إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

مدمج : المواضيع التي تخص الشيخ اليعقوبي

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • خصائص الدرس الفقهي عند سماحة اية الله العظمى الشيخ محمد اليعقوبي

    بسمه تعالى
    خصائص الدرس الفقهي عند الشيخ محمد اليعقوبي
    ربما كان الكلام عن شخصية المرجع من الناحية الفقهية في غير موضعه المناسب حينما ينشر في صحيفة سياسية ثقافية عامة ذات برنامج توعوي جماهيري كصحيفة الفضيلة، وربما يراه البعض مخاطبة للناس بغير ما يفهمون وصنع قناعات غير مباشرة بفكرة إجمالية يريد المتكلم سوق الناس إليها من منطقة الوعي غير المباشر لديهم او اللاوعي أحياناً، وربما يراه البعض إقحاماً للدين والمواضيع الحوزوية في البرنامج السياسي، كل ذلك قياساً على محاولات مماثلة أخرى في الساحة السياسية العراقية، ولكنه قياس مع الفارق يختلف من متكلم لآخر بما لا يخفى على المتتبع الواعي.
    اما كون صحيفة الفضيلة سياسية لا يناسب الكلام الفقهي التصنيفي خاصة فهو لا يصح هنا لكون النظرية السياسية لحزب الفضيلة مبتنية أساساً الى مبدأ فقهي هو ولاية الفقيه أو الدور الشمول للفقيه في ساحة المجتمع وخصائص الفقيه التي رشحته لالتفاف الجماهير حوله ومنها تنصيب الائمة(ع) لهم نواباً عنهم تنصيباً صفاتياً لم يعدم المصداق على طول الغيبة الكبرى، فأذهان قراء الصحيفة وكوادر الحزب مرتبطة بتلك الرؤية الفقهية التي تبرر رجوعهم الى الحزب وشرعية عملهم في نشاطاته السياسية والاجتماعية وخصوصاً وانهم من الفئات التي تبحث عن شرعية دينية لكل عمل تمارسه. فالخوض في المجال الفقهي مألوف لدى الكثيرين منهم وما سنطرحه ليس بغريب عن أذهانهم لا من حيث اللغة ولا من حيث المضمون وأعني بالمضمون (خصائص اليعقوبي الفقيه) لأن كل شخص منهم ينتبه إلى ان خصائص الفقيه التي توجب الرجوع اليه في الفتوى والقيادة الاجتماعية هي بمدى أصالته الى مصادر الشريعة الشريفة.
    اما البرنامج التوعوي الثقافي فهذه المقالة ليست غريبة عنه أولاً: لأن الثقافة المعتبرة في أوساط كوادر الحزب هي الثقافة الأصيلة أي المبرهن عليها والمنتمية الى الشريعة المعطاء لإيماننا بأن القرآن الكريم والأحاديث الشريفة هي المصدر الغني بالمعارف لكل أنواع الثقافة الإنسانية وما يكفي لبناء الإنسان والمجتمع؛ قال تعالى (ولا يأتونك بمثلٍ إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيراً)، وثانياً: لأن المنظومة الثقافية لأي إنسان هي عبارة عن بُنية منسجمة لا فصل فيها بين المعارف بل تتداخل فيها العلوم لتعطي في النهاية المنظومة المعرفية المتجانسة والكاملة التي توفر في الإنسان الأيديولجية الامثل للانسجام مع المجتمع والكون المحيط انسجاماً معرفياً وعملياً.
    واما مخاطبة الناس بما لا يفهمون لأجل صناعة قناعات غير مباشرة وغير واعية استغلالاً لنقاط الضعف في السايكولوجية الشعبية فهذا ليس دأب مرجعية رشيدة كمرجعية الشيخ محمد اليعقوبي الذي يتخذ الشفافية في القناعات والحوارات مبدأً مهماً لبناء الوعي الجماهيري في قواعده فأي التفاف على وعي الجماهير ومحاولة لاستغفالهم سيبدو نشازا ومشخصاً بوضوح وهذه السمة هي من ابرز مميزات المنهج التربوي الذي اتخذ اليعقوبي في تثقيف قواعده وهي ما ينتج الطاعة المبصرة فيهم لما تفرزه من وعي بالقائد وبالمشروع وهي تبرز بوضوح التعريف الذي طرحه سماحته فيما سبق حول سلطة الفقيه المتأتية من سلطة القانون الشرعي العليا.
    اما إقحام الدين والسمات الحوزوية في التثقيف السياسي فهو ليس بدعاً من القول ولا منكرا، بعد ان رأينا نموذج الحوزة القائدة للمجتمع وغير المنعزلة عنه في كل همومه وقد ذهب زمان يتصور فيه انعزال الحوزة عن المجتمع (قهراً او تقليداً) وعدم تأثرها وتأثيرها المباشر في تنشئته خصوصاً وهي قائمة على فكرة النفر للتفقه في الدين ثم العودة الحقيقية للمجتمع الذي تحركها حاجته ثم للعودة اليه ومعالجة همومه ورعاية مصالحه والنظر في قضاياه.
    وسنعود الى الخصائص الفقهية للمرجع اليعقوبي لنتعرف على بعضها من خلال درسه الفقهي الاستدلالي الذي شرع به غرّة شعبان الماضي لنجد فيه مميزات علمية وأخلاقية وفنية جديرة بالإشادة ومثيرة للاهتمام والملاحظة تجعل اليعقوبي ليس مميزاً بالتنظير الاجتماعي والرؤية السياسية فحسب بل وفقيها لامعاً يمثل مرحلة ناضجة جداً من مراحل الفقه الشيعي المبارك، ومن تلك الخصائص:
    1. العمق في النظر والتحليل، إذ تجد ان المسألة الفقهية التي ضربت فيها الآراء منذ قرون لم تزل محلاً للجديد عنده ومجالاً لأن يطرح فكرته المبدعة فيها، إذا لاحظنا أن مقياس التخطئة والتصويب في هذا المجال وساحة الإبداع تتمثل في بيان مدى ارتباط الفكرة المطروحة بالنصوص الشريفة ومصادر الاستدلال الفقهي. الامر الذي لا يمثل عمق الارتباط ودقة التمعن في الشريعة لدى اليعقوبي فقط بل ويمثل برهاناً لمدى قدرة النصوص الشريفة على العطاء ومواكبتها للمجتمع في جميع عصوره في مرحلة نحتاج فيها لمثل هذا البرهان لقهر التحديات التي تتهم الشريعة بعدم مواكبة متطلبات العصر الحديث وتتصيد الغافلين بأمثلة واهنة مغلوطة.[LIST][*]الاحتياط في الاستدلال للفتوى ولا أعني به فقط مراعاة الأحوط للمكلف في العمل بل وأعني به ظاهرة تحشيده لأكثر من دليل رغم كفاية أحدها لترجيح الرأي المختار فتجد انه لا يكتفي بالمُرجّح والمرجحين بل وتمتد المرجحات عنده لتكون اربعة او خمسة احياناً وهي تكشف عن مرونة علمية عالية لديه وهيمنة على الرأي الآخر مع تورع علمي يرافقه وهي صفة نادرة لدى الأذكياء حين يحسون التفوق الفكري لديهم فإنهم نادراً ما يراعون احتمال الخطأ في أدلتهم أو يعضدونه بأدلة أخرى معه.[*]ويؤمن الشيخ اليعقوبي بسماحة الشريعة وسهولتها ويسر الخطاب من لدن الأئمة عليهم السلام. والايمان بسهولة تعابيرهم لا يتضح بفهمه لمفردات اللغة الخطابية للأئمة فهماً ظاهراً وبسيطاً فحسب بل ويمتد الى الايمان بسهولة معاني التعليمات الشرعية والاوامر الدينية الفقهية في خطاب الأئمة فلا يحتاج المخاطب في زمانهم الى نظريات فلسفية او قواعد أصولية او فقهية لفهمها آنذاك الامر الذي يراعيه اليعقوبي عند الإنصات الى نص معصوم ومحاولة فهمه بعيداً عن التعقيدات التي قد تلحق بالفهم الفقهي الاستدلالي.[*]وكذلك يتميز استدلال الشيخ اليعقوبي بقضية كبرى عامة وهي إيمانه بشمولية الشريعة إجمالاً لكافة موارد ابتلاء الفرد والمجتمع وكفاية ما وصل الينا لصياغة فقه يسد الحاجة في عصور الغيبة بشكل (لا يجعل للكافرين على المؤمنين سبيلاً) ويتضح إيمانه بهذه القضية في قبوله لإلحاق أحكام المعتدّة بأحكام من طُلّقت طلاقاً غير صحيح بقوله أن دمج الإحكام بين المسألتين يسد هذا الفراغ في الأحكام في هذه المسألة منطلقاً من قضية قبلها مفادها –كما نفهم- ان الأئمة عليهم السلام لم يتركوا هذه المنطقة بلا تشريع وايضاً فإن المتشرعة وأصحاب الأمة لم يغفلوا عن السؤال عن هذه المسألة المهمة بالتأكيد، ومن هنا تجد أن نظرية المعرفة لديه لا تتجه بنفس منهج نظرية المعرفة التقليدية التي تلزم الاستدلال بالترابط بين القضية المقدمة والقضية المستنتجة ترابطاً موضوعياً، وبشكل تحس معه ان على المجتهد ان يكون عبارة عن دائرة معرفية شاملة بشمول الشريعة وباستحالة الانفكاك بين الفقه وبقية المنظومة المعرفية الدينية، مع الانسجام السايكولوجي لدى الفقيه بما يضمن موقفاً متوازناً في تحري حقيقة الحكم الفقهي او الموقف العملي تجاهه، وقد لمس الجميع في داخل الحوزة وخارجها التوازن الاخلاقي للمرجع اليعقوبي في اكثر المواقف حراجة ومع أكثر الأعداء ضراوة لم يخرج معها اليعقوبي عن جادة الاعتدال ولم يغلب الموقف العاطفي لديه على التجريد العلمي، وسيتضح في النقاط الآتية بإذن الله التوازن السايكولوجي في بحثه العلمي كذلك.[*]ومن الخصائص الفقهية إيقان الشيخ اليعقوبي بقابيلية الفقه على التقنين أو القصدية الترتيبية في خطاب أهل البيت (ع) بحيث تركوا ما يمكن ان يكون الفقه معه نظاماً مقنناً، فهو ينتقد أحياناً بعض الفقهاء الذين تكثر استثناءاتهم على القواعد او الكبريات الفقهية عند اول ما يعرض لديهم من نص يخالف بظاهره تلك الكبريات او القواعد ويسمي ذلك عجزاً ويصفه بأنه منافٍ لوظيفة الاجتهاد.[*]سعة اطلاعه على تاريخ المسألة الفقهية والظروف المحيطة بالفقهاء وما عسى ان يكون قد تدخل في تصورهم لموضوع المسألة، ليس ذلك لأنه يرى حجية أقوال غير المعصومين في المدركات العقلية بل لتعليل مناشئ اختلاف الفقهاء أحياناً وبيان الاسباب التي قد تكون دعت الى الافتاء في المسألة الفقهية على منوال واحد رغم ضعف الاستناد الى نصوص المعصومين (ع).[*]وتجلت سعة الاطلاع ايضاً في فهم الظروف المحيطة بالمعصومين (ع) لما لذلك من دخل في توضيح ما قد يكون صدر منهم تقيةً من السلطة الحاكمة آنذاك وليس ذلك بغريب بعد أن عرفنا وضوح تصوره لدور المعصومين (ع) في حياة الامة الاسلامية في مؤلفاته السابقة.[*]الاخلاق العلمية التي تميز بها درسه (وهي شيء ليس بجديد عليه) ويتضح ذلك في عدة مواضع في بحثه منها انه حين يذكر أحد العلماء الماضين (كالسيد محمد باقر الصدر والسيد الخوئي والسيد محمد الصدر والشيخ الغروي وعلمائنا الأقدمين) فإنه يذكره بكل احترام وإجلال ويذكر بعد اسمه (قدس سره) أما اساتذته الحاضرين (كالشيخ الفياض والسيد السيستاني) فإنه يذكر بعد أسمائهم عبارة (دام ظله الشريف). ومن المواضع التي تجلت فيها نزعته الاخلاقية فإنه حينما يتناول رأياً ما ويفنده فإنه لا يترك لإذهان الطلبة ان تذهب بعيداً في الاستغراب من القائل بل يذكر وجوهاً محتملة لإعذاره في رأيه ربما يكون ذلك القائل قد أخذها بالاعتبار وهي وجيهة على كل حال. ومما يلتمس فيه إنصافه العلمي أنه يعرّج أحياناً على بعض الآراء او الاقوال التي نُقِضت وفهم منها غير ما كان يريد القائل ويفهمها بشكل أكثر قبولاً رغم ان القول قد يكون مخالف لما يذهب اليه سماحة الشيخ ويؤاخذه من جهات أخرى. ومن أخلاقياته في الدرس الأمانة العلمية في نقل الاقوال فرغم انه يحشد من الاستدلالات لرأيه ما لم يسبقه به أحد من الفقهاء فيصل الى نتيجة معينة في المسألة الفقهية الا انه يذكر احياناً ان بعض الفقهاء قال بهذا القول او ذكر هذا من قبل رغم انه قد لا يكون مطلعاً على ذلك الرأي في بداية البحث او ان يكون القول المذكور ليس للمصادر التي تؤخذ عند استقراء الآراء الفقهية.[*]ومن خصائص بحثه الشريف الجرأة العلمية الناتجة ربما عن الاحاطة والتدقيق الشامل للمسألة الفقهية وعدم الانبهار بكثرة الاقوال او الاجماع المدّعى او الشهرة اذا لم يساعد على ذلك كله دليل شرعي متين، وهذه الجرأة العلمية يرافقها ورع في الحكم وعدم إعطاء الدليل أكثر من مؤداه من القطع او اليقين الموضوعي ويسمي مخالفة ذلك احياناً بالمجازفة.[*]ومن خصائصه عدم التقيد بأطر انتمائه المدرسي او الفقهي او المذهبي فنجد انه لا يرى ضرورة الايغال في العمق الاصولي الذي عرفت به المدرسة وأحياناً يلتمس العذر للفقهاء الاخباريين ويعلل موقفهم من الاصول من انهم استغربوا معطيات بعض التطبيقات القاصرة للاصول والتي قد تعطل الاخذ بمفاد بعض النصوص الشريفة، ونجد كذلك اطلاعه على بعض آراء مدرسة فقهاء العامة حتى في غير المواضع التي نحتاج لمعرفة آرائهم لتوضيح مواقف التقية من غيرها بل ويلمس مباني بعض الفقهاء في آرائهم ففي مبحث الجمعة يذكر رأياً لسيد قطب يؤيد فيه رأي الشيعة في مسألة صلاة الجمعة ويرى انه كان يتعامل تعامل المجتهد في آرائه.[*]الابتعاد عن الترف الفكري في الفقه والمحتملات الشاذة في البحث التي قد تجعل البحث الاستدلالي معقداً وذهن الطالب مترهلاً بعيداً عن سلاسة وبساطة فقه اهل البيت (ع).[*]الابتعاد عن التقنين الزائد في الاصول ووضع اصول الفقه في موضعها المناسب من كونها آلة للاستدلال الفقهي، وربما كان قصده من ابتداء درسه بالفقه قبل الاصول إذ لم يدرّس قبلها الاصول الا في درس الكفاية الذي كان يقتصر في الغالب عند تدريسها على المتن الا ما ندر، أقول: ربما انه بدأ في تدريس البحث الخارج بالفقه الاستدلالي رغم انه يطرح احياناً بعض القواعد الاصولية التي يحتاجها البحث في المسألة ربما كان ذلك ليبين لطلبة الموضع المناسب للأصول لتكون فائدتها شاخصة عند تدريسها فيما بعد ولا تؤخذ كمادة علمية رياضية مجردة للاستعراض الذهني والترف الفكري رغم أنها آلة لاستنباط الفقه وليس غاية وهي ينبغي ان تكون آلة خفيفة تتحول الى ملكة مع طول الممارسة. وان من الواضح ان دراسة الاصول وحدها لا تكفي لصنع المجتهد اذ ليس (كل من يدرس المنطق وحده يُعصم من الوقوع في الخطأ عند إجراء العمليات الذهنية) فلا بد من التطبيق العملي لتتضح قدرة الفقيه الاستدلالية واحاطته بآليات الاستنباط الفقهي وقدرته على التصرف بآليات الفقه للوصول الى قطع او حجة في المسألة الفقهية. وربما كان المقصود بالاعلمية المرتبطة بالاصول هي القدرة على تطبيق الاصول في الاستدلال الفقهي ليس فقط فهم المطلوب من المسألة الاصولية والفارق بينهما هو الفارق بين الاثبات والثبوت (أي ان التطبيق العملي للقواعد الاصولية هو الكاشف عن القدرة او الفهم الاعمق للأصول والمرونة في تطبيقها والاحاطة والتصرف بها).[*]ومن الخصائص الاخرى في البحث الفقهي للشيخ اليعقوبي تناوله للمسائل الخلافية فقط وهي المسائل التي شهدت ولا زالت سجالاً فكرياً بين الآراء وعدم خوضه في المسائل التقليدية التي نوقشت منذ قرون لما في ذلك من تكرار للجهود وإضاعة للوقت دون حاجة تذكر فإن ذلك كما عبر سماحة الشيخ بنفسه يسرّع في تحصيل ملكة الاجتهاد لدى الطلبة (بحسب المقتضي). وهو مفيد أيضاً في معرفة تمايز الفقهاء وخصائصهم. وتتميز لغة سماحة الشيخ في بحثه الفقهي بالسهولة ليس لأنه يتكلم بلغة الشارع او لغة الجرائد بل لأنه يعتقد ان في اللغة العربية فسحة في اختيار الكلمات السهلة مع فصاحتها، مع المحافظة في اصطلاحات الفقه وعدم اللجوء لأي الالفاظ المحدثة غير الدقيقة. ومن الملفت للنظر تجديده في طريقة البحث فهو عند تدريسه للفقه لا يلتزم بالطريقة التقليدية وهي أن يأخذ الشارح متن العروة الوثقى وتناول الآراء في كل مسألة والاستدلال عليها، بل هو يقوم ببحث مستقل عن المسألة ويطرح فيها مبادءها التصورية والتصديقية ذاكراً الآراء فيها والمحتملات مع النصوص الشريفة حول المسألة وفي أحيان كثيرة يقوم بتوزيع تلك النصوص على الطلبة ليمكنهم من التأمل في المسألة قبل طرحها ولذلك أكبر الأثر في معرفة الطالب وتقديره لقوته الذهنية إذ يحاول الاستدلال بنفسه ثم يرى استدلالاً كاملاً امامه فيشخص بعد ذلك نقاط قصوره، وبعض بحوث الشيخ اليعقوبي مطبوعة سابقاً في كتب مستقلة فتطرح في البحث للمناقشة ويزاد عليها بما يستجد لدى الشيخ من تدقيقات أخرى. وربما وزع بعض البحوث على عدد من الطلبة ليرى تعليقاتهم على البحث قبيل طرحه في الدرس الخارج. كم انها تنشر على صفحة مستقلة في موقعه الالكتروني في وقت مبكر جداً بعد إلقائها.[*]وعن أحد الذين يطبع لديهم سماحة الشيخ بحوثه الاستدلالية قبل الشروع بها انه كلما أدخل عليه طباعة نهائية أضاف عليها من بديع أفكاره ما يستجد حتى ربما تكررت الإضافات على ثلاث نسخ أو أكثر في كل مرة يضيف عليها شيئاً جديداً، ثم يقطع الأمر في النهاية وقد يترك التعمق أكثر او تكرار النظر في المسألة الى غيره ممن يأتي في المستقبل كما عبر بمثل هذا المعنى.[*]ومن الخصائص المميزة لمواضيع بحثه الخارج انه يتناول المسائل الابتلائية في المجتمع وما يكثر السؤال عنه لما في ذلك من منفعة اجتماعية وحل لمشاكل عامة.[/LIST] ورغم اننا كنا ننتظر من سماحته شيئاً جديداً في خصوص الفقه الاجتماعي الذي طرح أسسه العامة في محاضرة مستقلة قبل اكثر من أربع سنين الا اننا لم نتبين تطبيقاً لتلك الأسس فإنه لم يخرج في بحثه من اسس الاستدلال المتعارفة وربما لأن ذلك يمثل البداية التي تبنى عليها فيما بعد النظرية الاجتماعية او ربما لأن المنهج (الاجتماعي) في الاستدلال يمثل مرحلة لم يحن الوقت لتطبيقها بعد او ربما لأن مواضيعها لم تطرح بعد وغالبية ما تناوله سماحته هو مسائل ذات طابع فردي ومن المحتمل ان التزامه بكون المسألة خلافية يحتم عليه ان يتناول ما طرحه الفقهاء من قبل ومسائل الفقه الاجتماعي كالنظرية الاجتماعية او النظرية الاقتصادية في المجتمع لم يتم التطرق اليها في البحوث الاستدلالية على مستوى البحث الخارج ومنهجه.
    نعم قد تناول مسألة ثبوت الهلال بحكم الحاكم الشرعي وهي مسألة ربما تكون موضوعاً للفقه الاجتماعي لكنه لم يستخدم منهج الفقه الاجتماعي فيه ولم يخرج عن آليات الاستدلال في الفقه الفردي او ربما لأنه لم يرَ حاجة للوصول الى نفس النتيجة بالآليات التقليدية والله المستعان.
    وهذه جملة من الخصائص التي لمسناها من خلال متابعة محاضراته وانما أردنا طرح هذه المقالة للأسباب التي ذكرناها في بدايتها وللتنبيه الى هذا الجانب من شخصية المرجع اليعقوبي الذي هو جزء مهم من فهم المرجع اجتماعياً فإن ذلك لا يتحقق عادة الا بالاحاطة بجميع خصائص شخصيته رغم ان ذلك غير ممكن مع تعدد وجهات النظر والاختصاصات ولكن مجموع ذلك بالتأكيد سيكون مفيداً للثقافة الجماهيرية العامة التي ينبغي لها أن تدرس بدقة خصائص شخصيات الفقهاء بصفتهم التطبيق الأمثل للشريعة في زمان غيبة الامام الثاني عشر عجل الله فرجه الشريف.
    والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطاهرين.

    تعليق


    • طلب الى كل من يقلد اليعقوبي وينظر لتقليده


      اقول متجاوزا مسالة اثبات اجتهاده



      كنتم تقلدون الشهيد الصدر


      وتتبعون فتاواه الموجودة في رسالته العملية



      لذا ارجو ارشادي وتوجيهي

      عبر المسائل الموجودة في رسالة سماحته

      هل يجب علي المكلفين لاسيما مقلدي السيد الصدر ان يرجعوا بتقليدهم الان الى اليعقوبي؟

      اكرر


      عبر فتاوى السيد الصدر في باب التقليد في الرسالة العلمية

      تعليق


      • بسم الله الرحمن الرحيم
        اخي العزيز تستطيع الذهاب الى سماحة الشيخ محمد اليعقوبي وتسئله ان كان سؤلك حقاً من وجدانك فانا ذهبت له عدة مرات وجلست بقربه خلاف المراجع الموجوده حفضهم الله ورعاهم فوجته انسان بسيط مع كثرة الناس من حوله وتكلمت معه بامور تخصني
        فيمكنك الذهاب اليه وان لم تستطع فارسل رساله اليه شخصياً فيرد بأسمه شخصياً وهو يطلع على بريده الالكتروني
        خلاف المراجع الموجودة حفضهم الله فأن مكاتبهم هي التي ترد على اسئلة المؤمنين
        مع جزيل شكري ومتناني لكل اخوتي في منتدى يا حسين

        تعليق


        • المشاركة الأصلية بواسطة ((المهندس))
          بسم الله الرحمن الرحيم
          اخي العزيز تستطيع الذهاب الى سماحة الشيخ محمد اليعقوبي وتسئله ان كان سؤلك حقاً من وجدانك فانا ذهبت له عدة مرات وجلست بقربه خلاف المراجع الموجوده حفضهم الله ورعاهم فوجته انسان بسيط مع كثرة الناس من حوله وتكلمت معه بامور تخصني
          فيمكنك الذهاب اليه وان لم تستطع فارسل رساله اليه شخصياً فيرد بأسمه شخصياً وهو يطلع على بريده الالكتروني
          خلاف المراجع الموجودة حفضهم الله فأن مكاتبهم هي التي ترد على اسئلة المؤمنين
          مع جزيل شكري ومتناني لكل اخوتي في منتدى يا حسين
          اخي

          القضية قضيتك انت

          كيف قلدت اليعقوبي؟


          انت محاسب امام الله غدا

          هل ستقول اسالوا اليعقوبي؟

          اسالني كيف قلدت اجبك ولااقول اذهب الى مرجعي فاساله

          اما قولك انه يجيب بنفسه الخ فاقول قد سئلت عدة اسئلة لم يتم الاجابة عن كثير منها !!!

          ولم يجبني اليعقوبي بل اجابني غيره في الرسائل التي تمت الاجابة عليها!!!!


          تحياتي

          تعليق


          • أية الله العظمى الشيخ اليعقوبي( حزب الله في لبنان نموذجا)

            يسطّر أبطال حزب الله في لبنان بزعامة السيد حسن نصر الله أروع ملاحم البطولة والفداء في مواجهة أعتى ماكنة عسكرية وصفوها بأنها الجيش الذي لا يُقهر فراح يترنح تحت ضربات المجاهدين ويتخبّط في مسيرته وخططه ومضى عليه شهر ولم يحقق شيئاً معتداً به عسكرياً ولم يفعل أزيد من نشر الخراب والدمار وقتل الأبرياء من النساء والأطفال في مذابح جماعية سوّدت وجه هذا الكيان الغاصب وداعميه من دول المنطقة والقوى المستكبرة. إن تجربة الجهاد والمقاومة لحزب الله جديرة بأن تدرّس في أرقى الأكاديميات العسكرية للاستفادة منها ولتحليلها ودراسة عناصر قوتها ونجاحها. لقد بيّن القرآن الكريم بعض أسرار هذا النجاح فقال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفاً مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ. الآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ) (لأنفال:65-66) فالفقه الذي هو المعرفة بالله تعالى والبصيرة بالحق الذي هم عليه وأنَّ ما يصيبهم هو بعين الله تعالى الذي لا يضيّع أجر من أحسن عملاً وأن النصر حليف المؤمنين والعاقبة للمتقين وأنه (إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُون)(النساء: من الآية104) ولكن الفرق بين معسكر الحق ومعسكر الباطل ( وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لا يَرْجُونَ )(النساء: من الآية104) هذه المعرفة التي جعلت الواحد من أصحاب الإمام الحسين (ع) يخرج بمفرده لمقاتلة سبعين ألفاً فسمّاهم عدوّهم (أهل البصائر) وإن لم تكن المعرفة كافية فإن الصبر والمصابرة والتحمل كفيل بإعطاء قوة الضعف للمقاتلين وإن من الفقه والمعرفة الإخلاص لله تبارك وتعالى والثبات والصدق في المواطن والتجرد عن المصالح الشخصية وهذا ما أشار اليه أمير المؤمنين(ع) في كلامه مع بعض أتباعه حينما وجد في تصرفه شيئاً من الاستئثار والأنانية حيث اخذ حصته من غنائم المسلمين قبل توزيعها بشكل عام فقال عليه السلام انتفعت به قبل المسلمين؟ ثم بكى بكاءاً شديداً وقال (ع): (ولقد كنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله نقتلُ آباءَنا وأبناءَنا وإخواننا وأعمامنا، ما يزيدنا ذلك إلا إيماناً، وتسليماً، ومضياً على اللَقَم (الطريق)، وصبراً على مضض الألم، وجدّاً في جهاد العدو. ولقد كان الرجل منا والآخر من عدونا يتصاولان تصاول الفحلين يتخالسان أنفسهما أيهما يسقي صاحبه كأس المنون، فمرة لنا من عدونا ومرّة لعدونا منا، فلما رأى الله صدقنا أنزل بعدونا الكبت وأنزل علينا النصر، حتى استقر الإسلام ملقياً جرانه (استقر وثبت) ومتبوئاً أوطانه. ولعمري لو كنا نأتي ما أتيتم ما قام للدين عمود ولا اخضرَّ له عود… ). ان المصداقية التي يتمتع بها فضيلة السيد المجاهد حسن نصر الله اعترف بها العدو قبل الصديق ويصفونه انه اذا قال فعل واذا وعد وفى واذا هدد اخذ الاعداء تهديداته محمل الجد فيلقي الرعب في قلوبهم ويزيد من عزيمة وقوة المؤمنين المجاهدين وهذا عين ما اراده الله تبارك وتعالى حين حذّر المؤمنين من مخالفة افعالهم لأقوالهم (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ. كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ)(الصف:2-3). وهذا ما أثلج صدور اتباع اهل البيت ورفع رؤوسهم ان تكون رموزهم السياسية على هذه الدرجة العالية من الصدق والمصداقية في حين ابتلي السياسيون في العالم بالكذب والمخاتلة والنفاق والفساد. ومن أهم أسرار القوة دقة التنظيم مما اعجز العدو المعروف بقوة استخباراته عن الحصول على خيط يوصله الى اهدافه، والتنظيم العالي شكل من أشكال القوة التي أمر الله تعالى المؤمنين بإعدادها للعدو (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ) (لأنفال:60). ومما حبّب هذا الحزب الى اللبنانيين من جميع الطوائف وجعله موضع ثقتهم وإعجابهم وطنيته والأخلاق العالية لمقاتليه فلم يمد يده الى اللبنانيين حتى وان تعرض الى استفزاز من بعضهم فعندما منَّ الله عليهم بالنصر وهزموا الصهاينة واخرجوهم من الجنوب في آيار 2000 لم تغرهم هذه القوة وهذا النصر فيندفعوا الى تغيير المعادلة السياسية في لبنان بالقوة وفرض هيمنتهم على الدولة وهم قادرون على ذلك، وحينما تصدّى الجيش اللبناني لمظاهرة شعبية كان أغلبها من انصار الحزب للاحتجاج على الاوضاع المتردية قبل عدة اشهر فقتل عدد منهم لم يردوا بالمثل ولم يهاجموا احداً من القوات او المؤسسات الحكومية وكانوا على درجة عالية من الحكمة والانضباط. وزاد في محبتهم تصديهم بتفانٍ للقيام بالاعمال الخدمية والانسانية والثقافية وأنشأوا مؤسسات عديدة لتدير هذه الانشطة والساحة اللبنانية تشهد بالمساعدات التي يقدمونها والخدمات الاجتماعية التي يؤدونها والمعارض الثقافية المتنوعة التي تضم كل الثقافات والتوجهات وتجتذب المفكرين والمثقفين والقراء من كل الطوائف. ونظام العقد لكل هذه العناصر والخصائص النفسية والعقلية الفاضلة التي يتميز بها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله فخطاباته تلهب حماس الجماهير وكلماته منتقاة وأدبه وتواضعه مشهود له فحينما حرر الجنوب بفضل الله تعالى دخل متواضعا من دون غرور ولا تكبر كما دخل جده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مكة حين الفتح مطأطئاً رأسه قد ألصق رقبته بالبعير تواضعاً لله تبارك وتعالى وشكراً له على نصره. ان حق هؤلاء الابطال على الامة جميعاً ان يستذكروا هذه المعاني ويُشِيدوا بها وينشروا أريجها الطيب ويدعوا لهم بالنصر والتمكين وكشف الضر والكرب بأدعية الفرج (يا من تُحَلُّ به عُقَدُ المكاره..) و (إلهي عَظُمَ البلاء..) ودعاء الامام السجاد (ع) لأهل الثغور في صلواتهم وشعائرهم وتجمعاتهم (وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ، إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ، وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ) (الصافات:171-

            تعليق


            • رجب وشعبان ورمضان تعجّل حصول نور الفرقان

              بسم الله الرحمن الرحيم
              رجب وشعبان ورمضان تعجّل حصول نور الفرقان (1)
              من السنن الجارية في الأمم مرورها بحالة التيه والضلال عند غياب أنبيائها، قال تعالى {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ}آل عمران144، ولكن كم هم الشاكرون الذين يثبتون على المسار الصحيح، قال تعالى {وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ}سبأ13، أما الأكثر فهم المنقلبون والمنحرفون عن طريق الحق والهدى، ومثل هؤلاء لا يضرّون إلا أنفسهم فإن الله تعالى غنيٌ عنهم.
              وإنما تحصل هذه الحالة لأن غياب النبي والقائد يمثل مفترق طرق يجلس عنده شياطين الجن والإنس وأئمة الضلال وطلاّب الدنيا ويضيّعون العلامات الصحيحة التي تدل على الطريق وسط علامات مزيفة ينصبونها ويحيطونها بهالات قدسية فيتيه أكثر الناس كما فعل السامري ببني إسرائيل وما حصل بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله).
              ومادام الشاكرون قليلين فلا نأسى على قلّتهم {إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أحببت}القصص56، {وَلَوْ شَاء لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ}النحل9، ولكننا يجب أن نسعى ونعمل بجدّ لنكون من هؤلاء القلّة وتقع الكارثة علينا حينما نفشل في ذلك والعياذ بالله، فإن هذه سنة جارية في كل الأجيال من الأمة كلما غاب عنها قادتها الكبار الذين تلتف حولهم وتذوب فيهم، والنجاة في مثل هذه المفترقات من الطرق إنما تكون بنور الفرقان الذي يضيء في قلب المؤمن وينير له الدرب ويفرّق له بين الاتجاه الصحيح والمنحرف وفي ضوء هذا كانت الحاجة ملحة لكل من يرجو الفلاح والنجاة أن يعمر قلبه بهذا النور لئلا يتخبّط ويتيه ويضيع وقد بيّن لنا ربنا كيف ينبلج هذا النور في القلب، قال تعالى {يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إَن تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً}الأنفال29، فالتقوى هي منشأ هذا الفرقان والمنتج له، قال تعالى {وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ }البقرة197.
              وقد تحتاج إلى مزيد من البيان والتفسير لهذه الآيات الكريمة نستقيها من السنة الشريفة التي وظيفتها شرح آيات القران وتفسيرها.
              وحينئذ سنجد فيها حديثاً شريفاً يجعل قوام هداية المؤمن وسيره على بصيرة وحصول نور الفرقان في قلبه بعناصر ثلاثة(2) (أولها) لطف من الله تبارك وتعالى واللطف هو كل ما يقرب إلى الطاعة ويحببها ويزيّنها ويبعّد عن المعصية وينفّر منها (ثانيها) ورع وتقوى يحركّه نحو ما يحب الله تبارك وتعالى ويبعده عمّا يسخطه عز وجل (ثالثها) أخ ناصح شفيق يدلّه على عيوبه ويعينه على الطاعة ويشير عليه بالخير، فالعملية تحتاج إلى عناصر تنبع من داخل الإنسان وأخرى تفاض عليه من الخارج، وعلى الإنسان أن يسعى لتحصيلها بلطف الله تبارك وتعالى وتوفيقه.
              ومن لطفه تعالى أنه جعل لنا محطات لتسريع عملية نيل هذه الألطاف ومنها هذه الأشهر الشريفة (رجب، شعبان، رمضان) حيث إن هذه الأشهر الثلاثة تساهم أكثر من غيرها في إيجاد وتحقيق هذه العناصر الثلاثة.
              فلطف الله تعالى بعباده يزداد، حيث تحسّ وجدانا في هذه الأشهر إقبالا على الطاعة أكثر من غيرها فمثلاً لا يؤدي أكثر المؤمنين السنة الشريفة التي تعدل صوم الدهر وهي صوم ثلاثة أيام في الشهر أول خميس وأخر خميس وأربعاء في الوسط رغم أنها سهلة الأداء في الشتاء لكن كثيرين من المؤمنين يصومون أكثر من ثلاثة أيام من شهر رجب رغم أنه حلّ علينا هذه السنة في تموز حيث الحر الشديد والحاجة البالغة للماء، ومثال آخر هو زيارة المعصومين أو تلاوة القرآن أو إطعام الطعام فأن الهمة تزداد في هذه الأشهر للإتيان بها وهذه كلها شواهد على زيادة اللطف الإلهي بعباده.
              وأما العنصر الثاني فتحقيقه أسرع في هذه الأشهر من عدة جهات نشير إلى احدها وهو حصول الصوم في هذه الأشهر بشكل مكثف، وهدف تشريع الصوم هو حصول التقوى كما ورد في الآية الشريفة {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}البقرة183، وقد ورد في فضل الصوم في هذه الأشهر أحاديث كثيرة راجعها في كتاب مفاتيح الجنان ومنها هذه الرواية عن ابن بابويه بسند معتبر عن سالم قال : دخلت على الصّادق (عليه السلام) في رجب وقد بقيت منه أيّام، فلمّا نظر اليّ قال لي: يا سالم هل صمت في هذا الشّهر شيئاً قلت: لا والله ياابن رسول الله، فقال لي: فقد فاتك من الثّواب ما لم يعلم مبلغه الا الله عز وجل، ان هذا شهر قد فضّله الله وعظّم حرمته وأوجب الصّائمين فيه كرامته ، قال : فقلت له : ياابن رسول الله فان صمت ممّا بقي منه شيئاً هل أنال فوزاً ببعض ثواب الصّائمين فيه، فقال : يا سالم من صام يوماً من آخر هذا الشهر كان ذلك أماناً من شدّة سكرات الموت وأماناً له من هول المطّلع وعذاب القبر، ومن صام يومين من آخر هذا الشّهر كان له بذلك جوازاً على الصّراط، ومن صام ثلاثة أيّام من آخر هذا الشّهر أمن يوم الفزع الأكبر من أهواله وشدائده وأعطى براءة من النّار.
              وأما العنصر الثالث فان هذه الأشهر تشهد أكثر من غيرها فرصاً لاستفادة مثل هؤلاء الإخوة الناصحين لما تشهده من عبادات جماعية في المساجد وزيارات وإقامة للشعائر ومجالس لإحياء ذكر أهل البيت (عليهم السلام) ومناسباتهم.
              وألفت نظر أحبتي المؤمنين إلى عبادة جامعة لكل خصال الخير هذه عزف عنها الناس رغم ما ورد فيها من حث أكيد عن المعصومين سلام الله عليهم في هذه الأشهر الشريفة وخصوصاً في العشر الأواخر من شهر رمضان وهي الاعتكاف في المساجد الجامعة فلا يغفل عنها من تتيسر ظروفه لأدائها، ولها أحكام وآداب مذكورة في كتب الفقه والرسائل العملية.

              محمد اليعقوبي
              الثلاثاء 9/رجب/1428
              المصادف 24/7/2007

              تعليق


              • أية الله العظمى الشيخ اليعقوبي( شكوى الأمام(عليه السلام) من قلة المخلصين

                شكوى الإمام (عليه السلام) من قلة المخلصين (*)
                ورد في الروايات أن أصحاب الإمام المهدي الموعود (أرواحنا له الفداء) الذين يبدأ بهم حركته المباركة هم ثلاثمائة وثلاثة عشر كما روى الشيخ الطوسي عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) قال:)يبايع القائم بين الركن والمقام ثلاثمائة ونيف عدة أهل بدر، فيهم النجباء من أهل مصر، والأبدال من أهل الشام والأخيار من أهل العراق، فيقيم ما شاء الله أن يقيم( ([1])
                وفي حديث عن أمير المؤمنين جاء فيه )...وبقي المؤمنون، وقليل ما يكونون ثلاث مائة أو يزيدون)(.([2]
                ومثل هذه الروايات تدفعنا إلى السؤال بتعجب: ألا يوجد في هذه الملايين من الموالين لأهل البيت (سلام الله عليهم) ثلاثمائة وثلاثة عشر ممن يقتنع بهم الإمام (عليه السلام) لينطلق بحركته المباركة خصوصاً وإنهم يمتلكون السلطة والنفوذ في أكثر من دولة ويرفعون فيها شعار طاعة المرجعية الدينية وولاية الفقيه النائب عن الإمام (عليه السلام)؟! فأين المشكلة؟
                والجواب توضّحه الروايات فقد روى جابر الجعفي قال: ( قلت لأبي جعفر عليه السلام متى يكون فرجكم؟ فقال: هيهات هيهات لا يكون فرجنا حتى تغربلوا ثم تغربلوا يقولها ثلاثاً حتى يذهب الكدر ويبقى الصفو) ([3])
                وعن أبي عبد الله عليه السلام قال (كيف أنتم إذا بقيتم بلا إمام هدى، ولا علم، يبرأ بعضكم من بعض فعند ذلك تميـَّزون وتمحصـَّون وتغربلون الخ) ([4])
                وشبّه الإمام الباقر (عليه السلام) هذه الصفوة المنتجبة بطعام في بيت (فأصابه آكل – أي تسوّس- فنقّي ثم أصابه آكل فنُقّي حتى بقي منه ما لا يضرُّه الآكل، وكذلك شيعتنا يُميَّزون ويُمحصَّون حتى يبقى منهم عصابة لا تضُّرها الفتنة) ([5])
                فلا زالت سنة التمحيص والغربلة جارية حتى يثبت المخلصون وقليلٌ ماهم، من لدن رسول الله (صلى الله عليه واله) إلى اليوم والشواهد كثيرة فرسول الله (صلى الله عليه واله) الذي عاش بين أظهرهم (23) سنة يبلغهم رسالات ربهم ويخبرهم بما في خلجات أنفسهم وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى من لدن ربهم الذي هو اقرب اليهم من حبل الوريد ويعلم ما توسوس به أنفسهم ولم يردعهم ذلك عن قول (إن الرجل ليهجر) حينما طلب منهم قرطاسا ودواة ليكتب لهم كتاباً لن يضلَّوا من بعده أبدا، وانقلبوا على الأعقاب ولم يستجب لدعوة أمير المؤمنين لنصرته واسترداد حقه إلا عدد الأصابع.
                والإمام الحسن (عليه السلام) اضطر إلى مهادنة معاوية بعد فشل أصحابه في الثبات على الحق والإمام الحسين (عليه السلام) لم يثبت معه إلا سبعون من هذه الدنيا الواسعة، ورغم انه عبّأ لحركته بمختلف الوسائل حيث أقام عدة أشهر في مكة والتقى بوفود مختلف المدن وبعث بالرسائل إلى الوجوه وكانت حركته معلنة وواضحة حتى قال (عليه السلام) (الناس عبيد الدنيا والدين لعق على ألسنتهم يحوطونه ما درّت معايشهم فإذا محصوا بالبلاء قل الديانون).
                ولقي عباد البصري علي بن الحسين عليهما السلام في طريق مكة فقال له: يا علي بن الحسين تركت الجهاد وصعوبته، وأقبلت على الحج ولينه، وان الله عز وجل يقول: ((إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً)) فقال الإمام عليه السلام : أتم الآية ، فقال: ((التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ)) إلى قوله تعالى ((وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ)) فقال الإمام عليه السلام (إذا رأينا هؤلاء الذين هذه صفتهم فالجهاد معهم أفضل من الحج) ([6])
                هذه اللوعة وهذا الألم من قلة المخلصين عبّر عنه الإمام الصادق (عليه السلام) في كلامه مع سدير الصيرفي حين دخل على الإمام (عليه السلام) (فقال: يا أبا عبد الله ما يسُعُك القعود، فقال عليه السلام: ولِمَ يا سدير، فقال: لكثرة مواليك وشيعتك وأنصارك، فقال (عليه السلام): يا سدير وكم عسى أن يكونوا؟ قال: مائة ألف فقال الإمام (عليه السلام) مستغرباً: مئة ألف، قال: نعم ومائتي ألف، فقال (عليه السلام) له : لو كان عندي عدد أصحاب النبي صلى الله عليه واله في بدر لنهضت) ([7])
                وهكذا تستمر الشواهد إلى أن نصل إلى عصرنا الحاضر وقد ذكرنا في حديث سابق ألم وأسف الشهيد الصدر الأول (قده) قبيل استشهاده والشهيد الصدر الثاني (قده) بعد الانتفاضة الشعبانية عام 1991 والذي يراقب عمل المتصدين اليوم في الدول التي ترفع لواء التشيع والولاء للإمام (عليه السلام) (فضلا عن غيرهم) يصل إلى نفس النتيجة فقد طغى حب الدنيا وقست القلوب (وأحضرت الأنفس الشحَّ) وشيئا فشيئا سقطوا في الفتنة وتخلّوا عّما تعلمّوه من أهل البيت (سلام الله عليهم) ولم يتورعوا عن ارتكاب المحرمات حتى ولغوا في الدماء التي شدّد الله تبارك وتعالى في حرمتها حتى جعلها اشد من حرمة الكعبة! ومن أجل ماذا؟ من أجل دنيا زائفة سمّوها مصالح عليا ولا زال دم العراقيين الأبرياء ينزف لأنه أريد له أن يكون كبش فداء لهذه المصالح العليا لمن يرفعون لافتات الإسلام في العراق ودول الجوار ولا اعلم شيئا عند الله أكرم من الإنسان الذي خلق كل ما في الدنيا من اجل كماله ورقيه وسعادته.
                إن الإمام المهدي (سلام الله عليه) بمرأى وبمسمع من كل هذه الأفعال بنص الآية الشريفة (وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ) (التوبة105) حيث تعرض أعمال العباد عليه لأنه حجة الله على خلقه.
                قد يقال ان هذا الكلام يزرع اليأس في قلوب الناس وأنا أقول العكس فانه:
                يزرع الأمل ويدفعنا للعمل لنكون من تلك القلّة التي حماها الله تبارك وتعالى من الوقوع في الفتنة حتى تشملها ألطاف صاحب العصر (عليه السلام) وتحظى برضاه ونكون ممن يمهّد لدولته المباركة. ونزداد بذلك شكراً الله تبارك وتعالى.
                وانه يحذّر الأمة من الوقوع في شراك الشعارات البراقة فيجعلها الآخرون وقوداً يحترق لتستمر ماكنة مصالح أولئك الآخرين بالعمل فينالون بذلك خزي الدنيا وعذاب الآخرة ويكونون من اشد الناس حسرة وندامة يوم القيامة الذين باعوا دينهم لدنيا غيرهم كما في الحديث الشريف.
                وانه يخفّف عن الرساليين العاملين حين يطمأنون بأن ما يجري خاضع لسنة الله في خلقه (فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلاً) (فاطر43) وليتيقنوا ان المعيار الحقيقي هو بناء الإنسان الصالح المخلص وليس ما يلهث وراءه الآخرون من دنيا زائلة وان رفعوا شعارات برّاقة.
                إن الاحتلال والإرهاب وغيرهما أعداء حقيقيون لكنهم واضحون والأخطر منهم عدو خفي يكمن في النفوس الأمارة بالسوء ولذا سمّى النبي (صلى الله عليه واله) مواجهته بالجهاد الأكبر فلا يحق لإنسان يطمح إلى الكمال أن ينشغل بذاك عن هذا، وليعلم السبب الحقيقي الذي يعطّل حركة الأئمة نحو بناء المجتمع الذي يقوم على أساس الحق والعدل، أما الأعداء الآخرون فهم كما وصفهم الله تبارك وتعالى (مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاء كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) (العنكبوت41)
                محمد اليعقوبي

                تعليق


                • أية الله العظمى الشيخ اليعقوبي(السياسيون يفتقدون الأراده الجديه للحل)

                  بسم الله الرحمن الرحيم
                  السياسيون يفتقدون الإرادة الجدّية للحل (1)

                  عُرِضت وتعرض على الطاولة السياسية حلول عديدة لإخراج العراق من محنته ولا يزداد الوضع إلا سوءاً فما السبب!
                  إن المشكلة في كون السياسيين المستأثرين بالحكم لا يريدون حلاً، أو قل يريدون حلاً يحافظ على مغانمهم ومصالحهم الاستبدادية وهذا يعني اللاحل، لان أي صراع وتقاطع بين طرفين أو أكثر يتطلب تنازلات وتضحيات فالمتسلطون يفتقدون الإرادة الجدية للحل.
                  يعلمنا القرآن الكريم أن أي عملية إصلاح وحل للمشاكل تتطلب وجود مثل هذه الإرادة بين الطرفين حتى في ابسط صورها بين الزوجين وهما فردان فقط، قال تعالى {وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُواْ حَكَماً مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلاَحاً يُوَفِّقِ اللّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيماً خَبِيراً}(النساء35)، فإذا أراد الزوجان –بناءًا على عودة ضمير التثنية عليهما لا على الحكمين- الإصلاح فان الله تعالى يوفق لذلك الإصلاح وإلا فسيكون المحل غير قابل لنزول التوفيق عليه.
                  سياسيو العالم كله والمراقبون والمحللون والخبراء يجمعون على أن الحكومة فاشلة وعاجزة ولم تقدّم أي شيء مما يجب عليها تجاه شعبها فعليها الاستقالة، إلا المنتفعون من هذه الحكومة المستأثرون بمغانمها يصرّون على البقاء وهذا يعني أنهم لا يشعرون بالمسؤولية الأدبية والأخلاقية أمام الشعب وكل العالم المتحضّر.
                  قبل أيام استقال وزيرَا الصحة والمياه الأردنيان على خلفية إصابة ألف أردني بسبب عدم تصفية المياه بشكل كافٍ ورغم عدم مسؤوليتهما المباشرة عن الحادث الذي لم يمت فيه أحد، وأنهما بذلا جهوداً –بحسب رئيس حكومتهم- في تجاوز الأزمة لكنهما انطلاقاً من مسؤوليتهما الأخلاقية عن الحادث قدّما استقالتهما، ونحن في العراق نعيش في كوارث لم يشهد أي بلدٍ مثلها ويصرّ الحكام على البقاء ويصمّون آذانهم ويغلقون أعينهم لكي يقنعوا أنفسهم بعدم وجود مشكلة.
                  فالجميع يعلم أن الحل بانخراط الجميع في مشروع وطني يتسامى عن الانتماءات الطائفية والعرقية مع احتفاظ كل مكون اجتماعي بخصوصياته، ويكون هذا المشروع كفيلاً ببناء مؤسسات دولة قوية مستندة إلى هيبة القانون، لكن المتسلطين الذين تلفعوا بعباءة دينية أو قومية ووصلوا إلى الحكم لا يريدون لهذا الحل أن يمضي لأنه يكلّفهم التنازل عن بعض ما حصلوا عليه.
                  ولكنني متفائل لأنني أجد المشاعر الوطنية تتأجج والوعي بخطورة تسلط الأجانب وتبعية السياسيين لأجندات غير عراقية يزداد، وان عمر هؤلاء الأذناب لن يدوم طويلاً، وعلى النخب المثقفة الواعية ان تسعى بجد في هذا الاتجاه لتزول الحواجز بين مكوّنات الشعب العراقي ويذوب الجميع في حب العراق بلد الأنبياء والأئمة (سلام الله عليهم) ومهد الحضارات، فمن العيب أن يفشل السياسيون والمفكرون والمثقفون والخطباء في إيجاد هذه اللحمة الوطنية وتنجح كرة جلدية تتقاذفها الأقدام في صنع فرحة غامرة لشعب كامل تناسى الجميع في تلك اللحظة الفروق والانتماءات والتقوا كلهم على تلك الفرحة من الخارج والداخل.
                  إن الشعب إذا لم يتحرك ويُعلي صوته للمطالبة بحقوقه فان أحداً سوف لا يهتم به أو يفكّر في إنقاذه من محنته، وأنت ترى حلولاً تُطرح من قبل الكتل السياسية المتنفذة ومن الخارج وكلها تراعي مصالحها وتبحث عن الحلول الكفيلة بديمومة تلك المصالح ويتضح ذلك من تفاصيل وأهداف المشاريع التي يقدمونها فإنها جميعاً لا تتضمن تحسين الخدمات أو رفع مستوى معيشة المواطن العراقي أو إعادة المهجرين إلى ديارهم أو توفير الأمن والسلام وغاية أهدافهم البقاء مدة أطول في الحكم وتمرير القوانين التي تصب في مصالحهم الشخصية، ولا يلوم الشعب إلا نفسه لأنه لا يُسمِع العالم صوته وكأنه لا يعاني من مشكلة، فإذا غيّب نفسه فهل سيلتفت إليه الآخرون؟.

                  تعليق


                  • نشكركم على هذا الموضوع القيم

                    تعليق


                    • نشكركم على هذا الموضوع القيم

                      تعليق


                      • اللهم احفظ علمائنا العاملين يا الله

                        تعليق


                        • سبل السلام
                          تاريخ التّسجيل: 04-08-2007
                          إجمالي المشاركات: 2 (0.06 مشاركة في اليوم)

                          سبل الخير
                          تاريخ التّسجيل: 13-08-2007
                          إجمالي المشاركات: 4 (0.15 مشاركة في اليوم)


                          ((المهندس))
                          14-08-2007
                          إجمالي المشاركات: 15 (0.59 مشاركة في اليوم)

                          الحيدريه
                          تاريخ التّسجيل: 14-08-2007
                          إجمالي المشاركات: 8 (0.32 مشاركة في اليوم


                          الكربلائي78
                          تاريخ التّسجيل: 17-08-2007
                          إجمالي المشاركات: 10 (0.46 مشاركة في اليوم


                          مالك نور
                          تاريخ التّسجيل: 28-08-2007
                          إجمالي المشاركات: 7 (0.64 مشاركة في اليوم)
                          ==================================
                          نبذة مختصرة عن اعضاء اخذوا يتكاثرون بالانشطار الطولي فيفرخون اعضاء جدد خدمة لمواضيع الشيخ المهندز ورفع تعداد المصوتين


                          يابه قابل هوه تصويت على قرار بمجلس الامن..؟؟؟؟؟!!!!!

                          تعليق


                          • اخوان لا تتعبوا انفسكم مع هذا المدعي 4 ايفر هو من عراقيوا الخارج (( جماعة مجاهدوا الثريد )) .
                            وهو مسنود من الارداة يصول ويجول ويشتم المرجعية والادارة الموقرة لا تحرك ساكن.

                            تعليق


                            • اشكرك اخي ابو احمد على هذه المعلومة ويمكن اللا حسيني من جماعة مسجد اعظم ويمكن شابع كفخ بس اذا حاب يعيد الوضعية مثل احداث المسجد ترى بلخدمة
                              وابشرك ان الايام القادمة سوف اعرض حقائق موثقه عن كلام اسيادة الذين قتلوا السيد الصدر مع البعثين الكفرة عندما اتهموا بانه فقيه السلطة.

                              تعليق


                              • المشاركة الأصلية بواسطة ابو احمد العراقي
                                اخوان لا تتعبوا انفسكم مع هذا المدعي 4 ايفر هو من عراقيوا الخارج (( جماعة مجاهدوا الثريد )) .
                                وهو مسنود من الارداة يصول ويجول ويشتم المرجعية والادارة الموقرة لا تحرك ساكن.
                                قسمتم العراقيين الى عدة اقسام

                                حتى الشيعة نفسهم قسمتوهم... اهل الداخل واهل الخارج

                                اهل الوسط واهل الجنوب


                                واسماء ماانزل الله بها من سلطان يهذي بها سفيهكم ابوجاسم جاكوبي


                                لكن مع ذلك ابو احمد


                                اما عندك دليل انه اني من (عراقيي الخارج)... واما انك كذاب ملعون

                                مع ان كوني من الخارج لايعد مثلبة ولامنقصة ولاعار انما العار اتباع السفيه الخرف ابوجاسم


                                فعندك دليل لو خرط من جيبك وردة؟

                                تعليق

                                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                                حفظ-تلقائي
                                x

                                رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                                صورة التسجيل تحديث الصورة

                                اقرأ في منتديات يا حسين

                                تقليص

                                المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                                أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, 02-05-2025, 07:21 AM
                                ردود 2
                                14 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                                بواسطة ibrahim aly awaly
                                 
                                أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, 02-05-2025, 09:44 PM
                                استجابة 1
                                12 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                                بواسطة ibrahim aly awaly
                                 
                                يعمل...
                                X