إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

الحسين بن علي عليه السلام

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الحسين بن علي عليه السلام

    الحسين بن علي / عليه السلام
    عاشـوراء .. الحزن النبيل
    لقد جئتم شيئاً إدّا،تكاد السموات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدّا
    صدق الله العليالعظيم
    مريم : 89‏ ـ‏90‏
    لا يوم كيومك يا أباعبدالله
    وهلت ريح المحرّم يا سيدي الإمام
    هلّت بعطر أنفاسك .. وصهد دمائكالتي لم تزل لعنتها تلاحقنا يوماً بعد يوم
    وتعود الذاكرة قسراً أربعة عشر قرناًحين شهدت أرض السواد يوماً فاصلاً في تاريخ المسلمين، اليوم الذي عطر ثراها بدمائهسيد الشهداء الإمام الحسين بن عليّ - عليه السلام - ومعه سبعون من صحبه الذين قضوامستبسلين بسيوف جيش يزيد بن معاوية بن ابي سفيان الذي اغتصب خلافة المسلمين حينانتزع ابوه البيعة له قبل موته، وكان بهذا أول من سنّ سنّة "المُلك العضود" الذي لمنزل نكابده جيلاً بعد جيل، بينما تجاوزت عاشوراء الحدث التاريخي، وأصبحت رمزاًوأيقونة لها دلالتها ومعناها الذي يفوق أي معنى بعده في تاريخ المسلمين .
    حين وقفالحسين وصحبه الكرام وحدهم في هجير كربلاء ونار قيظها الموقدة، وكان من اليسيرعليهم، وآلاف الجنود يحاصرونهم، أن ينطقوا عبارة واحدة هي: (نبايع يزيد)، فتنجورؤوسهم من سيوف بنو أمية, لكنهم أبوا.. وهم يعلمون ان ثمن الـ "لا" هوالشهادة .
    كرب وبلاء .. يومٌ اختزل حال الأمة، وربما حال الإنسانية بأسرها، حينجاز الركب ساحة المعركة حيث الأشلاء مبعثرة في الدماء‏، فيروي الإمام الطبريبإسناده عن قرة بن قيس التميمي، قال ‏:‏ فما نسيت من الأشياء لا أنسى قول زينب بنتفاطمة حين مرت بأخيها ‏‏الحسين صريعا: يامحمداه يامحمداه، صلت عليك ملائكة السماء،‏هذا الحسين بالعراء مزمل بالدماء، مقطع الأعضاء،‏ يا محمداه، هذه بناتك سبايا،وذريتك مقتلة تسفى عليها الصبا، قال قرة :‏ فأبكت كل عدو وصديق
    ودخل موكب الحسينالكوفة
    ووقفت الجموع من أتباعيزيد محتشدة تشهد نساء بيت النبوة‏ في طريقهن إلى عبيد الله بن زياد " أو ابن أبيه (هذه التسمية كونه ابن سفاح)، وقد لبست العقيلة أرذل الثياب وتنكرت الكوفة، ثمأرسلت بصرها بعيدا،‏ حيث جثث الشهداء من أهلها ممزقة مبعثرة بالعراء‏، حتى استقرتعيناها أخيرا علي أولئك الباكين، فأشارت إليهم أن اسكتوا فنكسوا رؤوسهم خزيا وندمافي حين مضت تقول
    أما بعد يا أهل الكوفة، أتبكون؟ .. فلا سكنت العبرة ولا هدأتالرنة، إنما مثلكم مثل التي ‏‏نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا‏,‏ تتخذون أيمانكم دخلابينكم ألا ساء ما تزرون‏
    أي والله فابكوا كثيراً، واضحكوا قليلا‏,‏ فقد ذهبتمبعارها وشنارها، فلن ترحضوها بغسل أبدا‏.‏ وكيف ترحضون قتل سبط خاتم النبوة ومعدنالرسالة‏,‏ ومدار حجتكم ومنار محجتكم‏,‏ وهو سيد شباب أهل الجنة
    أتعجبون لوأمطرت دما؟ ألا ساء ما سولت لكم أنفسكم‏,‏ أن سخط الله عليكم وفي العذاب أنتمخالدون
    أتدرون أي كبد فريتم،‏ وأي دم سفكتم، وأي كريمة أبرزتم؟‏ لقد جئتم شيئاادا، تكاد السموات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدّا
    قال من سمعها‏ : فلمأر والله خفرة أنطق منها‏، كأنما تنزع عن لسان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، فلاوالله ما أتمت حديثها حتى ضجّ الناس بالبكاء وذهلوا،‏ وسقط ما في أيديهم من هول تلكالمحنة الدهماء‏
    ثم لوت رأسها عنهم، ومضت مُسّيرة إلى حيث أريد لها أن تمضي‏ هيوالسبايا من آل بيت النبوة
    مضت حتى بلغت دار الإمارة، فأحست شجّاً ومرارة فيحلقها، إنها تعرف كل قطعة في هذي الدار، فقد كانت دارها أيام كان أبوها أميرالمؤمنين ـ عليه السلام ـ ملء الدنيا والحياة‏
    وترقرقت الدموع في مقلتيها، لكنهاأبت عليها أن تذل، واستجمعت شجاعتها وهي تجتاز الساحة الكبرى حيث رأت ـ شقيقيهاالحسن والحسين ملء القلوب والأبصار‏
    ووضعت يمناها علي ما بقي من قلبها خشية أنيتصدع حين أشرفت على القاعة الكبرى، ورأت عبيد الله بن سمية جالسا حيث اعتاد أبوهاالإمام أن يجلس‏:‏ يستقبل الوفود‏,‏ ويجتمع بالرسل والأمراء والولاة
    إنهاتدخلها اليوم أسيرة يتيمة ثكلى،‏ فقدت أباها‏ وولدها وشقيقيها وبقيةآلها‏.‏
    ودتّ اذ ذاك لو أنها نفست عن أشجانها بدمعة‏‏ لكنها كرهت أن تلقيالطاغية ذليلة باكية،‏ لم تكن قط كما هي اليوم،‏ بحاجة إلى أن تلوذ بجلدها وعزةبيتها، وشرف آلها، وعراقة نسبها، لكي تقف الموقف الجدير بعقيلة بني هاشم‏.‏ بعد أناجتاح الإعصار كل من كان لها من الرجال
    وتقدمت العقيلة في مهابة تحف بهانساؤها‏,‏ فأخذت مجلسها دون أن تلقي بالا إلى الأمير الطاغية‏,‏ وأخذتها عيناه وهيتجلس بادية الترفع‏,‏ قبل أن يؤذن لها في الجلوس‏,‏ فسألها‏ من هذهالجالسة؟
    فلم تجبه.‏ قال ذلك ثلاثا‏,‏ كل ذلك وهي لاتكلمه‏ وأجابت إحدىإمائها‏:‏ هذه زينب ابنة فاطمة الزهراء
    قال لها ابن زياد وقد غاظه ما كانمنها‏:‏ الحمد لله الذي فضحكم وقتلكم، وأكذب أحدوثتكم‏
    فردت عليه بازدراء:‏الحمد لله الذي أكرمنا بنبيه صلي الله عليه وسلم وآله، وطهرنا من الرجس تطهيرا،إنما يفضح الفاسق ويكذب الفاجر‏ وهو غيرنا والحمد لله‏.‏
    قال‏:‏ كيف رأيت صنعالله بأهل بيتك؟
    أجابت وما يزايلها ترفعها‏: وشممها
    كتب عليهم القتل فبرزواإلى مضاجعهم‏,‏ وسيجمع الله بينك وبينهم فتختصمون عنده‏.‏
    تضاءل الطاغية وان قالفي اشتفاء وغضب‏:‏
    ـ قد شفي الله نفسي من طاغيتك والعصاة المردة من أهلبيت
    فردت عبرتها وهي تقول ‏:‏ لعمري لقد قتلت كهلي، وأبرت أهلي، وقطعت فرعي،واجتثثت أصلي، فإن يشفك هذا فقد اشتفيت‏.‏
    فقال في غيظ‏:‏ هذه سجاعة، لقد كانأبوها سجاعا شاعرا
    فقالت في رزانة صارمة‏:‏ ما للمرأة والسجاعة؟ ان لي عنالسجاعة لشغلا‏. فرد عنها بصره‏,‏ وعاد يتأمل في وجوه أسراه حتى استقرت عيناه علىعلي الأصغر بن الحسين فأنكر بقاء فتى منهم حيا وسأله‏:‏ ما اسمك؟
    قال‏:‏ أنا عليبن الحسين
    فعجب ابن زياد وتساءل‏:‏ أو لم يقتل الله عليّ بن الحسين؟
    فسكت عليوعاد ابن زياد يستحثه‏:‏ ما لك لاتتكلم؟
    قال‏:‏ قد كان لي أخ يقال له أيضا عليفقتله الناس‏.‏
    قال ابن زياد ان الله الذي قتله‏
    فأمسك علي لا يرد، ثم تلا،حين استحثه ابن زياد‏‏ الله يتوفي الأنفس حين موتها‏)..(‏ وما كان لنفسأن تموتإلا بإذن الله‏).‏
    فصاح الطاغية‏:‏ أنت والله منهم، ويحك، والله اني لأحسبهرجلا‏ً
    ثم أمر به أن يقتل، فاعتنقته عمته زينب وهي تقول
    ـ يا ابن زياد‏ حسبكمنا، أما رويت من دمائنا ؟، وهل أبقيت منا أحدا؟، ثم آلت عليه‏:‏ ليدعن الغلام، أوفليقتلها معه
    أطرق ابن زياد ملياً،‏ ثم نظر إلى القوم فقال‏
    عجبا للرحم،والله إني لأظنها ودت لو أني قتلتها معه‏:‏ دعوا الغلام ينطلق مع نسائه
    وأمر ابنزياد برأس الحسين فطيف به في الكوفة محمولاً على رمح من ذهب,‏ ثم أمر أن يوطأ صدرهوظهره وجنبه، فأجريت الخيل عليه ثم جعل الغل في يدي علي زين العابدينورقبته‏
    وسيق موكب أهل سيد الأنبياء والرسل وأشرف الخلق مرةأخرى إلى دمشق‏
    رأس الحسين، ورؤوسالسبعين من آله وصحبه الكرام، والأسرى من الصبية في الأغلال‏,‏ والسبايا من نساءالبيت النبوي محمولات على الأقتاب في حراسة بعض رجال ابن سمية
    لم يتكلم علي بنالحسين طوال الطريق‏.‏ولم تنطق عمته زينب‏ الطاهرة
    كانت المحنة خانقة لحدألجم لسانيهما فانطوي ابن الحسين علي نفسه صامتا يحدق في الأغلال‏.‏
    وراحت زينبترمق رءوس الشهداء من آلها واجمة صامتة‏، حتى اذا بلغوا دمشق سير بهم توا إلى حضرةيزيد بن معاوية، وصرخات النادبات من دوره تملأ الفضاء‏، وكان يزيد قد دعا أشراف أهلالشام فأجلسهم حوله، ووضع رأس الحسين بين يديه، ومعه قضيب ينكت به ثغره، فالتفت إلىأصحابه يقول‏
    هذا وإيانا كما قال الحصين بن الحمام المري‏:‏
    أبي قومناأن ينصفونا فأنصفت ............ قواضب في أيماننا تقطر الدما
    يفلقن هاما من رجالأعزة ............ علينا‏,‏ وهم كانوا أعق وأظلما
    فأنشد يحيي بن الحكم، أخومروان بن الحكم الأموي‏
    لهام بجنب الطف أدني قرابة ............ من ابن زيادالعبد ذي الحسب الوغل
    سمية أمسي نسلها عدد الحصي ........... وليس لآل المصطفىاليوم من نسل
    فضرب يزيد في صدر يحيي ثم استطرد قائلا وهو يشير إلى رأسالإمام الشهيد‏:‏
    أتدرون من أين أتى هذا؟ قال :‏ أبي علي خير من أبيه، وفاطمةأمي خير من أمه، وجدي رسول الله خير من جده، وأنا خير منه وأحق بهذا الأمر‏، فأماقوله‏:‏ أبوه خير من أبي فقد تحاج أبي وأبوه إلى الله وعلم الناس أيهما حكم له،وأما قوله‏:‏ أمي خير من أمه، فلعمري فاطمة بنت رسول الله خير من أمي‏.‏ وأماقوله‏:‏ جدي رسول الله خير من جده، فلعمري ما أحد يؤمن بالله واليوم الآخر يريلرسول الله فينا عدلا أو ندا،‏ ولكنه ـ أي الحسين ـ أتي من قبل فقهه، ولم يقرأ‏:‏قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء، وتنزع الملك ممن تشاء، وتعز من تشاء وتذلمنتشاء، بيدك الخير، إنك علي كل شيء قدير‏
    فقال له أبو برزة الاسلميرضي الله عنه‏:‏ أتنكت بقضيبك في ثغر الحسين؟
    لقد أخذ قضيبك في ثغره مأخذا ربمارأيت رسول الله صلي الله عليه وسلم يرشفه‏،‏ أما إنك يا يزيد تأتي يوم القيامة وابنزياد شفيعك‏، ويأتي هذا ومحمد شفيعه‏!‏ ثم قام،‏ فولى،‏ فقال يزيد
    والله ياحسين لو كنت أنا صاحبك ما قتلتك‏
    ثم أمر ابن زياد فأدخل نساء الحسين عليه‏,‏والرأس بين يديه‏,‏ فجعلت فاطمة وسكينة، ابنتا الحسين تتطاولان لتنظرا رأسأبيهما‏,‏ وجعل يزيد يتطاول ليستره عنهما‏.‏ فلما رأت النساء الرأس صحن‏,‏ فصاحتنساء يزيد في قصره وولولت بنات معاوية‏.‏ فقالت فاطمة بنت الحسين‏:‏ أبنات رسولالله سبايا يايزيد؟
    فقال‏:‏ يا ابنة أخي‏، أنا لهذا كنت أكره‏
    وجعل أهلالمجلس ينظرون إلى عقيلات البيت الهاشمي‏,‏ وقد كن ـ حتى أمس القريب ـ عزيزاتمنيعات مصونات‏، وذكروا عزة آلهن وشرف بيتهن، فغضوا من أبصارهم تهيبا إلا رجلا منأهل الشام ضخم الجثة أحمر الوجه، ظل يحدق في فاطمة بنت الحسين ـ وكانت شابة وضيئة ـبنظرات جشعة، فأجفلت منه خائفة مشمئزة، وقام الرجل الى يزيد فقال‏:‏ يا أميرالمؤمنين‏,‏ هب لي هذه‏ فأخذت فاطمة بثياب عمتها زينب مذعورة ترتجف‏ قالتالعقيلة وهي تحتضن بنت أخيها الشهيد‏
    ـ كذبت والله ولؤمت، ماذلك لك ولاله فغضب يزيد، وقال‏:‏ إن ذلك لي، ولو شئت أن أفعله لفعلت‏
    قالت‏ : كلاوالله، ما جعل الله ذلك لك إلا أن تخرج من ملتنا وتدين بغير ديننا، فاستثاره قولهاغضبا وتساءل منكرا‏ً
    ـ إياي تستقبلين بهذا؟
    فردت في عناد
    ـ بدين اللهودين أبي وأخي وجدي اهتديت يا يزيد، أنت وأبوك وجدك‏
    قال محنقا‏:‏ كذبت
    فهزترأسها استخفافاً وهي تقول:‏ إنما أنت أمير مسلط، تشتم ظالماً، وتقهر بسلطانك ، فلميجب‏.
    وساد القاعة وجوم ثقيل، ثم عاد الشامي يملأ عينيه من فاطمة ويقول‏
    ياأمير المؤمنين، هب لي هذه الجارية
    فصاح به يزيد: أغرب، وهبك الله حتفاًقاضيا
    الطبري‏:265/6
    كنت في كربلاء
    قال لي الشيخ: إن الحسين
    مات من أجل جرعةماء
    وتساءلت: كيف السيوف استباحت بني الأكرمين؟
    فأجاب الذي بصرتهالسماء
    إنه الذهب المتلألئ في كل عين
    إن تكن كلمات الحسين
    وسيوفالحسين
    وجلال الحسين
    سقطت دون أن تنقذ الحق من ذهب الأمراء !
    أفتقدر أنتنقذ الحقَ ثرثرةُ الشعراء ؟
    وعلى كل هذا يضل كثير من الناس وهميعرفون أنفسهم وكل الناس تعرفهم يترضون على يزيد قاتل ابن بنت رسول الله وأيضايترضون على أبيه معاوية بن أبي سفيان وهو الذي كان يشتم أمير المؤمنين علي بن ابيطالب عليه السلام من فوق المنابر
    ولكن لا أقول سوى أن الله تعالى يحشر المرءمع من أحب وهذا ما قاله الرسول الأكرم صلى الله عليه وآلهوسلم
    ولعن الله أمة تترضى على قاتل ابن بنتنبيها
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, اليوم, 07:21 AM
ردود 2
12 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة ibrahim aly awaly
بواسطة ibrahim aly awaly
 
يعمل...
X