بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد وعجّل فرجهم والعن عدوّهم ..
معاوية وما أدراك ما معاوية فحدّث ولا حرج وما فعله بأمّة محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم طيلة ولايته في الشّام ثم بعد تسلّطه على الخلافة بالقهر والقوة وما ذكره المؤرخون من هتكه للقرآن والسنّة وتعدّيه كل الحدود التي رسمتها الشريعة والأعمال التي يتنزّه القلم عن كتابتها واللّسان عن ذكرها لقُبحها وفحشها، وقد ضربنا عنها صفحاً مراعاةً لعواطف إخواننا من أهل السنة والجماعة والذين أشربوا في قلوبهم حبّ معاوية والدفاع عنه.
ولكن لا يفوتنا أن نذكر هنا نفسيات الرجل وعقيدته في صاحب الرسالة فهي لا تبعد عن عقيدة أبيه وقد رضعها من حليب أمّه آكلة الأكباد والمشهورة بالعهر والفجور[الزمخشري في ربيع الأبرار ج3 باب القرابات والأنساب ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج1 ص111] كما ورثها عن أبيه شيخ المنافقين الذي ما عرف الإسلام يوماً إلى قلبه سبيلاً. معاوية وما أدراك ما معاوية فحدّث ولا حرج وما فعله بأمّة محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم طيلة ولايته في الشّام ثم بعد تسلّطه على الخلافة بالقهر والقوة وما ذكره المؤرخون من هتكه للقرآن والسنّة وتعدّيه كل الحدود التي رسمتها الشريعة والأعمال التي يتنزّه القلم عن كتابتها واللّسان عن ذكرها لقُبحها وفحشها، وقد ضربنا عنها صفحاً مراعاةً لعواطف إخواننا من أهل السنة والجماعة والذين أشربوا في قلوبهم حبّ معاوية والدفاع عنه.
وكما عرفنا نفسية الأب فها هو الابن يعبّر بنفس التعبير ولكن على طريقته في الدّهاء والنّفاق.
فقد روى الزبير بن بكار عن مطوف بن المغيرة بن شعبة الثقفي قال: دخلت مع أبي على معاوية، فكان أبي يأتيه يتحدث عنده ثم ينصرف إليّ فيذكر معاوية وعقله ويعجب ممّا يرى منه. إذ جاء ذات ليلة فأمسك عن العشاء فرأيته مغتمّاً فانتظرته ساعة وظننتُ أنّه لشيء حدث فينا أو في عملنا فقلتُ له: ما لي أراك مُغتمّاً منذ الليلة؟
قال: يا بني إني جئتُ من عند أخبث الناس، قلتُ له: وما ذاك!، قال: قلتُ لمعاوية وقد خلوتُ به: إنك قد بلغتَ مُناك يا أمير المؤمنين، فلو أظهرت عدلاً، وبسطت خيراً، فإنّك قد كبرت ولو نظرت إلى إخوتك من بني هاشم فوصلت أرحامهم فوالله ما عندهم اليوم شيء تخافه. وإن ذلك ممّا يبقى لك ذكره وثوابه. فقال لي: هيهات هيهات! أي ذكر أرجو بقاءه! ملك أخو تيم فعدل وفعل ما فعل، فما غدا أن هلك فهلك ذكره إلاّ أن يقول قائل: أبو بكر، ثم ملك أخو عدي فاجتهد وشمّر عشر سنين، فوالله ما غدا أن هلك فهلك ذكره إلاّ أن يقول قائل: عمر، ثم ملك أخونا عثمان فملك رجل لم يكن أحد في مثل نسبه فعمل ما عمل وعُمل به فوالله ما غدا أن هلك فهلك ذكره وذكر ما فُعل به، وإن أخا هاشم يصرخ به في كل يوم خمس مرّات: أشهد أن محمداً رسول الله: فأي عمل وأي ذكر يبقى مع هذا لا أمّ لك؟ والله إلاّ دفناً دفناً[كتاب الموفقيات ص576 طبع وزارة الأوقاف ببغداد 1392هـ -تاريخ المسعودي مروج الذهب ج2 ص341 وشرح النهج لابن أبي الحديد ج5 ص130 - الغدير للعلامة الأميني ج10 ص283].
خسئت وخبت وأخزاك الله يا من أردت دفن ذكر رسول الله بكلّ جهودك وأنفقت في سبيل ذلك كل ما تملكه ولكنّ جهودك كلّها باءت بالفشل لأن الله سبحانه لك بالمرصاد وهو القائل لرسوله: (ورفعنا لك ذكرك) فلست أنت بقادر على دفن ذكره الذي رفعه ربّ العزّة والجلالة، فكدْ كيدك واجمع جمعك فأنت غير قادر على إطفاء نور الله بفيك، والله متمّ نوره رغم نفاقك فها قد مَلكت الأرض شرقاً وغرباً وما إن هلكت حتّى هلك ذكرك إلاّ أن يذكرك ذاكر بأفعالك الشنيعة التي أردت بها هدم الإسلام، كما جاء ذلك على لسان رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم[كتاب صفّين ص44] . وبقي ذكر محمد بن عبد الله أخي هاشم عبر القرون والأجيال إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها كلّما ذكره ذاكر إلاّ صلّى الله عليه وآله وسلّم رغم أنفك وأنوف بني أميّة وأنوف الوهابية الذين حاولوا بقيادتك وزعامتك القضاء عليهم وعلى فضائلهم فما زادهم ذلك إلاّ رفعة وسموّاً وسوف تلقون الله يوم القيامة غاضباً عليكم لما أحدثتموه في شريعته فيجزيكم بما تستحقون ولعنةُ الله عليك يا معاوية وعلى ولدك الفاجر يزيد العهر والفسوق وعلى كل من أحبك ورضيَ عنك وعن أعمالك الشائنة.
تعليق