السيستاني: دم المسلم حرام والفتاوي الغريبة تسيء للمذاهب الاسلامية
المرجع الديني آية الله السيد علي السيستاني
اوصى مقلّديه بالتعامل مع إخوانهم السنة بالمحبة والاحترام
اكد السيد علي السيستاني «المرجع الاعلى للشيعة» على حرمة دم كل مسلم سنياً كان أو شيعياً وحرمة عرضه وماله والتبرؤ من كل من يسفك دماً حراماً أيّاً كان صاحبه.
داعيا ابناء الامة الاسلامية الى رض الصفوف ونبذ الفرقة والابتعاد عن النعرات الطائفية وتجنب اثارة الخلافات المذهبية، والتركيز على توثيق اواصر المحبة والمودة بين ابناء الامة.
مشيرا بأن هناك بعض الاشخاص والجهات يعملون على تكريس الفرقة والانقسام وتعميق هوة الخلافات الطائفية بين المسلمين، والذين زادوا من جهودهم في الآونة الأخيرة بعد تصاعد الصراعات السياسية في المنطقة واشتداد النزاع على السلطة والنفوذ فيها، مستخدمين أساليب الدسّ والبهتان لتحقيق ما يصبون اليه من الاساءة الى مذهـب معين والتـنقيص من حقوق أتباعه وتخويف الآخرين منهم.
واوصى السيد السيستاني أتباعه ومقلّديه في التعامل مع إخوانهم من أهل السنة بالمحبة والاحترام، مؤكدا على حرمة دم كل مسلم سنياً كان أو شيعياً وحرمة عرضه وماله والتبرؤ من كل من يسفك دماً حراماً أيّاً كان صاحبه.
وجاء في البيان الصادر عن مكتب السيد علي السيستاني توضيح ورد السيد على ما يقوم به البعض عبر نشر فتاوي غريبة تسيء الى المذاهب الاسلامية وتزيد من الاحتقان الطائفي.. وتنسبها اليه.
داعيا الى اخذ الفتاوى من مصادرها الموثوقة ـ ككتب السيد الفتوائية المعروفة الموثّقة بتوقيعه وختمه ـ وليس فيها ما يسيء الى المسلمين من سائر الفرق والمذاهب أبداً، ويعلم من له أدنى إلمام بها كذب ما يقال وينشر خلاف ذلك.
مفيدا بان الهدف من نشر تلك الفتاوي هو النيل من المرجعية الدينية.
وقد نشرت جريدة الوطن السعودية العدد 2306 الصادر في 3 محرم 1428هـ في الصفحة 16 مقال للكاتب ثامر الميمان جاء فيه: سواء كان الخبر صحيحاً أو مدسوساً أو كاذباً أو مؤكداً فالخبر في غاية الخطورة حيث يقول في الإنترنت وفي منطقة السيستاني إن آية الله السيستاني يقول إنه إذا لمس الشيعي السني وهو متوضئ فإن هذا ينقض الوضوء وعلى الشيعي إعادة وضوئه. وفي نهاية المقال تساءل الكاتب هل هذا الموجود على موقع السيستاني صحيح أم كذب؟
هذا المقال سبب ضجة داخل السعودية وزاد من حدة التوتر الطائفي في المنطقة والشارع السعودي.. وقد راى بعض الشيعة في ذلك المقال المنشور في جريدة محلية لا يخلو من نيات معينة...
معلقين بان على الكاتب ان يتاكد من صحة ذلك الخبر عبر الاستفسار من مكتب السيد عبر الانترنت او باي طريقة اخرى... قبل ان ينشر ما كتبه...، وهناك من راى بان ما كتب الكاتب ما هو الا استفسار.
وقد ادت الفتوى الغريبة المنسوبة للسيد السيستاني الى احتقان بعض شيعة السعودية والتحرك للاستفسار مباشرة من مكتب السيد السيستاني حول ما نسب اليه. «حيث انها المرة الاولى التي تنسب فيها فتوى مثل هذه للمرجعية الشيعية العليا تتعلق بطاهرة المسلم في وقت يرى اغلب المرجعيات الشيعية بطاهرة اهل الكتاب».
وقد جاء الرد من السيد السيستاني على ذلك بخطاب رسمي موثق بتوقيعه وختمه: بان تلك الفتوى المنسوبة «غير صحيح والمسلم طاهر».
نص البيان الصادر عن السيد السيستاني
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿ واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا ﴾
تمرّ الأمة الاسلامية بظروف عصيبة وتواجه أزمات كبرى وتحدّيات هائلة تمسّ حاضرها وتهدّد مستقبلها، ويدرك الجميع ـ والحال هذه ـ مدى الحاجة الى رصّ الصفوف ونبذ الفرقة والابتعاد عن النعرات الطائفية والتجنّب عن إثارة الخلافات المذهبية، تلك الخلافات التي مضى عليها قرون متطاولة ولا يبدو سبيل الى حلّها بما يكون مرضيّاً ومقبولاً لدى الجميع، فلا ينبغي اذاً إثارة الجدل حولها خارج إطار البحث العلمي الرصين، ولاسيما انها لا تمسّ أصول الدين واركان العقيدة، فان الجميع يؤمنون بالله الواحد الأحد وبرسالة النبي المصطفى صلى الله عليه وآله وبالمعاد وبكون القرآن الكريم ـ الذي صانه الله تعالى من التحريف ـ مع السنة النبوية الشريفة مصدراً للأحكام الشرعية وبمودة أهل البيت عليهم السلام، ونحو ذلك مما يشترك فيها المسلمون عامة ومنها دعائم الاسلام : الصلاة والصيام والحج وغيرها.
فهذه المشتركات هي الاساس القويم للوحدة الاسلامية، فلا بدّ من التركيز عليها لتوثيق أواصر المحبة والمودة بين أبناء هذه الأمة، ولا أقل من العمل على التعايش السلمي بينهم مبنياً على الاحترام المتبادل وبعيداً عن المشاحنات والمهاترات المذهبية والطائفية أيّاً كانت عناوينها.
فينبغي لكل حريص على رفعة الاسلام ورقيّ المسلمين أن يبذل ما في وسعه في سبيل التقريب بينهم والتقليل من حجم التوترات الناجمة عن بعض التجاذبات السياسية لئلا تؤدي الى مزيد من التفرق والتبعثر وتفسح المجال لتحقيق مآرب الاعداء الطامعين في الهيمنة على البلاد الاسلامية والاستيلاء على ثرواتها.
و لكن الملاحظ ـ وللأسف ـ أن بعض الاشخاص والجهات يعملون على العكس من ذلك تماماً ويسعون لتكريس الفرقة والانقسام وتعميق هوة الخلافات الطائفية بين المسلمين، وقد زادوا من جهودهم في الآونة الأخيرة بعد تصاعد الصراعات السياسية في المنطقة واشتداد النزاع على السلطة والنفوذ فيها، فقد جدّوا في محاولاتهم لاظهار الفروقات المذهبية ونشرها بل والاضافة عليها من عند أنفسهم مستخدمين أساليب الدسّ والبهتان لتحقيق ما يصبون اليه من الاساءة الى مذهـب معين والتـنقيص من حقوق أتباعه وتخويف الآخرين منهم.
و في إطار هذا المخطط تنشر بعض وسائل الإعلام ـ من الفضائيات ومواقع الانترنيت والمجلات وغيرها ـ بين الحين والآخر فتاوى غريبة تسيء الى بعض الفرق والمذاهب الاسلامية وتنسبها الى سماحة السيد دام ظله في محاولة واضحة للإساءة الى موقع المرجعية الدينية وبغرض زيادة الاحتقان الطائفي وصولاً الى أهداف معينة.
ان فتاوى سماحة السيد دام ظله انما تؤخذ من مصادرها الموثوقة ـ ككتبه الفتوائية المعروفة الموثّقة بتوقيعه وختمه ـ وليس فيها ما يسيء الى المسلمين من سائر الفرق والمذاهب أبداً، ويعلم من له أدنى إلمام بها كذب ما يقال وينشر خلاف ذلك.
و يضاف الى هذا ان مواقف سماحته والبيانات الصادرة عنه خلال السنوات الماضية بشأن المحنة التي يعيشها العراق الجريح، وما أوصى به أتباعه ومقلّديه في التعامل مع إخوانهم من أهل السنة من المحبة والاحترام، وما أكّد عليه مراراً من حرمة دم كل مسلم سنياً كان أو شيعياً وحرمة عرضه وماله والتبرؤ من كل من يسفك دماً حراماً أيّاً كان صاحبه.... كل هذا يفصح بوضوح عن منهج المرجعية الدينية في التعاطي مع أتباع سائر المذاهب ونظرتها اليهم، ولو جرى الجميع وفق هذا المنهج مع من يخالفونهم في المذهب لما آلت الامور الى ما نشهده اليوم من عنف أعمى يضرب كل مكان وقتل فظيع لا يستثني حتى الطفل الصغير والشيخ الكبير والمرأة الحامل والى الله المشتكى.
نسأل الله تبارك وتعالى أن يأخذ بأيدي الجميع الى ما فيه خير هذه الأمة وصلاحها انه على كل شيء قدير.
14 / المحرم / 1428
2007/2/3

المرجع الديني آية الله السيد علي السيستاني
اوصى مقلّديه بالتعامل مع إخوانهم السنة بالمحبة والاحترام
اكد السيد علي السيستاني «المرجع الاعلى للشيعة» على حرمة دم كل مسلم سنياً كان أو شيعياً وحرمة عرضه وماله والتبرؤ من كل من يسفك دماً حراماً أيّاً كان صاحبه.
داعيا ابناء الامة الاسلامية الى رض الصفوف ونبذ الفرقة والابتعاد عن النعرات الطائفية وتجنب اثارة الخلافات المذهبية، والتركيز على توثيق اواصر المحبة والمودة بين ابناء الامة.
مشيرا بأن هناك بعض الاشخاص والجهات يعملون على تكريس الفرقة والانقسام وتعميق هوة الخلافات الطائفية بين المسلمين، والذين زادوا من جهودهم في الآونة الأخيرة بعد تصاعد الصراعات السياسية في المنطقة واشتداد النزاع على السلطة والنفوذ فيها، مستخدمين أساليب الدسّ والبهتان لتحقيق ما يصبون اليه من الاساءة الى مذهـب معين والتـنقيص من حقوق أتباعه وتخويف الآخرين منهم.
واوصى السيد السيستاني أتباعه ومقلّديه في التعامل مع إخوانهم من أهل السنة بالمحبة والاحترام، مؤكدا على حرمة دم كل مسلم سنياً كان أو شيعياً وحرمة عرضه وماله والتبرؤ من كل من يسفك دماً حراماً أيّاً كان صاحبه.
وجاء في البيان الصادر عن مكتب السيد علي السيستاني توضيح ورد السيد على ما يقوم به البعض عبر نشر فتاوي غريبة تسيء الى المذاهب الاسلامية وتزيد من الاحتقان الطائفي.. وتنسبها اليه.
داعيا الى اخذ الفتاوى من مصادرها الموثوقة ـ ككتب السيد الفتوائية المعروفة الموثّقة بتوقيعه وختمه ـ وليس فيها ما يسيء الى المسلمين من سائر الفرق والمذاهب أبداً، ويعلم من له أدنى إلمام بها كذب ما يقال وينشر خلاف ذلك.
مفيدا بان الهدف من نشر تلك الفتاوي هو النيل من المرجعية الدينية.
وقد نشرت جريدة الوطن السعودية العدد 2306 الصادر في 3 محرم 1428هـ في الصفحة 16 مقال للكاتب ثامر الميمان جاء فيه: سواء كان الخبر صحيحاً أو مدسوساً أو كاذباً أو مؤكداً فالخبر في غاية الخطورة حيث يقول في الإنترنت وفي منطقة السيستاني إن آية الله السيستاني يقول إنه إذا لمس الشيعي السني وهو متوضئ فإن هذا ينقض الوضوء وعلى الشيعي إعادة وضوئه. وفي نهاية المقال تساءل الكاتب هل هذا الموجود على موقع السيستاني صحيح أم كذب؟
هذا المقال سبب ضجة داخل السعودية وزاد من حدة التوتر الطائفي في المنطقة والشارع السعودي.. وقد راى بعض الشيعة في ذلك المقال المنشور في جريدة محلية لا يخلو من نيات معينة...
معلقين بان على الكاتب ان يتاكد من صحة ذلك الخبر عبر الاستفسار من مكتب السيد عبر الانترنت او باي طريقة اخرى... قبل ان ينشر ما كتبه...، وهناك من راى بان ما كتب الكاتب ما هو الا استفسار.
وقد ادت الفتوى الغريبة المنسوبة للسيد السيستاني الى احتقان بعض شيعة السعودية والتحرك للاستفسار مباشرة من مكتب السيد السيستاني حول ما نسب اليه. «حيث انها المرة الاولى التي تنسب فيها فتوى مثل هذه للمرجعية الشيعية العليا تتعلق بطاهرة المسلم في وقت يرى اغلب المرجعيات الشيعية بطاهرة اهل الكتاب».
وقد جاء الرد من السيد السيستاني على ذلك بخطاب رسمي موثق بتوقيعه وختمه: بان تلك الفتوى المنسوبة «غير صحيح والمسلم طاهر».
نص البيان الصادر عن السيد السيستاني
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿ واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا ﴾
تمرّ الأمة الاسلامية بظروف عصيبة وتواجه أزمات كبرى وتحدّيات هائلة تمسّ حاضرها وتهدّد مستقبلها، ويدرك الجميع ـ والحال هذه ـ مدى الحاجة الى رصّ الصفوف ونبذ الفرقة والابتعاد عن النعرات الطائفية والتجنّب عن إثارة الخلافات المذهبية، تلك الخلافات التي مضى عليها قرون متطاولة ولا يبدو سبيل الى حلّها بما يكون مرضيّاً ومقبولاً لدى الجميع، فلا ينبغي اذاً إثارة الجدل حولها خارج إطار البحث العلمي الرصين، ولاسيما انها لا تمسّ أصول الدين واركان العقيدة، فان الجميع يؤمنون بالله الواحد الأحد وبرسالة النبي المصطفى صلى الله عليه وآله وبالمعاد وبكون القرآن الكريم ـ الذي صانه الله تعالى من التحريف ـ مع السنة النبوية الشريفة مصدراً للأحكام الشرعية وبمودة أهل البيت عليهم السلام، ونحو ذلك مما يشترك فيها المسلمون عامة ومنها دعائم الاسلام : الصلاة والصيام والحج وغيرها.
فهذه المشتركات هي الاساس القويم للوحدة الاسلامية، فلا بدّ من التركيز عليها لتوثيق أواصر المحبة والمودة بين أبناء هذه الأمة، ولا أقل من العمل على التعايش السلمي بينهم مبنياً على الاحترام المتبادل وبعيداً عن المشاحنات والمهاترات المذهبية والطائفية أيّاً كانت عناوينها.
فينبغي لكل حريص على رفعة الاسلام ورقيّ المسلمين أن يبذل ما في وسعه في سبيل التقريب بينهم والتقليل من حجم التوترات الناجمة عن بعض التجاذبات السياسية لئلا تؤدي الى مزيد من التفرق والتبعثر وتفسح المجال لتحقيق مآرب الاعداء الطامعين في الهيمنة على البلاد الاسلامية والاستيلاء على ثرواتها.
و لكن الملاحظ ـ وللأسف ـ أن بعض الاشخاص والجهات يعملون على العكس من ذلك تماماً ويسعون لتكريس الفرقة والانقسام وتعميق هوة الخلافات الطائفية بين المسلمين، وقد زادوا من جهودهم في الآونة الأخيرة بعد تصاعد الصراعات السياسية في المنطقة واشتداد النزاع على السلطة والنفوذ فيها، فقد جدّوا في محاولاتهم لاظهار الفروقات المذهبية ونشرها بل والاضافة عليها من عند أنفسهم مستخدمين أساليب الدسّ والبهتان لتحقيق ما يصبون اليه من الاساءة الى مذهـب معين والتـنقيص من حقوق أتباعه وتخويف الآخرين منهم.
و في إطار هذا المخطط تنشر بعض وسائل الإعلام ـ من الفضائيات ومواقع الانترنيت والمجلات وغيرها ـ بين الحين والآخر فتاوى غريبة تسيء الى بعض الفرق والمذاهب الاسلامية وتنسبها الى سماحة السيد دام ظله في محاولة واضحة للإساءة الى موقع المرجعية الدينية وبغرض زيادة الاحتقان الطائفي وصولاً الى أهداف معينة.
ان فتاوى سماحة السيد دام ظله انما تؤخذ من مصادرها الموثوقة ـ ككتبه الفتوائية المعروفة الموثّقة بتوقيعه وختمه ـ وليس فيها ما يسيء الى المسلمين من سائر الفرق والمذاهب أبداً، ويعلم من له أدنى إلمام بها كذب ما يقال وينشر خلاف ذلك.
و يضاف الى هذا ان مواقف سماحته والبيانات الصادرة عنه خلال السنوات الماضية بشأن المحنة التي يعيشها العراق الجريح، وما أوصى به أتباعه ومقلّديه في التعامل مع إخوانهم من أهل السنة من المحبة والاحترام، وما أكّد عليه مراراً من حرمة دم كل مسلم سنياً كان أو شيعياً وحرمة عرضه وماله والتبرؤ من كل من يسفك دماً حراماً أيّاً كان صاحبه.... كل هذا يفصح بوضوح عن منهج المرجعية الدينية في التعاطي مع أتباع سائر المذاهب ونظرتها اليهم، ولو جرى الجميع وفق هذا المنهج مع من يخالفونهم في المذهب لما آلت الامور الى ما نشهده اليوم من عنف أعمى يضرب كل مكان وقتل فظيع لا يستثني حتى الطفل الصغير والشيخ الكبير والمرأة الحامل والى الله المشتكى.
نسأل الله تبارك وتعالى أن يأخذ بأيدي الجميع الى ما فيه خير هذه الأمة وصلاحها انه على كل شيء قدير.
مكتب السيد السيستاني دام ظله
النجف الاشرف14 / المحرم / 1428
2007/2/3