مما لاشك فيه إن الإمام الحسين (عليه السلام )كانت انتفاضته وثورته المباركة نتيجة لشعور ذاتي بخطورة المرحلة التي عرضت اللاسلام من فساد فكري وروحي ونفسي ومن قمع واستبداد ، كما إنها كانت نهاية لجميع السبل والوسائل التي عجزت جميعها عن ايجا د حلول من شأنها إصلاح ما فسد وانحصار ذلك بالقيام ثائرا بالسيف خاصة وان النفسية العامة لمعظم المعاصرين آنذاك من المسلمين كانوا على درجة من الكسل والخضوع والخنوع مما أدى إلى رفض وعدم تقبل الخطاب الإرشادي والإصلاحي وعدم جدواه في تغير ذلك وتقبله من قبل المسلمين ، وبالتالي لم يبقى بيد الحسين (عليه السلام ) سوى السبيل الوحيد الذي من شأنه إن تشعر الأمة الإسلامية بخطورة ما حل بالإسلام ، والمهم ذكره في المقام إن الثورة المباركة المقدسة العالمية الشاملة ومقدار عطاءها الكبير على البشرية ، هذه الثورة وما حملت من مبادى إنسانية سامية ونبيلة والتي استوعبت الكثير من المواقف التي جسد ت معنى الإنسانية والألفة والتعايش ، وجسدت معنى الإخوة الإسلامية وأسس أقامتها مع الاختلاف والتباعد الكبير بين الأخوين من لحظات أخرى ، حيث إننا في كل عام نستحظر المصيبة العظيمة والصحبة المؤمنة الخيرة المتنوعة دياناتها وقومياتها وجنسياتها التي وقفت ذلك الموقف الإنساني والأخلاقي والشرعي والتاريخي في سبيل إعلاء كلمة الحق والضمير والوجدان بوجه الظلم والفساد والاستعباد والاستكبار والإرهاب ، والسؤال هو هل لمن استحظر تلك المعاني القيمة والمواقف النبيلة وذلك العطف الأبوي الرحيم من سيد شباب أهل الجنة (عليه السلام ) وريحانة رسول البشرية (صلى الله عليه واله وسلم ) وذلك المبدأ والنهج الذي سلكه الإمام الحسين عليه السلام في التعامل البعيد عن كل نوع من أنواع التمييز العنصري أو الطائفي ، فهل من يسمع ويقرأ ويذيع ويدعي انتمائه لذلك الرجل العظيم والمبادى الإلهية قد عكس شيء منها على سلوكه العام وخطابه السياسي والاجتماعي خاصة وإننا والجميع يعلم إن مع الإمام الحسين (عليه السلام ) الرجل التركي (واضح ابن اسلم ) والرجل المسيحي (جون ) والرجل السني (زهير بن القين ) والرجل الشيعي فإذا كنا كذلك فإننا بكل تأكيد نستحق الانتماء والادعاء في الرجوع أليهم (عليهم السلام ) والى الثورة الحسينية المقدسة والمباركة وألا فليس لنا الحق والانتماء والدعوة أليهم والتبجح بشعارات الثورة ومبادئها الإنسانية المقدسة بل ليس من الانصا ف والأخلاق والشرع إننا ندعي الانتماء لهذه الثورة المباركة وفي الوقت نفسه نمارس وبكل وقاحة ما فعله أعداء الحسين الشهيد المظلوم (عليه السلام ) حيث ان الحسين هُجّر من دياره نتيجة رفضه للباطل وكذلك أصحابه واهل بيته ولم يُهجر اعداءه ،الحسين (عليه السلام )لم طائفيا او عنصريا بل التأريخ يصور لنا ان يزيد (عليه اللعنة والعذاب ) كان طائفيا حيث انه ادعى الخلافة لابيه وباعتبار ان ابيه كان الخليفة الشرعي لرسول الله (صلى اله عليه واله وسلم ) (كما يزعم ) وجاهد بجمع الناس وتحشيدهم على اساس الاعتراف بمذهبهم والاحقيه لمذهبهم المصطنع وفعلا تمت البيعة والولاء على اساس الاعتراف بذلك وبخلاف ذلك لايصح الانضمام لهم ولا لجيشهم كما هو واضح تأريخيا ، ولم يكن الحسين (عليه السلام ) مستأثرا بالسلطة بل هو الذي انتفض على السلطة التي استأثرت بنفسها على حقوق الاخرين ، الحسين لم يكن مستغلا لمبادى الاسلام ومفاهيمه من اجل مصلحته الشخصية الضيقة بل الجميع يعلم ان يزيد (لعنه الله ) استغل الاسلام ومبادئه اسوأ استغلال في التأريخ واستغل اسم الرسول (ص واله ) شعارا يتستر به عن مفاسده وقبائحه وجرائمه وفسقه وكفره وبعد ان رأى مولانا ابي عبدالله الحسين (عليه السلام ) خطورة ذلك الاستغلال السيء اتفض بابي وامي ثائرا بوجهه ، وبعد هذا الاستعراض البسيط مع اضافة اننا ندرك جيدا ان واقعة الطف وما جرى فيها من صراع تمثل بين اسلام اموي منحرف وفاسد قد ترعرع في احضان الروم ، وبين اسلام محمدي اصيل مجسدا لرسالة الاكرم (صلى الله عليه واله وسلم ) أي اننا جيدا ندرك ان ذلك الصراع كانت واقعة الطف احدى صوره ويبقى ممتدا بكلا طرفيه الفكرين على مدى العصور مع اختلاف مسميات حملته ،والتأريخ بعد واقعة الطف شهد مراحل كثيرة تمثلت بنفس الفكرين والنهجيين ،وبالتالي نقول ونسأل انفسنا اليوم حول ما نشاهده من بعض من يرفع شعار ومبادى الاسلام المحمدي الاصيل ونسلط الضوء على سلوكه العام ونطبق لنرى على اي طرف ممكن ان نحسبه ،مع الحسين عليه السلام ام مع قتلة الحسين لعنهم الله في عام 1428ه امتدادا لقاتليه سنة 61ه
X
اقرأ في منتديات يا حسين
تقليص
المواضيع | إحصائيات | آخر مشاركة | ||
---|---|---|---|---|
أنشئ بواسطة وهج الإيمان, يوم أمس, 09:28 PM
|
ردود 0
5 مشاهدات
0 معجبون
|
آخر مشاركة
بواسطة وهج الإيمان
يوم أمس, 09:28 PM
|
||
أنشئ بواسطة وهج الإيمان, يوم أمس, 09:20 PM
|
ردود 0
6 مشاهدات
0 معجبون
|
آخر مشاركة
بواسطة وهج الإيمان
يوم أمس, 09:20 PM
|
تعليق