عثمان ينفي أباذر إلى الربذة!!
روى البلاذري:
أعطى عثمان مروان بن الحكم ما أعطاه، وأعطى الحارث ابن الحكم بن أبي العاص ثلاثمائة ألف درهم، وأعطى زيد بن ثابت الأنصاري مائة ألف درهم جعل أبو ذر يقول: بشر الكانزين بعذاب أليم ويتلو قول الله عز وجل: والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم(1) فرفع ذلك مروان بن الحكم إلى عثمان فأرسل إلى أبي ذر ناتلا مولاه أن انته عما يبلغني عنك فقال: أينهاني عثمان عن قرائة كتاب الله، وعيب من ترك أمر الله ؟ فوالله لإن أرضي الله بسخط عثمان أحب إلي وخير لي من أن أسخط الله برضاه.
فأغضب عثمان ذلك و أحفظه فتصابر وكف، وقال عثمان يوما: أيجوز للإمام أن يأخذ من المال فإذا أيسر قضى ؟ فقال كعب الأحبار: لا بأس بذلك.
فقال أبو ذر: يا ابن اليهوديين أتعلمنا ديننا ؟ فقال عثمان: ما أكثر أذاك لي وأولعك بأصحابي ؟ إلحق بمكتبك وكان مكتبه بالشام إلا أنه كان يقدم حاجا ويسأل عثمان الإذن له في مجاورة قبر رسول الله صلى الله عليه وآله فيأذن له في ذلك، وإنما صار مكتبه بالشام لأنه قال لعثمان حين رأى البناء قد بلغ سلعا: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: إذا بلغ البناء سلعا فالهرب. فأذن لي آتي الشام فأغزو هناك.
فأذن له، وكان أبو ذر ينكر على معاوية أشياء يفعلها وبعث إليه معاوية بثلاث مائة دينار فقال: إن كانت من عطائي الذي حرمتمونيه عامي هذا ؟ قبلتها، وإن كانت صلة ؟ فلا حاجة لي فيها.
وبعث إليه حبيب بن مسلمة الفهري بمائتي دينار فقال: أما وجدت أهون عليك مني حين تبعث إلي بمال ؟ وردها.
وبنى معاوية الخضراء بدمشق فقال: يا معاوية إن كانت هذه الدار من مال الله ؟ فهي الخيانة، وإن كانت من مالك ؟ فهذا الإسراف.
فسكت معاوية، وكان أبو ذر يقول: والله لقد حدثت أعمال ما أعرفها، والله ما هي في كتاب الله ولا سنة نبيه، والله إني لأرى حقا يطفأ، وباطلا يحيى، وصادقا يكذب، وأثرة بغير تقى، وصالحا مستأثرا عليه.
فقال حبيب بن مسلمة لمعاوية: إن أبا ذر مفسد عليك الشام فتدارك أهله إن كانت لكم به حاجة.
فكتب معاوية إلى عثمان فيه فكتب عثمان إلى معاوية: أما بعد فاحمل جندبا إلي على أغلظ مركب وأوعره فوجه معاوية من سار به الليل والنهار، فلما قدم أبو ذر المدينة جعل يقول: تستعمل الصبيان، وتجمي الحمى، وتقرب أولاد الطلقاء. فبعث إليه عثمان: إلحق بأي أرض شئت. فقال: بمكة. فقال: لا. قال: فبيت المقدس.قال: لا. قال: فبأحد المصرين.قال: لا. ولكني مسيرك إلى الربذة. فسيره إليها فلم يزل بها حتى مات. ومن طريق محمد بن سمعان قال لعثمان: إن أبا ذر يقول: إنك أخرجته إلى الربذة. فقال: سبحان الله ما كان من هذا شئ قط، وإني لأعرف فضله، وقديم إسلامه وما كنا نعد في أصحاب النبي صلى الله عليه وآله أكل شوكة منه.
ومن طريق كميل بن زياد قال: كنت بالمدينة حين أمر عثمان أبا ذر باللحاق بالشام وكنت بها في العام المقبل حين سيره إلى الربذة.
ومن طريق عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال:
تكلم أبو ذر بشئ كرهه (2) عثمان فكذبه (3) فقال: ما ظننت إن أحدا يكذبني بعد قول رسول الله صلى الله عليه وآله: ما أقلت الغبراء وما أطبقت الخضراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر، ثم سيره إلى الربذة فكان أبو ذر يقول: ما ترك الحق لي صديقا.
فلما سار إلى الربذة قال: ردني عثمان بعد الهجرة أعرابيا.
قال: وشيع علي أبا ذر فأراد مروان منعه منه فضرب علي بسوطه بين أذني راحلته، وجرى بين علي وعثمان في ذلك كلام حتى قال عثمان: ما أنت بأفضل عندي منه.
وتغالظا فأنكر الناس قول عثمان ودخلوا بينهما حتى اصطلحا.
وقد روي أيضا: إنه لما بلغ عثمان موت أبي ذر بالربذة قال: رحمه الله.
فقال عمار بن ياسر: نعم.
فرحمه الله من كل أنفسنا.
فقال عثمان: يا عاض أير أبيه أتراني ندمت على تسييره ؟ " يأتي تمام الحديث في ذكر مواقف عمار ".
ومن طريق بشر بن حوشب الفزاري عن أبيه قال:
كان أهلي بالشربة(4) فجلبت غنما لي إلى المدينة فمررت بالربذة وإذا بها شيخ أبيض الراس واللحية قلت.
من هذا ؟ قالوا: أبو ذر صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وإذا هو في حفش(5) ومعه قطعة من غنم فقلت: والله ما هذا البلد بمحلة لبني غفار فقال أخرجت كارها.
فقال بشر بن حوشب: فحدثت بهذا الحديث سعيد بن المسيب فأنكر أن يكون عثمان أخرجه وقال: إنما خرج أبو ذر إليها راغبا في سكناها (6).
روى البلاذري:
أعطى عثمان مروان بن الحكم ما أعطاه، وأعطى الحارث ابن الحكم بن أبي العاص ثلاثمائة ألف درهم، وأعطى زيد بن ثابت الأنصاري مائة ألف درهم جعل أبو ذر يقول: بشر الكانزين بعذاب أليم ويتلو قول الله عز وجل: والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم(1) فرفع ذلك مروان بن الحكم إلى عثمان فأرسل إلى أبي ذر ناتلا مولاه أن انته عما يبلغني عنك فقال: أينهاني عثمان عن قرائة كتاب الله، وعيب من ترك أمر الله ؟ فوالله لإن أرضي الله بسخط عثمان أحب إلي وخير لي من أن أسخط الله برضاه.
فأغضب عثمان ذلك و أحفظه فتصابر وكف، وقال عثمان يوما: أيجوز للإمام أن يأخذ من المال فإذا أيسر قضى ؟ فقال كعب الأحبار: لا بأس بذلك.
فقال أبو ذر: يا ابن اليهوديين أتعلمنا ديننا ؟ فقال عثمان: ما أكثر أذاك لي وأولعك بأصحابي ؟ إلحق بمكتبك وكان مكتبه بالشام إلا أنه كان يقدم حاجا ويسأل عثمان الإذن له في مجاورة قبر رسول الله صلى الله عليه وآله فيأذن له في ذلك، وإنما صار مكتبه بالشام لأنه قال لعثمان حين رأى البناء قد بلغ سلعا: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: إذا بلغ البناء سلعا فالهرب. فأذن لي آتي الشام فأغزو هناك.
فأذن له، وكان أبو ذر ينكر على معاوية أشياء يفعلها وبعث إليه معاوية بثلاث مائة دينار فقال: إن كانت من عطائي الذي حرمتمونيه عامي هذا ؟ قبلتها، وإن كانت صلة ؟ فلا حاجة لي فيها.
وبعث إليه حبيب بن مسلمة الفهري بمائتي دينار فقال: أما وجدت أهون عليك مني حين تبعث إلي بمال ؟ وردها.
وبنى معاوية الخضراء بدمشق فقال: يا معاوية إن كانت هذه الدار من مال الله ؟ فهي الخيانة، وإن كانت من مالك ؟ فهذا الإسراف.
فسكت معاوية، وكان أبو ذر يقول: والله لقد حدثت أعمال ما أعرفها، والله ما هي في كتاب الله ولا سنة نبيه، والله إني لأرى حقا يطفأ، وباطلا يحيى، وصادقا يكذب، وأثرة بغير تقى، وصالحا مستأثرا عليه.
فقال حبيب بن مسلمة لمعاوية: إن أبا ذر مفسد عليك الشام فتدارك أهله إن كانت لكم به حاجة.
فكتب معاوية إلى عثمان فيه فكتب عثمان إلى معاوية: أما بعد فاحمل جندبا إلي على أغلظ مركب وأوعره فوجه معاوية من سار به الليل والنهار، فلما قدم أبو ذر المدينة جعل يقول: تستعمل الصبيان، وتجمي الحمى، وتقرب أولاد الطلقاء. فبعث إليه عثمان: إلحق بأي أرض شئت. فقال: بمكة. فقال: لا. قال: فبيت المقدس.قال: لا. قال: فبأحد المصرين.قال: لا. ولكني مسيرك إلى الربذة. فسيره إليها فلم يزل بها حتى مات. ومن طريق محمد بن سمعان قال لعثمان: إن أبا ذر يقول: إنك أخرجته إلى الربذة. فقال: سبحان الله ما كان من هذا شئ قط، وإني لأعرف فضله، وقديم إسلامه وما كنا نعد في أصحاب النبي صلى الله عليه وآله أكل شوكة منه.
ومن طريق كميل بن زياد قال: كنت بالمدينة حين أمر عثمان أبا ذر باللحاق بالشام وكنت بها في العام المقبل حين سيره إلى الربذة.
ومن طريق عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال:
تكلم أبو ذر بشئ كرهه (2) عثمان فكذبه (3) فقال: ما ظننت إن أحدا يكذبني بعد قول رسول الله صلى الله عليه وآله: ما أقلت الغبراء وما أطبقت الخضراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر، ثم سيره إلى الربذة فكان أبو ذر يقول: ما ترك الحق لي صديقا.
فلما سار إلى الربذة قال: ردني عثمان بعد الهجرة أعرابيا.
قال: وشيع علي أبا ذر فأراد مروان منعه منه فضرب علي بسوطه بين أذني راحلته، وجرى بين علي وعثمان في ذلك كلام حتى قال عثمان: ما أنت بأفضل عندي منه.
وتغالظا فأنكر الناس قول عثمان ودخلوا بينهما حتى اصطلحا.
وقد روي أيضا: إنه لما بلغ عثمان موت أبي ذر بالربذة قال: رحمه الله.
فقال عمار بن ياسر: نعم.
فرحمه الله من كل أنفسنا.
فقال عثمان: يا عاض أير أبيه أتراني ندمت على تسييره ؟ " يأتي تمام الحديث في ذكر مواقف عمار ".
ومن طريق بشر بن حوشب الفزاري عن أبيه قال:
كان أهلي بالشربة(4) فجلبت غنما لي إلى المدينة فمررت بالربذة وإذا بها شيخ أبيض الراس واللحية قلت.
من هذا ؟ قالوا: أبو ذر صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وإذا هو في حفش(5) ومعه قطعة من غنم فقلت: والله ما هذا البلد بمحلة لبني غفار فقال أخرجت كارها.
فقال بشر بن حوشب: فحدثت بهذا الحديث سعيد بن المسيب فأنكر أن يكون عثمان أخرجه وقال: إنما خرج أبو ذر إليها راغبا في سكناها (6).
تعليق