رسالة السماء ... ((يد الله فوق أيديهم))(8)
رسالة السماء... ((يد الله فوق أيديهم )) ... سلسلة حلقات نتأملفيها الدور الغيبي الإلهي في حفظ هذا المذهب منذ وفاة رسول الله (ص) وحتى ظهور صاحبالعصر والزمان (أرواحنا لتراب مقدمه الفداء) ... فدعونا نتأمل في قدرة الله عزوجلوفي عظمته ومشيئته ...
مع الحلقة الثامنة من هذه السلسلة ...
الثورة الحسينية ... إحياء ٌ للدين وإماتة للجور
لن ندخل في تفاصيل ثورة الحسين (ع) وحركته رغم عظمتها ، ما يهمنا في ثورته عليه السلام هو أن نتأمل الدور الغيبي والإلهي في حفظ الدين والعقيدة ...
الثورة الحسينية بمجملها ، رغم مأساوية أحداثها ، تعدّ رحمة إلهية لأهل الأرض ، وإلاّ لطال سخط الله عزوجل وعذابه الناس وهلكوا ، لكن اللطف الإلهي ، والرحمة الإلهية ، والعدل الإلهي ، والتقديرات الإلهية ، شاءت حدوث ثورة الحسين (ع) ، وشاءت أن يحدث للحسين (ع) ما حدث هو وأهل بيته من جرائم مأساوية محزنة ، ليصبح قتل الحسين حرارة في نفوس عشاقه ومحبيه ، ومدرسة للثوار والمجاهدين عبر العصور والأزمنة ...
لقد أعلن أبي عبدالله (ع) ثورته منذ إعلان يزيد نفسه ملكا ً على المسلمين بعد هلاك والده اللعين ، فرفض بيعته ، واستعد ّ لرحلة الشهادة ...
وفي رحلة الشهادة عبر ودروس عظيمة لجميع المسلمين ، وفي هذه العبر والدروس نكتشف أسرار الله وألطافه ...
الحسين (ع) هو إمام زمانه المفروضة ولايته وطاعته من قبل الله عزوجل على جميع المسلمين ، والحسين يمثل فيض الرحمة الإلهية للخلق ولسائر الكائنات في هذا الكون ، وهو سرّ الله في خلقه ، ومستودع دينه ورسالاته ، فهو إمام وقائد سياسي وعسكري فذ ّ ، ومرجع المسلمين في دينهم ودنياهم ، هذا القائد بإمكاناته التي منحها الله إياه ، لم يقد ثورة عشوائية إنتهت بمجزرة مأساوية ، بل قاد ثورة عظيمة ، ثورة حوت كل العلوم السياسة ، والإعلامية ، والعسكرية ، والأمنية ، والاستخباراتية ، والإجتماعية ، وحتى الإقتصادية ، في طريقة تنظيمها ، وتوقيتها ، وتوزيع أدوار قادتها ، وطرق الإتصالات السرية ، وغيرها ، هذه العلوم التي لا تزال دولا ً ومنظمات تكتشف أسراراً جديدة فيها ، كان الحسين سلام الله عليه متقدما ً على أهل عصره في تطبيقها وهو يمثل جبهة المعارضة لا الدولة .
لذلك فالحسين (ع) كان يتحرك بوسائل طبيعية على الأرض (الأخذ بالأسباب) ضمن خطة إلهية لا يحيد عنها ، والكثير من الإمكانيات التي توفرت للإمام (ع) ليس من المستبعد أنه ورثها من عهدي حكومة والده أمير المؤمنين (ع) وحكومة أخيه الإمام الحسن (ع) ، فمثلاً كان الجهاز الأمني والاستخباراتي لحكومة أمير المؤمنين (ع) قوي جدا ً لدرجة أنه كان يخترق قصر معاوية ، القصر الأموي في دمشق ، وكان يمدّ الإمام علي (ع) بمعلومات مهمة عن تحركات معاوية وخططه ورسائله لقادته وجنرالات جيشه ، واستمرّ هذا العمل حتى عهد الإمام الحسن (ع) الذي ضبط جهازه الأمني الداخلي عملاء لمعاوية كانوا يستهدفون إغتياله وتصفيته!!!!!! الإمام الحسين (ع) كان يمتلك نفس الإمكانيات القوية ، بدليل أنه بلغته خطة يزيد لإغتياله وتصفيته حتى لو كان متعلقا ً بأستار الكعبة قبل أن يرسل يزيد الخطة إلى واليه على مكة وعلى إثرها خرج الإمام (ع) من مكة . من أبلغ الإمام ؟؟!!! هذا من أسرار التاريخ والعمل السري الذي كانت تتميز به ثورة الحسين ، فهناك جنود مجهولون لا يعلمهم سوى الله عزوجل يتحركون بأوامر الإمام وإشاراته وهم يعملون بخفاء وسرية تامتين . فهل تتذكر إسم ُشريك ؟؟!!! ماذا تعلم عن ُشريك سوى أنه كان يرافق ابن زياد (لعنه الله) في الطريق من البصرة إلى الكوفة ثم مرض من التعب ، وقصته في بيت هانئ ، ومحاولة إغتيال إبن زياد فيه !!! من هو ُشريك ؟؟!!!! ُشريك هذا هو عين الإمام الحسين (ع) على ابن زياد الذي يراقب تحركاته ويرصدها أولاً بأول !!!!!! وهو في الظاهر يعدّ من كبار حاشية ابن زياد ومن المقربين منه !!!!! هل عرفت الآن من هو ُشريك ...
ثم تأمل في إدارة الإتصالات التي كان يمثلها سفراء الإمام السريون كقيس بن مسهر الصيداوي ، الذي كان ينقل الرسائل بينه وبين مسلم بن عقيل ، وسفراء آخرين للبصره ولمناطق أخرى !!!!!
ثم تأمل عزيزي القارئ في أنصاره الذين حفظهم الله عزوجل بواسطة صلح الحسن ، كحبيب بن مظاهر الأسدي ، ومسلم بن عوسجة ، وبرير ، ونافع الهلالي ، وعروة الغفاري ، وعمرو بن خالد الصيداوي ، وغيرهم من الأصحاب الذين أدخرهم الله عزوجل لنصرة سيد الشهداء ، وإن فيهم من كان ينتظر كربلاء منذ أيام علي بن أبي طالب (ع) كحبيب بن مظاهر الأسدي الذي أنبأه علي (ع) بشهادته مع الحسين في يوم الطف .
ومن أنصار الحسين هانئ بن عروة ، والمختار الثقفي وهم جبهة الكوفة ...
وهناك الكثيرون ممن توزعت أدوارهم لخدمة القضية الحسينية ...
هؤلاء شاء الله لهم البقاء ، والحفظ من أيادي الطغاة ، ليؤدوا مع سيد الشهداء دور البطولة والتضحية ، ولتبقى راية الدين خفاقة ً إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ...
ترقبوا الحلقة القادمة التي تدور أيضا ًحول ثورة الحسين(ع) والأسرار الغيبية المرتبطة بها ...
أخوكم
بدرالزمان
رسالة السماء... ((يد الله فوق أيديهم )) ... سلسلة حلقات نتأملفيها الدور الغيبي الإلهي في حفظ هذا المذهب منذ وفاة رسول الله (ص) وحتى ظهور صاحبالعصر والزمان (أرواحنا لتراب مقدمه الفداء) ... فدعونا نتأمل في قدرة الله عزوجلوفي عظمته ومشيئته ...
مع الحلقة الثامنة من هذه السلسلة ...
الثورة الحسينية ... إحياء ٌ للدين وإماتة للجور
لن ندخل في تفاصيل ثورة الحسين (ع) وحركته رغم عظمتها ، ما يهمنا في ثورته عليه السلام هو أن نتأمل الدور الغيبي والإلهي في حفظ الدين والعقيدة ...
الثورة الحسينية بمجملها ، رغم مأساوية أحداثها ، تعدّ رحمة إلهية لأهل الأرض ، وإلاّ لطال سخط الله عزوجل وعذابه الناس وهلكوا ، لكن اللطف الإلهي ، والرحمة الإلهية ، والعدل الإلهي ، والتقديرات الإلهية ، شاءت حدوث ثورة الحسين (ع) ، وشاءت أن يحدث للحسين (ع) ما حدث هو وأهل بيته من جرائم مأساوية محزنة ، ليصبح قتل الحسين حرارة في نفوس عشاقه ومحبيه ، ومدرسة للثوار والمجاهدين عبر العصور والأزمنة ...
لقد أعلن أبي عبدالله (ع) ثورته منذ إعلان يزيد نفسه ملكا ً على المسلمين بعد هلاك والده اللعين ، فرفض بيعته ، واستعد ّ لرحلة الشهادة ...
وفي رحلة الشهادة عبر ودروس عظيمة لجميع المسلمين ، وفي هذه العبر والدروس نكتشف أسرار الله وألطافه ...
الحسين (ع) هو إمام زمانه المفروضة ولايته وطاعته من قبل الله عزوجل على جميع المسلمين ، والحسين يمثل فيض الرحمة الإلهية للخلق ولسائر الكائنات في هذا الكون ، وهو سرّ الله في خلقه ، ومستودع دينه ورسالاته ، فهو إمام وقائد سياسي وعسكري فذ ّ ، ومرجع المسلمين في دينهم ودنياهم ، هذا القائد بإمكاناته التي منحها الله إياه ، لم يقد ثورة عشوائية إنتهت بمجزرة مأساوية ، بل قاد ثورة عظيمة ، ثورة حوت كل العلوم السياسة ، والإعلامية ، والعسكرية ، والأمنية ، والاستخباراتية ، والإجتماعية ، وحتى الإقتصادية ، في طريقة تنظيمها ، وتوقيتها ، وتوزيع أدوار قادتها ، وطرق الإتصالات السرية ، وغيرها ، هذه العلوم التي لا تزال دولا ً ومنظمات تكتشف أسراراً جديدة فيها ، كان الحسين سلام الله عليه متقدما ً على أهل عصره في تطبيقها وهو يمثل جبهة المعارضة لا الدولة .
لذلك فالحسين (ع) كان يتحرك بوسائل طبيعية على الأرض (الأخذ بالأسباب) ضمن خطة إلهية لا يحيد عنها ، والكثير من الإمكانيات التي توفرت للإمام (ع) ليس من المستبعد أنه ورثها من عهدي حكومة والده أمير المؤمنين (ع) وحكومة أخيه الإمام الحسن (ع) ، فمثلاً كان الجهاز الأمني والاستخباراتي لحكومة أمير المؤمنين (ع) قوي جدا ً لدرجة أنه كان يخترق قصر معاوية ، القصر الأموي في دمشق ، وكان يمدّ الإمام علي (ع) بمعلومات مهمة عن تحركات معاوية وخططه ورسائله لقادته وجنرالات جيشه ، واستمرّ هذا العمل حتى عهد الإمام الحسن (ع) الذي ضبط جهازه الأمني الداخلي عملاء لمعاوية كانوا يستهدفون إغتياله وتصفيته!!!!!! الإمام الحسين (ع) كان يمتلك نفس الإمكانيات القوية ، بدليل أنه بلغته خطة يزيد لإغتياله وتصفيته حتى لو كان متعلقا ً بأستار الكعبة قبل أن يرسل يزيد الخطة إلى واليه على مكة وعلى إثرها خرج الإمام (ع) من مكة . من أبلغ الإمام ؟؟!!! هذا من أسرار التاريخ والعمل السري الذي كانت تتميز به ثورة الحسين ، فهناك جنود مجهولون لا يعلمهم سوى الله عزوجل يتحركون بأوامر الإمام وإشاراته وهم يعملون بخفاء وسرية تامتين . فهل تتذكر إسم ُشريك ؟؟!!! ماذا تعلم عن ُشريك سوى أنه كان يرافق ابن زياد (لعنه الله) في الطريق من البصرة إلى الكوفة ثم مرض من التعب ، وقصته في بيت هانئ ، ومحاولة إغتيال إبن زياد فيه !!! من هو ُشريك ؟؟!!!! ُشريك هذا هو عين الإمام الحسين (ع) على ابن زياد الذي يراقب تحركاته ويرصدها أولاً بأول !!!!!! وهو في الظاهر يعدّ من كبار حاشية ابن زياد ومن المقربين منه !!!!! هل عرفت الآن من هو ُشريك ...
ثم تأمل في إدارة الإتصالات التي كان يمثلها سفراء الإمام السريون كقيس بن مسهر الصيداوي ، الذي كان ينقل الرسائل بينه وبين مسلم بن عقيل ، وسفراء آخرين للبصره ولمناطق أخرى !!!!!
ثم تأمل عزيزي القارئ في أنصاره الذين حفظهم الله عزوجل بواسطة صلح الحسن ، كحبيب بن مظاهر الأسدي ، ومسلم بن عوسجة ، وبرير ، ونافع الهلالي ، وعروة الغفاري ، وعمرو بن خالد الصيداوي ، وغيرهم من الأصحاب الذين أدخرهم الله عزوجل لنصرة سيد الشهداء ، وإن فيهم من كان ينتظر كربلاء منذ أيام علي بن أبي طالب (ع) كحبيب بن مظاهر الأسدي الذي أنبأه علي (ع) بشهادته مع الحسين في يوم الطف .
ومن أنصار الحسين هانئ بن عروة ، والمختار الثقفي وهم جبهة الكوفة ...
وهناك الكثيرون ممن توزعت أدوارهم لخدمة القضية الحسينية ...
هؤلاء شاء الله لهم البقاء ، والحفظ من أيادي الطغاة ، ليؤدوا مع سيد الشهداء دور البطولة والتضحية ، ولتبقى راية الدين خفاقة ً إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ...
ترقبوا الحلقة القادمة التي تدور أيضا ًحول ثورة الحسين(ع) والأسرار الغيبية المرتبطة بها ...
أخوكم
بدرالزمان
تعليق