إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

دروس من الثوره الحسينيه

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • دروس من الثوره الحسينيه





    الإمام الحسين (عليه السلام) جامعة كبرى، ومدرسة للأجيال كلها.. تتعامل معه الجماهير الواعية ضمن محاور وأساليب عدة، أهمها ثلاثة:
    1- التعامل العاطفي والوجداني: من خلال هذه الممارسة تذكو جذوة الحب في قلب الإنسان المسلم الموحد، وينطلق من قوله الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم): (حسين مني وأنا من حسين احب الله من احب حسيناً) فيذوب في هذا الحب، ويكون مقيماً، وربما فقد كل ارتباط بهذه الحياة الدنيا كما عبر عن ذلك عابس بن شبيب (رضوان الله عليه): (حب الحسين أجنني) في هذا الإطار لا يسأل العاشق الولهان الذائب في حب الحسين عن سلوكه ومدى معقوليته، فالجواب لمثل هذا السؤال الافتراضي: ذق طعم العشق الحقيقي حتى تعرف!!.
    2- التعامل الثوري والإصلاحي: الإمام الحسين (عليه السلام) رمز البطولة والفداء، وخلاصة الشجاعة والبأس، ومعلم الثورات.. إنه المصباح المتوقد، والشعلة المضيئة لكل أحرار العالم، به يقتدون ومنه يأخذون.
    لقد أرسى قاعدة فقهية - وهو الإمام المعصوم من كل دنس سار عليها كل من عالج مسألة قتال (مغتصب السلطة) في الفقه السياسي للإسلام. ولنأخذ مثلاً على ذلك الطبري في (تاريخه) ج5 فقد صرح بأن اغتصاب يزيد للسلطة كان هو السبب الأول وراء استنهاض أهل العراق للإمام الحسين بن علي (عليهما السلام) من أجل أن يخرج على يزيد، لكي يرد على الأمة السلطان الذي اغتصبه منها، وكرامتها التي ديست بأقدام هذا المتنكر لكل القيم.
    ولنقرأ الكتاب الذي وجهه أهل الكوفة إلى الإمام (عليه السلام)، فهو وثيقة تاريخية خطيرة تكشف لنا عمق المعاناة، وتوضح لنا هذا التعامل الثوري الإصلاحي.
    (بسم الله الرحمن الرحيم: لحسين بن علي من سليمان بن صرد والمسيب بن نجبة، ورفاعة بن شداد، وحبيب بن مظاهر، وشيعته من المؤمنين والمسلمين من أهل الكوفة.
    سلام عليك، فإنا نحمد إليك الله الذي لا اله إلا هو. أما بعد:
    فالحمد لله الذي قَصَم عدوك الجبار العنيد، الذي انتزى على هذه الأمة، فابتز أمرها، وغصبها فيئها، وتأمر عليها بغير رضا منها، ثم قتل خيارها، واستبقى شرارها، وجعل مال الله دولةً بين جبابرتها وأغنيائها، فبعداً له كما بعدت ثمود؟!. إنه ليس علينا إمام فأقبل لعل الله يجمعنا بك على الحق).
    إن لغة الرسالة حاسمة وكافية في تصوير الوضع المأساوي، خصوصاً مع التأكيد على جملة (فابتز أمرها) التي تشير بوضوح إلى اغتصاب أمر السلطة، وعلى حد تعبير الدكتور محمد ماهر حمادة في (الوثائق السياسية والإدارية للعصر الأموي)، فإنه (لما تهيأت للحسين قوة أهل العراق هذه، وغلب على ظنه أنها قوة كافية لقتال يزيد ومؤيديه نهض في هذه الثورة).
    ومن النوادر أن نجد القاعدة الفقهية آنفة الذكر تدخل دستوراً لتوجه سياسي في الأزمنة المعاصرة، حيث يتولى الشيخ تقي النبهاني في (الخلافة) ص15: (فإنه إذا قام متسلط واستولى على الحكم بالقوة، فإنه لا يصبح بذلك خلفيةً ولو أعلن نفسه خليفة للمسلمين، لأنه لم تنعقد له خلافة من قبل المسلمين، ولو أخذ البيعة على الناس بالإكراه والإجبار لا يصبح خليفةً ولو بويع).
    كما أن الدكتور محمود الخالدي يؤيد كون اغتصاب يزيد للسلطة السبب الأساس لثورة الإمام الحسين (عليه السلام) في كتابه (معالم الخلافة في الفكر الإسلامي) فما بعد وما دمنا في هذه الأجواء فلنقرأ للآلوسي في تفسير (روح المعاني) عبارة ينقلها عن ابن الجوزي في (السِر المصون):
    (من الاعتقادات العامة التي غلبت على جماعة منتسبين إلى السنة أن يقولوا: يزيد كان على الصواب، وإن الحسين (رضي الله عنه) أخطأ في الخروج عليه، ولو نظروا في السير ليعلموا كيف عقدت له البيعة، وألزم الناس بها ولقد فعل كل قبيح ثم لو قدرنا صحة عقد البيعة فقد بدرت منه بوادر كلها تجب فسخ العقد ولا يميل إلى ذلك إلا كل جاهل على المذهب يظن أنه يغيظ بذلك الرافضة!!).
    هذا الرفض المطلق للباطل، والإصرار على مقارعة البغاة ومغتصبي السلطة من غير حق، صار شعاراً يعرف به الثابتون على خط الولاية. وخير نموذج لهذا التعامل الواعي مع الحدث نلاحظه عند (عبد الله بن عُمير) وزوجته المجاهدة أم وهب. فإنه لما رأى استعداد جيش ابن زياد بالكوفة لمحاربة الإمام الحسين أطلقها هادرةً في أذن الزمان: (والله لقد كنت على جهاد أهل الشرك حريصاً، إني لأرجو ألا يكون جهاد هؤلاء الذين يغزون ابن بنت نبيهم أيسر ثواباً عند الله من ثوابه إياي في جهاد المشركين) مقتل أبي مخنف، وعنه الطبري في تاريخه ج5 ص429.
    3- التعامل الثقافي والفكري: وكما أسلفنا فإن الإمام الحسين عليه السلام مدرسة للأجيال كلها، تتلقى منه الفكر الصحيح والثقافة الإسلامية. هذا المحور بحد ذاته يحتاج إلى بسطٍ وإفاضة، لكني سأقتصر على إشارات سريعة، علنا نوفق للتفصيل بشأنها في مناسبة أخرى:
    1- الدرس الأول: عدم الرضوخ إلى الذلة والمهانة، ذلك أن الله كتب العزة للمؤمن، وفوض إليه أموره كلها إلا أن يذل نفسه، وقد عبر الإمام الحسين (عليه السلام) عن هذا المبدأ بقوله: (هيهات منا الذلة).
    2- الدرس الثاني: الحرية، قال عنها الإمام الحسين (عليه السلام): (يا شيعة آل أبي سفيان إن لم يكن لكم دين.. فكونوا أحراراً في دنياكم).
    3- الدرس الثالث: تصوير أدق عن الموت. هناك القليل من الناس من لا يخاف الموت، وإلا فالغالبية تحمل قلقاً شديداً يساورها تجاه هذا المجهول المسمى بالموت. بينما يأتي الإمام الحسين عليه السلام ليشبه (الموت) بـ(القلادة على جيد الفتاة) وليقول: (فإني لا أرى الموت إلا سعادة).
    4- الدرس الرابع: مناصرة الحق في جميع الأحوال. وفي ذلك يقول: (ألا ترون إلى الحق لا يعمل به والباطل لا يُتناهى عنه؟! ليرغب المؤمن في لقاء الله حقاً.. حقاً..) وهذا ولده وتلميذ مدرسته الغراء يسأل أباه (أولسنا على الحق؟) وحيث يسمع تأكيد الإمام (عليه السلام) على تلك الحقيقة يقول: (إذن لا نبالي أوَقَعنا على الموت أو وقع الموت علينا).
    5- الدرس الخامس: باب التوبة مفتوح حتى آخر لحظة، وقد تجلى ذلك في تعامله مع الحر بن يزيد الرياحي.
    6- الدرس السادس: الوفاء. هذا الدرس نتعلمه من كل أصحاب الحسين (عليه السلام)، ولكن المثال البارز فيه هو جون مولى أبي ذر الغفاري حيث قال لإمامه: (أنا في الرخاء الحس قصاعكم، وفي الشدة أخذلكم؟! والله لا يكون ذلك أبداً).
    7- الدرس السابع: الإيثار. وقد ضرب أبو الفضل العباس (عليه السلام) أروع الأمثال في ذلك.
    8- الدرس الثامن: أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وقد أعلن الإمام (عليه السلام) عن ذلك في خطابه المشهور (ألا وإني لم اخرج أشراً ولا بطراً، ولكن خرجت لطلب الصلاح في أمة جدي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر).
    9- الدرس التاسع: الغاية لا تبرر الوسيلة. وهذا ما أكده الإمام الحسين عليه السلام لعمر بن سعد الذي وعد بإمارة الري فقال له: (من رام أمراً بمعصية الله كان أفوت لما يرجو وأسرع لما يحذر).
    10- الدرس العاشر: أهمية إشراك العنصر النسوي في النهضة، وقد تمثل بأجلى صوره في الدور الذي قامت به عقيلة بني هاشم وسائر الهاشميات في فضح خطط يزيد، وتفنيد مزاعمه، وتوعية أبناء الأمة وإيقاظها من سباتها العميق.
    هذه على العجلة عشرة دروس نستفيدها من كربلاء، ومن التضحية الكبرى التي قدمها الإمام الحسين على ارض الطف انتصارا للحق والعدالة، ودحضاً للباطل، وبحق أقول: هذه هي مفردات الدراسة في جامعة الإمام الحسين (عليه السلام) ينبغي لكل حسيني، بل لكل خطباء المنبر الحسيني أن تحوم خطبهم حول شرح وبيان هذه المفردات المشرقة حتى نتخرج من هذه الجامعة بكفاءة عالية.
    وما أجمل المحاور الثلاثة جميعاً حين تلتقي وتصب في واد واحد، مع إخلاص في الهدف ونزاهة في المحتوى والشعارات، وليبقى الإسلام محمدي البدء، حسيني الاستمرار.
    منقول من الدكتور السيد فاضل الميلاني





  • #2
    اللهم صلي على محمد وال محمد

    مشكورين ياختنى الكريمة على الموضوع

    وجعله الله في ميزان حسناتش

    تعليق


    • #3
      اللهم صلي على محمد وال محمد
      مشكوره أختي العزيزه على الموضوع الجميل

      تعليق


      • #4

        بسم الله الرحمن الرحيم
        اللهم صل وسلم وزد وبارك على محمد وآله الاطهار
        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
        مشكورة اختي بنوتة الخليج
        جزاكم الله خير الجزاء

        تعليق

        المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
        حفظ-تلقائي
        x

        رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

        صورة التسجيل تحديث الصورة

        اقرأ في منتديات يا حسين

        تقليص

        المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
        أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, اليوم, 07:21 AM
        ردود 2
        12 مشاهدات
        0 معجبون
        آخر مشاركة ibrahim aly awaly
        بواسطة ibrahim aly awaly
         
        يعمل...
        X