إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

اللهم إنا نرغب إليك في دولة كريمة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • اللهم إنا نرغب إليك في دولة كريمة

    أنهيت البارحة كتابة المقال التالي أتمنى من الجميع قراءته و انا في إنتظار ملاحظاتكم القيمة ... :

    بين الإنتظار و الطموح


    " اللهم إنا نرغب إليك في دولةٍ كريمة، تعز بها الإسلام و أهله و تذل بها النفاق و أهله، و تجعلنا فيها من الدعاة إلى طاعتك و القادة إلى سبيلك و ترزقنا بها كرامة الدنيا و الآخرة ".
    ( دعاء الإفتتاح ).
    "ليس المهدي تجسيدا ً لعقيدة إسلامية ذات طابع ديني فحسب، بل هو عنوان لطموح اتجهت إليه البشرية بمختلف أديانها و مذاهبها، و صياغة لإلهام فطري أدرك الناس من خلاله على الرغم من تنوع عقائدهم ووسائلهم إلى الغيب أن للإنسانية يوماً موعوداً على الأرض " .
    ( السيد الشهيد محمد باقر الصدر/ بحث حول المهدي).
    و الفقرة السابقة من دعاء الإفتتاح تمثل هذا الطموح الإنساني و هو أمل قيام الدولة الكريمة .. الدولة التي تضمن لكل فرد حياة آمنة مستقرة، لا يشوبها خوفٌ أو ألم .. ويكبر هذا الأمل في النفوس و يزداد التشبث به كلما ازدادت الأوضاع تعقيداً و توتراً ..

    هذه الفكرة بالنسبة لنا ليست مجرد أمنية .. بل هي جزء ثابت من عقيدتنا .. فقيام الدولة الكريمة في عقيدة المؤمن أمرٌ حتمي لا شك فيه، و النتيجة المترتبة على قيام هذه الدولة واضحة ٌ أيضا ً " تعز بها الإسلام و أهله و تذل بها النفاق و أهله " .. و هي نتيجة يتحدد بها مصير الإنسانية..

    عقيدة كهذه .. تعبر عن طموح الإنسانية و تحدد مصيرها لا يكفي أن نختزنها في الذاكرة لتظهر فقط عندما يحتدم النقاش مع من يعترض عليها .. بل هي جديرة بأن تكون مرجعا ً يتحدد في إطاره سلوكنا اليومي بل و مشاعرنا و مكامن نفوسنا و خبايا عقولنا أيضا ً…

    فالتاريخ كما نعرف ذو حلقات متصلة يكمل بعضها بعضا ً، من عهد أبي البشر آدم عليه السلام و حتى ظهور الفرج .. فهل نحن حلقة مفقودة .. أو مقتطعة من التاريخ ؟؟؟

    و إذا كانت الإنسانية .. كل الإنسانية و حسب التخطيط الإلهي مشمولة في عملية التمحيص الكبرى .. و إذا كنا جزءًا من المخطط الإلهي .. و جزءًا من المسيرة التكاملية لهذه الإنسانية باتجاه النضج و الكمال .. فهل يجوز أن نفصل أنفسنا عن هذا المخطط ونتعامل معه عن بعد؟؟؟ … قطعا ً لا لأن و جود الفئة المُـعَّـدة للنصرة و التنفيذ بين يدي القائد (القائم) هو أحد شرائط الظهور الذي تكتمل به المسيرة و يتحقق من خلاله الغرض الإلهي ..

    و يلفتنا الإمام من خلال الدعاء إلى أن طموح المؤمن هو أكبر من مجرد تمني العيش بسلام في دولة كريمة .. إن المؤمن يطمح إلى موقع القيادة في هذه الدولة .. " و تجعلنا فيها من الدعاة إلى طاعتك و القادة إلى سبيلك " .. و ليست المسألة منصبا ً بارزا ً .. أو جاها ً اجتماعيا ً .. و إنما القيادة في هذه الدولة لا ينالها إلا من اجتاز التمحيص بأعلى درجات الإخلاص و الوعي الكامل .. " الذي يتمثل باستعداد الفرد بالتضحية بكل غال و رخيص على الاطلاق في سبيل العدل الاهي و تطبيق تعاليم الرب العظيم و اهدافه الكبرى" ( السيد محمد الصدر/ تاريخ الغيبة الكبرى)

    و بالطبع فإن الوصول إلى هذه المرحلة متوقف على نتيجة التمحيص في مرحلة ما قبل الظهور .. و هي المرحلة التي نعيشها الآن .. و من هنا تبرز أهمية مفهوم الإنتظار الذي هو تكليفنا الشرعي في هذه المرحلة .. يقول السيد محمد الصدر في تاريخ الغيبة الكبرى:
    " إن المفهوم الواعي للإنتظار هو التوقع الدائم لتنفيذ الغرض الإلهي الكبير" و " لا يكون الفرد على مستوى الإنتظار المطلوب إلا بتوفر عناصر ثلاثة مقترنة: عقائدية و نفسية و سلوكية " ثم يذكر أن الجانب النفسي للإنتظار يتكون من أمرين هما:
    - الاستعداد الكامل لتطبيق الأطروحة العادلة الكاملة عليه ( أي على المنتظـِـر).. كفرد من البشر على أقل تقدير فكيف بمن يطمح إلى مقام القيادة.
    - توقع البدء بتطبيق الأطروحة العادلة الكاملة في أي وقت .

    أي أن الإنتظار يستلزم أن نكون في أقصى درجات التعبئة .. و يتبعه ما تتطلبه هذه التعبئة من بذل الجهد الكبير على المستوى الشخصي و الإحتماعي .. و إلا فإن مجرد الصبر و عدم الأعتراض لا يكفي لأن يكون الإنتظار أفضل أعمالنا .. كما قال رسول الله (ص): " أفضل أعمال أمتي إنتظار الفرج من الله عز و جل"....

    النبي يربي أصحابه على الإنتظار منذ ذلك العهد الذي يسبق ولادة المهدي بأكثر من مئتي عام .. (( فكيف بمن يحيا عصر ما قبل الظهور و هو العهد الأقرب إلى اليوم الموعود )) .. و هذا يؤيد القول بأن مسيرتنا باتجاه الدولة العادلة بدأت مع بدأ الخليقة .. و أن خط الإنتظار هو خط الأنبياء و الأوصياء و المخلصين على مدى التاريخ .. و بتطبيقنا لمفهوم الإنتظار نكون مشتركين مع هذه النخبة في السير على هذا الخط …. و أن الدور ليس مقصورا ً على الموجودين في عهد الإمام المهدي (عج) بل إننا جميعا ً مسؤلون عن تحقيق أهداف الدولة المهدوية …

    و عندما نسعى لأن نكون من " الدعاة إلى طاعتك و القادة إلى سبيلك " فإن ذلك لا يعني بالضرورة أن ندرك قيام الدولة ونتولى فيها مناصب القيادة الرسمية .. بل المقصود أن نسمو بأنفسنا لتكون بالمستوى الذي يجعلها مؤهلة لأن تكون رمزا ً لدولة الحق …

    فإذا كان مسلم بن عقيل من أنصار الحسين (ع) و أول الشهداء بين يديه مع أنه قتل قبل الواقعة و لم يدركها .. فهو إنما استحق ذلك لكونه سائرًا على خط الحسين .. عاملا على تحقيق أهدافه .. و مستعدًا للتضحية في سبيل هذه الأهداف …

    و ما أفهمه هو أن السائر على خط الإنتظار .. العامل على تحقيق أهداف المخطط الإلهي المتمثلة في إقامة الدولة العادلة ..و المستعد في كل وقت للتضحية بكل شيئ من أجل هذا الهدف .. هو بلا شك لا يقل قيمة عمن سيدرك اليوم الموعود و ينضوي تحت لواء الحجة (عج) … و يدلنا على ذلك ما ورد في الروايات ففي ما رواه الصدوق عن الإمام علي بن الحسين عليه السلام:
    " إن أهل زمان غيبته القائلين بإمامته و المنتظرين لظهوره أفضل من أهل كل زمان لأن الله تبارك و تعالى أعطاهم من العقول و الأفهام و المعرفة ما صارت به الغيبة عندهم بمنزلة العيان و جعلهم في ذلك الزمان بمنزلة المجاهدين بين يدي رسول الله بالسيف أولئك المخلصون حقا ً .. و الدعاة إلى دين الله سرا و جهرا " فالرواية تفضل المؤمنين في زمن الغيبة(ما قبل الظهور) على أهل كل زمن بلا استثناء .. بشرط أن يحققوا معنى الإنتظار...

    هذه النظرة الواسعة لعقيدة المهدي و اليوم الموعود .. هي أكبر عامل دفع للمؤمن باتجاه الكمال .. لأنها تخلق فيه الشعور بالمسؤلية اتجاه كل حركة و كل كلمة تصدر منه باعتباره أحد عناصر المخطط الإلهي التي لا تقل أهمية عن غيرها .. فيتجاوز بذلك مقياس الحلال و الحرام إلى ما هو أبعد من ذلك بكثير … بل أن هذه النظرة تشعره بأن دوره يتجاوز البعدين الزماني و المكاني باعتبار أن عملية التمحيص قائمة على أساس التكامل بين الأجيال .. فكل جيل يكمل ما وصل إليه الجيل الذي سبقه ..

    و الشخص الذي يبني فكره و سلوكه منطلقا ً من هذه النظرة هو أقوى في مواجهة التحديات .. و أوسع إدراكا ً عند الوقوع في الشبهات .. و أبعد نظرا ً في مختلف أمور الحياة .. من ذلك الذي يعيش في حدود نفسه .. وعمره الذي لا يتجاوز في أفضل الحالات المئة عام …

    فمن كان يسعى للوصول إلى مستوى "و تجعلنا فيها من الدعاة إلى طاعتك و القادة إلى سبيلك " فهو يسعى لهدف عظيم .. و إذا كنا نخطط لأهدافنا الصغيرة بحذر .. و نراجع خطواتنا بدقة .. ونحتمل العناء لنحقق المستوى الأفضل .. فالأولى لنا أن نخطط لهدفنا الكبير بقدر أكبر من الحذر و الدقة .. وأن ندرس خطواتنا قبل أن نخطوها فضلا ً عن أن نراجعها .. فهذا الهدف أجدر بتحمل العناء في سبيله .. ليرزقنا الله بذلك كرامة الدنيا و الآخرة ..

    وفقنا الله وإياكم لأن نكون من المنتظـِرين ……

  • #2
    اللَّهُمُّ إنا نَرْغَبَ إِلَيْكَ فِي دَوْلَةٍ كَرِيمَةٍ، تَعِزُّ بِهَا الْإِسْلامَ و أهْلَهُ و تَذِلُّ بِهَا النِّفَاقَ و أهْلَهُ، و تَجْعَلُنَا فِيهَا مَنِ الدُّعَاةِ إِلَى طَاعَتِكَ و الْقَادَةَ إِلَى سَبِيلِكَ و تَرْزُقُنَا بِهَا كَرَامَةَ الدُّنْيا و الْآخِرَةَ

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    x

    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

    صورة التسجيل تحديث الصورة

    اقرأ في منتديات يا حسين

    تقليص

    لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

    يعمل...
    X