حرب الثالوث المشؤوم مع حركة الإمام المهدي (عج)
بمناسبة ذكرى استشهاد السيد محمد محمد صادق الصدر (رض) في 19 /شباط تم إصدار الحلقة الأولى من هذه السلسة
والذي يقول إن الله يرسل على رأس كل قرن من يجدد له دينه .
* فعند اقتراب القرن الهجري 1400 كان اليهود ومؤسساتهم في العالم تراقب وتحلل أفكار السيد الشهيد محمد باقر الصدر (قدس) ولذلك طلبت من طاغية بغداد جعله تحت المراقبة المستمرة وتسارعت الإحداث بحصول الثورة الإيرانية بعد إن قادها السيد الخميني (قدس) على مدى 13 عام من داخل النجف .
* وبعد إن أصبحت الثورة الإيرانية مصداق لإحدى تنبؤات نوستر داموس حول الرجل الذي يعبر السماء من باريس ويضرب بعصاه كل العالم , وزادهم إرباك تأييد السيد محمد باقر الصدر (قدس) للثورة وكتابة دستورها بيده الشريفة وكذلك أربكهم دعوة السيد الخميني لتصدير الثورة وتحرير القدس مرورا بكربلاء ,
* قرر الاستكبار العالمي بوحي من المؤسسات الصهيونية تصفية السيد الشهيد محمد باقر الصدر فاحدث انقلاب على احمد حسن البكر واستلم الذليل صدام قرار تصفية السيد من قبل وزير خارجية بريطانيا اندك (براون ) على انه قرار عالمي دولي لا يقبل النقاش مطلقا مضافا إلية قرار إعلان صدام الحرب على الجمهورية الإسلامية لتغير النظام فيها بحرب وقائية نيابية .
* نزلت أمريكا وإسرائيل بكل ثقلها مع نظام صدام وذلك بالدعم المادي والتسليحي ولاستخباراتي وحتى الفضائي وبعض الأحيان العملي مثل إسقاط الطائرة المدنية الإيرانية وإسقاط طائرة وزير خارجية الجزائر الذي يقوم بوساطة بين العراق وإيران ومحاولة الإنزال في صحراء طبس لقلب الحكومة الإيرانية إضافة إلى زيارة رامسفيلد لصدام
وإعطاءه الإذن باستخدامه السلاح الكيماوي على الشعب الإيراني والعراقي وتسهيل تطوير برامج صدام التسليحية واستمرت طيلة عقد الثمانينات وفي نفس الوقت كانت تعمل إسرائيل بنفسها المذابح في لبنان وفلسطين ,
وبعد ان يأست أمريكا ان إسقاط النظام الإيراني وخوفها من انهيار نظام صدام أوعزت الى مجلس الأمن بإصدار قرار دو لي بوقف إطلاق النار وتغيرت سياستها إلى سياسة جديدة أسمتها ( الاحتواء ) ، والتوجه نحو الاتحاد السوفيتي لتفكيكه وأعطت الإذن لصدام بغزو الكويت كي يسهل عليها احتلال المنطقة وتطبيق سياسة الاحتواء ، وقبل الشروع بهذا المخطط عملت أمريكا على تشجيع صدام على إبادة الشعب العراقي في الاهوار وفي شمال العراق حيث استخدم في عام 1988 الأسلحة الكيماوية الفتاكة لقتل المدنيين ومن جانب أخر تمكنت من إتمام انهيار المعسكر الشرقي ابتداء بالاتحاد السوفيتي عام 1989 -1990 وبرزت أمريكا الحاكم الأوحد في العالم ...
أخذت بتشجيع الهجرة اليهودية من دول الاتحاد السوفيتي المنهار إلى فلسطين المحتلة حيث كان الشرق الأوسط رقعة شطرنج تتصرف به أمريكا ...
وألان ندخل في السرد التاريخي التسلسلي للإحداث ابتداء من غزو النظام البائد لدولة الكويت وبشكل مختصر لنصل إلى نتيجة مفادها هو تهيئه الأرضية المناسبة لدخول في مواجهة الإمام (عج) وقواعده الشعبية في حروب دموية للحيلولة دون انتشار المد الإسلامي وسمتها بقوات التدخل السريع والمباغت تمهيدا للحرب الاستباقية .
· في بداية أب 1990 غزى النظام الصدامي الكويت وبتشجيع من السفير الأمريكي في بغداد وبهذا العمل اوجد المبرر الإستراتيجي للولايات المتحدة وإسرائيل لدخول المنطقة واحتلالها عسكريا بحجة إخراج القوات العراقية فأصدرت القرار 661 من مجلس الأمن لتطبيق العقوبات الاقتصادية والحصار على الشعب العراقي حيث تم تطبيقه بعد 1991 .
· في عام 1991 بدأت عملية تحرير الكويت من قبل الأمريكان وتمكنوا من تدمير وتفكيك الجيش العراقي والينا التحتية ووضع المنطقة برمتها تحت هيمنه السيطرة الأمريكية مباشرة (حرب عاصفة الصحراء ) وكما قال المولى المقدس كان اسمها (مريم العذراء) وهذا يعني حربا صليبية على الإسلام (أمريكا ملئت الخليج بالبوارج الحربية تحسبا لظهور الإمام المهدي (عج) لإضفاء الصبغة الشرعية لحربها وكسب الدعم الشعبي لها .
· بعد ذلك قلبت الانتفاضة الشعبانية في الجنوب والوسط بقيادتها الدينية الحسابات الأمريكية مما اجبرها على تغير هدفها المعلن للإسقاط النظام والتحول إلى دعمه وسحق المدن الشيعيةومنها المقدسة وجعل النظام سيفا لها بوجه الصحوة الدينية الشيعية .
· 1992 بدا النظام وبتوجيه من أسيادة إلى إطلاق ما سماه بالحملة الإيمانية وملخصها نشر المذهب السلفي الوهابي لصد المد الشيعي الديني الذي أنتجته الانتفاضة وبنفس الوقت عاد إلى طريقته القديمة بالهاء الشباب وغسل أدمغتهم وذلك بابتكار دوري كرة القدم (اللوتو) وكذلك استحداث تلفزيون الشباب من اجل إثارة الغرائز عند الشباب لأجل صرفهم عن التوجهات الدينية والسياسية .
· 1993 قام النظام بعملية عسكرية قاسية على عرب الاهوار استخدم فيها الأسلحة الكيماوية .
· 1994-1995 حصل في النجف وفي العراق عامة فراغ مرجعي بعد وفات أية الله عبد الأعلى السبزواري (قدس) مما أتاح إلى السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر (قدس ) إلى التصدي للمرجعية ودعا الناس إلى تقليده واتباعه ، وهنا انتبهت من جديد الاستخبارات العالمية إلى خطورة مثل هذا الأمر بعد إن عرفوا سابقا دور السيد الشهيد في الانتفاضة الشعبانية ، وصلة القرابة بالسيد محمد باقر الصدر (قدس ) الذي شكل الخطر الأول عليها في العراق مما دفعها للتنسيق مع المؤسسات الشيعية لتقويض الأمر وطرح مرجعية بديلة ، وهنا بدا الضغط على النظام من اجل تحجيم المرجعية الجديدة حيث نشر تقرير الأمام المتحدة حول وضع حقوق الإنسان.
· في عام 1996دخل الجيش العراقي إلى أربيل لإنقاذ مسعود البر زاني تحت أنظار الاستخبارات الامريكيه ومن هنا وزع النظام ظلمة على الشيعة والأكراد كما فعل سابقا في الانتفاضة والأنفال وهنا جاءت المكافئة وذلك باتخاذ مجلس الأمن قرار النفط مقابل الغذاء حيث كانت الجزرة التي زادت من جشع النظام باستمرار انتهاك حقوق الإنسان.
· في 1997تولى بلير الحكم في بريطانيا مما أدى الى انضمامه الى إدارة الشر الامريكيه بظلم الشعب العراقي ويسمى بلير في اوربا (الكلب الوفي)
· في 1998كان النظام منهمك في نشر( الحملة الايمانيه ) ،أستغل المولى هذة الفتره وأعلن أقامة صلاة الجمعة في عموم العراق وحكم ذلك بالولاية العامه وبهذا جرد النظام من أي شرعيه لقياده الشعب العراقي ،كان هذا الظهور المفاجئ وبشكله القوي بمثابة ضربه قاضيه على مخططات أدارة الشرفي دعمها للنظام من أجل الحد من الصحوة الاسلاميه في الوسط والجنوب العراقي كما قال المولى (لقد هدمت مخططات ألف عام) مما أدى بالأمريكان الى افتعال حرب (ثعلب الصحراء) من اجل ارسال رسالة قويه للنظام يجب عليه قبولها وإلا إسقاطه وهي القضاء على المرجعية الشيعية الشعبيه التي افقدت النظام زمام الإمساك بالشارع العراقي وقبل ذلك الامم المتحدة جميع مفتشيها احتجاجا على ما أدعته عرقلة إعمالهم ،وكل هذا ضغط على النظام
· في عام 1999عادت امريكا سياسة الجزره فبدأت بمغازلة النظام من أجل ان يطيع اوامرها بتصفية السيد المولى 000فاخذ النظام بالانحناء امام طلب الاستكبار العالمي حيث اقر النظام في شباط 1999للجنة اوموريوم بانه استورد كميه كبيره حوالي 650كغم من وسائل حضانه البكتريا وهذه تكفي لانتاج 5000لتر من الانتراكس المركز .
· هذا شجع الاستخبارات الامريكية لاتخاذ قرار صارم يجب على صدام تنفيذه فسافر طارق عزيز(سرجون العصر) الى تركيا وتسلم الامر الدولي ألاستكباري الشيطاني بتصفية المولى المقدس وإجهاض عملية النهوض والصحوة الدينية الشاملة في العراق والتي وصلت الى درجة جني الثمار وهو (صدور الفتوى باسقاط النظام وقلب مسار الاحداث عقبا على راس. فحدثت الجريمة الكبرى باستشهاد حسين العصر فور عودة سرجون العصر الى بغداد مباشره. وكانت خطة الاغتيال الاثمة قد وضعها النظام قبل ثلاثة اشهر من تاريخ تنفيذها استرضاء لأسياده حيث نشرت بعض الصحف الخليجية قسما منها فيما بعد حسب مصادر عراقية استخباراتية, فيما يلي ملخص لها.
· أصدرت قيادة حزب البعث تعميما الى أعضاءه وتضمن اتخاذ اقصى درجات الحيطة والحذر والاستعداد للمرحلة القادمة التي ربما ستشهد حالة اضطرابات ومواجهات بدعوى ان هنالك معلومات تفيد ان مجموعة من المخربين ستقوم باغتيال المرجع محمدمحمد صادق الصدر(رض) وستدعي ان النظام من فعل الامر,,ومن يومها بدات استعدادات النظام.
· وقبل يومين من تنفيذ الجريمة اقدم المجرم محمد حمزه الزبيدي وبالنيابة عن صدام على المطالبه باصدار(4) فتاوي ورفضها السيد المولى رفضا مطلقا وهي
1- تحرير الكعبه 2- تاييد دعوة صدام الشعوب العربية للاطاحه بحكامها 3- تتعلق باغتيال الشيخين البروجردي والغروي 4- اعلان الجهاد بما يتوافق مع سياسة النظام .
· ونتيجة لرفض المولى المقدس ذلك ورفض الإقامة الجبرية, اصدر النظام توجيهاته حيث.
· وضعت كافة قوات الحرس الجمهوري في حالة استعداد قصوى تحت غطاء مشروع تدريبي أعطي الرمز(الفارس الذهبي) والمقصود السيد المولى(قد) يستخدم فيه العتاد الحقيقي وصممت الفرضيات طبقا لحصول تهديدات جوية وتدخل قوات محمولة جوا تستهدف احتلال أهداف حساسة داخل العراق لإحداث الاضطراب.
· وتضمن المشروع الممارسة على تنفيذ التنقلات الاستتراتيجية تحت ظل التهديد الجوي وفي ظروف استيلاء مفارز من القوات الخاصة المعادية ,السيطرة على مفارق الطرق المهمة والنقاط الحرجة كالجسور والمناطق التي تتعذر فيها الحركة خارج الطرق.
· نقل بعض الويه الحرس الجمهوري من المنطقة الشمالية الى منطقة الفرات الأوسط
· فصل محافظة المثنى عن قيادة الفرات الأوسط بقيادة محمد حمزة الزبيدي وإلحاقها بمنطقة العمليات الجنوبية بقيادة علي حسن المجيد وذلك لتخفيف العبء عن قيادة الفرات الأوسط
· وفي ليلة الاغتيال الخميس/ الجمعة كانت قوات فرقة حمو رابي حرس جمهوري في الصويرة وفرقة نبوخذ نصر حرس جمهوري في كربلاء فضلا عن الألوية التي نقلت من المنطقة الشمالية وفي حالة انتشار قتالي الأمر الذي مهد الى السيطرة على الانتفاضة التي اندلعت اثر استشهاد المولى المقدس
· كان يوم الجريمة هو يوم محافظة النجف حيث الانتشار الأمني والعسكري الواسع والمكثف لإخفاء نوايا النظام
· كل هذا المكر والتخطيط ألاستخباراتي اليهودي الصدامي وشيعة العراق نيام ولم يستوعبوا درس اغتيال المراجع التي سبقت اغتيال المولى المقدس.
· بعد تسرب نباء الجريمة اشتبكت القواعد الشعبية مع أجهزة النظام بشكل فاجئ النظام كثيرا رغم عفويته وعدم تخطيطه.
· ففي مدينة الصدر اندلعت من جامع المحسن والحكمة تظاهرات صاخبة أغلقت الشوارع الرئيسية للمدينة من جهة قناة الجيش وساحة المظفر والحبيبية وجميلة ورفعت شعاراتها ضد صدام ونددت بالجريمة وقذفت جداريات صدام بالوحل
· قاد قصي المجرم بعد عودته السريعة من النجف اثر إشرافه على عملية الاغتيال لقمع الانتفاضة حيث هرعت فدائيي صدام وأكثر من (12) دبابة وعدد كبير من المدرعات والسيارات التي تحمل الدوشكات الأحادية والثنائية نحو المدينة وأخمدت الانتفاضة بعد سقوط اكثرمن(50) شهيد( 200) جريح وأكثر من(20) قتيل من لجيش
· اندلعت مظاهرات في مدينة الناصرية حيث شملت معظمها وترددت إنباء عن سقوط المحافظة بيد المنتفضين
· حدث في مدينة النجف الأشرف صدامات محدودة ومظاهرات منددة حيث كانت المدينة مطوقة بالدبابات والأسلحة الثقيلة والدوريات تجوب الشوارع
· حصلت اضطرابات في مدن أخرى
· أخذت الاحتجاجات مسيرا تصاعديا ففي يوم 19/3/1999 سقطت مدينة البصرة بيد المجاهدين ولعة ساعات وعدة مرات مما شكل مفاجئة للسلطة البعثية وقتل فيها المحافظ ومدير الأمن ومحاكمة أكثر من(20) حزبيا وامنيا ثم إعدامهم على الفور.
· ان العمليات التي سبقت والتي تلت أظهرت تطورا نوعيا في القدرة على الخداع والتوميه واللجوء الى أساليب تغطية معقدة حيث سيارات فخمة وحديثة معظمها من نوع مرسيدس أخذت تجوب المن الرئيسية في العراق وعندما تقترب من المسؤولين في الحزب والدولة سواء كانوا في سياراتهم ام راجلين يطلق عليهم النار فتنطلق السيارة بدون أي ارتباك وسجلت حوادث مشابه في بغداد والحلة وكركوك والسماوة وتركزت بتكريت بعد ان باتت أجهزة الأمن شبة عاجزة عن ملاحقة هذه السيارات لعدم تميزها عن سيارات المسؤولين الكبار وأطلق عليها تسمية(سيارات السيد) نسبة للمولى المقدس وبعض الإنباء أوردت استخدام ملابس وإشارات فدائيو صدام
· ولولا إسناد الغرب للنظام وخذلان من كنا نعول عليهم في الخارج والداخل لانهار النظام في حينها, لكن الحكمة الإلهية اقتضت ذلك فكانت بحق حرب الإمام المهدي(عج) وقواعده الشعبية المحملة بالإيمان كله ضد الكفر والشرك كله فسلام عليك يا ابا المصطفى يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيا ويالثارات الصدر محمد حتى ظهور محمد
إدارة مكتب السيد الشهيد الصدر
في الديوانية
محرم الحرام 1428هـ