/*/
\*\
/*/
|*|
مسـاؤك ورد , ..
لـيس هُـنالك مجال للمُقارنـة لأن العـراق هـو العـراق !! .. و لأن الكـف التي كانـت
تُديـر العراق بإلحاديَّـة ديكتاتوريَّـة يُقال عنهـا حـزب البعـث العراقي هي ذاتهـا
الكـف التي تُديـرُه اليـوم بشعار التَّعدُّديَّة !! .. و أنا لا أقصـد الطَّعـن بأحد و لكن
كلـنا نعـلم أن حـزب البعـث العراقـي ماكـان له أن يصل و يُواصل لـولا أن دعماً
خارجـيَّاً كان يُسانـده .. لـيس حُـبَّاً به و إنما طمعاً في التَّوسُّع و فرض السَّيطرة
على المنطقـة بكاملهـا بطريقـة مرحلـيَّة .. لكن صـدَّام لم يستطـع أن يُنجـز عهـداً
واحـداً للـبلد الـتي كـان عمـيلاً لهـا عـدى أنـه كـان حاكـماً قمعـيَّاً فقـط !! .. مـا
أدَّى إلـى نفـور أميركـا من حوزتـه لإدراكهـا بأنهـا تستطـيع إنجاب عُملاء كُثر
بإسـقاط عمـيل واحـد !! .. فإنحـازت إلـى الشَّعـب الذي كانـت تُدرك بأنه يطمح
إلـى إبعـاد هـذا الطَّاغـوت لكـن الشَّعـب كان مُنهكـاً مُتعـباً لا يستـطيع أن يدفع
المزيـد مـن التَّكالـيف الباهضـة لإسقـاط صـدَّام !! .. فجـاءتـه أميركـا كـ [ الحُـلـم ]
الذي كـان يُعتـبر بمثابـة المُستحـيل !! .. فاُعـدِم صـدَّام و فـرح بـذلـك أهلـنا في
العـراق !! .. لكنهـم لـم يُدركـوا أن الهـدف ليس رأس صـدَّام بل ذاك الشَّـيطان الذي
صـنع صـدَّام و أمـَّره عليهـم !! .. مـازال ذات الشَّـيطان الـذي أرهقهـم بصـدَّام هـو
الـذي يُفتيهـم و يُؤسِّـس لهـم و يمنحهـم و يحرمهـم !! .. إذاً لم يكـن إسم صـدَّام إلاَّ
إسمـاً مُستعـاراً أسقطـهُ مـن إستعـاره !! .. لكـن هُـنالـك فـرق جـوهـري ملحـوظ
بوضـوح في الأسالـيـب الأميركـيَّة المُستخدمـة في عـراق الماضـي الدِّيكتاتـوري
الإلحـادي و عـراق الحاضـر الدِّيموقـراطي المُتعـدِّد .. إذ أن أميركـا صنعت فكرة
الإلحاديَّـة السُّلوكـيَّة فـي حـزب البعـث بحـيـث أنـه لـم يكـن يُفـرِّق بـيـن الطَّوائـف
بقـدر ماكـان يعـتمد علـى أسـاس الولاء المُطلـق لحزب البعـث العراقـي و أن أي
مُخالـف لحـزب البعـث العـراقي يجـب قـتله و القضـاء علـيه !! .. ما أدَّى إلى فناء
الإنقسامـات الطَّائفـيَّة في عهده لأن العراقيـين إنقسمـوا مابين تابع لحزب البعـث
مُقتنع بأفكاره أو مُرغـم على قبولها و مُناضل ثائر في وجه الحُكـم الإستـبدادي
الإلحادي , .. لكن في عراق الحاضر نرى أنه لا وجود حقيقـي للإندمـاج الطَّائفي
الذي يُحكى عـنه في عهـد صـدَّام !! .. إذاً هـم في ماضيهـم لـم يتوحـَّدوا لو لا أن
حالة مأساويَّـة أصابتهـم نتيجـة الإستـبداد القمعـي لحـزب البعث العراقي و الذي
خلـق في وجدانهـم إحساسـاً بأن هُـنالك مصلحـة واحـدة مُشتركـة فـي مُعارضـة
حـزب البعـث العراقـي ذي السُّلوكـيَّات الدِّكتاتوريَّـة الإلحاديَّـة لذا أرادت أميركـا
أن تُزيـل كل مظاهـر التَّوافـق الشَّعـبي ضـد صدَّام و ذلك بعمليَّة إستباقيَّة تمثَّـلت
في إحتلال العـراق بتنسـيق و تخطـيط مع أبرز الشخصيَّات في العراق و مـن كـل
الطَّوائـف و المذاهـب لتُضـيف قيمـة شرعـيَّة تُحوِّل الإحـتلال مـن جيـش إستعـماري
إلـى جـيش إنقـاذي إنسـاني هـذا عـدى عـن ترحيـب أغلبـيَّة الحكومـات العربـيَّة
لهـذا الإنقـاذ / الإستعـمار !! .. و حتَّـى تضـمـن أميركـا بقاءهـا في العـراق لأبعـد
مـدى زمـني في المنطقـة فإنهـا تعـمَّدت بدهـاء سـياسي أن تُثـير حربـاً طائفـيَّة
في العـراق مـن خلال الشَّائعـات التي تُـروَّج في الأوسـاط السُّنِّـيَّة ضـد الشِّـيعة و
العكـس أيضـاً .. إلاَّ أنهـا بـدأت في الآونـة الآخـير تُكـرِّس جهـودهـا فـي إختـلاق
مواجهـات بـين أبـناء الطَّـائفـة الواحـدة و المذهـب الواحـد !! , .. هُـنا يـتأكـَّد لـي
أن أميركـا مـازالـت تعتـقد أن توافـق الشُّعـوب و تلاقيها يُؤدِّي إلى تكرار مُماثل
لخسارتهـا في إيـران , .. فأميركـا مازالـت حبيـسة الخيـبة التي كبَّدتهـا خسـارة
إيـران الشَّاه الـذي كـان حليفـاً لإسرائـيل علـناً في المنطـقة !! .. فهـي علـى كـلٍ
إن خرجـت من العـراق - ذاك إن خـرجـت - فإنهـا ستخـرج مـن بـلـد هـزيـل مُتآكـل
مُـمـزَّق فـإن لـم يكـن حليـفاً لهـا فعـلـى أسـوأ الأحـوال لـن يكـون خصـمهـا فـي
مواجهاتهـا المُستقبـليَّة !! , .. لذلك أرى أنه لا مُقارنة بين ماضي العراق و حاضره
لكـن يُمكننـا أن نقـول أن هُنالك إندمـاج مُتناقض يثمثَّل في أن أميركا هي التي
صنعـت الدِّكتاتـور الإلحادي صـدَّام حسـين و هـي التي دبَّـرت و أسَّـسـت و نـفـَّذت
كـل الجرائـم في العـراق و هـي ذاتهـا الـيوم التي إحتـلـَّت العراق و أعدمت صـدَّام
و عيَّنت رجالات الدَّولة !! .. إذاً الدِّكتاتوريَّة الماضـية صنعتها أميركا و الدِّيموقراطيَّة
الحالـيَّة صـناعـة أميركـيَّة !! , .. فلا يُمكـن أن تُقـارن أميـركـا بأميـركـا لأنـك لن
تصل إلـى نتـيجة !! .. أميركـا أسَّـسـت بوجـود صـدَّام لِـمَـا بعـد صـدَّام لكـن الفـرق
أنهـا كانـت في المـاضـي تقـتل تحـت اسـم حـزب البعـث و الآن تـحـت شـعـارات و
شائعـات طائفـيَّة و مذهبـيَّة و عرقـيَّة و مـا إلـى ذلـك من الأساليـب المُبتذلـة جـدَّاً ..
أميركا ذات السياسة الخارجيَّة [ الدِّيكتاموقراطـيَّة ] المُنافقة الكاذبة لم تأتِ للعراق
لأنهـا تُريـد أن تُخرجـه مـن محرقـة صـدَّام لكنهـا أرادت أن تتوسَّـع أكـثر فأكـثـر
أرادت أن تقضـي على مظاهـر الوحـدة العراقـيَّة التي كان من أبرز صُنَّاعهـا الإمام
الشَّهـيد السَّعـيد السَّـيِّد مُحـمَّد باقـر الصَّدر و الإمـام الشَّهـيد المظلـوم السَّـيِّد مُحـمَّد
صادق الصَّدر و حقدهـا عليهما ظاهـر في ممارساتهـا الحقـيرة ضـد السَّـيِّد مُقـتدى
الصَّدر !! , .. أنـا أرى بأنـنا مازلنا في عهـد صدَّام لأننا نرى أميركا تسرح و تمرح
فـي العـراق كمـا كانـت , .. و أعتـقد أن قـيـاس الأسـوأ و الأفضـل مُمـكـن مـا لـو
حـدث تغـيُّر فعـلي واقعـي على الأرض !! .. فصدَّام كان كـ [ راكب الأسد ] إن منعه
من إفـتراس الـذي يقـف من قـُدَّامـه فإنـه سيطرحـه أرضاً و يفترسـه !! , .. أرى أن
سـياسـيِّي العـراق ركـبوا [ أسـد صـدَّام ] و هـو يسير بهم كما سار بصدَّام من قـبل , ..
لـذا إن كـان الحاكـم صـدَّام أم كان غـيره فلـيس ذاك بمُهـم لكن الأهـم أن نـُدرك أن
الذي صـنع عـراق حـزب البعـث هـو الذي يُريـد أن يصـنع عـراق التَّوحُّـد التَّعـدُّدي !!
و أن الذي رعـى صـدَّام و أسَّـسه هـو الذي يُريـد أن يرعانـا و يُؤسِّسـنا !! .. يجـب
علـينـا أن نعـلم أن صـدَّام الذي كُـنَّا نلعـنه صُـبح مسـاء و هـو يستـحق ذلـك فإنـه
لم يكـن إلاَّ ذنـباً للأفعـى الأميركـيَّة في المنطـقة !! , .. فما بـالـنا نلعـن ذنبهـا و نحتضن
رأسهـا !! , .. عراقٌ رغـم وضعـه المأسـاويِّ المُبكـي إلاَّ أن تاريخـه الحديـث دمـويٌّ مُضحـك !! , ..
.. أجـملُ المُـنى ..