تويت
طالوت وجالوت
هذا الزمان والمعركة الفاصلة
(لياتين على امتي ماتى على بني اسرائيل حذو النعل بالنعل والقذه بالقذه)
وقال تعالى(لتركبن طبقا عن طبق)
قال الامام الصادق(ع)(ان اصحاب طالوت ابتلوا بالنهر وان اصحاب القائم سيبتلون بمثل ذلك)
ومن هذايتوجب علينا دراسة قصة بني اسرائيل وما جرى بين اصحاب طالوت وجالوت من جهه وبين طالوت وجنوده من جهه اخرى لنقيسها على مايجري في العراق وخاصة عملية انشاء جيش الامام(عج) وتكامله
(وقال لهم نبيهم ان الله قد بعث لكم طالوت ملكا قالوا انى يكون له الملك علينا ونحن احق بالملك منه ولم يؤت سعة من المال قال ان الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم والله يؤتي ملكه من يشاء والله واسع عليم) البقرة247
لو اطلع القارىء الكريم على الايات التي سبقت سيكتشف إن بني إسرائيل قد استحكم فيهم جالوت وسار فيهم بما افقدهم جميع شؤون حياتهم المستقلة من الديار والاولاد وبلغ من اشتداد الامر عليهم ماانتبهت به قواهم الباطنة الخامده.فعند ذلك سئلوا نبيا لهم ان يبعث لهم ملكا يعيد اليهم كلمتهم ويجمع قواهم المتفرقة الساقطة عن التاثير ويقاتلوا في سبيل الله حيث كان هذا مطلبهم.....فاجابهم هل عسيتم ان كتب عليكم القتال الا تقاتلوا.. وهنا كان جوابهم وما لنا الا نقاتل في سبيل الله وقد اخرجنا من ديارنا وابنائنا.. حيث ان القتال يعني الجهاد وفيه حياة الامة.
فكان جواب نبيهم ان الامر الاول والاخر هو الله تعالى حيث ان الدعوة للجهاد صادره من الله حيث يقول هل (عسيتم....) وكذلك بعث الملك خلافا لما طلبوه من نبيهم(اذ قالوا لنبيهم ابعث لنا ملكا) ولم يقولوا( اسال الله ان يبعث لنا ملكا ) ومن هناك بدا اعتراضهم بعد ان ابلغهم (ان الله قد بعث لكم طالوت ملكا).
وبالجملة ان تصريح نبيهم باسم طالوت هو الذي اوجب منهم الاعتراض على ملكه وذلك لوجود صفتين فيه كانتا تنافيان عندهم الملك وهو قوله تعالى حكاية عنم قولهم (انى يكون له الملك علينا ونحن احق بالملك منه) ولم يقدموا دليلهم على احقيتهم بالملك. غير ان دليله كان امرا بينا كون بيت النبوة وبيت الملك في بني اسرائيل كانتا غير البيت الذي كان منه طالوت وهو سبب الاعتراض اي انه لايمتلك الصفتين
1- بيت النبوه والملك
2- لم يؤت سعة من المال
وحيث اجابهم نبيهم انه يمتلك صفتين تعطيانه احقيه بالملك
1- الاصطفاء اي ان الله اختاره واعطاه السعه والقدره
2- زادة بسطة في العلم واالجسم..وان عد المال من مقومات الملك يعد من الجهل
وبالجملة الغرض من الملك ان يدبر المجتمع تدبيرا يوصل كل فرد من افراده الى كماله اللائق به حيث يتوجب أمران
احدهما.. العلم بجميع مصالح حياة الناس ومفاسدها
ثانيهما.. القدرة الجسمية على اجراء مايراه من مصالح
ومن المصاديق على ذلك السيد مقتدى الصدر اعزه الله وما جرى بينه وبين الاحزاب والمؤسسات السياسية الشيعية والسنية والعلمانية الحاسدة حيث ان السيد اختاره الله واصطفاه ان يكمل رسالة المولى المقدس في هداية الناس واعطاه القدرة الجسمية والعقلية في ادارة امور المجتمع العراقي. وحيث شهد له الكثيرون وخاصة من السياسين بانه مسدد من الله تعالى وان الله اعطاه بسطة من العلم والجسم جعلته يتصدر الاستفتاءات العالمية الخاصة برجال الدين الذين بامكانهم تغير العالم,حيث ساندته العناية الالهية في تسير امور المكاتب وقضاء شؤون الناس وادارة امور المجتمع العراقي بعيدا عن يد الاحتلال(الثالوث المشؤم) ورغم الفاقه وقصر اليد اي (لم يؤت سعة من المال) فلم يمتلك السيد مؤسسات مالية مثل باقي المرجعيات.
نصل الان الى المرحلة الثانية
قول الصادق(ع) ان اصحاب طالوت ابتلوا بالنهر ، وان أصحاب القائم سيبتلون بمثل ذلك
قال تعالى(قال ان الله مبتليكم بنهرفمن شرب منه فليس مني ومن لم يطعمه فانه مني الا من اغترف غرفه بيده) البقرة 249
ان اصحاب طالوت او جيشه كان يتكون من( 60) الف جندي حسب ماتذكره الروايات وان هذا الجيش تعرض الى عملية ابتلاء الهي الغرض منه غربلة وتمحيص هذا الجيش لاجل تكامله ليكون حقيقة مايطلق عليهم اصحاب طالوت والذين بإمكانهم الصمود إمام جالوت وجيشه الجرار فكانت النتيجه ان فشل في هذا الامتحان معظم هذا الجيش فكانت النتائج على ثلاث درجات.
1- الفاشلون في الامتحان والذين عصوا الامر وشربوا من النهر فكان ينطبق عليهم قوله(فليس مني) وهم الكثره الكاثرة والذين تم طردهم.
2- الذين شملهم الاستثناء فشربوا بالمقدار الذي اجازه وهم قليلون نسبيا وهم الذين قالوا لاطاقة لنا اليوم بجالوت وجنودة. باعتبارهم القسم الاضعف ايمانا من الجماعة التي صاحبت القائد حيث تاتى ضعفهم من تهاونهم بالأمر ولو بشكل نسبي واغترفوا غرفة.
3- الناجحون بالدرجة الاولى الذين اطاعوا الامر ولم يشربوا على الاطلاق اخذين الحيطة لدينهم وتقوية عزائمهم وارادتهم ولم ترهبهم كثرة العدو, وهم القائلين.
( قال الذين يضنون انهم ملاقوالله, كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة باذن الله, والله مع الصابرين)
فالقسم الاول وهو الفاشل في هذا التمحيص بالمطلق وهم الذين اعترضوا على طالوت في البداء.
القسم الثاني كان ناجحا في حادثة النهر ولكن برزت نقطة ضعفه في اخر لحظه عند مواجهت العدو ففشل في هذا الامتحان الجديد.
والقسم الثالث هو الناجح بشكل كامل وهم اصحاب طالوت حقيقة وكان عددهم(313) رجلا بعدد الصحاب القائم(عج)وهم الذين حاربوا وانتصروا على جالوت وجيشة عندما جرت على السنتهم كلمة التقوى والايمان وهو قولهم ( ربنا افرغ علينا صبرا وثبت اقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين) فكان النصر الالهي على القوى العظمى جالوت وجنوده ( فهزموهم باذن الله وقتل داود جالوت) وبذلك رجع إليهم سؤددهم وقوتهم.
ولكن لو عرضنا هذه القصة على الخبراء والستراتيجين والقاده العسكرين المخضرمين فما يكون جوابهم على قائد يطرد جيشة الجرار المتكون من( 60) ويبقي فقط(313) جندي لاغير, بالتاكيد سيكون الجواب بانه قائد عسكري غير محنك وليس لديه اي خبرة فضلا عن انه مجنون وفاشل ولكن بالمقياس الرباني معصوم ومسدد الهي ومدعوم بالمدد الرباني وجنود الغيب.
وهكذا تتعرض امة النبي الخاتم الحقة الى ابتلاء وغربلة شبيهه بما جرى على بني اسرائيل , حيث يتعرض جيش الامام(عج) في العراق الان الى مراحل الغربلة والتمحيص وعملية تكامل تصاعديه تؤدي بالنهايه الىانتاج القادة العالمين الافذاذ الذين لاترهبهم جحافل واسراب الطائرات ودوران ولمعان الاقمار الصناعية ولاحتى النووية. لان هذه الجيوش المادية موكولة الى جبروتها ونحن معنا الله تعالى ,فايهما الاقوى.. قال المولى المقدس (إننا نجد بوضوح إن الاستعمار الغربي ماهي وسيلته, المال والسلاح ــ مختصر مفيد ــ يسيطر على وجه الكره الأرضية بالمال والسلاح .عنده شيء أخر, لايوجد, نحن ماذا عندنا, الله سبحانه وتعالى جل جلاله ليس غيره هو الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد, من هو الأقوى المال والسلاح الدنيويان أو الله المسيطر على الخلق كله وبيده ملكوت كل شيء وبيده مفاتيح السموات والأرض, حتى هم يعلمون بذلك وليس نحن فقط قال الله جل جلاله .. إن تنصروا الله ينصركم ويثبت إقدامكم وقال جل جلاله إن الله يدافع عن الذين امنوا......) الجمعة 11 وعندها سيهزم جالوت العصر( الثالوث المشؤوم) وتكون الكلمة لله لانه هو السبب المطلق.
ادناه بعض اقوال المولى المقدس
1- انها(امريكا) انما تتذرع بالسلاح الدنيوي, الذي مهما بدا لنا مهما وعظيما,فانه مؤقت وزائل , لانه يمثل طرف الدنيا وما فيها ومن فيها وهو طرف مضمحل وهين وحقير واما المؤمنون فناصرهم الله سبحانه وتعالى( ان تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم) محمد7
2- اننا نعتقد ان هذا النظام الظالم غير دائم بل هو الى زوال مهما كانت نتائجه وذلك لعدة جهات.
ا- انه يقول في الحكمه ان الظلم لايدوم
ب- ان الله تعالى يهلك ملوكا ويستخلف اخرين
ج- انها الان وبكل وضوح موكولة الى نفسها وملتفتة الى جبروتها فتكون مصداقا لقوله تعالى (حتى اذا اخذت الارض زخرفها وازينت وظن اهلها انهم قادرون عليها اتاها امرنا ليلا او نهارا فجعلناها حصيدا كان لم تغن بالامس) يونس 24 اذن فهذا الوعد ات من الله سبحانه وتعالى لامحاله ولكن الجدل في كونه قريبا ام بعيدا
ه- اننا نعتقد ان مستقبل البشرية الى خير وصلاح وعدالة حينما يظهر القائد المنتظر (عج) فيملئها قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا ولن يقوم لاي ظلم ولا لاي قسوة بعدها قائمه ولاامريكا ولاغيرها, وفي الروايات مايدل على ان اليهود سيعانون من الذلة والقسوة بيد المؤمنين ماشاء الله, كما فعلوا بالمؤمنين قبل ذلك حتى ان الحجر ينادي ويقول هذا يهودي خلفي فاقتله.
ادارة مكتب السيد الشهيد الصدر(رض)
25 محرم الحرام1428هـ