بقلم /حمزة الحلفي/جريدة الصباح
وجدتمن الضروري أن اروي هذه الحادثة التي مرت عليها ثلاثة عقود مضت، ومسرحهذا الحادث في مدينة الثورة - الصدر حالياُ - خلال أيام عاشوراء التي يحتفل بهااهالي قطاعات هذه المدينة من خلال استعراض طقوسهم الخاصة ممثلة بمواكب العزاءالحسيني (الزنجيل) التي تملأ شوارعها الضيقة والشبيهة ببعضهاحتى تستمر على مدى الأيام العشرة لتنتهي ب( التشابيه) الكبيرة ضحىاليوم العاشر اضافة لزحمة قدور طبخ الهريسة والقيمة وصينية القاسم المحشودة بالحناءوالحلوى والشموع احتفاءُ منهم بـ(عرس القاسم) الذي استشهد في واقعة الطف وهو فيعرسه الذي تحول الى شهادة، ناهيك عن المجالس الليلية التي يتناوب على منابرها قراءالمقتل الحسيني ووفقاُ للمناسبة التي تقترن بالليلة، فمثلاُ اليوم السابع مخصصلشهادة الأمام العباس(ع) يسبقه اليوم الأول لشهادة مسلم بن عقيل(ع) مع ان شهادتهخارجة عن اطار التشبيه الجماعي حيث يتم أخذ من يقوم بدوره تشبيهاُ الى سطح احدالبيوت ليلقى به على الأرض كما فعل ذلك عبيد الله بن زياد بمسلم وهاني بن عروة حينأمر حراسه بالقائهما من فوق قصر الأمارة ، ومن الطبيعي كان كل هذا يتم بالايحاءالذي يتوجب القاء ممثل الشخصية دونما دفعه الى الأرض لتتم العملية بسلام ، اماالحادثة التي دفع ثمنها الحلاق (ابو جميل) الذي انتدب ذلك العام ليكون شبيهاُ لمسلمبن عقيل من قبل احدى العشائر التي كان لها موكبها الحسيني الخاص بها حيث جاءوا بهمكبلاُ بالسلاسل ووضعوه فوق سطح دار احدهم بعد أن اغرقوه بماء(الطرشي) كبديل لونيللون الدم ، وبين تعالي صياح النسوة الحاضرات كمتفرجات على المشهد المأساوي وصياحابو جميل منادياُ الأمام الحسين محذراُ بأعلى صوته أن لايأتي بعدما أتضح لديه غدراهل الكوفة والجو المشحون بالانتماء لهذه الفجيعة وزيادة في التقمص اللاشعوري تقدمأحد الحراس ليدفع ابو جميل الحلاق الى الأرض الصلبة ساكتاُ دون حراك مصاباُ بكسوربليغة اقعدته الفراش لمدة من الزمن وهو يقول لزائرية الذين أخذوا بالتدفق عليهللأطمئنان على صحته :
ما أصابني فداء لأبي عبد الله مشيراُ لمرافقه الذي دفع بهالى الأرض : هذا شريكي في الثواب وابن عمي الاصغر .. عفواً نسيت ان اذكر لكم ان ابوجميل مسلم سني ..
تحياتي
تعليق