بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
والعن أعداءهم والمجسمة عبدة الشاب الأمرد أجمعين
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
والعن أعداءهم والمجسمة عبدة الشاب الأمرد أجمعين
بمناسبة حلول شهر محرم الحرام كثيرا ما يستشهد المخالفون بروايات وردت في فضل الصوم يوم عاشوراء, وهاذ استعراض لهذه الروايات:
( 13842 ) 5 - وبإسناده عن علي بن الحسن ، عن محمد بن عبد الله بن زرارة ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، عن أبان بن عثمان الأحمر ، عن كثير النوا ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : لزقت السفينة يوم عاشوراء على الجودي ، فامر نوح عليه السلام من معه من الجن والإنس أن يصوموا ذلك اليوم ، قال أبو جعفر عليه السلام : أتدرون ما هذا اليوم هذا اليوم الذي تاب الله عز وجل فيه على آدم وحواء ، وهذا اليوم الذي فلق الله فيه البحر لبني إسرائيل فأغرق فرعون ومن معه ، وهذا اليوم الذي غلب فيه موسى عليه السلام فرعون ، وهذا اليوم الذي ولد فيه إبراهيم عليه السلام وهذا اليوم الذي تاب الله فيه على قوم يونس ، وهذا اليوم الذي ولد فيه عيسى بن مريم عليه السلام ، وهذا اليوم الذي يقوم فيه القائم عليه السلام . ( وسائل الشيعة (آل البيت) - الحر العاملي - ج 10 - ص 458 )
أقول: فيه كثير النوا وهو مذموم جدا
[ 437 ] 1 - علي بن الحسن بن فضال عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله عليه السلام عن أبيه أن عليا عليهما السلام قال : صوموا العاشوراء التاسع والعاشر فإنه يكفر ذنوب سنة . ( الاستبصار - الشيخ الطوسي - ج 2 - ص 134 )
أقول: طريق الشيخ إلى ابن فضال ضعيف ففيه علي بن محمد بن الزبير الذي لم تثبت وثاقته.
[ 438 ] 2 - عنه عن يعقوب بن يزيد عن أبي همام عن أبي الحسن عليه السلام قال : صام رسول الله صلى الله عليه وآله يوم عاشوراء . ( الاستبصار - الشيخ الطوسي - ج 2 - ص 134 )
أقول: كالسابق.
[ 439 ] 3 - سعد بن عبد الله عن أبي جعفر عن جعفر بن محمد بن عبد الله عن عبد الله بن ميمون القداح عن جعفر عن أبيه عليه السلام قال : صيام يوم عاشوراء كفارة سنة . ( الاستبصار - الشيخ الطوسي - ج 2 - ص 134 )
أقول: جعفر بن محمد بن عبد الله مجهول
وفي المقبل ورد سيل من الروايات الناهية عن صوم يوم عاشوراء وأنه ليس بيوم بركة ليصام. أذكر منها:
( 13848 ) 3 - وعنه ، عن محمد بن عيسى بن عبيد ، عن جعفر بن عيسى أخيه قال : سألت الرضا عليه السلام عن صوم يوم عاشوراء وما يقول الناس فيه ؟ فقال : عن صوم ابن مرجانة تسألني ؟ ذلك يوم صامه الأدعياء من آل زياد لقتل الحسين عليه السلام ، وهو يوم يتشائم به آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، ويتشائم به أهل الاسلام ، واليوم الذي يتشائم به أهل الاسلام لا يصام ولا يتبرك به ، ويوم الاثنين يوم نحس قبض الله فيه نبيه صلى الله عليه وآله وسلم وما أصيب آل محمد إلا في يوم الاثنين فتشائمنا به ، وتبرك به عدونا ويوم عاشوراء قتل الحسين عليه السلام وتبرك به ابن مرجانة ، وتشائم به آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، فمن صامهما أو تبرك بهما لقى الله تبارك وتعالى ممسوخ القلب ، وكان حشره مع الذين سنوا صومهما والتبرك بهما . ( وسائل الشيعة (آل البيت) - الحر العاملي - ج 10 - ص 460 – 461 )
( 13850 ) 5 - وعنه ، عن محمد بن موسى ، عن يعقوب بن يزيد ، عن الحسن بن علي الوشاء قال : حدثني نجية بن الحارث العطار قال : سألت أبا جعفر عليه السلام عن صوم يوم عاشوراء ؟ فقال : صوم متروك بنزول شهر رمضان ، والمتروك بدعة قال : نجية فسألت أبا عبد الله عليه السلام من بعد أبيه عليه السلام عن ذلك فأجابني بمثل جواب أبيه ثم قال : اما إنه صوم يوم ما نزل به كتاب ولا جرت به سنة إلا سنة آل زياد بقتل الحسين بن علي عليهما السلام . ( وسائل الشيعة (آل البيت) - الحر العاملي - ج10 ص461 )
أقول: لقد ذهب بعض العلماء إلى ضعف هاتين الروايتين بسبب اعتبار الحسين (الحسن) بن علي الهاشمي مجهولا, وذهب آخرين إلى وثاقته لكونه من مشايخ الكليني وبحسب مبنى اعتبار مشايخ الثقات تكون هذه الروايات معتبرة. وللسيد الطباطبائي كلام من ناحية أخرى وهي عدد الروايات الواردة في النهي عن صومه والتي تقرب من التواتر.
يقول السيد الطباطبائي: ( وصوم ) يوم ( عاشوراء حزنا ) بمصاب آل محمد صلى الله عليه وآله بغير خلاف أجده ، بل عليه الاجماع في ظاهر الغنية ، قالوا: جمعا بين ما ورد في الأمر بصومه وأنه كفارة سنة ، وما ورد من أن من صامه كان حظه من ذلك حظ آل زياد وابن مرجانة عليهم اللعنة .
ولا شاهد على هذا الجمع من رواية ، بل في جملة من الأخبار المانعة ما يشيد خلافه ، وأن صومه مطلقا بدعة ليس فيه رخصة .
منها : أن الصوم لا يكون للمصيبة ولا يكون ، إلا شكرا للسلامة ، وأن الحسين عليه السلام أصيب يوم عاشوراء ، فإن كنت فيمن أصيب به فلا تصم ، وإن كنت ممن سره سلامة بني أمية فصم شكرا لله تعالى ، لكنها كغيرها غير نقية الأسانيد ، فلا يمكن أن يثبت بها التحريم ، كما هو ظاهرها ، ومال إليه ، بل قال به لذلك بعض من عاصرناه ، وحمل المعارضة على التقية ، كما يفهم من بعضها .
وهو ضعيف في الغاية لما عرفته ؟ مضافا إلى شذوذ المنع مطلقا ولو كراهة ، إذ لم نعثر عل قائل به من الطائفة ، بل كل من وصل إلينا كلامه مفت بما في العبارة .
وعليه فلا يمكن أن يخصص العمومات القطعية باستحباب الصوم في نفسه وأنه من النار جنة ، وخصوص الأخبار المرغبة وإن قصر أسانيدها جملة ، لانجبارها بعمل الأصحاب جملة ولو في الجملة ، حتى نحو الحلي وابن زهرة ممن لم يعمل بأخبار الآحاد إلا حيث تكون محفوفة بالاجماع وغيره من القرائن القطعية .
نعم يبق الاشكال في الاستحباب من حيث الخصوصية ولو في الجملة ، وهو إن لم ينعقد عليه إجماع محل مناقشة ، لعدم دليل عليها ، إلا النصوص المرغبة ، وهي - مع قصور أسانيدها ، وعدم ظهور عامل بإطلاقها بالكلية - معارضة بأكثر منها كثرة زائدة تكاد تقرب التواتر ، ولأجلها لا يمكن العمل بتلك ولو من باب المسامحة ، إذ هي حيث لم تحتمل منعا ولو كراهة ، وهي محتملة من جهة الأخبار المانعة .
اللهم إلا أن يقال : إن أكثرها تقبل الحمل الذي ذكره الجماعة ، وما لا يقبله منها قليلة نادرة لا يعبأ ، بما فيها من احتمال حرمة أو كراهة في مقابلة الاجماع المنقول - كما عرفته - المعتضد بالشهرة العظيمة على وجه الجمع الذي ذكره الجماعة . وهو حسن ، وإن كان في النفس بعد ذلك منه شئ .
سيما مع احتمال تفسير الصوم على وجه الحزن في العبائر بما ذكره جماعة من استحباب الامساك عن المفطرات إلى العصر ، كما في النص صمه من غير تبييت ، وأفطره من غير تشميت ، ولا تجعله يوم صوم كملا ، وليكن إفطارك بعد العصر بساعة على شربة من ماء ، فإنه في ذلك الوقت من ذلك اليوم تجلت الهيجاء عن آل محمد صلى الله عليه وآله وانكشفت الملحمة عنهم ، قالوا وينبغي أن يكون العمل على هذا الحديث ، لاعتبار سنده انتهى . وهو حسن . ( رياض المسائل - السيد علي الطباطبائي - ج 5 - ص 461 – 463 )
تعليق