بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد والعن أعدائهم البهائم المشلولة وبعد :
فقد كثرت افتراءات الوهابية (لعنهم الله وأخزاهم) حول تحريم زيارة قبور الأولياء الصالحين والتبرك بقبورهم وآثارهم ،، حتى إن أحد أعضاء المنتدى دعى علناً لهدم قُبّة النبي (صلى الله عليه وآله) وضرورة إخراج قبره من المسجد النبوي حقداً على الإسلام وأهله ، والحمدُ لله فالأدلة كثيرة توجب التبرك بقبور وآثار النبي والأولياء الصالحين رغم أنوف النواصب وإليكم الدلائل القاطعة والبراهين الجلية :1 ـ بلال الحبشي :
مؤذن رسول الله(صلى الله عليه وآله)، قبره بدمشق، وفي رأس القبر المبارك تاريخ باسمه(رضي الله عنه)، والدعاء في هذا الموضع المبارك مستجاب، وقد جرّب ذلك كثير من الأولياء وأهل الخير المتبركين بزيارتهم [رحلة ابن جبير: 251] .
2 ـ أبو أيوب الأنصاري :
قال الحاكم: يتعاهدون قبره ويزورونه ويستسقون به إذا قحطوا [المستدرك: 3/518، وابن الجوزي في صفة الصفوة: 1/407] .
3 ـ صهيب الرومي :
قال السمهودي: إنهم جربوا تراب قبر صهيب للحُمى .
4 ـ حمزة بن عبدالمطلب :
نقل السمهودي قول الزركشي: ثمّ استثني في عدم جواز حمل تراب المدينة الى غيرها ـ لكونها حرماً ـ تربة حمزة (رضي الله عنه)، لاطباق الناس على نقلها للتداوي.
ثم قال: حكى البرهان بن فرحون عن الإمام العالم أبي محمد عبد السلام بن إبراهيم بن مصال الحاحاني قال: نقلت من كتاب الشيخ العالم أبي محمد صالح الهرمزي قال: قال صالح بن عبدالحليم: سمعت عبدالسلام بن يزيد الصنهاجي يقول: سألت ابن بكون عن تراب المقابر الذي كان الناس يحملونه للتبرّك، هل يجوز أو يمنع؟ فقال: هو جائز، ومازال الناس يتبرّكون بقبور العلماء والشهداء والصالحين، وكان الناس يحملون تراب قبر سيدنا حمزة بن عبدالمطلب في القديم من الزمان [وفاء الوفا: 1/69] .
5 ـ الحسين بن عليّ سيّد الشُهداء (عليه السلام) :
عقد الشبراوي باباً كبيراً في مشهد رأس الحسين بن علي(عليهما السلام)، وذكر فيه زيارته وشطراً من الكرامات له وإحياء يوم الثلاثاء بزيارته، قال:
والبركات في هذا المشهد مشاهدة مرئية، والنفحات العائدة على زائريه غير خفية، وهي بصحة الدعوى ملية والأعمال بالنية، ولأبي الخطاب بن دحية في ذلك جزء لطيف مؤلف، واستفتي القاضي زكي الدين عبدالعظيم في ذلك، فقال: هذا مكان شريف وبركته ظاهرة والاعتقاد فيه خير، والسلام.
5 ـ عمر بن عبدالعزيز، الخليفة الأُموي ـ المتوفّى سنة 101 هـ ـ :
قال الذهبي: قبره بدير سمعان يُزار [تذكرة الحفّاظ: 1/121] .
6 ـ عليّ بن موسى الرّضا (عليهما السلام) :
قال أبو بكر محمد بن المؤمل: خرجنا مع إمام أهل الحديث أبي بكر بن خزيمة وعديله أبي علي الثقفي، مع جماعة من مشايخنا وهم إذ ذاك متوافدون الى زيارة علي بن موسى الرضا بطوس. قال: فرأيت من تعظيمه ـ يعني ابن خزيمة ـ لتلك البقعة وتواضعه لها وتضرّعه عندها ما تحيّرنا [تهذيب التهذيب: 7/339] .
كما وأخرج الخطيب البغدادي باسناده عن أحمد بن جعفر ابن حمدان القطيعي قال: سمعت الحسن بن إبراهيم أبا علي الخلال شيخ الحنابلة في عصره يقول: ما همّني أمر فقصدت قبر موسى بن جعفر فتوسلت به إلاّ سهّل الله تعالى لي ما أحب! [تاريخ بغداد: 1/120] .
7 ـ قال العلاّمة أحمد بن محمد المقري المالكي ـ المتوفّى سنة 1041 هـ ـ في فتح المتعال بصفة النعال، نقلاً عن ولي الدين العراقي، قال: أخبر الحافظ أبو سعيد بن العلا، قال: رأيت في كلام أحمد بن حنبل في جزء قديم عليه خط ابن ناصر [هو الحافظ محمد بن ناصر أبو الفضل البغدادي ـ المتوفى سنة 505 هـ ـ قال: ابن الجوزي في المنتظم: 18/103 رقم 4201: كان حافظاً متقناً ثقة لا مغمز فيه] . وغيره من الحفّاظ: أن الإمام أحمد سُئل عن تقبيل قبر النبي(صلى الله عليه وآله) وتقبيل منبره، فقال :
لا بأس بذلك!
قال: فأرينا التقي ابن تيمية فصار يتعجب من ذلك ويقول: عجبت من أحمد عندي جليل! هذا كلامه أو معنى كلامه. وقال: وأي عجب في ذلك وقد روينا عن الإمام أحمد أنّه غسل قميصاً للشافعي وشرب الماء الذي غسله به [مناقب أحمد لابن الجوزي: 609، البداية والنهاية لابن كثير: 10/365 حوادث سنة 241 هـ] .
وإذا كان هذا تعظيمه لأهل العلم فما بالك بمقادير الصحابة! وكيف بآثار الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وما أحسن قال القاضي عياض المالكي في الشفا: وجدير بمواطن عمّرت بالوحي والتنزيل وتردد بها جبرئيل وميكائيل، وعرجت منها الملائكة والروح، وضجّت عرصاتها بالتقديس والتسبيح، واشتملت تربتها على جسد سيد البشر، وانتشر عنها من دين الله وسنّة نبيّه ما انتشر، مدارس وآيات ومساجد وصلوات ومشاهد الفضائل والخيرات ومعاهد البراهين والمعجزات، ومناسك الدين ومشاعر المسلمين، ومواقف سيد المرسلين ومتبوّأ خاتم النبيّين، حيث انفجرت النبوّة، واين فاض عبابها، ومواطن مهبط الرسالة، وأوّل أرض مسّ جلد المصطفى ترابها، أن تعظم عرصاتها وتنسّم نفحاتها وتقبّل ربوعها وجدرانها [الشفاء بتعريف حقوق المصطفى: 2/131] ...
فهذه هي سيرة المسلمين خلفاً عن سلف، وهذه مواقف شيخ الحنابلة الذي يدّعي ابن تيمية وأتباعه أنهم تلاميذه في التبرّك بآثار الصالحين والأولياء، وليس لهم من حجة يحتجّون بها، سوى أن ذلك التبرّك ربّما يقود الى الشرك وتأليه الشخص المتبرّك به!
فهل لكم بعد هذه الحجج من حُجّة صحيحة يا أهل السُنّة والجماعة .
تعليق