إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

الأعجاز العلمي للقرآن و السنة - 5 -

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الأعجاز العلمي للقرآن و السنة - 5 -

    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته و صلى الله و سلم على سيدنا محممد أشرف الخلق وعلى أله و صحبه الميامين و من تبعهم الى يوم الدين و رضي الله عن الخلفاء الراشدين أبي بكر الصديق و فاروق الآمة عمر بن الخطاب رضي الله عنه و سيدنا عثمان دي النورين رضي الله عنه وسيدنا الفقيه علي رضي الله عنه .



    من بديع الإعجاز الغيبي في السنة النبوية
    تحقق الوعد النبوي لتميم الداري
    بقلم الدكتور: عبد الرحيم الشريف
    دكتوراه في التفسير وعلوم القرآن الكريم
    بعد إسلامه بقليل.. قال تميم الداري: " يا رسول الله إني لي جيرة من الروم بفلسطين، لهم قرية يقال لها حبرا [الخليل]، وأخرى يقال لها بيت عينون، فإن فتح الله عليك الشام فهبهما لي ".
    - قال: " هما لك".
    - قال: " فاكتب لي بذلك كتاباً ".
    فكتبَ له: " بسم الله الرحمن الرحيم، هذا كتاب محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم لتميم بن أوس الداري، أن له قرية حبرا وبيت عينون، قريتها كلها: سهلها وجبلها وماؤها وحرتها وأنباطها وبقرها، ولِعَقِبِه من بعده..".
    فلما ولي أبو بكر رضي الله عنه كتبَ له كتاباً نصُّه: " هذا كتاب من أبي بكر أمين رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي استخلِف في الأرض بعده، كتبه للداريين [تميم الداري وأبناؤه]ألا يفسد عليهم مأثرتهم قرية حبرا وبيت عينون، فمن كان يسمع ويطيع فلا يفسد منها شيئاً، وليقمْ عمرو بن العاص عليهما، فليمنعهما من المفسدين ". [1]
    وعائلة التميمي التي تنتسب إلى تميم الداري ـ رضي الله عنه ـ أصيلة في الخليل (حبرون)، وهي من أعرق العائلات الخليلية لغاية الآن...
    وأشهد أن محمداً رسول الله !!


    -
    المشي حافيا يخفف ألم روماتزم الركبة
    نشرت جريدة الشرق الأوسط مقال كتبه الدكتور حسن محمد صندقجي(1) بعنوان " المشي حافيا يخفف ألم روماتزم الركبة " ننقله بتصرف للفائدة:
    هل سيجعل أطباء الباطنية أوأطباء العظام واحدة من نصائحهم الطبية لمرضى الروماتزم في مفصل الركبة أوالورك، أن يتخلصوا من أحذيتهم ويمشوا بالتالي حفاة الأقدام؟
    ربما هناك من يقول إن من الأطباء من سيتبنى ذلك مستقبلا. وقد يستندون إلى ما أعلنه أخيراً باحثون من شيكاغو، قالوا في نتائجهم إن عدم ارتداء الأحذية الحديثة والمشي بقدمين حافيتين يخفف من ألم روماتزم الركبة، ويقلل أيضا من التلف في تراكيبها الداخلية نتيجة للحد من تأثيرات القوى الضاغطة عليها بفعل حركات المشي حال ارتداء الأحذية المعتادة في القدمين.
    وما قالوه كان بعد دراسة مقارنة دقيقة قاموا بها لملاحظة مدى تأثر تراكيب مفصل الركبة وغيره من مفاصل الأطراف السفلى أثناء المشي بنوعية تحرك القدم عند ارتداء الحذاء وعند خلعه. ونشرت دراستهم، الغريبة والفريدة من نوعها، في عدد سبتمبر من مجلة التهاب المفاصل والروماتزم الصادرة في الولايات المتحدة. وهي دراسة يحتار المتأمل في كيفية الاستفادة منها بشكل عملي في نصح أي من مرضى الروماتزم بنتاجها. وتمثل نموذجا للدراسات الطبية التي تحتاج إلى إعادة قراءة ومراجعة قبل التأثر بالإثارة الإعلامية الجذابة لها.
    وتختلف هذه الدراسة الجديدة عن سلسلة من الدراسات الصادرة عن مؤسسة أوريغن للأبحاث في الولايات المتحدة حول فوائد المشي دون ارتداء الأحذية أوغيرها، التي أثبتت أن إتباع أسلوب المشي الحافي على أسطح مغطاة بما يشبه تضاريس الحصى لمدة معينة يوميا، يؤدي إلى اكتساب كبار السن قدرات أفضل على حفظ التوازن أثناء المشي، والأهم من هذا هوتحقيق خفض في مقدار ضغط الدم. وهذا وما كنت قد تبنيته في إجابتي ضمن زاوية استشارات طبية قبل بضعة أشهر عن سؤال حول فوائد المشي بلا حذاء.
    وتظل المقارنة بين المشي حافيا أو ارتداء الأحذية قائمة برغم الدعايات لها تحت مسمى الطب الصيني أو غيره، مما يطلق عليها العلاج بعلم الأقواس العصبية أوغيره من الأنواع.
    * الركبة والحفاة
    وكانت الباحثتان الدكتورة ناجية شكور والدكتورة جويل بولك من كلية رش للطب بشيكاغوقد لاحظتا أن كثيرا من الدراسات وتعليقات المصادر الطبية قد أشارت إلى أن التطور في عمليات تلف تراكيب مفاصل الأطراف السفلى لدى مرضى الروماتزم، ترتبط إلى حد كبير بتأثيرات كمية القوى الميكانيكية الحيوية الواقعة على المفاصل فيها. وهي قوى تنجم عن تحريك الأطراف السفلى في الجسم، والمشي أحد أكثرها ممارسة في الحياة اليومية. وأضافت الباحثتان في حيثيات الدراسة أن أكثر الدراسات قد تناولت مفصل الركبة لدى مرضى الروماتزم، ومنها يبدوأن ثمة أدلة علمية على أن المرضى هؤلاء عرضة بشكل أكبر لحصول تطورات سلبية حينما يحصل ضغط ديناميكي عال وغير طبيعي في ركبهم، والذي من أمثلته ما لاحظته دراسات سابقة حينما قارنت وأثبتت أن هناك فرقاً بين تأثير استخدام أحذية عادية باستخدام أحذية طبية أثناء المشي. وقالت الباحثتان: إن مما هومحل اهتمام طبي، الاستراتيجيات التي تقلل بكفاءة من مقدار الضغط الديناميكي الحيوي الواقع على مفصل الركبة أثناء المشي. وحيث إنه لم يتم، بشكل مفصل، من قبل مقارنة المشي حافيا بالمشي حال ارتداء الأحذية العادية فإن البحث حاول جلاء حقيقة ماهية الفرق بينهما.
    وشملت الدراسة 75 مريضا بروماتزم الركبة، ممن معدل أعمارهم بلغ 59 سنة. وكان معدل وزن الجسم ضمن ما يصنف طبيا بزيادة في الوزن، حيث إن معدل مؤشر كتلة الجسم كان 4.28، أي زيادة في الوزن. وكان غالبهم من النساء، حيث بلغن 59 امرأة من الخمسة والسبعين مشتركا.
    وباستخدام كاميرات لتحليل صور حركة كامل الأطراف السفلى، وألواح ذات قدرات على تحديد القوة أثناء المشي، تم تقويم وتحليل ومقارنة طريقة المشي والقوى الميكانيكية الحيوية الواقعة على مفاصل الركبة حين ارتداء الأحذية أوالمشي دونها.
    وذكرت الباحثتان في نتائجهما أن عدم ارتداء الحذاء أثناء المشي قلل بدرجة مهمة من الضغط الديناميكي على مفصل الركبة وعلى مفصل الورك.
    * مقارنة وفوارق
    * والدراسة المبدئية هذه لو تأملناها بشيء من التأني والتحليل العقلي المنطقي لوجدنا أنها تحتاج إلى مزيد من البحث والمتابعة للتأثيرات على المصابين بالروماتزم حال مشيهم أثناء تأديتهم لأنشطة الحياة اليومية، على أسطح مختلفة، لأن واقع صورة المشي الكاملة ليست فقط ارتداء حذاء أو عدم ارتدائه، ففي الحياة اليومية هناك أسطح مختلفة وكثيرة يمشي عليها الإنسان، وهي تتطلب لا محالة أن يرتدي الإنسان حذاء كي يقي نفسه من مخاطر شتى لا تحتاج إلى استطراد في الذكر لأنها معلومة بداهة. والمشي على الأرضيات الباردة أو الساخنة، والمتسخة وغير المستوية، والسليمة مما قد يجرح الإنسان وغيرها من الصفات التي قد تؤذيه بقدر أكبر بكثير من منفعتها المحتملة على تخفيف الضغط الديناميكي الواقع على المفاصل.
    ولو كان الأمر مجرد مشي يومي ضمن برنامج واضح وله فوائد على المفاصل بشكل ثابت لكان الأمر والاقتراح مقبولا. لكن أن تتم المقارنة في أوضاع محدودة جدا ومثالية، أي غير واقعية، فهذا ما لا يفيد بشكل عملي تطبيقه أو اقتراحه أو حتى طرحه في دراسات علمية إلا بهدف الإثارة لذاتها. اللهم إلا إن كان المقصود الرئيس هوتنبيه الناس إلى مضار ارتداء الأحذية المعتادة مقارنة بالأحذية الطبية، بعيدا عن دعوة الناس إلى المشي حفاة. والواقع أن المقارنة في هذه الدراسة تختلف عن تلك في الدراسات التي تناولت تأثير أحذية ذات كعب عال أوصفات أخرى في الحذاء نفسه مما هوفي الأنواع الشائعة الاستخدام مقارنة بأحذية طبية تم في إنتاجها مراعاة جوانب صحية وتأثيرات ديناميكية حيوية معينة على المفاصل في الأطراف السفلى وفي أسفل الظهر. وتختلف أيضا عن مجموعة من الدراسات الصادرة عن الباحثين في مؤسسة أوريغن للأبحاث حول مجرد المشي الحافي على أسطح ذات تضاريس تشبه المشي على الحصى.
    * المشي على الحصى
    * وفي محاولات من الباحثين من مؤسسة أوريغن للأبحاث تمت متابعة الانخراط في برنامج لمدة أربعة أشهر من المشي ثلاث مرات أسبوعيا على سطح يشبه الأرض المفروشة بالحصاة cobblestone، كشيء مشابه لإحدى تقاليد ووسائل الطب الصيني بالمشي على الحصى. ونتائج الدراسات نشرت في مجلة المجمع الأميركي لعلم الشيخوخة في عامي 2003 و2005.
    وفي الدراسة أثبت الدكتور فيوزهونغ لي أن نتائج اتباع البرنامج هذا من قبل كبار السن يؤدي إلى تحسن في قدرات حفظ توازن الجسم أثناء الحركة، كما أن يقلل من مقدار ضغط الدم. وقال في تعليله إن المشي على حصاة بحجم البيض يعمل تدليكا للقدم ما يعطي تلك الفوائد الصحية.
    بيد أن بعض المصادر الطبية لم تقبل التعليل هذا، وقالت بأن نظام التدليك يتبع تنشيط مناطق معينة بوتيرة خاصة، في حين أن المشي على الحصاة هو إثارة عشوائية لمناطق مختلفة في باطن القدم الملامسة للأرض.
    والذي يبدو أن التعليل الأكثر دقة هو أن مشي كبار السن أو غيرهم على أسطح غير مستوية، لكنها لا تساعد على الانزلاق، يفيد الإنسان في ضبط توازن حركة الإنسان أثناء المشي، ويدرب العضلات على ذلك، وهوما تحقق من نتائج دراسات باحثي أوريغن.
    * الضغط على القدم
    * وكان الباحثون من جامعة هارفارد في بوسطن بالولايات المتحدة قد نشروا في عدد مايومن العام الماضي لمجلة الطب الحيوي نتائج دراستهم حول مقدار الضغط على القدم أثناء المشي لدى الكبار والصغار من البالغين. وقالوا في حيثيات الدراسة بأن قياس كيفية توزيع الضغط على أجزاء القدم foot pressure distribution (FPDالمختلفة يسهم في تقويم أداء القدم لوظائفها والاضطرابات في طريقة المشي وتوازن الجسم أثناءها. لكن تأثر التقدم في العمر لدى الأصحاء من كبار السن على توزيع قوى الضغط في القدم ليس واضحا. ولذا حاولت الدراسة معرفة هذا عند المشي العادي للأصحاء الصغار والكبار من البالغين.
    وتبين لهم أن ثمة اختلافاً في توزيع قوى الضغط على قدم كل من صغار البالغين عنها لدى الكبار منهم، خاصة في مناطق الداخلية للقدم، أي التي تواجه القدم الأخرى. وأيضا في مناطق الكعب. وأن كبار السن يتركز ضغط وزن الجسم على الأجزاء الجانبية للقدم خلال ملامسة الكعب للأرض وخلال ارتفاع المشط عن الأرض أثناء تتابع خطوات المشي. الأمر الذي قد يؤثر في كيفية التوازن أثناء المشي.
    الهدي النبوي
    عن عبد الله بن بريدة (أن رجلاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم رحل إلى فضالة ابن عُبيد وهو بمصر فقدم عليه فقال أما إني لم آتك زائراً ولكنِّي سمعت أنا وأنت حديثاً من رسول الله صلى الله عليه وسلم رجوت أن يكون عندكم منه علمٌ قال وما هو قال كذا وكذا قال فما لي أراك شعِثاً وأنت أمير الأرض قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينهانا عن كثيرٍ من الإرفاه قال فما لي لا أرى عليك حذاءً قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يأمرنا أن نحتفيأحياناً). أخرجه ابن ماجة برقم حديث (3629) وأحمد (22844) أما رواة الحديث فهم ثقات.
    أما قوله نحتفي أن نمشي حفاةً بدون حذاء.
    فمن أخبر محمداً الأمي بهذه العلوم التي لم يتم أكتشافها إلا في مطلع القرن العشرين صلى الله على معلم الخير.

    -
    الرياضة البدنية في السنة النبوية
    أ . د / أمين أنور الخولي(1)
    كان رسول الله صلى الله عليه وسلم صاحب قوام جميل متين البنية قوي التركيب، وكان بنيانه الجسمي مثار إعجاب من حوله من الصحابة، ولا عجب فهو الأسوة الحسنة، الذي أرسله العلي القدير هادياً لنا في كل أمر من أمور الدنيا والآخرة.
    فكتب القاضي عياض في كتابه (الشفاء) يصف رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنه كان عظيم القدر، عظيم المنكبين، ضخم العظام، عبل العضدين والذراعين والأسافل، رحب الكفين والقدمين، ريعه القد، ليس بالطويل البائن، ولا بالقصير المتردد.
    ووصفه علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقال: لم يكن بالطويل الممغط (البائن الطول)، ولا بالقصير المتردد، وكان ربعة من القوام (معتدل القامة)، ولم يكن بالجق القطط، ولا بالسبط، كان جعداً رجلاً ولم يكن بالمظهم (الفاحش السمنة)، ولا بالمكلثم (كثير اللحم)، وإذا مشى ينكفي تكفياً كأنما يحط من صبب (يميل في المشي إلى الأمام).
    ذكر أبو هريرة رضي الله عنه وفي وصف مشية رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
    «ما رأيت أحداً أسرع من رسول صلى الله عليه وسلم، كأنما الأرض تطوى له، إنا نجهد أنفسنا وهو غير مكترث».
    كما قال علي كرم الله وجهه كذلك في مشي النبي صلى الله عليه وسلم، إذا مشى تقلع (التقلع هو الارتفاع عن الأرض) كحال المنحط من الصبب وهي مشية أولي العزم والهمة والشجاعة، وهي أعدل المشيات وأروحها للأعضاء، وأبعدها من مشية الهوج لأن بها وقاراً من غير تكبر ولا تماوت لأنه صلى الله عليه وسلم كان كأنما ينحط من صبب وكأنما الأرض تطوى له.
    وحين أعتمر الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه بعد صلح (الحديبية) بعام، كان قد رآهم كفار قريش يطوفون بالكعبة، فقالوا (مستهزئين) بالمسلمين: سيطوفون اليوم بالكعبة قوم نهكتهم حمى يثرب (المدينة)، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم:
    « رحم الله امرئ أراهم من نفسه قوة، واضطبع بردائه (أي أدخل الرداء من تحت إبطه الأيمن، بحيث يبدي منكبه وعضده الأيمن)وكشف الرسول عن عضده الأيمن وقد فعل مثله شباب المسلمين في طوافهم حول الكعبة، ليرهبوا الكفار والمشركين بأجسامهم القوية وعضلاتهم المفتولة، والمعروف أن العضد الأيمن هو الأقوى في غالب الأحوال لدى الإنسان لأنه أكثر استخداماً من العضد الأيسر، ولعل هذا يفسر كشف العضد الأيمن، كما أن التيمن كان من شيم الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.
    ولقد أورد الشيخ محمد الغزالي ثلاث وقائع تدل على قوة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
    *ذهب من مكة إلى الطائف ماشياً على قدميه، ولم يكن الطرق ممهداً كما هو الآن، بل وعراً، ومعروف عنه أنه يقع في منطقة كلها جبال وهضاب ومعنى ذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم، قد تسلق هذه الجبال في مسيرته تلك.
    *مشى الرسول صلى الله عليه وسلم هو أصحابه (علي بن أبي طالب، وعبد الله بن رواحة) رضي الله عنهم أجمعين، ولم تكن هناك أي وسيلة نقل، فكانوا يتبادلون السير والركوب نظراً لوجود راحلة واحدة فقط، فكان اثنان يمسيان والآخر يركب، وفد خجلا الاثنان فكيف يركبان ويدعان النبي صلى الله عليه وسلم يمشي، فرفض النبي صلى الله عليه وسلم رفضاً باتاً بأن يستمر في الركوب، وقال إنكما لستم بأقدر مني على المشي ولا أنا بأغنى منكما على الأجر ... ومشى المسافة المقررة.
    *وفي غزوة الخندق كان يحفر الرسول صلى الله عليه وسلم مع أصحابه، وعندما اعترضتهم صخرة ضخمة إذا عجزوا عن ضربها وتفتيتها، لجأوا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، فجاء إليها وضربها بمعوله ففتتها.
    الرياضة وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم:
    حفلتسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وسيرته العطرة الشريفة بالمواقف والوقائع والأحداثوالأقوال التي تشهد بمكانة الرياضة والنشاط البدني في الإسلام. فلقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قوياً يحب القوة ولا عجب، فالإسلام دين قوة وغلبة فضلاً عن كونه شريعة ودستور حياة.
    يقول الشيخ إبراهيم البرك أن هذا الدين العظيم بقرآنهالكريم وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، لم يترك أمراً من أمور الدين والدنيا إلا ونبهنا إلى أوجه الخير فيه لنتبعها، كما نبهنا إلى أوجه الضر فيه لنتجنبها، ومن ضمن ذلك الرياضة.
    ويذكر الشيخ ناصر الشتري أن كتب السنة والحديث قد امتلأت بالحث على الفروسية، والتوصية بها. وأنه صلى الله عليه وسلم كان يحضر المنافسات وكان يكافئ المتفوقين فيها، وكان يسمح للآخرين بمكافأة المتبارين بصورة خاصة تشجيعاً واستحباباً.
    ولقد أجمع الفقهاء العلماء من السلف الصالح على أن ما صح من أقوال، وأفعال الرسول صلى الله عليه وسلم مما نقله الثقاة عبر القرون إنما هو من السنة الشرعية الشريفة. يقول الله في كتابه العزيز:
    )وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول واحذروا فإن توليتم فاعلموا أنما على رسولنا البلاغ المبين([المائدة ـ 92].
    ولقد حفلت سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم بالأقوال والأحاديث التي دعا فيها إلى ممارسة الرياضة، وفي أحيان كثيرة ثبت أنه كان يمارسها بنفسه، بل كان يحض المسلمين على ممارستها والتمسك بها، وكان صلى الله عليه وسلم يلاعب الأطفال ويتباسط معهم ويلاطفهم، ولأهمية السنة المطهرة في توضيح مكانة الرياضة في الإسلام، يمكن أن تصنف السنة العطرة في ضوء علاقتها بالرياضة على النحو التالي:
    ـ أحاديث الرسول وتوجيهاته بشأن الرياضة.
    ـ ربط الرسول بين ممارسة الرياضة والجهاد وثوابهما.
    ـ وقائع ممارسة الرسول للرياضة بنفسه.
    ـ اهتمام الرسول بملاعبة وتربية الأطفال.
    أولاً: أحاديث الرسول وتوجيهاته بشأن الرياضة:
    اهتم الرسول صلى الله عليه وسلم أشد الاهتمام بحث المسلمين على ممارسة الرياضة وبخاصة تلك الأنشطة ذات القيمة العالية في إكساب جسم الإنسان اللياقة البدنية والمهارة والصحة والترويح المباح.
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير ».
    وفي صحيح مسلم عن عقبة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: « وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة، ألا إن القوة الرمي، وكررها ثلاث مرات »، وهكذا فسر لنا الرسول المقصود بالقوة سواء في حديثه (المؤمن القوي) أو في الآية الكريمة )وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ... (.
    وذكر ابن القيم أن شيل الأثقال عمل مباح كالصراع (المصارعة)، ومسابقة الأقدام (الجري)، فقد مر الرسول صلى الله عليه وسلم بقوم يربعون حجراً ليعرفوا الأشد منهم فلم ينكر عليهم ذلك.
    وهكذا أقر الرسول هذا التباري الشريف في (الربع) وهي رياضة قديمة ولم ينكرها فهي تنمي القوة وبعض صفات اللياقة البدنية،كما سابق الرسول بين الخيل ففي الصحيحين عن حديث ابن عمر، قال:"سابق رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الخيل فأرسلت التي ضمرت منها وأمدها الحيفاء إلى ثنية الوداع، والتي لم تضمر أمدها من ثنية الوداع حوالي ستة أو سبعة أميال، والمسافة بين ثنية الوداع إلى مسجد بني زريق ميل واحد" .
    وفي مجمع الزوائد عن عبد الله بن عمر:
    " أن النبي صلى الله عليه وسلم سبق بين الخيل وراهن" رواة الحديث ثقات.

    ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سابق بين الخيل وهذا دليل على الترغيب برياضة الفروسية
    وهذا يدل على أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن موقفه من السباق مجرد السماح به، وإنما الحض عليه، بل وتكريمه للفائز.
    وذكر أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:« لا سبق إلا في خف، أو حافر، أو نصل »ورد في الجامع الصغير للسيوطي.
    وقد فسره ابن القيم على معنين، الأول أنه لا تعطي تعني الجعل (المكافأة) إلا عن هذه المسابقات الثلاث، أو أنه لا يجوز المسابقة على غيرها بعوض (برهان) ويميل ابن القيم إلى المعنى الثاني.
    وفي سنن أبي داود عن ابن عمر " أن النبي صلى الله عليه وسلم سبق بين الخيل وفضل القرح في الغاية".
    وفسر ابن القيم القرح على أنها جمع قارح، وهو الجواد الذي دخل عامة الخامس.
    وجاء في البخاري عن أنس بن مالك أنه كان للنبي صلى الله عليه وسلم ناقة تسمى الغضباء وكانت لا تسبق، فسبقها أعرابي، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم:« حق على الله أن لا يرتفع شئ من الدنيا إلا وضعه ».
    وقد حض رسول الله صلى الله عليه وسلم على الرمي بالقوس والسهم وأكد على تعلمها أشد التأكيد، وقد قال ابن القيم عنها أنها أجل هذه الأنواع على الإطلاق وأفضلها، يقصد أفضل أنواع الرياضة.
    وفي صحيح مسلم من حديث عقبة بن عامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « من تعلم الرمي ثم تركه فليس منا » أو « فقد عصاني ».
    وفي لفظ آخر عن الطبراني قال رسولالله صلى الله عليه وسلم:«من تعلم الرمي فنسيه كان نعمة أنعمها الله عليه فتركه».
    ولقد رغب رسول الله صلى الله عليه وسلم في الرماية بالقوس وحث المسلمين على التمسك بهذه الرياضة النبيلة، وفضلها عن ما سواها من سائر ألوان الرياضة بما في ذلك ركوب الخيل.

    لقد حض رسول الله صلى الله عليه وسلم على الرمي بالقوس والسهم وأكد على تعلمها أشد التأكيد
    وعن جابر أنه قال: شكا ناس إلى الرسول صلى الله عليه وسلم من التعب، فدعا لهم، وقال: «عليكم بالنسلان » أي الإسراع في المشي، فانتسلنا(2)فوجدناه أخف علينا.
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « كل شيء ليس من ذكر الله فهو لهو إلا أربع خصال: مشى الرجل بين الغرضين، وتأديبه فرسه، وملاعبته أهله، وتعلمه السباحة »والمشي بين الغرضين يقصد به التحرك ما بين هدفي الرمي بالقوس وتأديب الفرس بمعنى تدريبه وتعليمه.
    وفي هذا الحديث يشير الرسول صلى الله عليه وسلم إلى اللهو (الترويح) الحلال الذي يؤجر عليه المسلم.
    وقد فسر ابن القيم هذا الحديث بأنه لو لم يكن في النضال إلا أنه يزيل الهم، ويدفع الغم عن القلب لكان ذلك كافياً في فضه، وقد جرب ذلك أهله.
    وفي ذلك إشارة واضحة للقيم الترويحية للرياضة، والتي يتصور البعض أنها، أي الرياضة، إنما جعلت للمنافسة فقط.
    وفي رواية للطبراني عن صالح بن كيسان عن عقبة بن عامر:قال الرسول صلى الله عليه وسلم:« الأرض ستفتح عليكم وتكفون المؤنة فلا يعجز أحدكم أن يلهو بأسهمه».
    هذا الحديث يؤكد نفس المعنى في الحديث السابق في أهمية مزاولة الرياضةعلى سبيل الترويح، فممارس الرمي في عهد الرسول، وما تلاه من عصور كمن رمى عصفورين أو أكثر بحجر واحد فهو ترويح، ولياقة ومهارة، وفي نفس الوقت تدريبعلى أعمال الجهاد، وهو أحد الأهداف الكبرى للدولة الإسلامية، وهكذا جمع الرسول بين أكثر من قيمة في نشاط واحد له بعد ترويحي (مباشر) وله بعد جهادي غير مباشر أو بعيد المدى وهذه المعالجة تفيد في صياغة الأهداف التربوية للأطفال والشباب بحيث يجب أن تنال منا وقفه، باعتبارها أسلوباً تربوياً ذكياً في صياغة المرامي وصبغها باللعب والترويح.
    وورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    « علموا أبنائكم السباحة والرماية، ونعم لهو المؤمنة في بيتها المغزل، وإذا دعاك أبواك فأجب أمك».
    ولا يوجد أي شك الآن في أن أجمل وأبهج ألوان الرياضة الترويحية هي الرياضيات المائية، فهي أعلى الأنشطة الترويحية قيمة وفائدة فضلاً عما يصاحبها من مشاعر ممتعة وما يعقبها من إزالة التوتر والهموم.
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:« ما تشهد الملائكة من لهوكم إلا الرهان والنضال»الجامع الصغير للسيوطي.
    والرهان هو المسابقة بين الخيل، والنصال هو الرمي بالقوس والسهم. ولقد كان سباق الخيل ومشاهدته الممتعة من الأمور التي تثير المشاعر البهجة وتضفي السرور.
    أبو لبيد لمازة بن زبار قال أرسلت الخيل زمن الحجاج فقلنا لو أتينا الرهان قال فأتيناه ثم قلنا لو أتينا إلى أنس بن مالك فسألناه هل كنتم تراهنون على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فأتيناه فسألناه فقال " نعم لقد راهن على فرس له يقال له سبحة فسبق الناس فهش لذلك وأعجبه" ورد في مسند أحمد وفي مجمع الزوائد برواية أخرى.
    وورد في الصحيحين :عن عائشة قالت: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي جاريتان، تغنيان بغناء بعاث: فاضطجع على الفراش وحول وجهه، ودخل أبو بكر فانتهزني، وقال: مزمارة الشيطان عند النبي صلى الله عليه وسلم، فأقبل عليه رسول الله عليه السلام فقال: (دعهما). فلما غفل غمزتهما فخرجتا. وكان يوم عيد، يلعب السودان بالدرق والحراب، فإما سألت النبي صلى الله عليه وسلم، وإما قال: (تشتهين تنظرين). فقلت: نعم، فأقامني وراءه، خدي على خده، وهو يقول: (دونكم يا بني أرفدة). حتى إذا مللت، قال: (حسبك). قلت: نعم، قال: (فاذهبي).

    ثانياً: ربط الرسول بين ممارسة الرياضة والجهاد وثوابهما:
    ربط الرسول صلى الله عليه وسلم بين بعض المناشط الرياضية وبين الجهاد لإدراكه أهمية الإعداد البدني والمهاري في المعارك الإسلامية التي تخاض بقصد الجهاد في سبيل الله، فقد أكد أشد التأكيد على تلك الرياضات التي تخدم أهداف الجهاد ومقوماته كالرمي بالقوس والنبل، وركوب الخيل، وأوضح ثواب ذلك للمسلم، بل أوضح كذلك عقاب من يترك هذه الرياضات وما تئول إليه أحواله إن فعل ورسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينطبق عن الهوى.
    وبذلك ربط الرسول صلى الله عليه وسلم بين الرياضة وأهداف الدولة، ولم نعرف في تاريخ المجتمعات البشرية عبر العصور المختلفة أن التربية البدنية والرياضية قد نجحت وازدهرت بمعزل عن أهداف مجتمعها، وهكذا نجحت الرياضة في عصر الرسول ونالت هذه المكانة المرموقة بين سائر النظم الاجتماعية وأنماط الثقافة في الدول الإسلامية الأولى.
    وجاء في السنن عن عقبة بن عامر، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: « إن الله يدخل بالسهم الواحد ثلاثة أنفار الجنة، صانعه المحتسب في عمله الخير، والرامي به، والممدد به »، وفي لفظ آخر: « ومنيله، فأرموا واركبوا، وأن ترموا أحب من أن تركبوا، كل لهو باطل، ليس من اللهو محمود إلا ثلاثة: تأديب الرجل لفرسه، وملاعبته أهله، ورميه بقوسه ونبله، إنهن من الحق ومن ترك الرمي بعد ما علمه رغبة فإنها نعمة تركها، (أو قال: كفرها)».
    ولقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: « من رمى بسهم في سبيل الله فهو عدل محرر ».ولقد بلغ من تكريم الرسول صلى الله عليه وسلم للرمي وتفضيله على سائر الرياضات أن أسقط الكفارة في أيمان الرماة (الحلف والقسم).
    وجاء في سنن ابن ماجة عن علي بن أبي طالب، قال: كانت بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم قوس عربية فرأى رجلاً بيده قوس فارسية فقال: ما هذه؟ ألقها وعليكم بهذه وأشباهها ورماح القنا، فإنهما يزيد الله بهما في الدين، ويمكن لكم في البلاد.
    ولقد سبق رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الخيل ودعا إلى ركوبها والتمرس عليها وطالب بتعهدهاورعايتها، فهي سلاح المسلم في الجهاد ومركبته التي يكر وبفر ويناور ويحاور بها. وذكر أبو داود في الجهاد، والنسائي في الخيل، من حديث أبي وهب الجشمي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    « الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة، وأهلها معانون عليها. فامسحوا بنواصيها، وادعوا لها بالبركة، وقلدوها، ولا تقلدوها الأوتار».وجاء في البخاري، وأحمد، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«من احتبس فرساً في سبيل الله، إيمانا بالله، وتصديقا بوعده، فإن شبعه وريه وروثه وبوله في ميزانه يوم القيامة».
    ثالثاُ: وقائع ممارسة الرسول صلى الله عليه وسلم للرياضة بنفسه:
    قال تعالى (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة )لم يكن موقف رسول الله صلى الله عليه وسلم من الرياضة مجرد الحث والترغيب في دفع المسلمين على ممارستها، ولم يكتف بتوضيح أدوارها في الجهاد في سبيل الله وثواب ذلك عند الله عز وجل، وإنما أعطانا القدوة والمثل في ذلك فقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه مارس الرياضة بنفسه في وقائع عديدة ثابتة في سنته المطهرة.
    وقد جاء في صحيح البخاري عن سلمة بن الأكوع قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم على نفر من أسلم ينتضلون بالسوق، فقال: « ارموا بني إسماعيل فإن أباكم كان رامياً، ارموا وأنا مع بني فلان ». قال: فأمسك أحد الفريقين بأيديهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ما لكم لا ترمون؟ » قالوا: كيف نرمي وأنت معهم؟، فقال: « ارموا وأنا معكم كلكم ».
    وذكر السيوطي في رسالته (المسارعة إلى المصارعة) ما أخرجه البيهقي في (الدلائل) ما ذكره ركانة بن عبد يزيد ـ وكان أشد الناس، قال: كنت أنا والنبي صلى الله عليه وسلم في غنيمة لأبي طالب نرعاها في أول ما رأى إذ قال لي ذات يوم، « هل لك أن تصارعني؟ »، قلت له أنت؟، قال: « أنا »، فقلت على ماذا؟ قال: « على شاة من الغنم » فصارعته فصرعني، فأخذ مني شاة، ثم « هل لك في الثانية »، قلت: نعم، فصارعته فصرعني، وأخذ مني شاة، فجعلت أتلفت هل يراني إنسان، فقال مالك، قلت لا يراني بعض الرعاة فيجترئون علي، وأنا في قوى من أشهدهم، قال: هل لك في الصراع الثالثة ولك شاة "، قلت: نعم، فصارعته فصرعني، فأخذ شاة، فقعدت كئيباً حزيناً، فقال: " مالك " ؟ قلت: إني راجع إلى عبد يزيد وقد أعطيت ثلاثاً من نعاجه، والثاني أني كنت أظن أني أشد قريش، فقال: " هل لك في الرابعة "، فقلت لا بعد ثلاث، فقال أما قولك في الغنم فإني أردها عليك "، فردها علي، فلم يلبث أن ظهر أمره، فأتيته فأسلمت، فكان مما هداني الله أني علمت أنه لم يصرعني يومئذ بقوته، ولم يصرعني يومئذ إلا بقوة غيره ".
    ويتضح لنا جلياً في سياق الحديث الشريف، أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد التزم بأخلاق المسلم عند انتصاره فرد إليه غنمه في سماحة وعن طيب خاطر وهو ما يطلقون عليه في الرياضة المعاصرة (الروح الرياضية)، أو اللعب النظيف.
    وفي مسند الإمام أحمد وسنن أبي داود ، من حديث عائشة قالت: سابقني النبي صلى الله عليه وسلم فسبقته فلبثنا حتى إذا أرهقني اللحم سابقني فسبقني قال: « هذه بتلك ». وفي رواية أخرى، أنهم كانوا في سفر فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه تقدموا فتقدموا، ثم قال لعائشة. سابقيني فسابقها فسبقته، ثم سافرت معه أخرى فقال لأصحابه: « تقدموا » ثم قال سابقيني فسبقته ـ ثم سابقني وسبقني ـ فقال: " هذه بتلك ".
    ومن المهم أن نعمد إلى هذا الحديث الشريف فندرسه دراسة وافية في ضوء عدة اعتبارات إسلامية هامة تتمثل في:
    ـ مخاطبة الرسول صلى الله عليه وسلم لأصحابه بأن « يتقدموا » قبل أن يساق عائشة في المرتين، فمن الواضح أن هناك حكمة في ذلك، فلا يشاهدها الرجال وهي تجري، إذا فهناك آداب شرعية يجب أن تراعي في رياضة المرأة المسلمة، فكلنا نعلم ما يكون عليه جسم المرأة من حال أثناء الجري.
    ـ إن الرسول لم يحرم المرأة من حقها في الرياضة والترويح ما دامت في أطار الشرع الحنيف.
    ـ أن ما يعمد إليه بعض المتزمتين من منع تام لرياضة المرأة حتى ولو كانت في الإطار الشرعي، لا يمكن تفسيره إلا أنها مخالفة للسنة النبوية الشريفة، فضلاً عن إضعاف صحة ولياقة (أمهات المسلمين) وإصابتهن بأمراض قلة الحركة والسمنة وإرهاق القلب، الأمر الذي يثمر لنا خلقاً ضعيفاً وأجيالاً وهنة غير صحيحة.
    قال ابن إسحاق في المغازي: حدثني عاصم بن عمر بن قتادة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رمى بقوسه يوم أحد حتى أندقت سيتها فأخذها قتادة بن النعمان فكانت عنده.
    وذكر ابن القيم أن الرسول صلى الله عليه وسلم أبصر ترقوة أبي بن خلف من فرجة في سابغة الدرع والبيضة فطعنه بحبته فوقع أبي عن فرسه وكشر له ضلع وكان ذلك يوم أحد.
    ذكر السيوطي في رسالة [الباحة في فضل السباحة] إلى تعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم السباحة، وذلك عندما بلغ ست سنين خرجت به أمة إلى أخواله بني عدي ابن النجار، حيث نزلت به في دار النابغة، فأقامت به عندهم شهر فكان رسول الله يذكر أموراً في مقامه ذلك فكان يقول: " ههنا نزلت بي أمي، وفي هذا الدار قبر أبي عبد الله بن عبد المطلب وأحسنت العوم في بئر بني عدي بن النجار ".
    رابعاً: اهتمامه صلى الله عليه وسلم بتربية الأطفال ولعبهم:
    وقد حث الرسول صلى الله عليه وسلم على أن نعامل الأطفال باللطف واللين ونربيهم من خلال اللعب والنشاط وأن نتباسط فنعاملهم على قدر عقولهم ومن أقواله: « من كان له صبي فليتصابى له». فقد كان صلى الله عليه وسلم رقيق المعاملة للأطفال، وكثيراً ما كان يدعوهم للعب بين يديه.
    وأخرج أبو يعلى عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه: رأيت الحسن والحسين على عاتقي النبي صلى الله عليه وسلم ، قلت: نعم الفرس تحتكما، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ونعم الفارسان هما ».
    وفي رواية الطبراني عن جابر قال: " دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يمشي على أربعة (أي على يديه ورجليه) وعلى ظهره الحسن والحسين، وهو يقول: نعم الجمل جملكما، ونعم العدلان أنتما ".
    ومن الطريف أن كثيراً من الآباء المسلمين المحدثين يمارسون نفس هذه اللعبة مع أبنائهم بتلقائية شديدة دون أن يعرفوا أنها سنة عن سيد الخلق أجمعين.
    وربما جاء الحسن إلى المسجد فالتزم ظهر النبي صلى الله عليه وسلم وهو ساجد، فيطيل سجوده من أجله ثم يقول لأصحابه بعد الصلاة: « إن ابني ارتحلني، وإني خشيت أن أعجله». كما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يفرح بين رجليه حتى يمر الحسن أو الحسين من بينهما وهو قائم يصلي.
    وعن أبي داود والنسائي عن أنس قال:
    قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال: ما هذان اليومان؟ فقالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية. فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: « إن الله أبدلكم بهما خيراً منهما، يوم الأضحى ويوم الفطر ».
    وذكر ابن سعد في (الطبقات): لما خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى أحد وعرض أصحابه فرد من استصغر، رد سمرة بن جندب، وأجاز رافع بن خديج، فقال سمرة لربيعة مرى بن سنان: " يا أبت، أجاز الرسول صلى الله عليه وسلم رافع خديج وردني، وأنا أصرع رافع بن خديج، فقال مرى بن سنان:" يا رسول الله: رددت ابني وأجزت رافع بن خديج وابني يصرعه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لرافع وسمرة: " تصارعا "، فصرع سمرة رافعاً، فأجازه رسول الله صلى الله عليه وسلم في أحد فشهدها مع المسلمين.
    تم نشر المقالة بتصرف
    ```
    أ . د / أمين أنور الخولي



    منقول من موسوعة الإعجاز العلمي للقرآن و السنة

    www.55a.net
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

يعمل...
X