بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
والعن أعداءهم والمجسمة عبدة الشاب الأمرد أجمعين
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
والعن أعداءهم والمجسمة عبدة الشاب الأمرد أجمعين
رأيت مقالا في موقع مهتدون وبعد أن قرأته وجدته مليئا بالكذب والتدليس فأردت أن أكتب ردا مختصرا عليه.
قال الكاتب:
روايات في كتب الشيعة تهين بنات النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم !!
عقيدة إهانة بنات النبي صلى الله عليه وسلم وخاصة
إهانة سيدة النساء فاطمة الزهراء رضي الله عنهن:
اتفق سائر أهل السنة والجماعة في ضوء القرآن والسنة على أن عدد بنات النبي صلى الله عليه وسلم أربع: السيدة زينب والسيدة رقية والسيدة أم كلثوم والسيدة فاطمة رضي الله عنهن، وكذا ذهب إليه عامة الشيعة أيضا، إلا أن شيعة الهند والباكستان أنكروا البنات الثلاث وأثبتوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم بنتا واحدة فقط وهي السيدة فاطمة الزهراء وأما الثلاث الباقيات فأثبتوهن لغير رسول الله صلى الله عليه وسلم وخالفوا صريح الحكم الإلهي "ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله" وما ذلك إلا لأجل العداوة مع عثمان بن عفان ذي النورين رضي الله تعالى عنه كي لا يتحقق له الشرف السامي والمجد الموئل، حيث زوجه النبي صلى الله عليه وسلم أولا السيدة رقية فلما توفيت زوجه النبي صلى الله عليه وسلم السيدة أم كلثوم، ولذا سمي "ذو النورين".
وقال تعالى "يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين" الآية، فالله ذكر البنات بصيغة الجمع التي تدل على تعدد بناته صلى الله عليه وسلم وكتب علماء الشيعة: تزوج خديجة وهو ابن بضع وعشرين سنة فولد له منها قبل مبعثه القاسم ورقية وزينب وأم كلثوم وولد منها بعد مبعثه الطيب والطاهر والفاطمة عليها السلام
وكذا أقوال الأئمة المعصومين عند الشيعة وعلمائهم صريحة في تعدد بنات النبي صلى الله عليه وسلم وهي مسجلة في الكتب الآتية وهي كلها للشيعة:
أقول:
أولا, نحن لا نعتبر باقي بنات النبي من أهل البيت, لأن هذا المصطلح شرعي يشمل المعصومين فقط, واستفدنا هذا من الأدلة التي بين أيدينا. وهذا كثير في الإسلام مثل الصلاة التي هي في اللغة بمعنى الدعاء لكنها في الاصطلاح الصلاة المعروفة.
ثانيا, كونهن من بنات النبي أم لا هي مسألة تاريخية تخضع لاجتهاد المجتهدين والمحققين, وإلزام الطرف المقابل برأيك إما هو تعصب مناف أصول البحث العلمي. فلماذا نلتزم الآخرين بتقليد الآباء من غير بحث وتدقيق؟
ثالثا, هناك من العلماء من ذهب إلى أنهن بناته من صلبه وهناك من ذهب إلى أنهن ربائبه.
رابعا, الزواج بحد ذاته ليس فضيلة إلا أن يقترن بالعمل الصالح, ولا يناقش في هذا إلا مكابر.
قال الكاتب:
وذكر الكليني في فروع الكافي:
لما زوج رسول الله صلى الله عليه وآله عليا فاطمة عليها السلام دخل عليها وهي تبكي، فقال لها: ما يبكيك فوالله لو كان في أهلي خير منه ما زوجتك وما أنا أزوجه ولكن الله زوجك
أقول:
قال العلامة المجلسي: مجهول ( مرآة العقول ج 20 ص 104 )
قال الكاتب:
وذكر الكليني أيضا:
عن أبي عبدالله عليه السلام قال: إن فاطمة عليها السلام قالت لرسول الله: زوجتني بالمهر الخسيس؟ فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله: ما أنا زوجتك، ولكن الله زوجك من السماء
أقول:
قال العلامة المجلسي: مجهول ( مرآة العقول ج 20 ص 104 )
قال الكاتب:
وذكر محمد الباقر المجلسي في جلاء العيون بالفارسية وترجمته بالعربية:
(قال الإمام محمد الباقر عليه السلام في كشف الغمة بأنه اشتكت يوما فاطمة إلى النبي صلى الله عليه وسلم: أن عليا ما يأتيه من الأموال يقسمها بين الفقراء والمساكين؟ فقال عليه الصلاة والسلام: أتريدين أن أسخط أخي وابن عمي؟ اعلمي أن سخطه سخطي وسخطي سخط الله، فقالت فاطمة: إني أعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله)
أقول: ذُكرت هذه الرواية في كشف الغمة مرسلة ( راجع ج2 ص101 ) , كما ذكرها العلامة المجلسي مرسلة كذلك نقلا عن مصباح الأنوار ( بحار الأنوار ج 43 - ص 153 ).
قال الكاتب:
يظهر من الروايتين الأوليين أن السيدة فاطمة الزهراء (والعياذ بالله) كانت غير راضية بالزواج من سيدنا علي رضي الله عنه بسبب فقره وقلة المهر، وفيه إهانة عظيمة لسيدة نساء أهل الجنة فإنها رضي الله عنها كانت من أزهد النساء في هذه الدنيا الفانية وأرغبهن إلى الدار الآخرة وكيف يتصور من مثلها أنها لا ترضى بهذا الزواج المبارك بسبب دنيا أو مال بسيط ومهر خسيس، حاشاها من ذلك. كما يظهر من الرواية الثالثة أنها كانت تكره من سيدنا علي رضي الله عنه إنفاقه المال على الفقراء والمساكين حتى تشتكيه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهل هذا ممكن وهي الكريمة بنت الكريم وعجبا للشيعة كيف يدعون محبة السيدة الطاهرة الزهراء بعد أن قد نسبوا إليها مثل هذه الأمور الدنيئة التي لا تليق بأية امرأة شريفة فكيف بها رضي الله عنها.
أقول: رأينا جهل الكاتب وتدليسه على القرآء, بل قد تعجب لو علمت أنهم قد رووا أمثال هذه الروايات في كتبهم!
روى أحمد بن حنبل في فضائل الصحابة:
1304 - حدثنا العباس بن إبراهيم القراطيسي ، نا محمد بن إسماعيل الأحمسي ، نا مفضل بن صالح ، نا جابر الجعفي ، عن سليمان بن بريدة ، عن أبيه قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : « قم بنا يا بريدة نعود فاطمة » قال : فلما أن دخلنا عليها أبصرت أباها ودمعت عيناها قال : « ما يبكيك يا بنية ؟ » قالت : قلة الطعم وكثرة الهم ، وشدة السقم . قال : « أما والله لما عند الله خير مما ترغبين إليه يا فاطمة ، أما ترضين أني زوجتك أقدمهم سلما ، وأكثرهم علما وأفضلهم حلما ، والله إن ابنيك لمن شباب أهل الجنة » . ( فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج3 ص324 )
وروى عبد الرزاق في مصنفه:
[ 9782 ] - عبد الرزاق عن يحيى بن العلاء البجلي عن عمه شعيب ابن خالد بن حنظلة بن سمرة بن المسيب عن أبيه عن جده عن ابن عباس قال : كانت فاطمة تذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلا يذكرها أحد إلا صدعنه ، حتى يئسوا منها ، فلقي سعد بن معاذ عليا ، فقال : إني والله ما أرى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبسها إلا عليك ، قال : فقال له علي : لم سر ذلك ، قال : فوالله ما أنا بواحد من الرجلين ، ما أنا بصاحب دنيا يلتمس ما عندي ، وقد علم مالي صفراء ولا بيضاء ، ولا أنا بالكافر الذي يترفق بها عن دينه - يعني يتألفه بها - إني لاول من أسلم ، فقال سعد : فإني أعزم عليك لتفرجنها عني ، فإن في ذلك فرجا ، قال : فأقول ماذا ؟ قال : تقول : جئت خاطبا إلى الله وإلى رسوله صلى الله عليه وسلم فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم ، قال : فانطلق علي فعرض على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي سفل حصر فقال النبي صلى الله عليه وسلم : كأن لك حاجة يا علي ! قال : أجل ، جئت خاطبا إلى الله ورسوله فاطمة ابنة محمد [ صلى الله عليه وسلم ] ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : مرحبا ، كلمة ضعيفة ، ثم رجع على إلى سعد بن معاذ ، فقال له : ما فعلت ؟ قال : فعلت الذي أمرتني به ، فلم يزد على أن رحب بي كلمة ضعيفة ، فقال سعد : أنكحك والذي بعثه بالحق ، إنه لاخلف الآن ، ولا كذب عنده ، عزمت عليك لتأتينه غدا ، فتقولن يا نبي الله ! متى تبنيني ؟ قال على : هذه أشد من الاولى ، أولا أقول : يارسول [ الله ! ] حاجتي ؟ قال : قل كما أمرتك ، فانطلق علي ، فقال : يارسول الله ! متي تبنيني ؟ قال : الثالثة إن شاء الله ، ثم دعا بلالا ، فقال : يا بلال ! إني زوجت ابنتي ابن عمي ، وأنا أحب أن يكون من سنة أمتي إطعام الطعام عند النكاح ، فأت الغنم ، فخذ شاة ، وأربعة أمداد أو خمسة ، فاجعل لي قصعة لعلي أجمع عليها المهاجرين والانصار ، فإذا فرغت منها فآذني بها ، فانطلق ففعل ما أمره ، ثم أتاه بقصعة ، فوضعها بين يديه ، فطعن رسول الله صلى الله عليه وسلم في رأسها ، ثم قال : أدخل على الناس زفة زفة ، ولا تغادرن زفة إلى غيرها - يعني إذا فرغت زفة لم تعد ثانية - فجعل الناس يردون كلما فرغت زفة وردت أخر ، حتى فرغ الناس ، ثم عمد النبي صلى الله عليه وسلم إلى ما فضل منها فتفل فيه ، وبارك ، وقال : يا بلال ! احملها إلى أمهاتك ، وقل لهن : كلن ، وأطعمن من غشيكن ، ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم قام حتى دخل على النساء ، فقال : إني قد زوجت ابنتي ابن عمي ، وقد علمتن منزلتها مني ، وإني دافعها إليه الآن إن شاء الله ، فدونكن ابنتكن ، فقام النساء فغلفنها من طيبهن ، وحليهن ، ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم دخل ، فلما رآه النساء ذهبن ، وبينهن وبين النبي صلى الله عليه وسلم سترة ، وتخلفت أسماء ابنة عميس ، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم... : على رسلك ، من أنت ؟ قالت : أنا الذي حرس ابنتك ، فإن الفتاة ليلة يبنى لها ، لابد لها من امرأة تكون قريبا منها ، إن عرضت لها حاجة ، وإن أرادت شيئا أفضت بذلك إليها ، قال : فإني أسأل إلهي أن يحرسك من بين يديك ، ومن خلفك ، وعن يمينك ، وعن شمالك ، من الشيطان الرجيم ، ثم صرخ بفاطمة ، فأقبلت ، فلما رأت عليا جالسا إلى جنب النبي صلى الله عليه وسلم خفرت ، وبكت ، فأشفق النبي صلى الله عليه وسلم أن يكون بكاؤها لان عليا لامال له ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ما يبكيك ؟ فما ألوتك في نفسي ، وقد طلبت لك خير أهلي ، والذي نفسي بيده لقد زوجتكه سعيدا في الدنيا ، وإنه في الآخرة لمن الصالحين ، فلازمها ، فقال النبي صلى الله عليه وآله : ائتيني بالمخضب فامليه ماء ، فأتت أسماء بالمخضب فملاته ماء ، ثم مج النبي صلى الله عليه وسلم فيه ، وغسل فيه قدميه ووجهه ، ثم دعا فاطمة ، فأخذ كفا من ماء فضرب به على رأسها ، وكفا بين ثدييها ، ثم رش جلده وجلدها ، ثم التزمها فقال : اللهم إنها مني وأنا منها ، اللهم كما أذهبت عني الرجس ، وطهرتني ، فطهرها ! ثم دعا بمخضب آخر ، ثم دعا عليا ، فصنع به كما صنع بها ، ودعا له كما دعا لها ، ثم قال : أن قوما إلى بيتكما ، جمع الله بينكما ، وبارك في سركما ، وأصلح بالكما ، ثم قام فأغلق عليهما بابه بيده.
قال ابن عباس: فأخبرتني أسماء بنت عميس أنها رمقت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلم يزل يدعو لهما خاصة ، لا يشركهما في دعائه أحدا ، حتى توارى في حجره ]. ( مصنف عبد الرزاق ج5 ص486 - 489 )
قال الكاتب:
وذكر أحمد بن أبي طالب الطبرسي في الاحتجاج:
ثم انكفأت عليها السلام وأمير المؤمنين عليه السلام يتوقع رجوعها إليه ويتطلع طلوعها عليه فلما استقرت بها الدار قالت لأمير المؤمنين عليه السلام يا ابن أبي طالب اشتملت شملة الجنين وقعدت حجرة الظنين نقضت قادمة الأجدل فخانك ريش الأعزل، هذا ابن أبي قحافة يبتزني نحلة أبي وبلغة ابني، لقد أجهد في خصامي، وألفيته ألد في كلامي حتى حبستني قيلة نصرها والمهاجرة وصلتها وغضت الجماعة دوني طرفها فلا دافع ولا مانع، خرجت كاظمة وعدت راغمة أضرعت خدك يوم أضعت حدك، افترست الذئاب وافترشت التراب، ما كففت قائلا ولا أغنيت طائلا ولا خيار لي ليتني مت قبل هنيئتي ودون ذلتي عذيري الله منه عاديا ومنك حاميا ويلاي في كل شارق، ويلاي في كل غارب، مات العمد ووهن العضد، شكواي إلى أبي وعدواي إلى ربي، اللهم إنك أشد منهم قوة وحولا، وأشد بأسا وتنكيلا، فقال أمير المؤمنين عليه السلام: لا ويل لك بل الويل لشانئك ثم نهنهي عن وجدك يا بنت الصفوة وبقية النبوة فما ونيت عن ديني ولا أخطأت مقدوري، فإن كنت تريدين البلغة، فرزقك مضمون وكفيلك مأمون، وما أعد لك أفضل ما قطع عنك فاحتسبي الله، فقالت: حسبي الله، وأمسكت .
هل يعقل أن تخاطب السيدة البتول الزهراء رضي الله عنها زوجها سيدنا علي رضي الله عنه بهذا الأسلوب الذي لا ترتضيه أية زوجة عاقلة شريفة في يومنا هذا أيضا أن تخاطب به زوجها، وإن حكمنا فرضا بصدق هذه الرواية فينتج عنه والعياذ بالله وقاحة السيدة الطاهرة فاطمة رضي الله عنها وغلظتها وشراستها في حق زوجها، وجبن سيدنا علي رضي الله عنه وتخاذله أمام الناس في أمر حق، وهل يعقل ذلك وهو أسد الله الغالب الحيدر الكرار ذو الشجاعة والبطولات النادرة، ولا أدري أين تذهب عقول الشيعة الذين يدعون محبة علي وفاطمة ثم يأتون بهذه السخافات التي تخالف ما يدعونه، وفي الحقيقة كما ترى أنهم يهينون بنات النبي صلى الله عليه وسلم وكل ذلك يحصل عند اختراعهم لهذه الآيات الموضوعة لغرض ما من أغراضهم الدنيئة ويغيب عنهم أن الرواية الموضوعة قد ضرتهم من ناحية أخرى، وهكذا دائما حال الموضوعات من الروايات ويظهر كذبها أمام الناس أجمعين.
قال الشيخ علي آل محسن في كتابه لله وللحقيقة ردا على كتاب لله ثم للتاريخ:
مع التسليم بصحة الخبر فإن فاطمة الزهراء سلام الله عليها كانت تستنصر بأمير المؤمنين عليه السلام لينصرها على من ابتزها نحلتها بعد وفاة أبيها رسول الله (ص).
وقولها عليها السلام: (يا ابن أبي طالب) خطاب منها له تحثّه به على نصرتها، إذ تذكِّره بأبيه سلام الله عليه الذي لم يألُ جهداً ولم يدَّخر وسعاً في نصرة أبيها رسول الله (ص) حتى قبضه الله إليه.
وقولها عليها السلام: ( اشتملت شملة الجنين وقعدت حجرة الظنّين ) معناه: أنك جلست في منزلك مشتملاً كاشتمال الجنين، لا حول لك ولا طول بسبب قلة الأنصار، وقعدت عن طلب حقي كقعود الضعيف المتَّهم.
وقولها عليها السلام: ( نقضتَ قادمة الأجدل، فخانك ريش الأعزل ) معناه أنك نازلت الأبطال، وخضت الأهوال، ولم تبالِ بكثرة الرجال، حتى نقضت شوكتهم، واليوم غُلبتَ من هؤلاء العُزَّل الضعفاء، وسلَّمت لهم الأمر ولم تنازعهم.
وقولها عليها السلام: ( هذا ابن أبي قحافة يبتزّني نُحَيْلة أبي، وبُلْغة ابنيَّ، لقد أجهر في خصامي، وألفيته ألدّ في كلامي ) معناه: وهذا أبو بكر قد سلبني ما وهبني أبي (ص) إياه ـ تعني بذلك: فدكاً ـ التي يتبلَّغ ويكتفي بها ولداي الحسن والحسين عليهما السلام ، ولقد وجدتُ أبا بكر قد أعلن في مخاصمتي وتجاهر بها، واشتد في الكلام معي.
وقولها عليها السلام: (حتى حبستني قيلةُ نصرَها، والمهاجرةُ وصلَها، وغضَّتِ الجماعةُ دوني طرفَها، فلا دافع ولا مانع) معناه: أن بني قيلة وهم الأنصار حبسوا نصرهم عن فاطمة سلام الله عليها، والمهاجرين منعوها عونهم لها، وغضَّ المسلمون طرفهم دونها، فلم يقوموا لها بما يجب عليهم نحوها من النصرة، فلا دافع لما حصل عليها من الظلم، ولا مانع للقوم من ابتزاز نحلتها منها.
وقولها عليها السلام : ( خرجتُ كاظمةً وعدتُ راغمة ) معناه: أني خرجتُ من بيتي كاظمة غيضي، ومتجرعته وصابرة عليه، وعدتُ إلى بيتي راغمة منكسرة، لم أجد فيهم ناصراً ولا معيناً.
إلى آخر ما قالته سلام الله عليها في حث أمير المؤمنين عليه السلام على نصرتها ودفع الظلم عنها، والعمل على استرجاع ما سُلب منها.
وتشبيه قعود أمير المؤمنين باشتمال الجنين وقعود الظنين لا تريد به ذمّه عليه السلام أو تقريعه على ترك مجابهة القوم، لأنها عارفة بما آلت إليه الأحوال، وصارت إليه الأمور، ولكنها نفثة مصدور، وشقشقة مكلوم. ( لله وللحقيقة ج1 ص117 - 118 )
قال الكاتب:
وذكر أحمد بن أبي طالب الطبرسي أيضا في الاحتجاج:
فقال سلمان: فلما كان الليل حمل علي فاطمة على حمار وأخذ بيد ابنيه الحسن والحسين فلم يدع أحدا من أهل بدر من المهاجرين ولا من الأنصار إلا أتى منزله وذكر حقه ودعا إلى نصرته.... فأصبح لم يوافه منهم أحد غير أربعة، فقلت لسلمان: من الأربعة؟ قال: أنا وأبوذر والمقداد والزبير بن العوام، أتاهم من الليلة الثانية...ثم الثالثة فما وفى أحد غيرنا
وذكر الطبرسي أيضا: (فلما كان الليل حمل فاطمة على حمار ثم دعاهم إلى نصرته فما استجاب له رجل، غيرنا أربعة
أفليس تجوال سيدنا علي ببضعة الرسول صلى الله عليه وسلم السيدة الزهراء وأخذها إلى باب كل فرد من المسلمين في إهانة للسيدة الزهراء ولسيدنا علي رضي الله عنه أيضا، وهل يعقل أنه بعد هذه الجهود كلها لم يستجب لهم أحد خاصة بنو هاشم؟ إنما هي رواية وضعها الروافض كذبا وزورا.
أقول عجبي من الكاتب وهو يتهم الشيعة بوضع هذه الرواية وهي قد وردت أيضا في كتاب الإمامة السياسة ( ج1 ص12 ) وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي ( ج1 ص131 - ج2 ص5 ). وهذان ليسا من الشيعة.
قال الكاتب:
الأمر الثاني من عقائدهم الفاسدة
عقيدة إهانة العباس وابنه عبدالله وعقيل
ابن أبي طالب رضي الله عنهم:
فقد ذكر محمد الباقر المجلسي بالفارسية ما ترجمته:
يروى الكليني بسند حسن أنه سأل سدير الإمام محمد الباقر أين كانت غيرة بني هاشم وشوكتهم وكثرتهم بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم حين غلب علي من أبي بكر وعمر وسائر المنافقين؟ فأجاب الإمام محمد الباقر: من كان باقيا من بني هاشم؟ جعفر وحمزة اللذان كانا من السابقين الأولين والمؤمنين الكاملين قد ماتا، والاثنان اللذان كانا ضعيفي اليقين وذليلي النفس وحديثي عهد بالإسلام قد بقيا، العباس وعقيل .
قال الشيخ علي آل محسن في كتابه لله وللحقيقة:
أما أنهما ضعيفان فهو معلوم من حالهما، فلم يُعرف لهما موقف في حرب أو في سلم يدل على قوة أو شجاعة، لا في الجاهلية ولا في الإسلام، وأهل السنة قد رووا أنهما أُخرجا مع المشركين إلى بدر مُكرَهين (1)، وحسبك هذا دليلاً على ضعفهما.
وأما أنهما ذليلان فلعل المراد بذلك هو ذلّهما لما أُسِرا يوم بدر مع من أُسِر من المشركين (2).
وأما أنهما حديثا عهد بالإسلام فقد ذكر ابن عبد البر في الاستيعاب أن العباس أسلم قبل فتح خيبر وأظهر إسلامه يوم فتح مكة (3)، وذكر أن إسلام عقيل كان قبل الحديبية (4).
وقال ابن حجر: تأخَّر إسلامه [ يعني عقيلاً ] إلى عام الفتح.
وجعل إسلامه بعد الحديبية قولاً (4). ( لله وللحقيقة ج1 ص164- 165 )
____________________
(1) أما خروج العباس مكرهاً فذُكر في أسد الغابة 3/163، والإصابة 3/511، والاستيعاب 2/812، وسير أعلام النبلاء 2/96. وأما خروج عقيل فراجعه في سير أعلام النبلاء 1/218، 3/99. وأسد الغابة 4/61. والاستيعاب 3/1078. والمنتظم 5/236.
(2) أسد الغابة 3/165. الاستيعاب 2/811. (3) الاستيعاب 2/812. (4) نفس المصدر 3/1078.
(4) الإصابة 4/438.
قال الكاتب:
وذكر محمد الباقر المجلسي بالفارسية عن العباس:
(وآنجه أز أحاديث ظاهرمى شود آن است كه اودر مرتبه كمال ايمان نبوده است وعقيل نيز با او شبيه است)
وترجمته بالعربية: (أنه يثبت من أحاديثنا أن عباسا لم يكن من المؤمنين الكاملين وأن عقيلا كان مثله (في عدم كمال الإيمان)).
أقول: اتضحت الإجابة أعلاه.
قال الكاتب:
وذكر المجلسي أيضا بالفارسية: (بسند معتبر ازان حضرت (محمد باقر) روايت كرده است كه حضرت زين العابدين فرمودكه ورحق عبدالله بن عباس ويدرش اين آيت نازل شد (من كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا) )
وترجمته بالعربية: (روى الإمام محمد الباقر عن الإمام زين العابدين عليه السلام بسند معتمد أن هذه الآية "من كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا" نزلت في حق عبدالله بن عباس وأبيه).
أقول: الرواية وردت في رجال الكشي وهي ضعيفة بجعفر بن معروف.
قال الكاتب:
يظهر من هذه الروايات واضحا إهانتهم لعم المصطفى صلى الله عليه وسلم سيدنا العباس رضي الله عنه وكذا سيدنا عقيل واتهامهما بالخذلان وضعف اليقين وعدم كمال إيمانهما وإهانة العباس وابنه حبر الأمة سيدنا عبدالله ابن عباس رضي الله عنهما (والعياذ بالله) أنهما مصداق الآية الكريمة المذكورة أعلاه مع أنها نزلت في حق الكفار، نعوذ بالله من كل زيغ وإلحاد.
أقول: الكذب يوزع مجانا عند الوهابية, هذا ما يقوله علماؤنا في ابن عباس:
قال السيد أحمد بن طاووس:
213 - عبد الله بن العباس رضي الله عنه .
حاله في المحبة والاخلاص لمولانا أمير المؤمنين عليه السلام والموالاة والنصرة له والذب عنه والخصام في رضاه والموازرة مما لا شبهة فيه ، وقد كان يعتمد ذلك مع من يجب اعتماده معه بعده على ما نطق به لسان السيرة . وقد روى صاحب الكتاب [يعني الكشي] أخبارا شاذة ضعيفة تقتضي قدحا أو جرحا ، ومثل الحبر رضي الله عنه موضع أن يحسده الناس وينافسوه ويقولوا فيه ويباهتوه :
حسدوا الفتى إذ لم ينالوا فضله * فالناس أعداء له وخصوم
كضرائر الحسناء قلن لوجهها * حسدا وبغيا انه لذميم
ولو اعتبر العاقل حال الناس كافة ، رأى أنه ليس أحد منهم خاليا من متعرض به أو قائل فيه اما مباهتا أو غير مباهت ، ومعلوم أن ذلك غير جار على قانون الصحة ونمط السداد ، إذ فيهم من لا شبهة في نزاهته وبرائته :
وما زلت أستصفي لك الود ابتغى * محاسنة حتى كأني مجرم
لأسلم من قول الوشاة وتسلمي * سلمت وهل حي من الناس يسلم
لأسلم من قول الوشاة وتسلمي * سلمت وهل حي من الناس يسلم
ولو شك العاقل في كل شئ لما شك في حال نفسه عند قول باطل يقال فيه
وبهت يبهت به لا أصل له .
وبعد أن ساق روايات الذم وضعفها قال: هذا الذي رأيت ، ولو ورد في مثله ألف حديث ينقل أمكن أن يعرض للتهمة فكيف مثل هذه الروايات الواهية الضعيفة الركيكة . ( التحرير الطاووسي - الشيخ حسن صاحب المعالم - ص 312 - 317 )
وقال التفريشي:
3123 / 163 - عبد الله بن العباس : من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله ، كان محبا لعلي عليه السلام وتلميذه ، حاله في الجلالة والاخلاص لأمير المؤمنين عليه السلام أشهر من أن يخفى ، وقد ذكر الكشي أحاديث تتضمن قدحا فيه ، وهو أجل من ذلك ، وقد ذكرنا في كتابنا الكبير وأجبنا عنها ، رضي الله عنه ، الخلاصة . وما ذكره الكشي من الطعن فيه ضعيف السند. ( نقد الرجال - التفرشي - ج 3 - ص 118 )
وقال السيد الخوئي بعد تضعيف جملة من روايات الذم:
أقول : هذه الرواية وما قبلها من طرق العامة ، وولاء ابن عباس لأمير المؤمنين وملازمته له ( عليه السلام ) هو السبب الوحيد في وضع هذه الأخبار الكاذبة وتوجيه التهم والطعون عليه ، حتى أن معاوية لعنه الله كان يلعنه بعد الصلاة ! مع لعنه عليا والحسنين وقيس بن عبادة والأشتر ! ! كما عن الطبري وغيره ، وأقل ما يقال فيهم أنهم صحابة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فكيف كان يلعنهم ويأمر بلعنهم ! !
إلى أن قال: والمتحصل مما ذكرنا أن عبد الله بن عباس كان جليل القدر ، مدافعا عن أمير المؤمنين والحسنين ( عليهم السلام ) ، كما ذكره العلامة وابن داود . ( معجم رجال الحديث - السيد الخوئي - ج 11 - ص 254 - 256 )
أقول: ولكن ماذا يسمون تكفير أبي طالب حامي الرسول؟؟ بل تكفير حتى والدي الرسول (ص) بنفسه !! بل وصل الأمر إلى أن اتهاموا الإمام علي (ع) بشرب الخمر بأسانيد صحيحة !!!
قال ابن كثير في تفسير قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ
قال ابن أبي حاتم: حدثنا محمد بن عمَّار، حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله الدَّشْتَكي، حدثنا أبو جعفر عن عطاء بن السائب، عن أبي عبد الرحمن السّلَمي، عن علي بن أبي طالب قال: صنع لنا عبد الرحمن بن عوف طعاما، فدعانا وسقانا من الخمر، فأخذت الخمر منا، وحضرتِ الصلاةُ فقدَّموا فلانا -قال: فقرأ: قل يا أيها الكافرون، ما أعبد ما تعبدون، ونحن نعبد ما تعبدون. [قال] فأنزل الله تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ }
هكذا رواه ابن أبي حاتم، وكذا رواه الترمذي عن عبد (8) بن حُمَيْدٍ، عن عبد الرحمن الدَّشْتَكي، به، وقال: حسن صحيح (9) .
وقد رواه ابن جرير، عن محمد بن بشار، عن عبد الرحمن بن مَهْدي، عن سفيانَ الثوري، عن عطاء بن السائب، عن أبي عبد الرحمن، عن علي؛ أنه كان هو وعبد الرحمن ورجل آخر شربوا الخمر، فصلى بهم عبد الرحمن فقرأ: { قُلْ [يَا] (10) أَيُّهَا الْكَافِرُونَ } فخلط فيها، فنزلت: { لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى } .
وهكذا رواه أبو داود والنسائي، من حديث الثوري، به. (11)
ورواه ابن جَرِير أيضا، عن ابن حُمَيْدٍ، عن جَرِيرٍ، عن عطاء، عن أبي عبد الله السَّلَمِيّ قال: كان عَلِيٌّ في نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في بيت عبد الرحمن بن عوف، فطعموا فآتاهم بخمر فشربوا منها، وذلك قبل أن يحرم الخمر، فحضرت الصلاة فَقَدَّموا عليًا فقرأ بهم: { قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ } فلم يقرأها كما ينبغي، فأنزل الله عز وجل: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى } ( تفسير ابن كثير ج2 ص309 - 310 )
__________
(8) في أ: "عبد الله".
(9) سنن الترمذي برقم (3026).
(10) زيادة من ر، أ.
(11) تفسير الطبري (8/376) وسنن أبي داود برقم (3671) وسنن النسائي الكبرى كما في تحفة الأشراف للمزي برقم (10175).
يقول دمشقية في منتدى الدفاع عن السنة:
هذا ما يتبناه من يدعون محبة النبي من الطعن في أهله وتكفيرهم وجعل بعض أزواجه منافقات بل رأس النفاق بل ويطعنون في شرفهن وهو الطعن في سيد وأشرف خلق الله على الاطلاق.
ماذا قال الرافضة:
يروي المجلسي عن المقداد أن عليا كان ينام مع ينام مع عائشة تحت لحاف واحد وذلك قبل أن تنزل آية الحجاب (بحار الأنوار101/49). (وانظرسليم بن قيس الهلالي العامري (ص814 ح رقم36 و903 ح رقم60)
فماذا تقولون في هذا الكتاب يا علماء الشيعة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الرواية منقولة من كتاب سليم بن قيس وهي كتالي:
36 - دعاء رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام
أبان عن سليم ، قال : سألت المقداد عن علي عليه السلام ، قال : كنا نسافر مع رسول الله صلى الله عليه وآله - وذلك قبل أن يأمر نساءه بالحجاب - وهو يخدم رسول الله صلى الله عليه وآله ليس له خادم غيره ، وكان لرسول الله صلى الله عليه وآله لحاف ليس له لحاف غيره ، ومعه عائشة . فكان رسول الله صلى الله عليه وآله ينام بين علي وعائشة ليس عليهم لحاف غيره ، فإذا قام رسول الله صلى الله عليه وآله من الليل يصلي حط بيده اللحاف من وسطه بينه وبين عائشة حتى يمس اللحاف الفراش الذي تحتهم ، ويقوم رسول الله صلى الله عليه وآله فيصلي . فأخذت عليا عليه السلام الحمى ليلة فأسهرته ، فسهر رسول الله صلى الله عليه وآله لسهره ، فبات ليله مرة يصلي ومرة يأتي عليا عليه السلام يسليه وينظر إليه حتى أصبح . فلما صلى بأصحابه الغداة قال : ( اللهم اشف عليا وعافه ، فإنه قد أسهرني مما به من الوجع ) . فعوفي ، فكأنما أنشط من عقال ما به من علة . ( كتاب سليم بن قيس - تحقيق محمد باقر الأنصاري - ص 343 )
الرواية مروية عن طريق أبان بن أبي عياش وهو ضعيف عندنا
قال الشيخ الطوسي : ضعيف
قال إبن الغضائري : ضعيف
قال العلامة الحلي : تابعي ضعيف جدا
قال إبن داود : ضعيف
قال الأردبيلي : تابعي ضعيف
قال التفرشي : ضعيف لا يلتفت إليه
قال السيد الخوئي : ضعيف
بل هو ضعيف أيضاً عند أهل السنة و الجماعة
قال أبوحاتم الرازي : متروك الحديث
قال النسائي : متروك الحديث
قال الجوزجاني : ساقط
قال ابن معين : ليس بثقة
قال ابن المديني : كان ضعيفا
قال ابن سعد : متروك الحديث
ولكن العجيب هو ما رووه في كتبهم الحاكم في المستدرك:
5564 - حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن سنان القزاز ثنا إسحاق بن إدريس ثنا محمد بن حازم ثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن الزبير عن أبيه قال :
أرسلني رسول الله صلى الله عليه و سلم في غداة باردة فأتيته و هو مع بعض نسائه في لحافه فأدخلني في اللحاف فصرنا ثلاثة
هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه
تعليق الحافظ الذهبي في التلخيص : صحيح
