إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

((استدلال)) نجم الدين الطوفي الحنبلي بآية التطهير على ((عصمة)) أهل البيت (ع).

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    تكملة

    ــــــــــــــــــــــ

    مثلُ نوره 17-12-2006 - 04:19 Pm
    --------------------------------------


    (لو ناراً نفخت بها أضائت... ولكن كنتُ أنفخ في رمادِ!)

    السلام عليكم ورحمة الله

    ما زال توم عابثاً وجيري مشاغباً, والنسر بات يوزّع النظريات بالمجان, وكأن احداً لن يسأله: من أين لك هذا أيها العبقري؟!

    "إنما", هل تُفيد الحصر أم لا؟
    أولاً: من قال بأنها تُفيد الحصر قسمان, قسم قال أنها تفيده بالمنطوق, أي أنها وضعت للإثبات _لإثبات المذكور_ والنفي _نفي ما عداه_ في آنٍ واحد, و قسم آخر قال أنها وضعت للإثبات خاصة وللنفي بطريق المفهوم.

    وبالأول قال القاضي أبو حامد المروذي فيما حكاه الشيخ أبو إسحاق في التبصرة " قال : مع نفيه القول بدليل الخطاب". وبالثاني قال القاضي والغزالي وذكراه في بحث المفاهيم , وقال سليم الرازي في التقريب: إنه صحيح.
    وقال ابن الخوبي _كما في البحر المحيط_: هذا الخلاف مبني على أن الاستثناء من النفي إثبات أم لا؟, فإن قلنا : إنه إثبات فالحصر ثابت بالمنطوق , وإلا فهو من طريق المفهوم , وهذا الكلام يقتضي جريان هذا الخلاف في " ما " و " إلا " وهو بعيد!, وإنما يفيد تأكيد الإثبات وبه يشعر كلام إمام الحرمين في البرهان " حيث قال : فأما ما ليس له معنى , فما الكافة تعمل ما يعمل دونها تقول : إن زيدا منطلق , وإنما زيد منطلق . وحكاه ابن الفارض المعتزلي في النكت " عن أبي علي الجبائي وابنه أبي هاشم . قال : وهو يحكى عن أهل اللغة . ونصره ابن برهان النحوي في شرح اللمع " واختاره الشيخ أبو حيان . واشتد نكيره على من خالفه , ونقله عن البصريين.

    وكذا قال الزمخشري عند قوله تعالى: (إنما الصدقات للفقراء) وكذا ابن عطية في غير موضع , وقال ابن فارس : سمعت علي بن إبراهيم القطان يقول : سمعت ثعلبا يقول : سمعت سلمة يقول : سمعت الفراء يقول : إذا قلت : إنما قمت , فقد نفيت عن نفسك كل فعل إلا القيام , وإذا قلت : إنما قام أنا , فقد نفيت القيام عن كل أحد وأثبته لنفسك . قال الفراء :ولا يكون ابتداء إلا ردا على أمر , ولا يكون ابتداء كلام.
    قال ابن دقيق العيد : والأقرب أنها فيه للحصر المجازي , أو بجعل المجاز في الألف واللام التي في الرجل بأن يستعمل للكمال ويحصر الكمال فيه .

    وأمّاخرط القتاد فدونك حتى يوم حشرك!!
    قال تعالى: (إنما يتقبل الله من المتقين )
    وقوله تعالى: (إنما يأمركم بالسوء والفحشاء )
    وكذلك قوله جل وعلا: (إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه )
    أو قوله سبحانه: (قل إنما علمها عند ربي )
    وجميع ذلك على سبيل التبرك ولا مجال للحصر!

    ثانياً: لم نرى من أنكر الحصر سوى الآمدي على ما يُنقل عنه, وقد شنَّع عليه إبن حبان في ذلك فيما نقله عن البصريين!

    وبعد هذا, أرجو أن لا تتصدق علينا بتسليمك فأنت أحوج ما تكون لذلك!

    قولك:
    اقتباس:

    --------------------------------------
    (وعلى التسليم بأنها - الآية - في الحصر فأين الحصر ؟)
    --------------------------------------


    ولا أعلم, هل أنت تستهبل أم انك فعلاً هكذا؟!
    فهل ترى وجهاً لجذب الكساء من يد أم سلمة ومنعها من الدخول معهم إلا الذي ذكرناه من حصر التطهير في أولئك الأربعة بأبي هم وأمي وإذهاب الرجس عنهم؟!, فهل كان الرسول صلى الله عليه وآله في جذب الكساء عابثاً؟!, حاشا لله من قول المشاغب وافتراء الناصب!!

    قولك:
    اقتباس:

    --------------------------------------
    (المحصور " ما أريد إلا إذهاب الرجس عنكم وتطهيركم " يعني : لا أريد غيرذلك !)
    --------------------------------------


    شنشنة أعرفها من أخزم!
    فإن كنت تقصد بإرادة الله سبحانه مجرد التشريف والتشريع, فذلك مما يُساوغ إنكار الحصر الذي سلَّمت به, فالله تعالى ما أنزل الشرائع إلا لتطهير الخلق ولمنعهم من مخالفته, وهذا أمرٌ لا يختص بأهل البيت عليهم السلام وحدهم حتى يُحصر بـ(إنما)!

    قولك:
    اقتباس:
    --------------------------------------
    (واللأرجح هنا - على التسليم بالحصر- بأنه إضافي وليس حقيقيا)
    --------------------------------------


    ورجحانك هنا أعرجٌ ومريض ويُراد له شيء من التصليح!, كأن تقول: "لا أحمق إلا عمرو" فإن الإطلاق هنا لا يصح، إذ قد يكون في الناس من هم حمقى غير عمرو, ولكن القصر يكون في سياقٍ معين, نحو: لا أحمق في البيت إلا عمرو.. ومثل تلك الحقيقة تلزم القرينة, ولا مجال للرجحان و"هبّ أنّ" و"إفرض ذلك" وباقي أدوات اليانصيب... وتبقى الكرة في ملعبك الآن لتثبت عدم الإطلاق!!

    :::
    مولاي مرآة التواريخ, حفظكم الله وأبقى مواضيعكم مطرقةً على رؤوس المجسمة!


    ــــــــــــــــــــــــــ
    ..

    تعليق


    • #17
      تكملة

      ــــــــــــــــــــــــــــــ

      رائد الشيخ جواد 18-12-2006 - 03:28 AM
      ---------------------------------

      بسمه تعالى ،
      السلام عليكم ،،
      عزيزي النسر ،،
      قلت :

      اقتباس:
      ---------------------------------
      قال الآمدي وأبو حيان كما نقل عنهما بعض أهل العلم : " إنما " لا تفيد الحصر وإنما تفيد تأكيد الإثبات فقط لأنها مركبة من " إنّ " المؤكدة و " ما " الزائدة الكافة ولا تعرض لها للنفي المشتمل عليه الحصر بدليل حديث إنما الربا في النسيئة فإن الربا في غير النسيئة كربا الفضل ثابت بالإجماع وقوله تعالى " إنماحرم ربي الفواحش " إذ ليس " إنما " فيه للحصر والحصر في " إنما إلهكم الله " من أمر خارج وذلك أنه سيق للرد على المخاطبين في اعتقادهم إلهية غير الله .

      وقد وهم الفخر الرازي عندما عدّ " ما " نافية وبالتالي قل بالحصر ، لأن ما النافية وإنّ المؤكدة مما حقه الصدارة وهما قسيمان فلا يجمع بينهما، والصحيح أنّ " ما " كافة كما قال أئمة النحو .
      ---------------------------------


      أقول :
      من الآمدي ومن ابو حيان ؟
      أفي غفلةٍ أنت يا رجل ؟!!
      ثم زدّت الطين بلّة بنسبة الوهم للرازي وكأنك لا تعلم من هو الرازي !

      ثم ما تقول في كلام ابن منظور ،، فهو يقول :

      إنما :
      قال النحويون أصلها ما منعت إن من العمل ، ومعنى إنما إثبات لما يذكر بعدها ونفي لما سواه كقوله : وإنما يدافع عن أحسابهم أنا أو مثلي ، المعنى ما يدافع عن أحسابهم إلا أنا أو من هو مثلي ، والله أعلم .

      لسان العرب - ابن منظور - ج 15 - ص 472 - 473



      mwaley12 18-12-2006 - 06:48 AM
      ---------------------------------

      النسر + عثمان خميس = اباطيل

      رد أباطيل عثمان الخميس
      على آية التطهير وحديث الكساء

      بقلم
      الشيخ حسن بن عبدالله بن علي

      فهرس الموضوعات

      موضوع الكتاب

      مقدمة الكتاب

      الفصل الأول : محاولة عثمان حصر آية التطهير بأزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم

      لا يصح حصر رواية حديث الكساء بعائشة

      رواة حديث الكساء عن أم سلمة

      1 – عطاء بن يسار
      2 – شهر بن حوشب
      3 – أبو سعيد الخدري
      4 – أبو هريرة الدوسي
      5 – أبو ليلى
      6 – حكيم بن سعــد
      7 – عبدالله بن وهب بن زمعة
      8 – عمـــرة الهمــــدانية
      9– والــد عطيـــة الطـــفاوي

      الصحابي الثاني من رواة الحديث : سعد بن أبي وقاص
      الصحابي الثالث : عمر بن أبي سلمـــة
      الصحابي الرابع : أبو سعيــــــد الخـــــدري
      الصحابي الخامس : عبدالله بن عبـــــاس
      الصحابي السادس : واثلة بن الأسقع
      الصحابي السابع : عبدالله بن جعفـــــر
      الفصل الثاني : أين دراية الحديث عند عثمان الخميس !
      الفصل الثالث : أقوال علماء السنة باختصاص الآية بأصحاب الكساء
      الفصل الرابع : عثمان الخميس يجتهد في مقابل النص !

      آية التطهير نزلت آية مستقلة

      قول عثمان الخميس بدعة لم يقل بها أحد من الصحابة !

      لم تدع أيّ من زوجات النبي صلى الله عليه وآله وسلم ما ادعاه لهن عثمان الخميس

      النبي صلى الله عليه وآله وسلم يمنع أم سلمة من الدخول تحت الكساء

      عثمان الخميس يجذب الكساء من النبي صلى الله عليه وآله وسلم

      تحطيب ما هو خارج عن الموضوع !

      أراد عثمان الخميس أن يطببها فعماها !

      الفصل الخامس : محاولة عثمان الخميس تعميم أهل البيت عليهم السلام لكل بني هاشم

      تعمده الخلط بين مصطلح أهل البيت عليهم السلام ومعناه اللغوي !

      زيد بن أرقم ينفي أن تكون نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم من أهل بيته

      عثمان الخميس لم يفهم الإرادة التشريعية والتكوينية !

      الفصل السادس : محاولة عثمان تعميم الآية لكل بني هاشم

      الفصل السابع : محاولة عثمان الخميس جعل الآية لكل المسلمين !

      الفصل الثامن : افتراء الخميس بأن الله أذهب الرجس عن الصحابة

      دلالة آية التطهير على الإمامة


      بارك الله فيكم ايها المولين لاهل البيت فى حصر النسر فى قفصه وتنتيف ريشه

      ــــــــــ
      ..

      تعليق


      • #18
        تكملة

        ـــــــــــــــــــــــــ

        مرآة التواريخ 18-12-2006 - 03:40 PM
        ---------------------------------

        مع الشكر الجزيل للمداخلات القيِّمة للإخوة الأفاضل أيَّدهم الله



        ــــــــــــــــــ


        الفخر الرازي - صاحب التفسير - بين نسرين


        في موضوع الأخ قاسم بعنوان : (حديث الغدير: سنداً ودلالة)
        http://namehaj.bounceme.net/~hajr/ha...hp?t=402754508
        فيما يتعلق بمجيء (مولى) بمعنى (أولى بكم)
        نقل له الأخ قاسم الكثير ممن نصَّ على جوازه .
        ونقل هذا الجواز عن بعضهم الفخر الرازي في تفسيره ، ولكنه تأوَّله ..!
        مما حدى بالمجسم النسر أن يتلقَّف كلام الفخر الرازي فينعته لأجله بالإمام وبغيره من الأوصاف


        لاحظ في مداخلته رقم #94


        اقتباس:
        ---------------------------------
        المشاركة الأصلية كتبت بواسطة النسر


        السيد قاسم :
        أولا : ماذكرته عن الإمام الرازي فقد نقلته معرضا عن توجيهه لهذا المعنى الذي قالوه ولم تعترض عليه سوى بقولهم ، وهو لم يناقض قولهم بل بين مرادهم منه ، كما أن صحة المعاني تعرف بالتمثيل وأنى لك به ؟!!
        ---------------------------------


        ولما اعترض عليه الأخ قاسم ، بأن قول الفخر مخالف للعديد من علماء اللغة العربية و ..و ..إلخ


        تعالوا اقرأوا بماذا أجابه النسر !


        إضغط هنا #100
        اقتباس:
        ---------------------------------
        المشاركة الأصلية كتبت بواسطة النسر

        السيد قاسم :

        الأمر كما ترى ، فإن حجتهم هو تفسير علماء اللغة لهذه الآية وكأنهم لم يتنبهوا إلى دقة مسلك الإمام الفخر الرازي وهو متمكن في اللغة لا يشق له غبار (*414) ، وقد ذكر هذا القول الإمام الثعالبي في تفسير هذه الآية .

        وعلى كل فأنا مقتنع بقوله وأنه اعتراض وجيه ، ولك أن لا تقنع بقوله .
        ---------------------------------


        أقول أنا مرآة التواريخ : هل رأيتم مكانة الفخر الرازي صاحب التفسير عند النسر في النقل الآنف ؟!


        ولكن !!
        تعالوا نقرأ رأيه في نفس الفخر الرازي في موضوعنا هنا ... لما أراد نفي كون "إنما" تفيد الحصر بقوله :
        اقتباس:
        ---------------------------------

        المشاركة الأصلية كتبت بواسطة النسر


        وأما تعين " إنما للحصر " فدونه خرط القتاد ، فَتَتَبّعْ مواقعها في القرءان الكريم ؟!
        ---------------------------------



        ولمّا اصطدمَ بقول الرازي حول الحصر ، ماذا قال عن الرازي ؟


        تفضلوا :
        اقتباس:
        ---------------------------------

        المشاركة الأصلية كتبت بواسطة النسر


        وقد وهم الفخر الرازي عندما عدّ " ما " نافية وبالتالي قل بالحصر ، لأن ما النافية وإنّ المؤكدة مما حقه الصدارة وهما قسيمان فلا يجمع بينهما، والصحيح أنّ " ما " كافة كما قال أئمة النحو .
        ---------------------------------





        ففي النقل الأول كان عنده الفخر الرازي (لمَّا وافق قوله هواه) :
        1-الإمام الرازي .
        2-ذو مسلك دقيق في التفسير لا يتنبه له كبار العلماء فضلاً عن صغارهم .
        3-متمكن في اللغة .
        4-ولا يشق له غبار فيها .


        لكن في موضوعنا هذا (لمّا خالف قوله هواه) تحوَّل ذلك الإمام المتمكن الذي لا يشق له غبار في اللغة العربية والتفسير ..إلى :
        1-واهم .
        2-ومُخالف لكل أئمة النحو .


        أليس العجب ترون ؟!!

        ــــــــــــــــــــــ
        ثم نقول له :
        قولك أخزاك الله :
        اقتباس:
        ---------------------------------

        المشاركة الأصلية كتبت بواسطة النسر



        والحصر في " إنما إلهكم الله " من أمر خارج وذلك أنه سيق للرد على المخاطبين في اعتقادهم إلهية غير الله .
        ---------------------------------



        أقول : لو سلَّمنا لك خرابيطك بخصوص عدم إفادة "إنما" للحصر ، فلم لم تجوَّز مثل هذا في آية التطهير ، فتفهم الحصر من أمر خارج ، وذلك من فعل رسول الله صلى الله عليه واله في حديث الكساء الصحيح ، بل المتواتر ، بالكيفية التي قرأتها ؟!!!!
        وقد ذكرنا هذا من قبل ، وذكره الأخوة آخرهم عزيزنا مثل نوره .!
        بدلاً من نفيه بكل هذا التحامق المنقطع النظير بقولك [وأما تعين " إنما للحصر " فدونه خرط القتاد ] !


        ثم لا أدري لم لم تُشكل على الحصر الأخير – وإن كان من أمر خارج كما تقول - في قوله تعالى (إنما إلهكم الله) بكونكم تعبدون إله غير ربنا الفرد الصمد - أعني إلهكم الأجعد الأمرد - الذي لم يكتف شيخ إسلامكم شيخ المجسمة والنواصب بتصويره لكم على الهيئة المذكورة فحسب ، بل وزعم أن النبي رآه رؤيا عين ... ! وهو إشكال وجيه - لو ذكرته - من هذه الناحية !



        وقولك الأخير
        اقتباس:
        ---------------------------------

        المشاركة الأصلية كتبت بواسطة النسر



        مرآة التواريخ :



        أين جواب السؤال ؟
        ---------------------------------





        أقول : لا حووول ! عادت حليمة لعادتها القديمة !



        ــــــــــــــــــ
        أمّا بخصوص الحصر بـ "إنما" ...

        يقول الذي خيَّب الله مسعاه :

        اقتباس:
        ---------------------------------

        المشاركة الأصلية كتبت بواسطة النسر


        وأما تعين " إنما للحصر " فدونه خرط القتاد ، فَتَتَبّعْ مواقعها في القرءان الكريم ؟!
        ---------------------------------



        فنبدأ معه بالعاصفة

        يقول شيخ إسلامه ابن تيمية في كتابه مجموع الفتاوى - المجلد 18
        http://al-eman.com/Islamlib/viewchp.asp?BID=252&CID=361
        (فصل

        لفظة ‏[‏إنما‏]‏ للحصر عند جماهير العلماء ، وهذا مما يُعرف بالاضطرار من لغة العرب ، كما تُعرف معاني حروف النفي والاستفهام والشرط، وغير ذلك، لكن تنازع الناس‏:‏ هل دلالتها على الحصر بطريق المنطوق أو المفهوم‏؟‏ على قولين، والجمهور على أنه بطريق المنطوق، والقول الآخر قول بعض مثبتي المفهوم، كالقاضي أبي يعلى في أحد قوليه، وبعض الغلاة من نفاته، وهؤلاء زعموا أنها تفيد الحصر، واحتجوا بمثل قوله‏:‏ ‏{‏إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ‏}‏ ‏[‏الأنفال‏:‏ 2‏]‏ ‏.‏
        وقد احتج طائفة من الأصوليين على أنها للحصر بأن حرف ‏[‏إن‏]‏ للإثبات وحرف ‏[‏ما‏]‏ للنفي فإذا اجتمعا حصل النفي والإثبات جميعًا،/وهذا خطأ عند العلماء بالعربية؛ فإن ‏[‏ما‏]‏ هنا هي ما الكافَّة، ليست ما النافية، وهذه الكافة تدخل على إن وأخواتها فتكفها عن العمل، وذلك لأن الحروف العاملة أصلها أن تكون للاختصاص؛ فإذا اختصت بالاسم أو بالفعل ـ ولم تكن كالجزء منه ـ عملت فيه، فإن وأخواتها اختصت بالاسم فعملت فيه، وتسمي الحروف المشبهة للأفعال؛ لأنها عملت نصبًا ورفعًا وكثرت حروفها، وحروف الجر اختصت بالاسم فعملت فيه، وحروف الشرط اختصت بالفعل فعملت فيه، بخلاف أدوات الاستفهام فإنها تدخل على الجملتين ولم تعمل، وكذلك ما المصدرية‏.‏
        ولهذا القياس في ما النافية ألا تعمل ـ أيضًا ـ على لغة تميم، ولكن تعمل على اللغة الحجازية التي نزل بها القرآن في مثل قوله تعالى‏:‏ ‏{‏مَّا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ‏}‏ ‏[‏المجادلة‏:‏ 2‏]‏ ، و ‏{‏مَا هَـذَا بَشَرًا‏}‏ ‏[‏يوسف‏:‏ 31‏]‏ ، استحسانًا لمشابهتها ‏[‏ليس‏]‏ هنا، لما دخلت ما الكافة على إن أزالت اختصاصها، فصارت تدخل على الجملة الإسمية والجملة الفعلية فبطل عملها، كقوله‏:‏ ‏{‏إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ‏}‏ ‏[‏الرعد‏:‏ 7‏]‏ ، وقوله‏:‏‏{‏إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ‏}‏ ‏[‏الطور‏:‏16‏]‏ ‏.‏
        وقد تكون ما التي بعد إن اسمًا لا حرفًا، كقوله‏:‏ ‏{‏إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ‏}‏ ‏[‏طه‏:‏ 69‏]‏ ، بالرفع، أي‏:‏ أن الذي صنعوه كيد ساحر، خلاف قوله‏:‏ ‏{‏إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا‏}‏ ‏[‏طه‏:‏ 72‏]‏ ، فإن القراءة بالنصب لا تستقيم إذا كانت ما بمعني الذي، وفي كلا المعنيين الحصر موجود، لكن إذا/ كانت ما بمعني الذي فالحصر جاء من جهة أن المعارف هي من صِيَغ العموم، فإن الأسماء إما معارف وإما نكرات، والمعارف من صيغ العموم والنكرة في غير الموجب كالنفي وغيره من صيغ العموم، فقوله‏:‏ ‏{‏إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ‏}‏ ‏[‏طه‏:‏ 69‏]‏ ، تقديره‏:‏ إن الذي صنعوه كيد ساحر‏.‏


        وأما الحصر في ‏[‏إنما‏]‏ فهو من جنس الحصر بالنفي والاستثناء، كقوله تعالى‏:‏ ‏{‏مَا أَنتَ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُنَا‏}‏ ‏[‏الشعراء‏:‏ 154‏]‏ ، ‏{‏وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ‏}‏ ‏[‏آل عمران‏:‏ 144‏]‏ ‏.‏
        والحصر قد يعبر عنه بأن الأول محصور في الثاني، وقد يعبر عنه بالعكس، والمعني واحد، وهو أن الثاني أثبته الأول، ولم يثبت له غيره، مما يتوهم أنه ثابت له، وليس المراد أنك تنفي عن الأول كل ما سوي الثاني، فقوله‏:‏ ‏{‏إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ‏}‏ ‏[‏الرعد‏:‏ 7‏]‏ ، أي‏:‏ إنك لست ربا لهم، ولا محاسبًا، ولا مجازيًا، ولا وكيلًا عليهم، كما قال‏:‏ ‏{‏لَّسْتَ عليهم بِمُصَيْطِرٍ‏}‏ ‏[‏الغاشية‏:‏ 22‏]‏ وكما قال‏:‏ ‏{‏فَإِنَّمَا عليكَ الْبَلاَغُ‏}‏ ‏[‏آل عمران‏:‏ 20‏]‏ ، ‏{‏مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ‏}‏ ‏[‏المائدة‏:‏ 75‏]‏ ، ليس هو إلهًا ولا أمه إلهة، بل غايته أن يكون رسولًا، كما غاية محمد أن يكون رسولًا، وغاية مريم أن تكون صديقة‏.‏ ) انتهى المراد .



        ويقول الشوكاني في كتابه (نيل الأوطار)
        http://al-eman.com/Islamlib/viewchp.asp?BID=253&CID=62
        (باب وجوب متابعة الإمام والنهي عن مسابقته ) ، قال :
        (قوله‏:‏ ‏(‏إنما جُعل الإمام ليؤتم به‏)‏ ، لفظ إنما من صيغ الحصر عند جماعة من أئمة الأصول والبيان‏.‏


        ومعنى الحصر فيها : إثبات الحكم في المذكور ونفيه عما عداه ،
        واختار الآمدي أنها لا تفيد الحصر ، وإنما تفيد تأكيد الإثبات فقط ،
        ونقله أبو حيان عن البصريين‏.‏


        وفي كلام الشيخ تقي الدين بن دقيق العيد ما يقتضي نقل الاتفاق على إفادتها للحصر ) انتهى المراد



        القاموس المحيط - للفيروز آبادي
        http://al-eman.com/Islamlib/viewchp.asp?BID=142&CID=610
        قال :
        (وتُكْسَرُ إنَّ إذا كانَ مَبْدوءاً بها، لَفْظاً أو مَعْنًى، نَحْو‏:‏ إنَّ زَيداً قائِمٌ،
        وبَعْدَ أَلاَ التَّنْبِيهِيَّةِ‏:‏ أَلاَ إنَّ زَيداً قائِمٌ،
        وصِلَةً للاسْمِ المَوْصولِ‏:‏ ‏{‏وآتَيْنَاهُ من الكُنُوزِ ما إنَّ مفاتِحَهُ‏}‏
        وجَوابَ قَسَمٍ، سواءٌ كانَ في اسمها أو خَبَرِها اللاَّمُ أو لَمْ يَكُنْ، ومَحْكِيَّةً بالقَوْلِ في لُغَةِ من لا يَفْتَحُها‏:‏ ‏{‏قال الله‏:‏ إنِّي مُنْزِلُها عَلَيْكُمْ‏}‏،
        وبعدَ واوِ الحال‏:‏ جاءَ زَيدٌ وإنَّ يَدَهُ على رأسِه،
        وموضِعَ خَبَرِ اسْمِ عَيْنٍ‏:‏ زَيدٌ إنه ذاهِبٌ، خِلافاً للفَرَّاءِ،
        وقَبْلَ لامٍ مُعَلِّقَةٍ‏:‏ ‏{‏والله يَعْلَمُ إنَّكَ لرَسولُهُ‏}‏،
        وبَعْدَ حَيثُ‏:‏ اجْلِسْ حيثُ إنَّ زَيداً جالِسٌ‏.‏

        وإذا لَزِمَ التَّأْويلُ بمَصْدَرٍ، فُتِحَتْ، وذلك بَعْدَ لَوْ‏:‏ لَوْ أنَّكَ قائِمٌ، لَقُمْتُ‏.‏

        والمَفْتُوحَةُ فَرْعٌ عن المَكْسُورَةِ ، فَصَحَّ أنَّ أَنَّما تُفيدُ الحَصْرَ، كَإِنَّما ، واجْتَمَعا في قَوْلِهِ تعالى‏:‏ ‏{‏قُلْ إنَّما يوحَى إليَّ أنَّما إِلهُكُمْ إلَهٌ واحِدٌ‏}‏، فالأُولَى لِقَصْرِ الصِفَةِ على المَوْصوفِ، والثانِيَةُ لعَكْسه‏.‏ ‏(‏وقولُ من قالَ‏:‏ إنَّ الحَصْرَ خاصٌّ بالمَكْسورَة مَرْدودٌ‏... إلخ) انتهى


        بقي عدة مباحث ونقولات في خصوص الحصر بـ "إنمـا" نبقيها حتى حين .


        قال ايش قال بيتحدى في ان آية التطهير ليست نصاً في المدح فضلاً عن العصمة :frog:

        سنذيقك مرارة افتراءك وكذبك

        {ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ } [الحج:9]


        سأعود ....

        مرآة التواريخ / ما مرتبة الفخر الرازي الآن عندك ؟!! عربي صميم ؟ أم أعجمي لا علم له بالعربية ؟!! أفدنا بحق راكب البعوضة ..


        ــــــــــــ
        ..

        تعليق


        • #19
          تكملة الحوار

          ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
          النسر 19-12-2006 - 09:23 AM

          ----------------------------------------------

          بسم الله الرحمن الرحيم

          السيد مثل نوره :

          صديقي ...

          لعلك دخلت بالخطأ فهذه ليست روضة للأطفال !

          ماذا يعني سوقك للمثبتين للحصر دون المنكرين ؟

          لا وفي النهاية يصبغها بصبغة علمية بقوله وشذ فلان !!!

          أنت غير قادر على تحديد الحصر في آية التطهير فكيف تريد الترجيح بين الأقوال وأنت بهذا المستوى ؟!

          خليك في المعاصرة أنسب لك ..

          .............................
          ملاحظة لمن يفهم :
          البحر المحيط - (ج 3 / ص 104)
          وَأَنْكَرَ ابْنُ الْحَاجِّ فِي تَعْلِيقِهِ عَلَى الْمُسْتَصْفَى " وَالْعَبْدَرِيُّ فِي شَرْحِهِ " إفَادَتَهَا الْحَصْرَ وَقَالَا : إنَّهُ غَيْرُ مَعْرُوفٍ فِي اللُّغَةِ : وَإِنَّمَا مَعْنَاهُ الِاقْتِصَارُ عَلَى الشَّيْءِ .
          التقرير والتحبير - (ج 1 / ص 395)
          ثُمَّ هَذَا مُخْتَارُ الْآمِدِيِّ وَأَبِي حَيَّانَ وَنَسَبَهُ إلَى النَّحْوِيِّينَ الْبَصْرِيِّينَ وَنَسَبَهُ إلَى الْحَنَفِيَّةِ صَاحِبُ الْبَدِيعِ وَتَعَقَّبَهُ الْمُصَنِّفُ بِقَوْلِهِ ( وَتَكَرَّرَ مِنْهُمْ ) أَيْ الْحَنِيفَةِ ( نِسْبَتُهُ ) أَيْ الْحَصْرِ إلَى إنَّمَا مَعْنَى لَهَا كَمَا فِي كَشْفِ الْأَسْرَارِ وَالْكَافِي وَجَامِعِ الْأَسْرَارِ وَغَيْرِهَا .
          أقول : وقد رأيت هذا الترجيح لابن الوزير في العواصم والقواصم ويدي لا تطاله الآن .

          .................................

          السيد رائد الشيخ جواد :

          نحن نهتم بصحة القول لا مجرد مكانة قائله ، ومن تتبع الذكر الحكيم جزم بخطئه !

          وعلى العموم قولنا صحيح منذ البداية وهو عدم تعين الحصر بإنما في كل موضع .

          .............................

          السيد مرآة التواريخ :

          بعد أن ترد على السؤال الذي نزل في ثلاث مشاركات إلى الآن سننظر في أمرك .

          مثلُ نوره 19-12-2006 - 04:06 PM

          ----------------------------------------------

          السلام عليكم ورحمة الله

          نسر اللصق والفر, الظاهر أنّ جواب الأخوة في الأعلى كان قاطعاً لدرجة أنّنا لم نسمع إلا صفيرك وهريرك, حتى دخلت علينا, منتوف الريش, كناطح صخرة يوماً ليوهنها... فلم يوهنا و أوهى قرنه الوعر!!


          اقتباس:

          ----------------------------------------------
          (ماذا يعني سوقك للمثبتين للحصر دون المنكرين ؟)
          ----------------------------------------------


          إنما جاء ذلك بعد أن ركبك الشيطان ونفث على لسانك قائلاً: " وأما تعين " إنما للحصر " فدونه خرط القتاد", وقد بينّا لك أنه ليس بيننا وبين ذلك خرطٌ للقتاد ولا هم يحزنون... على أنك المُسائل هنا: ماذا يعني سوقك للنافين للحصر دون المثبتين يا علّامة زمانه؟!


          اقتباس:

          ----------------------------------------------
          (لا وفي النهاية يصبغها بصبغة علمية بقوله وشذ فلان)
          ----------------------------------------------


          الظاهر أنّ الكذب لديكم كشرب عصير البرتقال!, فأين قلتُ: "وشذ فلان" يا من ربه شابٌ أمرد؟!.. فإما أنك كاذب, أو تعلم الغيب, لأني قلتها فعلاً.. في قلبي.. بعد أن حسبتك "شاذ" الفكر والعقيدة وكل شيء!!


          اقتباس:

          ----------------------------------------------
          (أنت غير قادر على تحديد الحصر في آية التطهير)
          ----------------------------------------------


          لا بأس أن نأخذك على قدر عقلك فنقول:
          مع ثبوت الحصر الذي سلّمت فيه _أياً كان_, لزم عدم اشتراك المسكوت عنهم مع من وقع بحقهم الحصر, فإن ثبت الحكم بعد الحصر, عُدّ الموضوع إختصاصاً, وإن قلت أنّ الحكم يشمل المسكوت عنهم عُدّ إشتراكاً وبَطُل الحصر؛ إذ لا يجوز الإختصاص والإشتراك في آنٍ واحد وهو ترديد بين النفي والإثبات, وذلك ما يلزم بطلان ترجيحك للحصر على أنه إضافي وليس حقيقي!

          بعبارة بسيطة يفهمها عقلك الصغير:
          أداة الحصر: (إلا)
          نوع الحصر: (حقيقي)
          الحكم: (إذهاب الرجس والتطهير= العصمة)
          المذكور: (الخمسة تحت الكساء)
          المسكوت عنهم: (من تحاول بأوهامك إدخالهم في أهل البيت!)

          راجع " أنوار البروق في أنواع الفروق" لعل عقلك يشتغل فتفهم قليلاً!

          ننتظرك حتى تفهم

          شآبيبُ الروح 19-12-2006 - 04:55 PM

          ----------------------------------------------

          حتى لا يفهم من كلام الزميل النسر أن ما ورد في البحر المحيط هو فقط ما اقتصر عليه في نقله ، أنقل الكلام كاملاً :


          اقتباس:

          ----------------------------------------------
          إنما : والكلام فيها في مواضع : الأول : هل هي تفيد الحصر أو لا ؟ قولان . وإذا قلنا : تفيده , فهل هو بالمنطوق يعني أنها وضعت للإثبات والنفي معا أي : لإثبات المذكور ونفي ما عداه أو للإثبات خاصة وللنفي بطريق المفهوم ؟ قولان . وبالأول قال القاضي أبو حامد المروذي فيما حكاه الشيخ أبو إسحاق في التبصرة " قال : مع نفيه القول بدليل الخطاب لكن الماوردي في أقضية الحاوي " نقل عن أبي حامد المروروذي وابن سريج أن حكم ما عدا الإثبات موقوف على الدليل من الاحتمال . وبالثاني قال القاضي والغزالي وذكراه في بحث المفاهيم , وقال سليم الرازي في التقريب " : إنه الصحيح .

          [ ص: 237 ] وقال ابن الخوبي : هذا الخلاف مبني على أن الاستثناء من النفي إثبات أم لا ؟ فإن قلنا : إنه إثبات فالحصر ثابت بالمنطوق , وإلا فهو من طريق المفهوم , وهذا الكلام يقتضي جريان هذا الخلاف في " ما " و " إلا " وهو بعيد , والقول بأنها لا تفيده أصلا هو رأي الآمدي , وإنما يفيد تأكيد الإثبات وبه يشعر كلام إمام الحرمين في البرهان " حيث قال : فأما ما ليس له معنى , فما الكافة تعمل ما يعمل دونها تقول : إن زيدا منطلق , وإنما زيد منطلق . وحكاه ابن الفارض المعتزلي في النكت " عن أبي علي الجبائي وابنه أبي هاشم . قال : وهو يحكى عن أهل اللغة . ونصره ابن برهان النحوي في شرح اللمع " واختاره الشيخ أبو حيان . واشتد نكيره على من خالفه , ونقله عن البصريين . ونقل الغزالي عن القاضي أنه ظاهر في الحصر , ويحتمل التأكيد ثم قال : وهو المختار , ووافقه إلكيا , والذي في التقريب " للقاضي أنها محتملة لتأكيد الإثبات ومحتملة للحصر , وزعم أن العرب استعملتها لكل من الأمرين , ثم قال : ولا يبعد أن يقال : إنها ظاهرة في الحصر . وأنكر ابن الحاج في تعليقه على المستصفى " والعبدري في شرحه " إفادتها الحصر وقالا : إنه غير معروف في اللغة : وإنما معناه الاقتصار على الشيء .

          قال ابن السيد : قال نحاة البصرة : معناها الاقتصار كقولك : إنما زيد شجاع , لمن ادعى له غير ذلك من الصفات , والتحقير كقولك : إنما وهبت درهما , لمن يزعم أنه وهب أكثر من ذلك , وهذا راجع إلى الاقتصار . وقد يستعمل في رد النفي إلى حقيقته إذا وصف بما لا يليق به , كقوله تعالى : { إنما الله إله واحد } { إنما أنا بشر مثلكم } .

          [ ص: 238 ] وهو راجع للأول . قالا : فإن أراد القاضي بالحصر الاقتصار فقد أصاب , وإلا ففيه نظر . وتابعهما الشيخ أبو حيان في إنكار إفادتها الحصر , وقال : إنه معروف في اللغة وهو عجيب , فقد حكاه ابن السيد في الاقتضاب " عن الكوفيين . فقال : وذكر الكوفيون أنها تستعمل بمعنى النفي , واحتجوا بقول الفرزدق :

          . وإنما يدافع عن أحسابهم أنا أو مثلي

          ومعناه ما يدافع إلا أنا أو مثلي هذا كلامه . وفي الزاهر " للأزهري عن أهل اللغة أنها تقتضي إيجاب شيء ونفي غيره , وقال صاحب البرهان " : قال أبو إسحاق الزجاج : والذي أختاره في قوله تعالى : { إنما حرم عليكم الميتة } أن تكون " ما " هي التي تمنع " إن " من العمل , ويكون المعنى : ما حرم عليكم إلا الميتة ; لأن " إنما " تأتي لإثبات ما بعدها ونفي ما عداه .

          وقال أبو علي في الشيرازيات " يقول ناس من النحويين { إنما حرم ربي الفواحش } المعنى : ما حرم إلا الفواحش , قال : وأجيب ما يدل على صحة القول في ذلك , وهو قول الفرزدق .

          . وإنما يدافع عن أحسابهم أنا أو مثلي


          وعزاه ابن السيد للكوفيين , ولم يعنوا بذلك أنهما بمنزلة المترادفين فإنه [ ص: 239 ] يمتنع إيقاع كل منها موضع الآخر على الإطلاق . انتهى . وممن ذكر أنهما للحصر الرماني عند تفسير قوله تعالى : { إنما يستجيب الذين يسمعون } فقال : إنما تفيد تخصيص المذكور بالصفة دون غيره بخلاف " إن " كقولك : إن الأنبياء في الجنة , فلا تمنع هذه الصيغة أن يكون غيرهم فيها كما منع إنما هم في الجنة . انتهى .

          وكذا قال الزمخشري عند قوله تعالى : { إنما الصدقات للفقراء } وكذا ابن عطية في غير موضع , وقال ابن فارس : سمعت علي بن إبراهيم القطان يقول : سمعت ثعلبا يقول : سمعت سلمة يقول : سمعت الفراء يقول : إذا قلت : إنما قمت , فقد نفيت عن نفسك كل فعل إلا القيام , وإذا قلت : إنما قام أنا , فقد نفيت القيام عن كل أحد وأثبته لنفسك . قال الفراء : ولا يكون ابتداء إلا ردا على أمر , ولا يكون ابتداء كلام . قال ابن فارس : والذي قاله الفراء صحيح وحجته : { إنما الولاء لمن أعتق } . قلت : ينبغي أن يكون الرد لأمر محقق أو مقدر , وإلا لورد عليه { إنما الأعمال بالنيات } ونحوه . [ ص: 240 ] من أحسن ما يستدل به أنها للحصر : قوله تعالى : { إنما يتقبل الله من المتقين } ; لأنه لم يتقبل من أخيه , فلو كان يتقبل من غير المتقين لم يجز الرد على الأخ بذلك , ولو كان المانع من عدم القبول فوات معنى في المتقرب به لا في الفاعل لم يحسن ذلك , فكأنه قال : استوينا في الفعل وانحصر القبول في بعلة التقوى , وكذلك قوله تعالى : { وإن تولوا فإنما عليك البلاغ } فإنها لو لم تكن للحصر لكان بمنزلة قولك : فإن تولوا فعليك البلاغ , وهو عليه البلاغ تولوا أم لا , وإنما الذي رتب على توليهم نفي غير البلاغ ليكون تسلية له أن توليهم لا يضره , وهكذا أمثال هذه الآية مما يقطع الناظر بفهم الحصر , كقوله تعالى : { أنما إلهكم إله واحد } { إنما الله إله واحد } { إنما أنت منذر } { إنما أنت نذير } { إنما تعبدون من دون الله أوثانا } { إنما مثل الحياة الدنيا } { إنما يأمركم بالسوء والفحشاء } { إنما البيع مثل الربا } { إنما الحياة الدنيا لعب ولهو } { إنما أموالكم وأولادكم فتنة } { إنما السبيل على الذين يستأذنونك وهم أغنياء } { إنما يستأذنك الذين لا يؤمنون بالله } { إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه } { إنما الآيات عند الله } وقوله تعالى .

          [ ص: 241 ] { إنما العلم عند الله وإنما أنا نذير مبين } { قل إنما يأتيكم به الله إن شاء } { قل إنما علمها عند ربي } فإنه إنما يحصل بها مطابقة الجواب إذا كانت " إنما " للحصر , ليكون معناها لا آتيكم إنما يأتي به الله , ولا أعلمها إنما يعلمها الله , وقوله : { ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل إنما السبيل على الذين يظلمون الناس } قال ابن فارس : وزعم بعضهم مجيئها للتحقير تقول : إنما أنا بشر محقرا لنفسك , ورده بقوله تعالى : { إنما الله إله واحد } وحكى ابن بابشاذ عن بعض النحاة أنها تجيء للتعليل , واحتج بقول سيبويه : إنما سرت حتى أدخلها أنك إذا بيت السير وقيل : تجيء للتأكيد نحو إنما الرجل زيد . قال ابن دقيق العيد : والأقرب أنها فيه للحصر المجازي , أو بجعل المجاز في الألف واللام التي في الرجل بأن يستعمل للكمال ويحصر الكمال فيه .
          ----------------------------------------------


          ولا بأس من الإستئناس بقول الشيخ ابن عثيمين والذي أسند له السفيون الوسادة ، في شرحه على " الأربعون النووية


          اقتباس:

          ----------------------------------------------
          الحديث الأول

          (عَنْ أَمِيرِ المُؤمِنينَ أَبي حَفْصٍ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ رَضيَ اللهُ تعالى عنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ يَقُولُ: إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلى اللهِ وَرَسُوله فَهِجْرَتُهُ إلى اللهِ وَرَسُوله، وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ لِدُنْيَا يُصِيْبُهَا، أَو امْرأَة يَنْكِحُهَا، فَهِجْرَتُهُ إِلى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ)[3]

          رواه إماما المحدثين أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بَرْدِزْبَهْ البخاري، وأبو الحسين مسلم بن الحجَّاج بن مسلم القشيري النيسابوري، في صحيحيهما اللَذين هما أصح الكتب المصنفة.


          عَنْ أَمِيرِ المُؤمِنينَ وهو أبو حفص عمر بن الخطاب رضي الله عنه،آلت إليه الخلافة بتعيين أبي بكر الصديق رضي الله عنه له، فهو حسنة من حسنات أبي بكر، ونصبه في الخلافة شرعي، لأن الذي عينه أبو بكر، وأبو بكر تعين بمبايعة الصحابة له في السقيفة، فخلافته شرعية كخلافة أبي بكر، ولقد أحسن أبو بكر اختياراً حيث اختار عمر بن الخطاب رضي الله عنه . وفي قوله سَمِعْتُ دليل على أنه أخذه من النبي صلى الله عليه وسلم بلا واسطة. والعجب أن هذا الحديث لم يروه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا عمر رضي الله عنه مع أهميته، لكن له شواهد في القرآن والسنة. ففي القرآن يقول الله تعالى: (وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ )(البقرة: الآية272) فهذه نية، وقوله تعالى: (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً )(الفتح: الآية29) وهذه نيّة. وقال النبي صلى الله عليه وسلم لسعد بن أبي وقاص رضي الله عنه: وَاعْلَمْ أَنَّكَ لَنْ تُنْفِقَ نَفَقَةً تَبْتَغِيْ بِهَا وَجْهَ اللهِ إِلا أُجِرْتَ عَلَيْهَا حَتَّى مَا تَجْعَلَهُ فِي فِيّ امْرَأَتِك[4] فقوله: تَبْتَغِي بِها وَجْهَ اللهِ فهذه نية، فالمهم أن معنى الحديث ثابت بالقرآن والسنة. ولفظ الحديث انفرد به عمر رضي الله عنه، لكن تلقته الأمة بالقبول التام، حتى إن البخاري رحمه الله صدر كتابه الصحيح بهذا الحديث.

          قوله : إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى لهذه الجملة من حيث البحث جهتان: نتكلم أولاً على مافيه من البلاغة:

          فقوله: إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ فيه من أوجه البلاغة الحصر، وهو:إثبات الحكم في المذكور ونفيه عما سواه،وطريق الحصر: إِنَّمَا لأن (إنما) تفيد الحصر، فإذا قلت: زيد قائم فهذا ليس فيه حصر، وإذا قلت: إنما زيد قائم، فهذا فيه حصر وأنه ليس إلا قائماً. وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم: وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى
          ----------------------------------------------


          وعجيب هذا التحول ، فتارة يقول ( الحصر واضج جلي ) والآن يتحول الأستاذ النسر وبسرعة خاطفة ليقول : ( إنما ) لا تفيد الحصر ...!!

          عموماً في مشاركتي القادمة كلام لطيف لسماحة آية الله الشيخ السبحاني دام ظله ، وفيه نقاش لقول أبي حيان ورأيه في ( إنما ).

          من جهة ثانية ، أعتقد والعلم عند الله عز وجل أن نسبة هذا الأمر إلى البصريين محل نظر ، لأني لم أجدها ولم تمر علي في مسائل الخلاف بين الكوفيين والبصريين.

          شآبيبُ الروح 19-12-2006 - 05:05 PM

          ----------------------------------------------

          يقول سماحة الشيخ السبحاني دام ظله :


          ومن أدوات الحصر كلمة «إنّما»


          قال الخطيب في تلخيص المفتاح:و منها«إنّما» كقولك في قصره إفراداً: «إنّما زيد كاتب» وقلباً «إنّما زيد قائم»(2)... .

          أقول: القصر إمّا قصر إفراد أو قلب أو تعيين.

          أمّا الأوّل فالغاية منه قطع الشركة التي يعتقدها المخاطب، فلو اعتقد المخاطب اتّصاف زيد بالكتابة والشعر مع أنّه عند المتكلّم متّصف بواحد منهما. يقول: «ما زيد إلاّ كاتب» أو يعتقد اشتراك زيد وعمرو في الكتابة مع أنّ واحداً منهما موصوف بها. يقول: ما كاتب إلاّ زيد.

          و يراد من الثاني ردّ من يعتقد عكس الحكم الذي يثبته المتكلم، فلو كان المخاطب يعتقد اتّصاف زيد بالقعود فيقول ردّاً له: «ما زيد إلاّ قائم» أو يعتقد أنّ عمراً شاعر دون زيد. ويقول:«ما شاعر إلاّ زيد».

          ويراد من الثالث نفي الترديد الموجود في ذهن المخاطب، فلو كان المخاطب شاكّاً بين كون زيد قائماً أو قاعداً، تقول:«ما زيد إلاّ قائم» أو كان شاكّاً بين كون الشاعر زيداً أو عمراً، تقول ما شاعر إلاّ زيد.و غير خفي أنّ واحداً من القسمين من قبيل قصر الموصوف على الصفة والآخر على العكس.


          دلالتها على الحصر


          نقل ابن هشام في المغني أنّ الزمخشري ادّعى أنّ لفظة أنّما (بالفتح) تفيد الحصر كإنّما (بالكسر) وقد اجتمعتا في قوله تعالى: (قُلْ إِنَّمّا يُوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ) (الكهف/110) فالأُولى لقصر الصفة على الموصوف والثانية بالعكس.

          وردّ عليه أبو حيان، وقال: والحصر هنا باطلة لاقتضائه أنّه لم يوحَ إليه غير التوحيد وردّ عليه ابن هشام بأنّه حصر مقيّد إذ الخطاب مع المشركين فالمعنى ما أُوحي إليّ في أمر الربوبية إلاّ التوحيد لا الإشراك ويسمّى ذلك قصر قلب لقلب اعتقاد المخاطب وإلاّ فما الذي يقول أبوحيان في نحو قوله تعالى: (وَ ما مُحَمَّدٌ إِلاّ رَسُولٌ) (آل عمران/144)فانّ (ما) للنفي و(إلاّ ) للحصر قطعاً وليست صفته عليه الصلاة والسلام منحصرة في الرسالة ولكن لما استعظموا موته جعلوا كأنّهم أثبتوا له البقاء الدائم، فجاء الحصر باعتبار ذلك، ويسمّى قصر إفراد.(1)

          استدل علماء المعاني على إفادتها للحصر بوجوه:

          الأوّل: أنّ لفظة «إنّما» تتضمّن معنى «ما» و«إلاّ» ، بشهادة قول المفسّرين:إنّ معنى قوله سبحانه: (إِنَّما حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَة) (البقرة/173) معناه ما حرّم عليكم إلاّ الميتة.

          الثاني: قول النحاة: إنّ لفظة «إنّما» لإثبات ما يذكر بعدها ونفي ما سواه.

          الثالث:صحّة انفصال الضمير معه، كقولك:«إنّما يقوم أنا» ولا وجه لانفصال الضمير إلاّ إفادة الحصر.

          وقال الفرزدق:

          أنا الذائد الحامي الذمار(2) وإنّما يدافع عن أحسابهم أنا أو مثلي

          هذا ما يذكره علماء علم المعاني، وقد استدلّ علي إفادتها للحصر أيضاً بوجهين آخرين:

          1ـ التبادر عند استعمال تلك اللفظة.

          2ـ تصريح اللغويين كالأزهري وغيره على أنّها تفيد الحصر.(3)

          وأُجيب عن التبادر بأنّ موارد استعمال هذه اللفظة مختلفة ولا يعلم بالدقّة ما هو مرادف لها في عرفنا، لعدم وجود ما يرادفها في عرفنا حتّى يستكشف منه بمراجعة الوجدان، بخلاف ما بأيدينا من الألفاظ المترادفة لبعض الكلمات العربية كما في أداة الشرط. وأنّ قول اللغوي ليس بحجّة إلاّ من باب حجّية مطلق الظن.

          يلاحظ عليه: أنّه يكفي التبادر عند أهل اللسان وإن لم يكن لها مرادف في عرفنا. وأنّه إذا تضافر النقل من اللغويين والنحويين وعلماء المعاني على إفادتها الحصر يحصل الاطمئنان الذي هو علم عرفي وحجّة بلا إشكال وقد عرفت بعض كلماتهم.


          دليل النافين لإفادتها الحصر


          استدل النافون لافادتها الحصر ـ منهم الرازي في تفسير قوله سبحانه: (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُوَرَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ) (المائدة/55) ـ بآيتين:

          الأُولى قوله سبحانه: (إِنَّما مَثَلُ الْحَياةِ الدُّنْيا كَماء أَنْزَلْناهُ مِنَ السَّماءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَباتُ الأَرْضِ مِمّا يَأْكُلُ النّاسُ وَالأَنْعامُ حَتّى إِذا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَها وَازَّيَّنَتْ وَ ظَنَّ أَهْلُها أَنَّهُمْ قادِرُونَ عَلَيها أتاها أَمْرُنا لَيْلاً أَوْ نَهاراً فَجَعَلْناها حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنِ بِالأَمْسِ كَذلِكَ نُفَصِّلُ الآياتِ لِقَوْم يَتَفَكَّرُونَ) (يونس/24).


          وجه الاستدلال


          إنّ حال الدنيا ليس منحصراً في هذا المثل بل يمكن بيان حالها بتمثيل آخر، موافق مع هذا المثل جوهراً كقوله سبحانه: (إِنَّمَا الحَياةُ الدُّنْيا لَعِبٌ وَ لَهْوٌ)(محمد/36) أو مباين معه كقول الإمام علي ـ عليه السَّلام ـ : فانّما مَثَلُ الدُّنيا مَثَلُ الحَيّة، لين مسّها، وقاتل سمّها (1).

          الثانية: قوله تعالى: (قُلْ إِنَّما يُوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ) (الكهف/110) مع أنّه أُوحي إليه شيء آخر غير التوحيد من المعارف والأحكام.

          والجواب تارة بالنقض بـ«إلاّ» الاستثنائية المفيدة للحصر عند المنكر مثل قوله: (وَما مُحَمَّدٌ إِلاّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُل) (آل عمران/144) مع أنّ النبيّ الأكرم ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ له شأن غير كونه رسولاً فهو نبي أُمّي وقد وصف اللّه سبحانه نبيّه في آية واحدة بصفات عشر وقال: (اَلَّذينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوراةِ والإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَ يَنْهاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ يُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّباتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبائثَ وَ يَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلالَ الَّتي كانَتْ عَلَيْهِمْ) (الأعراف/157).

          وتصوّر أنّ كثيراً من هذه الصفات من فروع كونه رسولاً وإن كان صحيحاً لكن كونه نبيّاً غير كونه رسولاً وهما غير كونه أُمّياً.

          وأُخرى بالحلّ أمّا الآية الأُولى فهي بما أنّها متفقة مع ما جاء في الآية من حيث الحقيقة والذات لا يعدّ نقضاً للحصر فحال الدنيا في مجال الخلود والدثور ليس لها شأن إلاّ ما جاء في الآية أو ما يعادله من كونها لهواً ولعباً أو كونها كبيت العنكبوت الذي يزيله نسيم الصبا فضلاً عن الطوفان، فكأنّ الآية تقول: مثل الدنيا هو هذا أو ما يقوم مقامه في اللب والجوهر فلا مانع من ادّعاء كون الحصر حقيقياً. والذي يدلّ على ذلك أنّه جاء المثل الثاني في مورد اتّفقوا على إفادتها الحصر كقوله: (وَمَا الْحَياةُ الدُّنيا إِلاّ لَعِبٌ وَ لَهْوٌ) (الأنعام/32) وما هذه الحياة الدنيا إلاّ لهو ولعب وقد تقدم أنّ الاستثناء بعد النفي يفيد الحصر.

          وأمّا بالنسبة إلى المثل المغاير جوهراً مع ذلك المثل كما في تشبيه الدنيا بالحيّة فالحصر بالنسبة إليه إضافي لا حقيقي فالنظر إلى الدنيا من حيث كونها خالدةً أو داثرة ليس حالها إلاّ ما جاء في الآية وليس لها في هذا المجال شأن آخر وأمّا بالنظر إليها من حيث حسن ظاهرها وسوء باطنها فهي كالحيّة حسنة الظاهر سيّئة الباطن، ولا صلة له بموقف الآية.

          وأمّا الآية الثانية فالحصر فيها إضافي لا غير ومعناه أنّه ما أُوحي إليه في مجال التوحيد والوثنية إلاّ التوحيد وعبادة اللّه سبحانه فقط لا غير كما مرّ نقله عن ابن هشام، كما يعرف الجواب عن الآية الثالثة التي ذكرت عند النقض،فالحصر فيها أيضاً إضافي ومعناها أنّ النبيّ الأكرم ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ ليس له شأن إلاّ كونه رسولاً وليس له قدرة غيبية غير مغلوبة حتّى يبقى دائماً ولا يموت، فهو في هذا المجال إنسان رسول وحكمه حكم سائر الناس.

          والحقّ أن يقال إنّ التتبّع في الآيات الكريمة يرشدنا إلى كونها مفيدة للحصر سواء كان حقيقياً أم إضافياً. قال سبحانه:

          1ـ (إِنَّما جَزاءُ الَّذِينَ يُحارِبُونَ اللّهَ وَ رَسُولَهُ وَ يَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَساداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْيُصلَّبُوا أَو تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَ أَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلاف أَوْ يُنْفَوا مِنَ الأَرْضِ) (المائدة/33).

          2ـ (إِنَّما حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَ الدَّمَ وَ لَحْمَ الخِنْزِيرِ...) (البقرة/173).

          3ـ (لا يَنْهاكُمُ اللّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقاتِلُوكُمْ فِي الدّينِ وَ لَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ... إِنَّما يَنْهاكُمُ اللّهُ عَنِ الَّذِينَ قاتَلُوكُمْ فِي الدّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ) (الممتحنة/8ـ9).

          إلى غير ذلك من الآيات المشعرة بالحصر خصوصاً إذا كانت بعد السلب كما إذا قيل: ليس زيد قائماً إنّما هو قاعد.

          وعلى كلّ تقدير فلو دلّت على الحصر فإنّما تدلّ بالمنطوق لا بالمفهوم، ولا وجه لتسمية تلك الدلالة وما تقدّمها مفهوماً.

          ( أنتهى كلامه حفظه الله )

          http://www.imamsadeq.org/html/book/index.html?id=4

          ـــــــــ
          ..

          تعليق


          • #20
            تكملة :

            ــــــــــــــــــــــــــــــ


            مرآة التواريخ 19-12-2006 - 05:24 PM
            ----------------------------------------------

            قال بدر الدين الزركشي الشافعي في كتابه "البحر المحيط" في أصول الفقه
            http://www.islamweb.net/ver2/Library...kid=35&start=2

            تحت عنوان : من أدوات المعاني "إنما"
            ما نصه :
            ( إنما :
            والكلام فيها في مواضع :
            الأول :
            هل هي تفيد الحصر أو لا ؟ قولان .

            وإذا قلنا : تفيده , فهل هو بالمنطوق يعني أنها وضعت للإثبات والنفي معا أي : لإثبات المذكور ونفي ما عداه أو للإثبات خاصة وللنفي بطريق المفهوم ؟ قولان .
            وبالأول قال القاضي أبو حامد المروذي فيما حكاه الشيخ أبو إسحاق في التبصرة " قال : مع نفيه القول بدليل الخطاب لكن الماوردي في أقضية الحاوي " نقل عن أبي حامد المروروذي وابن سريج أن حكم ما عدا الإثبات موقوف على الدليل من الاحتمال .
            وبالثاني قال القاضي والغزالي وذكراه في بحث المفاهيم , وقال سليم الرازي في التقريب " : إنه الصحيح .

            وقال ابن الخوبي : هذا الخلاف مبني على أن الاستثناء من النفي إثبات أم لا ؟ فإن قلنا : إنه إثبات فالحصر ثابت بالمنطوق , وإلا فهو من طريق المفهوم , وهذا الكلام يقتضي جريان هذا الخلاف في " ما " و " إلا " وهو بعيد ,
            والقول بأنها لا تفيده أصلا هو رأي الآمدي , وإنما يفيد تأكيد الإثبات وبه يشعر كلام إمام الحرمين في البرهان " حيث قال : فأما ما ليس له معنى , فما الكافة تعمل ما يعمل دونها تقول : إن زيدا منطلق , وإنما زيد منطلق . وحكاه ابن الفارض المعتزلي في النكت " عن أبي علي الجبائي وابنه أبي هاشم .
            قال : وهو يحكى عن أهل اللغة . ونصره ابن برهان النحوي في شرح اللمع " واختاره الشيخ أبو حيان . واشتد نكيره على من خالفه , ونقله عن البصريين .

            ونقل الغزالي عن القاضي أنه ظاهر في الحصر , ويحتمل التأكيد ثم قال : وهو المختار , ووافقه إلكيا .
            والذي في التقريب " للقاضي : أنها محتملة لتأكيد الإثبات ومحتملة للحصر , وزعم أن العرب استعملتها لكل من الأمرين ,
            ثم قال : ولا يبعد أن يقال : إنها ظاهرة في الحصر .

            وأنكر ابن الحاج في تعليقه على المستصفى " والعبدري في شرحه " إفادتها الحصر وقالا : إنه غير معروف في اللغة : وإنما معناه الاقتصار على الشيء :dizzy: .

            قال ابن السيد : قال نحاة البصرة : معناها الاقتصار كقولك : إنما زيد شجاع , لمن ادعى له غير ذلك من الصفات ,
            والتحقير كقولك : إنما وهبت درهما , لمن يزعم أنه وهب أكثر من ذلك , وهذا راجع إلى الاقتصار . وقد يستعمل في رد النفي إلى حقيقته إذا وصف بما لا يليق به , كقوله تعالى : { إنما الله إله واحد } { إنما أنا بشر مثلكم } .

            وهو راجع للأول .
            قالا : فإن أراد القاضي بالحصر الاقتصار فقد أصاب , وإلا ففيه نظر .
            وتابعهما الشيخ أبو حيان في إنكار إفادتها الحصر , وقال : إنه معروف في اللغة وهو عجيب , فقد حكاه ابن السيد في الاقتضاب " عن الكوفيين . فقال : وذكر الكوفيون أنها تستعمل بمعنى النفي , واحتجوا بقول الفرزدق :


            . وإنما يدافع عن أحسابهم أنا أو مثلي
            ومعناه ما يدافع إلا أنا أو مثلي هذا كلامه .

            وفي الزاهر " للأزهري عن أهل اللغة أنها تقتضي إيجاب شيء ونفي غيره ,

            وقال صاحب البرهان " : قال أبو إسحاق الزجاج : والذي أختاره في قوله تعالى : { إنما حرم عليكم الميتة } أن تكون " ما " هي التي تمنع " إن " من العمل , ويكون المعنى : ما حرم عليكم إلا الميتة ; لأن " إنما " تأتي لإثبات ما بعدها ونفي ما عداه .

            وقال أبو علي في الشيرازيات " يقول ناس من النحويين { إنما حرم ربي الفواحش } المعنى : ما حرم إلا الفواحش , قال : وأجيب ما يدل على صحة القول في ذلك , وهو قول الفرزدق .


            . وإنما يدافع عن أحسابهم أنا أو مثلي


            وعزاه ابن السيد للكوفيين , ولم يعنوا بذلك أنهما بمنزلة المترادفين فإنه يمتنع إيقاع كل منها موضع الآخر على الإطلاق . انتهى .

            وممن ذكر أنهما للحصر الرماني عند تفسير قوله تعالى : { إنما يستجيب الذين يسمعون } فقال : إنما تفيد تخصيص المذكور بالصفة دون غيره بخلاف " إن " كقولك : إن الأنبياء في الجنة , فلا تمنع هذه الصيغة أن يكون غيرهم فيها كما منع إنما هم في الجنة . انتهى .

            وكذا قال الزمخشري عند قوله تعالى : { إنما الصدقات للفقراء } .

            وكذا ابن عطية في غير موضع .

            وقال ابن فارس : سمعت علي بن إبراهيم القطان يقول : سمعت ثعلبا يقول : سمعت سلمة يقول : سمعت الفراء يقول : إذا قلت : إنما قمت , فقد نفيت عن نفسك كل فعل إلا القيام , وإذا قلت : إنما قام أنا , فقد نفيت القيام عن كل أحد وأثبته لنفسك .
            قال الفراء : ولا يكون ابتداء إلا ردا على أمر , ولا يكون ابتداء كلام .
            قال ابن فارس : والذي قاله الفراء صحيح وحجته : { إنما الولاء لمن أعتق } .

            قلت : ينبغي أن يكون الرد لأمر محقق أو مقدر , وإلا لـَوَرَدَ عليه { إنما الأعمال بالنيات } ونحوه . [ ص: 240 ]

            من أحسن ما يستدل به أنها للحصر :
            - قوله تعالى : { إنما يتقبل الله من المتقين } ; لأنه لم يتقبل من أخيه , فلو كان يتقبل من غير المتقين لم يجز الرد على الأخ بذلك , ولو كان المانع من عدم القبول فوات معنى في المتقرب به لا في الفاعل لم يحسن ذلك , فكأنه قال : استوينا في الفعل وانحصر القبول في بعلة التقوى ,

            - وكذلك قوله تعالى : { وإن تولوا فإنما عليك البلاغ } فإنها لو لم تكن للحصر لكان بمنزلة قولك : فإن تولوا فعليك البلاغ , وهو عليه البلاغ تولوا أم لا , وإنما الذي رتب على توليهم نفي غير البلاغ ليكون تسلية له أن توليهم لا يضره ,

            وهكذا أمثال هذه الآية مما يقطع الناظر بفهم الحصر ,

            - كقوله تعالى :
            { أنما إلهكم إله واحد }
            { إنما الله إله واحد }
            { إنما أنت منذر }
            { إنما أنت نذير }
            { إنما تعبدون من دون الله أوثانا }
            { إنما مثل الحياة الدنيا }
            { إنما يأمركم بالسوء والفحشاء }
            { إنما البيع مثل الربا }
            { إنما الحياة الدنيا لعب ولهو }
            { إنما أموالكم وأولادكم فتنة }
            { إنما السبيل على الذين يستأذنونك وهم أغنياء }
            { إنما يستأذنك الذين لا يؤمنون بالله }
            { إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه }
            { إنما الآيات عند الله }

            وقوله تعالى .
            { إنما العلم عند الله وإنما أنا نذير مبين }
            { قل إنما يأتيكم به الله إن شاء }
            { قل إنما علمها عند ربي }
            فإنه إنما يحصل بها مطابقة الجواب إذا كانت " إنما " للحصر , ليكون معناها لا آتيكم إنما يأتي به الله , ولا أعلمها إنما يعلمها الله ,
            وقوله : { ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل إنما السبيل على الذين يظلمون الناس } قال ابن فارس : وزعم بعضهم مجيئها للتحقير تقول : إنما أنا بشر محقرا لنفسك , ورده بقوله تعالى : { إنما الله إله واحد } وحكى ابن بابشاذ عن بعض النحاة أنها تجيء للتعليل , واحتج بقول سيبويه : إنما سرت حتى أدخلها أنك إذا بيت السير وقيل : تجيء للتأكيد نحو إنما الرجل زيد . قال ابن دقيق العيد : والأقرب أنها فيه للحصر المجازي , أو بجعل المجاز في الألف واللام التي في الرجل بأن يستعمل للكمال ويحصر الكمال فيه .


            الثاني :
            من المواضع في سبب إفادتها الحصر ويعرف من أنها مفردة أو مركبة ,

            وفيه طرق :

            أحدها : أنها لفظة مفردة وضعت للحصر ابتداء من غير اعتبار تركيب ومن غير وضعها لمعنى , ثم نقلها لمعنى الحصر , ودليله أنها للحصر , والأصل عدم التركيب والنقل , وكونها على صورة " إن " مع " ما " لا يستدعي التركيب منهما بل المجموع حرف واحد , كما أن الجزء الأول من لفظ إنسان على صورة حرف الشرط وليس مركبا منه .

            الثانية : للإمام فخر الدين الرازي أن " إن " للإثبات و " ما " للنفي فإذا جمعا فقيل : إنما زيد قائم , فالأصل بقاء معناه بعد التركيب على ما كان عليه , وليس النفي والإثبات متوجهين إلى المذكور , ولا إلى غير المذكور للتناقض , بل أحدهما للمذكور والآخر لغير المذكور , وليس " إن " لإثبات ما عدا المذكور و " ما " لنفي المذكور وفاقا , فتعين عكسه , وهو معنى القصر .
            ورُدَّ : بأن حكم الإفراد غير حكم التركيب , ولا نسلم كونهما كلمتين بل كلمة واحدة والأصل عدم التركيب والنقل , وأيضا حكم غيره لم يذكر فكيف ينفى حكمه ؟ هذا على تقدير تسليم المقدمتين , وهما أن " إن " للإثبات و " ما " للنفي , لكنهما ممنوعتان باتفاق النحاة أما " إن " فليست للإثبات , ولا "ما" للنفي بدليل استعمالها مع كل منهما . تقول : إن زيدا قائم , وإن زيدا لا يقوم , فلو كانت لأحدهما دون الآخر لم تستعمل معهما , وأما " ما " فليست للنفي وإنما هي كافة .

            وأجيب عن ذلك : بأن الكفر حكم لفظي لا ينافي أن يقارنه حكم معنوي .

            واستدل السكاكي على أنها ليست بنافية بأن النافية لها صدر الكلام , وهذه ليست كذلك , وبأنه يلزم اجتماع حرفي النفي والإثبات بلا فاصل , وبأنه لو كانت النافية لجاز نصب قائم في : إنما زيد قائم ; لأن الحرف وإن زيد يعمل , ولكان معنى إنما زيد قائم تحقق عدم قيام زيد ; لأن ما يلي النفي منفي , والتوالي الأربعة باطلة .

            وانتصر القاضي عضد الدين للإمام , وقال : مراده أن كلمة " إنما " هكذا للحصر كسائر الكلمات المركبة الموضوعة لمعنى , لا أن لفظة " إن " ولفظة " ما " ركبتا وبقيتا على أصلهما حتى لا يرد عليه الاعتراضات , وما ذكره الإمام بيان وجه المناسبة لئلا يلزم النقل الذي هو خلاف الأصل , لكن يرد عليه في بيان وجه المناسبة أن قولك : " ما " لنفي غير المذكور كنفي غير قيام زيد في قولك : إنما زيد قائم غير متعين ، فلم لا يجوز أن تكون لنفي قيام غير زيد ؟ .

            وقال الشيخ أبو حيان : كون " ما " هنا للنفي قول من لم يشتم رائحة النحو .

            قلت : قد حكاه في المحصول " عن الفارسي في الشيرازيات " أنه حكاه عن النحويين , قال : وقولهم حجة .
            لكن قال الشيخ جمال الدين في المغني : " لم يقل ذلك الفارسي في الشيرازيات " ولا قاله نحوي غيره , وإنما الذي في الشيرازيات " أن العرب عاملوا " إنما " معاملة النفي , وإلا في فصل الضمير .

            قلت : سبق من كلامه ما يدل على أنه أراد إشرابها معنى النفي أيضا .

            وقال ابن برهان من أئمة النحويين في "شرح اللمع " ، ما نصه : تأول قوم " إنما " على معنى "ما" و "إلا" , واستدلوا بقول الفرزدق :


            وإنما يدافع عن أحسابهم أنا أو مثلي
            وهذا قول ذكره أبو علي عن بعض البغداديين في قوله تعالى : { إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها } أي ما حرم إلا الفواحش , وهذا قول لا نتبين صحته عندنا , وقد قال تعالى : { إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله } . انتهى .

            وسيأتي جوابه أنه لم يخرج عن الحصر لكنه مجازي .

            الثالثة : " إن " للتأكيد و " ما " حرف زائد للتأكيد , ولا فائدة لهما مجتمعين إلا الحصر ; لأنه تأكيد ثان , وهذا حكاه السكاكي عن علي بن عيسى واستلطفه .
            وحكاه ابن بابشاذ في شرح الجمل " عن المحققين من أصحابه , وليس بشيء ; لأن النفي عن غيره ليس تأكيدا لثبوته لاختلاف المعنيين .
            ويرده اجتماع " إن " و " ما " النافيتين ولا يفيد إلا النفي ,
            وكذلك يجتمع المؤكدان ولا يفيد إلا التأكيد وأولى ; لأن النفي قد ينفى وأيضا فإنك تقول : قام القوم كلهم أجمعون وليس بحصر ونقول : والله إن زيدا ليقومن فقد حصل التأكيد أربع مرات , ولم يقل أحد باقتضائه الحصر .

            قال القاضي العضد : وهو الذي قاله الربعي من باب إيهام العكس , فإنه لما رأى أن القصر تأكيد على تأكيد ظن أن كل ما كان تأكيدا على تأكيد كان حصرا , وأيضا يلزم تخصيص كونه للحصر بما وقع في جواب الرد لكنه للحصر في جميع المواضع .

            الرابعة : للإمام في المعالم " واعتمده ابن دقيق العيد : أن أهل اللسان فهموا ذلك ، فإن ابن عباس فهم الحصر من قوله عليه السلام : { إنما الربا في النسيئة } وخالفه الصحابة بدليل يقتضي تحريم ربا الفضل ولم يخالف في فهمه الحصر , فكان إجماعا . انتهى , وهو حسن إلا أن فيه نظرا من وجهين :
            - أحدهما : أنه قد ثبت في الصحيح عن ابن عباس رواية : { لا ربا إلا في النسيئة } فلعله فهم الحصر من هذه الصيغة لا من إنما ولو أنه ذكر [ ص: 245 ] أن الصحابة فهمته من قوله { إنما الماء من الماء } لكان أقرب .

            - ثانيهما : أن المخالف لا يلزمه أن يذكر جميع أوجه الاعتراض بل قد يكتفي بأحدها إذا كان قويا ظاهرا , وحينئذ فلا يلزم من استنادهم إلى الدليل السمعي واقتصارهم عليه تسليم كونها للحصر .


            الخامسة : اختيار السكاكي وهو أقربها : أنا وجدنا العرب عاملتها في الكلام معاملة " إلا " المسبوقة بالنفي , وهي مفيدة للحصر بالاتفاق ,
            فإنهم يقولون : قمت ولم يقم زيد , ولا يقولون : قام أنا , ولم يقم زيد , فإذا أدخلوها قالوا : إنما قام أنا ولم يقم زيد , كما يقولون : ما قام إلا أنا , فأجروا الضمير مع إنما مجرى المضمر مع " إلا " وتلك تفيد الحصر كقوله : ما قطر الفارس إلا أنا .


            الثالث :
            القائلون بالحصر
            قال محققوهم : هي حاصرة أبدا لكن يختلف حصرها فقد يكون حقيقيا , كقوله تعالى : { إنما الله إله واحد } وقد يكون مجازيا على المبالغة , نحو إنما الشجاع عنترة , وحمل عليه ابن عطية قوله : { إنما يفتري الكذب } وقوله : { إنما أنا بشر مثلكم } محمول على معنى التواضع والإخبات أي : ما أنا إلا عبد متواضع .

            ومنهم من يقول : تارة يكون مطلقا , نحو { إنما الله إله واحد } .
            وتارة يكون مخصوصا بقرينة , نحو { إنما أنت [ ص: 246 ] منذر } فإنه لا ينحصر في النذارة { إنما الحياة الدنيا لعب ولهو } وليست منحصرة في ذلك ; لأنها مزرعة للآخرة وإنما الحصر بالنسبة , فقوله : { إنما أنت منذر } بالنسبة إلى خطاب الكفار لنفي كونه قادرا على إنزال ما اقترحوه من الآيات كقوله : { ما على الرسول إلا البلاغ } وقوله : { إنما الحياة الدنيا لعب } أي : بالنسبة لمن آثرها ولم يعمل فيها للآخرة .

            وقال ابن دقيق العيد في شرح الإلمام " : كلمة " إنما " للحصر , والحصر فيها على وجهين :
            أحدهما : أن لا يكون فيما دخلت عليه تخصيص ولا تقييد { إنما الله إله واحد } { إنما إلهكم الله } { إنما وليكم الله ورسوله } (*414) .

            والثاني : أن يقع فيما دخلت عليه إما في جانب الإثبات بأن يكون هو المقصود أو في جانب النفي بأن يكون هو المقصود , والقرائن ترشد إلى المراد , وهو في العمد الكبرى في فهمه , نحو { إنما الحياة الدنيا لعب ولهو } { إنما أنا بشر مثلكم } { إنما أنت منذر } فإن جميع هذه الأوصاف التي دخلت عليها " إنما " ليست للعموم بل تختص كونها لعبا ولهوا بمن لا يريد بعمله فيها الآخرة والتزود بها , والرسول صلى الله عليه وسلم لا ينحصر في البشرية والنذارة بل له أوصاف أخرى جليلة زائدة على البشرية والنذارة , لكن فهم منه أنه ليس على صفة تقتضي العلم بالغيب , أو أنها في قوله صلى الله عليه وسلم : { إنما أنا بشر مثلكم تختصمون إلي } , وفي { إنما أنا بشر مثلكم } في الآية الكريمة يفهم من أنه ليس قادرا على خلق الإيمان قهرا لسبق قوله تعالى : { وقالوا قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه وفي آذاننا وقر ومن بيننا وبينك حجاب فاعمل إننا عاملون قل إنما أنا بشر مثلكم } أي : والله أعلم لا أقدر على إجباركم على الإيمان . وكذلك أمر النذارة لا ينحصر فيها { إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا } إذا عرفت هذا فإن دلت القرائن والسياق على التخصيص فاحمله على العموم فيما دخلت عليه " إنما " على هذا حمل ابن عباس ( إنما الربا ) على العموم حتى نفى ربا الفضل , وقيل : إنه رجع عنه , وحمل غيره { إنما الماء من الماء } على ذلك ولم يوجب الغسل بالتقاء الختانين , ومن خالف في الأمرين فبدليل خارجي .

            الرابع :
            زعم النحويون أن الأخير هو المحصور , فإذا قلت : إنما زيد قائم , فالقائم هو المحصور ,
            وإذا قلت : إنما المال لك , فالمحصور أنت أي : لا غيرك ,
            وإذا قلت : إنما لك المال , فالمحصور المال أي : لا غيره ,
            وعلى هذا قوله صلى الله عليه وسلم : { إنما الأعمال بالنيات } لا يحسن الاحتجاج به على مشروعية النية في كل عمل ; إذ المحصور النية لا العمل , ولكن إجماع الأئمة على خلافه . وأجمع النحاة على أنه متى أريد الحصر في واحد من الفاعل والمفعول مع " إنما " يجب تأخيره وتقديم الآخر , فتقول : إنما ضرب عمرو هندا إذا أردت الحصر في المفعول , وإنما ضرب هندا عمرو إذا أردت الحصر في الفاعل .

            واختلفوا فيه إذا كان مع " ما " و " إلا " على ثلاثة مذاهب :
            - فذهب قوم منهم الجزولي والشلوبين إلى أنه كذلك في " إنما " إن أريد الحصر فيه وجب تأخيره كـ " إلا " وتقديم غير المحصور .

            - وذهب الكسائي إلى أنه يجوز فيه من التقديم والتأخير ما جاز في كل واحد منهما إذا لم يكن معه " ما " وإلا .

            - وذهب البصريون والفراء وابن الأنباري إلى أنه إن كان الفاعل هو المقرون بـ " إلا " وجب تقديم المفعول , وإن كان المفعول هو المقرون بـ " إلا " لم يجب تقديم الفاعل على المفعول , بل يجوز تقديم الفاعل على المفعول وتأخيره . وحكاه عنه الشيخ بهاء الدين بن النحاس في التعليقة " . ) انتهى


            ــــــــــــــــــــــ

            اقتباس:

            ----------------------------------------------
            نحن نهتم بصحة القول لا مجرد مكانة قائله ، ومن تتبع الذكر الحكيم جزم بخطئه !
            ----------------------------------------------




            ما أكذبك !

            إذن أين ذهب قولك في الإمام الرازي الذي لا يشق له غبار في اللغة العربية ....!



            اقتباس:

            ----------------------------------------------
            بعد أن ترد على السؤال الذي نزل في ثلاث مشاركات إلى الآن سننظر في أمرك .
            ----------------------------------------------




            ما أشد حماقتك ، وكأنك صاحب الموضوع ، فلا تفرق بين أن يكون الموضوع موضوعي فتأتي بهرطقة إغريقية تتحدى بها شيعة آل بيت محمد - تزعم - أو يكون الموضوع موضوعك ، فترد بهذا !

            وما هو إلا بسبب ما أصبتَ به من عوار في التفكير !


            اقتباس:

            ---------------------------------------------
            أقول : وقد رأيت هذا الترجيح لابن الوزير في العواصم والقواصم ويدي لا تطاله الآن .
            ---------------------------------------------




            أنظروا للمتحدي ! فبعد هريره وطنينه الأقرع بخصوص الجزم بمنع الحصر بـ "إنما" ، انتقل الآن إلى مجرد الأرجحية !!!

            اسعفوه يا قوم بابن الوزير ....

            ـــــــــــــــــــــــــــــ

            عزيزي مثل نوره ؛ حنانيك



            سأعود ..

            ــــــــــــــ
            ..

            تعليق


            • #21
              تكملة :


              النسر 20-12-2006 - 11:38 AM
              ----------------------------------------------

              بسم الله الرحمن الرحيم

              السيد مثل نوره :

              ماذا تعني لك عبارة " وتعين إنما للحصر فدونه خرط القتاد "؟!!!

              وأما الثانية فهي لك ، فأنت لم تقل بالحرف شذ فلان بل قلت " لم نرى من أنكر الحصر سوى الآمدي على ما يُنقل عنه " وإن كانت بمعناها لكن الحق معك لتغير اللفظ !

              أما الثالثة فهي الفاقرة ، فما زلت أيضا غير قادر على تحديد أين الحصر ؟

              حبيبي :

              خذ هذه الجملة واعرضها في حديقة الحيوانات وخذ أقرب " animal" سيجيبك :

              ما نصحتك إلا لتنجح يا أحمد !

              فالقول بأن المحصور يا أحمد يُشْعِرني بالغثيان ..

              .....................................

              السيد شآبيب الروح :

              قد وضّحت لك أين الحصر ، فالواضح الجلي : مكان المحصور لا استحكام الحصر !!

              ..................................

              السيد مرآة التواريخ :

              كل ما أوردته لا يعنيك ، فالنسخ واللصق مهنة ميسورة .

              أريد منك جوابا عن السؤال :

              كيف نفرق بين الإرادة التكوينية و التشريعية ؟




              ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
              العضو المحترم النسر

              يبدو أن الآلام التي تقاسيها من الاخوة وفقهم الله أصابتك بحالة من فقدان توزان جعلتك ما تدري ما تقول ، فتجاوزت معها كل حدود اللياقة الحوارية !
              كان ينبغي عليك الصبر على معاناتك ، خصوصاً وأنك دخلت متحدياً الاخوة حفظهم الله .

              فلا تظن أن بأساليبك المخجلة تصنع نصراً ، ولكن ثق أن المؤمن يزداد معها يقيناً ، وأنّ من كان يثق بك يعيش حسرة .

              ونحن أبقينا على مداخلتك كاملة دونما تحرير لفظ منها لتكون الشاهد على قولنا .

              فكن بقدر دعاواك وانتشل عقلك من بقايا ما أشرتَ إليه في مداخلتك وابعث الأمل في نفسك من جديد .

              وهذا تنبيه لك .


              إسلامي2


              ــــــــــــــــــــــــــ
              ..

              تعليق


              • #22
                تكملة :


                شآبيبُ الروح 20-12-2006 - 04:23 Pm
                --------------------------------------------------

                الأستاذ النسر :

                يعيبك أنك لا تعرف كيف تنسق أدلتك وتختار منها ، بل ترميها هكذا دفعة واحدة على عجل ، ولذلك صار مفهوماً أن نرى رداً لك يناقضه سابقه ، وهكذا ..!!

                تقول :


                اقتباس:

                --------------------------------------------------
                قد وضّحت لك أين الحصر ، فالواضح الجلي : مكان المحصور لا استحكام الحصر !!
                --------------------------------------------------


                فأنت إذاً تقول بوجود الحصر ، ولكن أسألك من الذي كتب هذا ، اهو أنت أم شخص يكتب من معرفك في غفلة منك ..؟! :


                اقتباس:

                --------------------------------------------------
                وأما تعين " إنما للحصر " فدونه خرط القتاد ، فَتَتَبّعْ مواقعها في القرءان الكريم ؟!

                قال تعالى " إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ "

                قال الآمدي وأبو حيان كما نقل عنهما بعض أهل العلم : " إنما " لا تفيد الحصر وإنما تفيد تأكيد الإثبات فقط لأنها مركبة من " إنّ " المؤكدة و " ما " الزائدة الكافة ولا تعرض لها للنفي المشتمل عليه الحصر بدليل حديث إنما الربا في النسيئة فإن الربا في غير النسيئة كربا الفضل ثابت بالإجماع وقوله تعالى " إنماحرم ربي الفواحش " إذ ليس " إنما " فيه للحصر والحصر في " إنما إلهكم الله " من أمر خارج وذلك أنه سيق للرد على المخاطبين في اعتقادهم إلهية غير الله .

                وقد وهم الفخر الرازي عندما عدّ " ما " نافية وبالتالي قل بالحصر ، لأن ما النافية وإنّ المؤكدة مما حقه الصدارة وهما قسيمان فلا يجمع بينهما، والصحيح أنّ " ما " كافة كما قال أئمة النحو .
                --------------------------------------------------


                بل أنك قد أكدت على عدم اقتناعك بكون ( إنما ) للحصر ، بقولك معقباً :


                اقتباس:

                --------------------------------------------------
                وعلى التسليم بأنها - الآية - في الحصر فأين الحصر ؟

                المحصور " ما أريد إلا إذهاب الرجس عنكم وتطهيركم " يعني : لا أريد غيرذلك !

                واللأرجح هنا - على التسليم بالحصر- بأنه إضافي وليس حقيقيا .
                --------------------------------------------------


                من أصعب المحاورات ، عندما تحاور شخصاً لا يعرف ما يريد ، وينسى ما قاله قبل أسطر ، فليست له منهجية واضحة بل طريقته رمي كل ما وصلته يداه ثم متابعة السير ..!!

                النسر 20-12-2006 - 07:57 Pm

                --------------------------------------------------

                بسم الله الرحمن الرحيم

                السيد المحرر :

                أعتقد أنني قرأت قوانين الشبكة قبل إدخالي لهذه المشاركة !!!

                وقلبي حسير لأنك فهمت عباراتي على غير وجهها ، فمجرد ذكر الحيوان ليس إهانة للإنسان وإنما لمجرد ضرب الأمثال للتقريب !

                وقد قال تعالى " لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآَنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ"

                وأنا هنا لا لأبحث عن النصر ، ولكن لأهدي لكم النصر .

                ..........................................

                السيد شآبيب الروح :

                نحن عندما نتحدث عن وجود معنى في جملة فإننا نراعي بقية الأقوال ، وما نحن نعتقده نبينه في موطنه ..

                والحقيقة أنّ الخطأ منك في الفهم ، لا مني في الإبانة ..

                على العموم السؤال مطروح لمرآة التواريخ ولك أيضا ، هل أجد لديك إجابة بعد أن نكل صاحبك عنها ؟!

                شآبيبُ الروح 21-12-2006 - 04:45 Pm

                --------------------------------------------------

                حسناً أستاذي النسر ، وكيف أميز بين ما تعتقده وبين ما تراعيه من أقوال ، إذا كنت تقول في أحدها : أنه واضح جلي ، وفي الآخر تقول : أن دونه خرط القتاد !!

                أما كيف نفرق بين الإرادتين التشريعية والتكوينية ، فبمعرفتنا حد كل منهما في الإصطلاح نميز كل واحدة منهما من خلال السياق ، فإذا دل السياق على إرادة تتعلق بفعل العبد متعلقة به فهي تشريعية ، وأما إذا كانت متعلقة بفعل الله عز وجل ولا تتخلف فهي تكوينية.

                ثم ماذا ..؟؟

                شآبيبُ الروح 21-12-2006 - 04:48 Pm

                --------------------------------------------------

                على فكرة ، أنا أيضاً سألتك سؤالاً لم أجد جوابه :

                من هم علماء الشيعة اللذين قالوا بأن الإرادة في آية التطهير إرادة تشريعية ..؟!

                النسر 21-12-2006 - 06:20 Pm

                --------------------------------------------------

                بسم الله الرحمن الرحيم

                السيد شآبيب الروح :

                أنت لم تقل شيئا ؟!!

                كل ما قلته ليس سوى تعريف للإرادة التشريعية والإرادة التكوينية !!

                وأنا أريد نمذجة تطبيقية تتمايز فيها الإرادتان ؟

                يعني أنت تقول : كل إرادة تتعلق بأفعال المكلفين إرادة تشريعية ، وكل إرادة تتعلق بفعل الخالق هي إرادة تكوينية ؟

                نأتي هنا للتطبيق ..

                هل هذه الآية تتعلق بمراد الله التكويني أم التشريعي :

                قال تعالى " يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ "؟

                شآبيبُ الروح 22-12-2006 - 12:38 Pm

                --------------------------------------------------

                الأستاذ النسر

                هي إرادة تشريعية كما هو مشهور بين السنة والشيعة ، بدليل عدم حصول الإبانة للجميع ، وعدم حصول الهداية للسنن للجميع ، وعدم توبته سبحانه على الجميع.

                ثم ماذا..؟!

                ــــــــــــ
                ..

                تعليق


                • #23
                  تكملة :



                  مرآة التواريخ 23-12-2006 - 04:24 AM

                  --------------------------------------------------

                  بسم الله الرحمن الرحيم

                  رب اشرح لي صدري

                  حينما دخل علينا مذهولاً عن صاحب الموضوع بقوله المُضحك

                  اقتباس:

                  --------------------------------------------------
                  ما رأيك في من يقول : أن الآية

                  ليست نصا في المدح نهيا عن أن تكون نصا في العصمة ؟!
                  --------------------------------------------------



                  سألناه سؤالاً كمقدمة ، بقولنا :
                  هل تسلم لنا أن الآية نازلة بالخمسة أصحاب الكساء ؟

                  فمنع هذا التسليم ، بل يزعم أنها نازلة في نساء النبي صلى الله عليه وآله .
                  وهذا جوابه :

                  اقتباس:

                  --------------------------------------------------
                  وجواب سؤالك : لا أسلم لك بأن الآية نزلت في رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعلي وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم على الخصوص ، وإنما نزلت في نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقد تشمل غيرهن إمكانا تبعا للخلاف في مفهوم أهل البيت .
                  --------------------------------------------------




                  فكان الواجب علينا أن نكشف للقراء أحد امرين :
                  1-إمـّـا جهله
                  2-أو كذبه وافتراءه

                  فسردنا له الكثير من الروايات التي تنص على اختصاص آية التطهير بالخمسة أصحاب الكساء دون غيرهم.

                  وأتبعناها بأقوال لعلماء من أهل السنة والجماعة - بل بينهم مُجسّمة - فهموا من تلكم الروايات اختصاص آية التطهير بالخمسة .

                  فبان بهذا أحد الأمرين ، يختار أيسرهما عليه .


                  ومن العجيب أن يستند الى السياق للتدليل على نزولها في نساء النبي في الوقت الذي يجوّز دخول غيرهن في الخطاب !!
                  لاحظ قوله :
                  [..وإنما نزلت في نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقد تشمل غيرهن إمكانا تبعا للخلاف في مفهوم أهل البيت .]

                  بل تجاوز هذا ليقول مخذولاً :

                  اقتباس:

                  --------------------------------------------------
                  أما تجويزي أن يكون لغيرهن نصيب من الخطاب فذلك بسبب الخلاف في المراد بالأهل ، لأنه لا قاطع في هذا ، والدلالة على تخصيص النساء بالخطاب غير يقينية :yinyang: ، وإنما مستظهرة الرجحان بوحدة السياق وأقوال بعض السلف في تأويل هذه الآية .
                  --------------------------------------------------



                  !!

                  ثم دخل في معنى (الأهل) ...إلخ .

                  فكان أن قطعنا عليه حبال تسلقه ، بما ذكرناه في مداخلة رقم #26

                  فتداخل محزوناً بقوله المكرر المخجل [لا جديد عندك يا مرآة التواريخ ] !!

                  فجاءت بعده مداخلتنا رقم #32

                  وفيها النقل عن كتاب مشكل الآثار للطحاوي ينص فيه بما لا مجال للتشكيك أن الآية مختصة بالخمسة أصحاب الكساء .
                  وفيها من الروايات الصريحة ، ما لو قرأها طفل لم يتجاوز الصف الرابع الابتدائي لخجل من نكران اختصاص الآية بالخمسة صلوات الله وسلامه عليهم ، ولكن ماذا نعمل بمن تشربت عروقهم ببغضهم !!

                  ثم تعلله بتأخر دعاء النبي صلى الله عليه وآله عن النزول مما يدل – يزعم – أنهم ليسوا سبباً لنزولها .!!!

                  بودي لو أعلِّق ... ولكن ....!!

                  بعدها أتينا له بثلاث شهادات لأئمة ثلاثة من بينهم اثنين ممن نزلت فيهم الآية ينصون على نزول الآية فيهم

                  هم الإمام الحسن والحسين والسجاد صلوات الله وسلامه عليهم

                  هنا #33
                  الإمام الحسن :
                  [ثم قام على المنبر يخطب فقال يا أهل العراق اتقوا الله فينا فإنا أمراؤكم وضيفانكم ونحن أهل البيت الذي قال الله عز وجل {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا } ،]

                  الإمام الحسين :
                  [فحمد الله ، وأثنى عليه ، ثم قال : أما بعد ؛ أيها الناس فإنكم إن تتقوا وتعرفواالحق لأهله يكن أرضى لله ، ونحن أهل البيت أولى بولاية هذا الأمر عليكم من هؤلاء المدعين ما ليس لهم]

                  الإمام السجاد :
                  [قال علي بن الحسين لرجل من أهل الشام : أما قرأت في الأحزاب {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا} ؟ .
                  قال : ولأنتم هم ؟!! .
                  قال : نعم . ]


                  ثم جاء في مداخلة رقم #34

                  يقول فيها : [عندما أطلب منك سبب نزول الآية فعليك أن تأتي بنص مثل هذا: نزلت هذه الآية في أهل الكساء فلان وفلان !]

                  أقول : قاتل الله النصب كم هو يُعمي ويصمّ !!

                  وكأنه لم يقرأ ما يُكتب !

                  (1)
                  مشكل الآثار للطحاوي
                  771 - حَدَّثَنَا فَهْدٌ ثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ثنا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْبَجَلِيِّ عَنْ حَكِيمِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ : نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ فِي رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَعَلِيٍّ وَفَاطِمَةَ وَحَسَنٍ وَحُسَيْنٍ عليهم السلام ‏{‏إنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَالْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا‏}‏‏.‏ انتهى

                  نعيد كلام أم سلمة :

                  اقتباس:

                  --------------------------------------------------
                  عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ : نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ فِي رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَعَلِيٍّ وَفَاطِمَةَ وَحَسَنٍ وَحُسَيْنٍ عليهم السلام ‏{‏إنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَالْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا‏}‏‏.‏
                  --------------------------------------------------


                  ونضيف هذا المصدر
                  المعجم الكبير للطبراني 23 / 327
                  750 حدثنا الحسين بن إسحاق ثنا عثمان ثنا جرير عن الأعمش عن جعفر بن عبد الرحمن عن حكيم بن سعد عن أم سلمة قالت : [نزلت] هذه الآية {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا } في رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلي وفاطمة والحسن والحسين . انتهى

                  أقول : ورجال هذا الحديث كلهم ثقات . (راجع تقريب التهذيب لابن حجر)
                  وجعفر بن عبدالرحمن البجلي وثقه ابن حبان في ثقاته 6/134 ، وقال الهيثمي لسند فيه (ورجاله ثقات) .

                  (2)
                  - روي من طرق عديدة عَنْ عَطِيَّة , عَنْ أَبِي سَعِيد الْخُدْرِيّ , قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَة فِي خَمْسَة : فِيَّ , وَفِي عَلِيّ , وَحَسَن , وَحُسَيْن رَضِيَ اللَّه عَنْهُ , وَفَاطِمَة رَضِيَ اللَّه عَنْهَا " { إِنَّمَا يُرِيد اللَّه لِيُذْهِب عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْت وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا } . انتهى
                  (راجع تفسير الطبري وابن كثير والسيوطي ، وشواهد التنزيل للحاكم الحسكاني وغيرها من المصادر) .

                  أقول :
                  فيه عطية بن سعد العوفي مختلف فيه ، ومثله يكون حديثه حسن على انفراده ، فكيف إذا جاء الحديث من طرق عديدة !
                  ثم ان عطية صحح له الترمذي في سننه (فراجع)
                  وقال ابن حجر في التقريب : صدوق يخطئ كثيراً ، وكان شيعياً مدلساً . (ص680 / رقم 4649)
                  وقال ابن معين : صالح .
                  وقال ابن سعد : ثقة إن شاء الله ، وله أحاديث صالحة ، وبعض الناس لا يحتج به .
                  (تهذيب ابن حجر 4/144)


                  أقول :
                  هل بقي مكان لقول المذكور :


                  اقتباس:

                  --------------------------------------------------

                  المشاركة الأصلية كتبت بواسطة النسر

                  عندما أطلب منك سبب نزول الآية فعليك أن تأتي بنص مثل هذا: نزلت هذه الآية في أهل الكساء فلان وفلان !
                  --------------------------------------------------


                  ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
                  ــــــــــــــــ
                  ثم انتقل إلى تهوّر جديد !! مفاده منع إفادة الحصر بـ "إنما" ، بل قال خذل الله مسعاه [وأما تعين " إنما للحصر " فدونه خرط القتاد ، فَتَتَبّعْ مواقعها في القرءان الكريم ؟!]

                  خذلك الله من مُجسم كاذب مفتر جاهل !!

                  فما كان علينا إلا أن ننشره فرجة للمتفرجين ، وضحكة للضاحكين .

                  فكان قول شيخ إسلامه ابن تيمية الهدير الذي فلق كبده
                  قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى : [لفظة ‏[‏إنما‏]‏ للحصر عند جماهير العلماء ، وهذا مما يُعرف بالاضطرار من لغة العرب ،..]

                  إضغط على مداخلتنا رقم #51

                  فجاء يقول لي باكياً

                  اقتباس:

                  --------------------------------------------------
                  السيد مرآة التواريخ :

                  بعد أن ترد على السؤال الذي نزل في ثلاث مشاركات إلى الآن سننظر في أمرك .
                  --------------------------------------------------


                  فأعقبناه هنا #56
                  بخصوص الحصر بـ "إنما" .


                  ثم أعاد وكرر بقوله

                  اقتباس:

                  --------------------------------------------------
                  السيد مرآة التواريخ :

                  كل ما أوردته لا يعنيك ، فالنسخ واللصق مهنة ميسورة .

                  أريد منك جوابا عن السؤال :

                  كيف نفرق بين الإرادة التكوينية و التشريعية ؟

                  --------------------------------------------------


                  وأعاد وكرر

                  اقتباس:

                  --------------------------------------------------
                  على العموم السؤال مطروح لمرآة التواريخ ولك أيضا ، هل أجد لديك إجابة بعد أن نكل صاحبك عنها ؟!

                  --------------------------------------------------




                  على أنه لو كان يقرأ ، أو يفهم ما يقرأ ، لوجد جوابه بين مداخلاتنا السابقة ، ولكن أنّى له ذلك !

                  #26
                  قلتُ هناك :

                  اقتباس:

                  --------------------------------------------------

                  المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مرآة التواريخ

                  ثالثاً : أراكَ غفلتَ القرائن الأخرى نذكر أهمها :
                  1- حصر الإرادة الإلهية بـ "إنما" فيما يعود إلى إذهاب الرجس والتطهير عن أهل البيت ، فالإرادة هنا لا تخلو أن تكون إرادة تشريعية أو تكوينية ، فالأولى مدفوعة بأنه لا وجه لحصرها على أهل البيت (أيّاً كانوا !!) إذ أن التكليف يشمل جميع البشر ، الأنبياء والأوصياء وعامة الناس من رجال ونساء ، فلم يبق إلا الثانية وهي الإرادة التكوينية .
                  فإذا كان كذلك – مع الأخذ بالاعتبار معنى الرجس الذي أذهبه الله عنهم وطهَّرهم عنه تطهيراً - فلا مناص من القول بعصمة من عناهم الله بهذه الإرادة التي يستحيل أن تتخلف ، قال تعالى {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ } يس82 . ولا أظنك ستتحامق فتزعم بأن نساء النبي صلى الله عليه وآله معنيين بهكذا إرادة ! لأنك ستجعلني أجلب لك ما أجلب ، ولعمري لقد جرّبتَ مقاريضي أكثر من مرة ، ما جعلتك تنوح نوح الحمائم ..!

                  فمعه لا يبقى وجه لتحديك الفاشل : [أننا لا نقول بمدحية الآية بل نقول أنها كسائر التكليفيات ، والتكليف يشمل الإناث ..] .

                  --------------------------------------------------



                  سيأتيني مكرراً :
                  اين جواب السؤال

                  لحظة :shhh: دعونا نستمع


                  ..

                  مرآة التواريخ 23-12-2006 - 04:36 AM

                  --------------------------------------------------

                  الخلاصة حتى الآن :
                  1-لم يستطع دفع نزول الاية بالخمسة اصحاب الكساء خاصة .
                  2-أراد أن يدلل على نزول الآية بنساء النبي بالسياق ، لكن المسكين هدم مستنده بنفسه ، وذلك بتجويزه دخول غيرهن معهن في الخطاب .
                  3-ما ذكره فيما يعود الى معنى (الأهل) كان مستنده السياق - إن تم - والسياق كما رأيت مهدوم على رأسه .
                  4-منعه الحصر بـ "إنما" ، وكما ترون في نقولاتنا دحضنا هذا التهور منه .
                  5-الآن عاد للخلف (التفريق بين الارادة التكوينية والتشريعية) والحال أن هذا الأمر يُعرف باقل تأمّل .


                  ما أحلا التحديات التي ستفتح قلاع خيبر ( بلا "فرجع يُجبِّنُ أصحابه وَ يُجَبِّنونه" !!) :aaflw:

                  ..

                  ــــــــــــــ
                  ..

                  تعليق


                  • #24
                    تكملة :


                    مرآة التواريخ 23-12-2006 - 04:50 Am
                    --------------------------------------------------

                    شهادة جديدة قيّمة من عالم سني



                    قال نور الدين السمهودي (ت 911 هـ ) في كتابه القيم (جواهر العقدين) – ص 201 – 206 طبع دار الكتب العلمية ، ط1 ، 1415هـ/1995م ، تحقيق مصطفى عبدالقادر عطا .
                    في آخر الفصل الأول من القسم الثاني بعنوان (ذكر تفضيلهم بما أنزل الله عز زجل من تطهيرهم وإذهاب الرجس عنهم وتحريم الصدقة عليهم وعظيم شرف أصلهم واصطفائهم وأنهم خير الخلق)
                    قال - بعد أن نقل روايات نزولها في الخمسة - ما نصه :
                    (قلت : إنما بدأت هذا القسم بهذه الآية - (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً) لأني تأملتها مع ما ورد من الأخبار المتقدمة في شأنها ، وما صنعه النبي صلّى الله عليه (وآله ) وسلّم بعد نزولها ، فظهر لي أنها منبع فضائل أهل البيت النبوي لاشتمالها على أمور عظيمة لم أرَ من تعرَّضَ لها :
                    أحدها : اعتناء الباري عز وجل بهم ، وإشادته لعليِّ قدرهم حيث أنزلها في حقهم .

                    ثانيها : تصديره عز وجل لذلك بقوله (إنما) التي هي أداة الحصر ، لإفادة أن إرادته تعالى في أمرهم مقصورة على ذلك الذي هو منبع الخيرات لا يتجاوز إلى غيره.

                    ثالثها : تأكيده تعالى بالمصدر ، ليعلم أنه في أعلى مراتب التطهير.

                    رابعها : تنكيره تعالى لذلك المصدر حيث قال ( تطهيراً ) إشارة إلى كون تطهيره إياهم نوعاً غريباً ليس مما يعهده الخلق ، ولا يحيطون بدرك نهايته ، لما أوضحناه في الكلام على تسليمه تعالى على أنبيائه وأصفيائه بصيغة النكرة في كتابنا الموسوم "طيب الكلام بفوائد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته" ، وأيضاً فيه الإشارة إلى التكبير والتعظيم بمعونة المقام كما في قوله تعالى ( فقد كذبت رسل من قبلك) ، هذا وقد ذهب بعضهم إلى عموم النكرة في سياق الامتنان كما هنا ، وإن كانت مُثبتة .

                    خامسها : شدة اعتنائه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بهم ، وإظهاره لاهتمامه بذلك ، وحرصه عليه مع إفادة الآية لحصوله ، فهو لطلب تحصيل المزيد من ذلك ، ثم كرر طلبه لذلك من مولاه عز وجل ، مع استعطافه بقوله: "اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي" ، أي : وقد جعلتَ إرادتك في أهل بيتي مقصورة على إذهاب الرجس وللتطهير ، فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً ، بأن تجدّد لهم من مزيد تعلق الإرادة بذلك ما يليق بعطائك. وفيه الإيماء إلى سبب العطاء عمّا سبق من العطاء توسلاً بأنعامه لإنعامه .

                    سادسها : دخوله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) معهم في ذلك لما سبق من قول أبي سعيد الخدري رضي الله عنه : نزلت في خمسة : النبي صلى الله عليه وآله وسلم .. إلى آخره .
                    بل جاء في رواية أوردها الحافظ جمال الدين محمد الزرندي المدني ذكر جبريل وميكائيل أيضا ، ولفظه عن أم سلمة ، قالت : نزلت هذه الآية في بيتي (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً) في سبعة: جبرئيل ، وميكائيل ، ورسول الله صلى الله عليه وآله ، وعلي ، وفاطمة ، والحسن ، والحسين .
                    وفيه من مزيد كرامتهم وإنافة تطهيرهم وإبعادهم عن الرجس الذي هو الإثم ، أو الشك فيما يجب الإيمان به ما لا يخفى موقعه عند أولي الألباب.

                    سابعها : دعاؤه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) لهم مع دعائه بما تضمنته الآية ، بأن يجعل الله صلواته ورحمته وبركاته ومغفرته ورضوانه عليه وعليهم، لأن من كانت إرادة الله في أمره مقصورة على إذهاب الرجس والتطهير كان حقيقاً بهذه الأمور.

                    ثامنها : أن في طلب ذلك لهم وله من تعظيم قدرهم وإنافة منزلتهم حيث ساوى بين نفسه وبينهم في ذلك ما لا يخفى ، كما سبق في دخوله صلى الله عليه وآله وسلم معهم فيما تضمنته الآية .

                    تاسعها: أنه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) سلك في طلب ذلك من مولاه عز وجل أعظم أسلوب وأبلغه، فقدَّم على الطلب مناجاته تعالى مما تضمنه قوله : اللهم قد جعلت صلواتك ورحمتك ومغفرتك ورضوانك على إبراهيم وال إبراهيم ، فأتى بهذه الجملة الخبرية [بقد] التحقيقية المفيدة لتحقيق وقوع ذلك مولاه، ثم أتبعها بالمناجاة بقوله: "اللهم إنهم مني وأنا منهم" ، وذلك من [قبيل] الإخبار ايضاً ، ثم فرع على ذلك الجملة الطلبية، حيث قال: "فاجعل صلواتك.. إلى آخره" لسرّ لطيف ظهر لي بوجهين:
                    الأول: تمام المناسبة في الأبوة الإبراهيمية التي أعطيها صلى الله عليه وآله وسلم ، فإنها تقتضي استجابة هذا الدعاء، وأن يُعْطى ما طلبه لنفسه ولأهل بيته كما أعطي ذلك أبوه إبراهيم عليه السلام.
                    والثاني: أنه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) من جملة آل إبراهيم عليه الصلاة والسـلام ، كما ثبت عن ابن عباس في تفسير قوله تعالى: (ن الله اصطفى آدم ونوحاً وآل إبراهيم وال عمران على العالمين) ، قال ابن عباس : محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) من آل إبراهيم.
                    فإذا تحقق أن تلك الأمور أعطيها إبراهيم وآله ، وهو صلى الله عليه وآله وسلم من آله فقد ثبت إعطاء تلك الأمور له فيما مضى ، وآل نبينا صلى الله عليه وسلم كما قال منه وهو منهم ، فهم من آل إبراهيم أيضاً ، كما صرَّح به الحليمي .
                    فتلك الأمور ثابتة لهم فيما مض أيضا ، فإنما طلب في الحال الإنعام من المُنعم فيما مضى ، وجعل سبق العطاء في الماضي سبباً لطلب العطاء في الحال ، فتوصل لاستجلاب إنعامه بذكر إنعامه ، ليكون ابلغ من الاستعطاف ، ولعل سر التشبيه في قوله صلى الله عليه وآله وسلم فيما علم من الصلاة عليه "كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم" ما اشرنا إليه .

                    عاشرها: أن دعاءه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) مُجاب ، سيما في أمر الصلاة عليه ، وقد دعا مولاه أن يخصّه وآله بالصلاة عليه وعليهم ، فتكون الصلاة عليه [وعليهم] من ربه عز وجل كذلك ، ولذا شرع ذلك في كيفية صلاتنا عليه المأمور بها بقوله تعالى {إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما} ، ومنشأ ذلك ما تقدم من مشاركتهم له في التطهير المستفاد من الآية ، ولذلك لم يدع به إلا بعد نزولها كما يُرشد إليه ما سبق .

                    حادي عشرها : أن جمعهم معه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في هذا التطهير الكامل ، وما نشأ عنه من الصلاة عليه وعليهم ونحو ذلك مقتض لإلحاقهم بنفسه الشريفة كما يشير إليه قوله: "اللهم إنهم مني وأنا منهم" ، فلذا قال في بعض الطرق المتقدمة : "أنا حرب لمن حاربهم وسلم لمن سالمهم ، وعدوّ لمن عاداهم" ، وقد قال في بعض الطرق الآتية في العاشر : "ألا من آذى قرابتي فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى الله تعالى" ، فأقامهم في ذلك مقام نفسه .
                    وكذا في المحبة ، لما سيأتي أيضا من قوله من بعض الطرق : "والذي نفسي بيده لا يؤمن عبد بي حتى يحبني ، ولا يحبني حتى يحب ذويّ" .
                    وكذا قوله : "إني تارك فيكم الثقلين .. الحديث" .
                    وكذا ألحقوا به في قصة المباهلة المشار إليها بقوله تعالى: (فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم.... الآية) ، غدا صلى الله عليه وآله وسلم مُحتضناً الحسين آخذاً بيد الحسن وفاطمة تمشي خلفه ، وعل خلفها .
                    وهؤلاء هم أهل الكساء ، فهم المراد من الآيتين ، مع أن الله الداعي للمباهلة إظهار الكذَّاب في تلك الخصومة ، وهو أمر يختص به صلى الله عليه وآله وسلم ومَنْ يكاذبه ، فألحق أهل الكساء [به] لما سبق ، ولأنه آكد في الدلالة على ثقته [واستيقانه] بصدقه حيث اجترأ على تعريض أعزته وأفلاذ كبده وأحب الناس إليه لذلك، ولم يقتصر على تعريض نفسه ، وعلى ثقته بكذب خصمه حتى يهلك خصمه مع أحبته وأعزته هلاك الاستئصال إن تمت المباهلة ، وخصَّ الأبناء والنساء لأنهم أعز الأهل ، وعادة التشجيع أن يفديهم بنفسه ، فيقاتل دونهم حتى يُقتل ، ولذا كانوا يسوقون إلى الضغائن في الحروب مع أنفسهم لتمنعهم من الهرب ، ويُسمّون الذابين عنها حماة الحقائق ، وقدمهم في الذكر على الأنفس لينبّه على إنافة منزلتهم ، وإيذاناً بأنهم مُقدّمون على الأنفس ، مُفدّون بها.

                    قال في "الكشاف" : ولا دليل أقوى من هذا على فضل أصحاب الكســـاء . انتهى [الكشاف 1/327] .

                    ثاني عشرها: أن قصر الإرادة الإلهية في أمرهم على إذهاب الرجس والتطهير، يشير إلى ما سيأتي في بعض الطرق من تحريمهم في الآخرة على النار ، فمن قارف منهم شيئاً من الأوزار يرجا أن يتدارك بالتطهير بإلهام الانابات وأسباب المتوبات ، وأنواع المصائب المؤلمات ، ونحو ذلك من المكفرات ، وعدم إنالتهم ما لغيرهم من الحظوظ الدنيويات ، وكذا ما يقع من الشفاعات النبويات ، كما يشير إليه ما سيأتي في السادس.

                    ثالث عشرها : [حثّهم] بذلك على كمال البعد عن دنس الذنوب والمخالفات وتمام الحرص على امتثال المأمورات، بدلالة ما سبق من قوله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) عند تذكيرهم بالصلاة: الصلاة يرحمكم الله (إنما يريد الله .. الآية)

                    رابع عشرها : إن قوله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في الرواية السابقة : "فجعلني في خيرهم بيتاً ، فذلك قوله عز وجل : (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ... الآية) دال على إنهم استحقوا بذلك أن يكونوا خير الخلق ، وستأتي الدلالة عليه آخر هذا الذكر.
                    وقد أعطي إبراهيم صلوات الله عليه أنبيــاء من أهل بيته صلوات الله عليهم وأكرمَ نبينــا صلى الله عليه وآله وسلم بكونه خاتم النبيين اقتضى انتفاء ذلك ، فعوَّضَ صلى الله عليه وآله وسلم عن ذلك كما طهارة أهل بيته ، فنال منهم درجة الوراثة والولاية خلق لا يُحصون .
                    ولله در القائل :
                    لله ممّن قد يرى صفوُهُ ... وصفوةُ الخلف بنو هاشم
                    وصفوة الصفوة من بينهم ... محمد النور أبو القاسم
                    وبيته أكرم بيت سَمَا ... كم عامل فيه وكم عالم
                    وناطق في حكمة أسندت ... عن ناثر منهم وعن ناظم
                    بل ذهب بعضهم إلى انه لما لم يتم للحسن رضي الله عنه أمر الخلافة ، لأنها صارت ملكاً ، وقد قال صلى الله عليه وآله وسلم : "إنّا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا" عُوضوا من ذلك التصرف الباطن ، فصار قطب الأولياء في كل زمان من أهل البيت النبوي .
                    وقال التاج ابن عطاء الله : ان شيخه أبا العباس المرسي كان من مذهبه ألا يلزم أن يكون القطب شريفا حسينيا ، بل يكون من غير هذا القبيل . انتهى

                    خامس عشرها : إن الآية المذكورة لمّا أفادت أن طهارتهم في الذروة العُليا ، ومساواتهم له صلى الله عليه (وآله) وسلم في أصل ذلك ، نشأ من ذلك إلحاقهم به صلى الله عليه وآله وسلم في المنع من الصدقات التي هي أوساخ الناس ، وعوّضهم عن ذلك خمس الخمس من الفيء والغنيمة اللذين هما أطيب الأموال مع ما تضمناه من عزّ أخذهما ، وذلّ من أُخذ منه ، بخلاف الصدقة ، فانه يُنبئ عن ذلّ الآخــذ ، وعِزّ المأخوذ منه .) انتهى


                    ـــــــــــــــــ
                    ملاحظة :
                    مع القيمة الكبيرة لكلمة السمهودي ، إلا انها لا تخلو من ملاحظات ، يتنبّه لها الفطن باقل تأمل


                    سأعود ..

                    ـــــــــــــــــ
                    ..

                    تعليق


                    • #25
                      تكملة :



                      النسر 23-12-2006 - 03:11 PM
                      --------------------------------------------------

                      بسم الله الرحمن الرحيم

                      السيد شآبيب الروح :

                      إذن أنت لم تلتزم بما خطته يمينك سلفا !!

                      قد تسأل : كيف ؟

                      أجيبك : ألم تقل في المشاركة السابقة " نميز كل واحدة منهما من خلال السياق " وكان المفترض بك أن تبين نوعية السياق في هذه الآية وأنه يخص المكلفين- رغم أن الهداية والتوبة راجعة إلى الله كما يتضح من الضمائر المتصلة - إلا أنك حال التطبيق انتقلت إلى المصداق لأنه عندك أيسر وأسهل ، ولن ينفعك هذا أيضا لأن فيه دور واضح ؛ لأنك ستعكس الاستدلال فبدلا من أن يكون هذا الدليل كاشفا عن العصمة ستكون العصمة كاشفة عن الدليل ..

                      ألم تقل : فإذا دل السياق على إرادة تتعلق بفعل العبد متعلقة به فهي تشريعية ، وأما إذا كانت متعلقة بفعل الله عز وجل ولا تتخلف فهي تكوينية ؟

                      إذن عليك الآن أن تحل هذه المعضلة ؟!!

                      ..........................................

                      السيد مرآة التواريخ :

                      من الأفضل أن تأخذ إجازة ، وتقوم بتأليف كتاب " الحجة على من أنكر فضيلة النسخ واللصق "


                      مرآة التواريخ 23-12-2006 - 04:08 PM
                      --------------------------------------------------

                      يا جماعة أنقذوه بابن الوزير لعله يرفع أزمته ، ويحل ورطته :p

                      لقد قلتُ لكم :

                      اقتباس:
                      --------------------------------------------------
                      لحظة :shhh: دعونا نستمع


                      ..
                      --------------------------------------------------


                      فكان أن أخرج رأسه من حفره ودفنه في أخرى !

                      نحن لم نعتمد اعتماداً كلياً على النقل ، حتى تدلس على نفسك - لا اقول على القراء - بأن مداخلات مرآة التواريخ مجرد نقل ، وإنما كنا نحشي مداخلاتنا بالنقل - بين روايات وأقوال - لنبين لك أنك تعيش حلم النواصب لدفع المكانة العظيمة لأهل البيت صلوات الله عليهم والتي خصهم الله سبحانه بها من خلال هذه الآية الكريمة ...

                      قال ايش ، قال :

                      اقتباس:
                      --------------------------------------------------
                      ما رأيك في من يقول : أن الآية

                      ليست نصا في المدح نهيا عن أن تكون نصا في العصمة ؟!

                      --------------------------------------------------


                      على أني أعلم بأن نقلي للروايات والنقولات تفلق لك كبدك !! (*414)

                      كان يجب عليك أن تذاكر دروسك سبعين ألف مرة قبل أن تدخل موضوعاً تتحدى فيه مرآة التواريخ !!
                      لأن الكذب والافتراء والجهل والتناقضات لن تسعفك حتماً !!

                      وهاؤم القراء يرونك تنكص على عقبيك تتحاشى المرور في ساحتنا

                      بعد أن دخلتَ تحت عناية الأجعد الأمرد أن يحميك ويسددك ، فخيب ظنك ، وخيبتَ ظنه !!

                      الخلاصة حتى الآن :
                      1-لم يستطع دفع نزول الاية بالخمسة اصحاب الكساء خاصة .
                      2-أراد أن يدلل على نزول الآية بنساء النبي بالسياق ، لكن المسكين هدم مستنده بنفسه ، وذلك بتجويزه دخول غيرهن معهن في الخطاب .
                      3-ما ذكره فيما يعود الى معنى (الأهل) كان مستنده السياق - إن تم - والسياق كما رأيت مهدوم على رأسه .
                      4-منعه الحصر بـ "إنما" ، وكما ترون في نقولاتنا دحضنا هذا التهور منه .
                      5-الآن عاد للخلف (التفريق بين الارادة التكوينية والتشريعية) والحال أن هذا الأمر يُعرف باقل تأمّل .


                      ما أحلا التحديات التي ستفتح قلاع خيبر ( بلا "فرجع يُجبِّنُ أصحابه وَ يُجَبِّنونه" !!) :aaflw:

                      ..


                      سأعود ، فالموضوع موضوعي ، ومحاولاتك اليائسة للفرار من بين يدي لن تجديك نفعاً ، كذلك تكبيرك الخط وتغييره لن يغيّر من المحتوم شيئاً ، فلن أتركك حتى تقسم بايمان مغلظة أن لا تعود لهذا التهوّر وهو الدخول في تحدٍ مع مرآة التواريخ ! لأنك ستعلم حينها بأنك ستكون عبرة لمن بعدك!!


                      فانتظرني ...


                      شآبيبُ الروح 23-12-2006 - 08:51 PM
                      --------------------------------------------------

                      الأستاذ النسر

                      كلا الإرادتين التكوينية والتشريعية متعلقتان بفعل المريد الله عز وجل ، وإنما قلنا أنها - الإرادة التشريعية - متعلقة بفعل المكلف و الغير تساهلاً في التعبير ومجازاً وللدلالة على أن هذه الإرادة معنية ببعث وحث الآخرين على القيام بفعل و إيجاد شيء ما في الخارج.

                      فالإرادة التشريعية متعلقة بالمريد سبحانه ، ولكن متعلقها - المراد - لا يتحقق إلا بفعل الغير.

                      ولعلي سأورد المزيد على قولك الأخير هذا.


                      شآبيبُ الروح 23-12-2006 - 08:56 PM
                      --------------------------------------------------

                      من جهة ثانية ، جنابك كيف يفرق بين الإرادة التشريعية والإرادة التكوينية ..؟!


                      مرآة التواريخ 25-12-2006 - 03:39 PM
                      --------------------------------------------------

                      اللهم صل على محمد وآل محمد



                      سأعود ....

                      ــــــــــــــــــ
                      ..

                      تعليق


                      • #26
                        تكملة :


                        مرآة التواريخ 27-12-2006 - 06:56 PM
                        --------------------------------------------------

                        ابن الوزير اليماني ومفهوم الحصر بـ "إنـَّمــا" !

                        كان صاحب التحدّي يقول :

                        اقتباس:
                        --------------------------------------------------
                        المشاركة الأصلية كتبت بواسطة النسر

                        وأما تعين " إنما للحصر " فدونه خرط القتاد (*414) ، فَتَتَبّعْ مواقعها في القرءان الكريم ؟!
                        --------------------------------------------------


                        تحوَّلَ بعدها إلى مجرد ترجيح ــــــــــــــــــــــــ>>>( أين ذهبت .. فدونه خرط القتاد ؟!! )

                        ففي مشاركة رقم #52
                        نقل - مبهوتاً - نصاً قصيراً بتره من نص طويــــــــــــــــــل جداً ليستشهد به على ترجيح عدم إفادة "إنما" للحصر ، ثم عقبه بقوله :

                        اقتباس:
                        --------------------------------------------------

                        المشاركة الأصلية كتبت بواسطة النسر

                        أقول : وقد رأيت هذا الترجيح لابن الوزير في العواصم والقواصم ويدي لا تطاله الآن .
                        --------------------------------------------------


                        طيب !
                        إن كانت يدك لا تطاله يا بو تحدي ، فايدينا تطاله

                        نفتح كتاب "العواصم والقواصم " لابن الوزير ننظر فيه ، فماذا قال :

                        قال ابن الوزير اليماني (ت 840 هـ) في "العواصم والقواصم" ج9 / 282 – 284
                        (فصل : في المجاز المُجمع عليه في قصر الإيمان على أهل المراتب الرفيعة :
                        من ذلك قوله تعالى : {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ ، وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً ، وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ، الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ ، أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً } [الأنفال : 2 – 4] .
                        فهؤلاء – كما قال الله تعالى – هم المؤمنون حقاً ، لا مجاز في هذا ، وإنما يدخل التجوُّز في نفي الإيمان عمَّن قصَّر عن هذه المرتبة على القول بأنَّ لفظ "إنَّما" يُفيدُ الحصر ، وفي ذلك خلاف بين أهل العلم ، والجمهور على أنها تُفيدُ الحصرَ ، ومعناه إثبات المذكور بعدها ونفيُ ما عداه .
                        ومما احتجوا به على ذلك فهم ابن عباس له من حديث : "لا ربا إلا في النسيئة" وأن الصحابة لم يعترضوه في فهمه ، وإنما احتجوا عليه بأحاديث أخر ، هي أصرح من حديثه وأقوى ، وأنصُّ على ثبوت الربا في غير النسيئة ، فكان المصير إليها أولى من الترجيح ، وإذا تقرر هذا ، فقد يفهم منها الحصر مطلقاً ، كقوله صلى الله عليه (وآله ) وسلم : "إنّما الأعمال بالنيات" على الصحيح في تفسير النية بإخلاص العمل لله في العبادات وسائر الشرعيات من شائبة الرياء ، أو فعله لوجه حسنه في غيرها .
                        أما إذا فسرناه بالإرادة المقارنة المؤثرة في وقوعه على بعض الوجوه ، خرج من ذلك ما ليس بعبادة ، كقضاء الدين ، وغسل النجاسات ، ونحو ذلك .
                        وقد يُفهمُ منها حصر مخصوص ، فيدخل فيها نوع من التجوّز ، وهو كثير ، كقوله تعالى لرسوله صلى الله عليه (وآله) وسلم : {إنما أنت منذر} [الرعد : 7] فظاهره الحصر له صلى الله عليه (وآله ) وسلم في النذارة ، وليس كذلك ، فإنه عليه السـلام لا تنحصر أوصافه الحميدة في ذلك ، فإن البشارة من أوصافه بنص القرآن كالنذارة ، والشفاعة من أوصافه بالنصوص والإجماع ، ولكن مفهوم الكلام يقتضي حصرّه في النذارة فقط لمن لا يُؤمن ، ونفي كونه قادراً على ما يقترحه الكفار من الآيات ، فيفهم الخصوص في الحصر بعد "إنَّما" على حسب القرائن . ألا ترى إلى قوله صلى الله عليه (وآله ) وسلم : "إنما أنا بشر مثلكم تختصمون إليَّ" ، فإنه إنما حصر نفسه وصفاته البشرية بالنسبة إلى الاطِّلاع على بواطن الخصوم ، لا بالنسبة إلى كل شيء .
                        وقد يكون الحصر من باب التغليب للأكثر ، كقوله تعالى : {إنَّما الحياة الدنيا لعب ولهو} [محمد : 36] ويمكن أن يُحمل على الحصر المخصوص بالنسبة إلى من جعل الدنيا دون الآخرة همّه ، لا بالنظر إلى المؤمن ، فإن دنياه صارت وسيلة له إلى الآخرة .
                        والآية المقدمة في حصر المؤمنين على أرفعهم مرتبة ، يحتمل أن يكون المراد بها حصراً مخصوصاً ، وذلك أن يكون حصر المؤمنين المستحقين للدرجات الرفيعة والمراتب الشريفة ، وهم الذين كَمُلَ إيمانهم ، وتمّ إحسانهم ، ويدل على هذا قوله بعد الآية : {لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم} [الأنفال : 4] .
                        فهؤلاء المخصوصون بهذه الدرجات الرفيعة هم المحصورون إن شاء الله تعالى ، كقوله {إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر} إلى قوله {ولم يخشَ إلا الله} [التوبة : 18] . ..إلخ) انتهى بنصه .


                        أقول أنا مرآة التواريخ : هل قرأتم ماذا قال ابن الوزير بخصوص "إنّمـــا" ..؟!



                        أقول : عنوان المداخلة القادمة إن شاء الله :
                        "ابن الوزير اليماني وتخصيص آية التطهير بالخمسة أصحاب الكساء" ....

                        ساعود ....

                        مرآة التواريخ / كنتُ قلتُ : انقذوه بابن الوزير ، فلم يفعل أحد ، فماذا أفعل ؟!!


                        ــــــــــــــ
                        ..

                        تعليق


                        • #27
                          تكملة :


                          مرآة التواريخ 30-12-2006 - 08:26 PM
                          --------------------------------------------------

                          "ابن الوزير اليماني وتخصيص آية التطهير بالخمسة أصحاب الكساء"


                          قال ابن الوزير اليماني في "العواصم والقواصم" ج9 / 58 – 62
                          في الكلام على ما إذا نزلت آية – ظاهرها العموم - على سبب معين ، هل تشمل غير من نزلت بسببه أم لا ؟ ومتى تشمل غيره ؟ .
                          وكذلك الكلام على الفائدة والثمرة من حفظ أسباب النزول لتخصيص ما ظاهره العموم .

                          قال - يرد على من قال بتخصيص الوعيد في آية (ومن يقتل مؤمناً متعمداً) بالقاتل المؤمن دون الكافر – ما نصه بالحرف :

                          (..فهذا السبب – أي سبب نزول الآية المذكورة في قصة مقيس بن صبابة المرتدّ بعد إسلامه - يدل على دخول الكفار في الوعيد ، وإذا كانوا داخلين فيه جاز أن يرادوا بالخلود الذي فيه ، ويخصوا به لنزول الآية بسببهم كما نزل فيهم : (من كان يريد الحياة الدنيا ..الآية) وتجويز ذلك في أمثال هذا مجمع عليه ، وإنما يختلف العلماء في الظاهر المظنون في العمليات [العمومات] ، هل هو شمولُ غير السبب أم لا ؟ ، وللعلماء فيه قولان معروفان ،
                          وممن قال بقصره على سببه ما لم يدل دليل على شموله الشافعي ، ومن قال بقوله ، وهو ظاهر مذهب أهل البيت والشيعة ، فإنهم أخرجوا نساء النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم من قوله تعالى: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) [الأحزاب : 33] بسبب الحديث الوارد ، مع أن أول الآية وآخرها فيهن ، ومن حُججهم ما رُويَ عن الصحابة من ذلك مع الإجماع على حفظ أسباب النزول ، ولولا ذلك ما كان في حفظها فائدة ولا له ثمرة ، ولذلك أورد المصنفون في المناقب أمثال ذلك ، فيذكرون في مناقب علي عليه السلام قوله تعالى : (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا ، الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون)[المائدة : 55] ، ويقولون : إنّهُ المراد بها :aaflw: ، لما نزلت بسبب صدقته بخاتمه وهو راكع . كما رواه الطبراني من حديث عمار بن ياسر قال : وقف على علي عليه السلام سائل ، وهو راكع في تطوع ، فنزع خاتمه ، فأعطاه السائلَ ، فنزلت : (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا ، الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) ، فقرأها النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم ، ثم قال: "من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه" . رواه الحافظ الهيثمي في "مجمع الزوائد" في تفسير (سورة المائدة) وعزاه إلى الطبراني ، وهو من أحاديث الرجاء ! ، كحديث أنس عنه صلى الله عليه (وآله) وسلم : "المرء مع من أحب" متفق عليه .

                          ولأجل الأسباب افترق الحال بين المستأذنين في التخلف عن الجهاد ، ففي التوبة التشديد في ذلك حيث قال: (لا يستأذنك الذين يؤمنون بالله واليوم الآخر ..) إلى قوله: (إنما يستأذنك الذين لا يؤمنون بالله واليوم الآخر وارتابت قلوبهم ، فهم في ريبهم يترددون)[التوبة : 44-45] ،
                          وقال تعالى في آخر النور: (إن الذين يستأذنونك أولئك الذين يؤمنون بالله ورسوله ، فإذا استأذنوك لبعض شأنهم فأذن لمن شئت منهم واستغفر لهم الله ، إنَّ الله غفور رحيم)[النور : 62] ،
                          وقال في الأولين : (عفا الله عنك لم أذنت لهم)[التوبة : 43] فقاسه على ذلك ،
                          فانظر إلى هذا الاختلاف الكبير بين الآيتين ، وما ذلك إلا لاختلاف أسباب النزول لمَّا نزلت آية التوبة في المنافقين ، وآية النور في المؤمنين على اعتبار الأسباب .

                          وعن علقمة قال: كنا عند عائشة فدخل أبو هريرة فقالت: أنت الذي تحدث: ((أن امرأة عذبت هرة إذ ربطتها فلم تطعمها ولم تسقها )) ؟! .
                          فقال: سمعته منه - يعني رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم - .
                          فقالت: هل تدري ما كانت المرأة مع ما فعلت ؟! ، كانت كافره ، والمؤمن أكرم على الله من أن يعذبه في هرة ، فإذا حدثت عن رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم فانظر كيف تحدث. رواه أحمد . وقال الهيثمي : رجاله رجال الصحيح ، خرَّجه فيما يستحقر من الذنوب من أبواب التوبة ، ولا بن عبد البر مثل هذا التأويل في "التمهيد" عند ذكر عذاب بني إسرائيل على ذنوبهم .

                          ولذلك يظهر مثل ذلك في كثير من الوعيد على بعض الذنوب مثل قوله تعالى: (ويل للمطففين) إلى قوله: (ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم) [المطففين :1-5] ،
                          وكذلك عذاب قوم شعيب على إخسار الميزان مع كفرهم ونحو ذلك ، وهذا وأمثاله كثير .

                          فاحتجَّ الشافعي بأن الظاهر خصوص هذه العمومات بما نزل فيه وما نزلت بسببه : ألا ترى أنه لو تصدَّق مُتصدِّق في الصلاة بعد نزولها لم يقطع على أنه داخل في هذه الفضيلة ! ، وان كان ذلك مجوزاً ممكناً ،
                          وقد ينص في بعض ما نزل على سبب أنَّهُ أريد به العموم ، كما جاء في حديث كعب بن عجرة حين نزلت فيه : (فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه) [البقرة : 196] فكان يقول: نزلت لي خاصة ، وهي لكم عامه ، والحق أن ذلك يختلف بحسب القرائن ، ففي التحليل والتحريم يكون للعموم ، لأن الحكم لو اختص بالواحد من غير عموم لزم عمومه ، لأن حكمَ التكليف واحد !! ، وحكمَ الرسول على الواحد حكمه على الجماعة ، كيف إذا انضمَّ إلى ذلك العمومُ ، وفي غير ذلك نقف على القرائن والله سبحانه أعلم .

                          فان قيل : ان أول الكلام في القتل مسوق في قتل المؤمن للمؤمن ، لأن الآيات في ذلك مصدرة بقوله تعالى: (وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمناً إلا خطأ)[النساء : 92] إلى آخر ما ذكره في أحكام قتل الخطأ ، فيلزم أن تكون هذه الآية الثانية كذلك.

                          قلنا : هذا لا يلزم ، وقد قال الله تعالى في سورة البقرة : (يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا واسمعوا وللكافرين عذاب أليم)[البقرة:104] وقال في آخر آية الظهار بعد خطاب المؤمنين : (وتلك حدود الله وللكافرين عذاب أليم) فهذه آية واحدة جعل أولها خطابا للمؤمنين وآخرها مختصاً بالكافرين ووعيداً لهم !! ، فكيف بآيتين مختلفتين ؟!! ، خصوصاً مع طول الأولى ، ونزول الثانية على سبب يختص بالكافرين ،
                          وقد ثبت في "صحيح مسلم" وغيره نزول قوله تعالى : (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً) [الأحزاب: 33] في علي وفاطمة وابنيهما عليهم السلام ! ، مع أن الآيات قبلها وبعدها في نساء النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم ورضي عنهن !! ، فلم يمنع ذلك من قبول الرواية في ذلك ! .

                          فلو سلمنا أن آية القتل نزلت صريحة في المسلمين لكانت خاصة فيمن ارتدَّ منهم ، فقد يُسمى مُسلماً باسم ما كان عليه ، كما كان يسمى المُعتق عبداً بذلك.
                          وان كان ذلك السبب من طريق الكلبي ، فقد قال ابن عدي : انه صالح في التفسير ، وتضعيفه محمول على غير التفسير جمعا بين كلام الحفاظ ، ولو سُلّمَ ضعفه فصدقه محتمل ، ومجرد التجويز يمنع القطع خصوصاً ، والمخصصات المنفصلة تـُقـوِّي ذلك ، ولا يلزم في رجال أسباب النزول من التشدد ما يلزم في رجال الحديث ، كما لم يلزم مثل ذلك في آثار الصحابة والتابعين ومذاهب العلماء ورواة اللغات والتواريخ وسائر العلوم ، وقد تقدم حديث واثلة في كفارة العتق للقتل العمد في حق المسلم ، رواه صاحب "شفاء الأوام" واحتجَّ به وجعله المذهبَ ، وذهب إليه الشافعي وغيره من علماء الإسلام . ) انتهى المراد بنصه .



                          يقول ابن الوزير :
                          اقتباس:
                          --------------------------------------------------

                          وقد ثبت في "صحيح مسلم" وغيره نزول قوله تعالى : (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً) [الأحزاب: 33] في علي وفاطمة وابنيهما عليهم السلام ! ، مع أن الآيات قبلها وبعدها في نساء النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم ورضي عنهن !! ، فلم يمنع ذلك من قبول الرواية في ذلك ! .

                          --------------------------------------------------



                          هل هذا هو عين ابن الوزير الذي استنجدتَ به ، أم غيره ؟!!


                          هدية العيدين

                          - الأضحى المبارك
                          - وإعدام طاغية العصر
                          10 / 12 / 1427 هـ
                          30 / 12 / 2006 م

                          أرجو ألا يكون قد أفجعه رحيل الطاغية كما أفجع غيره من عَبَدة الأجعد !!

                          اللهم صل على محمد وآل محمد

                          سأعود .....


                          مرآة التواريخ / لا أعلم ! هل بقي للمفتري أحد من أهل نحلته يتشبث به لمنع تخصيص آية التطهير بالخمسة أصحاب الكساء ؟!!!

                          ـــــــــــــــ
                          ..

                          تعليق


                          • #28
                            تكملة :


                            النسر 01-01-2007 - 11:44 Am
                            ----------------------------------------------

                            بسم الله الر حمن الرحيم

                            أنا أنتظر السيد شآبيب الروح حتى يكمل مالديه ..

                            أما مرآة التواريخ فإنه ينقل مالا يفهم فانظرفي عبارة ابن الوزير " على القول بأنَّ لفظ "إنَّما" يُفيدُ الحصر"وهذه العبارة تقال عندما تستخدم الأقوال المحتملة لا الراجحة !!

                            ــــــــــــــــــ
                            ..

                            تعليق


                            • #29
                              تكملة :


                              مرآة التواريخ 01-01-2007 - 10:46 PM
                              --------------------------------------------------

                              لا جرم أن كذبك وافتراءك أبقاك وحيداً فريداً بين يديَّ أتلاعب بك كيفما أشــاء !
                              قبَّح الله الكذب والافتراء ، ما يعمل بصاحبه !!
                              تحاول الفرار ، ولكن أنّى لك ذلك ؟!

                              جئتني نافجاً حضنيك مفترياً على الله ورسوله ، تقول عن آية التطهير :
                              اقتباس:
                              --------------------------------------------------
                              ما رأيك في من يقول : أن الآية ليست نصا في المدح نهيا عن أن تكون نصا في العصمة ؟!
                              --------------------------------------------------


                              والآن - بعد أن خذلك كذبك وجهلك - تريد الفرار من بين يديَّ فرار الإماء ! لا تلوي على شيء ! بل من كذب إلى كذب ، ومن مصيبة إلى أخرى !
                              تقول مفترياً كاذباً هنا :

                              اقتباس:

                              --------------------------------------------------
                              أما مرآة التواريخ فإنه ينقل مالا يفهم فانظرفي عبارة ابن الوزير " على القول بأنَّ لفظ "إنَّما" يُفيدُ الحصر"وهذه العبارة تقال عندما تستخدم الأقوال المحتملة لا الراجحة !!
                              --------------------------------------------------



                              أقول :
                              ولكنه - خذلك الله من مغفل - رجّح إفادتها الحصر بعده ، وقد بترتَ بقية كلامه بلا خجل ولا استحياء !
                              وهذا كامل كلامه
                              قال ابن الوزير :

                              اقتباس:

                              --------------------------------------------------
                              فهؤلاء – كما قال الله تعالى – هم المؤمنون حقاً ، لا مجاز في هذا ، وإنما يدخل التجوُّز في نفي الإيمان عمَّن قصَّر عن هذه المرتبة على القول بأنَّ لفظ "إنَّما" يُفيدُ الحصر ، وفي ذلك خلاف بين أهل العلم ، والجمهور على أنها تُفيدُ الحصرَ ، ومعناه إثبات المذكور بعدها ونفيُ ما عداه .
                              --------------------------------------------------



                              هل رايتم كيف بترَ المخذول كلام ابن الوزير ولم يكمله !
                              لاحظوا قول ابن الوزير : [..وفي ذلك خلاف بين أهل العلم]
                              ثم قال : [والجمهور على أنها تفيد الحصر .. ]
                              ثم استدل لرأي الجمهور بما نقلناه عنه ، بآيات قرآنية وآثار صحابة ، ولم يتعقَّبه ، ما يدل على ترجيحه رأي الجمهور القائل بأن "إنما" تفيد الحصر .
                              ثم حتى لو قلنا - جدلاً ، أقول جدلاً - أن ابن الوزير لم يرجح القول بإفادة "إنما" للحصر ، فقد قطع أي احتمال - فيما يرجع إلى آية التطهير - بما نقلناه عنه في النقل الثاني ، خصوصاً قوله :

                              اقتباس:

                              --------------------------------------------------
                              وقد ثبت في "صحيح مسلم" وغيره نزول قوله تعالى : (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً) [الأحزاب: 33] في علي وفاطمة وابنيهما عليهم السلام ! ، مع أن الآيات قبلها وبعدها في نساء النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم ورضي عنهن !! ، فلم يمنع ذلك من قبول الرواية في ذلك ! .

                              --------------------------------------------------




                              فلقد جعل آية التطهير مختصة بالخمسة أصحاب الكساء دون غيرهم ، وبلحاظ عدم غفلته عن سياق الآية ، وقد أشار إلى ذلك .
                              قال تعالى :
                              (هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَن تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ ، تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ ) [الشعراء : 221 - 222]

                              لم ينفعه ما أراد التمسك به !
                              فلا التمسك بالسياق نفعه
                              ولا محاولة نفي اختصاص الآية بالخمسة أصحاب الكساء نفعه
                              ولا محاولة نفي إفادة "إنما" للحصر نفعه
                              ولا الكذب نفعه
                              ولا البتر في النصوص نفعه
                              ولا الافتراء نفعه
                              ولا ابن الوزير نفعه
                              ولا محاولته الفرار من مرآة التواريخ - لأخذ قسط من النفس - نفعه :p

                              فلم يبق إلا جهاده يائساً في محاولة لدفع كون الإرادة المقصودة في الآية هي الإرادة التكوينية لا التشريعية !! ، ولعمري إنها لمن أوضح الواضحات ، خصوصاً بعدما أثبتنا اختصاص الآية بالخمسة أصحاب الكساء ، وإثباتنا إفادة "إنما" للحصر ...

                              فقول أن الإرادة المقصودة في الاية هي التشريعية لا التكوينية بلحاظ ما ذكرنا من حصر واختصاص هو خبال لو يعقلون .!
                              فيكفيك خزياً وشناراً بعد هذا ، ولكني لا أريد لك الرحيل ..
                              لأن سائل يسأل : هل سيعود مرآة التواريخ ؟!!

                              قلتُ :
                              بلى ، فلديّ المزيد ....



                              فن السماء 02-01-2007 - 02:53 AM
                              --------------------------------------------------

                              قول ابن الوزير:

                              "على القول بأنَّ لفظ "إنَّما" يُفيدُ الحصر"

                              في هذا المورد لا يدل أبدا على إرادته الترجيح من عدمه، وإنما هو هنا ينفي اشكالا ما حين القول بأنّها تفيد الحصر مطلقاً.

                              كأنّه يقول:
                              على قولنا بالحصر هنا فإنّ ذلك لا ينفي الإيمان المجازي (عن الخارجين عن دائرة الحصر) وإنما ينفي حقيقة الإيمان عنهم. ومن بعدها يشير إلى الخلاف بين جمهور أهل العلم في إفادتها وبعضهم في عدم إفادتها للحصر...الخ



                              بالتوفيق


                              ــــــــــــــــــ
                              انتهى حتى تاريخه ..

                              تعليق


                              • #30
                                تسجيل متابعة و مبارك عليكم عيد الغدير الأغر أسعد الله أيامكم .

                                تعليق

                                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                                حفظ-تلقائي
                                x

                                رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                                صورة التسجيل تحديث الصورة

                                اقرأ في منتديات يا حسين

                                تقليص

                                لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                                يعمل...
                                X