السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يقول مولانا أمير المؤمنين عليه السلام ( القرآن ظاهره أنيق وباطنه عميق ) ولمبحث الباطن في القرآن الكريم علم قائم
يبحث في العلل لا بالكيفيات وهو على درجات في تقريب التأويل الشريف للقرآن الكريم .

وقد ذهبت الكثيل من المذاهب العقلية بمفسريها الى أن المقصود في الآية الكريمة ( وماخلقت الجن و الانس الا ليعبدون )
على ان معنى كلمة يعبدون هي يعرفون و أن أساس عبادة الله هي معرفته وتحّريه وان العبادة قوامها المعرفة لا اداء الحركات دون المضامين وهو ما يقرب ارتباط ذلك بمعنى الاية الشريفة ( انما يخشى الله من عباده العلماء ) اي العارفون بشؤونه .

وقد عرّف سماحة الشيخ حبيب الكاظمي دامت تاييداته علم العرفان على موقع السراج في الطريق الى الله في موعظة دقيقة بانه معرفة العبد برضا الله وسخطه في مكان وزمان حياته و مقدرته على تشخيص ارادته جل و علا اعتمادا علىجملة المعارف القرآنية و الشرعية و الفقهية .
ووفقا لدروس سماحة آية الله العظمى الامام السيد الخامناءي دام ظله الشريف فان العرفان لا يكون علما الا بما يتضمنه من مفهومات فحينما يكون العرفان غير مفهوم اي لا يستطيع العقل ايجاد صيغة له فهو ليس بعلم حقيقي .

ولأن المعرفة مرتبطة بالعقل الذي خلقه الله سبحانه أول شئ كماورد في حديث الامام الصادق ع الشريف ( حديث العقل و الجهل ) و خلق الانسان بالقدرة فان ظروف المعرفة لا تتغير باختلاف عقيدة الانسان وانتماءه طالما ان الحق بداخله
وعليه ان يبحث عنه فلا يكون خلقه عبثا ويستطيع الوصول الىحقيقة (ان الدين عند الله الاسلام ) بالعقل و التفكر و الاعتبار كما حث الله سبحانه في الذكر الحكيم اعتمادا على اياته و الاءه ولسورة الرحمن مضامين عالية في هذا الشان
أقصر عن ايرادها لجهلي وندامتي .

إن النفوس العلوية الشريفة بما عليه من حال في الدنيا مضمنة بآيات عاليات لعونها على الصبر في الوجود الفاني و لا يحجب معرفتها الا تغييب العقل بالشهوة و الانصياع فاذا ما رفعت مضامينها ظهرت كواشفها و علمت مراميها وقصدت حقانيتها كما هو الحال في الخلق جميعا بوعد الرجعة عن الله سبحانه وتعالى اليه كما في قوسي الوجود - من الله و الى الله - .

هذا وأرجو عذر قصوري وتفهم جهلي في اجابتي أخي ( يا مهدي ) فقد حاولت تقديم ما لدي سائلكم الدعاء