بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد ......... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اود ان انقل لكم هذه المشاركة التي فيها كل الجوانب الأخلاقية والتربوية العليا وفيها رضى الله المطلق على عباده وهي عن بر الوالدين .
لو تأمّلنا في الآية الكريمة :
{ ووصّينا الإنسانَ بوالديهِ حملَتهُ أمّهُ وَهناً على وَهنٍ وفِصالُهُ في عامَينِ أنِ اشكُر لي ولوالِدَيكَ إليَّ المصيرُ }
لوَجدنا كيف قرَنَ المولى الكريمُ شُكرنا له بشكرِنا لوالدينا ، فشكرُ الوالدين هو شكرٌ لله ، وعنايتنا بهما ممّا يرتضيه خالقنا .
فلقد أوصانا اللهُ أن نقوم بالشكر له ولوالدينا ، وأن نرعاهما ونـُلبـّي جميعَ احتياجاتهما ، بل وحذَّرنا مِن أن نجرح مشاعرهما أو أن نتأفـّف بشيءٍ مِن طلباتهما أو توجيهاتهما لنا ، بل جعَل نظرنا إليهم عبادة .
فنحن بالنسبة لوالدينا شُجيرةً قد تعِـبا تعباً شديداً في تربيتها وتنميتها ، بل قد أنفقا عمريهما في رعايتها ، ونحنُ جزءاً لا يتجزّأ مِنهما , أفلا يُنشِدا أن نعترف بهذا الجميل العظيم ، أم نستكثر عليهما أن يجدا هذه النبتة التي قضيا عمرهما في تنشئتها قد أعطت ثماراً صالحة .
وكَم وكَم حملا مِن الهموم وكَم سَعَوا لأجل تغذيتنا وكِسوتنا وتعليمنا ، وكَم أجهدَهما تأمين لِقمة العيش لنا ، وكَم كنّا ننزعج عندما نعود ولا نجد الطعامَ جاهِزاً ، وكَم تألـّما مِن أجل سعادتنا وتلبية طلباتنا .
فلننظر ماذا كُنـّا وكيف أصبحنا ، فقد كنـّا صغارً ضعافاً وِضاعاً جاهلين فقراء ، ثمّ أصبحنا كباراً أقوياء أعِزّاء متعلّمين أغنياء ، وكلّ ذلك مِن خلال فضل الله علينا بتهيئتهما لتربيتنا ورعايتنا وتوجيهنا .
والحمد لله فالكثيرون منـّا يقومون بتأدية هذه الحقوق ، بل ويعشقون والديهما ولا يتوانون في خِدمتهما والعمل على سعادتهما ، ولكن في المقابل هناك مَن ينظر إلى مَصالِحه الخاصّة ، وإلى تنمية أمواله وتحقيق المنزلة الإجتماعية على حساب برِّ والديه .
وما أكثر الأمثلة . . . وخُذ مثلاً صاحب البناية التي أقطنها حاليّاً ، حيث أنّه يرفض رفع الإيجار وأبناؤه قد اشتاطوا غيظاً ، ووَصَلَ بهمُ الحال أنّهم ما انفكوا يحاولون إدخال والدهم إلى مَصحّة عقليّة ، مِن أجل أن يحجِروا عليه صحيّاً ، ويتصرّفوا في رفع الإيجار كما يحلو لهم .
هذا علاوةً عن حالات الإساءة وقلـّة الاحترام والاعتبار والتجاهل التي نسمع بها ، حتّى أنّ البعض يعاملون والِدهم كالعجوز الجاهِل الخَرِف ، أو حتى كالسائق أو الخادِم ، فويلُ لهم ممّا كسَبَت أيديهم .
فيجب أن لانغفل عَن أهميّة والدينا في حياتنا ، حتى بعد رحيلهما عنـّا ، حيث يجب علينا التكريم والإحسان إلى أصدقائهما والمحافظة على اتباع توجيهاتهما والدعاء لهما .
فعندما نبرّ الوالِدة ننال التوفيق مِن الله ، وعِندما نبرّ الوالِد ننال العون والنًصرة مِن الله .
ولقد قالوا ليست الدنيا سوى أمّاً ، وفعلاً فلا ننال السعادة في الدنيا إلا مِن تعب الأم ورعايتها ودعواتها ، وطبعاً للأب دوراً لا يقلّ عنها .
وبالمقابل فعندما نُطيع الله نبرّ والدينا ونزيد مِن حَسناتهما ، كما أنّهما يتأذيّا بذنوبنا .
كما أنّنا عندما نُهدي لهما بعض الأعمال فإنّنا بذلك ننال 3 أمور :
- ننال ثواب العمل الذي عملناه على نيّتهما
- ينالا نفس ثواب العمل الذي عَمِلناه لأجلهما
- نـُرزق بأبناء صالحين يُهدوا لنا مِثل ما أهدَينا لوالدينا
فالبر بالوالدين ينتقل إلى أبنائنا ، والعقوق يعود علينا بمثلهِ مِن أبنائنا ، فكما تُدينُ تُدان ولا تَحصِد إلا ما زَرعتَ .
وفي النهاية أحبُّ أن أهدي لكم بهذه النصيحة المُجَرَّبة ... مَن كان أحدُ والديه قد فارق الحياة ، فليحاول التخفيف عن والده بهذا العمل :
يتوجّه في جَوف الليلِ في دُعائه وليَهَب جميعَ أعماله المقبولة إلى والديه أو أحدهما ، وليسأل الله أن يهب لهما جميع ما يحتاجاه مِن عمله ( وليترك له حسنةً واحدةً مقبولة )
وبإذن الله مَن عَمِلَ بهذه التجربة وهو صادق القول والنيّة ... فسيُضاعِفُ اللهُ حسناتِه بشكلٍ كبير وسريع وبدون أي نقصان واللهُ غنيٌّ عن العالَمين ، وسيُرضي والديه ويرفع مِن درجتيهما ، كما أنّه سيلاقي توفيقاً وسعادةً غير عاديّة في القريب العاجل ... جزاءاً لهذه التضحية الكبيرة ولهذا اليقين ، وبأنّ اللهَ لا يُضيعُ أجرَ المُحسنين .
{ ربِّ ارحمهما كما ربّياني صغيراً }
والله وليُّ التوفيق
والحمد للّهِ ربِّ العالَمين
اللهم صل على محمد وآل محمد ......... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اود ان انقل لكم هذه المشاركة التي فيها كل الجوانب الأخلاقية والتربوية العليا وفيها رضى الله المطلق على عباده وهي عن بر الوالدين .
لو تأمّلنا في الآية الكريمة :
{ ووصّينا الإنسانَ بوالديهِ حملَتهُ أمّهُ وَهناً على وَهنٍ وفِصالُهُ في عامَينِ أنِ اشكُر لي ولوالِدَيكَ إليَّ المصيرُ }
لوَجدنا كيف قرَنَ المولى الكريمُ شُكرنا له بشكرِنا لوالدينا ، فشكرُ الوالدين هو شكرٌ لله ، وعنايتنا بهما ممّا يرتضيه خالقنا .
فلقد أوصانا اللهُ أن نقوم بالشكر له ولوالدينا ، وأن نرعاهما ونـُلبـّي جميعَ احتياجاتهما ، بل وحذَّرنا مِن أن نجرح مشاعرهما أو أن نتأفـّف بشيءٍ مِن طلباتهما أو توجيهاتهما لنا ، بل جعَل نظرنا إليهم عبادة .
فنحن بالنسبة لوالدينا شُجيرةً قد تعِـبا تعباً شديداً في تربيتها وتنميتها ، بل قد أنفقا عمريهما في رعايتها ، ونحنُ جزءاً لا يتجزّأ مِنهما , أفلا يُنشِدا أن نعترف بهذا الجميل العظيم ، أم نستكثر عليهما أن يجدا هذه النبتة التي قضيا عمرهما في تنشئتها قد أعطت ثماراً صالحة .
وكَم وكَم حملا مِن الهموم وكَم سَعَوا لأجل تغذيتنا وكِسوتنا وتعليمنا ، وكَم أجهدَهما تأمين لِقمة العيش لنا ، وكَم كنّا ننزعج عندما نعود ولا نجد الطعامَ جاهِزاً ، وكَم تألـّما مِن أجل سعادتنا وتلبية طلباتنا .
فلننظر ماذا كُنـّا وكيف أصبحنا ، فقد كنـّا صغارً ضعافاً وِضاعاً جاهلين فقراء ، ثمّ أصبحنا كباراً أقوياء أعِزّاء متعلّمين أغنياء ، وكلّ ذلك مِن خلال فضل الله علينا بتهيئتهما لتربيتنا ورعايتنا وتوجيهنا .
والحمد لله فالكثيرون منـّا يقومون بتأدية هذه الحقوق ، بل ويعشقون والديهما ولا يتوانون في خِدمتهما والعمل على سعادتهما ، ولكن في المقابل هناك مَن ينظر إلى مَصالِحه الخاصّة ، وإلى تنمية أمواله وتحقيق المنزلة الإجتماعية على حساب برِّ والديه .
وما أكثر الأمثلة . . . وخُذ مثلاً صاحب البناية التي أقطنها حاليّاً ، حيث أنّه يرفض رفع الإيجار وأبناؤه قد اشتاطوا غيظاً ، ووَصَلَ بهمُ الحال أنّهم ما انفكوا يحاولون إدخال والدهم إلى مَصحّة عقليّة ، مِن أجل أن يحجِروا عليه صحيّاً ، ويتصرّفوا في رفع الإيجار كما يحلو لهم .
هذا علاوةً عن حالات الإساءة وقلـّة الاحترام والاعتبار والتجاهل التي نسمع بها ، حتّى أنّ البعض يعاملون والِدهم كالعجوز الجاهِل الخَرِف ، أو حتى كالسائق أو الخادِم ، فويلُ لهم ممّا كسَبَت أيديهم .
فيجب أن لانغفل عَن أهميّة والدينا في حياتنا ، حتى بعد رحيلهما عنـّا ، حيث يجب علينا التكريم والإحسان إلى أصدقائهما والمحافظة على اتباع توجيهاتهما والدعاء لهما .
فعندما نبرّ الوالِدة ننال التوفيق مِن الله ، وعِندما نبرّ الوالِد ننال العون والنًصرة مِن الله .
ولقد قالوا ليست الدنيا سوى أمّاً ، وفعلاً فلا ننال السعادة في الدنيا إلا مِن تعب الأم ورعايتها ودعواتها ، وطبعاً للأب دوراً لا يقلّ عنها .
وبالمقابل فعندما نُطيع الله نبرّ والدينا ونزيد مِن حَسناتهما ، كما أنّهما يتأذيّا بذنوبنا .
كما أنّنا عندما نُهدي لهما بعض الأعمال فإنّنا بذلك ننال 3 أمور :
- ننال ثواب العمل الذي عملناه على نيّتهما
- ينالا نفس ثواب العمل الذي عَمِلناه لأجلهما
- نـُرزق بأبناء صالحين يُهدوا لنا مِثل ما أهدَينا لوالدينا
فالبر بالوالدين ينتقل إلى أبنائنا ، والعقوق يعود علينا بمثلهِ مِن أبنائنا ، فكما تُدينُ تُدان ولا تَحصِد إلا ما زَرعتَ .
وفي النهاية أحبُّ أن أهدي لكم بهذه النصيحة المُجَرَّبة ... مَن كان أحدُ والديه قد فارق الحياة ، فليحاول التخفيف عن والده بهذا العمل :
يتوجّه في جَوف الليلِ في دُعائه وليَهَب جميعَ أعماله المقبولة إلى والديه أو أحدهما ، وليسأل الله أن يهب لهما جميع ما يحتاجاه مِن عمله ( وليترك له حسنةً واحدةً مقبولة )
وبإذن الله مَن عَمِلَ بهذه التجربة وهو صادق القول والنيّة ... فسيُضاعِفُ اللهُ حسناتِه بشكلٍ كبير وسريع وبدون أي نقصان واللهُ غنيٌّ عن العالَمين ، وسيُرضي والديه ويرفع مِن درجتيهما ، كما أنّه سيلاقي توفيقاً وسعادةً غير عاديّة في القريب العاجل ... جزاءاً لهذه التضحية الكبيرة ولهذا اليقين ، وبأنّ اللهَ لا يُضيعُ أجرَ المُحسنين .
{ ربِّ ارحمهما كما ربّياني صغيراً }
والله وليُّ التوفيق
والحمد للّهِ ربِّ العالَمين