خلف بن عن غندر عن عوف عن ميمون أبي عبد الله عن زيد ابن الأرقم قال : كان نفر من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) أبواب شارعه في المسجد ، فقال يوما : سدوا هذه الأبواب الا باب علي ، فتكلم في ذلك الناس قال : فقام رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) فحمد الله واثني عليه ثم قال : اما بعد ، فاني أمرت بسد الأبواب غير باب علي فقال فيه قائلكم ، واني والله ما سددت شيئا ولا فتحته ولكني أمرت بشئ فاتبعته ، وممن رواه بهذا اللفظ احمد بن حنبل مكررا في مستندة ورواه أيضا في كتاب الفضائل.
وفي حديث ابن عباس قال : أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بأبواب المسجد فسدت الا باب علي ثم ذكر اعتراض بعض الصحابة عليه ونقل نحو حديث زيد بن أرقم .
وفي حديث ابن عمران عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال : سدوا الأبواب الا باب علي , وفي حديث على قال : صلى الله عليه وآله وسلم ) : سدوا الأبواب الشارعة في مسجد الا باب علي .
وبالجملة هذا الحديث كما فد اشرنا اليه سابقا رواه ثلاثون نفسا من الصحابة عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وذكرها العامة في كتبهم عدا الصحاح ، ووجه هذا الأمر يستكشف من الحديث آخر مستفيض عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) قال لا يحل لا حد ان يجنب في هذا المسجد ا انا وعلي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) الحديث
ومن هذه الإخبار ما أخرجه الصدوق في الجزء الأول من علل الشرائع في علة (154) بسند معتبر عن حذيفة بن أسيد الغفاري ان النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) قام خطيبا فقال : ان رجالا لا يجدون في أنفسهم ان اسكن عليا في المسجد وأخرجهم ، والله ما أخرجتهم وأسكنته ، بل الله أخرجهم واسكنه ، ان الله عزوجل أوحى الى موسى وأخيه {ان تبوءا لقومكما بمصر بيوتا واجعلوا بيوتكم قبلة وأقيموا الصلاة }ثم أمر موسى ان لا يسكن مسجده ولا ينكح فيه ولا يدخله جنب الا هرون وذريته ، وان عليا منى بمنزلة هرون من موسى ،وهو أخي دون أهلي ، ولا يحل لا حد ان ينكح فيه النساء الا علي وذريته فمن شاءه فهيمنا وأشار بيده نحو الشام.
وفي حديث أبي رافع قال : ان رسول الله 0صلى الله صلى عليه وآله وسلم) خطب الناس فقال :أيها الناس ان الله عزوجل أمر موسى وهرون ان يبنينا لقومهما بمصر بيوتا وأمرهما ان لا يبيت في مسجدهما جنب ولا يقرب فيه النساء الا هرون وذريته، وان عليا منى بمنزلة هرون من موسى ، فلا يحل لا حد ان يقرب النساء في مسجدي ولا يبيت فيه جنب الا علي وذريته ، فمن ساءه ذلك فهميها- وضرب بيده نحو الشام .
وهذا حديث مذكور في كتبهم أيضا قد غفل أرباب الصحاح عن ان سد الأبواب لهذه المزية المختصة بعلي وذريته 0عليهم السلام) وتركوا أصل الحديث مع ما سمعت آنفا انه بلغ عن ثلاثين نفسا من مستحفظي امة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وذكروا مكانة حديثا مرويا بطريق الآحاد موضوعا ان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال في حديث{لا يبقين في المسجد باب الا سد الا باب أبي بكر}
وذكر بعضهم مكان الباب الخوخة ، وفيه مضافا الى كونه كذبا على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ان البخاري – وهو أصدقهم – رواه في حديث يظهر منه انه كان قبيل موت رسوالله (صلى الله عليه وآله وسلم) .
ويفصح عن ذلك ان ابن هشام صرح في سيرة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ان هذا لكلام صدر عنه بعد ان قال كرارا أنفذوا جيش أسامة ، وهذا صريح في كونه قيل وفاته بيوم او يومين ،مع ان أمر بسد الأبواب قبل ذلك بكثير ، هذا اولى وإما ثانيا فان الترديد في انه (صلى الله عليه وآله وسلم) قال الا باب أبي بكر او خوخة أبي بكر كما عن بعض او خصوص كما في بعض طرقهم ، لقوى دليل على كذبه ، لان من المسلم ان جدار مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يوم ذا كان لا يزيد ن قدر القامة ، وهذا لا يناسبه الخوخة او الكوة او الفرجة فوق الباب مضافا الى عدم نقل احد ان يكون للصحابة الى مسجد بابا وخوخة جميعا . ومضافا الى ان لا زم كون أبي بكر ذا خوخة كونه محروما عن الباب الأول او كونه مأمورا بسده وإبقاء الخوخة على تقدير فرض الخوخة معترضة في جناب الباب مثلا ، ومضافا عدم النتيجة لبقاء الخوخة ، والى كون الاستثناء منقطعا إذا كانت في الهواء وفرض كونها في جدار البيت دون المسجد ، ومضافا الى ما شرنا اليه سابقا من ان الخوخة لم يسمع استعمالها في لسان الصحابة بل التابعين أيضا ، وذكرنا ان المظنون كون الحديث من موضوعات عصر بني العباسين.
وبعد الغمض عن الجميع يقع التعارض بين الأول المروى عن الثلاثين ومنهم ابن عباس وبين الثاني المروى عن ابن عباس وبعض آخر ،فكيف التوفيق واللفظ آب عن الجميع كمالا يخفي.
ــــــــــــــــــــــــــــ
من كتاب مدينة البلاغة /في خطب النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)
تأليف الشيخ موسى الزنجاني