تكملة
ــــــــــــــــــــــ
مثلُ نوره 17-12-2006 - 04:19 Pm
--------------------------------------
(لو ناراً نفخت بها أضائت... ولكن كنتُ أنفخ في رمادِ!)
السلام عليكم ورحمة الله
ما زال توم عابثاً وجيري مشاغباً, والنسر بات يوزّع النظريات بالمجان, وكأن احداً لن يسأله: من أين لك هذا أيها العبقري؟!
"إنما", هل تُفيد الحصر أم لا؟
أولاً: من قال بأنها تُفيد الحصر قسمان, قسم قال أنها تفيده بالمنطوق, أي أنها وضعت للإثبات _لإثبات المذكور_ والنفي _نفي ما عداه_ في آنٍ واحد, و قسم آخر قال أنها وضعت للإثبات خاصة وللنفي بطريق المفهوم.
وبالأول قال القاضي أبو حامد المروذي فيما حكاه الشيخ أبو إسحاق في التبصرة " قال : مع نفيه القول بدليل الخطاب". وبالثاني قال القاضي والغزالي وذكراه في بحث المفاهيم , وقال سليم الرازي في التقريب: إنه صحيح.
وقال ابن الخوبي _كما في البحر المحيط_: هذا الخلاف مبني على أن الاستثناء من النفي إثبات أم لا؟, فإن قلنا : إنه إثبات فالحصر ثابت بالمنطوق , وإلا فهو من طريق المفهوم , وهذا الكلام يقتضي جريان هذا الخلاف في " ما " و " إلا " وهو بعيد!, وإنما يفيد تأكيد الإثبات وبه يشعر كلام إمام الحرمين في البرهان " حيث قال : فأما ما ليس له معنى , فما الكافة تعمل ما يعمل دونها تقول : إن زيدا منطلق , وإنما زيد منطلق . وحكاه ابن الفارض المعتزلي في النكت " عن أبي علي الجبائي وابنه أبي هاشم . قال : وهو يحكى عن أهل اللغة . ونصره ابن برهان النحوي في شرح اللمع " واختاره الشيخ أبو حيان . واشتد نكيره على من خالفه , ونقله عن البصريين.
وكذا قال الزمخشري عند قوله تعالى: (إنما الصدقات للفقراء) وكذا ابن عطية في غير موضع , وقال ابن فارس : سمعت علي بن إبراهيم القطان يقول : سمعت ثعلبا يقول : سمعت سلمة يقول : سمعت الفراء يقول : إذا قلت : إنما قمت , فقد نفيت عن نفسك كل فعل إلا القيام , وإذا قلت : إنما قام أنا , فقد نفيت القيام عن كل أحد وأثبته لنفسك . قال الفراء :ولا يكون ابتداء إلا ردا على أمر , ولا يكون ابتداء كلام.
قال ابن دقيق العيد : والأقرب أنها فيه للحصر المجازي , أو بجعل المجاز في الألف واللام التي في الرجل بأن يستعمل للكمال ويحصر الكمال فيه .
وأمّاخرط القتاد فدونك حتى يوم حشرك!!
قال تعالى: (إنما يتقبل الله من المتقين )
وقوله تعالى: (إنما يأمركم بالسوء والفحشاء )
وكذلك قوله جل وعلا: (إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه )
أو قوله سبحانه: (قل إنما علمها عند ربي )
وجميع ذلك على سبيل التبرك ولا مجال للحصر!
ثانياً: لم نرى من أنكر الحصر سوى الآمدي على ما يُنقل عنه, وقد شنَّع عليه إبن حبان في ذلك فيما نقله عن البصريين!
وبعد هذا, أرجو أن لا تتصدق علينا بتسليمك فأنت أحوج ما تكون لذلك!
قولك:
اقتباس:
--------------------------------------
(وعلى التسليم بأنها - الآية - في الحصر فأين الحصر ؟)
--------------------------------------
ولا أعلم, هل أنت تستهبل أم انك فعلاً هكذا؟!
فهل ترى وجهاً لجذب الكساء من يد أم سلمة ومنعها من الدخول معهم إلا الذي ذكرناه من حصر التطهير في أولئك الأربعة بأبي هم وأمي وإذهاب الرجس عنهم؟!, فهل كان الرسول صلى الله عليه وآله في جذب الكساء عابثاً؟!, حاشا لله من قول المشاغب وافتراء الناصب!!
قولك:
اقتباس:
--------------------------------------
(المحصور " ما أريد إلا إذهاب الرجس عنكم وتطهيركم " يعني : لا أريد غيرذلك !)
--------------------------------------
شنشنة أعرفها من أخزم!
فإن كنت تقصد بإرادة الله سبحانه مجرد التشريف والتشريع, فذلك مما يُساوغ إنكار الحصر الذي سلَّمت به, فالله تعالى ما أنزل الشرائع إلا لتطهير الخلق ولمنعهم من مخالفته, وهذا أمرٌ لا يختص بأهل البيت عليهم السلام وحدهم حتى يُحصر بـ(إنما)!
قولك:
اقتباس:
--------------------------------------
(واللأرجح هنا - على التسليم بالحصر- بأنه إضافي وليس حقيقيا)
--------------------------------------
ورجحانك هنا أعرجٌ ومريض ويُراد له شيء من التصليح!, كأن تقول: "لا أحمق إلا عمرو" فإن الإطلاق هنا لا يصح، إذ قد يكون في الناس من هم حمقى غير عمرو, ولكن القصر يكون في سياقٍ معين, نحو: لا أحمق في البيت إلا عمرو.. ومثل تلك الحقيقة تلزم القرينة, ولا مجال للرجحان و"هبّ أنّ" و"إفرض ذلك" وباقي أدوات اليانصيب... وتبقى الكرة في ملعبك الآن لتثبت عدم الإطلاق!!
:::
مولاي مرآة التواريخ, حفظكم الله وأبقى مواضيعكم مطرقةً على رؤوس المجسمة!
ــــــــــــــــــــــــــ
..
ــــــــــــــــــــــ
مثلُ نوره 17-12-2006 - 04:19 Pm
--------------------------------------
(لو ناراً نفخت بها أضائت... ولكن كنتُ أنفخ في رمادِ!)
السلام عليكم ورحمة الله
ما زال توم عابثاً وجيري مشاغباً, والنسر بات يوزّع النظريات بالمجان, وكأن احداً لن يسأله: من أين لك هذا أيها العبقري؟!
"إنما", هل تُفيد الحصر أم لا؟
أولاً: من قال بأنها تُفيد الحصر قسمان, قسم قال أنها تفيده بالمنطوق, أي أنها وضعت للإثبات _لإثبات المذكور_ والنفي _نفي ما عداه_ في آنٍ واحد, و قسم آخر قال أنها وضعت للإثبات خاصة وللنفي بطريق المفهوم.
وبالأول قال القاضي أبو حامد المروذي فيما حكاه الشيخ أبو إسحاق في التبصرة " قال : مع نفيه القول بدليل الخطاب". وبالثاني قال القاضي والغزالي وذكراه في بحث المفاهيم , وقال سليم الرازي في التقريب: إنه صحيح.
وقال ابن الخوبي _كما في البحر المحيط_: هذا الخلاف مبني على أن الاستثناء من النفي إثبات أم لا؟, فإن قلنا : إنه إثبات فالحصر ثابت بالمنطوق , وإلا فهو من طريق المفهوم , وهذا الكلام يقتضي جريان هذا الخلاف في " ما " و " إلا " وهو بعيد!, وإنما يفيد تأكيد الإثبات وبه يشعر كلام إمام الحرمين في البرهان " حيث قال : فأما ما ليس له معنى , فما الكافة تعمل ما يعمل دونها تقول : إن زيدا منطلق , وإنما زيد منطلق . وحكاه ابن الفارض المعتزلي في النكت " عن أبي علي الجبائي وابنه أبي هاشم . قال : وهو يحكى عن أهل اللغة . ونصره ابن برهان النحوي في شرح اللمع " واختاره الشيخ أبو حيان . واشتد نكيره على من خالفه , ونقله عن البصريين.
وكذا قال الزمخشري عند قوله تعالى: (إنما الصدقات للفقراء) وكذا ابن عطية في غير موضع , وقال ابن فارس : سمعت علي بن إبراهيم القطان يقول : سمعت ثعلبا يقول : سمعت سلمة يقول : سمعت الفراء يقول : إذا قلت : إنما قمت , فقد نفيت عن نفسك كل فعل إلا القيام , وإذا قلت : إنما قام أنا , فقد نفيت القيام عن كل أحد وأثبته لنفسك . قال الفراء :ولا يكون ابتداء إلا ردا على أمر , ولا يكون ابتداء كلام.
قال ابن دقيق العيد : والأقرب أنها فيه للحصر المجازي , أو بجعل المجاز في الألف واللام التي في الرجل بأن يستعمل للكمال ويحصر الكمال فيه .
وأمّاخرط القتاد فدونك حتى يوم حشرك!!
قال تعالى: (إنما يتقبل الله من المتقين )
وقوله تعالى: (إنما يأمركم بالسوء والفحشاء )
وكذلك قوله جل وعلا: (إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه )
أو قوله سبحانه: (قل إنما علمها عند ربي )
وجميع ذلك على سبيل التبرك ولا مجال للحصر!
ثانياً: لم نرى من أنكر الحصر سوى الآمدي على ما يُنقل عنه, وقد شنَّع عليه إبن حبان في ذلك فيما نقله عن البصريين!
وبعد هذا, أرجو أن لا تتصدق علينا بتسليمك فأنت أحوج ما تكون لذلك!
قولك:
اقتباس:
--------------------------------------
(وعلى التسليم بأنها - الآية - في الحصر فأين الحصر ؟)
--------------------------------------
ولا أعلم, هل أنت تستهبل أم انك فعلاً هكذا؟!
فهل ترى وجهاً لجذب الكساء من يد أم سلمة ومنعها من الدخول معهم إلا الذي ذكرناه من حصر التطهير في أولئك الأربعة بأبي هم وأمي وإذهاب الرجس عنهم؟!, فهل كان الرسول صلى الله عليه وآله في جذب الكساء عابثاً؟!, حاشا لله من قول المشاغب وافتراء الناصب!!
قولك:
اقتباس:
--------------------------------------
(المحصور " ما أريد إلا إذهاب الرجس عنكم وتطهيركم " يعني : لا أريد غيرذلك !)
--------------------------------------
شنشنة أعرفها من أخزم!
فإن كنت تقصد بإرادة الله سبحانه مجرد التشريف والتشريع, فذلك مما يُساوغ إنكار الحصر الذي سلَّمت به, فالله تعالى ما أنزل الشرائع إلا لتطهير الخلق ولمنعهم من مخالفته, وهذا أمرٌ لا يختص بأهل البيت عليهم السلام وحدهم حتى يُحصر بـ(إنما)!
قولك:
اقتباس:
--------------------------------------
(واللأرجح هنا - على التسليم بالحصر- بأنه إضافي وليس حقيقيا)
--------------------------------------
ورجحانك هنا أعرجٌ ومريض ويُراد له شيء من التصليح!, كأن تقول: "لا أحمق إلا عمرو" فإن الإطلاق هنا لا يصح، إذ قد يكون في الناس من هم حمقى غير عمرو, ولكن القصر يكون في سياقٍ معين, نحو: لا أحمق في البيت إلا عمرو.. ومثل تلك الحقيقة تلزم القرينة, ولا مجال للرجحان و"هبّ أنّ" و"إفرض ذلك" وباقي أدوات اليانصيب... وتبقى الكرة في ملعبك الآن لتثبت عدم الإطلاق!!
:::
مولاي مرآة التواريخ, حفظكم الله وأبقى مواضيعكم مطرقةً على رؤوس المجسمة!

ــــــــــــــــــــــــــ
..
تعليق