هل يضع إعدام صدام حداً للتحقيق في جرائمه؟ (منقول من صحيفة الميثاق البحرينية)
من مواضيع منامية زينبية :0 هل يضع إعدام صدام حداً للتحقيق في جرائمه؟ (منقول من صحيفة الميثاق البحرينية)
0 لم يطالب بالبرلمان ودعا الناس إلي دخوله ... العلامة المدني: (منقول من جريدة الميثاق)
[size=8]هــل يضــع إعــدام صــدام حــداً للتحقيـق في جـرائمـه؟ [/size]
[color=#5C92CC]01/01/2007
كتب: حسن الشيخ محمد الستري*
تم فجر أمس الاول تنفيذ حكم الاعدام في طاغية العراق المجرم صدام حسين، هذا الحكم الذي صدر بحق صدام اثر محاكمة لن اصفها كما وصفها الرئيس الامريكي جورج دبليو بوش بالمحاكمة العادلة، ولكنني اتفق معه في ان صدام حسين اعدم بعد محاكمة لم يمنحها في يوم من الايام لاحد من الذين نفذ فيهم حكم الاعدام، اذ كان صدام غالبا ينفذ حكم الاعدام لمجرد الشك، وكثيرا ما كان يكيل تهما ليست لها اساس من الصحة للابرياء ثم يعدمهم.
ولكن يحق لي ان اتساءل لماذا اختيرت قضية الدجيل القضية الاولي لمحاكمته رغم انها ليست جريمته الاولى زمنيا كما انها ليست الاكبر حجما؟
ولماذا نفذ حكم الاعدام مباشرة دون استكمال التحقيق في قضية الانفال وفتح تحقيق في بقية القضايا؟
فصدام قتل اكثر من مئة وعشرين عالما من علماء الدين العراقيين في مقدمتهم سماحة آية الله العظمى الشهيد السيد محمد باقر الصدر "قده"، وشن حربا حامية الوطيس على جارته المسلمة ايران دامت اكثر من ثمانية اعوام متواصلة، وراح ضحيتها اكثر من مليون شهيد من الجانبين، كما انه غزا الكويت ولم يخرج منها الا مجبرا وبعد ان دمر بنيتها التحتية وحرق آبارها النفطية، كذلك قمعه البربري للانتفاضة الشعبانية وحيازة اسلحة الدمار الشامل واستخدامها ضد المدنيين في العراق وخارج العراق، ناهيك عن ملئه لمطار القاهرة بالآلاف من جثث المواطنين المصريين الذين قتلهم في العراق.
جميع هذه الجرائم ارتكبها الرئيس العراقي المخلوع صدام، ولكنهم استبعدوا جريمته الاكبر حجما "حرب الخليج الاولي" وآثروا ان يحاكم بجريمة الدجيل لانها ربما تكون الجريمة الوحيدة من جرائم صدام التي ليست للامريكيين والبريطانيين يد فيها، ولان فتح ملف جريمة حرب الخليج الاولي سيفتح النارعلى محركي هذه الحرب من وراء الكواليس، فالجميع يعرف ان المجرم صدام ما كان ليخوض هذه الحرب لولا الدعم العسكري من قبل الولايات المتحدة الامريكية والتمويل المادي من بعض دول المنطقة الذين ازعجهم رفع الحكومة الايرانية الفتية لشعار تصدير الثورة، ظنا منهم ان ايران تسعى لقلب انظمة الحكم في بلادهم.
وبعد ان حقق المجرم صدام رغبة الولايات المتحدة الامريكية في اثخان الجمهورية الاسلامية الايرانية بالجراح وشغلها بنفسها عن العالم، كان لزاما على امريكا ان تبتر مخالب الذئب الذي ربته، والتخلص من اسلحته الفتاكة التي مولته بها ايام الحرب لكي لا يستخدمها ضد حليفتها الدائمة اسرائيل، وكان غباء الغادر صدام المتمثل في غزو الكويت وجعلها المحافظة رقم تسعة عشر من محافظات العراق فرصة ذهبية امام امريكا لتدخل المنطقة بآلاتها الحربية وتقود العالم لطرد الطاغية صدام حسين من العراق، لتفرض بعدها حظرا اقتصاديا وعسكريا على العراق.
الا ان بقاء صدام على عرش بغداد وسيطرته على جزء لا يستهان به من النفط العالمي امر يقض مضجع الامريكيين، وهو ما جعلهم يقودون حربا للاطاحة بالطاغية تحت ذريعة نزع أسلحة الدمار الشامل من العراق وإرساء الديمقراطية فيه، رغم قناعة امريكا التامة بعدم وجود أسلحة دمار شامل في العراق، كما ان إدعاء إرساء الديمقراطية في العراق ادعاء باطل، لانها لو كانت فعلا تريد ذلك لاستغلت الفرصة السانحة امامها بعد حرب الخليج الثانية، ولساعدت العراقيين في انتفاضتهم الشعبانية ضد دكتاتور العراق، لكنها وقفت تتفرج عليه وهو يقمع الانتفاضة قمعا بربريا.
على اية حال فالمجرم صدام يستحق الاعدام حتى من دون محاكمة، ولكن يجب ان لا يكون الاعدام نهاية للتحقيق في جرائمه كما كان نهاية لحياته، بل يجب استمرار التحقيق لينكشف للعالم بالادلة كل الذين يقفون وراء كواليس جرائمه.
كما انني اسجل استنكاري واستغرابي من الذين يدافعون عنه ويعتبرونه بطلا قوميا لانه قصف تل ابيب ببعض الصواريخ، متناسين جرائمه التي لا تعد ولا تحصى، فقصف تل ابيب وإجارة بعض الفلسطينيين وتبني بعض القضايا العربية، كلها امور لا تشفع لصدام وتسقط عنه القصاص العادل الذي اقرته الشريعة الإسلامية لقاتل النفس عمدا بغير نفس الا اذا عفا عنه ولي القتيل او اراد ان ياخذ دية للقتيل بدلا من ان يقتص من القاتل، كما ان عجز العراقيين عن الاقتصاص من امريكا امر لا يعني عدم أحقيتهم في الاقتصاص من صدام.
واما استهجان البعض لتنفيذ حكم الإعدام في الأشهر الحرم، فإني أقول لهم ان الشريعة الإسلامية لا تحرم تنفيذ القصاص في الأشهر الحرم، ثم ان صدام نفسه لم يوقف حربه مع ايران خلال الأشهر الحرم، بل غزا الكويت خلال الأشهر الحرم!!. قال تعالي: '' الشهر الحرام بالشهر الحرام والحرمات قصاص فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم واتقوا الله واعلموا أن الله مع المتقين ".
وفي الختام اقول لاخواني العراقيين شيعة وسنة واكراد: الان وقد ولى الطاغية الى غير رجعة، ومهما حصل لكم جميعا، يبقى الهاجس الاكبر الذي يستحق التضحية هو العراق، فالعراق لا يقاس بهذا الرجل او ذاك، ولكن قدسية العراق تتطلب منكم جميعا وحدة الصف ونسيان الماضي والتخطيط للمستقبل، مع تمنياتنا للشعب العراقي بمزيد من التقدم والتوفيق.
_________________________
* من أسرة الميثاق
][color=#5C92CC]01/01/2007
كتب: حسن الشيخ محمد الستري*
تم فجر أمس الاول تنفيذ حكم الاعدام في طاغية العراق المجرم صدام حسين، هذا الحكم الذي صدر بحق صدام اثر محاكمة لن اصفها كما وصفها الرئيس الامريكي جورج دبليو بوش بالمحاكمة العادلة، ولكنني اتفق معه في ان صدام حسين اعدم بعد محاكمة لم يمنحها في يوم من الايام لاحد من الذين نفذ فيهم حكم الاعدام، اذ كان صدام غالبا ينفذ حكم الاعدام لمجرد الشك، وكثيرا ما كان يكيل تهما ليست لها اساس من الصحة للابرياء ثم يعدمهم.
ولكن يحق لي ان اتساءل لماذا اختيرت قضية الدجيل القضية الاولي لمحاكمته رغم انها ليست جريمته الاولى زمنيا كما انها ليست الاكبر حجما؟
ولماذا نفذ حكم الاعدام مباشرة دون استكمال التحقيق في قضية الانفال وفتح تحقيق في بقية القضايا؟
فصدام قتل اكثر من مئة وعشرين عالما من علماء الدين العراقيين في مقدمتهم سماحة آية الله العظمى الشهيد السيد محمد باقر الصدر "قده"، وشن حربا حامية الوطيس على جارته المسلمة ايران دامت اكثر من ثمانية اعوام متواصلة، وراح ضحيتها اكثر من مليون شهيد من الجانبين، كما انه غزا الكويت ولم يخرج منها الا مجبرا وبعد ان دمر بنيتها التحتية وحرق آبارها النفطية، كذلك قمعه البربري للانتفاضة الشعبانية وحيازة اسلحة الدمار الشامل واستخدامها ضد المدنيين في العراق وخارج العراق، ناهيك عن ملئه لمطار القاهرة بالآلاف من جثث المواطنين المصريين الذين قتلهم في العراق.
جميع هذه الجرائم ارتكبها الرئيس العراقي المخلوع صدام، ولكنهم استبعدوا جريمته الاكبر حجما "حرب الخليج الاولي" وآثروا ان يحاكم بجريمة الدجيل لانها ربما تكون الجريمة الوحيدة من جرائم صدام التي ليست للامريكيين والبريطانيين يد فيها، ولان فتح ملف جريمة حرب الخليج الاولي سيفتح النارعلى محركي هذه الحرب من وراء الكواليس، فالجميع يعرف ان المجرم صدام ما كان ليخوض هذه الحرب لولا الدعم العسكري من قبل الولايات المتحدة الامريكية والتمويل المادي من بعض دول المنطقة الذين ازعجهم رفع الحكومة الايرانية الفتية لشعار تصدير الثورة، ظنا منهم ان ايران تسعى لقلب انظمة الحكم في بلادهم.
وبعد ان حقق المجرم صدام رغبة الولايات المتحدة الامريكية في اثخان الجمهورية الاسلامية الايرانية بالجراح وشغلها بنفسها عن العالم، كان لزاما على امريكا ان تبتر مخالب الذئب الذي ربته، والتخلص من اسلحته الفتاكة التي مولته بها ايام الحرب لكي لا يستخدمها ضد حليفتها الدائمة اسرائيل، وكان غباء الغادر صدام المتمثل في غزو الكويت وجعلها المحافظة رقم تسعة عشر من محافظات العراق فرصة ذهبية امام امريكا لتدخل المنطقة بآلاتها الحربية وتقود العالم لطرد الطاغية صدام حسين من العراق، لتفرض بعدها حظرا اقتصاديا وعسكريا على العراق.
الا ان بقاء صدام على عرش بغداد وسيطرته على جزء لا يستهان به من النفط العالمي امر يقض مضجع الامريكيين، وهو ما جعلهم يقودون حربا للاطاحة بالطاغية تحت ذريعة نزع أسلحة الدمار الشامل من العراق وإرساء الديمقراطية فيه، رغم قناعة امريكا التامة بعدم وجود أسلحة دمار شامل في العراق، كما ان إدعاء إرساء الديمقراطية في العراق ادعاء باطل، لانها لو كانت فعلا تريد ذلك لاستغلت الفرصة السانحة امامها بعد حرب الخليج الثانية، ولساعدت العراقيين في انتفاضتهم الشعبانية ضد دكتاتور العراق، لكنها وقفت تتفرج عليه وهو يقمع الانتفاضة قمعا بربريا.
على اية حال فالمجرم صدام يستحق الاعدام حتى من دون محاكمة، ولكن يجب ان لا يكون الاعدام نهاية للتحقيق في جرائمه كما كان نهاية لحياته، بل يجب استمرار التحقيق لينكشف للعالم بالادلة كل الذين يقفون وراء كواليس جرائمه.
كما انني اسجل استنكاري واستغرابي من الذين يدافعون عنه ويعتبرونه بطلا قوميا لانه قصف تل ابيب ببعض الصواريخ، متناسين جرائمه التي لا تعد ولا تحصى، فقصف تل ابيب وإجارة بعض الفلسطينيين وتبني بعض القضايا العربية، كلها امور لا تشفع لصدام وتسقط عنه القصاص العادل الذي اقرته الشريعة الإسلامية لقاتل النفس عمدا بغير نفس الا اذا عفا عنه ولي القتيل او اراد ان ياخذ دية للقتيل بدلا من ان يقتص من القاتل، كما ان عجز العراقيين عن الاقتصاص من امريكا امر لا يعني عدم أحقيتهم في الاقتصاص من صدام.
واما استهجان البعض لتنفيذ حكم الإعدام في الأشهر الحرم، فإني أقول لهم ان الشريعة الإسلامية لا تحرم تنفيذ القصاص في الأشهر الحرم، ثم ان صدام نفسه لم يوقف حربه مع ايران خلال الأشهر الحرم، بل غزا الكويت خلال الأشهر الحرم!!. قال تعالي: '' الشهر الحرام بالشهر الحرام والحرمات قصاص فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم واتقوا الله واعلموا أن الله مع المتقين ".
وفي الختام اقول لاخواني العراقيين شيعة وسنة واكراد: الان وقد ولى الطاغية الى غير رجعة، ومهما حصل لكم جميعا، يبقى الهاجس الاكبر الذي يستحق التضحية هو العراق، فالعراق لا يقاس بهذا الرجل او ذاك، ولكن قدسية العراق تتطلب منكم جميعا وحدة الصف ونسيان الماضي والتخطيط للمستقبل، مع تمنياتنا للشعب العراقي بمزيد من التقدم والتوفيق.
_________________________
* من أسرة الميثاق
من مواضيع منامية زينبية :0 هل يضع إعدام صدام حداً للتحقيق في جرائمه؟ (منقول من صحيفة الميثاق البحرينية)
0 لم يطالب بالبرلمان ودعا الناس إلي دخوله ... العلامة المدني: (منقول من جريدة الميثاق)



تعليق