يبدو أننا فعلا نعيش في زمن العجائب ، وزمن المتناقضات ، وزمن الدجل الديني ،والخداع السياسي والتضليل الإعلامي ((ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام * وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد )) ، يقول الشاعر :
نعم هذه بضاعة هذا الزمن ، وعلى المرء أن يختار أما السلة وأما الذلة ، أما الموت وأما الحياة ، أما أن يركب الموجة كغيره ، وأما العزلة .
ولكن هناك كثير من شعوبنا ومجتمعاتنا غير واعية وبحاجة لمن يأخذ بيدها ويوجهها للصواب ، و مجتمعنا في العراق بفطرته وسجيته يتعامل مع رجل الدين بقداسة مطلقة وبثقة مفرطة ، ويصدقه في كل شي ولا يتوقع منه الخداع ،كتصديق آدم عليه السلام لإبليس ، إذ لم يتوقع بفطرته السليمة أن هناك من يخادعه ((فوسوس لهما الشيطان ليبدي لهما ما وورى عنهما من سوءاتهما وقال ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين)) ، فماذا فعل بعض المعممين الطائفيين بهذا الشعب المسكين والمغلوب على أمره : (( على أهلها جنت براغش )) لقد جلبوا له الاحتلال الأمريكي ، وجلبوا له الشر والدمار والقتل ، وجلبوا له العار والشنار ، ولو كان أبو رغال في هذا الزمن لأعلن اعتزاله ورفع القبعة تعظيما وتصاغر أمام هولاء ، لأن المسكين أبو رغال ( قبحه الله ) لا يملك قنوات فضائية مضللة وأعلام ، وأتباع كالجحوش يدافعون عنه ولا يفرقون بين الناقة والجمل ( كمثل الحمار يحمل أسفارا )) ، ومن الطرائف أن احد الأشخاص كان يشاهد رئيس الوزراء المعزول إبراهيم الجعفري أثناء زيارته لمدينة الصدر بعد حادثة جسر الأئمة (ع) وعلق مرتجلا : هذا الرجل على حق وباطله حق ، وبعد فترة وجيزة وبعد الضغط على الجعفري لعزله من رئاسة الوزراء قال نفس الرجل : لماذا لا يتنازل هذا الرجل ويريح العراق!!!! ، ومن الطرائف الأخرى المعبرة عن تعطيل العقل والتقليد الأعمى قال أحد الأشخاص : أنا على استعداد أن اترك الصلاة الواجبة إذا قال لي مرجع التقليد لا تصلي !!! ومن هذه النظائر كثير .
نحن الشيعة نملك تراثا دينيا وجهاديا عظيما مشهودا له ،وهولاء السياسيين الذين يحكمون العراق الآن لا يمثلون فكر أهل البيت (ع) وإن لبسوا العمائم أو أطالوا اللحى ، أولطموا على صدورهم أو وجوههم الصلفة ،أو وضعوا خواتم العقيق والفيروز في أصابعهم التي لاتعرف سوى التبصيم للسيد الأمريكي .
لقد قارع الشيعة اليهود والصليبيين والظالمين على مر التاريخ ، ولهم صحائف نقية لم تلوثها علائق الدنيا ، ومواقف وطنية لايختلف فيها اثنان ، متتبعين بذلك أئمة أهل البيت عليهم السلام الذين هم خير مثال نحتذي به .
ولو تتبعنا تراث أهل البيت (ع) العطر الذي هو امتداد لرسول الله (صلى الله عليه وآله) لوجدنا كيف كانت تضحيات وجهاد وبطولة الإمام علي (ع) في غزوات الرسول ، ووقوفه مع الخليفتين أبو بكر وعمر في الإعداد للفتوحات الإسلامية ،والذي كان يمثل آنذاك من اكبر المستشارين ، وكذلك الإمام الحسن ابن علي (ع) ومشاركته في الفتوحات الإسلامية ، ودور الإمام الحسين (ع) في مقارعة الظلم وبذل دمه في سبيل الإصلاح ،ودعاء الإمام علي زين العابدين (ع) لأهل الثغور في زمانه ، علما بأن أهل الثغور آنذاك هم جيوش بني أمية كانت المرابطين على تخوم بلاد الروم وغيرها ، وكان كل ذلك يصب في صالح الإسلام ، وهذا هو تراث التشيع العلوي الحقيقي ، أما مايحدث الآن من عمالة لأمريكا وطائفية وتكفير للخلفاء والصحابة سيما أبا بكر وعمر أو الطعن بزوجات النبي (ص) ، فهذه أفكار شاذة شبيهة بأفكار القرامطة والخوارج والصفويين والوهابية أتباع السفاح الإرهابي محمد بن عبد الوهاب .
وان الذين يمارسون الطائفية ويخدعون الناس بأسم الدين ، والدين لعق على ألسنتهم ، نراهم الآن يتسابقون فيما بينهم للحصول رضا السيد الأمريكي ، وتقبيل عتبات البيت الأبيض والطواف حوله ، مخادعين بذلك الله ورسوله ، ومستغفلين هذا الشعب الجريح ، ونحن لما نلوم السياسيين الشيعة ،ذلك لأنهم يتبعون ويشايعون أهل البيت (ع) ، وفكر أهل البيت (ع) بعيد كل البعد عنهم .
وكل مانتمنى هو أن يتراجع هولاء عن مواقفهم ويعودوا لأصول وتراث المذهب الشيعي الأصيل ، الذي يحرم الولاء للكفار والمحتلين والظالمين والركون إليهم ، والذي يدعوا للوحدة الإسلامية ، وحب الأوطان والولاء لأرضها، وعدم التستر بالدين أوالد جل ، لأن التاريخ لايرحم ، وخير مثال لذلك أبو رغال الذي دل أبرهة على الكعبة ، وباتت تلعنه الأجيال وأضحى من ذلك اليوم مثالا للعمالة والخيانة والخسة .
بلينا بدهر بان فيه لنا الغل
ومافي نفوس الناس قد ظهر الكل
ترى من يعد فى الورى ذا شرافة
يباشر أشيا يباشرها النذل
تصور عندما يتحول السياسي الى مهرج في سرك رخيص ،والمعمم الى عميل صلف وقح ،والمفكر الى بوق منكر كأصوات الحمير للأنظمة ، والإعلامي الى راقصة في احدا القنوات الفضائية، وعندما تحرف الكلمات عن مواضعها في هذا الزمن فيسمى الزنا جنس ، والسرقة اختلاس ، والخمر مشروب روحي ، والرقص الشرقي فن ، والأخطر من ذلك : عندما يسمى الاحتلال تحرير ، والمقاوم إرهابي ، والطائفية كفاح.ومافي نفوس الناس قد ظهر الكل
ترى من يعد فى الورى ذا شرافة
يباشر أشيا يباشرها النذل
نعم هذه بضاعة هذا الزمن ، وعلى المرء أن يختار أما السلة وأما الذلة ، أما الموت وأما الحياة ، أما أن يركب الموجة كغيره ، وأما العزلة .
ولكن هناك كثير من شعوبنا ومجتمعاتنا غير واعية وبحاجة لمن يأخذ بيدها ويوجهها للصواب ، و مجتمعنا في العراق بفطرته وسجيته يتعامل مع رجل الدين بقداسة مطلقة وبثقة مفرطة ، ويصدقه في كل شي ولا يتوقع منه الخداع ،كتصديق آدم عليه السلام لإبليس ، إذ لم يتوقع بفطرته السليمة أن هناك من يخادعه ((فوسوس لهما الشيطان ليبدي لهما ما وورى عنهما من سوءاتهما وقال ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين)) ، فماذا فعل بعض المعممين الطائفيين بهذا الشعب المسكين والمغلوب على أمره : (( على أهلها جنت براغش )) لقد جلبوا له الاحتلال الأمريكي ، وجلبوا له الشر والدمار والقتل ، وجلبوا له العار والشنار ، ولو كان أبو رغال في هذا الزمن لأعلن اعتزاله ورفع القبعة تعظيما وتصاغر أمام هولاء ، لأن المسكين أبو رغال ( قبحه الله ) لا يملك قنوات فضائية مضللة وأعلام ، وأتباع كالجحوش يدافعون عنه ولا يفرقون بين الناقة والجمل ( كمثل الحمار يحمل أسفارا )) ، ومن الطرائف أن احد الأشخاص كان يشاهد رئيس الوزراء المعزول إبراهيم الجعفري أثناء زيارته لمدينة الصدر بعد حادثة جسر الأئمة (ع) وعلق مرتجلا : هذا الرجل على حق وباطله حق ، وبعد فترة وجيزة وبعد الضغط على الجعفري لعزله من رئاسة الوزراء قال نفس الرجل : لماذا لا يتنازل هذا الرجل ويريح العراق!!!! ، ومن الطرائف الأخرى المعبرة عن تعطيل العقل والتقليد الأعمى قال أحد الأشخاص : أنا على استعداد أن اترك الصلاة الواجبة إذا قال لي مرجع التقليد لا تصلي !!! ومن هذه النظائر كثير .
نحن الشيعة نملك تراثا دينيا وجهاديا عظيما مشهودا له ،وهولاء السياسيين الذين يحكمون العراق الآن لا يمثلون فكر أهل البيت (ع) وإن لبسوا العمائم أو أطالوا اللحى ، أولطموا على صدورهم أو وجوههم الصلفة ،أو وضعوا خواتم العقيق والفيروز في أصابعهم التي لاتعرف سوى التبصيم للسيد الأمريكي .
لقد قارع الشيعة اليهود والصليبيين والظالمين على مر التاريخ ، ولهم صحائف نقية لم تلوثها علائق الدنيا ، ومواقف وطنية لايختلف فيها اثنان ، متتبعين بذلك أئمة أهل البيت عليهم السلام الذين هم خير مثال نحتذي به .
ولو تتبعنا تراث أهل البيت (ع) العطر الذي هو امتداد لرسول الله (صلى الله عليه وآله) لوجدنا كيف كانت تضحيات وجهاد وبطولة الإمام علي (ع) في غزوات الرسول ، ووقوفه مع الخليفتين أبو بكر وعمر في الإعداد للفتوحات الإسلامية ،والذي كان يمثل آنذاك من اكبر المستشارين ، وكذلك الإمام الحسن ابن علي (ع) ومشاركته في الفتوحات الإسلامية ، ودور الإمام الحسين (ع) في مقارعة الظلم وبذل دمه في سبيل الإصلاح ،ودعاء الإمام علي زين العابدين (ع) لأهل الثغور في زمانه ، علما بأن أهل الثغور آنذاك هم جيوش بني أمية كانت المرابطين على تخوم بلاد الروم وغيرها ، وكان كل ذلك يصب في صالح الإسلام ، وهذا هو تراث التشيع العلوي الحقيقي ، أما مايحدث الآن من عمالة لأمريكا وطائفية وتكفير للخلفاء والصحابة سيما أبا بكر وعمر أو الطعن بزوجات النبي (ص) ، فهذه أفكار شاذة شبيهة بأفكار القرامطة والخوارج والصفويين والوهابية أتباع السفاح الإرهابي محمد بن عبد الوهاب .
وان الذين يمارسون الطائفية ويخدعون الناس بأسم الدين ، والدين لعق على ألسنتهم ، نراهم الآن يتسابقون فيما بينهم للحصول رضا السيد الأمريكي ، وتقبيل عتبات البيت الأبيض والطواف حوله ، مخادعين بذلك الله ورسوله ، ومستغفلين هذا الشعب الجريح ، ونحن لما نلوم السياسيين الشيعة ،ذلك لأنهم يتبعون ويشايعون أهل البيت (ع) ، وفكر أهل البيت (ع) بعيد كل البعد عنهم .
وكل مانتمنى هو أن يتراجع هولاء عن مواقفهم ويعودوا لأصول وتراث المذهب الشيعي الأصيل ، الذي يحرم الولاء للكفار والمحتلين والظالمين والركون إليهم ، والذي يدعوا للوحدة الإسلامية ، وحب الأوطان والولاء لأرضها، وعدم التستر بالدين أوالد جل ، لأن التاريخ لايرحم ، وخير مثال لذلك أبو رغال الذي دل أبرهة على الكعبة ، وباتت تلعنه الأجيال وأضحى من ذلك اليوم مثالا للعمالة والخيانة والخسة .