إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

الوحدة الإسلامية في ميزان الثقلين : الكتاب والعترة *

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الوحدة الإسلامية في ميزان الثقلين : الكتاب والعترة *

    الوحدة الإسلامية في ميزان الثقلين : الكتاب والعترة *

    بقلم / ناعي الحســين



    قال تعالى (( إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ )) صدق الله العلي العظيم


    في أثناء قراءتنا ما بين طيات القرآن نجد إن مجمل الكفار و المتكبرين في الأرض كانوا دائما يلجؤون إلى وسيلة السخرية و الإستهزاء من الرسل و أنبياء الله المبعثين لتشتيت رأي العام العالمي في المجتمع و تشويه الصوة الحقيقية ، لأنهم لم يكن لديهم القدرة بالرد على حجج و معاجز الأنبياء فكان يرمونهم بتهمة السحر أو الشعوذة أو الجنون أو الضلالة لكي ينفروا البسطاء العامة من الناس عنهم و لا يسمعوا لهم من قول و لا يقرؤا منهم كتاب ، و ذلك في قوله تعالى (( وَمَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِؤُونَ )) (11) سورة الحجر ، و كذلك في قوله تعالى (( يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُون )) (30) سورة يــس ، و أيضا ً (( وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُواْ مِنْهُم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِؤُونَ )) (10) سورة الأنعام ، و نجد تهمة الجنون موجودة كذلك (( قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ )) (27) سورة الشعراء و في آية (52) سورة الذاريات (( كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ )) ، إذن نجد هذه النزعة الشيطانية التكبرية المغرورة مسيطرة على عقول و قلوب اليهود و النصارى و خصوصا يهود بني إسرائيل الذين إرتكبوا أبشع الجرائم بحق أنبياء الله و تاريخهم معروف و مشهور بذلك .

    و لذلك نستنتج اليوم إن حرب الرسوم الكاريكاتورية التي إفتعلها الغرب الكافر هي ليست بأمر جديد بل إن هذا ديدنهم و دين آبائهم و أجدادهم و هو إستغلال وسيلة الإستهزاء لحرب إعلامية و نفسية و سياسية في محاربة الآخرين - وهذا دليل عجزهم و ضعفهم – و إننا لا نستبعد مشاركة دوائر الإستكبار الصهيونية و الإمبريالية العالمية في هذه الجريمة للإيقاع بين المسيحين المعتدلين و المسلمين الأبرياء ، و هذه الجريمة الكبرى بحق حبيب قلوبنا و طبيب نفوسنا نبينا و شفيعنا محمد صلوات الله عليه وآله تضيف بعدا ًجديدا ً لحرب مفتوحة بين الحضارات والرسالات .


    إنهم يتحدثون و يتشدقون بإحترام جميع الأديان بينما يمنعون الفتاة المسلمة من إرتداء الحجاب الإسلامي الإلزامي المقدس في مدرستها و يقومون بالدفاع عن مرتد مهدور الدم كـ ( سلمان رشدي ) صاحب كتاب ( آيات شيطانية ) و يحيطونه بحماية شخصية و سياسية كما يبثون من الإذاعة الحكومية البريطانية الرسمية عبارات مشينة تجديفية ضد مقدسات المسلمين و على رأسهم شخص النبي الأعظم المعظم .

    إن هذا الغرب الأجنبي المستكبر المتفرعن من الذين إرتكبوا مجزرة هيورشيما الخالدة و جرائم بحق البشرية و الإنسانية و الديانة الإسلامية بإنتهاك حرمة القرآن المقدس في مراحيض سجون غوانتنامو بالإضافة إلى الإنتهاكات الجسدية و الجنسية في سجون أبي غريب و غيرها من سجون سرية في آوروبا و أفغانستان بالإضافة إلى سفك دماء الأبرياء أمام أنظار الناس في شوارع لندن ، و محاكمة مفكر و مؤرخ بريطاني ( ديفيد إيرفينغ ) في العاصمة النمساوية فيينا لمدة ثلاث سنوات بمجرد طرح تساؤلات مثيرة للجدل حول حادثة الهولوكوست التاريخية، و التنصت الجاسوسي الغير شرعي على مكالمات الهاتفية الخاصة للمواطنين البسطاء من دون أذن قانوني من القضاء أو الأسرة لا يحق لهم أبدا ً رفع شعارات فارغة كالدفاع عن حقوق الإنسان و الأديان و ما غيرها من شعارات وهمية فضفاضة كالحرية و الديمقراطية .

    إن هذا الغرب الأجنبي الكافر يجب عليه أن يعيد قراءته و حساباته تجاه واقع الإسلام و المسلمين في الشرق الأوسط و يصحح من أفكاره و نظرياته العدائية ، فهذه الإنتفاضة الكبرى من طشقند في جمهورية أوزباكستان إلى أندنوسيا إلى باكستان إلى أذربيجان إلى إيران إلى العراق و إلى دمشق و بيروت و غزة و عمّان و القاهرة و خرطوم و طرابلس والرباط و أنقرة قد قلبت المعادلة و الطاولة على رؤوسهم .


    إن إنتفاضة العالم الإسلامي الكبير دفاعا عن الرسول الأعظم كان مظهرا حقيقيا من مظاهر تجسيد الوحدة الإسلامية المقدسة عمليا و ميدانيا و تحققت بفعل حماقة الأغبياء و هذا يكشف عن زيف الجوقة الذين يقولون بإستحالة إتحاد المسلمين على كلمة واحدة .

    إن هذه المظاهرات و المسيرات و الحشود المتراصة المتناغمة التي هبت و ملأت الشوارع من جميع أقطار وأمصار الشعوب الإسلامية كانت تترنم بحديث واحد و شعار إلهي واحد و هو " لبيك يا رسول الله " مما أثار حساسية البعض و إمتعاضهم و خوفهم ، إن هذه الأبدان و القلوب التي تلهج بإسم شخص واحد لم تخرجها مخابرات الجمهورية الفلانية أو أموال الدولة العلانية .. إن هذه الجموع و الجماهير ذابت و إنصهرت و تجمعت تحت راية واحدة هي ( لا إله إلا الله – محمد رسول الله ) و لم تنزل الميدان إلا بسبب حبها لنبيها الأكرم الأعظم محمد و إيمانا ً بها بأهمية الدفاع عن كرامة رسول العالمين .

    وإن هذا الأسلوب الدنيء الهابط البغيض الذي إستخدمه الغرب لم يكن بجديد بالنسبة إلينا فقد إستعمل الكفار قديما سلاح السخرية و الإستهزاء و الإستفزاز و الإيذاء لصد حركة الرسول الأعظم على الرغم وجود رجال حول النبي الأكرم أمثال المجاهد أبو طالب و حمزة و آخرين من بني هاشم تطوعوا بحماية النبي إلا إن ذلك لم يمنع من إيقاع الأذى و الإساءة بحق الرسول المصطفى المفدى صلى الله عليه وآله وسلم كلما أتيحت لهم فرصة سانحة خاصة إذا وجدوه وحيدا بعيدا عن أعين حراسه .

    و يذكر التأريخ إن أبوجهل كان يأتي ببقايا الطعام و الفضلات و يفرغها على رأس النبي الشريف أثناء الصلاة فقد واجه صلى الله عليه وآله في كل يوم من الأيام نوعا خاصا من السخرية و الشماتة و المضايقة و التضيق من قبل : الوليد بن المغيرة و عقبة بن أبي معيط الذي شتمه و ضربه و كذلك أبي لهب و زوجته أم جميل الذين قاموا بإيذائه و إزعاجه بذر الرماد و التراب والطين على رأسه المقدس و زرع الشوك و إشعال الحطب في طريقه و عند عتبة بابه .

    إلا إن القوة و العناية و الرعاية الغيبية و الوعود الإلهية القرآنية - أقوى من كل تلك الأفاعيل و الأساليب اليائسة - هي التي حفظت المدرسة المحمدية أكثر من 1400 سنة إلى يومنا هذا بقوله تعالى (( إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ )) (95) سورة الحجر.


    وإن هذه الهجمة الدنماركية خصوصا و الأوروبية و الأجنبية عموما على رسولنا الأكرم و ما تلاها من تداعيات و ثورات غاضبة في الشارع الإسلامي و العربي أفشلت المخطط الصهيوني الأمريكي و كشفت عن هزيمة العالم الغربي و تدق ناقوس إنهيار حضارتهم قريبا .

    إن في هذا العصر من الزمان و في هذا العام بالتحديد الذي هو عام محمد بكل معنى الكلمة هو تجسيد واقعي لمقولة " بنا الله يفتح و بنا يختم " ، نرى أن مقام الرسول الأعـظم وذكره أضحى أكثر هيبة و عزة و شموخ و حياة و حيوية ، إن هذه الصحوة الإسلامية العفوية التي عصفت في جسد المنطقة هي من تدبيرات الحكمة الإلهية و ألطافها الغيبة لكي تعيد إلى أذهاننا سيرة و مسيرة الرسول الأعظم لأننا في زمننا هذا إبتعدنا عن خط و مشروع الرسول الأعظم ، إن الأمة الإسلامية بحاجة أن تتعلم و تدرس لماذا قام أولئك الصغار بأهانة نبيهم ؟؟


    يتبع....

  • #2
    إننا و في مناسبة ذكرى ولادة النبي الأكرم و أسبوع الوحدة المبارك واجب علينا أن نستلهم من هذه الذكرى العطرة تعاليم و دروس الأخوة و الوحدة و المودة و الأخلاق و المعرفة و التعلم و الرحمة و الصبر و المثابرة و الدعوة و الحركة و القيام و الجهاد .


    فحينما نتأمل في السيرة النبوية نجد إن الرسول المكرم إستطاع التغلب على الكثير من المشكلات و النعرات و المؤامرات و العادات و الخرافات و التناقضات و القضايا في المجتمع المدني بأساليب سلمية حكيمة و سياسية محنكة .

    فمثلا ً قام بمعالجة نزاع المهاجرين و الأنصار بشعار التآخي و الوحدة في الله قائلا ( تآخوا في الله أخوين أخوين ) أي لك ما له و عليك ما عليه ، و مشروع الأخوة هنا أعظم و أكبر و أوسع من مشروع الوحدة .
    و كذلك بخصوص الزيجات التسعة التي تزوجهن الرسول الأكرم فقد تنازل عن أمور كثيرة و غض النظر عنها و تزوج بالمرأة العبدة السودة تارة و تارة تزوج بالمرأة الفقيرة و مرة أخرى يتزوج بالمرأة المطلقة أو الأرملة المسنة و من ثم يتزوج من قبيلة معادية من بيت أبو سفيان وهي أم المؤمنين " أم حبيبة بنت أبي سفيان " و ذلك لإذابة الخلافات و التشنجات و العنتريات في سبيل تحقيق نوع من أنواع الوحدة و الألفة لكسب علاقات و فتح صفحات جديدة ، و القضاء على آفة التفرقة و حل عقدة العنصرية و الطبقية و الفئوية و العصبية و القومية و العشائرية و القبلية و النسبية و الجاهلية .


    ولعلنا نتنكر للحقيقة لو قلنا إن الأئمة عليهم السلام - رغم الحصار و التضيق عليهم - لم يدخلوا السياسة و يتعاملوا و يتعاونوا مع الأخرين و لم يسعوا في تحقيق وحدة المسلمين حقنا لدماء الأبرياء ، و من أبسط هذه الأمثلة سكوت أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام عن إسترداد الخلافة بالقوة المسلحة كونه في موقع المعارضة عن صح التعبير و كذلك شهادة الخليفة الثاني للمسلمين عمر بن خطاب له ( لا أبقاني الله لمعـضلة ليس لها أبو الحسن ) و في رواية ( ما من معضلة إلا و كان لها أبو الحسن ) ، أتصور بأن الكل قام بقراءة هذه العبارة و إستشهد بها على أعلمية علي بن أبي طالب إلا نادرا نجد شخص يسأل نفسه : لماذا يعين و يعاون ويساعد ويشارك الإمام علي شخصا في حل مشكلة بل مشكلات ؟؟ و ذلك الشخص كان غاصبا حقا من أهم حقوق علي بن أبي طالب ؟؟

    إن الإنسان العاقل يستطيع أن يجيب على هذا التساؤل البسيط و إني لن أخوض أكثر في هذه الترهات و المخاضات لكني أستعمله كشاهد واحد فقط ، إن من أخطر القضايا وأدق المهمات التي تصدى لها أئمة أهل البيت عليهم السلام خلال حياتهم الزاخرة بالعمل والكفاح وسعوا بكل وجودهم من أجل تحقيقها في الواقع الخارجي على أسس القرآن الكريم وسنة النبي الأمين هي وحدة الأمة وتماسكها في إطار الكيان الإسلامي العام حفاظا على عظمته وهيبته و وجوده أمام أعداء الإسلام والمتربصين به وتحقيقاً لمصلحة الإسلام العليا في بناء الأمة الواحدة .


    فقد قال الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام ( وأيم و الله لولا مخافة الفرقة بين المسلمين و أن يعودوا إلى الكفر و يعور الدين لكنا قد غيرنا ما إستطعنا ) ، و لذلك وافق و أيد عليه السلام بصد و قمع الحركات السياسية المضادة كحركة "مسيلمة الكذاب" و حركات الردة و التمرد الأخرى التي شهدتها حكومة الخليفة الأول أبو بكر .

    و أيضا ً عندما نعود للتاريخ نجد إن الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام و في عهد حكومته قد أعطى للمخالفين كامل الحرية في ممارسة شعائرهم و طقوسهم و عباداتهم و أيضا حفظ دور عبادتهم و مساجدهم ، فيروى إن جماعة من أهل السنة و أثناء شهر الصيام – شهر رمضان – كانوا يقيمون "صلاة التراويح" التي شرعها الخليفة الثاني، فمنعهم من ذلك أحد الولاة الذي عينهم الإمام علي عليه السلام في العراق مما أدى إلى خروج مظاهرة إحتجاجية سلمية تشكو ذلك للأمير علي بن أبي طالب عليه السلام فعلم الإمام علي عليه السلام بذلك الأمر والحادثة فوافق على مطالبهم و عزل ذلك العامل الوالي .

    إلا إننا للأسف نجد هناك من في هذا الزمن من يستطيع تصفيف الكلمات النماقة وإحاكة العبارات البراقة فوق المنابر و من وعاظ بلاط السلاطين يحاربون هذه الوحدة مزعمين إن هذه الوحدة تصب في فساد أمور المسلمين و عقائدهم لكن و لو رجعنا للقرآن ، نجد إن القرآن حذرنا من الإنزواء وراء هذه الأقاويل الرنانة – التي قد تعجبنا -من الخناسين و الشياطين فلو تركوا أصحاب هذه الشبهات لتولي الحكم لكان حالهم أسوء من كثير ما يدعون و يزعمون (( وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَام * وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ )) ( 204 و 205 ) سورة البقرة .



    و حينما نعرض عقيدة الوحدة الإسلامية أمام القرآن لا نجد هناك أي تناقض بينها و بين ما جاء بالقرآن بل بالعكس نجد القرآن العظيم نادى بالإعتصام و الإلتحام و التماسك و التعاون و وحدة صف المسلمين كالبنيان المرصوص ويمكن أن نلاحظ ذلك جلياً في المشاهد القرآنية كثيرة : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُون * وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ... )) ( 103 و 104 ) سورة آل عمران .
    وهذا يتحقق من خلال الإجماع و الإجتماع تحت دين الله ، و كلمة (( َاعْتَصِمُواْ )) التي جاءت في الآية السابقة كذلك ذكرت في موضع آخر من سورة الحج آية ( 78) (( وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ )) و كذلك عندما يصف الله المعتصمين به في آية ( 175) من سورة النساء (( فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ بِاللّهِ وَاعْتَصَمُواْ بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا )) .


    إذن نجد هذا التكرار بالإعتصام دلالة على أهمية هذا الأمر و الموقف و تأكيدا و حرصا على مستقبل المسلمين و هذا المشهد يؤكده مشهد آخر بالتمسك بالعروة الوثقى التي هي حبل الله أيضا ً (( لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ )) ( 256) سورة البقرة.


    و من بين مظاهر الوحدة بين المسلمين هو مشهد تأليف القلوب وانسجامها بعضها مع البعض الآخر التي ذكرها القرآن المجيد ، لاحظ أخي الكريم مسألة وحدة "القلوب" و ليس مسألة وحدة "العقول" ، إن توحيد و تأليف القلوب ليس بالأمر الهين أو السهل على عكس مسألة توحيد العقول لأن وحدة العقول تحتاج فقط إلى إقناع علمي واضح يخاطب العقول، بينما توحيد القلوب يحتاج إلى معجزة نسيان و تضميد جراح القلب و طي الذكريات المؤلمة التي حصلت بين الفرقاء و الخصماء إذ يقول الشاعر :

    إن جرح الجسد يلتئمُ * إلا إن جرح القلب لا يلتئمُ



    فكيف إستطاع أن يحقق الرسول الكريم هذه الخطوة المهمة الحساسة دون وجود عامل الوحدة بين المسلمين ؟؟

    يقول المولى عزوجل ((
    وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَقُلُوبِكُمْفَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا
    )) ( 103 ) سورة آل عمران .

    ألم يسأل أحد منا نفسه هذا السؤال : كيف إستطاع أن يخلق النبي الأكرم هذا المناخ و الجو العائلي و الأسري بين المسلمين بالرغم إشتهار العرب و خصوصا أهل الجزيرة و البادية بالجلف و العنف و الغلظة و الشدة والقسوة و الحدة ، و تحويل هذه الصفات و العلاقات الجاهلية المتحجرة إلى ألفة سياسية و إجتماعية لينة دون الوسائل المادية والمالية !!!

    قال تعالى "وألف بين قلوبهم" ولم يقل "وألف بين عقولهم " ((
    وَأَلَّفَ بَيْنَقُلُوبِهِمْلَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَقُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ
    )) ( 63) سورة الأنفال ، إذ يتبين لنا إنه ليس بالمهم توحيد العقول والأفكار والأراء والإجتهادات الفقهية بل المهم والأهم هو توحيد قلوب وصفوف المسلمين جميعا.


    إن الإسلام قام بأكثر من تحقيق قاعدة "
    الأخوة الإيمانية" إلى ما هو أبعد و أكبر من خلال جعل هذه الأخوة أخوة روحية .. أخوة نفسية .. أخوة عملية .. أخوة ولائية .. أخوة حقيقية بتطوير العلاقة العقائدية والايديولوجية إلى ورفع سقفها إلى علاقة "الولاء" (( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيم
    )) ( 71) سورة التوبة .


    إن هذه الاخوة الايمانية تمثل بنظر الفقهاء نوع أو شكل أو وجه من وجوه الوحدة داخلة في إطار الوحدة الإسلامية العامة لأنها تعطي نتاجها و ثمارها الإنساني و الأخلاقي و الاجتماعي و السياسي و الإقتصادي الملموس في الأمة.

    إن القرآن الكريم عندما نادى بوحدة الأمة قام بإلغاء العرق و الجنس و اللغة و القوم و الطائفة و الجغرافيا و الأرض الواحدة مذكرا البشرية بالأصل الواحد و الآدمية الأولى ((
    يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى )) ( 13 ) سورة الحجرات ، ((كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيه )) (213 ) سورة البقرة ، و الإختلاف هنا في الآية السابقة بين بني الناس بسبب الظروف الحياتية البيلوجية و الجيلوجية و التعدد الثقافي و الشعبي والقبلي انما هو اختلاف طارىء طبيعي لصالح الإنسان ، يراد منه تنظيم الحياة البشرية والاجتماعية (( وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا )) (13) سورة الحجرات .


    يتبع....

    تعليق


    • #3
      وعندما نستعرض فكر العترة النبوية : أهل بيت العصمة عليهم السلام نرى إن الإئمة كانوا يحثون شيعتهم على حُسن السلوك والتعامل والتعاون مع الآخرين و الإلتزام بالتقية والوحدة معهم من خلال الصلاة معهم و في مساجدهم و المشي خلف جنائزهم و أداء حقوقهم و أماناتهم و عيادة مرضاهم و مداراتهم فإن ذلك يوجب فرحة و مسرة الأئمة عليه السلام فقد روى الكليني في الكافي بسند صحيح عن ابي اسامة زيد الشحام قال : قال لي أبو عبد الله جعفر الصادق ( عليه السلام ) : ( إقرأ على من ترى أن يطيعني منهم ويأخذ بقولي السلام ، أوصيكم بتقوى الله عز وجل والورع في دينكم والاجتهاد لله وصدق الحديث وأداء الامانة وطول السجود وحسن الجوار ، فبهذا جاء محمد ( صلى الله عليه وآله ) و أدوا الامانة إلى من ائتمنكم عليها براً أو فاجراً ، فإن رسول الله كان يأمر بأداء الخيط والمخيط ، صلوا عشائرهم، واشهدوا جائزهم، و عودوا مرضاهم، وأدوا حقوقهم، فان الرجل منكم اذا ورع في دينه، وصدق الحديث وأدى الامانة، وحسن خلقة من الناس قيل : هذا جعفري، فيسرني ذلك ويدخل علي منه السرور، وقيل هذا أدب جعفر، واذا كان على غير ذلك دخل على غير ذلك دحل علي بلاؤه وعاره، وقيل هذا أدب جعفر ) .

      وفي رواية اخرى للكليني في الكافي بسند صحيح عن حبيب الحنفي قال: سمعت أبا عبد الله جعفر الصادق عليه السلام يقول: ( عليكم بالورع والاجتهاد واشهدوا الجنائز وعودوا المرضى ، واحضروا مع قومكم مساجدهم، وأحبوا للناس ما تحبون لانفسكم، أما يستحي الرجل منكم أن يعرف جاره حقه ولا يعرف حق جاره ).


      ويوضح هنا الامام الخط العام الذي يجب أن تلتزم به الشيعة في مدارة و معاشرة الناس من خلال النص التالي، الذي يرويه أبو ربيع الشامي قال : دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) والبيت غاص بأهله ، ففيه الخراساني والشامي ومن أهل الآفاق ، فلم أجد موضعاً أقعد فيه فجلس أبو عبد الله وكان متكياً ، ثم قال : ( يا شيعة آل محمد اعلموا انه ليس منا من لم يملك نفسه عند غضبه، ومن لم يحسن صحبة من صحبه ، ومخالفة من خالفه ، ومرافقة من رافقه، ومجاورة من جاوره ، وممالحة من مالحة، اتقوا الله ما استطعتم ولا حول ولا قوة الا بالله ).


      ويؤكد الائمة عليهم السلام أيضا في الدعوة إلى مذهب آل البيت عليهم السلام من خلال أساليب أخرى غير المحاورة و المناظرة من خلال العبادة و السيرة الحسنة و الصدق و الأخلاق و الخشوع والأسوة والقدوة في السلوك العلوي الحسيني العالي يقول رئيس المذهب الإمام جعفر الصادق عليه السلام ( كونوا دعاة للناس بغير السنتكم ليروا منكم الاجتهاد و الصدق والورع ) و كذلك ورد عن أحد الإئمة ( كونوا زينا لنا و لاتكونوا شينا لنا) .


      وهنا حديث آخر يكشفه الإمام حول " البعض " في هذا الزمان الذي يدعي أنه من الجعفرية و يسيء بتصرفاته وفتاويه للطائفة الإثني عشرية و للإمام جعفر الصادق بالخصوص من الذين يداومون بحضور المساجد و يخالف رئيس مذهبه الجعفري فيما أوصى و يوصي .. عن القاسم شريك الفضل وكان رجل صدق قال: سمعت ابا عبد الله الصادق عليه السلام يقول : ( خلق في المسجد يشهروننا ويشهرون أنفسهم أولئك ليسوا منا ولا نحن منهم ، أنطق فأداري وأستر فيهتكون ستري هتك الله ستورهم يقولون : إمام !!! والله ما أنا بإمام إلا من أطاعني فأما من عصاني فلست لهم بإمام ، لم يتعلقون بإسمي؟ ألا يكفون إسمي من أفواههم فو الله لا يجمعني الله وإياهم في دار ) .


      إن الوسطية الإسلامية تمثل السمة والقسمة الأساسية البارزة في مدرسة جعفر الصادق عليه السلام ، فلا للتكفير العشوائي الأعمى أمثال الزرقاويين و لا للغلو المفرط لدرجة الإلهوية كالعلويين ، و هذا ما يميز أتباع جامعة أهل البيت عليه السلام و التي تجد فيها - بحق- أخص ما يخص به المنهج الإسلامي المحمدي الحقيقي عن المناهج أخرى من مذاهب و شرائع وفلسفات ؛ إن الإعتدال بنفيها الغلو الظالم والتطرف الباطل إنما تمثل الفطرة الإنسانية الصحيحة قبل أن تعرض لها وتعدوَ عليها عوارض وعاديات الآفات... و هي الفطرة الإنسانية الطبيعية في بساطتها وبداهتها وعمقها وصدق تعبيرها عن فطرة الله التي فطر الناس عليها.

      إنها صبغة الله أراد سبحانه وتعالى لها أن تكون صبغة أمة الإسلام بأجمعها و بقطبيها الشيعة والسنة فقال (( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا )) (143) سورة البقرة .

      وهذه الوسطية الإسلامية الجامعة ليست ما يحسبه العامة انعدام الموقف الواضح والمحدد أمام القضايا والمشكلات، لأنها هي الموقف الأصعب الذي لا ينحاز الانحياز السهل إلى أحد القطبين وفقط، فهي بريئة من المعاني "السوقية" و الألفاظ " الشوارعية" التي يتلفظ بها معممين يخالفون فقهاء آخرين و هذا تدل على مكان تربيتهم و تعليمهم .



      إذ يقول الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام في عهده إلى واليه على مصر "مالك الأشتر النخعي" ( واعلم أن الرعية طبقات لا يصلح بعضها إلا ببعض ولا غنى ببعضها عن بعض ) .

      إذن نستنتج إن الإنسان أو المسلم لا يمكنه أن يستغني عن الآخرين مهما كان الخلاف صارخ و واضح بينهما فكان الحل لهذه المشكلة من قبل الله بالتعارف و التزاور و تبادل التحيات و الثقافات في قوله (( وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا )) (13) سورة الحجرات ، و خلاف هذا المنهج يؤدي إلى "الإنغلاق و العزلة" ، و قد كان الإسلام يحارب الصراع و النزاع و العداوة بين المسلمين بقوله تعالى (( وَلاَ تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلاَ السَّيِئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ )) ( 34) سورة فصلت .


      أما بخصوص الوحدة الإسلامية و فقهاء الأمة فكان التعامل معها أشبه بالبارد إذ أعترف إن هناك قليل من الفقهاء من الذين تناولوا هذه القضية بدراسة شاملة شمولية مترابطة دقيقة كمحور موضوعي معتدل متزن معقول في البحث والتحليل ، و وضعها على أوليات سلم أهدافه من بين هذا اللفيف القليل ألا و هو العبد المجدد المؤيد المسدد سماحة الإمام الراحل السيد روح الله الخميني ( أعلى الله مقامه ) الذي لا غبار على مرجعيته و منهجيته ، إذ دعوة هذا الفقيه - فريد عصره - بإحياء مشروع الوحدة الإسلامية في إسبوع الوحدة لهي كافية على الإستشهاد و الإستدلال بندائه الشهير كما بالجدير ذكره هو المرجع الوحيد المطلق الذي أجاز الصلاة المفروضة بإمامة أهل السنة في الحرم المكي والمدني أثناء الحج الإبراهيمي الكبير ، و كذلك من بين العلماء الواعين العاملين المجاهدين هو المفكر العبقري النابغة الشهيد السيد محمد باقر الصدر و أيضا من دعاة الحوار و الوحدة الإسلامية و الوطنية هو الإمام المغيب الغريب موسى الصدر بالإضافة إلى المظلوم الشهيد الثاني المقدس السيد محمد محمد صادق الصدر ، و كذلك أمين عام التجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية و الشيعية شهيد المحراب السيد محمد باقر الحكيم الذي سار على نفس نهج أساتذته و آبائه و هناك أيضا نجل زعيم الحوزة العملية النجفية السابق العلامة الحجة عبدالمجيد الخوئي الذي لطالما كان يسعى جاهدا لتحييد وتوحيد صفوف المسلمين سنة وشيعة و قد عقدت مؤسسته عدة فعاليات و لقاءات و ندوات في لندن و خارج لندن وهذا الأمر معروف ، و من اللطيف أيضا أن نؤكد و نكرر بما قاله نجل رئيس قائمة الإئتلاف العراقي الموحد المدعومة من قبل مرجعية السيد السيستاني عن سماحة السيد السيستاني بخصوص توصيته بأخوتنا و أهلنا السنة بعد فوز الإئتلاف قائلا سماحته ( أوصيكم بأهل السنة فهم ليسوا أخواننا .... بل أنفسنا ) و كلمة ( أنفسنا ) كررها ثلاثا و هذا الكلام نقلا ً من معممين أولهما السيد عمار الحكيم و الآخر نتحفظ عن ذكر إسمه .

      إذن إن تلبية نداء الإمام الراحل هو تكليف شرعي إسلامي ولائي نادى به الفقهاء العاملين المجاهدين و إني شخصيا إذ لا أعرف بمرجع واحد مشهود له بالإجتهاد يعارض مفهوم الوحدة الإسلامية.

      هذا بخصوص ما قاله علماؤنا و كبراؤنا أما ما قاله الأعداء من مثقفين و سياسين الأجانب بشأن الوحدة الإسلامية المقدسة ، فيقول الكاتب و المحلل السياسي المسيحي أرنولد توينبي في إحدى مقالته ( إن الوحدة الإسلامية نائمة لكن يجب أن نضع في حساباتنا إن النائم قد يستيقظ ) إشارة إلى وجود الخطر من قبل هذه الوحدة تجاههم و كذلك يقول العميل المخابراتي البريطاني مونتجومري وات في مذكراته ( إذا وجد القائد المناسب الذي يتكلم الكلام المناسب عن الإسلام فإن من الممكن لهذا الإسلام أن يظهر كإحدى القوى السياسية العظمى في العالم من جديد !! ) .

      إذن إن ذنبنا الحقيقي و جريمتنا الكبرى و العظمى التي زلزت أركان العرش في السماء هي دعوتنا للوحدة و التقريب بين المسلمين لمصلحة الإسلام لذلك يحاولون بمساعدة أذنابهم القضاء على هذه الوحدة إلا إننا نؤكد إن اليد التي تحاول العبث بمصير المسلمين و وحدتهم و تحاول تفريق و تمزيق كلمتهم و شملهم سنستأصلها من جذورها .


      إن إيماننا بمدأ الوحدة الإسلامية منطلق بالأساس من الوحدة الشيعية وإن محاربة البعض للوحدة الإسلامية يكشف عن إضمحلال فكرهم السطحي و حدود تفكيرهم حيث إن حركة هذه الوحدة مستمرة مهما فعل الفاعلون بطمسها و هي مستمرة حتى ظهور الإمام المهدي ( أرواحنا فداه ) و بعد ظهوره حتى إقامة حكومة العدل و القسط في الأرض ليحل هو الوحدة الإسلامية الإلهية العظمى في الأرض ، فقد يظن البعض منا إن لا وجود لأهل السنة في حكومة الإمام المهدي و هذا عكس الواقع بل إن حكومة الإمام هي مستمدة و مستوحاة من حكومة الإمام علي عليه السلام التي ضمت و شملت تحت ظلاها الشيعي مثل السني والسني مثل الشيعي بلا تفريق سوى التقوى .




      إن النظام الدولي المستعمر كما أحب أن أسميه حاول أن يضع الحواجز و الفواصل بين أبناء هذه الوحدة الإسلامية من خلال السيطرة على منابر و مصادر الفتاوي و التفكير و إحتكار العلم و التصنيع و التسليح لديهم ليتسنى لهم الحرية المطلقة بالسيطرة على رؤوس المسلمين إلا إننا بفضل وعي أبناءنا نستطيع أن نحاصر هؤلاء الأشخاص وفضحهم ، وبالختام أتقدم بأسمى التهاني و أزكى الأماني إلى مولاي صاحب الأمر و ولي العصر الحجة المنتظر - أرواحنا فداه – بذكرى مولد جده المصطفى المفدى محمد ، إذ أتمنى و أدعو و أوصي جميع المؤمنين والمؤمنات إلى إحياء هذا المولد المبارك بشكل أجمل و أضخم و أكبر من نوعه على مر السنين السابقة لنصرة و إنتصار الحق للرسول الأقدس الأكرم الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم .

      والسلام عليكم و على أنبياء الله و أوليائه ورحمة الله .
      _________________________________________________
      * هذا الموضوع كتبته في يوم ولادة الرسول الأعظم -صلى الله عليه وآله- وأعيد نشره بمناسبة شهر الوحدة بين المسلمين قاطبة شهر الصيام شهر الله رمضان الفضيل .


      منقووووووول

      تعليق


      • #4
        وفقك الله أخينا الغالي على طرح مسألة الوحدة والتي بكل أسف نجد هناك من يتنكر لها من الطرفين ..

        ولكن الوحدة عند العقلاء سنة وشيعة أمر مطلوب لتجاوز هذه الحالة المتردية التي نحن فيها ..

        وما دعاة الطائفية إلا خدم لأعداء الأمة من حيث يعلمون أو لايعلمون ..

        يا أمة محمد صلى الله عليه وآله :

        إن لم نتحد فماهو البديل ؟؟؟؟

        لاشك إنها الحرب الطائفية القذرة والتي تحرق الديار على رؤوسنا جميعا .. ليمرح أعداؤنا بلا منازع ..

        فهل تنتهون ؟؟

        لن تجد إلا الصمت أو الإستهزاء كما فعل قساة القلوب في حربهم لسيد الشهداء عليه السلام حينما كان

        يستنهضهم عليه السلام بخطبه لعلهم يتذكرون .. ولكن :

        قست القلوب فلم تمل لهداية .. تبا لها تلك القلوب القاسية .

        تعليق

        المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
        حفظ-تلقائي
        x

        رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

        صورة التسجيل تحديث الصورة

        اقرأ في منتديات يا حسين

        تقليص

        لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

        يعمل...
        X