تويت
آية المباهلة ومكانة علي
بسم الله الرحمن الرحيم
وقوله فصل الاستدلال بآية المباهلة على تفضيل
الإمام علي 
على من سوى الرسول 
على من سوى الرسول فاستدل من حكم لأمير المؤمنين (صلوات الله عليه) بأنه أفضل من سالف الأَنبياء عليهم السلام وكافة الناس سوى نبيّ الهُدى محمد بأن قال قد ثبت أن رسول الله أفضل من كافة البشر بدلائل يسلمها كل الخصوم
بأن قال قد ثبت أن رسول الله أفضل من كافة البشر بدلائل يسلمها كل الخصوم : (أَنا سيّدُ البَشَرْ) . وقوله : )أَنا سيّد ولدِ آدَم ولا فَخَرْ( .
وإذا ثبت أنه (عليه الصلاة والسّلام) أفضل البشر وجب أن يليه أمير المؤمنين (صلوات الله وسلامهُ عليه) في الفضل بدلالته على ذلك وما أقامه عليه من البرهان . فمن ذلك أنه
لما دعا نصارى نجران إلى المُباهلة ليوضح عن حقه ويُبرهن عن ثبوت نبوته ويدل على عنادهم في مخالفتهم له بعد الذي أقامه من الحجة عليهم جعل عليّاً في مرتبته وحكم بأنه عدله وقضى له بأنه نفسه ولم يحططه عن مرتبته في الفضل وساوى بينه وبينه فقال مُخبراً عن ربّه عز وجل بما حكم به من ذلك وشهد وقضى ووكد ((فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللهِ عَلَى الْكاذِبِينَ< . فدعا الحَسَنْ والحُسَين عليهما السلام للمُباهلة فكانا ابنيه في ظاهر اللفظ ودعا فاطمة (سلامُ اللهِ عليها) وكانت المعبر عنها بنسائه ودعا أمير المؤمنين فكان المحكوم له بأنه نفسه . وقد علمنا أنه لم يرد بالنفس ما به قوام الجسد من الدم السائل والهواء ونحوه ولم يرد نفس ذاته إذ كان لا يصح دعاء الإنسان نفسه إلى نفسه ولا إلى غيره فلم يبق إلا أنه أراد بالعبارة عن النفس إفادة العدل والمثل والنظير ومن يحل منه في العز والإكرام والمودة والصيانة والإيثار والإعظام والإجلال محل ذاته عند الله سبحانه فيما فرض عليه من الاعتقاد بها وألزمه العباد . ولو لم يدل من خارج دليل على أن النّبي أفضل من أمير المؤمنين لقضى هذا الاعتبار بالتساوي بينهما في الفضل والرتبة ولكن الدليل أخرج ذلك وبقي ما سواه بمقتضاه .