/*/
\*\
/*/
|*|
رُبَّمَا اَتَّفِقُ مَعَكِ عَزِيِزَتِي فِيِمَا قُلْتِ لاَ بُغْضَاً فِي فَتْحِ المَوْاضِيِع الحِوَارِيَّةِ وَ إِنَّمَـا
حُبَّاً بِجَمْعِ الشَّتَاتِ الفِكْرِيِّ الَّذِي نُعَانِي مِنْ قَسْوَتِهِ أَحْيَانَاً وَ رُعُونَتِهِ فِي أَحْيَانٍ
اُخْرَى ! , .. للأَسَفِ الشَّدِيِد هُنَالِكَ مَنْ يَتَمَسَّكُ بِتَزَمُّتٍ وَ تَعَنُّتٍ بِآرَائِهِ وَ مُعْتَقَدَاتِـهِ
وَ قَنَاعَاتِهِ حَتَّى أَنَّهُ يَسْعَى جَاهِدَاً إِلَى إِرْغَام الآخَرِيِنَ عَلَى إِتِّبَاعِهَا مِنْ خِـلاَل
الإِقْصَاء الفِكْرِيِّ وَ الهُجُوم الشَّرِس عَلَى مَنْ يُخَالِفُه ! , .. أَمَّا قَوْلُكِ بِضَرُورَةِ إِرْجَاع
الإِفْتَاءِ لِأَهْلِ الإِخْتِصَاص فَأَعْتَقِدُ أَنَّهَا طَامَّةٌ كُبْرَى تَسَبَّبَت فِي تَفَرُّقِنَا وَ سَاهَمَت
فِي تَفَكُّكِنَا إِذْ أَنَّ الطَّبَقَةَ المُعَمَّمَةَ قَد إِخْتَلَفَت وَ لَكِن إِخْتِلاَفُهَا كَانَ مُتَّزِنَاً مِنْ حَيْثُ
الفِكْر وَ مَنْطِقِيَّاً مِنْ حَيْثُ الإِجْتِهَاد أَمَّا نَحْنُ فَقَد تَعَصَّبْنَا لِأَفْكَارِ المُجْتَهِدِيِنَ أَكْثَرَ مِنَ
تَعَصُّبِ المُجْتَهِدِيِنَ أَنْفُسِهِم ! , .. أَنَا أَعْتَقِدُ أَنَّ المُشْكِلَةَ لَيْسَت فِي مَوْضُوعِ الحِوَار
إِنَّمَا هِيَ فِي عُقُول المُتَحَاوِرِيِنَ الَّذِيِنَ تَعَصَّبُوا إِلَى آرَاءِ بَعْضٍ مِنَ المَرَاجِعِ عَلَى آرَاءِ
بَعْضٍ آخَرَ مِنْهُم وَ كَانَ الهَدَفُ المَنْشُودُ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ أَنْ يُثْبِتَ المُؤَيِّدُونَ لِلتَّطْبِيِرِ صِحَّـةَ
تَأْيِيِدِهِم إِضَافَةً إِلَى أَنَّ المُعَارِضِيِنَ حَاوَلُوا أَيْضَاً إِثْبَاتَ صِحَّةِ الإِعْتِرَاض ! , .. وَ لَكِنَّهُم
أَغْفَلُوا وجُودَ العَقْلِ وَ القَنَاعَةِ الشَّخْصِيَّةِ لِكُلٍّ مِنْهُم مُقَارَنَةً بِإِسْرَافِهِم فِي نَقْـلِ آرَاءِ
المَرَاجِعِ الَّتِي جَعَلُوا مِنْهَا وَسِيِلَةً لِتَبْرِيِرِ غَايَاتِهِم سَوَاءَاً فِي التَّأْيِيِد أَوْ الإِعْتِرَاض مَـا
يَعْنِي أَنَّ كُلَّ شَخْصٍ مِنْهُم لَم يَنْقُل رَأْيَ العَالِمِ إِلاَّ لِأَنَّهُ يُوافِقُ نَظْرَتَهُ لِتِلْكَ المَسْأَلَةِ الَّتِي
إِخْتَلَفُوا فِي شَأْنِهَا وَ بِالتَّالِي أَصْبَحَ رَأْيُ المَرْجِعِ تَابِعَاً لِعَقْلِيَّةِ النَّاقِـلِ وَ قَنَاعَـتِهِ
الشَّخْصِيَّةِ وَ [ لَوْ ] أَنَّهُم إِكْتَشَفُوا ذَلِكَ لَمَا حَدَثَ مَا حَدَثَ مِنْ إِخْتِلاَفٍ وَ تَصَارُعٍ هُنَاك ! , ..
وَ [ لَوْ ] أَنَّهُم حَلَّلَوا إِخْتِلاَفَ العُلَمَاءِ فِي هَذِهِ المَسْأَلَةِ بِنَاءَاً عَلَى مِعْيَارٍ عَقْلِيٍّ وَ إِقْتِنَاعٍ
شَخْصِيٍّ لَإِسْتَطَاعُوا الوصُولَ إِلَى نَتِيِجَةٍ إِيِجَابِيَّةٍ مِنْ حِوَارِهِم ذَاك ! , .. لَكِن وَ بِمَا أَنَّكِ
تَفَضَّلْتِ بِفْتِحِ هَذَا المَوْضُوع فَأَنَا أَتَمَنَّى عَلَى الجَمِيِعِ أَنْ يُدْرِكُوا أَنَّ كُلَّ مَرْجِعٍ مِنْ مَرَاجِعِنَا
الكِرَام أَعْلَمٌ بِالنِّسْبَةِ لِمُقَلِّدِيِهِ حَصْرَاً دُونَ غَيْرِهِم وَ مِنْ حَقِّ أَيِّ شَخْصٍ أَنْ يَعْتَقِدَ بِأَعْلَمِيَّةِ
مَرْجِعِهِ وَ لَكِن لاَ حَقَّ لَهُ بِفَرْضِهِا عَلَى الجَمْيِع بِاُسْلُوبٍ إِقْصَائِيٍّ مُتَزَمِّت ! , .. إِضَافَةً إِلَى
ذَلِكَ أَتَمَنَّى عَلَيْهِم أَنْ لاَ يَسْلُكُوا مَسْلَكَ الإِنْتِقَاصِ مِنْ مَرْجِعٍ لِأَنَّهُ يَخْتَلِفُ مَعَ مَرْجِعٍ آخَـرَ
لِأَنَّ مَسْلَكَاً كَهَذَا سَيُؤَدِّي إِلَى تَفَرُّقِنِا وَ تَمَزُّقِنَا أَكْثَرَ فَأَكْثَر لِذَا فَحَبَّذَا أَنْ يَكُونَ مَسْلَكُنَا
أَكْثَرَ إِنْفِتَاحِيَّةً أَمَامَ إِخْتِلاَفِ مَرَاجِعِنَا الكِرَام مَهْمَا إِخْتَلَفُوا فَإِنَّهُم جَمِيِعَاً يَمْلِكُونَ سَبَبَـاً
إِجْتِهَادِيَّاً لِإِخْتِلاَفَاتِهِم فَيَجِبُ عَلَيْنَا أَنْ نُحَكِّمَ عُقُولَنَا فِي أَيِّ إِخْتِلاَف وَ أَنْ نَتْرُكَ نَزْعَـةَ
الأَنَانِيَّةِ الَّتِي تُسَيْطِرُ عَلَى كَثِيِرٍ مِنَّا للأَسَف إِذْ أَصْبَحْنَا نَرْفَعُ العَالِمَ إِنْ وَافَـقَ آرَاءَنَا وَ
نَشْتُمُهُ وَ نَنْتَقِصُ مِنْهُ إِنْ خَالَفَنَا ! , .. وَ أَخِيِرَاً لَفَتَ إِنْتِبَاهِي [ أَحَدُهُم ] إِذْ كَانَ يُكْثِرُ مِـنْ
نَقْلِ آرَاءِ العُلَمَاءِ وَ إِسْتِخْدَامِهَا كَـ[ عَامِلٍ مُسَاعِدٍ ] لِفَرْضِ رَأْيِهِ مَا جَعَلَنِي أَتَذَكَّرُ أَسَالِيِبَ
بَعْضٍ مِنْ [ إِخْوَتِنَا السُّنَّة ] إِذْ كَانُوا دَائِمَاً مَا يُقَدِّمُوا آيَاتٍ مِنَ القُرْآنِ الكَرِيِمِ وَ أَحَادِيِـثَ
نَبَوِيَّةٍ شَرِيِفَةٍ ثُمَّ يُورِدُوا آرَاءَهُم تَذْيِيِلاً لَهَا مَا يَجْعَلُ مِنَ المُخَالِفِ لِآرَائِهِم مُخَالِفَاً لِلْكِتَابِ
المُقَدَّسِ وَ السُّنَّةِ المُطَهَّرَة وَ أَعْتَقِدُ أَنَّ تَصَرُّفَاً كَذَا يُعْطِي إِنْطِبَاعَاً سَلْبِيَّاً عَن ذَاتِ الشَّخْص
إِذْ هُوَ يُثْبِت بِذَلِكَ أَنَّهُ شَخْصٌ مُنْغَلِقٌ عَلَى نَفْسِهِ لاَ يُؤْمِنُ بِضَرُورَةِ إِقْنَاعِ الطَّرَفِ الآخَرِ بِقَدْرِ
مَا يُؤْمِنُ بِالإقْصَائِيَّةِ الفِكْرِيَّةِ وَ التَّعَجْرُفِ اللَّأَخْلاَقِيّْ ! , .. وَ أَتَمَنَّى فِي الخِتَامِ أَنْ يَتَّفِقُوا
عَلَى أَنْ يَبْحَثَ كُلُّ فَرْدٍ مِنْهُم - سَوَاءَاً كَانَ مَعَ التَّطْبِيِرِ أَمْ ضِدَّهُ - عَلَى مَا يُؤَدِّي بِهِ إِلـَى
إِكْتِسَابِ أَكْبَرِ قَدْرٍ مُمْكِنٍ مِنَ الفَوَائِدِ وَ العِبَرِ المَوْجُودَةِ فِي هَذِهِ الأَيَّامِ العَاشُورَائِيَّةِ سَوَاءَاً
كَانَ بِالتَّطْبِيِرِ أَمْ بِغَيْرِهِ وَ أَعْتَقِدُ أَنَّنَا وَصَلْنَا إِلَى مَرْحَلَةِ الإِسْتِشْبَاعِ مِنَ الخِلاَفَاتِ السَّامِجَةِ
وَ الاُخْرَى السَّقِيِمَةِ وَ أَصْبَحْنَا بِحَاجَةٍ مَاسَّةٍ إِلَى تَقَارُبٍ فِكْرِيٍّ يَحْتَرِمُ عَقْلِيَّاتَ الأَشْخَـاصِ وَ
قَنَاعَاتِهِم الشَّخْصِيَّة , ..
شُكْرَاً جَزِيِلاً اُخْتِي العَزِيِزَة [ المُوَالِيَة ] وَ عُذْرَاً لِلْإِطَالَةِ إِنَّمَا غَصَّةٌ ضِقْتُ بِهَا ذِرْعَاً فَفَضْفَضْتُهَا هُنَا [ , .. ]
|*|
.. إِلَـى اَلْـلِّـقـَاء ..