حسين مني وأنا من حسين
ولهذا الموقف وغيره يحصل عندنا الاطمئنان بل اليقين ان ما صدر من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من قول (حسين مني وأنا من حسين أحب الله من أحب حسينا) يريد (صلى الله عليه وآله وسلم) الإشارة والتأكيد على ان الثورة الحسينية هي المصححة للمسيرة المهدوية من الانحراف بل هي الحياة للرسالة المحمدية المقدسة بعد ان حاول أئمة الضلال والمنافقون إماتتها ودفنها .... وإذا أضفنا لذلك قول الإمام الحسين (عليه السلام) : (إني لم اخرج أشراً , ولا بطراً , ولا مفسداً , ولا ظالماً , وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمتي جدي (صلى الله عليه وآله وسلم) أريد ان آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر , وأسير بسيرة جدي وأبي علي ابن أبي طالب ....)
نجد ان شخص الحسين وثورته ونهضته وتضحيته تمثل المثل الأعلى والقدوة الحسنى والتطبيق الصادق الواقعي للقوانين الإلهية الروحية والاجتماعية , حيث جسد (عليه السلام) بفعله وقوله وتضحيته , توثيق العلاقة بين العبد وربه وتعميقها والحفاظ على استقامتها وكذلك جسد (عليه السلام) العلاقة الإسلامية الرسالية بين الإنسان وأخيه الإنسان حيث الاهتمام لأمور الأخوان وهمومهم ورفع الظيم عنهم ومساعدتهم وتوفير الأمان والتضحية من اجل ذلك حتى لو كلفه حياته (عليه السلام) وهكذا انتهج أهل بيته وأصحابه المنهاج المقدس الذي خطه الإمام الحسين (عليه السلام) فأصبح ثورة الحسين ونهضته وتضحيته هي الهدف والغاية التي ملكت القلوب وصهرت أمامها النفوس فانقادت لها بشوق ولهفة حاملة الأرواح على الأكف راغبة في رضا الله تعالى لنصرة أولياءه وتحقيق الأهداف الإلهية الرسالية الخالدة , وبعد معرفة هذا يحصل عندنا الاطمئنان بل اليقين ان إحياء ثورة الإمام وامتدادها عبر التاريخ حتى قبل وقوعها وقبل ولادة الإمام الحسين (عليه السلام) على أيدي الأنبياء والمرسلين (عليهم السلام) وعلى يد خاتم الأنبياء (صلى الله عليه وآله وسلم) ووصيه (عليه السلام) وامتدادها عبر العوالم في السماوات والأرضين كما عرفنا سابقاً كل ذلك لم يكن إلا من اجل تحقيق الأهداف الإلهية التي خلق الإنسان من اجلها وصدرت الأحكام الشرعية من اجل تحقيقها وتلك الأهداف وتحقيقها جعلها الله تعالى مرتبطة ومتلازمة مع ثورة ونهضة الإمام الحسين (عليه السلام) .
السيد الحسني(( دام ظله ))
تعليق