إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

سلسلة التمحيصات (5) -------> إنما الشورى للمهاجرين والأنصار >>> ضعيفــــــــــــــــة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • سلسلة التمحيصات (5) -------> إنما الشورى للمهاجرين والأنصار >>> ضعيفــــــــــــــــة

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
    والعن أعداءهم والمجسمة عبدة الشاب الأمرد أجمعين



    دندن بعض آل وهب على روية وجدوها في نهج البلاغة محاولين – كالغريق الذي يتمسك بقشة – إثبات شرعة الخلفاء, وهذا الموضوع لتفنيد هذا الاستدلال.


    جاء في نهج البلاغة:

    6 - ( ومن كتاب له عليه السلام إلى معاوية )

    إنه بايعني القوم الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان على ما بايعوهم عليه ، فلم يكن للشاهد أن يختار ولا للغائب أن يرد ، وإنما الشورى للمهاجرين والأنصار ، فإن اجتمعوا على رجل وسموه إماما كان ذلك لله رضى ، فإن خرج من أمرهم خارج بطعن أو بدعة ردوه إلى ما خرج منه ، فإن أبى قاتلوه على أتباعه غير سبيل المؤمنين وولاه الله ما تولى ولعمري يا معاوية لئن نظرت بعقلك دون هواك لتجدني أبرأ الناس من دم عثمان ، ولتعلمن أني كنت في عزلة عنه إلا أن تتجنى فتجن ما بدا لك والسلام. ( نهج البلاغة ج 3 - ص 7 )


    أقول, نقل الشريف الرضي هذا النص من كتاب وقعة صفين لنصر بن مزاحم وسندها ضعيف. النص:

    نصر : عمر بن سعد ، عن نمير بن وعلة ، عن عامر الشعبي ، أن عليا عليه السلام حين قدم من البصرة نزع جريرا همدان ، فجاء حتى نزل الكوفة ، فأراد علي أن يبعث إلى معاوية رسولا فقال له جرير : ابعثني إلى معاوية ، فإنه لم يزل لي مستنصحا وودا ، فآتيه فأدعوه على أن يسلم لك هذا الأمر ، ويجامعك على الحق ، على أن يكون أميرا من أمرائك ، وعاملا من عمالك ، ما عمل بطاعة الله ، واتبع ما في كتاب الله ، وأدعو أهل الشام إلى طاعتك وولايتك ، وجلهم قومي وأهل بلادي ، وقد رجوت ألا يعصوني . فقال له الأشتر : لا تبعثه ودعه ، ولا تصدقه ، فو الله إني لأظن هواه هواهم ، ونيته نيتهم . فقال له علي : دعه حتى ننظر ما يرجع به إلينا . فبعثه على عليه السلام وقال له حين أراد أن يبعثه : إن حولي من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل الدين والرأي من قد رأيت ، وقد اخترتك عليهم لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فيك : « إنك من خير ذي يمن » . ايت معاوية بكتابي ، فإن دخل فيما دخل فيه المسلمون وإلا فانبذ إليه، وأعلمه أني لا أرضى به أميرا ، وأن العامة لا ترضى به خليفة » .
    فانطلق جرير حتى أتى الشام ونزل بمعاوية ، فدخل عليه فحمد الله وأثنى عليه وقال : « أما بعد يا معاوية فإنه قد اجتمع لابن عمك أهل الحرمين وأهل المصرين وأهل الحجاز ، وأهل اليمن ، وأهل مصر ، وأهل العروض وعمان ، وأهل البحرين واليمامة ، فلم يبق إلا أهل هذه الحصون التي أنت فيها ، لو سال عليها سيل من أوديته غرقها . وقد أتيتك أدعوك إلى ما يرشدك ويهديك إلى مبايعة هذا الرجل » .
    ودفع إليه كتاب علي بن أبي طالب ، وفيه :
    بسم الله الرحمن الرحيم .
    أما بعد فإن بيعتي بالمدينة لزمتك وأنت بالشام ؛ لأنه بايعني القوم الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان علي ما بويعوا عليه ، فلم يكن للشاهد أن يختار ، ولا للغائب أن يرد . وإنما الشورى للمهاجرين والأنصار ، فإذا اجتمعوا على رجل فسموه إماما كان ذلك لله رضا ، فإن خرج من أمرهم خارج بطعن أو رغبة ردوه إلى ما خرج منه ، فإن أبى قاتلوه على اتباعه غير سبيل المؤمنين ، وولاه الله ما تولى ويصليه جهنم وساءت مصيرا . وإن طلحة والزبير بايعاني ثم نقضا بيعتي ، وكان نقضهما كردهما ، فجاهدتهما . على ذلك حتى جاء الحق وظهر أمر الله وهم كارهون . فادخل فيما دخل فيه المسلمون ، فإن أحب الأمور إلى فيك العافية ، إلا أن تتعرض للبلاء . فإن تعرضت له قاتلتك واستعنت الله عليك . وقد أكثرت في قتلة عثمان فادخل فيما دخل فيه المسلمون ، ثم حاكم القوم إلى أحملك وإياهم على كتاب الله . فأما تلك التي تريدها فخدعة الصبي عن اللبن . ولعمري لئن نظرت بعقلك دون هواك لتجدني أبرأ قريش من دم عثمان . واعلم أنك من الطلقاء الذين لا تحل لهم الخلافة ، ولا تعرض فيهم الشورى . وقد أرسلت إليك وإلى من قبلك جرير بن عبد الله ، وهو من أهل الإيمان والهجرة . فبايع ولا قوة إلا بالله » .
    فلما قرأ الكتاب قام جرير فقال :
    الحمد لله المحمود بالعوائد، المأمول منه الزوائد ، المرتجى منه الثواب المستعان على النوائب . أحمده وأستعينه في الأمور التي تخير دونها الألباب ، وتضمحل عندها الأسباب . وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له ، كل شئ هالك إلا وجهه ، له الحكم وإليه ترجعون . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، أرسله بعد الفترة ، وبعد الرسل الماضية والقرون الخالية، والأبدان البالية ، والجبلة الطاغية ، فبلغ الرسالة ، ونصح الأمة ، وأدى الحق الذي استودعه الله وأمره بأدائه إلى أمته . صلى الله عليه وسلم من مبتعث ومنتجب .
    ثم قال : أيها الناس ، إن أمر عثمان قد أعيا من شهده ، فما ظنكم بمن غاب عنه . وإن الناس بايعوا عليا غير واتر ولا موتور ، وكان طلحة والزبير ممن بايعه ثم نكثا بيعته على غير حدث . ألا وإن هذا الدين لا يحتمل الفتن
    ألا وإن العرب لا تحتمل السيف . وقد كانت بالبصرة أمس ملحمة إن يشفع البلاء بمثلها فلا بقاء للناس . وقد بايعت العامة عليا . ولو ملكنا الله أمورنا لم نختر لها غيره ، ومن خالف هذا استعتب . فادخل يا معاوية فيما دخل فيه الناس . فإن قلت : استعملني عثمان ثم لم يعزلني ، فإن هذا أمر لو جاز لم يقم لله دين ، وكان لكل امرئ ما في يديه . ولكن الله لم يجعل للآخر من الولاة حق الأول ، وجعل تلك أمورا موطأة ، وحقوقا ينسخ بعضها بعضا .
    [ ثم قعد ] ، فقال معاوية : انظر وننظر ، واستطلع رأي أهل الشام .
    فلما فرغ جرير من خطبته أمر معاوية مناديا فنادى : الصلاة جامعة . فلما اجتمع الناس صعد المنبر ثم قال :
    الحمد لله الذي جعل الدعائم للإسلام أركانا ، والشرائع للإيمان برهانا ، يتوقد قبسه في الأرض المقدسة التي جعلها الله محل الأنبياء والصالحين من عباده ، فأحلها أهل الشام ، ورضيهم لها ورضيها لهم ، لما سبق من مكنون علمه من طاعتهم ومناصحتهم خلفاءه والقوام بأمره ، والذابين عن دينه وحرماته . ثم جعلهم لهذه الأمة نظاما ، وفي سبيل الخيرات أعلاما ، يردع الله بهم الناكثين ، ويجمع بهم ألفة المؤمنين . والله نستعين على ما تشعب من أمر المسلمين بعد الالتئام ، وتباعد بعد القرب . اللهم انصرنا على أقوام يوقظون نائمنا ، ويخيفون آمننا ، ويريدون هراقة دمائنا، وإخافة سبيلنا وقد يعلم الله أنا لم نرد بهم عقابا ، ولا نهتك لهم حجابا ، ولا نوطئهم زلقا . غير أن الله الحميد كسانا من الكرامة ثوبا لن ننزعه طوعا ما جاوب الصدى ، وسقط الندى ، وعرف الهدى . حملهم على خلافنا البغي والحسد ، فالله نستعين عليهم . أيها الناس ، قد علمتم أني خليفة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ، وأني خليفة عثمان بن عفان عليكم ، وأني لم أقم رجلا منكم على خزاية قط ، وأني ولي عثمان وقد قتل مظلوما . والله يقول : ( ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل إنه كان منصورا ) . وأنا أحب أن تعلموني ذات أنفسكم في قتل عثمان » .
    فقام أهل الشام بأجمعهم فأجابوا إلى الطلب بدم عثمان ، وبايعوه على ذلك ، وأوثقوا له على أن يبذلوا أنفسهم وأموالهم أو يدركوا بثأره ، أو يفني الله أرواحهم . فلما أمسى معاوية وكان قد اغتم بما هو فيه ... ( وقعة صفين لنصر بن مزاحم المنقري ص 27 - 32 )




    والآن لننظر إلى هذا السند المظلم:

    عمر بن سعد!!!

    نمير بن واعلة! وهو مجهول!

    عامر الشعبي!!!


    أنقل لكم ترجمة عامر الشعبي من معجم السيد الخوئي ليرى القراء القيمة القيمة العلمية هذه الرواية!!


    6095 عامر بن شرحبيل :

    ... قال السيد التفريشي : " لم أجده في النسخ التي عندنا من ( جخ ) ، وهو المعروف بالشعبي ، المذموم عندنا " .

    أقول : من الغرائب أن يعده ابن داود في القسم الاول ، وهو الخبيث الفاجر الكذاب المعلن بعدائه لامير المؤمنين ( عليه السلام ) ، وقد ذكرنا شطرا من مخازيه في تفسيرنا ( البيان ) عند التعرض لترجمة الحارث الاعور .
    قال الكشي في ترجمة الحارث الاعور ( 26 ) :
    " حمدويه وإبراهيم ، قالا : حدثنا أيوب بن نوح ، عن صفوان ـ بن يحيى ـ ، عن عاصم بن حميد ، عن فضيل الرسان ، عن أبي عمرو البزاز ، قال : سمعت الشعبي وهو يقول : وكان إذا غدا إلى القضاء جلس في مكاني ، فقال لي ذات يوم : يا أبا عمرو إن لك عندي حديثا أحدثك به ، فقلت له : يا أبا عمرو مازال لي ضالة عندك ، فقال لي : لا أم لك ، فأي ضالة تقع لك عندي ؟ ، قال : فأبى أن يحدثني يومئذ ، ثم سألته بعد ، فقلت له : يا أبا عمرو حدثني بالحديث الذي قلت لي قال : سمعت الحارث الاعور ، وهو يقول : أتيت أمير المؤمنين عليا ( عليه السلام ) ، ذات ليلة فقال : يا أعور ما جاء بك ؟ قال : فقلت يا أمير المؤمنين جاء بي والله حبك . قال : فقال : أما إني سأحدثك لتشكرها ، أما إنه لا يموت عبد يحبني فتخرج نفسه حتى يراني حيث يحب ، ولا يموت عبد يبغضني فتخرج نفسه حتى يراني حيث يكره ، قال : ثم قال لي الشعبي بعد : أما إن حبه لا ينفعك ، وبغضه لا يضرك " . ( معجم رجال الحديث للسيد الخوئي ج12 ص210- 211 )



    وقال في تفسير البيان:

    الحارث وافتراء الشعبي عليه

    هو الحارث بن عبد الله الأعور الهمداني ، وقد اتفقت كلمات علماء الإمامية على أنه من أعاظم أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام وعلى نزاهته ومكانته السامية ، ووصفوه بالورع والتقوى ، والقيام بخدمة سيده أمير المؤمنين عليه السلام . ونص على توثيقه الاعلام في كتبهم الرجالية وغيرها ، وذكر غير واحد من أكابر علماء السنة الحارث فأثنى عليه .
    قال ابن حجر العسقلاني في " تهذيب التهذيب " في ترجمة الحارث : قال الدوري عن ابن معين : " الحارث قد سمع من ابن مسعود وليس به بأس " .
    وقال عثمان الدارمي عن ابن معين : " ثقة " .
    وقال أشعث بن سوار عن ابن سيرين : " أدركت الكوفة وهم يقدمون خمسة ، من بدأ بالحارث ثنى بعبيدة ، ومن بدأ بعبيدة ثنى بالحارث " .
    وقال ابن أبي داود : " كان الحارث أفقه الناس ، وأحسب الناس ، وأفرض الناس ، تعلم الفرائض من علي " .
    وقال أبو جعفر الطبري في المنتخب من كتاب " ذيل المذيل " تحت عنوان من هلك سنة 161 : " وكان الحارث من مقدمي أصاحب أمير المؤمنين عليه السلام وعبد الله في الفقه والعلم بالفرائض والحساب " .
    قال الذهبي في ترجمة الحارث ، وحديث الحارث في السنن الأربعة ، والنسائي مع تعنته في الرجال فقد احتج به وقوى أمره وكان من أوعية العلم . قال مرة ابن خالد أنبأنا محمد بن سيرين قال : " كان من أصحاب ابن مسعود خمسة يؤخذ عنهم ، أدركت منهم أربعة وفاتني الحارث فلم أره ، وكان يفضل عليهم وكان أحسنهم " .
    أقول : قد شاء التعصب والهوى أن يقول الشعبي : " حدثني الحارث الأعور وكان كذابا " وان يتابعه جماعة على رأيه .
    قال أبو عبد الله القرطبي في الجزء الأول من تفسيره ص 5 : " الحارث رماه الشعبي بالكذب وليس بشئ ولم يبين من الحارث كذب ، وإنما نقم عليه إفراطه في حب علي عليه السلام وتفضيله له على غيره ، ومن ههنا - والله أعلم - كذبه الشعبي لان الشعبي يذهب إلى تفضيل أبي بكر وإلى أنه أول من أسلم " .
    قال ابن حجر في ترجمة الحارث : وقد فسر ابن عبد البر في كتاب " العلم " السر في طعن الشعبي على الحارث فقال : " إنما نقم عليه لافراطه في حب علي عليه السلام ، وأظن أن الشعبي عوقب على تكذيبه الحارث لأنه لم تبن منه كذبة أبدا " .
    وقال ابن شاهين في الثقات : قال أحمد بن صالح المصري : " الحارث الأعور ثقة ما أحفظه وما أحسن ما روى عن علي وأثنى عليه ، قيل له فقد قال الشعبي : كان يكذب ، قال : لم يكن يكذب في الحديث إنما كان كذبه في رأيه " .
    بربك أخبرني أيها الناقد البصير هل يجوز في شريعة العلم ؟
    أو هل يسوغ الدين نسبة الفاحشة إلى المسلم ، وقذفه بالكذب بمجرد ولائه لأمير المؤمنين عليه السلام وتفضيله إياه على غيره ؟
    أليس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو الذي جاهر بتفضيل علي عليه السلام على غيره ، حتى جعله منه بمنزلة هارون من موسى وأثبت له خصالا لم يحظ بمثلها رجل من الصحابة ، وقد شهد بذلك - على ما رواه الحاكم في المستدرك - الجزء 3 ص 108 - سعد بن أبي وقاص أمام معاوية حين حمله على سبه فقال : " كيف أسب رجلا كانت له خصال من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، لو أن لي واحدة منها لكان أحب إلي من حمر النعم " ثم ذكر قصة الكساء ، وحديث المنزلة وإعطاء الراية له في يوم خيبر ، ولم يكتف نبي الاسلام صلى الله عليه وآله وسلم بذلك حتى أعلم الأمة بمنزلة الرفيعة - كما في نفس المصدر ص 108 - فقال لعلي : " من أطاعني فقد أطاع الله ، ومن عصاني فقد عصى الله ، ومن أطاعك فقد أطاعني ، ومن عصاك فقد عصاني " ، وغير ذلك من فضائله التي لا تعد ولا تحصى .
    نعم ليس من الغريب أن يفتري الشعبي على الحارث ، ويصفه بالكذب فقد كان من صنايع الأمويين يرتع في دنياهم ، ويسير على رغباتهم ،
    فقد بعثه عبد الملك بن مروان - كما في كتاب النجوم الزاهرة الجزء 1 ص 208 - إلى مصر بسبب البيعة للوليد بن عبد الملك ، ثم تولى المظالم بالكوفة - كما في كتاب الأغاني الجزء 2 ص 120 - من قبل بشر بن مروان أيام ولايته عليها من قبل عبد الملك ، ثم تولى القضاء - كما في تاريخ الطبري الجزء 5 ص 310 الطبعة الثانية - من قبل عمر بن عبد العزيز في الكوفة ، فهو مرواني النزعة ، يقول ويفعل بما يشاء له الهوى ، لا يتحرج من كذبه ، ولا يتبرم من خطل .
    ذكر أبو الفرج في الأغاني الجزء 1 ص 121 عن الحسن بن عمر الفقيمي قال : " دخلت على الشعبي فبينا أنا عنده في غرفته إذ سمعت صوت غناء فقلت أهذا في جوارك ؟ فأشرف بي على منزله فإذا بغلام كأنه قمر وهو يتغنى . . . قال فقال لي الشعبي : أتعرف هذا ؟ قلت : لا : فقال : هذا الذي أوتي الحكم صبيا ، هذا ابن سريج " .
    وذكر أيضا في الجزء 2 ص 71 عن عمر بن أبي خليفة قال : " كان الشعبي مع أبي في أعلى الدار فسمعنا تحتنا غناء حسنا فقال له أبي : هل ترى شيئا ؟ قال : لا . فنظرنا فإذا غلام حسن الوجه حديث السن يتغنى . . فإذا هو ابن عائشة فجعل الشعبي يتعجب من غنائه ، ويقول : يؤتي الحكمة من يشاء " .
    وذكر أيضا في الجزء 2 ص 133 " أن مصعب بن الزبير أيام ولايته على الكوفة أخذ بيد الشعبي وأدخله في حجلة زوجته عائشة بنت طلحة ، وهي بارزة حاسرة ، فسأله عن حالها فأبدى رأيه فيها ، ووصفها له بما يريد ، ثم أمر مصعب له بعشرة آلاف درهم وثلاثين ثوبا " .
    نعم ليس غريبا من الشعبي أن يصف الحارث بهذه الصفة ، وقد افترى على أمير المؤمنين عليه السلام كما في القرطبي الجزء 1 ص 158 حيث كان يحلف بالله : " لقد دخل علي حفرته وما حفظ القرآن " .
    قال الصاحبي في فقه اللغة ص 170 : " وهذا كلام شنيع جدا فيمن يقول : سلوني قبل أن تفقدوني ، سلوني فما من آية إلا أعلم بليل نزلت أم بنهار ، أم في سهل أم في جبل " .
    وروى السدي عن عبد خير عن علي : " أنه رأى من الناس طيرة عند وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأقسم أن لا يضع على ظهره رداء حتى يجمع القرآن ، قال : فجلس في بيته حتى جمع القرآن فهو أول مصحف جمع فيه القرآن جمعه من قلبه وكان عند آل جعفر " .
    ألا تنظر أيها المسلم الغيور إلى هذا الرجل كيف تجرأ على الله وعلى رسوله ، وتكلم بهذا الكلام الشنيع ؟ ... إلخ ( البيان في تفسير القرآن - السيد الخوئي - ص 500 – 503 )




    والخلاصة, هذه الرواية ساقطة سندا !! ويحسن في الختام أن أذكر ما ذكره بعض العلماء تعليقا على المتن وكونه – فوق كل هذا – لا تفيد ما يرمي إليه المخالف!


    يقال الشيخ علي الكوراني في مسائل جيش الصحابة:

    أولا : أن هذا الكلام لأمير المؤمنين عليه السلام في كتابه إلى معاوية وهو في نهج البلاغة : 3 / 7 : ( ومن كتاب له إلى معاوية : إنه بايعني القوم الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان على ما بايعوهم عليه ، فلم يكن للشاهد أن يختار ولا للغائب أن يرد ، وإنما الشورى للمهاجرين والأنصار ، فإن اجتمعوا على رجل وسموه إماما كان ذلك لله رضى ، فإن خرج من أمرهم خارج بطعن أو بدعة ردوه إلى ما خرج منه ، فإن أبى قاتلوه على أتباعه غير سبيل المؤمنين وولاه الله ما تولى . ولعمري يا معاوية لئن نظرت بعقلك دون هواك لتجدني أبرأ الناس من دم عثمان ، ولتعلمن أني كنت في عزلة عنه إلا أن تتجنى ، فتجن ما بدا لك . والسلام ) .
    ( وفي كتاب صفين لنصر بن مزاحم رحمه الله : 1 / 31 طبع مصر ): عن نمير بن وعلة عن عامر الشعبي أن عليا عليه السلام حين قدم من البصرة... وساق الرواية إلى أن قال: ( ونقل له المحمودي في نهج السعادة : 4 / 89 مصادر أخرى : كتاب صفين ص 29 ط 2 بمصر وص 18 ، ط إيران .
    وقريب منه في عنوان ( أخبار علي ومعاوية من كتاب العسجدة الثانية في تواريخ الخلفاء من العقد الفريد : 3 / 106 / ط 2 ، والإمامة والسياسة : 1 / 93 وابن أبي الحديد ، عنه في شرح المختار ( 43 ) من خطب نهج البلاغة : 3 / 75 . ورواه ابن عساكر في ترجمة معاوية من تاريخ دمشق : 56 / 974 وص 60 برواية الكلبي ) .

    وثانيا : من الواضح أن أمير المؤمنين عليه السلام يحتج على معاوية بأنه أطاع أبا بكر وعمر وعثمان واعترف بخلافتهم بسبب بيعة المهاجرين والأنصار لهم ، ونفس هذا السبب موجود في بيعة أمير المؤمنين عليه السلام . فقوله عليه السلام : ( فإن اجتمعوا على رجل وسموه إماما كان ذلك لله رضى ) ليس صريحا في إعطاء الشرعية لمن يبايعه المهاجرون والأنصار ، حتى يكون معارضا للنص النبوي ! ولو سلمنا واعتبرنا أنه يعطي الشرعية لمن أجمع المهاجرون والأنصار على بيعته فمعناه فرض أن تجتمع الأمة بمهاجريها وأنصارها على بيعة شخص ، وهم الأمة الإسلامية في وقتهم التي لا تجتمع على ضلال وفيها أهل البيت عليهم السلام ، كما أخبر النبي صلى الله عليه وآله .
    فكلام أمير المؤمنين عليه السلام كلام فرضي قاله ليبين لمعاوية أنه من الطلقاء الذين ليسوا من الأمة التي إجماعها حجة لامن مهاجريها ولا أنصارها ، ولا مخالفتهم تضر بإجماعها .
    وهذا الإجماع الفرضي لم يحصل من الأمة على خلافة أحد لا خلافة أبي بكر ولا عمر ولا عثمان ولا علي عليه السلام .
    فإن مخالفة شخص واحد تبطل تحقق الإجماع ، وقد خالف بيعة كل واحد منهم عدد من الأمة .

    ( قال السيد النقوي الهندي في خلاصة عبقات الأنوار : 3 / 299 :

    ( قوله : وإذا دل هذا الحديث على إمامة العترة ، فكيف يصح الحديث الصحيح المروي عن علي بن أبي طالب بصورة متواترة عند الشيعة يقول فيه : إنما الشورى للمهاجرين والأنصار ؟

    أقول : هذا مردود بوجوه :

    الأول : لقد أثبتنا دلالة حديث الثقلين على إمامة الأئمة الاثني عشر من العترة الطاهرة عليهم السلام بالدلائل القاهرة والبراهين الساطعة ، التي لا تبقي ريبا ولا تذر شكا في ذلك ، فتشكيك ( الدهلوي ) فيه واه .

    الثاني : تعبيره عن ( إنما الشورى للمهاجرين والأنصار ) بالحديث المروي ، تخديع وتضليل ، لأنه إنما ورد عنه ذلك في بعض كتب السير والتواريخ ، وفي ضمن كتاب له إلى معاوية بن أبي سفيان ، على سبيل الإلزام له به .

    الثالث : دعوى تواتره عند الشيعة باطلة .

    الرابع : أن هذا الكلام لا ينافي دلالة حديث الثقلين على إمامة الأئمة عليهم السلام ، لأن المهاجرين والأنصار مأمورون بأجمعهم باتباع الثقلين ، فلو أجمعوا على رجل مع الاهتداء بهدي الكتاب والعترة صحت إمامته ، ومن الواضح أن ذلك لن يتحقق إلا بالنسبة إلى رجل من أهل بيت العصمة ، ومنه يظهر بطلان خلافة غيره .

    الخامس : أن ما اجتمع عليه المهاجرون والأنصار كلهم حق ، لأن أهل البيت عليهم السلام من المهاجرين ، بل هم سادتهم بلا نزاع . وعلى هذا يكون التمسك بهكذا إجماع عين التمسك بالعترة المأمور به في حديث الثقلين ، وعين التمسك بالكتاب بمقتضى الحديث المذكور ، فلا تنافي .

    السادس : أن هذا الكلام يدل على لزوم المشورة من جميع المهاجرين والأنصار ، ولا ريب في أن بيعة أبي بكر لم تكن عن مشورة ، بل كانت - على حد تعبير عمر - فلتة وقى الله شرها ، فمن دعا إلى مثلها فاقتلوه ! ثم قال : من بايع رجلا من غير مشورة من المسلمين فلا يبايع هو ولا الذي بايعه تغرة أن يقتلا .

    قال البخاري : حدثنا عبد العزيز بن عبد الله حدثني إبراهيم بن سعد ، عن صالح ، عن ابن شهاب ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود ، عن ابن عباس ، قال : كنت أقرئ رجالا من المهاجرين منهم عبد الرحمن بن عوف ، فبينما أنا في منزله بمنى وهو عند عمر بن الخطاب في آخر حجة حجها إذ رجع إلى عبد الرحمن فقال : لو رأيت رجلا أتى أمير المؤمنين اليوم فقال : يا أمير المؤمنين هل لك في فلان يقول لي قد مات عمر لقد بايعت فلانا فوالله ما كانت بيعة أبي بكر إلا فلتة فتمت . فغضب عمر ثم قال : إني إن شاء الله لقائم العشية في الناس فمحذرهم هؤلاء الذين يريدون أن يغصبوهم أمورهم . قال عبد الرحمن : فقلت يا أمير المؤمنين لا تفعل فإن الموسم يجمع رعاع الناس وغوغاءهم ، فإنهم هم الذين يغلبون على قربك حين تقوم في الناس ، وأنا أخشى أن تقوم فتقول مقالة يطيرها عنك كل مطير وأن لا يعوها وأن لا يضعوها على مواضعها ، فأمهل حتى تقدم المدينة فإنها دار الهجرة والسنة ، فتخلص بأهل الفقه وأشراف الناس فتقول ما قلت متمكنا فيعي أهل العلم مقالتك ويضعونها على مواضعها .
    فقال عمر : أما والله إن شاء الله لا قومن بذلك أول مقام أقومه بالمدينة . قال ابن عباس : فقدمنا المدينة في عقب ذي الحجة فلما كان يوم الجمعة عجلنا الرواح حين زاغت الشمس حتى أجد سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل جالسا إلى ركن المنبر فجلست حوله تمس ركبتي ركبته ، فلم أنشب أن خرج عمر بن الخطاب فلما رأيته مقبلا قلت لسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل : ليقولن العشية مقالة لم يقلها منذ استخلف قط قبله ! فأنكر علي وقال : ما عسيت أن يقول ما لم يقل قبله ؟ ! فجلس عمر على المنبر فلما سكت المؤذنون قام فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال : أما بعد ، فإني قائل لكم مقالة قد قدر لي أن أقولها لا أدري لعلها بين يدي أجلي ، فمن عقلها ووعاها فليحدث بها حيث انتهت به راحلته ومن خشي أن لا يعقلها فلا أحل لأحد أن يكذب علي . إن الله بعث محمدا ( ص ) بالحق وأنزل عليه الكتاب فكان مما أنزل الله آية الرجم ، فقرأناها وعقلناها ووعيناها ، فلذا رجم رسول الله ( ص ) ورجمنا بعده ، فأخشى إن طال بالناس زمان أن يقول قائل والله ما نجد آية الرجم في كتاب الله ، فيضلوا بترك فضيلة أنزلها الله ، والرجم في كتاب الله حق على من زنى إذا أحصن من الرجال والنساء إذا قامت البينة أو كان الحبل أو الاعتراف . ثم إنا كنا نقرأ فيما نقرأ من كتاب الله أن لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر أن ترغبوا عن آبائكم أو إن كفرا بكم أن ترغبوا عن آبائكم الإثم ، إن رسول الله ( ص ) قال : لا تطروني كما أطري عيسى بن مريم وقولوا : عبد الله ورسوله . ثم إنه بلغني أن قائلا منكم يقول : والله لو مات عمر بايعت فلانا ! فلا يغترن امرؤ أن يقول إنما كانت بيعة أبي بكر فلتة وتمت ، ألا وإنها كانت كذلك ولكن الله وقى شرها ! وليس منكم من تقطع الأعناق إليه مثل أبي بكر ، من بايع رجلا من غير مشورة من المسلمين فلا يبايع هو ولا الذي بايعه تغرة أن يقتلا . وإنه قد كان من خبرنا حين توفى الله نبيه ( ص ) أن الأنصار خالفونا واجتمعوا بأسرهم في سقيفة بني ساعدة ، وخالف عنا علي والزبير ومن معهما . . ) انتهى .

    أقول : فقد شهد عمر بأن بيعة أبي بكر لم تكن بإجماع المهاجرين والأنصار ، حتى تكون لله رضا كما حاولوا أن يثبتوا ذلك بكلام أمير المؤمنين عليه السلام. ( أجوبة مسائل جيش الصحابة - الشيخ علي الكوراني العاملي ص86 – 96 )





    ويقول السيد مرتضى العسكري في معالم المدرستين:

    فان الامام قد احتج في هذا الكتاب على معاوية بالبيعة والشورى واجماع المهاجرين والانصار ، وبناء على هذا فان الامام يرى صحة اقامة الامامة بما ذكره ، والجواب أن الشريف الرضي كان أحيانا يتخير نتفا من كتب الامام وخطبه مما يجده في أعلى درجات البلاغة ويترك سائره وكذلك فعل مع هذا الكتاب وقد أورد الكتاب بتمامه نصر بن مزاحم في كتاب صفين وهذا نصه : بسم الله الرحمن الرحيم . أما بعد فإن بيعتى بالمدينة لزمتك وأنت بالشام ... وساق الرواية إلى أن قال: اتضح لنا من هذا الكتاب أن الامام علي يحتج على معاوية بما التزم به هو ونظراؤه ويقول له : ان بيعتي بالمدينة لزمتك يا معاوية وأنت بالشام ، كما التزمت ببيعة عثمان بالمدينة وأنت بالشام ، وكذلك لزمت بيعتي نظراءك خارج المدينة كما لزمتهم بيعة عمر في المدينة وهم في أماكن أخرى .

    هكذا يلزمه الامام علي بكل ما التزم به هو ونظراؤه من مدرسة الخلافة يومذاك ، وهذا وارد لدى العقلاء ، فانهم يحتجون على الخصم بما التزم به هو ، هذا أولا . وثانيا قوله : " فإذا اجتمعوا على رجل فسموه اماما ، كان ذلك لله رضا " فانه قد ورد في بعض النسخ " كان ذلك رضا " ، أي كان لهم رضا ، على أن يكون ذلك باختيار منهم ولم تؤخذ البيعة بالجبر وحد السيف .

    وعلى فرض أنه كان قد قال " كان لله رضا " نقول : نعم ، ما أجمع عليه المهاجرون والانصار بما فيهم الامام علي والامام الحسن والامام الحسين كان ذلك لله رضا .

    وأخيرا لست أدري كيف استشهدوا بهذا القول من نهج البلاغة ونسوا أو تناسوا سائر أقوال الامام التي نقلها الشريف الرضي أيضا في نهج البلاغة مثل قوله في باب الحكم : لما انتهت إلى أمير المؤمنين عليه السلام انباء السقيفة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال عليه السلام : ما قالت الانصار ؟ قالوا : قالت : منا أمير ومنكم أمير ، قال عليه السلام : فهلا احتججتم عليهم بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصى بأن يحسن إلى محسنهم ، ويتجاوز عن مسيئهم ؟ ! قالوا : وما في هذا من الحجة عليهم ؟ فقال عليه السلام : لو كانت الامارة فيهم لم تكن الوصية بهم ! !
    ثم قال عليه السلام : فماذا قالت قريش ؟ قالوا : احتجت بأنها شجرة الرسول صلى الله عليه وسلم ، فقال عليه السلام : احتجوا بالشجرة ، وأضاعوا الثمرة . وقوله - أيضا - في باب الحكم : وقال عليه السلام : واعجباه أتكون الخلافة في الصحابة والقرابة .

    قال الرضي : وله شعر بهذا المعنى :

    فإن كنت بالشورى ملكت أمورهم * فكيف بهذا والمشيرون غيب
    وان كنت بالقربى حججت خصيمهم * فغيرك أولى بالنبي وأقرب

    وأجمع أقواله في هذا الباب ما وردت في الخطبة الشقشقية " خ : 190 " التي قال فيها عليه السلام : " أَمَا وَ اللَّهِ لَقَدْ تَقَمَّصَهَا ابن أبي قحافه وَ إِنَّهُ لَيَعْلَمُ أَنَّ مَحَلِّي مِنْهَا مَحَلُّ الْقُطْبِ مِنَ الرَّحَى يَنْحَدِرُ عَنِّي السَّيْلُ وَ لَا يَرْقَى إِلَيَّ الطَّيْرُ فَسَدَلْتُ دُونَهَا ثَوْباً وَ طَوَيْتُ عَنْهَا كَشْحاً وَ طَفِقْتُ أَرْتَئِي بَيْنَ أَنْ أَصُولَ بِيَدٍ جَذَّاءَ أَوْ أَصْبِرَ عَلَى طَخْيَةٍ عَمْيَاءَ يَهْرَمُ فِيهَا الْكَبِيرُ وَ يَشِيبُ فِيهَا الصَّغِيرُ وَ يَكْدَحُ فِيهَا مُؤْمِنٌ حَتَّى يَلْقَى رَبَّهُ فَرَأَيْتُ أَنَّ الصَّبْرَ عَلَى هَاتَا أَحْجَى فَصَبَرْتُ وَ فِي الْعَيْنِ قَذًى وَ فِي الْحَلْقِ شَجًا أَرَى تُرَاثِي نَهْباً حَتَّى مَضَى الْأَوَّلُ لِسَبِيلِهِ فَأَدْلَى بِهَا إِلَى ابن الخطاب بَعْدَهُ ثُمَّ تَمَثَّلَ بِقَوْلِ الْأَعْشَى شَتَّانَ مَا يَوْمِي عَلَى كُورِهَا * وَ يَوْمُ حَيَّانَ أَخِي جَابِرِ فَيَا عَجَباً بَيْنمَا هُوَ يَسْتَقِيلُهَا فِي حَيَاتِهِ إِذْ عَقَدَهَا لِآخَرَ بَعْدَ وَفَاتِهِ لَشَدَّ مَا تَشَطَّرَا ضَرْعَيْهَا فَصَيَّرَهَا فِي حَوْزَةٍ خَشْنَاءَ يَغْلُظُ كَلْمُهَا وَ يَخْشُنُ مَسُّهَا وَ يَكْثُرُ الْعِثَارُ فِيهَا وَ الِاعْتِذَارُ مِنْهَا فَصَاحِبُهَا كَرَاكِبِ الصَّعْبَةِ إِنْ أَشْنَقَ لَهَا خَرَمَ وَ إِنْ أَسْلَسَ لَهَا تَقَحَّمَ فَمُنِيَ النَّاسُ لَعَمْرُ اللَّهِ بِخَبْطٍ وَ شِمَاسٍ وَ تَلَوُّنٍ وَ اعْتِرَاضٍ فَصَبَرْتُ عَلَى طُولِ الْمُدَّةِ وَ شِدَّةِ الْمِحْنَِ حَتَّى إِذَا مَضَى لِسَبِيلِهِ جَعَلَهَا فِي جَمَاعَةٍ زَعَمَ أَنِّي أَحَدُهُمْ فَيَا لَلَّهِ وَ لِلشُّورَى مَتَى اعْتَرَضَ الرَّيْبُ فِيَّ مَعَ الْأَوَّلِ مِنْهُمْ حَتَّى صِرْتُ أُقْرَنُ إِلَى هَذِهِ النَّظَائِرِ لَكِنِّي أَسْفَفْتُ إِذْ أَسَفُّوا وَ طِرْتُ إِذْ طَارُوا فَصَغَا رَجُلٌ مِنْهُمْ لِضِغْنِهِ وَ مَالَ الْآخَرُ لِصِهْرِهِ مَعَ هَنٍ وَ هَنٍ إِلَى أَنْ قَامَ ثَالِثُ الْقَوْمِ نَافِجاً حِضْنَيْهِ بَيْنَ نَثِيلِهِ وَ مُعْتَلَفِهِ وَ قَامَ مَعَهُ بَنُو أَبِيهِ يَخْضَمُونَ مَالَ اللَّهِ خِضْمَةَ الْإِبِلِ نِبْتَةَ الرَّبِيعِ إِلَى أَنِ انْتَكَثَ عَلَيْهِ فَتْلُهُ وَ أَجْهَزَ عَلَيْهِ عَمَلُهُ وَ كَبَتْ بِهِ بِطْنَتُهُ فَمَا رَاعَنِي إِلَّا وَ النَّاسُ كَعُرْفِ الضَّبُعِ إِلَيَّ يَنْثَالُونَ عَلَيَّ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ حَتَّى لَقَدْ وُطِئَ الْحَسَنَانِ وَ شُقَّ عِطْفَايَ مُجْتَمِعِينَ
    حَوْلِي كَرَبِيضَةِ الْغَنَمِ فَلَمَّا نَهَضْتُ بِالْأَمْرِ نَكَثَتْ طَائِفَةٌ وَ مَرَقَتْ أُخْرَى وَ قَسَطَ آخَرُونَ كَأَنَّهُمْ لَمْ يَسْمَعُوا اللَّهَ سُبْحَانَهُ يَقُولُ تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَ لا فَساداً وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ بَلَى وَ اللَّهِ لَقَدْ سَمِعُوهَا وَ وَعَوْهَا وَ لَكِنَّهُمْ حَلِيَتِ الدُّنْيَا فِي أَعْيُنِهِمْ وَ رَاقَهُمْ زِبْرِجُهَا أَمَا وَ الَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ وَ بَرَأَ النَّسَمَةَ لَوْ لَا حُضُورُ الْحَاضِرِ وَ قِيَامُ الْحُجَّةِ بِوُجُودِ النَّاصِرِ وَ مَا أَخَذَ اللَّهُ عََى الْعُلَمَاءِ أَلَّا يُقَارُّوا عَلَى كِظَّةِ ظَالِمٍ وَ لَا سَغَبِ مَظْلُومٍ لَأَلْقَيْتُ حَبْلَهَا عَلَى غَارِبِهَا وَ لَسَقَيْتُ آخِرَهَا بِكَأْسِ أَوَّلِهَا وَ لَأَلْفَيْتُمْ دُنْيَاكُمْ هَذِهِ أَزْهَدَ عِنْدِي مِنْ عَفْطَةِ عَنْزٍ قَالُوا وَ قَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ السَّوَادِ عِنْدَ بُلُوغِهِ إِلَى هَذَا الْمَوْضِعِ مِنْ خُطْبَتِهِ فَنَاوَلَهُ كِتَاباً قِيلَ إِنَّ فِيهِ مَسَائِلَ كَانَ يُرِيدُ الْإِجَابَةَ عَنْهَا فَأَقْبَلَ يَنْظُرُ فِيهِ ( فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ قِرَاءَتِهِ )

    قَالَ لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَوِ اطَّرَدَتْ خُطْبَتُكَ مِنْ حَيْثُ أَفْضَيْتَ فَقَالَ هَيْهَاتَ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ تِلْكَ شِقْشِقَةٌ هَدَرَتْ ثُمَّ قَرَّتْ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَوَاللَّهِ مَا أَسَفْتُ عَلَى كَلَامٍ قَطُّ كَأَسَفِي عَلَى هَذَا الْكَلَامِ أَلَّا يَكُونَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع بَلَغَ مِنْهُ حَيْثُ أَرَادَ

    نسوا أو تناسوا كل هذه الاقوال من الامام علي وتمسكوا بقول احتج به الامام علي على معاوية لالتزام معاوية ونظرائه به . ( معالم المدرستين - السيد مرتضى العسكري ج 1 ص 180 – 186 )

    فلا مجال للاستدلال بهذه الرواية لا سندا ولا متنا!


    والحمد لله رب العالمين ,,

  • #2
    الف شكر استاذ علي بارك الله فيك

    تعليق


    • #3
      جزاك الله الف الف الف خير لمواضيعك المفيدة كثر منها كثرالله أمثالك .

      تعليق


      • #4
        يرفع بالصلاة على محمد وآل محمد

        تعليق


        • #5
          اللهم صل على محمد وال محمد

          هل تكمل معروفك وتخرج لنا الخطبة الشقشقية

          تعليق


          • #6
            اللهم صلي على محمد وال محمد
            احسنتم يامولانى استاذ علي
            على هلموضوع

            تعليق


            • #7
              إنها والله تدين الأولين والتالين

              وإن كان بها ضعف فهو لايسقطها

              فهي عليهم وليست لهم


              http://www.yahosein.cjb.net/vb/showt...t=71014&page=5

              تعليق


              • #8
                المشاركة الأصلية بواسطة مختصر مفيد
                إنها والله تدين الأولين والتالين

                وإن كان بها ضعف فهو لايسقطها

                فهي عليهم وليست لهم


                http://www.yahosein.cjb.net/vb/showt...t=71014&page=5
                احسنت

                تعليق


                • #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة أستاذ علي
                  بسم الله الرحمن الرحيم
                  اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
                  والعن أعداءهم والمجسمة عبدة الشاب الأمرد أجمعين




                  دندن بعض آل وهب على روية وجدوها في نهج البلاغة محاولين – كالغريق الذي يتمسك بقشة – إثبات شرعة الخلفاء, وهذا الموضوع لتفنيد هذا الاستدلال.


                  جاء في نهج البلاغة:

                  6 - ( ومن كتاب له عليه السلام إلى معاوية )

                  إنه بايعني القوم الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان على ما بايعوهم عليه ، فلم يكن للشاهد أن يختار ولا للغائب أن يرد ، وإنما الشورى للمهاجرين والأنصار ، فإن اجتمعوا على رجل وسموه إماما كان ذلك لله رضى ، فإن خرج من أمرهم خارج بطعن أو بدعة ردوه إلى ما خرج منه ، فإن أبى قاتلوه على أتباعه غير سبيل المؤمنين وولاه الله ما تولى ولعمري يا معاوية لئن نظرت بعقلك دون هواك لتجدني أبرأ الناس من دم عثمان ، ولتعلمن أني كنت في عزلة عنه إلا أن تتجنى فتجن ما بدا لك والسلام. ( نهج البلاغة ج 3 - ص 7 )


                  أقول, نقل الشريف الرضي هذا النص من كتاب وقعة صفين لنصر بن مزاحم وسندها ضعيف. النص:

                  نصر : عمر بن سعد ، عن نمير بن وعلة ، عن عامر الشعبي ، أن عليا عليه السلام حين قدم من البصرة نزع جريرا همدان ، فجاء حتى نزل الكوفة ، فأراد علي أن يبعث إلى معاوية رسولا فقال له جرير : ابعثني إلى معاوية ، فإنه لم يزل لي مستنصحا وودا ، فآتيه فأدعوه على أن يسلم لك هذا الأمر ، ويجامعك على الحق ، على أن يكون أميرا من أمرائك ، وعاملا من عمالك ، ما عمل بطاعة الله ، واتبع ما في كتاب الله ، وأدعو أهل الشام إلى طاعتك وولايتك ، وجلهم قومي وأهل بلادي ، وقد رجوت ألا يعصوني . فقال له الأشتر : لا تبعثه ودعه ، ولا تصدقه ، فو الله إني لأظن هواه هواهم ، ونيته نيتهم . فقال له علي : دعه حتى ننظر ما يرجع به إلينا . فبعثه على عليه السلام وقال له حين أراد أن يبعثه : إن حولي من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل الدين والرأي من قد رأيت ، وقد اخترتك عليهم لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فيك : « إنك من خير ذي يمن » . ايت معاوية بكتابي ، فإن دخل فيما دخل فيه المسلمون وإلا فانبذ إليه، وأعلمه أني لا أرضى به أميرا ، وأن العامة لا ترضى به خليفة » .
                  فانطلق جرير حتى أتى الشام ونزل بمعاوية ، فدخل عليه فحمد الله وأثنى عليه وقال : « أما بعد يا معاوية فإنه قد اجتمع لابن عمك أهل الحرمين وأهل المصرين وأهل الحجاز ، وأهل اليمن ، وأهل مصر ، وأهل العروض وعمان ، وأهل البحرين واليمامة ، فلم يبق إلا أهل هذه الحصون التي أنت فيها ، لو سال عليها سيل من أوديته غرقها . وقد أتيتك أدعوك إلى ما يرشدك ويهديك إلى مبايعة هذا الرجل » .
                  ودفع إليه كتاب علي بن أبي طالب ، وفيه :
                  بسم الله الرحمن الرحيم .
                  أما بعد فإن بيعتي بالمدينة لزمتك وأنت بالشام ؛ لأنه بايعني القوم الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان علي ما بويعوا عليه ، فلم يكن للشاهد أن يختار ، ولا للغائب أن يرد . وإنما الشورى للمهاجرين والأنصار ، فإذا اجتمعوا على رجل فسموه إماما كان ذلك لله رضا ، فإن خرج من أمرهم خارج بطعن أو رغبة ردوه إلى ما خرج منه ، فإن أبى قاتلوه على اتباعه غير سبيل المؤمنين ، وولاه الله ما تولى ويصليه جهنم وساءت مصيرا . وإن طلحة والزبير بايعاني ثم نقضا بيعتي ، وكان نقضهما كردهما ، فجاهدتهما . على ذلك حتى جاء الحق وظهر أمر الله وهم كارهون . فادخل فيما دخل فيه المسلمون ، فإن أحب الأمور إلى فيك العافية ، إلا أن تتعرض للبلاء . فإن تعرضت له قاتلتك واستعنت الله عليك . وقد أكثرت في قتلة عثمان فادخل فيما دخل فيه المسلمون ، ثم حاكم القوم إلى أحملك وإياهم على كتاب الله . فأما تلك التي تريدها فخدعة الصبي عن اللبن . ولعمري لئن نظرت بعقلك دون هواك لتجدني أبرأ قريش من دم عثمان . واعلم أنك من الطلقاء الذين لا تحل لهم الخلافة ، ولا تعرض فيهم الشورى . وقد أرسلت إليك وإلى من قبلك جرير بن عبد الله ، وهو من أهل الإيمان والهجرة . فبايع ولا قوة إلا بالله » .
                  فلما قرأ الكتاب قام جرير فقال :
                  الحمد لله المحمود بالعوائد، المأمول منه الزوائد ، المرتجى منه الثواب المستعان على النوائب . أحمده وأستعينه في الأمور التي تخير دونها الألباب ، وتضمحل عندها الأسباب . وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له ، كل شئ هالك إلا وجهه ، له الحكم وإليه ترجعون . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، أرسله بعد الفترة ، وبعد الرسل الماضية والقرون الخالية، والأبدان البالية ، والجبلة الطاغية ، فبلغ الرسالة ، ونصح الأمة ، وأدى الحق الذي استودعه الله وأمره بأدائه إلى أمته . صلى الله عليه وسلم من مبتعث ومنتجب .
                  ثم قال : أيها الناس ، إن أمر عثمان قد أعيا من شهده ، فما ظنكم بمن غاب عنه . وإن الناس بايعوا عليا غير واتر ولا موتور ، وكان طلحة والزبير ممن بايعه ثم نكثا بيعته على غير حدث . ألا وإن هذا الدين لا يحتمل الفتن
                  ألا وإن العرب لا تحتمل السيف . وقد كانت بالبصرة أمس ملحمة إن يشفع البلاء بمثلها فلا بقاء للناس . وقد بايعت العامة عليا . ولو ملكنا الله أمورنا لم نختر لها غيره ، ومن خالف هذا استعتب . فادخل يا معاوية فيما دخل فيه الناس . فإن قلت : استعملني عثمان ثم لم يعزلني ، فإن هذا أمر لو جاز لم يقم لله دين ، وكان لكل امرئ ما في يديه . ولكن الله لم يجعل للآخر من الولاة حق الأول ، وجعل تلك أمورا موطأة ، وحقوقا ينسخ بعضها بعضا .
                  [ ثم قعد ] ، فقال معاوية : انظر وننظر ، واستطلع رأي أهل الشام .
                  فلما فرغ جرير من خطبته أمر معاوية مناديا فنادى : الصلاة جامعة . فلما اجتمع الناس صعد المنبر ثم قال :
                  الحمد لله الذي جعل الدعائم للإسلام أركانا ، والشرائع للإيمان برهانا ، يتوقد قبسه في الأرض المقدسة التي جعلها الله محل الأنبياء والصالحين من عباده ، فأحلها أهل الشام ، ورضيهم لها ورضيها لهم ، لما سبق من مكنون علمه من طاعتهم ومناصحتهم خلفاءه والقوام بأمره ، والذابين عن دينه وحرماته . ثم جعلهم لهذه الأمة نظاما ، وفي سبيل الخيرات أعلاما ، يردع الله بهم الناكثين ، ويجمع بهم ألفة المؤمنين . والله نستعين على ما تشعب من أمر المسلمين بعد الالتئام ، وتباعد بعد القرب . اللهم انصرنا على أقوام يوقظون نائمنا ، ويخيفون آمننا ، ويريدون هراقة دمائنا، وإخافة سبيلنا وقد يعلم الله أنا لم نرد بهم عقابا ، ولا نهتك لهم حجابا ، ولا نوطئهم زلقا . غير أن الله الحميد كسانا من الكرامة ثوبا لن ننزعه طوعا ما جاوب الصدى ، وسقط الندى ، وعرف الهدى . حملهم على خلافنا البغي والحسد ، فالله نستعين عليهم . أيها الناس ، قد علمتم أني خليفة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ، وأني خليفة عثمان بن عفان عليكم ، وأني لم أقم رجلا منكم على خزاية قط ، وأني ولي عثمان وقد قتل مظلوما . والله يقول : ( ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل إنه كان منصورا ) . وأنا أحب أن تعلموني ذات أنفسكم في قتل عثمان » .
                  فقام أهل الشام بأجمعهم فأجابوا إلى الطلب بدم عثمان ، وبايعوه على ذلك ، وأوثقوا له على أن يبذلوا أنفسهم وأموالهم أو يدركوا بثأره ، أو يفني الله أرواحهم . فلما أمسى معاوية وكان قد اغتم بما هو فيه ... ( وقعة صفين لنصر بن مزاحم المنقري ص 27 - 32 )




                  والآن لننظر إلى هذا السند المظلم:

                  عمر بن سعد!!!

                  نمير بن واعلة! وهو مجهول!

                  عامر الشعبي!!!


                  أنقل لكم ترجمة عامر الشعبي من معجم السيد الخوئي ليرى القراء القيمة القيمة العلمية هذه الرواية!!


                  6095 عامر بن شرحبيل :

                  ... قال السيد التفريشي : " لم أجده في النسخ التي عندنا من ( جخ ) ، وهو المعروف بالشعبي ، المذموم عندنا " .

                  أقول : من الغرائب أن يعده ابن داود في القسم الاول ، وهو الخبيث الفاجر الكذاب المعلن بعدائه لامير المؤمنين ( عليه السلام ) ، وقد ذكرنا شطرا من مخازيه في تفسيرنا ( البيان ) عند التعرض لترجمة الحارث الاعور .
                  قال الكشي في ترجمة الحارث الاعور ( 26 ) :
                  " حمدويه وإبراهيم ، قالا : حدثنا أيوب بن نوح ، عن صفوان ـ بن يحيى ـ ، عن عاصم بن حميد ، عن فضيل الرسان ، عن أبي عمرو البزاز ، قال : سمعت الشعبي وهو يقول : وكان إذا غدا إلى القضاء جلس في مكاني ، فقال لي ذات يوم : يا أبا عمرو إن لك عندي حديثا أحدثك به ، فقلت له : يا أبا عمرو مازال لي ضالة عندك ، فقال لي : لا أم لك ، فأي ضالة تقع لك عندي ؟ ، قال : فأبى أن يحدثني يومئذ ، ثم سألته بعد ، فقلت له : يا أبا عمرو حدثني بالحديث الذي قلت لي قال : سمعت الحارث الاعور ، وهو يقول : أتيت أمير المؤمنين عليا ( عليه السلام ) ، ذات ليلة فقال : يا أعور ما جاء بك ؟ قال : فقلت يا أمير المؤمنين جاء بي والله حبك . قال : فقال : أما إني سأحدثك لتشكرها ، أما إنه لا يموت عبد يحبني فتخرج نفسه حتى يراني حيث يحب ، ولا يموت عبد يبغضني فتخرج نفسه حتى يراني حيث يكره ، قال : ثم قال لي الشعبي بعد : أما إن حبه لا ينفعك ، وبغضه لا يضرك " . ( معجم رجال الحديث للسيد الخوئي ج12 ص210- 211 )



                  وقال في تفسير البيان:

                  الحارث وافتراء الشعبي عليه

                  هو الحارث بن عبد الله الأعور الهمداني ، وقد اتفقت كلمات علماء الإمامية على أنه من أعاظم أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام وعلى نزاهته ومكانته السامية ، ووصفوه بالورع والتقوى ، والقيام بخدمة سيده أمير المؤمنين عليه السلام . ونص على توثيقه الاعلام في كتبهم الرجالية وغيرها ، وذكر غير واحد من أكابر علماء السنة الحارث فأثنى عليه .
                  قال ابن حجر العسقلاني في " تهذيب التهذيب " في ترجمة الحارث : قال الدوري عن ابن معين : " الحارث قد سمع من ابن مسعود وليس به بأس " .
                  وقال عثمان الدارمي عن ابن معين : " ثقة " .
                  وقال أشعث بن سوار عن ابن سيرين : " أدركت الكوفة وهم يقدمون خمسة ، من بدأ بالحارث ثنى بعبيدة ، ومن بدأ بعبيدة ثنى بالحارث " .
                  وقال ابن أبي داود : " كان الحارث أفقه الناس ، وأحسب الناس ، وأفرض الناس ، تعلم الفرائض من علي " .
                  وقال أبو جعفر الطبري في المنتخب من كتاب " ذيل المذيل " تحت عنوان من هلك سنة 161 : " وكان الحارث من مقدمي أصاحب أمير المؤمنين عليه السلام وعبد الله في الفقه والعلم بالفرائض والحساب " .
                  قال الذهبي في ترجمة الحارث ، وحديث الحارث في السنن الأربعة ، والنسائي مع تعنته في الرجال فقد احتج به وقوى أمره وكان من أوعية العلم . قال مرة ابن خالد أنبأنا محمد بن سيرين قال : " كان من أصحاب ابن مسعود خمسة يؤخذ عنهم ، أدركت منهم أربعة وفاتني الحارث فلم أره ، وكان يفضل عليهم وكان أحسنهم " .
                  أقول : قد شاء التعصب والهوى أن يقول الشعبي : " حدثني الحارث الأعور وكان كذابا " وان يتابعه جماعة على رأيه .
                  قال أبو عبد الله القرطبي في الجزء الأول من تفسيره ص 5 : " الحارث رماه الشعبي بالكذب وليس بشئ ولم يبين من الحارث كذب ، وإنما نقم عليه إفراطه في حب علي عليه السلام وتفضيله له على غيره ، ومن ههنا - والله أعلم - كذبه الشعبي لان الشعبي يذهب إلى تفضيل أبي بكر وإلى أنه أول من أسلم " .
                  قال ابن حجر في ترجمة الحارث : وقد فسر ابن عبد البر في كتاب " العلم " السر في طعن الشعبي على الحارث فقال : " إنما نقم عليه لافراطه في حب علي عليه السلام ، وأظن أن الشعبي عوقب على تكذيبه الحارث لأنه لم تبن منه كذبة أبدا " .
                  وقال ابن شاهين في الثقات : قال أحمد بن صالح المصري : " الحارث الأعور ثقة ما أحفظه وما أحسن ما روى عن علي وأثنى عليه ، قيل له فقد قال الشعبي : كان يكذب ، قال : لم يكن يكذب في الحديث إنما كان كذبه في رأيه " .
                  بربك أخبرني أيها الناقد البصير هل يجوز في شريعة العلم ؟
                  أو هل يسوغ الدين نسبة الفاحشة إلى المسلم ، وقذفه بالكذب بمجرد ولائه لأمير المؤمنين عليه السلام وتفضيله إياه على غيره ؟
                  أليس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو الذي جاهر بتفضيل علي عليه السلام على غيره ، حتى جعله منه بمنزلة هارون من موسى وأثبت له خصالا لم يحظ بمثلها رجل من الصحابة ، وقد شهد بذلك - على ما رواه الحاكم في المستدرك - الجزء 3 ص 108 - سعد بن أبي وقاص أمام معاوية حين حمله على سبه فقال : " كيف أسب رجلا كانت له خصال من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، لو أن لي واحدة منها لكان أحب إلي من حمر النعم " ثم ذكر قصة الكساء ، وحديث المنزلة وإعطاء الراية له في يوم خيبر ، ولم يكتف نبي الاسلام صلى الله عليه وآله وسلم بذلك حتى أعلم الأمة بمنزلة الرفيعة - كما في نفس المصدر ص 108 - فقال لعلي : " من أطاعني فقد أطاع الله ، ومن عصاني فقد عصى الله ، ومن أطاعك فقد أطاعني ، ومن عصاك فقد عصاني " ، وغير ذلك من فضائله التي لا تعد ولا تحصى .
                  نعم ليس من الغريب أن يفتري الشعبي على الحارث ، ويصفه بالكذب فقد كان من صنايع الأمويين يرتع في دنياهم ، ويسير على رغباتهم ،
                  فقد بعثه عبد الملك بن مروان - كما في كتاب النجوم الزاهرة الجزء 1 ص 208 - إلى مصر بسبب البيعة للوليد بن عبد الملك ، ثم تولى المظالم بالكوفة - كما في كتاب الأغاني الجزء 2 ص 120 - من قبل بشر بن مروان أيام ولايته عليها من قبل عبد الملك ، ثم تولى القضاء - كما في تاريخ الطبري الجزء 5 ص 310 الطبعة الثانية - من قبل عمر بن عبد العزيز في الكوفة ، فهو مرواني النزعة ، يقول ويفعل بما يشاء له الهوى ، لا يتحرج من كذبه ، ولا يتبرم من خطل .
                  ذكر أبو الفرج في الأغاني الجزء 1 ص 121 عن الحسن بن عمر الفقيمي قال : " دخلت على الشعبي فبينا أنا عنده في غرفته إذ سمعت صوت غناء فقلت أهذا في جوارك ؟ فأشرف بي على منزله فإذا بغلام كأنه قمر وهو يتغنى . . . قال فقال لي الشعبي : أتعرف هذا ؟ قلت : لا : فقال : هذا الذي أوتي الحكم صبيا ، هذا ابن سريج " .
                  وذكر أيضا في الجزء 2 ص 71 عن عمر بن أبي خليفة قال : " كان الشعبي مع أبي في أعلى الدار فسمعنا تحتنا غناء حسنا فقال له أبي : هل ترى شيئا ؟ قال : لا . فنظرنا فإذا غلام حسن الوجه حديث السن يتغنى . . فإذا هو ابن عائشة فجعل الشعبي يتعجب من غنائه ، ويقول : يؤتي الحكمة من يشاء " .
                  وذكر أيضا في الجزء 2 ص 133 " أن مصعب بن الزبير أيام ولايته على الكوفة أخذ بيد الشعبي وأدخله في حجلة زوجته عائشة بنت طلحة ، وهي بارزة حاسرة ، فسأله عن حالها فأبدى رأيه فيها ، ووصفها له بما يريد ، ثم أمر مصعب له بعشرة آلاف درهم وثلاثين ثوبا " .
                  نعم ليس غريبا من الشعبي أن يصف الحارث بهذه الصفة ، وقد افترى على أمير المؤمنين عليه السلام كما في القرطبي الجزء 1 ص 158 حيث كان يحلف بالله : " لقد دخل علي حفرته وما حفظ القرآن " .
                  قال الصاحبي في فقه اللغة ص 170 : " وهذا كلام شنيع جدا فيمن يقول : سلوني قبل أن تفقدوني ، سلوني فما من آية إلا أعلم بليل نزلت أم بنهار ، أم في سهل أم في جبل " .
                  وروى السدي عن عبد خير عن علي : " أنه رأى من الناس طيرة عند وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأقسم أن لا يضع على ظهره رداء حتى يجمع القرآن ، قال : فجلس في بيته حتى جمع القرآن فهو أول مصحف جمع فيه القرآن جمعه من قلبه وكان عند آل جعفر " .
                  ألا تنظر أيها المسلم الغيور إلى هذا الرجل كيف تجرأ على الله وعلى رسوله ، وتكلم بهذا الكلام الشنيع ؟ ... إلخ ( البيان في تفسير القرآن - السيد الخوئي - ص 500 – 503 )




                  والخلاصة, هذه الرواية ساقطة سندا !! ويحسن في الختام أن أذكر ما ذكره بعض العلماء تعليقا على المتن وكونه – فوق كل هذا – لا تفيد ما يرمي إليه المخالف!


                  يقال الشيخ علي الكوراني في مسائل جيش الصحابة:

                  أولا : أن هذا الكلام لأمير المؤمنين عليه السلام في كتابه إلى معاوية وهو في نهج البلاغة : 3 / 7 : ( ومن كتاب له إلى معاوية : إنه بايعني القوم الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان على ما بايعوهم عليه ، فلم يكن للشاهد أن يختار ولا للغائب أن يرد ، وإنما الشورى للمهاجرين والأنصار ، فإن اجتمعوا على رجل وسموه إماما كان ذلك لله رضى ، فإن خرج من أمرهم خارج بطعن أو بدعة ردوه إلى ما خرج منه ، فإن أبى قاتلوه على أتباعه غير سبيل المؤمنين وولاه الله ما تولى . ولعمري يا معاوية لئن نظرت بعقلك دون هواك لتجدني أبرأ الناس من دم عثمان ، ولتعلمن أني كنت في عزلة عنه إلا أن تتجنى ، فتجن ما بدا لك . والسلام ) .
                  ( وفي كتاب صفين لنصر بن مزاحم رحمه الله : 1 / 31 طبع مصر ): عن نمير بن وعلة عن عامر الشعبي أن عليا عليه السلام حين قدم من البصرة... وساق الرواية إلى أن قال: ( ونقل له المحمودي في نهج السعادة : 4 / 89 مصادر أخرى : كتاب صفين ص 29 ط 2 بمصر وص 18 ، ط إيران .
                  وقريب منه في عنوان ( أخبار علي ومعاوية من كتاب العسجدة الثانية في تواريخ الخلفاء من العقد الفريد : 3 / 106 / ط 2 ، والإمامة والسياسة : 1 / 93 وابن أبي الحديد ، عنه في شرح المختار ( 43 ) من خطب نهج البلاغة : 3 / 75 . ورواه ابن عساكر في ترجمة معاوية من تاريخ دمشق : 56 / 974 وص 60 برواية الكلبي ) .

                  وثانيا : من الواضح أن أمير المؤمنين عليه السلام يحتج على معاوية بأنه أطاع أبا بكر وعمر وعثمان واعترف بخلافتهم بسبب بيعة المهاجرين والأنصار لهم ، ونفس هذا السبب موجود في بيعة أمير المؤمنين عليه السلام . فقوله عليه السلام : ( فإن اجتمعوا على رجل وسموه إماما كان ذلك لله رضى ) ليس صريحا في إعطاء الشرعية لمن يبايعه المهاجرون والأنصار ، حتى يكون معارضا للنص النبوي ! ولو سلمنا واعتبرنا أنه يعطي الشرعية لمن أجمع المهاجرون والأنصار على بيعته فمعناه فرض أن تجتمع الأمة بمهاجريها وأنصارها على بيعة شخص ، وهم الأمة الإسلامية في وقتهم التي لا تجتمع على ضلال وفيها أهل البيت عليهم السلام ، كما أخبر النبي صلى الله عليه وآله .
                  فكلام أمير المؤمنين عليه السلام كلام فرضي قاله ليبين لمعاوية أنه من الطلقاء الذين ليسوا من الأمة التي إجماعها حجة لامن مهاجريها ولا أنصارها ، ولا مخالفتهم تضر بإجماعها .
                  وهذا الإجماع الفرضي لم يحصل من الأمة على خلافة أحد لا خلافة أبي بكر ولا عمر ولا عثمان ولا علي عليه السلام .
                  فإن مخالفة شخص واحد تبطل تحقق الإجماع ، وقد خالف بيعة كل واحد منهم عدد من الأمة .

                  ( قال السيد النقوي الهندي في خلاصة عبقات الأنوار : 3 / 299 :

                  ( قوله : وإذا دل هذا الحديث على إمامة العترة ، فكيف يصح الحديث الصحيح المروي عن علي بن أبي طالب بصورة متواترة عند الشيعة يقول فيه : إنما الشورى للمهاجرين والأنصار ؟

                  أقول : هذا مردود بوجوه :

                  الأول : لقد أثبتنا دلالة حديث الثقلين على إمامة الأئمة الاثني عشر من العترة الطاهرة عليهم السلام بالدلائل القاهرة والبراهين الساطعة ، التي لا تبقي ريبا ولا تذر شكا في ذلك ، فتشكيك ( الدهلوي ) فيه واه .

                  الثاني : تعبيره عن ( إنما الشورى للمهاجرين والأنصار ) بالحديث المروي ، تخديع وتضليل ، لأنه إنما ورد عنه ذلك في بعض كتب السير والتواريخ ، وفي ضمن كتاب له إلى معاوية بن أبي سفيان ، على سبيل الإلزام له به .

                  الثالث : دعوى تواتره عند الشيعة باطلة .

                  الرابع : أن هذا الكلام لا ينافي دلالة حديث الثقلين على إمامة الأئمة عليهم السلام ، لأن المهاجرين والأنصار مأمورون بأجمعهم باتباع الثقلين ، فلو أجمعوا على رجل مع الاهتداء بهدي الكتاب والعترة صحت إمامته ، ومن الواضح أن ذلك لن يتحقق إلا بالنسبة إلى رجل من أهل بيت العصمة ، ومنه يظهر بطلان خلافة غيره .

                  الخامس : أن ما اجتمع عليه المهاجرون والأنصار كلهم حق ، لأن أهل البيت عليهم السلام من المهاجرين ، بل هم سادتهم بلا نزاع . وعلى هذا يكون التمسك بهكذا إجماع عين التمسك بالعترة المأمور به في حديث الثقلين ، وعين التمسك بالكتاب بمقتضى الحديث المذكور ، فلا تنافي .

                  السادس : أن هذا الكلام يدل على لزوم المشورة من جميع المهاجرين والأنصار ، ولا ريب في أن بيعة أبي بكر لم تكن عن مشورة ، بل كانت - على حد تعبير عمر - فلتة وقى الله شرها ، فمن دعا إلى مثلها فاقتلوه ! ثم قال : من بايع رجلا من غير مشورة من المسلمين فلا يبايع هو ولا الذي بايعه تغرة أن يقتلا .

                  قال البخاري : حدثنا عبد العزيز بن عبد الله حدثني إبراهيم بن سعد ، عن صالح ، عن ابن شهاب ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود ، عن ابن عباس ، قال : كنت أقرئ رجالا من المهاجرين منهم عبد الرحمن بن عوف ، فبينما أنا في منزله بمنى وهو عند عمر بن الخطاب في آخر حجة حجها إذ رجع إلى عبد الرحمن فقال : لو رأيت رجلا أتى أمير المؤمنين اليوم فقال : يا أمير المؤمنين هل لك في فلان يقول لي قد مات عمر لقد بايعت فلانا فوالله ما كانت بيعة أبي بكر إلا فلتة فتمت . فغضب عمر ثم قال : إني إن شاء الله لقائم العشية في الناس فمحذرهم هؤلاء الذين يريدون أن يغصبوهم أمورهم . قال عبد الرحمن : فقلت يا أمير المؤمنين لا تفعل فإن الموسم يجمع رعاع الناس وغوغاءهم ، فإنهم هم الذين يغلبون على قربك حين تقوم في الناس ، وأنا أخشى أن تقوم فتقول مقالة يطيرها عنك كل مطير وأن لا يعوها وأن لا يضعوها على مواضعها ، فأمهل حتى تقدم المدينة فإنها دار الهجرة والسنة ، فتخلص بأهل الفقه وأشراف الناس فتقول ما قلت متمكنا فيعي أهل العلم مقالتك ويضعونها على مواضعها .
                  فقال عمر : أما والله إن شاء الله لا قومن بذلك أول مقام أقومه بالمدينة . قال ابن عباس : فقدمنا المدينة في عقب ذي الحجة فلما كان يوم الجمعة عجلنا الرواح حين زاغت الشمس حتى أجد سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل جالسا إلى ركن المنبر فجلست حوله تمس ركبتي ركبته ، فلم أنشب أن خرج عمر بن الخطاب فلما رأيته مقبلا قلت لسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل : ليقولن العشية مقالة لم يقلها منذ استخلف قط قبله ! فأنكر علي وقال : ما عسيت أن يقول ما لم يقل قبله ؟ ! فجلس عمر على المنبر فلما سكت المؤذنون قام فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال : أما بعد ، فإني قائل لكم مقالة قد قدر لي أن أقولها لا أدري لعلها بين يدي أجلي ، فمن عقلها ووعاها فليحدث بها حيث انتهت به راحلته ومن خشي أن لا يعقلها فلا أحل لأحد أن يكذب علي . إن الله بعث محمدا ( ص ) بالحق وأنزل عليه الكتاب فكان مما أنزل الله آية الرجم ، فقرأناها وعقلناها ووعيناها ، فلذا رجم رسول الله ( ص ) ورجمنا بعده ، فأخشى إن طال بالناس زمان أن يقول قائل والله ما نجد آية الرجم في كتاب الله ، فيضلوا بترك فضيلة أنزلها الله ، والرجم في كتاب الله حق على من زنى إذا أحصن من الرجال والنساء إذا قامت البينة أو كان الحبل أو الاعتراف . ثم إنا كنا نقرأ فيما نقرأ من كتاب الله أن لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر أن ترغبوا عن آبائكم أو إن كفرا بكم أن ترغبوا عن آبائكم الإثم ، إن رسول الله ( ص ) قال : لا تطروني كما أطري عيسى بن مريم وقولوا : عبد الله ورسوله . ثم إنه بلغني أن قائلا منكم يقول : والله لو مات عمر بايعت فلانا ! فلا يغترن امرؤ أن يقول إنما كانت بيعة أبي بكر فلتة وتمت ، ألا وإنها كانت كذلك ولكن الله وقى شرها ! وليس منكم من تقطع الأعناق إليه مثل أبي بكر ، من بايع رجلا من غير مشورة من المسلمين فلا يبايع هو ولا الذي بايعه تغرة أن يقتلا . وإنه قد كان من خبرنا حين توفى الله نبيه ( ص ) أن الأنصار خالفونا واجتمعوا بأسرهم في سقيفة بني ساعدة ، وخالف عنا علي والزبير ومن معهما . . ) انتهى .

                  أقول : فقد شهد عمر بأن بيعة أبي بكر لم تكن بإجماع المهاجرين والأنصار ، حتى تكون لله رضا كما حاولوا أن يثبتوا ذلك بكلام أمير المؤمنين عليه السلام. ( أجوبة مسائل جيش الصحابة - الشيخ علي الكوراني العاملي ص86 – 96 )





                  ويقول السيد مرتضى العسكري في معالم المدرستين:

                  فان الامام قد احتج في هذا الكتاب على معاوية بالبيعة والشورى واجماع المهاجرين والانصار ، وبناء على هذا فان الامام يرى صحة اقامة الامامة بما ذكره ، والجواب أن الشريف الرضي كان أحيانا يتخير نتفا من كتب الامام وخطبه مما يجده في أعلى درجات البلاغة ويترك سائره وكذلك فعل مع هذا الكتاب وقد أورد الكتاب بتمامه نصر بن مزاحم في كتاب صفين وهذا نصه : بسم الله الرحمن الرحيم . أما بعد فإن بيعتى بالمدينة لزمتك وأنت بالشام ... وساق الرواية إلى أن قال: اتضح لنا من هذا الكتاب أن الامام علي يحتج على معاوية بما التزم به هو ونظراؤه ويقول له : ان بيعتي بالمدينة لزمتك يا معاوية وأنت بالشام ، كما التزمت ببيعة عثمان بالمدينة وأنت بالشام ، وكذلك لزمت بيعتي نظراءك خارج المدينة كما لزمتهم بيعة عمر في المدينة وهم في أماكن أخرى .

                  هكذا يلزمه الامام علي بكل ما التزم به هو ونظراؤه من مدرسة الخلافة يومذاك ، وهذا وارد لدى العقلاء ، فانهم يحتجون على الخصم بما التزم به هو ، هذا أولا . وثانيا قوله : " فإذا اجتمعوا على رجل فسموه اماما ، كان ذلك لله رضا " فانه قد ورد في بعض النسخ " كان ذلك رضا " ، أي كان لهم رضا ، على أن يكون ذلك باختيار منهم ولم تؤخذ البيعة بالجبر وحد السيف .

                  وعلى فرض أنه كان قد قال " كان لله رضا " نقول : نعم ، ما أجمع عليه المهاجرون والانصار بما فيهم الامام علي والامام الحسن والامام الحسين كان ذلك لله رضا .

                  وأخيرا لست أدري كيف استشهدوا بهذا القول من نهج البلاغة ونسوا أو تناسوا سائر أقوال الامام التي نقلها الشريف الرضي أيضا في نهج البلاغة مثل قوله في باب الحكم : لما انتهت إلى أمير المؤمنين عليه السلام انباء السقيفة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال عليه السلام : ما قالت الانصار ؟ قالوا : قالت : منا أمير ومنكم أمير ، قال عليه السلام : فهلا احتججتم عليهم بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصى بأن يحسن إلى محسنهم ، ويتجاوز عن مسيئهم ؟ ! قالوا : وما في هذا من الحجة عليهم ؟ فقال عليه السلام : لو كانت الامارة فيهم لم تكن الوصية بهم ! !
                  ثم قال عليه السلام : فماذا قالت قريش ؟ قالوا : احتجت بأنها شجرة الرسول صلى الله عليه وسلم ، فقال عليه السلام : احتجوا بالشجرة ، وأضاعوا الثمرة . وقوله - أيضا - في باب الحكم : وقال عليه السلام : واعجباه أتكون الخلافة في الصحابة والقرابة .

                  قال الرضي : وله شعر بهذا المعنى :

                  فإن كنت بالشورى ملكت أمورهم * فكيف بهذا والمشيرون غيب
                  وان كنت بالقربى حججت خصيمهم * فغيرك أولى بالنبي وأقرب

                  وأجمع أقواله في هذا الباب ما وردت في الخطبة الشقشقية " خ : 190 " التي قال فيها عليه السلام : " أَمَا وَ اللَّهِ لَقَدْ تَقَمَّصَهَا ابن أبي قحافه وَ إِنَّهُ لَيَعْلَمُ أَنَّ مَحَلِّي مِنْهَا مَحَلُّ الْقُطْبِ مِنَ الرَّحَى يَنْحَدِرُ عَنِّي السَّيْلُ وَ لَا يَرْقَى إِلَيَّ الطَّيْرُ فَسَدَلْتُ دُونَهَا ثَوْباً وَ طَوَيْتُ عَنْهَا كَشْحاً وَ طَفِقْتُ أَرْتَئِي بَيْنَ أَنْ أَصُولَ بِيَدٍ جَذَّاءَ أَوْ أَصْبِرَ عَلَى طَخْيَةٍ عَمْيَاءَ يَهْرَمُ فِيهَا الْكَبِيرُ وَ يَشِيبُ فِيهَا الصَّغِيرُ وَ يَكْدَحُ فِيهَا مُؤْمِنٌ حَتَّى يَلْقَى رَبَّهُ فَرَأَيْتُ أَنَّ الصَّبْرَ عَلَى هَاتَا أَحْجَى فَصَبَرْتُ وَ فِي الْعَيْنِ قَذًى وَ فِي الْحَلْقِ شَجًا أَرَى تُرَاثِي نَهْباً حَتَّى مَضَى الْأَوَّلُ لِسَبِيلِهِ فَأَدْلَى بِهَا إِلَى ابن الخطاب بَعْدَهُ ثُمَّ تَمَثَّلَ بِقَوْلِ الْأَعْشَى شَتَّانَ مَا يَوْمِي عَلَى كُورِهَا * وَ يَوْمُ حَيَّانَ أَخِي جَابِرِ فَيَا عَجَباً بَيْنمَا هُوَ يَسْتَقِيلُهَا فِي حَيَاتِهِ إِذْ عَقَدَهَا لِآخَرَ بَعْدَ وَفَاتِهِ لَشَدَّ مَا تَشَطَّرَا ضَرْعَيْهَا فَصَيَّرَهَا فِي حَوْزَةٍ خَشْنَاءَ يَغْلُظُ كَلْمُهَا وَ يَخْشُنُ مَسُّهَا وَ يَكْثُرُ الْعِثَارُ فِيهَا وَ الِاعْتِذَارُ مِنْهَا فَصَاحِبُهَا كَرَاكِبِ الصَّعْبَةِ إِنْ أَشْنَقَ لَهَا خَرَمَ وَ إِنْ أَسْلَسَ لَهَا تَقَحَّمَ فَمُنِيَ النَّاسُ لَعَمْرُ اللَّهِ بِخَبْطٍ وَ شِمَاسٍ وَ تَلَوُّنٍ وَ اعْتِرَاضٍ فَصَبَرْتُ عَلَى طُولِ الْمُدَّةِ وَ شِدَّةِ الْمِحْنَِ حَتَّى إِذَا مَضَى لِسَبِيلِهِ جَعَلَهَا فِي جَمَاعَةٍ زَعَمَ أَنِّي أَحَدُهُمْ فَيَا لَلَّهِ وَ لِلشُّورَى مَتَى اعْتَرَضَ الرَّيْبُ فِيَّ مَعَ الْأَوَّلِ مِنْهُمْ حَتَّى صِرْتُ أُقْرَنُ إِلَى هَذِهِ النَّظَائِرِ لَكِنِّي أَسْفَفْتُ إِذْ أَسَفُّوا وَ طِرْتُ إِذْ طَارُوا فَصَغَا رَجُلٌ مِنْهُمْ لِضِغْنِهِ وَ مَالَ الْآخَرُ لِصِهْرِهِ مَعَ هَنٍ وَ هَنٍ إِلَى أَنْ قَامَ ثَالِثُ الْقَوْمِ نَافِجاً حِضْنَيْهِ بَيْنَ نَثِيلِهِ وَ مُعْتَلَفِهِ وَ قَامَ مَعَهُ بَنُو أَبِيهِ يَخْضَمُونَ مَالَ اللَّهِ خِضْمَةَ الْإِبِلِ نِبْتَةَ الرَّبِيعِ إِلَى أَنِ انْتَكَثَ عَلَيْهِ فَتْلُهُ وَ أَجْهَزَ عَلَيْهِ عَمَلُهُ وَ كَبَتْ بِهِ بِطْنَتُهُ فَمَا رَاعَنِي إِلَّا وَ النَّاسُ كَعُرْفِ الضَّبُعِ إِلَيَّ يَنْثَالُونَ عَلَيَّ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ حَتَّى لَقَدْ وُطِئَ الْحَسَنَانِ وَ شُقَّ عِطْفَايَ مُجْتَمِعِينَ
                  حَوْلِي كَرَبِيضَةِ الْغَنَمِ فَلَمَّا نَهَضْتُ بِالْأَمْرِ نَكَثَتْ طَائِفَةٌ وَ مَرَقَتْ أُخْرَى وَ قَسَطَ آخَرُونَ كَأَنَّهُمْ لَمْ يَسْمَعُوا اللَّهَ سُبْحَانَهُ يَقُولُ تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَ لا فَساداً وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ بَلَى وَ اللَّهِ لَقَدْ سَمِعُوهَا وَ وَعَوْهَا وَ لَكِنَّهُمْ حَلِيَتِ الدُّنْيَا فِي أَعْيُنِهِمْ وَ رَاقَهُمْ زِبْرِجُهَا أَمَا وَ الَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ وَ بَرَأَ النَّسَمَةَ لَوْ لَا حُضُورُ الْحَاضِرِ وَ قِيَامُ الْحُجَّةِ بِوُجُودِ النَّاصِرِ وَ مَا أَخَذَ اللَّهُ عََى الْعُلَمَاءِ أَلَّا يُقَارُّوا عَلَى كِظَّةِ ظَالِمٍ وَ لَا سَغَبِ مَظْلُومٍ لَأَلْقَيْتُ حَبْلَهَا عَلَى غَارِبِهَا وَ لَسَقَيْتُ آخِرَهَا بِكَأْسِ أَوَّلِهَا وَ لَأَلْفَيْتُمْ دُنْيَاكُمْ هَذِهِ أَزْهَدَ عِنْدِي مِنْ عَفْطَةِ عَنْزٍ قَالُوا وَ قَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ السَّوَادِ عِنْدَ بُلُوغِهِ إِلَى هَذَا الْمَوْضِعِ مِنْ خُطْبَتِهِ فَنَاوَلَهُ كِتَاباً قِيلَ إِنَّ فِيهِ مَسَائِلَ كَانَ يُرِيدُ الْإِجَابَةَ عَنْهَا فَأَقْبَلَ يَنْظُرُ فِيهِ ( فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ قِرَاءَتِهِ )

                  قَالَ لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَوِ اطَّرَدَتْ خُطْبَتُكَ مِنْ حَيْثُ أَفْضَيْتَ فَقَالَ هَيْهَاتَ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ تِلْكَ شِقْشِقَةٌ هَدَرَتْ ثُمَّ قَرَّتْ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَوَاللَّهِ مَا أَسَفْتُ عَلَى كَلَامٍ قَطُّ كَأَسَفِي عَلَى هَذَا الْكَلَامِ أَلَّا يَكُونَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع بَلَغَ مِنْهُ حَيْثُ أَرَادَ

                  نسوا أو تناسوا كل هذه الاقوال من الامام علي وتمسكوا بقول احتج به الامام علي على معاوية لالتزام معاوية ونظرائه به . ( معالم المدرستين - السيد مرتضى العسكري ج 1 ص 180 – 186 )

                  فلا مجال للاستدلال بهذه الرواية لا سندا ولا متنا!


                  والحمد لله رب العالمين ,,
                  ممكن تثبت انه نقل من كتاب نصر

                  تعليق


                  • #10
                    السلام عليكم عزيزي


                    بعد أن وجدناها في كتاب نصر بن مزاحم حكمنا عليها بالضعف من حيث السند بالإضافة إلى السياق الذي يوضح معنى الإمام الإلزامي بما ألزموا به أنفسهم, ولكن لو لم نجدها في أي مصدر لفقدت مصداقيتها.

                    فإذا كنت تملك مصدرا آخر ذكرت فيه, فأفتحفنا به مشكورا.

                    تعليق

                    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                    حفظ-تلقائي
                    x

                    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                    صورة التسجيل تحديث الصورة

                    اقرأ في منتديات يا حسين

                    تقليص

                    المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                    أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, اليوم, 07:21 AM
                    ردود 2
                    12 مشاهدات
                    0 معجبون
                    آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                    بواسطة ibrahim aly awaly
                     
                    يعمل...
                    X