السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
نبث اليكم حديث الجمعة الموافق 20- رجب – 1423 ، ( 27-9-2002)
واليكم أهم محاور هذا الحديث :
1 - إن الذرية الصالحة تعد الملف المفتوح للانسان عندما ينتقل الى عالم الانقطاع عن كل سبب .. يضاف اليها الصدقة الجارية ، والعلم الذي ينتفع به .. ويا له من فوز عظيم ، اذ يحتاج العبد الى حسنة واحدة ترجح كفة اعماله ، واذا بالبركات تـنهمر عليه من ولد صالح له، لم يكن ذلك في حسبانه!.. وقد روي ان عيسى (ع) مر بقبركان يعذب صاحبه ، ثم ارتفع عنه العذاب ، فسأل الله تعالى عن سبب ذلك!.. فقال : ادرك له ولد صالح ، فأصلح طريقا ، وآوى يتيما..
2 - من أفضل بركات الزواج هو تحقيق نعمة اضافة فرد صالح في الأمة : فإن سقط - وهو حمل في بطن امه - يقف على باب الجنة لا يدخلها الا ان يدخل ابواه .. وان ولد حيا ومات قبل الأبوين ، كان سببا لأن يؤجرا أجر الصابرين .. وإن بقي بعدهما ، استغفر لهما.. وقد ورد ان من سعادة المرء ، ان لا يموت حتى يرى خلفا من نفسه.. وان الذليل من لا ولد له!..
3 تبدأ حقوق الولد من الساعات الأولى قبل الزواج ، فيصلي المؤمن ركعتين ليلة زفافه ، طالبا من الله تعالى الذرية الطيبة بالمأثور من الدعاء.. ثم تسمية الولد قبل أن يولد ، فإن السقط يشكو اباه يوم القيامة قائلا : الا سميتني ؟!..وخير الاسماء ما تضمن معنى العبودية لله تعالى ، واسماء الانبياء والائمة (ع) .. وكم من العقوق ان يحمل الولد اسما يستحي ان يـُدعى به في الناس ، أو لا يحمل معنى ذا بال ، كبعض الاسماء الشاعرية في هذه الايام.
4 - ان الابتداء بالاذان والاقامة في اذن الطفل ، وكذلك الفاتحة وآخر سورة الحشر ، وتحنيكه بماء الفرات ، وتربة الحسين (ع) – حيث تفوح منها رائحة الشهادة – لمن موجبات غرس روح التوحيد والولاية في أعماق وجوده ، من خلال رسم ذلك في الصفحة الاولى من حياته.. وكم يجل والديه عندما يكبر ، فيتذكر هذا الاحسان في حقه منذ صغره!.. وكم من الجميل ان يشرك الابوان الفقراء فرحتهما وذلك من خلال العقيقة المسنونة.
5 - تتجلى أهمية الذرية من خلال دعوات الانبياء والصلحاء لذرياتهم ،وكأنه همّ شاغل لهم .. فهذه ام مريم (ع) - بمجرد وضع ابنتها المباركة - تعيذها وذريتها من الشيطان الرجيم .. وهذا ابراهيم (ع) يسأل ربه في مضان الاجابة ، أن يوفقه وذريته لاقامة الصلاة ، ويشكر ربه على هبة اسماعيل واسحق له على كبر سنه.. ونحن ايضا مأمورون بمثل هذا الدعاء من خلال الاكثار من القول : { ربنا هب لنا من ازواجنا وذرياتنا قرة اعين واجعلنا للمتقين اماما }..
6 - لقد امرتنا النصوص المباركة إغراق الذرية بالحنان .. فجعلت قبلة الولد موجبة لحسنة ، وجعلت نظر الوالد الى ولده بمثابة عتق نسمة ، وورد الامر بالتصابي مع الصبي .. ويبلغ التأكيد مداه عندما يرد النص عن النبي (ص) بأن الله تعالى لا يغضب لشيء كغضبه للنساء والصبيان! .. ولكن هذا كله ، لا يعني حالة الدلال المفسد للولد ، فإن الاستسلام لرغباته في كل صغيرة وكبيرة مقدمة للافساد.
7 - اننا لا نفشي سرا عندما نقول : بان كل شيء بات حولنا أرضية للافساد والفساد ، مصداقا لقوله تعالى : { ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس }.. ولو استوعب الناس الأمر في حينه ، لعله اضيف اليه الفضاء !! .. فهذا حال مدارسنا بمناهجها واجوائها ، وهذا حال الشارع والسوق ، ناهيك عن الفضائيات والمواقع.. فلم يبق الا حصن الاسرة ، فلو استسلم اصحابه للغزو الثقافي الشامل لسقط آخر معاقل الصمود.. اومن العقل أو المنطق ان يشتري ولي الامر - بماله وبإشرافه - وسائل الارتباط بالعالم الخارجي بما فيه من المفاسد من دون رقابة ، ليتحمل وزر كل ذلك في الدنيا قبل الاخرة ؟!..
8 - إن الاعراض والغضب سلاح نافع، ومن هنا جعل الهجران في المضاجع من وسائل التأديب عند صدور الحرام من الزوجة.. ولكن تكرار استعمال هذا السلاح - بمبرر وبغير مبرر- يفقده قيمته في ما لو استعمل في محله يوما ما!.. فالذي يكثر من الغضب ، فإن غضبه لا يحمل قيمة رادعة ، بل قد يوجب سخرية او تمرد الطرف المقابل .. هذا ناهيك عن الضرب الذي هو اسلوب التعامل مع البهائم ، قبل ان يكون مع البشر!.. إلا في الحدود التي اذن بها الشارع الحكيم..
9 - إن من الخطأ الفادح اظهار الزوجين خلافهما في التربية امام الاولاد .. فتتحول الام في نظر الولد على انها الحضن الدافئ ، ويتحول الاب وكأنه قائد عسكري لا يعرف الرحمة في دائرة حكومته !.. فهذا كله مقدمة لعقوقهما او عقوق احدهما .. فلا بد من الاتفاق على منهج تربوي موحد في الخفاء ، وما المانع ان يخصص الانسان جزءا من وقته واهتمامه للدراسة التربوية في هذا المجال .. فبمثل هذه الاخطاء وامثالها ، نهدم ما بنيناه في اعوام طويلة من العناء والمشقة في تربية الاولاد ، وخاصة في هذه الايام العصيـبة !..
10 - ان هذا الحديث من روائع ما ورد عن اهل البيت (ع) مما يعكس حالة الشفقة والرفق بالاولاد - خصوصا الاناث منهم - ومن ناحية يعكس عمق ارتباطهم بجدتهم الزهراء (ع).. اذ يقول السكوني : وردت على الصادق (ع) ، وأنا مغموم مكروب ، فقال لي يا سكوني ، ما غمك ؟.. فقلت : ولدت لي ابنة .. فقال : يا سكوني !.. على الارض ثقلها ، وعلى الله رزقها ، تعيش في غير اجلك ، وتأكل من غير رزقك .. فسرى والله عني ، فقال : ما سميتها ؟.. قلت : فاطمة ، قال : آه .. آه !.. ثم وضع يده على جبهته ، الى ان قال : اما اذا سميتها فاطمة ، فلا تسبها ، ولا تلعنها ، ولا تضربها!.
=============================
هذه ترجمة بسيطة ولمن أحب الاستماع بشكل أوضح علني أهملت شيء يمكنه الاستعانة بالروابط التالية :
http://www.alseraj.com - http://www.alseraj.net - http://www.alseraj.org
الدال على الخير كفاعله .
===========================
جديد الموقع :
1- العمرة الرجبية الكثير يحاول اداؤها وينجح ... فهل انت منهم ؟؟
2- رجاؤنا منكم جميعا - ان كان لنا حق عليكم -الدعاء لفتح الهدى على القلوب بمنه وكرمه .
3- بدائع متنوعة فى قسم المقتطفات .
4- موسوعة من الدرر الخالدة من تراثهم (ع) فى جواهر البحار.
===========================
اعلان هام للاخوة الكرام : ترشيح موقع السراج في الطريق الى الله لافضل المواقع الشيعية على TOP SHIA SITES
http://www.topshia.com/in.php?site=1003355535
_
نبث اليكم حديث الجمعة الموافق 20- رجب – 1423 ، ( 27-9-2002)
واليكم أهم محاور هذا الحديث :
1 - إن الذرية الصالحة تعد الملف المفتوح للانسان عندما ينتقل الى عالم الانقطاع عن كل سبب .. يضاف اليها الصدقة الجارية ، والعلم الذي ينتفع به .. ويا له من فوز عظيم ، اذ يحتاج العبد الى حسنة واحدة ترجح كفة اعماله ، واذا بالبركات تـنهمر عليه من ولد صالح له، لم يكن ذلك في حسبانه!.. وقد روي ان عيسى (ع) مر بقبركان يعذب صاحبه ، ثم ارتفع عنه العذاب ، فسأل الله تعالى عن سبب ذلك!.. فقال : ادرك له ولد صالح ، فأصلح طريقا ، وآوى يتيما..
2 - من أفضل بركات الزواج هو تحقيق نعمة اضافة فرد صالح في الأمة : فإن سقط - وهو حمل في بطن امه - يقف على باب الجنة لا يدخلها الا ان يدخل ابواه .. وان ولد حيا ومات قبل الأبوين ، كان سببا لأن يؤجرا أجر الصابرين .. وإن بقي بعدهما ، استغفر لهما.. وقد ورد ان من سعادة المرء ، ان لا يموت حتى يرى خلفا من نفسه.. وان الذليل من لا ولد له!..
3 تبدأ حقوق الولد من الساعات الأولى قبل الزواج ، فيصلي المؤمن ركعتين ليلة زفافه ، طالبا من الله تعالى الذرية الطيبة بالمأثور من الدعاء.. ثم تسمية الولد قبل أن يولد ، فإن السقط يشكو اباه يوم القيامة قائلا : الا سميتني ؟!..وخير الاسماء ما تضمن معنى العبودية لله تعالى ، واسماء الانبياء والائمة (ع) .. وكم من العقوق ان يحمل الولد اسما يستحي ان يـُدعى به في الناس ، أو لا يحمل معنى ذا بال ، كبعض الاسماء الشاعرية في هذه الايام.
4 - ان الابتداء بالاذان والاقامة في اذن الطفل ، وكذلك الفاتحة وآخر سورة الحشر ، وتحنيكه بماء الفرات ، وتربة الحسين (ع) – حيث تفوح منها رائحة الشهادة – لمن موجبات غرس روح التوحيد والولاية في أعماق وجوده ، من خلال رسم ذلك في الصفحة الاولى من حياته.. وكم يجل والديه عندما يكبر ، فيتذكر هذا الاحسان في حقه منذ صغره!.. وكم من الجميل ان يشرك الابوان الفقراء فرحتهما وذلك من خلال العقيقة المسنونة.
5 - تتجلى أهمية الذرية من خلال دعوات الانبياء والصلحاء لذرياتهم ،وكأنه همّ شاغل لهم .. فهذه ام مريم (ع) - بمجرد وضع ابنتها المباركة - تعيذها وذريتها من الشيطان الرجيم .. وهذا ابراهيم (ع) يسأل ربه في مضان الاجابة ، أن يوفقه وذريته لاقامة الصلاة ، ويشكر ربه على هبة اسماعيل واسحق له على كبر سنه.. ونحن ايضا مأمورون بمثل هذا الدعاء من خلال الاكثار من القول : { ربنا هب لنا من ازواجنا وذرياتنا قرة اعين واجعلنا للمتقين اماما }..
6 - لقد امرتنا النصوص المباركة إغراق الذرية بالحنان .. فجعلت قبلة الولد موجبة لحسنة ، وجعلت نظر الوالد الى ولده بمثابة عتق نسمة ، وورد الامر بالتصابي مع الصبي .. ويبلغ التأكيد مداه عندما يرد النص عن النبي (ص) بأن الله تعالى لا يغضب لشيء كغضبه للنساء والصبيان! .. ولكن هذا كله ، لا يعني حالة الدلال المفسد للولد ، فإن الاستسلام لرغباته في كل صغيرة وكبيرة مقدمة للافساد.
7 - اننا لا نفشي سرا عندما نقول : بان كل شيء بات حولنا أرضية للافساد والفساد ، مصداقا لقوله تعالى : { ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس }.. ولو استوعب الناس الأمر في حينه ، لعله اضيف اليه الفضاء !! .. فهذا حال مدارسنا بمناهجها واجوائها ، وهذا حال الشارع والسوق ، ناهيك عن الفضائيات والمواقع.. فلم يبق الا حصن الاسرة ، فلو استسلم اصحابه للغزو الثقافي الشامل لسقط آخر معاقل الصمود.. اومن العقل أو المنطق ان يشتري ولي الامر - بماله وبإشرافه - وسائل الارتباط بالعالم الخارجي بما فيه من المفاسد من دون رقابة ، ليتحمل وزر كل ذلك في الدنيا قبل الاخرة ؟!..
8 - إن الاعراض والغضب سلاح نافع، ومن هنا جعل الهجران في المضاجع من وسائل التأديب عند صدور الحرام من الزوجة.. ولكن تكرار استعمال هذا السلاح - بمبرر وبغير مبرر- يفقده قيمته في ما لو استعمل في محله يوما ما!.. فالذي يكثر من الغضب ، فإن غضبه لا يحمل قيمة رادعة ، بل قد يوجب سخرية او تمرد الطرف المقابل .. هذا ناهيك عن الضرب الذي هو اسلوب التعامل مع البهائم ، قبل ان يكون مع البشر!.. إلا في الحدود التي اذن بها الشارع الحكيم..
9 - إن من الخطأ الفادح اظهار الزوجين خلافهما في التربية امام الاولاد .. فتتحول الام في نظر الولد على انها الحضن الدافئ ، ويتحول الاب وكأنه قائد عسكري لا يعرف الرحمة في دائرة حكومته !.. فهذا كله مقدمة لعقوقهما او عقوق احدهما .. فلا بد من الاتفاق على منهج تربوي موحد في الخفاء ، وما المانع ان يخصص الانسان جزءا من وقته واهتمامه للدراسة التربوية في هذا المجال .. فبمثل هذه الاخطاء وامثالها ، نهدم ما بنيناه في اعوام طويلة من العناء والمشقة في تربية الاولاد ، وخاصة في هذه الايام العصيـبة !..
10 - ان هذا الحديث من روائع ما ورد عن اهل البيت (ع) مما يعكس حالة الشفقة والرفق بالاولاد - خصوصا الاناث منهم - ومن ناحية يعكس عمق ارتباطهم بجدتهم الزهراء (ع).. اذ يقول السكوني : وردت على الصادق (ع) ، وأنا مغموم مكروب ، فقال لي يا سكوني ، ما غمك ؟.. فقلت : ولدت لي ابنة .. فقال : يا سكوني !.. على الارض ثقلها ، وعلى الله رزقها ، تعيش في غير اجلك ، وتأكل من غير رزقك .. فسرى والله عني ، فقال : ما سميتها ؟.. قلت : فاطمة ، قال : آه .. آه !.. ثم وضع يده على جبهته ، الى ان قال : اما اذا سميتها فاطمة ، فلا تسبها ، ولا تلعنها ، ولا تضربها!.
=============================
هذه ترجمة بسيطة ولمن أحب الاستماع بشكل أوضح علني أهملت شيء يمكنه الاستعانة بالروابط التالية :
http://www.alseraj.com - http://www.alseraj.net - http://www.alseraj.org
الدال على الخير كفاعله .
===========================
جديد الموقع :
1- العمرة الرجبية الكثير يحاول اداؤها وينجح ... فهل انت منهم ؟؟
2- رجاؤنا منكم جميعا - ان كان لنا حق عليكم -الدعاء لفتح الهدى على القلوب بمنه وكرمه .
3- بدائع متنوعة فى قسم المقتطفات .
4- موسوعة من الدرر الخالدة من تراثهم (ع) فى جواهر البحار.
===========================
اعلان هام للاخوة الكرام : ترشيح موقع السراج في الطريق الى الله لافضل المواقع الشيعية على TOP SHIA SITES
http://www.topshia.com/in.php?site=1003355535
_
تعليق