بسمه الواحد الاحد الفرد الصمد
عندما كان إمامنا يطوف حول الكعبة في اليوم الثامن من شهر ذي الحجة
جاء النداء الظالم والجائر بقتله ولو كان متعلقا بأستار الكعبة
نداء ابن زياد اللعين
حل إحرامه عليه السلام وأعد العدة للسفر وخرج مع أهل بيته عليهم السلام
متوجها الى العراق
ظلت ابنته العليلة فاطمة بالمدينة فهي لا تقوى على السفر لمرضها
التي نادته حين خروجه أبي ياحسين خذني معك .. نظر إليها نظرة وداع وحنان
ضمها والحسرة في قلبه الطاهر على فراقها لانه يعلم أن لا لقاء معها بعد هذا اليوم
نادت أبيها لا تتركني يا أبي وحيدة خذني معك
مسح سيدنا على شعرها برقة وحنان ..ولم يستطع أخذها
السفر شاق ومتعب ... لا يعرف متى تحط رحالهم ومتى سيستقرون ..
وأنى الاستقرار ..............!!!
هذه صحراء غابره وهذا عدو غادر ظالم جائر
طمأنها مولانا الحسين (ع) قرة عيني .. ابقي هنا سنعود ..
روحي فداه سيدي يعلم أن الشهادة تنتظره والموت قرينه
ولكنه أجبر خاطرها بهذه العواطف الأبوية المتدفقة
احست فاطمة عليها السلام أن لا لقاء مع أبيها ثانية
بكت بكاء شديد .. ودعت أبيها والعائلة الكريمة
ولكنها لم تستطع النوم بعد سفرهم
كانت تنتظر وتتساءل متى سيأتي أبي؟ متى ستعود عائلتي ؟
اشتاقت لوالدها ريحانة رسول الله سيد شباب أهل الجنة
تساءلت بشوق ولهفة وانتظار ..
أي سفر هذا الذي أخذ أبي مني..الفراق قتلني ..
نادت ... أبه ياحسين .. الانتظار فطر قلبي متى ستعود ؟
أبي .....
لقد فارقت عيناي النوم وزادت علتي
ظلت على هذا الحال واللهفة في صدرها والحنين أذاب جوفها ...
وبعد مدة من الانتظار والشوق والحنين ....
جاءت سيدة وجيهة عليها عثرات السفر مرهقة كئيبة معصبة الرأس تلبس السواد
لم تعرفها ابنة أخيها الحسين فاطمة عليهما السلام ....
سألتها : من أنت؟ أين أبي ؟
قالت لها السيدة عليها السلام : أنا عمتك زينب إن أباك
شهيد في الجنة عظم الله لك الاجر يافاطمة ياحبيبتي
احتظنت فاطمة عمتها بالبكاء والنياح
ساعد الله قلبك يافاطمة
ساعد الله قلبك يازينب
كم لاقيتِ من مصائب ورزايا وكم صبرتَ واحتسبتت ِعند الله
لله درك يا أم المصائب له درك جزاك الله الجنه
آه من هذه الليالي والايام أظلمت فيها الدنيا وغابت الشمس وصاحت الملائكة
بكت الجبال والسماء بكت الدواب والارض على مصاب ابي عبد الله الحسين (ع)
تفطرت قلوبنا معكما ... سيدتي فاطمة .. سيدتي زينب
جميعنا ننوح على فراق امامنا
حزنت دورنا وهوت جدراننا
بكاء وأنين صياح وعويل وحسرات في قلوبنا
واويلاه واسيداه سبط الرسول راح منا
سنظل ذكراه إلى آخر نبضة بقلوبنا
ولو جفت دماؤنا سبجري حبه في شراييننا
نجدد الاحزان ونعلن الحداد ونلبس السواد ولا نبالي بأعادينا
سنصرخ وونادي ...
أين ريحانة رسول الله ؟
أين سبط المصطفى الهادي
أصوات بالسماء تناجي .. ألا من ناصر ينصر حسينا ؟
ألا من معين ؟ قبل هجوم الأعادي ولكن .....
صمت رهيب خيم على الجميع
هجم القوم على عترة الرسول .......
سيوف سلطت ورقاب حزت ودماء بعثرت
وأطفال يتمت وصدور رضت ورؤوس قطعت
مناظر رهيبه وأشلاء مقطعة
ياليت السيوف قطعتني إربا ولم تنال من سيدي
أنا ياسيدي خادمك وخادم أهل بيتك
أودعك و قلبي يتفطر ألما لاني عجزت عن نصرتك
فاعذرني سيدي ... عاذرني ...ياليتني كنت معك
وا أسفاه واحسرتاه
سأجدد الصرخة ...لبيك سيدي ياحسين
لبيك ياقرة العين
لبيك يا ابن الزهراء لبيك يا ابن المرتضى
لبيك ياحسين
وامصيبتاه واحسيناه
10 / 12 / 1427 /
تعليق