إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

كتاب الخصائص الحسينية للتستري

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كتاب الخصائص الحسينية للتستري

    السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

    نظرا لاهمية وتميز كتاب الخصائص الحسينية والذي هو سببا لنا بعد عون الله تعالى في معرفة امامنا المظلوم الحسين عليه السلام عزمت بفضل من الله ورحمة ان اكتب لكم الكتاب في هذا المنتدى الحسيني الجليل وهو لا يكون الا بارادة الله تعالى ومشئيته . وليتعمق النور اكثر في النفوس ببركة ما جاء من خصائص الامام ومزايا المظلوم صلوات الله عليه . وساشرع بارساله تدريجيا وفق ما يعينني به الله تعالى وشكرا

    بسم الله الرحمن الرحيم
    مقدمة المؤلف
    الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى . ولا سيما محمد المصطفى . واهل بيته اعلام الهدى . صلواته عليهم ما دامت السموات العلى
    اما بعد
    انه لما اشتعل الراس شيبا وامتلأت العيبة عيبا *المراد موضع سره وثقته . ورأيت اني ذرفت على الستين ولم اظفر بعد على ثمرة ولا حاصل لايامي الماضية . ولا طائر للعمل . وعلمت ان الباقي يمضي على محو الماضي . خاطبت النفس الجانية اللاهية . وشركاءها في هذه الداهية .: ياو يحك مضى ربيع الشباب . فلا تعطف عليه خريف الشيب . وفاتك الهرف *اي المناء والزيادة - في المزرعة . فلا يفتك الافل * اي الزوال والغياب- ، وقد اسرفت في اتلاف اكرار من البذر . فلا تُضع الحفنة الباقية من البذر . وقد ضيعت في المتجر النقود من رأس المال . فلا تضع قليل المتاع الكاسد البائر
    ثم ناديتها يا مسافرا بلا زاد . يا راحلا ولا جواد . يا زارعا اشرف على الحصاد . يا طائرا بالموت يصاد . يا تاجرا لبهرج*اي الرديء من الشيء - بلا جياد . يا ظالم النفس والعباد . هل سمعتِ قول الله تعالى ( إن ربك لبالمرصاد) ثم ايقظتها التنبه التنبه فقد شارفت العقبة الكؤؤد والرجل حافية ومالك مركب . ثم خوفتها الحذر الحذر . فقد دنوت الى المنازل المهولة . ودونها حتوف ( والكف صفر والطريق مخوف ) ثم ازعجتها بقول العجل العجل . الوحا الوحا * اي السرعة . فالى اي زمان تتعامى:
    ان قدامك بوما لو به
    هددت شمس الضحى عادت ظلاما
    فانتبه من رقدة اللهم وقم
    وانف عن عين تماديك المناما
    ثم صحت عليها بقول امام المتقين . عليه افضل صلوات المصلين: " ايها اليفن الكبير . قد لهزه القتير . كيف انت اذا التحمت اطواق النار بعظام الاعناق . ونشبت الجوامع حتى اكلت لحوم السواعد"
    ثم نعيتها الى نفسها ونعيت عليها . ثم نحت عليها بكل لسان . تارة على ايام الشباب واخرى على ايام المشيب ثم استرحمتها لنفسها وقلت : اما ترحم من نفسك ما ترحم من غيرك . ثم استغثت بها لاغاثة نفسها فقلت لها : الغوث الغوث لنفسك تجهزي للرحيل . فاستدركي واختلسي الفرصة . واغتنمي المهلة قبل قدوم الغائب المنتظر . وقبل اخذة القهار المقتدر
    ثم خاطبتها بكل كتاب وبلسان كل نبي وامام. ووعظتها بكل الالسنة حتى بلسان الاطفال والحيوانات . بل ولسان حال جميع المخلوقات . وبعد ذلك كله حصل لي تنبه يسير .وتذكر قليل . مع عزم فاتر . فتواردت علي حالات خوف وترقب من الياس . يتبعها رجاء . يورث السكون والاطمئنان بهذا التفصيل :
    الحالة الاولى : في الايمان
    لقد نظرت الى الايمان الذي هو مدار قبول الاعمال ومناط حصول النجاة من الاهوال فلم اجد في نفسي علامة من علائمه . ولا اثرا من اثار التمام منه . ولا من الناقص لا ادنى درجاته الذي هو ان تسوءه سيئته ولا اعلى درجاته الذي هو ان يكون بالنسبة الى ذكر اللهتعالى كمن هو في النزع . ولم اجد في شيء من اقسامه المقسمة علىالقلب والاعضاء . حتى اني خفت عدم وجود الذرة المنجية من الخلود في النار بعد طول العذاب فيها .
    وبعد ذلك نظرت الى الاخلاق الحميدة فرأيت اضدادها . ثم نظرت الى الاعمال الحسنة والطاعات والقربات فوجدت لصحتها وقبولها شرائط . لم اجد التوفيق لها ولو مرة واحدة . فعند ذلك تحقق الخوف واوشك ان يغلب القنوط ثم عرضت :
    الحالة الثانية : في الوسائل الى الله تعالى
    وهي اني امعنت النظر في الوسائل الى الله فرأيت اني من امة محمدا المصطفى (ص) . واني من شيعة عليا (ع) واني من الموالين لاهل البيت (ع) وهم السبيل الاعظم والصراط الاقوم والكهف الحصين والعروة الوثقى والفلك التي من ركبها نحى . فحصل لي الرجاء ثم تحققت :
    الحالة الثالثة : الدخول في امة محمد المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم .
    وهي اني رأيت الدخول في امة المصطفى (ص) يحتاج الى ائتمام واقتداء . وان صدق شيعة علي (ع) يحتاج الى متابعة له في صفة او عمل . فباي شيء تابعته وشايعته . وصدق ان الشخص موال ومحب لاهل البيت (ع) يحتاج الى تحقق احدى علائم المحبة .والولاية ولا اجد واحدة منها فتحققالاضطراب وغلب الخوف . ثم طرأت :
    الحالة الرابعة : في الوسائل المتعلقة بالائمة عليهم السلام
    وهي اني امعنت النظر في الوسائل المتعلقة بالائمة (ع) فرأيت اجلّها فائدة واعظمها مثوبة واعمها نفعا وارفعها درجة واسهلها حصولا واكثرها طرقا وايسرهاشروطا واخفها مؤونة واعمها معونة ما يتعلق بسيد شباب اهل الجنة . ووالد الائمة السيد المظلوم ابي عبدالله الحسين (ع) . فرأيت له خصوصية في التوسل الى الله قد تفرد بها . وامتاز في ذلك حتى عمن هو افضل منه . فان للتفاوت في الفضيلة مقاما ولوحدتهم مقاما . نورهم وطينتهم مقام . والخصوصيات مقام اخر . فرأيت في الحسين (ع) خصوصية في الوسيلة الى الله اتصف بسببها بانه بالخصوص . باب من ابواب الجنة وسفينة للنجاة ومصباح للهدى . فالنبي (ص) والائمة (ع) كلهم ابواب الجنان . لكن باب الحسين اوسع . وكلهم سفن النجاة ولكن سفينة الحسين مجراها في اللجج الغامرة اسرع . ومرساها على السواحل المنجية ايسر . وكلهم مصابيح الهدى . لكن الاستضاءة بنور الحسين اكثر واوسع . وكلهم كهوف حصينة . لكن منهاج كهف الحسين اسمح واسهل . فعند ذلك خاطبت النفس وشركاءها فقلت : هلموا الى هذه الابواب الحسينية . فــ( ادخلوها بسلام آمنين ) والى مرساة هذه السفينة الحسينية فــ( اركبوا فيها بسم الله مجراها ومرساها . ان ربي لغفور رحيم ) ولتكتحل اعينكم بنور الحسين (ع) الناظر اليكم . ثم ازدادوا شوقا وصمموا العزم على ذلك . لاني استشعرت من نفسي علائم الايمان التي يئست منها سابقا . وعثرت بهذه الخصائص على الاعمال الصالحة
    اما الاول : فمن وجوه :
    الاول : انه (ع) قال : " انا قتيل العبرة ما ذكرت عند مؤمن الا بكى واغتم لمصابي " فوجدت ذلك في نفسي عدن ذكر اسمه . فاستدللت به على وجود شيء من الايمان لو ذرة على الاقل تنجي من الخلود في النار . وقد اتصف جميع الانبياء بالبكاء والاغتمام عند ذكره (ع)
    الثاني : اني وجدت انه اذا دخل شهر المحرم عرضت لي الكربة والحزن والتاثر . فاستدللت بذلك على اثر من ولاية الائمة (ع) فانهم قالو: " شيعتنا خلقوا من فاضل طينتنا وعجنوا بنور ولايتنا يصيبهم ما اصابنا " .. وقد دلت الاخبار على ظهور الكآبة والحزن على ائمتنا مع دخول شهر المحرم . فكان الامام الصادق (ع) لا يُرى ضاحكا في ايامه ابدا . وكان الامام الرضا (ع) كئيبا حزينا كاسف اللون في العشر الاوائل يعقد مجلسا للعزاء . ونساؤه من وراء الستر . فاذا دخل عليه احد : امره (ع) بالانشاد في الامام الحسين(ع) ان كان منشدا . كما في قضية دعبل الخزاعي . والا ذكر بنفسه من مصائب الحسين (ع) كما في رواية الريان ابن شبيب . حين دخل عليه اول يوم من المحرم . فقال : يا بن شبيب ان كنت باكيا لشيء فابك الحسين (ع) فانه ذبح كما يذبح الكبش . وقتل معه ثمانية عشرة رجلا من اهل بيته . وهكذا كان داب سائر الائمة المعصومين ورسول اللهتعالى (ص) سيدهم واولهم واكثرهم من عقد تلك المجالس . .. فبعروض الانكسار للقلب عند هلال المحرم يستدل على ثبوت العلاقة بهم(ع) . وبتفاوت التاثر تتفاوت درجاتالايمان . وعدم عروض ذلك او عروض خلافه . كجعل هذه الايام اعيادا دليل على سلب الايمان . والعياذ بالله
    الثالث : نزول الهم عند دخول كربلاء . وقد كان هذا من صفات ابيه (ع) واخته حين دخول ارض كربلاء . مع انكسار القلب عند النظر الى قبره وقبر ولده عند رجليه . كما في الرواية
    الرابع : جريان الدمع عند شم تربته . كما هي صفته وصفة جده (ص) المصطفى. ونحو ذلك مما يتعلق به . وسيجيء بيان بعضها ان شاء الله
    واما الثاني : فاني رايت ان اكثر اعمالي يصح سلب اساميها عنها . لعدم الشروط والاقبال . فلا ادري اصلاتي وصومي صلاة وصوم ام لا ؟ وهكذا هو حال سائر اعمالي . ولكن لاحظت انه لا يصح ان يسلب عن بكائي وابكائي اسم البكاء والابكاء على صاحب الدمعة الساكبة . ولا اقل من التباكي . وقد ورد ان " من بكى او ابكى او تباكى وجبت له الجنة " ثم اني لما رايت علامات الايمان ووثق رجائي واطمأنت نفسي عرضت :
    الحالة الخامسة : في علامة احد اجزاءالايمان
    وذلك اني تاملت الامر فقلت لنفسي : ان هذه علامة لوجود جزء من الايمان . فلعله لا ينجيك من الخلود في النار بعد الدخول فيها . وبعد مقامات عذاب يوم الحشر . وبعد تحمل عذاب يوم البرزخ الطويل . وانت تعلم ضعفك عن قليل من بلاء الدنيا وعقوباتها وما يجري فيها من المكاره على اهلها بل وضعفك عن تحمل النعم اذا دامت عليك بالملال منها . والبطر عليها . ثم ان الجزء الضعيف من الايمان لعله يذهب وينطفء بادنى صدمة فيزيغ القلب . فما اطمئنانك به ؟ فاضطربت ثم عرضت لي :
    الحالة السادسة : ما يبعث على تكميل الايمان
    وذلك اني وجدت في وسائله (ع) ما يبعث على تكميل الايمان وتقويته واستقراره مثل ان من زاره كان كمن زار الله في عرشه ) فان زيارة الله تعالى كناية عن نهاية القرب اليه . وهذا لا يكون لليمان المستودع . والقلب الذي يعلم الله منه الزيغ بعد الهداية .
    ومثل مجيء الملَكَ للزائر عند ارادة الانصراف وقوله : " ان ربك يقرؤك السلام . ويقول لك : استأنف فقد غفر لك ما مضى " .. فاذا كان الشخص ممن يسلم الله عليه فلا يمكن ان لا يسلمه . فاطمأننت بذلك ثم عرضت لي :
    الحالةالسابعة : في الاعمال الحسنة
    وهي اني رأيت ان هذه الوسائل . اعمال حسنة . ولكن لعل في اعمالي السيئة ما يحبطها فاضطربت لذلك فعرضت لي :
    الحالة الثامنة : في الاعمال الصالحة
    وهي ان ما قد يعرضه الحبط هي اعمال الشخص . واما الوسائل الحسينية فهي اعمال صالحة تكتب للمكلفين . وليست من اعمالهم حتى يتطرق اليها الحبط
    اذ قد ورد انه يكتب لزائره حجة من حجج النبي (ص) والحج الذي يحجه النبي (ص) ليس من اعمال الشخص نفسه حتى يحبط واذا كان من اعماله (ص) فلا يتطرق اليه احتمال الاحباط اصلا .. ومن عجائب تلك الروايات ما رواه الصادق (ع) قال : كان الحسين (ع) ذات يوم في حجر النبي (ص) يلاعبه ويضاحكه . فقالت عائشة : ما اشد اعجابك بهذا الصبي ؟ فقال لها (ص) : وكيف لا احبه ولا اعجب به وه ثمرة فؤداي وقرة عيني . اما ان امتي ستقتله . فمن زاره بعد وفاته كتب الله تعالى له حجة من حججي . قالت : يا رسول الله حجة من حججك ؟ قال نعم وحجتين من خججي . قالت حجتين من حججك ؟ قال نعم واربعة ... قال الصادق (ع) : فلم تزل تزاده ويزيد ويضعف حتى بلغ تسعين حجة من حجج رسول الله (ص) باعمارها
    الحالة التاسعة : ملاحظة حقوق الناس
    وهي اني خفت ان يذهب بالعمل حقوقالناس فانه قد ورد انه يحشر من له اعمال تضيء في يوم القيامة فياخذها اهل المظالم وتحمل عليه ذنوب فيؤمر به الى النار ثم طرأت :
    الحالة العاشرة: في فضيلةالبكاء
    وقد حصلت بملاحظة ما ورد في وسيلة البكاء عليه من انه قد يترتب على الدمعة ثواب لا حد له فان مالا حد له لا ينفد ولو اخذ منه ما اخذ . ثم عرضت لي :
    الحالة الحادية عشرة : تطرق الخوف
    وذلك لاني رأيت في الروايات الكثيرة . ان شرط قبول الاعمال قبول الصلاة . فقلت : لعل صلاتي غير مقبولة واذا ردت رد ما سواها فكيف تقبل هذه الاعمال الحسينية .؟ وحينئذ اشكل علي الامر . وكاد ان يغلب علي القنوط لورود هذا الاحتمال . فمنّ الله تعالى علي برجاء انتهى اليه الامر . وبه رفع هذا الاحتمال
    الحالة الثانية عشرة : حالة تأكد الرجاء
    اذ قد تتابعت فيها وجوه اطمئنان القلب . وترادفت وجوه الامن . وسكون القلب متابعة تترى . وذلك بملاحظة خواص عجيبة لهذه الوسائل الحسينية منها : ان الشرط لقبول الصلاة التي هي شرط قبول الاعمال : الاقبال وينوب مناب الاقبال : النوافل الرواتب . فهي تؤثر في قبول الصلاة الواجبة . فاذا كانت مؤثرة في قبول الفرائض . فهذ الوسائل التي وردت في فضلها اضعاف الرواتب . تؤثر في القبول بطريق اولى .
    ومنها : ان القبول والحبط انما يقعان في الاعمال والعبادات التي تقع من الشخص باختيار منه . وتكلف . وفي الوسائل الحسينية تترتب الاثار وان لم يصدر العمل باختيار وقصد . مثلا . الرقة على مصائبه والبكاء عليه قد يقعان بملاحظة انه امام مفترض الطاعة وهذان من الاعمال الصالحة . وقد تحصل الرقة والبكاء عليه من دون ملاحظة ذلك . فاذا سمعت ما جرى عليه . ولم تعرف عنه شيئا سوى انه من عباد الله او انه من المسلمين او انه مظلوم غريب . لغلبت عليك الرقة والبكاء على الاقل من ناحية ما اصاب الاطفال الصغار من الموت عطشا او القتل بالسيف على صدره او بالسهم على يديه او من داسته الخيول
    وكذا هو حالك فيما لو سمعت بنزول هذا المصاب على مخالف للاسلام فان غاية ما يستحقه انما هي ضربة او جرح او قتلة . واما الرض بعد القتل والضرب على الرأس المبارك . وصلبه في عدة اماكن . والنبش للقبر بعد مائتي سنة . ... فهو امر مستنكر يوجب حصول الرقة وجري الدمع بلا اختيار . ومن اي شخص كان . هذا وقد روي ان يونس (ع) حينما كان في بطن الحوت سال قارون وهو يعذب في بطن الارض عن موسى وهارون وكلتم وآل عمران (ع) فلما اخبره بموتهم قال : واأسفاه على آل عمران . فشكر الله ذلك . ورفع عنه عذاب الدنيا . فكيف اخيب مع اسفي على ال ابراهيم (ع) وال عمران وال محمد (ص)
    ومنها : ان المؤثرات الكلية القوية لو وجدت مع مانع من تاثيرها فانما يمنع الكلي ولا بد من بقاء جزئي لا محالة
    وفي الوسائل بالحسين (ع) تاثيرات قوية اذا منعت صفاتي واعمالي عن تاثيرها التام فاقنع بتأثير جزئي منها . وذلك يكفيني
    فأقول : وقد ورد من تاثير بعض زياراته . ان زائره يكون من الشفعاء في عشرة او مائة . او يقال له خذ بيد من احببت فادخله الجنة .. وحيث اني ارى نفسي وقد انفتحت علي الابواب السبعة من النار . بل واراها الان محيطة بسلاسلها واغلالها . بل وظهرت علي علائم الخلود فيها فلا اطمع ان اكون من الشفعاء في الحشر . بل اقنع بان ياخذ بيدي احد فيخلصني من اهوال القيامة . او اقنع بان اخرج من النار ولو بعد حين . فانجو من الخلود .. وقد ورد في فضل زيارته . ان زائره يكون من محدثي الله فوق عرشه . فأنا لست منهم . فاقنع من ذلك بان يكلمني ملك من ملائكة الرحمة .
    وقد ورد في فضل زيارته . انه قد يكون الشخص بها من الساقين للكوثر وان لست باهل لذلك بل ارى نفسي في معرض ان اكون من الذين يقولون في النار لاهل الجنة ( ان افيضوا علينا من الماء) فاكتفي من هذه الوسيلة بان يسقيني احد الساقين للكوثر
    وقد ورد في فضل زيارته انه قد بنال الشخص بها الاكل مع النبي(ص) في الجنة على مائدته . وانا لست اهلا لذلك فاكتفي بان اتخلص من اكل شجرة الزقوم . فهذه المؤثراتالقوية العظيمة لا يمكن من جهة الموانع ان لا يبقى من اثارها هذه الجزئية .. ومنها ان الوسائل الكثيرة بالنسبة اليه كما سنذكرها يمكن ان تجتمع كلها في ان اوحد . حتى ما مضى وقته ولم يأت وقته . وما يمكن الاتيان وما لا يمكن . وجميع المراتب منه فيمكن للشخص في ان واحد تحصيل جميعالوسائل من ادناها الذي هو التباكي عليه . واعلاها الذي هو الشهادة بين يديه . وبحصولها يحصل على جميع العبادات في ان واحد. وذلك انه لو انعقد مجلس مثلا لذكر مصائب الحسين (ع) وتذكر ما صنع به . وحصل فيه ابكاء . وبكاء وتباك وحزن وهم ورقة وتوجه القلب اليه مسلما ومصليا عليه مع اشعار القلب بجلالته . والمعرفة بحقه . وتصوير حالاته والاستعبار والجزع عليه وتمنى نصرته والشهادة بين يديه . فقد فاز بثواب كل الوسائل اليه . وعبد الله بجميع العبادات حتى الشهادة بين يديه . وسنذكر ما يدل على ذلك من الاخبار . ومع ذلك كله وعلاوة عليه يتصف ذلك المجلس بجميع صفات المشاهد الشريفة على ما يستفاد من الاخبار فيتصف باربع عشرة صفة :
    الاول : انه مصلى لله تعالى يعني . محل صلواته على اهله
    الثاني : انه مشهد للملائكة المقربين
    الثالث: انه محل نيل الدعاء من النبي(ص) والوصي والزهرا والمجتبى (ع)
    الرابع: انه منظر الحسين المظلوم(ع)
    الخامس: انه محل خطابه لاهل المجلس ومكالمته معهم
    السادس : انه محبوب للصادق (ع) بل لجميع اولياء الله تعالى من الاولين والاخرين
    السابع : انه عرفة
    الثامن : انه مشعر حرام
    التاسع : انه حطيم
    العاشر : انه مطاف لبيت الله تعالى
    الحادي عشر : انه قبة الحسين (ع)
    الثاني عشر : انه مخمد للنيران المشتعلة
    الثالت عشر : انه منبع لماء في الجنان وهو ماء الحيوان
    الرابع عشر : انه يصير تلو مجالس اولها قبل الخلق واخرها المحشر
    وسيجيء تفصيل ذلك ان شاء الله تعالى
    اذا تصورت ما قلته فكيف تتصور انك تخرج خاليا ايسا من هذه المشاهد مع هذه الحالات والعبادات واجتماع الصفات . فلو منعت الموانع من التاثيرات فقليل من ادنى اثر تاثيرات واحدة منها مما يستحيل عدمه :
    قليل منك يكفيني ولكن قليلك لا يقال له قليل
    وبعد تيقن ذلك ختمت المكالمة مع النفس . وتحقق الرجاء والواثق الخالص بالوسائل الحسينية . فتوجهت الى صاحبها وعقدت معه عقد الوسائل بتأليف كتاب جامع لخصائصه التي امتاز بها من جميع المخلوقات حتى الانبياء والائمة سلام الله عليهم. وسميته بخصائص الحسين (ع) ومزايا المظلوم (ع)
    ارجو بفضل ربي ان يجعله لي في ظلمات القبر ضياءا ونورا . ومن مخاوف الفزع الاكبر امنا وسرورا . وعند ايتاء الكتب . كتاب الحسنات يخرجه لي القاه منشورا . وفي مخازي ذلك اليوم كرامة وحبورا ومدى الاعصار ذكرا موفورا بحول منه وقوة . ( وما توفيقي الا بالله عليه توكلت واليه انيب)
    وفيه مقدمة ومقاصد
    انتهت مقدمة المؤلف والحمد لله
    التعديل الأخير تم بواسطة كشف الغطاء; الساعة 09-02-2007, 05:08 PM. سبب آخر: تنسيق نعم

  • #2
    العنوان الاول
    في محال وجوده من بدء خلق نوره (ع) الى بعد يوم الجزاء وفيه مقاصد
    المقصد الاول
    ما يخصه في ابتداء خلق نوره
    اعلم انه قد اختلف الحكماء من اليونانيين وغيرهم من العلماء في اول ما صادر عن الاول وفي تعيين اول المخلوقات . واختلف المتكلمون والمليّون ايضا في ذلك . واختلفت الاخبار في ذلك ايضا فذهب اكثر الحكماء الى ان اول المخلوقات العقل الاول . ثم العقل الاول خلق خلق العقل الثاني . والفلك الاول . وهكذا الى ان انتهى الى العقل العاشر فهو خلق الفلك التاسع . وهيولى العناصر . وتقريره ان العقل الاول المخلوق لله له ثلاث جهات: وجود من المبدأ الاول . ووجوب بالنظر الى المبدأ الاول . وامكان من حيث ذاته . فكان بذلك الوجود سببا لعقل اخر وبذلك الوجوب سببا لنفس فلك . وبذلك الامكان سببا لجسم فلك . وعلى هذا النهج يصدر من العقل الثاني الى العقل العاشر . وذهب ثاليس الملطي الى ان اول المخلوقات الماء . وذهب بليناس الحكيم الى ان الله لما اراد ان يخلق الخلق تكلم بكلمة فكانت تلك الكلمة علة الخلق . وحدث بعد هذه الكلمة العقل . فدل بالفعل على الحركة . ودلت الحركة على الحرارة . والذي دلت عليه الروايات الصحيحة الكثيرة . ان اول مخلوق هو نور محمد المصطفى (ص) . ودل على ذلك العقل السليم . فان العلة في الاشرفية وكثرة الاعتناء والاحبية الى الله توجب التقدم في الخلقة . وفي بعض الروايات نوره ونورهم . واذا قد تحقق ان الحق هو ان اول المخلوقات هو نور النبي (ص) او نوره وانوارهم . فعلى كلا التقديرين (نقول) ان اول المخلوقات هو نور الحسين (ع) لان النبي (ص) قال ( حسين مني وانا من حسين ) وفي رواية اخرى (انا من حسين وحسين مني ) فهو اول مخلوق واول ما صدر عن الاول . فكل مخلوق تابع له
    فلا غرور ان يبكيه كل مخلوق . فاذا قلنا بكاه كل مخلوق فلا تتوهم انه مبالغة . او استعارة تمثيلية او خيال او بكاء بلسان حال . او فرض او تقدير . لا بل ذلك حقيقة في الباكين من جميع الموجودات . من نبي او ملك او فلك او انس او جن او شيطان او شمس او جنة او قمر لا اقول في هذا العالم فقط بل شموس جميع العوالم واقمارها وسماواتها واراضيها وسكانها
    ففي الرواية خلق الله الف الف عالم والف الف ادم وانتم اخر العوالم والادميين . وهكذا بكاء كل شيء بكاء حقيقي وان كان في كل بحسبه . وليس مرادي من بكاء كل شيء بكاؤه بعد قتله فقط . فان بيان ذلك له ابواب على حدة تذكر بعد باب شهادته . بل المراد بكاء كل شيء عليه قبل قتله . كما في زيارة شعبان . مروية عن القائم صلوات الله تعالى عليه . ( بكته السماء ومن فيها والارض ومن عليها ولما يطأ لابتيها )* اي مثنى لابة وهي الارض ذات الحجارة السوداء
    وليس المراد من بكاء كل شيء عليه قبل قتله حصول ذلك . في الجملة . بل اقول : انه حيث خلق اول ما خلق مظهرا للخشوع والخضوع . فكل خضوع وانكسار في العالم فله وبه والذي هو في باطنه وحقيقته لله تعالى وحده الحي القيوم
    . كما قال الحكماء المحققين :
    كل انكسار وخضوع به وكل صوت فهو نوح الهواء
    وليس مرادي من بكاء كل شيء على قتله ان ما قتل به خارج عن ذلك . لانه المبكي عليه . بل اقول كما قال ذلك الحكيم في قصيدته
    السيف يفري نحره باكيا
    والرمح ينعى قائما وينثني
    فالنبل يصيبه ويبكي
    والرمح شائل للراس يبكي
    وليس مرادي من بكاء كل شيء على قتله ان قتلته خارجون عن ذلك . بل هم بوجودهم العام وماهيتهم يصيبهم الانكسار ويبكون عليه بحقائقهم وفطرتهم . ولكن بمقتضى صفات افعالهم الاختيارية التي بها خلدوا في النار . لا يبكون الا اذا غفلوا . فيبكون البكاء الظاهري الاختياري كمعرفة الله تعالى بالنسبة الى الذين ( جحدوا بها واستيقنتها انفسهم ظلما وعلوا ) فكما ان الزنادقة والدهرية اذا غفلوا عن مقتضى عنداهم وجحودهم نطقوا بالتوحيد . فكذلك اعداؤه وقاتلوه اذا غفلوا يبكون عليه سلام الله عليه . . بل اذا لم يغفلوا ولاحظوا عداوته وارادوا قتله وسلب عياله غلبهم البكاء بلا اختيار . كما ظهر ذلك من حالة ابن سعد حين امر بقتله . وحالة السالب لقرطي فاطمة بنت الحسين (ع) وحالة يزيد لعنه الله لما اراد الاسارى فرّق لهم . وقال : قبّح الله ابن مرجانة
    المقصد الثاني
    خصائص نوره بعد خلقه الى حين ولادته
    اعلم ان الله جل جلاله لم يزل متفردا . ولم يكن مخلوق ولا زمان ولا مكان . فلما ابتدا بخلق افضل المخلوقات واشتق من نوره نور عليا وفاطمة والحسن والحسين (ع) . جعل لهم محالا متعددة وعوالم مختلفة . كما يظهر من مجموع الروايات المعتبرة .
    فمنها : قبل خلق الخلق
    ومنها : قبل خلق ادم (ع)
    ومنها : بعده(ع)
    انوارا تارة . واشباح نور تارة . وظلالا وذراتا وانوارا في الجنة تارة . وعمود نور اُقذف في ظهر ادم (ع) تارة . وفي اصابع يده اخرى وفي جبينه اخرى . وفي جبين كل من الاجداد من ادم (ع) الى والد النبي (ص) عبد الله بن عبد المطلب . وفي جبين كل جدة عند الحمل ممن هو في ترائبها من حواء الى ام النبي (ص) آمنة بنت وهب (ع) . ثم لنورهم محالا متعددة قدّام العرش . وفوق العرش وتحت العرش وحول العرش . وفي كل حجاب من الحجب الاثنى عشر . وفي البحار وفي السرادقات . ولبقائهم في كل محل مدة مخصوصة . فمدة وجودهم قبل خلق العرش اربعمائة وعشرون الف سنة . وزمان كونهم حول العرش خمسة عشر الف سنة قبل ادم (ع) . وزمان كونهم تحت العرش اثنا عشر الف سنة قبل ادم (ع) . وليس المقام مقام هذه التفاصيل فانه يحتاج الى كتاب مستقل . انما المقصود بيان خصائص الحسين (ع) في نوره . وامتياز نوره من الانوار في جميع هذه العوالم والحالات في الظلال والاشباح والذرات . وحين تجسمه بالشجرة في الجنة . والقرط في اذن الزهراء عليها السلام وهي في الجنة في احدى هذه العوالمز فنقول : ان هذه الانوار في هذه العوالم مصدرها . نور النبي (ص) وامتيازه كون نوره من نوره . فانه من حسين وحسين منه (ص) . وحين افتراقهما كان لنور الحسين (ع) خصوصية في ان رؤيته كانت موجبة للحزن . كما اتفق لادم (ع) . حين ظهرت الانوار في اصابعه وكان نور الحسين (ع) في الابهام . وقد بقي هذا التاثير الى الان . فان من غلب عليه الضحك . اذا نظر الى ابهامه غلبه الحزن . واتفق لابراهيم (ع) ايضا حين رأى الاشباح فكان شبحه في تلك العوالم . كما ان التنطق باسمه وسماعه كان مورثا للحزن . بل سوى ذلك فيما انتسب الى نوره . كما في حديث المسامير الخمسة . التي اتى بها جبرئيل (ع) ليسّمر بها جوانب السفينة . كل مسمار باسم واحد من الانوار الخمسة (ع) فلما اخذ المسمار المنتسب الى نور الامام الحسين (ع) اشرق واحس منه رطوبة بلون الدم . فسأل عن ذلك . فاجيب بانه مسمار الحسين (ع) . وسبب ظهور الدم منه شهادته بالكيفية الخاصة . ومن الخصوصيات لنوره (ع) ان النور الذي كان يظهر على جبين الامهات عند الحمل باحد الاجداد للنبي(ص) وعلى جبين امنة عند الحمل بالنبي (ص) . فانما ذلك لعدم كون انفسهن من هذه الانوار فاذا حملته ظهر اثره في الجبهة . واما اذا كانت الام بذاتها من الانوار . فلا وجه لظهور النور ز ولا يظهر على الوجه بالخصوص نور زائد على ذلك . فلم يظهر على جبهة الزهراء (ع) حين حملها بالحسين (ع) نور زائد على نور وجهها المبارك . ولكن خصوصية الحسين (ع) انها لما حملت بالحسين (ع) قال لها النبي (ص) " اني ارى في مقدم وجهك ضوء ونورا . وستلدين حجة لهذا الخلق " .. وقالت عليها السلام : اني لما حملت به كنت لا احتاج في الليلة الظلماء الى مصباح
    قخصوصية نور الحسين (ع) انه يظهر على النور ايضا . ومن خصوصياته ايضا . انه يغلب النور ايضا . ولذا قال من رآه صريعا وهو في الشمس نصف النهار حين قتله : والله لقد شغلني نور وجهه عن الفكرة في قتله .
    ومن خصوصياته ايضا انه لا يحجبه حاجب . كما قال ذلك القائل : اني ما رأيت قتيلا مضمخا بدمه * اي التلطخ بالطيب وغيره والاكثار منه . اني ما رايت مضمخا بالدم والتراب انور وجها منه . " فلم يحجب التراب والدم الذي علا على وجهه نوره الذي علا كل نور
    المقصد الثالث : في خصوصيته بعد ولادته
    واول محل حل فيه بعد الولادة . يدا النبي المصطفى (ص) . فانه كان واقفا بباب الحجرة ينتظر ولادته المباركة . فلما سقط ساجدا لله نادى النبي (ص) يا اسماء هلمي الي ابني . فقالت : اننا لم ننظفه بعد. فقال : انت تنظفيه ؟ ان الله قد نظفه وطهره . فاتته به اليه في خرقة من صوف . فاخذه بيده ونظر اليه وبكى . وقال : عزيـــــــــــــــز عليّ يا أبا عبد اللــــه .
    ثم بعد ذلك كانت محاله كتف جبرئيل (ع) . وعلى عاتقه تارة اخرة . وكتف النبي (ص) تارة . وظهره تارة . وصدره اخرى . وعلى يده رافعا ليقبل فاه تارة . ورافعا له يريه الناس اخرى . وعلى هره وهو ساجد تارة . وعلى يدي عليا وهو يمسكه والرسول يقبل حميع اعضائه تارة . وكان اخر محل له صدر الرسول (ص) حين احتضاره . ويقول (ص) : مالي وليزيد . لا بارك الله في يزيد ...
    اللهم صلي على محمد حبيبك وآله المعصومين
    المقصد الرابع : خصوصية محله عند شهادته
    وخصوصية محله بعدها قبل ان يدفن. له في ذلك خصائص . بالنسبة الى كل نبي وامام قتيل فان كل قتيل منهم قد قتل او سم وهو في بيته . او في البلد . او في المحراب . او في الطشت . ولم يتفق لاحد منهم القتل على التراب وما جرى في تفاصيل مقتله من مصائب ما اعظمها واجلها .... ، فله خصائص في محل جسده . وهو انه لما قتل رفع بجسده الى السماء الخامسة ز ثم اُرجع الى ارض كربلاء . وبقي على الارض طريحا ثلاثة ايام برمضاء كربلاء .
    وله خصائص في محل راسه . وهي ان له محالا كثيرة . من كونه في الايدي ز وعلى الرماح منصوبا . وعلى الشجر معلقا . وعلى باب داريزيد . وعلى باب دمشق مصلوبا . وفي الطبق عند ابن زياد . وفي الطشت عند يزيد موضوعا . ومن دورانه في البلاد الكثيرة من ربلاء الى الشام . وقيل من الشام الى مصر . وقيل من مصر الى المدينة . ومن الشام الى كربلاء . او من الشام الى السماء .
    المقصد الخامس : خصوصية محله في برزخه
    في الحديث : " انه في يمين العرش ينظر الى مصرعه ومن حل فيه . وينظر الى معسكره وينظر الى زواره وهو اعرف بهم وباسمائهم واسماء ابائهم وبدرجاتهم ومنزلتهم عند الله تعالى من احدكم . ، وانه ليرى من يبكيه فيستغفر له . ويسأل اباءه ان يستغفروا له . ويقول : ايها الباكي لو تعلم ما اعد الله لك لكان فرحك اكثر من جزعك " .
    المقصد السادس : خصوصية محله في المحشر
    في الروايات : ان له مجلسا تحت ظل العرش خاصا به له خصوصية . هي ان اهل مجلسه من الباكين عليه والزائرين له مستانسين بحديثه . وهم امنون . وعند جلوسهم عنده . يرسل اليهم ازواجهم من الجنة : انا قد اشتقنا لكم . فيابون الذهاب الى الجنة . ويختارون حديث الحسين (ع) . ثم انه (ع) له موقف في المحشر . خاص به يوجب اضطراب كل اهل المحشر . وتشهق فاطمة الزهراء (ع) اذا نظرت الى موقفه ذلك . وهو حين يحشر قائما ليس عليه رأس . واوداجه تشخب دما وله تفصيل يذكر في محله .
    المقصد السابع : خصوصية محله في الجنة بعد يوم الجزاء
    اعلم ان لكل امام محلا خاصا في الجنة . وله (ع) مع ذلك درجات مخصوصة . قد اخبره (ص) بها . بقوله ( وان لك في الجنان لدرجات لا تنالها الا بالشهادة ) . ومع ذلك فهو زينة لكل مواضع الجنة . فكانه في كلها وكلها له .
    انتهى العنوان الاول

    تعليق


    • #3
      العنوان الثاني

      العنوان الثاني
      في صفاته واخلاقه وعباداته العامة المطلقة

      وليس المراد بيان صفات الامامة فانها مما لا تصل العقول الى كنهها . ولا يحيط ببيانها الارقام ولا الاقلام . ويلزم على كل مكلف معرفتها اجمالا للمعرفة بحق الائمة (ع) . ولا بيان محض صفاته الممتاز فيها ايضا انما المقصود بيان خصوصية في صفات خاصة . وعبادات خاصة وهي على قسمين
      الاول : صفات مطلقة . وعبادات مطلقة له على مدة الحياة
      الثاني : خصوصية لتلك الصفات . وخصوصية للعبادة في يوم الطف
      فكل من هذين عنوان مستقل . وهذا العنوان لبيان خصائصه الدائمة . وخصوصيات له في صفات خاصة ثابتة له مدة عمره
      فنقول : منها : اباء الضيم فله نحو خاص به قال (ع) لما ارادوا منه النزول على حكم يزيد . وابن زياد : " لا والله لا اعطيكم بيدي اعطاء الذليل . ولا اقر اقرار العبيد . " بل يقال : انه سن اباء الضيم وان اباة الضيم يتأسون به .. ومنها : الشجاعة : ولها كيفية خاصة به . ولذا قيل : الشجاعة الحسينية . فقد ظهرت منه في يوم الطف في حالته . شجاعة ما ظهرت من احد ابدا . ولم يتفق مثلها حتى لوالده الكرار (ع) ولا لغيره من المعروفين بهذه الصفة
      ومنها : العبادة : فله منها خصوصية هي انه اشتغل بها في بطن امه . فكانت تسمع منه الذكر والتسبيح ز الى ان رُفع رأسه على الرمح . وسُمع منه الذكر وقراءةالقران .. وهذه الخصوصية زائدة على ما قاله السجاد(ع) حين قيل ما اقلّ ولد ابيك . ؟ قال : العجب كيف وُلدت له . كان يصلي في اليوم والليلة الف ركعة .
      ومنها : مراعاة الحقوق: فقد علّم عبدالرحمن السلمي ولد الحسين (ع) سورة الحمد . فلما قراءها على ابيه اعطاه الف دينار والف حلة وحشا فاه درا وقال : اين يقع هذا من حقه .
      ومنها : العطاء للسائلين : فله (ع) خصوصية وهي الحياء عند العطاء . فالناس تعرض لهم حالة رد السائل وهو (ع) له حالات عجيبة تعرض له عندما يريد ان يعطيه سؤله . وتراه يرق على السائل بسبب الذل العارض له . حين اعطائه له لا لفقره واحتياجه وصعوبة ذلك . بل لاجل السائل وحيائه منه .
      فمن ذلك قضية الاعرابي الذي سأله فدخل البيت وشد له اربعة الاف درهم في ردائه فاخرجها له من شق الباب حياء من حين اراد ان يعطيه ثم انشد (ع)
      خذها فاني اليك معتذر
      واعلم باني عليك ذو شفقة
      لو كان في سيرنا الغذاة عصا
      امست سحابا عليك مندفقة
      لكن ريب الزمان ذو غيّر
      والكف مني قليلة النفقة
      ومن هذه الخصوصية . انه اعطى لسائل اتى اليه الفا فاخذها ينقدها
      فقال الخازن : بعتنا شيئا ؟ قال : ماء وجهي
      فقال الحسين (ع) صدق . اعطه الفا والفا والفا . الاول لسؤالك . والالف الثاني لماء وجهك . والالف الثالث . لانك اتيتنا
      واعطاه رجل رقعة . فقال له : حاجتك مقضية قبل قراءتها . فقيل له : هلا رأيت ما فيها . قال : يسالني الله عند وقوفه بين يدي حتى اقراها . وهذه الصفة الخاصة قد بلغت فيه بحث انه يستحي من ذل الجاهل حين يريد ان يعلمه . لا محض ذل السائل حين يريد ان يعطيه .
      كما ورد في الرواية : انه راى رجلا لا يحسن الوضوء . فاراد ان يعلمه فاستحى من ذله حين يتعلم . فقال لاخيه . نحن نتوضا قدامه . ثم نساله اي الوضوءين احسن ؟ ففعلا ذلك . فقال الاعرابي : كلاكما تحسنان الوضوء . وانا الجاهل الذي لا اعرف
      ومنها : رقة خاصة له على اهل الهموم والغموم . حتى انه دخل على اسامة بن زيد وهو محتضر ليعوده . فتأوه امامه . فقال : واغماه . فقال (ع) ما غمك يا اخي ؟ فقال : ديّن علي ستون الفا . فقال (ع) : علي قضاؤها . قال : احب ان لا اموت مديونا . فامر (ع) باحضار المال ودفعه الى غرمائه قبل خروج روحه
      ومنها : الصدقات : فقد تحققت منه خصوصية فيها . ما سمعت من غيره . وذلك انهم راوا في ظهره يوم الطف ثفنات . فسئل السجاد(ع) عنها ، فقال (ع) " ان ذلك مما كان ينقله في الليل على ظهره للارامل والايتام الومساكين . قال الراثي
      وان ظهرا غدا للبر ينقله
      سرا الى اهله ليلا لمكسور
      ومنها : شدة عزم وحزم خاص في التخليص من عذاب الله : ولذا اختار اشد التكاليف ليفوز بدرجة خاصة تؤثر شفاعته في المستوجبين للعقاب .وليس مقصودي بيان ذلك خاصة. انما غرضي كيفية اهتمامه بذلك حتى في حفظ اعدائه عن ذلك بالسعي في رفع العذاب عنهم . حتى انه لما اتى اليه من اتى لقطع الراس تبسم (ع) في وجهه ثم وعظه . واذا رأى انه لا يفيد فيهم التخليص الكلي كان يسعى لهم في التخفيف . كما في قضية هرثمة بن ابي مسلم لما لم تنجع فيه الموعظة . قال : فامض حيث لا ترى لنا مقتلا . ولا تسمع لنا صوتا . وكذلك للجعفي . كما سيجيء .
      ومنها : شدة خوفه من ربه : ولقد كان بحيث اذا توضأ . تغير لونه وارتعدت مفاصله . فقيل له في ذلك . فقال(ع) حق لمؤمن يقف بين يدي المالك القهار ان يصفر لونه وترتعد مفاصله . وقد تعجب الناس الذين شاهدوا حالته من شدة خوفه حتى انهم قالوا : ما اعظم خوفك من ربك . !.
      فقال(ع) " لا يأمن يوم القيامة الا من خاف الله في الدنيا
      اقول : فانظرالى سيد الشهداء يريد الوضوء لعبادة الله كيف ترتعد فرائصه ويصفر لونه . ونحن نشتغل بالكبائر الموبقة . ولا يحصل لنا اضطراب بوجه من الوجوه . فكيف ندّعي ان لنا في الحسين (ع) أسوة . وهو يرتعد عند افضل العبادادت . ونحن لا تاخذنا ادنى واهمة عند اشد المعاصي . ولا حول ولا قوة الا بالله .
      ومن صفاته الخاصة: مدحه بالنسبة الى المادحين . فنقول ، قد مدحه الله تعالى في كتابه العزيز بمدائح : منها - انه النفس المطمئنـــــة ، ومنها : انه كفل من رحمته( اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ) ، ومنها : انه من اعلى افراد الوالد الذي قضى ربك بالاحسان اليه ( وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا ) . فهل احسنت الى هذا الوالد يوما ؟ .. ومنها : انه قتل مظلوما غريبا ( ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا) .. ومنها : انه ذبح عظيم ( وفديناه بذبح عظيم ) ومنها : كهيعص،
      وقد سمــــــاه باسماء :
      الاول : الفجر، ( والفجر ) .
      الثاني الزيتون ، (والتين والزيتون ) .
      الثالث: المرجان ، ( يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان ) .
      وقد كتُب مدحه عن يمين العرش : " ان الحسيــــن مصباح الهدى وسفينــة النجــاة " .. وقد مدحه في الاحاديث القدسية بمدائح : منها ما في حديث وضع اليدين قال تعالى : " بورك من مولود عليه صلواتي ورحمتي وبركاتي " وقد وصفه بانه : " نور اوليائي وحجتي على خلقي والذخيرة للعصاة " .. كما سيجيء تفصيله في عنوان الالطاف الخاصة .. وقد مدحه رسول الله المصطفى (ص) بمدائح عجيبة ، منها انه قال له يوما : مرحبا بك يا زين السموات والارض . وقال ابي بن كيعب : وهل غيرك زين السموات والارض ؟ قال (ص) : يا اُبي والذي بعثني بالحق نبيا ان الحسين بن علي (ع) في السموات اعظم مما في الارض . وقد كتب الله في يمين العرش :" ان الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة " ثم اخذ بيده وقال : ايها الناس هذا الحسين بن علي فاعرفوه وفضّلوه كما فضّله الله تعالى " .. الى غير ذلك من الاحاديث والروايات
      وقد مدحه جميع الانبياء والملائكة . وعبدا الله الصالحين . لكن خصوصيته في الممدوحية انه ممدوح الاولياء . والاعداء . فقد اختص بمدح اعدائه له . فقد مدحه معاوية في وصيته ليزيد . ودحه بن سعد في بعض ابياته . ومدحه قتلته حين وقفوا لمبارزته واسهدهم . ومدحه شمر قاتله حين قال له : كفء كريم ليس القتل بيده عارا . ومدحه سنان حين اشتغل بقتله فقال:
      اقتلك اليوم ونفسي تعلم علما يقينا ليس فيه مكتم
      ولا مجال لا ولاتكتم ان اباك خير من تكلم
      ومدحه رافع رأسه حين جاء به الى ابن زياد فقال :
      املأ ركابي فضة او ذهبا اني قتلت السيد المحجبا
      قتلت خير الناس اما واباً وخيرهم اذ ينسبون نسبا
      وقد مدحه يزيد في مجلسه حين دخلت عليه هند زوجته في مجلس عام حاسرة . فغطاها فقال : اذهبي وابكي واعولي على الحسين صريخة قريش . فقد عجل عليه ابن زياد . * المصدر : مقتل الخوارزمي 2:74
      فاذا كان قول عدوه الفاسق الفاجر يزيد : اعولي عليه فما باكم ساكتون عن الباكاء . اما تنادون بالعويل على سيد شباب الجنان .
      خاتمة .. هذه نبذة من اوصافه ومدائحه . وقد حاولت امرا صعبا وانّى لي بمعرفة من قال (ص) في حقه بعد جميع ما تبين : " اعرفوه وفضلوه كما فضله الله تعال " .. فلنقتصر على ذكر صفة خاصة من خصائصه . وهي من فروع جميع الاضـــــــــــداد في صفاته . وتلك الصفة الخاصة انه (ع) موجب للحزن والسرور . وانه سبب الاسف وسبب الفرح . ، بيان ذلك : انه حيث كان سبب الحزن لكل مؤمن بالله . من اول خلقه الى يوم البعث لاسباب كثيرة قد اشرنا الى بعضها . وسنذكرها بل وقد صار سببا للحزن لاهل تلك النشأة التي هي ليست بدار حزن . فجعله الله تعالى سبب الفرح والسرور لكل مؤمن جبرا له . وفطرة . وذلك بأن الله تعالى خلق الجنة والحور من نوره حين الاشتقاق من الانوار كما في رواية عن انس بن مالك عن النبي المصطفى (ص) قال : " ان الله تعالى خلقني وخلق عليا وفاطمة والحسن والحسين قبل ان يخلق ادم حين لا سماء مبنية ولا ارض مدحية ولا ظلمة ولا نور ولا شمس ولا قمر ولا جنة ولا نار " فقال العباس : كيف كان بدءُ خلقكم ؟ فقال (ص) : يا عم لما اراد الله تعالى ان يخلقنا تكلم بكلمة . خلق منها نورا . ثم تكلم بكلمة اخرى خلق منها روحا . ثم مزج النور بالروح فخلقني . وخلق عليا وفاطمة والحسن والحسين . فكنا نسبحه حين لا تسبيح ونتقدسه حين لا تقديس " . فلما اراد الله تعالى ان ينشيء خلقه فتق نوري فخلق من العرش . فالعرش من نوري . ونوري من الله . ونوري افضل من العرش . ثم فتق نور اخي . فخلق منه الملائكة فالملائكة من نور علي . وعلي افضل من الملائكة . ثم فتق نور ابنتي الزهراء . فخلق منه السموات والارض . فالسموات والارض من نور ابنتي فاطمة . ونور ابنتي فاطمة من نور الله تعالى . وابنتي فاطمـــــــــة افضل من السموات والارض . ثم فتق نور ولدي الحسن . فخلق الشمس والقمر من نور ولدي الحسن . ونور الحسن من نور الله تعالى . والحسن افضل من الشمس والقمر . ففتق نور ولدي الحسين . فخلق منه الجنة والحور العين . فالجنة والحور العين من نور ولدي الحسين . ونور ولدي الحسين من نور الله تعالى . وولدي الحسين افضل من الجنة والحور العين " .
      والحسين عبرة كل مؤمن . وفرحة كل مؤمن . ومن العجائب : في هذه الخصوصية انه سبب الفرح به . وهو الجنة والحور العين . قد صار سببا لعروض الحزن لها . فهو سبب الحزن حين تسبب السرور . فان الجنة قد بكت عليه لما وقع طريحا . والحور العين قد لطمت عليه في اعلى عليين .
      واعجب من ذلك : انه حيث صار سببا لحزن الجنة . صار سببا لفرجها ايضا . فانها قد طلبت من ربها ان يزينها فزّين الله تعالى اركانها بالحسن والحسين عليهما السلام . فماست كما تميس العروس فرحا " .
      انتهى العنوان الثانـــــــــــــــــي

      تعليق


      • #4
        العنوان الثالث

        جزء من العنوان الثالث


        في خصائص صفاته واخلاقه وعباداته يوم عاشوراء
        لهذه الخصائص خصوصية ظهرت في صفاته وعباداته يوم عاشوراء بالخصوص . وهي منشأ جميع الخصائص . لا وهي امتثاله لخطاب خاص به من الل تعالى قد امتثله بعبداة خاصة به في يوم واحد . وتحققت بالنسبة اليه الطاف خاصة في مقابل اجزاء تلك العبادة او لنقل العبودية للرب . وهي عبداة ما تحققت من احد قبله . ولا تحصل لاحد بعده . وهي عبادة جامعة لما يتصور من العبادات البدنية الواجبة والمندوبة . ظواهرها وبواطنها . روحها وصورتها . واتى بأكمل افراد كل واحد منها .
        فعَبَد الله تعالى بجميع مفردات تلك الكلمة وتراكيبها . وبهيئة اجتماعها في ظرف يوم واحد . واظهر مع ذلك فيه جميع مكارم الاخلاق والصفات الحسنة . متلائمها ومتضادها . بأكمل افرادها . واضاف الى ذلك تحمل اعظم الشدائد
        والابتلاء الحاصل لكل مبتلى . والصبر عليها بأكمل انواعه . بل الشكر عليها بأكمل وجوهه . وحازت هذه العبادات من كل مزية وخصوصية موجبة للفضيلة ازكاها واسناها . وزادت على ذلك كل خصوصية للعبادة في الشدة التي هي من خصوصيات بعض الانبياء (ع) . والذين باهى اللهتعالى بهم ملائكته . لذلك حصلت له من جميع ذلك خصوصية عبادة لم يكن له شريك فيها . وبسببها اختص بنداء خاص بقوله عز وجل : " يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية" . واختص برضاه عن ربه تعالى ورضاه عنه " راضية مرضية : . واختص بعبودية خاصة وجنة خاصة منسوبة الى الله تعالى (فادخلي في عبادي وادخلي جنتــــــــي ) . فلنشرع في تفصيل هذه العبداة بعون الله تعالى فنقول :
        اعلم ان الله جل جلاله كلّف عباده بحسب مراتبهم . ودرجاتهم . ومصالحهم . فجعل لكل نبي شرعة ومنهاجا له . ولأمته . ولكل منهم خصائص بالنسبة الى اوصيائهم . كما جعل الله تعالى الملة الحنيفية السمحة السهلة لنبينا محمدا المصطفى صلوات الله عليه وآله . ولكن جعل له خصائص كثيرة تبلغ احدى وعشرين او ازّيد. وجعل لاوصيائه (ع) بالنسبة الى ما يتعلق بامامته ودعوته الى الدين احكاما خاصة مثبتة . ( في صحف مكرمة . مرفوعة مطهرة . بايدي سفرة . كرام بررة ) فجعل لكل واحد في ذلك تكليفا خاصا بيّنه لهم في صحيفة مختومة باثنتي عشرة خاتما من ذهب لم تمسه النار جاء بالصحف جبرئيل (ع) الىالنبي (ص) قبل وفاته . وقال : يا محمــــــد هذه وصيتك الى النخبة من اهل بيتك . قال (ص) : ومن النخبة ؟ قال (ع) : علي بن ابي طالب ووُلده .
        فدفعها النبي (ص) الى سيد الوصيين عليا (ع) وامره ان يفك خاتما منها . ويعمل بما فيه . ثم دفعها الى ابنه الحسن (ع) ففك خاتما فعمل بما فيه . ثم دفعها الى اخيه الحسين (ع) ففك خاتما . فوجد فيه : ان اخرج بقوم للشهادة . لا شهادة لهم الا معك . واشرِ نفسك لله تعالى . * اي بمعنى بع نفسك لله .، ثم دفعها الى علي بن الحسين صلوات الله عليهما ففك خاتما فوجد فيه : اطرق واصمت والزم منزلك واعبد ربك حتى يأتيك اليقين . ولما كان من التكليف المختص بالحسين (ع) " بع نفسك" والمراد به في خصوص يوم القتال . فلا بد ان يجمع في ذلك اليوم بين كل عبداة بدنية وقلبية وفعلية وتركية . واجبة . ومستحبة بانواعها واقسامها واصنافها . واشخاصها . المشتركة بين وبين غيره . والمختصة به (ع) . فاستحق المعاملة الكلية مع الله تعالى . وان يعطيه كل ما يمكن ان يعطيه المخلوق . وقد فعل ذلك .
        وحصلت له بإزاء ذلك الطاف خاصة جليلة . وخفية . وتفصيل هذه المعاملة . وبيان هذه العبادة . انما يتحقق بأن نعنون للعبادات والاخلاق على نحو ما في كتب الفقه . ثم نذكر كيفية تاديته لها . ثم بعض خصوصيات جمعها وتركيبها .
        كتاب العبادات البدنية الواجبة
        وفي ابواب
        الاول : باب الطهارة الظاهرية العامة : فقد اغتسل ليلة شهادته بماء اتى به ولده علي مع علمه بانهم يضطرون اليه . . وهذا من خصائصه فاختص بالجمع بين اقسام الطهارات . ثم تطّهر بطهور خاص : هو دم قلبه فتوضأ منه بغسل الوجه . ثم اغتسل غسل ترتيب بدمائه . فغسل بها رأيه ثم بدنه ثم غسل بها غسل ارتماس تارة اخرى .
        واما الباطنية الخاصة : فقد توضأ في يوم العاشر بوضوء خاص . فملأ كفه من بعض دمائه وغسل بها وجهه وخضبه . ثم تيمم صعيدا طيبا مباركا فمسح به وجهه واضعا عليه جبهته حينما تهيا لتسليم ما باعه لله تعالى .
        الثاني باب الصلاة : في الزيارة الجامعة ورد : واقمتم الصلاة . وفي زيارة الحسين (ع) بالخصوص : واقمت الصلاة . فله اقامة الصلاة المختصة به . فقد صلى في ذلك اليوم بأربعة اقسام من الصلوات .
        القسم الاول : الوداع لصلاة الليل . وهي التي لها استمهل القوم ليلة عاشوراء
        القسم الثاني : صلاة الظهر في ذلك اليوم على طريقة صلاة الخوف . بنحو خاص به غير صلاة عسفان وذاتالرقاع وبطن النخل * عسفان اي : موضع بين مكة والمدينة . وذاتالرقاع : مخازن بنجد كانت تمسك الماء لبني كلاب . وبطن النخل : قرية قريبة من المدينة على طريق البصرة .
        القسم الثالث : روح الصلاة من اسرار افعالها واقوالها وكيفيتها على ما هو مذكور في كتاب الصلاة
        القسم الرايع : صلى صلاة خاصة به بتكبير خاص وقراءة خاصة وقيام خاص وركوع خاص وسجود وتشهد وتسليم ، احرم لها حين نزل من الفرس وقام حين وقف راجلا. وركع حين كان ينوء اي : ينهض ويقوم . ويكبو اي : يسقط . وقنت بقوله :
        اللــــــــــــهم متعال المكان . عظيم الجبروت . شديد المحال . غنيا عن الخلائـــق . عريض الكبرياء . قادرا على ما تشاء . قريب الرحمة . صادق الوعد . سابغ النعمة . حسن البلاء . قريبا اذا دعيت . بمحيطا بما خلقت . قابل التوبة لمن تاب اليك . قادرا على ما اردت . ومدركا ما طلبت . شكورا اذا شكرت . وذكورا اذا ذكرت . ادعوك محتاجا وارغب اليك فقيرا . وافزع اليك خائفا . وابكي اليك مكروبا . واستعين بك ضعيفا واتوكل عليك كافيا . احكم بيننا وبين قومنا فانهم غرّونا . وخدعونا وخذلونا وغدروا بنا . وقتلونا ونحن عترة نبيك . وولد حبيبك (ص) الذي اصطفيته بالرسالة . وائتمنته على وحيك . فاجعل لنا من امرنا فرجا ومخرجا . برحمتك يا ارحم الراحمين "
        ثالثا : باب الصوم : قد وقع التكليف به مختلفا . . وهو اثنا عشر قسما ذكرتها في فصل مستقل . واعلاها صوم الحسين (ع) . فقد اتى بصوم امسك فيه عن الطعام وشرب الماء واضاف اليهما الامساك عن جميع علائق القلوب والابدان . ولذا جعل الله تعالى لصومه افطارا خاصا اهداه اليه على يد نبيه صلى الله عليه وآله وسلم . وهو منتظر لوقت الافطار . كما اخبره به ولده علي الاكبر عليه السلام . وقال : هذا جدي بيده كأس مذحورة لك .
        رابعا : باب الجنائز : يجب تجهيز الاموات وتغسيلهم وتكفينهم وتحنيطهم الوصلاة عليهم . الا الشهيد في المعركة . فيجب الصلاة عليه ودفنه بثيابه . ويستحب التشييع لجنائزهم وحملها . والتربيع في حملها . وغير ذلك . الا الحسين (ع) لم يتمكن من الواجبات . ولعله اتى بأقل الواجب من الصلاة حسب الامكان . واما الدفن فروي انه (ع) حفر لرضيعه بسيفه فدفنه . لنكات :
        الاول : التمكن منه وحده
        الثاني : ان لا يقطع رأسه
        الثالث : ان لا يبقى مطروحا ثلاثة
        الرابع : ان لا يرض بحوافر الخيول
        الخامس : عدم القدرة على النظر اليه
        ولا ننسى انه روي ان اكثر من رضيع للحسين قتل يوم الطف . نعم قد فعل ما تمكن منه . من حمل الاجساد وجمعها ووضع بعضها على بعض . فاذا وجد من يحمل الجنازة معه فعل . ومع عدم الوجدان كان (ع) يحمل بنفسه ويشيع ويربع
        خامسا : باب الزكاة والصدقات : فقد ادى زكاة البدن . وزكاة المال . لا العشر وربع العشر . بل جميعه حتى الثوب العتيق الذي لاقيمة له . ودفع ليلة عاشوراء اثوابا قيمتها الف دينار لفك الرقاب .وهو كما ورد في اللهوف لابن طاووس 41
        سادسا : باب الحج: قد امتاز حجه من عباداته بخصوصيات . سنذكرها في عنوان ما يتعلق منه ببيت الله ان شاء الله تعالى .
        سابعا : باب الجهاد . في زيارة الجامعة . وجاهدتم في الله حق جهاده . وفي زيارة الحسين (ع) بالخصوص: اشهد انك قد جاهدت في الله حق جهاده . . نعم له خصوصية (ع) في الجهاد فاُمر بجهاد خاص في احكامه لم يؤمر به احد قبله . وذلك من وجوه :
        الاول : ان من شرائط الجهاد في اول الاول ان يكون الواحد بعشرة لا اكثر . فيلزم ثبات كل واحد في مقابل عشرة من الكفار . ثم خفف الله تعالى عنهم . وعلم ان فيهم ضعفا فجعل شرط الوجوب ان يكون الواحد باثنين . فلم يوجب الجهاد اذا كان عدد العدو عشرة اضعاف المجاهدين . ولكن قد كتب عليه القتال وحده في مقابل ثلاثين الفا او اكثر .
        الثاني: انه لا جهاد على الصبيان ولا على الهرم . وهو الشيخ الكبير . وقد شرع الجهاد في واقعته على البيان مثل القاسم (ع) وابن العجوز سلام الله عليهما . بل على مثل عبدالله بن الحسن (ع) وعلى الشيخ الكبير كحبيب بن مظاهر سلام الله عليه .
        الثالث: ان لا يظن الهلاك . ولكنه (ع) قد علم بأنه يقتل . فقال لاصحابه : اشهد انكم تقتلون جميعا ولا ينجو احد منكم الا
        ولدي علي . ثم ان اعداءه خالفوا في سلوكهم معه حتى الاحكام التي جعلها الله تعالى للقتال مع الكفار وهي كثيرة . منها : عدم القتال في الشهر الحرام . ولكنهم قاتلوه فيه . . ومنها : ان لا يقتل صبي ولا امراة من الكفار . ولكنهم قتلوا منه صبيانا بل رضعا . فرضيعا حين اراد تقبيله ورضيعا حين اراد منهم ان يسقوه . ومنها : ان لا يحرق زرعهم . وقد احرقوا بعض خيامه اثناء حياته . وارادوا حرقها مع من فيها فخاب كيدهم ولكنهم احرقوا بعضها الاخربعد قتله .. ، ومنها ان لا يهجموا دفعة اذ الشرط الوحدة في المبارزة . ولو مع الكفار . ومنها : ان لا يبدؤا في الهجوم قبل الظهر بلالعصر حتى لا تطول المقاتلة . ويحول الليل بينهم لئلا يستأصلوا . ومنها : ان لا ينقل ( رأس ) من المعركة كما جاء في كتاب المبسوط للشيخ السيوطي 2:33 . وقيل انه يكره نقل رؤوس الكفار الا مع نكاية بهم . فأصل قطع راس الكافر جائز ونقله في ارض المعركة جائز . ولكن لا يجوز ان ينقل من الميدان ومحل الحرب الى مكان اخر. ، ومنها : ان لا يسلب كبير الكفارالا اذا قتل . حتى ان عليا (ع) لما قتل عمرا وهو الكفر كلع . لم يسلب منه حتى درعه الذي لم يكن له نظير في ذلك الزمان على ما قيل ولم يكن من لباسه وقد سئل (ع) عن ذلك فقال : انه كبير قوم
        ولا احب هتك حرمته . وذلك حينما قال المصطفى (ص) فيه : برز الايمان كله الى الشرك كله . وبذلك فرحت اخته لما رأت اخاها غير مسلوب . وعلمت ان قاتله علي عليه السلام . فكان فرحها لشيئين : احدهما : ان قاتله كفء كريم . وشخص جليل لذا قالت : لو ان قاتل عمر غير قاتله لكنت ابكي عليه أخر الابد
        وثانيهما : انه (ع) قد احترمه بعدم سلب درعه . لذا قالت : " لا رقأت دمعتي ان اهرقتها " . ، تعني ان سروري باحترام قاتلك لك قد انساني مصيبة فتلك فلا ابكيك . بل يقال انها هلهلت فرحا . وقالت : يا اخي عشت طويلا جليلا مكرما . وقتلت بيد جليل محترما . ثم انشدت :
        لكن قاتله من لا يعاب له وكان يدعى قديما ببيضة البلد
        فما ادري لو كان قاتل اخيها ابن راعية معزى . ابقع ابرص من ارذل الناس . فما كانت تصنع ؟
        ومنها : ان لا يمّثل بقتيل من الكفار حتى ان امير المؤمنين (ع) نهى عن المثلة بأشقى الاشقياء من الاولين والاخرين . وهو ابن ملجم . فقال : اذا متُ فلا تمثلوا به بعدي . وهذا الحكم ثابت عند الكفال . وعبدة الاصنام . ايضا . في الجاهلية . ، حتى بالنسبة الى المسلمين الذين قـُتلوا فإن ابا سفيان لما وقف يوم اُحد على الشهداء . بعد فرار المسلمين في الاطراف . ورأى حسد الحمزة . جاء اليه ووضع الرمح على فمه وضعاً وشمت بقتله . وقال : ذق يا شاق يا عاق . لكن لما رأى المثلة في اصابعه . وبطنه واخراج كبده . صاح بأعلى صوته : يا اتباع محمد ان قتلانا في قتلاكم مثلة . والله ما امرت بهذا ولا رضيت به
        ولكن قد امر بأعظم المثلة دعيُ ابي سفيان . فكتب الى بن سعد : " اذا قتلت حسينا (اركب ) الخيل ظهره وصدره ولست ارى : ان هذا يضر بعدالموت شيئا . لكن على قول قد قلته : لو قتلته لفعلت هذا به "
        ومنها : الا يُمر بنساء الكفار اذا اسرن على رجالهن القتلى . ولذا عاتب المصطفى (ص) بلالا حين مر بصفية . اسيرة على قتلى اليهود . حتى ارتجف وارتعدت فرائصه . ولكن عظمة المصيبة بالنسبة الى سبايا آل محمد (ص) ليست في مجرد المرور بهن على قتلاهن مضرجين بالدماء . بل في اصطحابهن لقتلاهن اياما كثيرة . تزيز على الشهر . وكون رؤوس القتلى بمنظرهن . ، ومنها : ان النساء من الكفار اذا اُسرن واسترققن وكنّ من بنات السلاطين فلا يعرضن للبيع في الاسواق . ولا يوقفن في المجالس . ولا تكشف وجوههن كسائر نساء الكفار .، ولكن روي عن الباقر (ع) : انه حيء بسبايانا الى الشام مكشفات الوجوه . فقال اهل الشام ما رأينا سبايا احسن وجوها من هذه السبايا ز ومع ذلك فقول الشامي ليزيد : هب لي هذه الجارية . يقرع الكبد اكثر من العرض للبيع
        ثامنا : باب الامر بالمعورف والنهي عن المنكر : له (ع) من ذلك قسم لم يكلف به غيره حتى انه تبسم في وجه قاتله ووعظه لما اراد قتله .
        ووعظ رأسه الشريف الراهب ودعاه الى الحق فأسلم على يديه


        كتاب العبادات المستحبة
        اولا باب سقي الماء : والظاهر انه مستحب حتى للكفار في حال العطش . والبهائم ز وواجب في بعض الاوقات . واجره اول اجريُعطى يوم القيامة كما ورد في كتاب من لا يحضره الفقيه 36:2 وقد تحققت منه (ع) انواع السقي كلها حتى السقي للمخالفين له والسقي لدوابهم بنفسه النفيسة . وسقي ذي الجناح فقال : اشرب وانا اشرب
        وحصلت منه انواع الاستسقاء كلها حتى بحفر البئر بيده الشريفة . وبالسؤال منهم بلسانه وبرسوله مقللا لكميته حتى بلغ السؤال لقطرة ايضا .
        ثانيا باب الاطعام : " في يوم ذي مسغبة . يتيما ذا مقربة . او مسكينا ذا متربة " . وكفى في فضله ان الخلاص من العقبة قد حمل عليه في الاية الشريفة . والحسين (ع) لم يتمكن من هذه العبادة بالخصوص مع ان يوم عاشوراء . علاوة انه كان يوما ذا عطش فقد كان يوما ذا مسغبة ايضا ، لان الطعام كان مفقودا عندهم في ذلك اليوم . ولذا قال السجاد عليه السلام : قتل ابن رسول الله جائعا . قتل ابن رسول الله عطشان " . لكن من جهة شدة العطش لم يتحقق ذكر الاستطعام . لانه مذلة عظيمة لا تتحملها النفوس الابية . بل وتستنكف الاطعام وان حصل بدون استطعام في هذهالحالة . ولذا لما اطعم اهل الكوفة الاطفال التمر والجوز . صاحت بهم
        ام كلثوم (ع) " يا اهل الكوفة ان الصدقة علينا حرام . واخذت هي وزينب ما في افواه الاطفال . ورمته اليهم . فان الطعام في هذه الحالة صدقة فيها اهانة وذلة . فيحرم عليهم وان لم يكن زكاة .
        ثالثا : باب ملاطفة الاباء اولادهم : فانه مستحب . ولتفريحالبنات خصوصية في الفضيلة . وقد تحقق ذلك منه باحسن وجوهه . وذلك بتسلية ابنته الصغيرة سكينة (ع) ، بتقبيل وجهها ومسح رأسها وتسليتها فما ازدادت الا غصة وحزنا
        رابعا : باب رد العادية واغاثة الملهوف : له من هذين المستحبين ما لم يتحقق لغيره منذ صارا من المستحبات . فقد رد العادية احسن رد لما صرخت النساء حين الاحاطة بهن فقال لهن : اقصدوني بنفسي واتركوا حرمي . ، وقد اغاث اثنين وسبعين لهيفا
        من اصحابه (ع) حين كانوا ينادونه اذا صرعوا ليحضر عندهم . فاغاثهم كلهم . وأغاث سبعة وعشرون لهيفا
        من اهل بيته (ع) . نعم عزّ عليه ويعزذ علينا . ان بعض اغاثاته صارت سببا لشدة المصيبة على من اغاثه . كما اتفق في اغاثته لابن اخيه على ما سيجيء ان شاء الله . ولذا قال (ع) " عزّ والله على عمك ان يجيبك فلا ينفعك ..."
        خامسا : باب ادخال السرور على المؤمن . وزيارته : وهما من افضل الاعمال . كما في الروايات . وقد سعى (ع) في ادخال السرور على المؤمنين والمؤمنات في ذلكاليوم بتسليات وملاطفات . وامر بالصبر . ووعظ . لكن حيث ان الميدان ارض كرب وبلاء بذاته . وان يوم عاشوراء يوم اسف وحزن بذاته . لم يمكن ان يحصل سرور في قلوبهم . واما الزيارة فقد حصلت منه بعناوين مختلفة
        سادسا : باب عيادة المريض : التي ورد فيها : ان عيادة المؤمن بمنزلة عيادة الله جل جلالـــــــــــه . وقد ظهر منه (ع) عيداة للمرضى والمجروحين حين دعوه اليهم ليعودهم فلم يكتف بمحض المجيء والجلوس عندهم . بل كان يخص بعضهم بملاطفات خاصة . وخصوصا الغرباء منهم . كالعبد الاسود . والغلام التركي الذي جاء اليه ووجده قتيلا
        ولكنه (ع) اراد عيادة واحد منهم فلم يتحقق ذلك وهو ابنه . فانه لادبه لم يدعه . لكنه لما سمع سلامه جاء اليه عالما بانه لا يدركه حيا . فصاح : يا بني قتلوك . ، نعم تحققت منه عيادة لولده السجاد (ع) وسؤال عن حاله حين اراد المبارزة . لكنها كانت اخر عيادة لموت العائد الصحيح قبل المريض المعاد . وتفصيلها في عنوان الشهادة .
        سابعا : باب تلاوة الذكر والدعاء : اما التلاوة فقد كان يتلو كتاب الله تعالى آناءالليل . واطراف النهار . ومع ذلك فقد استمهل الاعداء ليلة عاشوراء لامور فاتح احدها التلاوة فقد اهتدى بسماع تلاوته ومناجاته ثلاثون رجلا في تلك الليلة . وعبروا اليه من عسكر ابن سعد . واستشهدوا بين يديه . وتلا القران الكريم في يوم عاشوراء في مقامات خاصة : احداها حين وقف لولده قبالةالوم . وقد دامت تلاوته الى حين رفع رأسه علىالرمح . فسمعت منه سورة الكفه . واما الذكر فان جميع حالاته وافعاله واقواله وحركاته وسكناته من عصر تاسوعاء الى عصر عاشوراء كانت ذكرا لله تعالى . وتذكرا للميثاق . وتعاهدا له . حتى ادى امانته . ولم ينشغل بشيء من اللوازم البشرية والجسدية حتى اكل الطعام . هذا مع انه كان رطب اللسان دائما بالذكر حتى حين يبس لسانه . ، واما الدعاء فقد اشتغل به من اول الليل . وهو احد الامور التي استمهل الاعداء لاجلها ليلة عاشوراء . فاشتغل به في تلك الليلة الى الصباح . ودعا اول الصبح بقوله :
        " اللهم انت ثقتي في كل كرب . ورجائي في كل شدة . وانت لي في كل امر نزل بي ثقة وعدة . كم من هم يضعف فيه الفؤاد . وتقل فيه الحيلة . ويخذل فيه الصديق . ويشمت فيه العدو . انزلته بك وشكوته اليك . رغبة مني اليك عمن سوال . ففرجته "
        ثم كان اخر دعاء دعا به وهو طريح :" اللهم متعالي المكان عظيم الجبروت - والذي مرّ ذكره آنفا .
        كتاب العبادات القلبية والصفات الحميدة
        اعلم انه (ع) قد ابرز الاعلى من جميع مكارم الاخلاق في ذلك اليوم ز ولنذكر اولا الاخلاق

        تعليق


        • #5
          لكم الاعتذار

          اعتذر عن اكمال الكتاب حيث تلك حقوق نشر محفوظة لاصحابها . وكتابة كتاب غير متوفر في الشبكة يعد تطاولا على حقوق البعض من المنتفعين من بيع الكتاب .دمتم بخير

          تعليق


          • #6
            لكم الاعتذار

            اعتذر عن اكمال الكتاب حيث تلك حقوق نشر محفوظة لاصحابها . وكتابة كتاب غير متوفر في الشبكة يعد تطاولا على حقوق البعض من المنتفعين من بيع الكتاب .دمتم بخير

            تعليق


            • #7
              الان كتاب الخصائص الحسينية كاملا

              تعليق


              • #8
                شكر لك عزيزي جزاك الله كل الخير

                تعليق

                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                حفظ-تلقائي
                x

                رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                صورة التسجيل تحديث الصورة

                اقرأ في منتديات يا حسين

                تقليص

                لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                يعمل...
                X