بسم الله الرحمن الرحيم
وبعد السلام والتحية فإن التاريخ لا يترك شاردة ولا واردة إلا ويذكرها للعبرة ولكي لا يضيع الحق ،،، ومن بعض عجائب التاريخ هو موضوع تهنئة الخليفة الأول بالخلافة المغتصبة فقد ذكر الطبرسي في كتابه (الاحتاج /مج1) : إن أمير المؤمنين علي (عليه السلام) بعد أن كفن النبي ودفنه روحي له الفداء وجرى ما جرى من أعمال السقيفة وغصب الخلافة تكلم سلمان مع الإمام فقال : ((إن القوم قد صنعوا كذا وكذا وإن أبا بكر الساعة لعلى منبر رسول الله وما يرضى الناس أن يبايعوا له بيد واحدة إنهم يبايعونه بيديه جميعا ، فقال الإمام : يا سلمان هل تدري من أول من يبايعه على منبر رسول الله ؟ قلت : لا ، إلا إني قد رأيته في ظلة بني ساعدة و.......... فقال الإمام : إني لست أسألك عن هذا ولكن تدري من أول من بايعه حين صعد منبر رسول الله؟ قلت : لا أدري لكن رأيت شيخا كبيرا متوكئا على عصاه بين عينيه سجادة شديد التشمير قد صعد إليه وهو يبكي ويقول : الحمد لله الذي لم يمتني ولم يخرجني من الدنيا حتى رأيتك في هذا المكان ابسط يدك أبايعك ، فبسط يده فبايعه ثم نزل فخرج من المسجد! فقال لي علي (عليه السلام) : يا سلمان هل تدري من هو ؟ قلت : لا ولكني سائتني مقالته كأنه شامت بموت رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال لي علي : إن ذلك إبليس لعنه الله أخبرني رسول الله إن إبليس ورؤساء أصحابه شهدوا نصب رسول الله إياي يوم غدير خم بأمر الله تعالى ، وأمرهم أن يبلغ الشاهد الغائب فأتاه أبالسة ومردة أصحابه فقالوا : إن هذه الأمة مرحومة معصومة وما لنا ولا لك عليهم من سبيل ، قد علموا إمامهم ومفزعهم بعد نبيهم فانطلق إبليس كئيباً حزيناً فأخبرني رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن لو قبض أن الناس سيبايعون أبا بكر في ظلة بني ساعدة بعد أن تخاصمهم بحقك وحجتك ثم يأتون المسجد فيكون أول من يبايعه على منبري إبليس لعنه الله في صورة شيخ كبير مستبشر يقول : كذا وكذا ثم تجتمع شياطينه وأبالسته فينخر ويكسع ثم يقول لهم : كذا زعمتم أن ليس علي عليهم سبيل فكيف رأيتموني صنعت بهم حين تركوا أمر من أمرهم الله بطاعته وأمرهم رسوله)).
تعليق