مدّعي رسول الإمام
بسم الله الرحمن الرحيم
سماحة المرجع الديني الاعلى السيد محمود الحسني (دام ظله)
1- ورد كثير من الأخبار عن أهل البيت (عليهم السلام) في كتب معتبرة وصحيحة السند بمجيء ممهدين قبل دولة الإمام(عليه السلام) يمهدون سلطانه في بشارة الإسلام / ص41 وغيبة النعماني / ص283 (إذا قام قائم بخراسان ...... وقام منا قائم بجيلان ........ ثم يقوم القائم المأمول والإمام المجهول .....إلخ) فهناك قائمون بأمر الإمام وممهدين له قبل ظهوره ينقلون عنه أي يشاهدونه في غيبته قال ص(لا بد لهذا الغلام من غيبة ...... وما بثلاثين بوحشة) .
2- ظهر قبل أكثر من سنة ونصف شخص يدّعي بأنه رسول للإمام المهدي(عليه السلام) ويطلب النصرة له إسمه أحمد الحسن ومؤيد بأدلة وبراهين قطعية وعلوم غيبية فضلاً عن الروايات الدالة عليه ، علما إنه كان طالباً في الحوزة لمدة ثماني سنوات ومعروف بصدقه وأمانته وغزارة علومه .
وقد دعى خمسة من كبار علماء الشيعة إلى المناظرة لتأكيد علومه بأنها تفوق ما موجود وإنها من علم الأيام فقوبل بالرفض حتى وصل الأمر لطلب أي معجزة يختارونها لأن العلماء يمكن لهم تمييز المعجزة عن السحر فلم يستجب احد وطلب منهم آخر الأمر المباهلة إقتفاءاً بسيرة أهل البيت ليهلك الكاذب وكان نفس الرد .
3- وجود أدلة من كلام السيد الصدر(قدس سره) في صفحة "652" في كتاب نهاية الغيبة الصغرى بأنه يوجد من يلتقي بالإمام في الغيبة الكبرى وينقل عنه أمور بشرط أن لا تكون خارجة عن القواعد الإسلامية .
4- وقد سمعنا ردّكم على مدعي اليماني الكاذب الذي لا يملك أي دليل عقلي ولا نقلي على مدعاه ...... علماً إن كثير من الناس أخذوا يصدقون دعوة سيد أحمد الحسن في شتى المحافظات وينشرونها بين الناس فكما كانوا أهل البيت(عليهم السلام) وأصحابهم يردون على الزنادقة والملحدين فعليك الردّ باعتبارك الدعوة الوحيدة الحقـة في الساحة فإن كان باطلاً فيجب أن ترد عليه وتنصح من تبعه بالرجوع إلى الحق وإن كان صادقاً تأييده وإرشاد الناس إليه ، ولا نرضى بالسكوت لأن المرجعية الصادقة لا تعرف الصمت كما علمتنا .
5- أُحمّـل كل من يحجب طالب الحق والباحث عنه المسؤولية أمام الله ورسوله والإمام(عليه السلام) وإني لا أقنع إلا برد السيد محمود الحسني بدليل المقنع لأكون معذوراً يوم الحساب علماً بأن هذا الاستفتاء ليس الأول ولم يأتِ الردّ فهذا الاستفتاء مصيري بالنسبة لي ولكثير من أخواني المؤمنين فلا أريد أن تكون وصولات الخمس والحقوق تأتي بالحال كما هو عند بقية مكاتب العلماء بينما الاستفتاء المهم والمصيري لا يصل إلى سماحة السيد وهذان الوصلان دليلي على ما أقول . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
ملاحظة : علماً إن لدى أحمد الحسن إصدارات كثيرة أهمها المتشابهات على جزئين وهي أحكام ما أشتبه ومن المعلوم أن المتشابه لا يحكمه إلا المعصومون(عليهم السلام) أو من يتصل بهم .
مهند شياع
*بسمه تعالى :-
أولاً : الثابت بالدليل العلمي والشرعي أن مبدأ الاجتهاد والتقليد هو من المبادئ الفطرية الوجدانية العقلائية الإنسانية ، وذكرنا في المنهاج الواضح / الاجتهاد والتقليد – إنه ثابت بالعقل والفطرة والسيرة العقلائية والمتشرعية وبالدليل الشرعي في القرآن الكريم والسنة المطهرة ، ومن ينكر هذا المبدأ فهو خارج عن العقل والعقلاء بل خارج عن الإنسانية فإذا كان الشخص المذكور يرفض ويبطل مبدأ الاجتهاد والتقليد فهو بهذا قد نقل أمراً أو حَـكم بحُـكم خرج به عن القواعد الإسلامية والعقلية والعقلائية والفطرية ، وبهذا فهو غير مشمول بما ذكرته في الاستفتاء عند التسلسل (3-) .
ثانياً : مـادامت وسائل التجميل موجودة وما دامت إمكانية الرياء والكذب والخداع موجودة ومادام التأويل يمكن أن يدعيه أي شخص ، فإنه يمكن لأي شخص جعل بعض ظواهر الروايات يمكن أن تنطبق عليه ظاهراً بل وكذباً وخداعاً ، وحتى لو ثبت الإمكان فإنه لا يثبت الوجود والتحقق في خصوص هذا الشخص دون غيره ممن يثبت الإمكان بحقه أيضاً وعلى هذا الفرض فالاحتمالات تكون كثيرة وكثيرة فعلى من ينطبق المورد الشرعي ؟!!
ثالثاً : أذكـّرك ونفسي والآخرين إن الواقع الخارجي الموضوعي يثبت ما ذكرناه في (ثانياً) ، فحكام بني العباس الطغاة ، علوا لأنفسهم وأهليهم (أبنائهم) الأسماء والكنى والألقاب التي وردت في الروايات المقدسة بحق الإمام قائم آل محمد(صلوات الله وسلامه عليه وعلى آبائه) ، فنسمع ونقرأ (السفاح والمنصور والهادي والمهدي والأمين والمأمون ، ....، ومحمد وعبد الله ....) وكلها وردت بخصوص المعصوم(عليه السلام) وكان الغرض من سلوك بني العباس هو خداع الناس إعطاء المشروعية لحكمهم ، وإن كل حاكم منهم كان يعتبر نفسه هو المنقذ والمصلح والمهدي الموعود ، ولا ننسى إنهم رفعوا شعار (يالثارات الحسين) وتحدثوا عن الرايات السود القادمة من المشرق التي طبقوها على أبي مسلم الخراساني وأتباعه فهل نعطي المبرر لأنفسنا أو لغيرنا التصديق ببني العباس ودعاواهم وإتباعهم ؟!!!
رابعاً : عزيزي إن وصايا المعصومين وتوجيهاتهم منصّبة على الفقيه الجامع للشرائط وهذا ثابت شرعاً وعقلاً ، فالكلام خاص بالفقه وبالتأكيد بالأصول أيضاً لأن الأصول ترعرع في أحضان الفقه بل هو العناصر المشتركة في عملية الاستنباط التي هي عمل الفقيه وهو أي الأصول كالروح بالنسبة للفقه الذي يمثل الجسد فإذا كان دليله وأثره العلمي الذي حاجج به العلماء الفقهاء بخصوص الفقه والأصول ، فله الحق في دعواه ويثبت مصداقية ما يدعي لو ثبت عند المكلف أرجحية دليله وأثره العلمي ،
ولا يخفى عليك أيها المكلف العاقل النبيه ان من يدّعي إنه صاحب معجزات فإنه قادر على الإتيان بمعجزة يثبت فيها إنه أعلم بالفقه والأصول ، فعليك مطالبته بهذه المعجزة ، ولتكن القضية أوضح وأشمل ، فاطلب منه أن يأتي بالدليل والأثر العلمي الذي يناقش المباني الأصولية والفقهية ويثبت الأرجحة والأعلمية ويكون هذا الأثر العلمي صادراً من الإمام المعصوم(عليه السلام) إذا كان المدعي يمثل رسول الإمام(عليه السلام) صدقاً ، وأنا معك أيها المكلف ننتظر هذه المعجزة والتي يمكن أن نميّـزها عن السحر ، وعندما يصل إليك الجواب على هذا الاستفتاء ، إذهب إليه وأعطه فترة زمنية شهراً أو شهرين أو ستة أشهر أو ما تقدر أنت أيها المكلف ، أو ما تـقدّر أنت أيها المكلف ، لتحقيق معجزته .
خامساً : ليس المهم ذكر عيوب فلان وكشف حقيقة فلان ، بل المهم هو تربية النفس (عندنا جميعاً) على التفكر والتدبّر وانتهاج طريق العلم والعقل للتمييز بين الحق والباطـل وإتباع الحق وأهله ونصرة قائم آل محمد إمام الحق وقائده(صلوات الله وسلامه عليه وعلى آبائه) ، ومع هذا أجد من المناسب أن اطلب من ذلك المدعي (إذا كان هو نفسه صاحب النداءات و البيانات) أن يكشف للجميع ويسجل ويصدر الكلام الذي سجلته أنا قبل عدة أشهر بخصوصه حيث كشفت جانباً من حقيقته وبطلان دعواه وإدعائه ، ويوجد نسخ مما سجلناه عند بعض المؤمنين ، وأخبرناهم عدم إصدارها ونشرها بل في حينها ، أخبرناهم بأن المدّعي لو وصل إليكم وعلم بما عندكم فهو على الحق لكن مرت أشهر ولا أثر ولا ....
سادساً : ودعوى معرفة حكم التشابه فهي دعوى قديمة حديثة ، بدأت منذ السقيفة الأولى ، واستمرت وتستمر حتى يتأول أئمة الضلال القرآن على الإمام المعصوم(عليه السلام) ، ويشنون الحرب عليه وبكل أشكالها ، الاقتصادية والعسكرية والإعلامية وغيرها ، وبعد هذا هل يمكن لعاقل أن يصدق بكل ما يدعي إنه يحكم ويعرف حكم المتشابه ،
سابعاً : أن ما ذكرناه أعلاه في النقاط السابقة ، نعتقد أنه قد ذكر وفي مناسبات عديدة فمن أخلص لله تعالى وجعل العقل هو القائد والمسيطر وميز الدليل والأثر العلمي واتبعه وتابع ما أصدرناه والتزم بالواجبات صدقاً وعدلاً وإخلاصاً ومنها قراءة بحوث السلسلة الذهبية وبحوث السلسة الوافية فإنه يميز وبكل تأكيد الحق عن الباطل ويتيقن من بطلان دعوى المدّعي المذكور في الاستفتاء ، فالقواعد الكلية والأصول والأنوار العقلية المفروض تكون حاضرة عند المؤمنين الصادقين وهي كافية في تمييز ومعرفة الحق وأتباعه ، ولا داعي بل لا يصح ولا يصلح تعويد النفس السؤال عن كل الأمور وإلغاء دور وفاعلية العقل وأنواره الإلهية ، وإلى هذا الأمر وإلى غيره من جعل أنفسنا في مرحلة اختبار وتمحيص وتمييز الصادق المخلص عن غيره ، وإلى غيرها من أمور يرجع عدم تصدينا إلى الإجابة التفصيلية أو التأجيل في الإجابة عن هذه الدعوى وشبيهاتها من فتن وشبهات .
ثامناً : أيها المكلف وأنا من المكلفين ، إن لم تجعل العقل هو الحاكم والقائد وإن لم تخلص النية والعمل وإن لم تعقد العزم على إتباع الحق ونصرته بعد معرفته بالدليل والأثر العلمي ، فإنك ستقع في الفتن والدعاوى الباطلة التي تكون ممهدة لوقوعك في فتنة الدجال فتكون من أنصاره وأشياعه ، فمهما سحر عينك المدعي فإنه لا يصل إلى مستوى سحر الدجال الأعور ، فهل تتبع الدجال لسحره أم تكون مع الحق وإمام الحق(عليه السلام) ؟!! ، وأذكر هنا ما يفيد الجميع :
1- عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : {{ ما بعث الله نبياً إلا وقد أنذر قومه الدجّال..... يخرج ومعه جنة ونار ، وجبل من خبز ونهر من ماء ....... }}
2- عن الصادق الأمين (صلى الله عليه وآله وسلم) : {{ ....... إن الدجال يأتي القوم فيدعوهم فيؤمنون به ويستجيبون له ، فيأمر السماء فتمطر والأرض فتنبت ....... ثم يأتي القوم فيدعوهم ، فيردون عليه قوله ، فينصرف عنهم ، فيصبحون مملّحين ليس بأيديهم شيء من أموالهم ، ........ ويمر بالخربة فيقول لها أخرجي كنزك فتتبعه كنوزها كيعاسيب النحل ، ثم دعو رجلاً ممتلئاً شاباً فيضربه بالسيف فيقطعه جزلتين رمية الغرض ، ثم يدعوه فيقبل ويتهلل وجهه يضحك ..... }} .
3- عن إمام الموحدين(عليه السلام) :{{ ........ الدجال عينه اليمنى ممسوحة ، والعين الأخرى في جبهته تضيء وكأنها كوكب الصبح ..... يخوض البحار وتسير معه الشمس ، بين يديه جبل من دخانه ، وخلفه جبل أبيض يرى الناس إنه طعام ..... تحته حمار أقمر ، خطوة حماره ميل ، تطوى له الأرض مهلاً مهلاً ..... }} .
4- عن خاتم الأنبياء(صلى الله عليه وآله وسلم) :{{ .دون الساعة إثنان وسبعون دجالاً ، منهم من لا يتبعه إلا رجل واحد ...}} .
5- عن الإمام الرضا (عليه السلام) : {{ إن من يخذ مودتنا أهل البيت لمن هو أشد فتنة (لعنة) على شيعتنا من الدجال ، فقلت (الراوي) : يا بن رسول الله ، بماذا ؟
قال (عليه السلام) : بموالاة أعدائنا ومعاداة أوليائنا ، إنه إذا كان كذلك اختلط الحق بالباطل واشتبه الأمر، ولم يعرف مؤمن من منافق}}.
أسأل الله تعالى العلي القدير الهداية لنا جميعاً
والحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين
وصلِّ اللهم على محمد وآل محمد وعجل فرج قائم آل محمد .
السيد الحسني
تعليق