بل إلعنوا مليشيات الغدر وابكوا على عراقكم الذي قدّمتموه قرباناً للصليبيين
إن مافعله صدّام في العقود الثلاث التي حكم بها العراق لا يُوازي مافعله المالكي ومن قبله من مخلّفات العجم بأهل العراق ومن أهل السّنة خاصّة ..
تحت مرأى المالكي وعلمه قُتل من قُتل من السنّة على الهوية بل على الإسم .. وتم التنكيل بعلماء السنّة وثقب أجسادهم بالدرل .. وتهجير اُسر من قُراهم وتفجير مساجدهم ..
في السنتين التي أعقبت الإطاحة بصدّام قُتل الكثير من الشيعة الأبرياء .. ولكن على يد الزرقاوي وقاعدته التي ليس لها صلة بأهل العراق .. وكانت تلك الأفعال ردّات فعل على ما يفعله بالخفاء أعضاء منظّمة ( غدر ) .. ولكن ليس تبريراً للقاعدة على أن تقتل الأبرياء من الشيعة العوام .. وكانت تحصل إدانات مستمرّة من هيئة علماء المسلمين السنّية .. ومن رموز وزعماء العشائر السنيّة ..
وبعد ذلك وعندما استشرى القتل من المليشيات الصفوية والملشيات الصدرية لم تحصل أي إدانة من علماء الشيعة بقيادة السيستاني .. بل حتّى إجتماع مكة الكمرّمة والذي تم توقيع مذكرة بتحريم الدم العراقي والذي حضر فيه علماء السنة .. لم يحضر السيستاني ولم يُرسل مندوباً .. وكان هذا الأمر مستهجناً حتّى من قِبل الشيعة المعتدلين .. بل إكتفى بخطاب لكي لا يكون مُلزماً بتنفيذه .. كما التوقيع على المذكّرة ..
قُتل صدّام بعد مُحاكمة صورية إبتدأت بقضية الديجيل والتي تأتي بعد زمن من مذبحة حلبجة .. فلقد كان الأولى الإبتداء بتلك المذبحة والتي يُطلق عليها " الأنفال " ولكن لأن الضحايا في الثانية من أهل السنة والجماعة .. فدمائهم خبيثة وغير نقية كما شيعة الديجيل وهذا في نظر أذناب إيران .. بل هناك مذبحة الرمادي والذين هم أيضاً من أهل السنة .. ولكن لا يُعرج على تلك القضايا ولا يتم حتى الإشارة نحوها ..
فلقد كانت المحاكمة غير نقية وغير نزيهة ومختزلة في طائفة معيّنة دون بقيّة الطوائف ..
وانتهت المحاكمة بإعدام الرجل في يوم عيد المسلمين من أهل السنّة .. دون إعتبار لشعور أو أهمّية للتوقيت .. فالعيد هو للتسامح ولكن عند الشيعة هو تشفّي وإظهار لمكنون الصدور التي تُخفي الحقد والغل .. فالتقيّة مهما كانت دين لديهم إلاّ أنها ضغط كبير يتحيّن الفرصة لينفجر ..
إختيار العيد للتضحية بهذا الرجل كان قمّة الإستفزاز ..
فالعيد هو للفرح وللتسامح ولدفن البغضاء والحقد .. وتقطيع أوراق الماضي وفتح صفحات جديدة تملأها المودة والحب والصفح الكريم .. وهذا الكلام ليس لإنتقاد الإعدام .. فالرجل يستحقّه لما فعله في حياته من كل أنواع الظلم على الإنسان وعلى الطبيعة .. ولربما يكون هذا الإعدام كفّارة له إن تاب قبل موته .. ولكن هذا الكلام لإنتقاد التوقيت فقط .. فلو كان في غير ذلك الزمان لكان مقبولاً ومنصفاً على القليل ..
تصوير الإعدام أثبت بما لا يدع مجالاً للشك على طائفية الحكومة ( المزبلة ) الحالية .. والتي تأخذ أوامرها من جارتها .. فما سمعناه من العبارت في حجرة الإعدام وفي وقت التنفيذ يُثبت أن من يحكم العراق هو المليشيات الشيعية الطائفية .. فما علاقة تنفيذ الحكم بترديد: " مقتدى ..مقتدى ..مقتدى " .. وختمها أحدهم بالحكم على الرجل بجهنّم .. فقد تأله على الله .. وكأنه هو من يُصرف الناس إمّا إلى جنّة وإما إلى نار .. تعالى الله عمّا يقولون ويفعلون ..
ذهب صدّام .. وقد أفضى إلى ما قدّم .. وبقي أهل العراق الرجال المخلصين .. فالله يكون في عونهم على أعدائهم من الصفويين والصليبيين, فقد ارتفع شأن أحفاد ابن العلقمي .. وسيأتي اليوم الذي يعود الحق لأصحابه ..
لا تــأسف على غدر الزمان لطالما ** رقصت على جثث الأُسـود كلابا
ولا تحسبن برقصها تعلو على أسيادها ** تبقى الأُسود اسوداً والكلاب كلابا
تعليق